Você está na página 1de 13

‫أسباب سقوط الدولة العثمانيةـ كامل الحلقات "الصياد"‬

‫‪http://www.alfjr.com/index.cfm?fuseaction=thread&CFB=1&Tid=2998‬‬

‫لماذا اختيار هذا الموضوع؟ أهمية البحث في مثل هذه المواضيع؟‬


‫لقد دعا القرآن الكريم إلى دراسة شؤون المم الغابرة وبين كيف أنها‬
‫سقطت وتلشت حينما ظلمت ] ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم‬
‫بركات من السماء والرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون [‬
‫]و إذا أردناأن نهلك قريةأمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول‬
‫فدمرناها تدميرا [ فالشرط في تصاعد الخط البياني هو عدم النحراف عن‬
‫منهج الله وقد أشار ابن خلدون على الرغم من آرائه الخرى حول موضوع‬
‫الدولة إلى ضرورة حمل الكافة ‪ -‬أي كافة الناس ‪ -‬على شريعة الله إذا ما أردنا‬
‫تجنب مساوئ الملك الطبيعي والسياسي ‪ .‬وكان النحراف عن منهج الله يزداد‬
‫والخط البياني ينزل هابطاً ولكن كانت هناك طفرات في التاريخ السلمي‬
‫يرتفع بها ذلك الخط قليلً فهناك المجددون ‪.‬‬
‫وهى كما ذكر ابن خلدون عندما جعل للدولة أعماًرا طبيعة كالشخاص‪،‬فهو لم‬
‫ينس أن يربط عمر الدولة هذه بطبيعة الملك‪،‬إذ يقول ‪ :‬إذا استحكمت طبيعة‬
‫الملك من النفراد بالمجد وحصول الترف والدعة أقبلت الدولة على الهرم…‬
‫وفي عهود العثمانيين الوائل ارتفع الخط ولكنه عاد للهبوط بعد انقضاء عهد‬
‫السلطين العشرة الذين أرسوا كيان الدولة وعزروا قوتها ومدوا فتوحاتها‬
‫وكان دائماً اللتزام بمنهج الله هو الساس ـ وسيمر معنا مواقف خالدة لبعض‬
‫هؤلء السلطين تبين بوضوح هذه النقطة‬
‫و بدأ النحراف عن منهج الله صغيراً ثم ازداد النفراج واتسع تدريجيا ثم تحول‬
‫إلى ملك عضوض بالقوة أو بالكراه حتى أصبحت الهرقلية أمراً متعارفاً عليه‬
‫الدولة العثمانية ‪ 699 :‬ـ ‪ 1343‬هـ (لمحة كوجزة)‬
‫العثمانيون من شعب الغز التركي‪،‬وأصلهم من بلد التركستان‪،‬نزحوا أمام‬
‫اكتساح جنكيز خان لدولة خوارزم السلمية‪،‬بزعامة سليمان الذي غرق أثناء‬
‫عبوره نهر الفرات سنة ‪ 628‬هـ فتزعم القبيلة ابنه أرطغرل الذي ساعد علء‬
‫الدين السلجوقي في حرب البيزنطيين فأقطعه وقبيلته بقعة من الرض في‬
‫محاذاة بلد الروم غربي دولة سلجقة الروم‪ .‬وهذه الحادثة حادثة جليلة تدل‬
‫على ما في أخلقهم من الشهامة والبطولة‪.‬‬
‫ويعتبر عثمان بن أرطغرل هو المؤسس الول للدولة العثمانية‪،‬وبه سميت ‪،‬‬
‫عندما استقل بإمارته سنة ‪ 699‬هـ وأخذت هذه المارة على عاتقها حماية‬
‫العالم السلمي‪،‬وتولت قيادة الجهاد‪،‬وأصبحت المتنفس الوحيد للجهاد ‪،‬‬
‫فجاءها كل راغب فيه…‬
‫وفي عام ‪ 923‬هـ انتقلت الخلفة الشرعية لسليم الول بعد تنازل المتوكل‬
‫على الله أخر خليفة عباسي في القاهرة…‬
‫وبهذه العاطفة السلمية المتأججة في نفوسهم ممتزجة بالروح العسكرية‬
‫المتأصلة في كيانهم‪،‬حملوا راية السلم‪،‬وأقاموا أكبر دولة إسلمية عرفها‬
‫التاريخ في قرونه المتأخرة… وبقيت الحارس المين للعالم السلمي أربعة‬
‫قرون‪،‬وأطلقت على دولتهم اسم (بلد السلم) وعلى حاكمها اسم‬
‫(سلطان)وكان أعز ألقابه إليه (الغازي) أي‪:‬المجاهد‪..‬واللفظان العثماني‬
‫والتركي فهما من المصطلحات الحديثة…وحكمت بالعدل بالعمل بالشرع‬
‫السلمي في القرون الثلثة الولى لتكوين هذه الدولة…‬
‫نعم ‪ :‬إن العثمانيين الذين تبو أو ا منصباً في عهد سلطينهم الفاتحين‬
‫ً‬
‫وغربا واندحرت الطماع الصليبية أمامهم‬ ‫ً‬ ‫شرقا‬ ‫ووسعوا رقعة بلد السلم‬
‫وحقق الله على أيديهم هزيمة قادة الكفر والتآمر على بلد المسلمين‬
‫وارتجفت أوروبا خوفاً وفزعاً من بعض قادتهم أولئك كانت الروح السلمية‬
‫عندهم عالية ‪ . .‬وكانت روح النضباط التي يتحلى بها الجندي عاملً من عوامل‬
‫انتصاراتهم وهي التي شجعت محمد الثاني على القيام بفتوحاته ‪.‬‬
‫وكانت غيرتهم على السلم شديدة وكثر حماسهم له لقد بد أوا حياتهم‬
‫السلمية بروح طيبة وساعدتهم الحيوية التي لتنضب إذ أنهم شعب شاب‬
‫جديد لم تفتنه مباهج الحياة المادية والثراء ولم ينغمس في مفاسد الحضارات‬
‫المضمحلة التي كانت سائدة في البلد التي فتحوها ولكنهم استفادوا منها‬
‫فأخذوا ما أفادهم وكانت عندهم القدرة على التحكم والفتح والنتصار وقد‬
‫أتقنوا نظام الحكم وخاصة في عصر الفاتح ‪ ،‬إذ كان هناك نظام وضع لختيار‬
‫المرشحين لتولى أمور الدولة بالنتقاء والختيار والتدريب والثقافة كما كانوا‬
‫يشدد ون في اختيار من تؤهله صفاته العقلية والحسية ومواهبه الخرى‬
‫المناسبة لشغل الوظائف وكان السلطان رأس الحكم ومركزه وقوته الدافعة‬
‫وأداة توحيده وتسييره وهو الذي يصدر الوامر المهمة والتي لها صبغة دينية‬
‫وكان يحرص على كسب رضاء الله وعلى احترام الشرع السلمي المطهر‬
‫فكان العثمانيون يحبون سلطينهم مخلصين لهم متعلقين بهم فلم يفكروا‬
‫لمدة سبعة قرون في تحويل السلطة من آل عثمان إلى غيرهم ‪.‬ولكن المور‬
‫لم تستمر على المنهج نفسه والسلوب الذي اتبعوه منذ بزوغ نجمهم في‬
‫صفحات التاريخ المضيء فقد بدأ الوهن والضعف يزحف إلى كيانهم ‪.‬‬
‫وبعد ذكر‬
‫ً‬
‫أسباب السقوط والنحطاط …ل بد أن نذكر شيئا عن إيجابيات الدولة‬
‫العثمانية‬
‫ل شك أن الدولة العثمانية لم تسلم من أخطاء بل أخطاء فادحة‪،‬كانت سببًا‬
‫في زوال الدولة‪ :‬وإن من يدرس ‪ ،‬بإنعام نظر ‪ ،‬كل سبب من هذه السباب‬
‫التي سوف تذكر‪ ..‬ل يعجب من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه‬
‫الضربات بل يعجب كيف استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه‬
‫الضربات القاسية …‪.‬‬
‫وترجع هذه السباب في نظري إلى ‪:‬‬
‫‪ /1‬مخالفة منهج الله ‪.‬فالدولة العثمانية منذ أن قامت كانت العاطفة السلمية‬
‫جياشة قوية‪،‬فلما تبعها التربية السلمية والتدريب السليم للنظام العسكري‬
‫الجديد كانت القوة وكان الفتح وكان التوسع‪،‬فلما ضعفت التربية السلمية‬
‫زادات أعمال السلب والنهب والفسق والفجور واستمر النحراف وظهرت‬
‫حركات العصيان وفقدت الدولة هيبتها بسبب انصراف السلطين إلى‬
‫ملذاتهم‬
‫‪ /2‬تشجيع الصوفية‪:‬‬

‫‪ /3‬عدم اتخاذ السلم مصدًرا أساسيًا للتشريعات والقوانين والنظمة التي‬


‫تسير عليها الدولة‪،‬فكثرت إصدار التشريعات والقوانين الوضعية فيما سمي‬
‫بالتجديدات وذلك بسبب الضغوط الوروبية…‬
‫‪/4‬الحروب الصليبية التي شنت على الدولة والتي لم تنقطع منذ ظهورها إلى‬
‫يوم انهيارها والكلم هنا يطول ويكفي التلميح إلى الحملة الفرنسية على‬
‫مصر والحملة الفرنسية على الجزائر والتوسع الروسي في بلد قفقاسيا‬
‫وتهجير سكانها من داغستان وشاشان وشراكس عام ‪ 1282‬هـ ‪ .‬والحملة‬
‫النكليزية على مصر وعدن واستيلء الطليان على طرابلس الغرب ‪.‬‬
‫أما المناوشات والغزوات العسكرية والحركات النفصالية التي أشعلتها‬
‫الصليبية العالمية في ممتلكات العثمانيين في أوروبا فهي من الهمية بمكان‬
‫إذ لم يخل عهد سلطان منها‬
‫‪/5‬توسع رقعة الدولة ‪:‬‬
‫شغلت الدولة في أوج قوتها وتوسعها مساحة من الرض تزيد عن أربعة عشر‬
‫مليونا من الكيلومترات والمر يختلف عما هو علية في وقتنا الحاضر إذ أن‬
‫سياسة دفة الحكم في عهد كانت مواصلته وسائلها الدواب والعربات وبريدها‬
‫يستغرق الشهور الطويلة والسنين ‪ ،‬وقد تحصنت بالحواجز الطبيعية من أنهار‬
‫وبحار وجبال وغيرها ‪ .‬والظن أن إعلن الحركات المتمردة والعصابات‬
‫المتكررة فيها ربما يكون في غاية السهولة كما أن إخمادها أيضاً في غاية‬
‫الصعوبة ‪ .‬ولم تحتفظ الدولة بتماسكها على الرغم مما أصابها من زلزل‬
‫ونكبات طيلة ستة قرون إل بفضل عامل الدين ورابطة العقيدة على الرغم‬
‫من ظهور من استهان بها ورفع رأسة هنا وهنالك ولكن لم يتجرأ على إعلن‬
‫بترها أو إلغائها إذ أن رابطة العقيدة أهم عامل حاسم في كيان المم وقد‬
‫استطاعت تلك الرابطة أن تجمع بين الترك والعرب والكرد والشركس‬
‫والشاشان والداغستان وغيرهم لقرون طويلة حتى قام أعداء هذا الدين‬
‫وفرقوا شتات المة الواحدة بإثارة العصبية القليمية التي وصفها الرسول ‪e‬‬
‫بأنها منتنة ‪.‬‬
‫يقول العلمة ( عبد الرحمن بن خلدون ) والمتوفى في عام ‪ 808‬هـ ‪ .‬في‬
‫مقدمته العظيمة التي أسماها ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر ) ‪ :‬أن الدول‬
‫القديمة المستقرة يفنيها شيئان ‪ :‬أولهما أن تنشأ مطالبة من الطراف ‪،‬‬
‫وهذه الوليات التي تطالب بالستقلل ل تبدأ بمطالبها إل إذا تقلص ظل‬
‫الدولة عنهم وانحسر تيارها ‪ ،‬واما السبب الثاني لنقضاء الدولة المستقرة‬
‫فيأتي من دعاة وخوارج في داخل هذه الدولة المستقرة ‪ ،‬فيبدوان بالمطالبة (‬
‫أول ) بمطالب صغيرة وليست ذات بال ‪ ،‬ويكون لهؤلء الدعاة السلح النفسي‬
‫الوهمي والمطاولة في طلب الحقوق التي تبدأ صغيرة ثم تنتهي إلى مقصد‬
‫هيبة الدولة ونظامها ‪ ،‬ولعل أكثر ما يساعد هؤلء الخارجين على نظام الدولة‬
‫هو ما يحصل من فتور في همم اتباع هذه الدولة المستقرة ‪ ،‬وفي لحظة من‬
‫اللحظات وعندما تتضح هرم الدولة المستقرة وتضمحل عقائد التسليم لها من‬
‫قبل قومها مع انبعاث همم المطالبين بأشياء وأشياء في داخلها ‪ ،‬عندئذ تكتب‬
‫سنة الله في العباد سطرها الخير في كتاب العلم اللهي ‪ ،‬وهذا السطر يفيد‬
‫بزوال الدولة المستقرة وفناء عمرها ‪ ،‬لن خلل وافر أقد غزا جميع جهاتها ‪،‬‬
‫ويتضح ذلك للمطالبين من الطراف ‪ ،‬أو في داخل هذا الخلل الذي اسمه‬
‫الدولة ‪ ،‬عندها ينكشف ما خفي من هرمها واقتراب تلشيها ‪ ،‬وفي تلك‬
‫الوقات من حياة المة المعنية ‪ ،‬يبدأ المرحلة الخيرة من المناحرة والتي‬
‫نتيجتها تكون مؤكدة ‪ :‬نشوء دول جديدة مستحدثة وأنظمة على أنقاض الدولة‬
‫الفانية التي ( كانت ) مستقرة ‪ .‬وكلم العلمة ( أبن خلدون ) هذا ينطبق اكثر ما‬
‫ينطبق على الدولة العثمانية ‪ ،‬ففي اتساعها وضم أقاليم عديدة تحت لوائها‬
‫وحكمها ‪ ،‬كان المقتل وكان الخلل من حيث كان يعتقد أن في هذا منتهى‬
‫القوة والمنعة ‪،‬خاصة أن نحن علمنا أن هذه القاليم والمصار تضم قوميات‬
‫عديدة‬

‫صاد صياد عصفورين في يوم ريح‪،‬فدخل في عينيه عود‪،‬فذرفت عيناه‪،‬فقال‬


‫العصفور لخيه‪:‬ما أرقه علينا‪،‬انظر إلى عينيه تذرفان‪،‬فرد عليه الخر‪:‬ل تنظر‬
‫إلى عينيه‪،‬بل انظر إلى يديه!‬
‫‪/6‬التخلف العلمي ‪:‬‬
‫قائما حتى اليوم وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على الحركة‬ ‫ً‬ ‫وهو الذي ل يزال‬
‫العلمانية الكمالية التي عزته إلى التمسك بالدين ‪ .‬عن العثمانيين قد جاءوا إلى بلد الناضول‬
‫بدواً ولم يتحضروا بل شغلتهم الحروب ولم ينصرفوا إلى العلم بسبب النشغال بالفتوحات‬
‫والحروب المستمرة في كل الجبهات ‪ ،‬ولم يسمح لهم الوروبيون بالتفات إلى العلم ول إلى‬
‫التخطيط لذا استمروا في طبيعة البداوة فأبدوا انتصارات وقدموا خدمات ‪ ،‬والفرق بينهم‬
‫وبين الستعمار أن الستعمار يحرص على تقدم بلده على حين يبذل جهده في بقاء سكان‬
‫المناطق التي يحتلها على حالة من الجهل والتخلف أما هم فكانوا وغيرهم من هذه الناحية‬
‫على حد سواء ‪ .‬وحينما انهزمت الدولة عام ‪ 1188‬هـ ‪ .‬الموافق ‪ 1774‬م انتبهت قليلً وبدأ‬
‫سليم الثالث بالصلح وإنشاء المدارس الجديدة وكان هو نفسه يعلّم في مدرسة الهندسة‬
‫وألف جيشاً حديثاً حتى ثار عليه الجيش القديم وأغتاله ‪ .‬وقد مكن ذلك التخلف الغرب من‬
‫التفوق المادي فاخترع السلحة الحديثة ووسائل الصناعة وبدأ عصر اللة والبخار والكهرباء‬
‫وانطبق قول الله عز وجل ‪ ] :‬كيف وإن يظهروا عليكم ل يرقبوا فيكم إلًّ ول ذمة [ ‪ .‬فظهروا‬
‫على المسلمين بعد أن كانت لهم الغلبة ولم يتورعوا في استخدام ما توصلوا إليه من أسلحه‬
‫الدمار والخراب ضدهم وحاولوا التشكيك في عقيدتهم وتاريخهم ‪ ،‬ولو أن صلبة الروح بقيت‬
‫كما كانت سابقاً لما تمكن أعداء هذا الدين من أهله كما يتمكنون منهم اليوم فقد كانت‬
‫حروبهم الصليبية تباعاً ولم تتوقف أبدا ولكنهم تصطدم بصخرته المنيعة الصلبة فتتحطم‬
‫حملتهم وتتبعثر جيوشهم وتذهب مكائدهم أدراج الرياح ‪ .‬وقد عبأ السلم هذه المة مادياً‬
‫ومعنوياً فقال تعالى ‪ ] :‬وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ‪ . [ ..‬وقد حذ ّرنا‬
‫ل وعل ‪ ] :‬ول يزالون يقاتلونكم حتى يردّوكم عن دينكم إن استطاعوا [ ‪.‬‬ ‫القرآن منهم فقال ج ّ‬
‫ولكن الصليبيين تمكنوا من بث أفكارهم بدل العلوم والصناعة …‬
‫‪/7‬كان العثمانيون يكتفون من البلد المفتوحة بالخراج ‪ ،‬ويتركون السكان على وضعهم القائم‬
‫من العقيدة واللغة والعبادات ‪ ،‬إذ يهملون الدعوة والعمل على نشر السلم وإظهار مزايا‬
‫السلم من المساواة والعدل والمن وانسجامه مع الفطرة البشرية‬
‫‪/8‬ضعف الدولة العثمانية في أواخر عهدها جعل الدول الوروبية تتآمر عليها فأثاروا ضدها‬
‫الحركات النفصالية السياسية والدينية ‪ ،‬كما استغل دعاة القومية والصهيونية هذا الضعف‬
‫مما جعلهم يقومون بحركات لتقويض هذه الدولة ‪.‬‬
‫‪ /9‬الحركات النفصالية والتمردات المحلية ‪:‬‬
‫نتيجة للتفوق الصليبي قام أوروبا بحبك المؤامرات ضد المسلمين ودفعوا الدمى المصطنعة‬
‫من طلب الزعامة وغذوا أوكار الحاقدين والجهلة وشجعوا على العصيان ‪.‬‬
‫أصبح سفراء الدول الغربية يتدخلون في الشؤون الداخلية والسياسية الخارجية للدولة…‬
‫حتى وصل المر بهم أن هددوا الدولة العثمانية بقطع العلقات لدولهم إذا قامت الدولة بأي‬
‫إجراء انتقامي ‪..‬خاصة لدول البلقان‪..‬‬
‫أما في جهات الشرق فكان خصوم العثمانيين التقليديين يشعلون الثورات بين الحين والخر‬
‫‪ ،‬ولعل أهم الحركات النفصالية التي أضعفت الدولة كانت حركة محمد علي باشا في مصر ‪.‬‬
‫وأخيراً تأتي دعوة المام محمد بن عبدالوهاب ـ أو كما يطلق عليها أغلب كتاب التاريخ‬
‫الحديث الحركة الوهابية ـ التي قامت في الجزيرة العربية ! ويضعها بعض الكتاب ضمن‬
‫أسباب ضعف الدول العثمانية…وهي كذلك ولكن ليس من الوجه التي يقصدونها‪..‬وإنما‬
‫بسبب قضائهم على الدولة السعودية الولى التي قامت على التوحيد‪..‬وكانوا سببًا في‬
‫ما لها بسقوط هذه الدولة العثمانية‬ ‫القضاء عليها‪..‬فقد يكون عقابًا من الله تعالى وانتقا ً‬
‫‪ /10‬المتيازات التي كانت تمنح للجانب اعتباطاً بسخاء وكرم لمبرر لهما بل كانت تمثل‬
‫التفريط بحق الوطن في اقبح صورة ‪ ،‬فقد منحت الدولة العثمانية ‪ ،‬وهي في أوج عظمتها‬
‫وسلطانها ‪ ،‬امتيازات لدول أجنبية جعلتها شبة شريكة معها في حكم البلد ‪ .‬ول أرى سبباً‬
‫لهذا الستهتار أل الجهل وعدم تقدير المور قدرها الحقيقي وتقدير قوة ودهاء الدول التي‬
‫منحت هذه المتيازات والعاقل ل يستهين بعدوه مهما كان صغيراً وضعيفاً ‪.‬‬
‫وهي من التساهلت التي يمكن أن تعد أخطاء نظراً لنتائجها التي ظهرت بعد حين وقد‬
‫منحت تلك الحقوق للجانب أولً ثم لبعض السكان المحليين فيما بعد وقد أراد السلطان‬
‫سليمان القانوني أن يعيد الطريق التجاري إلى البحر المتوسط بعد أن تحولت إلى رأس‬
‫الرجاء الصالح وذلك بإعطاء امتيازات وعقد معاهدات مع اليطاليين ثم الفرنسيين والنكليز‬
‫ليشجعهم على البحار عن هذه الطريق ولكن أولئك النصارى جميعاً كانوا يبدون للسلطان‬
‫رغبتهم في التحول ويعملون على الكيد له في الخفاء ‪ .‬هذه التفاقيات ظنها السلطان‬
‫سليمان ل قيمة لها ما دامت القوة بيده حيث يلغيها متى شاء ويمنحها متى أراد والواقع أن‬
‫الضعف الذي أصاب الدولة قد جعل من هذه التفاقيات قوة لهؤلء الجانب أولً ولرعاياهم‬
‫النصارى من سكان ومواطني الدولة العثمانية ثانياً ‪ .‬وكانت المتيازات في البدء بسيطة‬
‫ولكن نجم عنها تعقيدات كثيرة فيما بعد ‪.‬‬
‫( منظمة التجارة العالمية الن بقوانييها التي سوف تحكم العالم تجعل من حق الشركات أن‬
‫تقيم مصانعها في أية بقعة من العالم‪،‬وأن تأتي بالعمالة الرخيصة من أيه بقعة من‬
‫العالم‪،‬وأن تخرج عوائدها إلى البلد الذي تريد ومن البلد الذي تريد…‬
‫وقد حولت المتيازات إلى اتفاقات ثنائية فأصبح بإمكان السفن الفرنسية دخول الموانئ‬
‫العثمانية تحت حماية العلم الفرنسي ومنح الزوار حرية زيارة الماكن المقدسة والشراف‬
‫عليها وحرية ممارسة الطقوس الدينية هناك ‪ .‬ثم أصبح مع مرور الزمن وكأنها حقوق‬
‫مكتسبة ثم توسعت وشملت بعض السكان المحليين كالعفاء من الضرائب والستثناء من‬
‫سلطة المحاكم الشرعية العثمانية والتقاضي في محاكم خاصة سموها المحاكم المختلطة‬
‫وقد لعبت دورا كبيرا فيما بعد ‪ .‬وأصبح لروسيا مثلً بموجب معاهدة كينارجي حق بناء كنيسة‬
‫باستانبول وحق حماية النصارى التابعين لمذهبها الرثوذكسي من رعايا الدولة ‪ ،‬وفي عهد‬
‫السلطان عبد المجيد تقرر منح أهالي لبنان حكومة مستقلة تحت سيادة الدولة العثمانية‬
‫يكون حاكمها نصراني ويكون للباب العالي حماية مؤلفة من ‪ 300‬جندي فقط ترابط على‬
‫الطريق الموصل بين دمشق وبيروت ‪ ،‬وبذلك تشجعت أقليات أخرى ‪ ،‬وطالب النصارى في‬
‫البوسنة بتحريض أجنبي الحصول على امتيازات فقاومتهم الدولة ولكنهم لم يركنوا للهدوء‬
‫وازدادوا من عصيانهم بدعم أوروبا لهم ‪ .‬لقد ساعدت المتيازات على إشعال بؤر الفتن‬
‫وأربكت الدولة وشغلتها عهوداً طويلة واتخذت ذريعة لتدخل الدول بحجة حماية الرعايا‬
‫وبالتالي الحتلل والعدوان ‪.‬‬
‫‪/11‬الغرور الذي أصاب سلطين بني عثمان الذين فتحت لهم الرض أبوابها على مصراعيها‬
‫يلجونها كما يشاءون ‪ .‬وإن من يقرأ كتاب الملك سليمان القانوني إلى ملك فرنساء ليجد فيه‬
‫ما يشبه كتاب ملك إلى ملك أو إمبراطور عظيم إلى ملك صغير او حتى إلى أمير ‪ ،‬بل يجده‬
‫وكأنة كتاب سيد الى مسود ومن يطالع صيغ المعاهدات ‪ ،‬في أوج عظمة الدولة ‪ ،‬وما كان‬
‫يضفى فيها على سلطين بني عثمان من ألقاب يكادون يشاركون بها الله تعالى في صفاته‬
‫بينما تكون ألقاب الباطرة والملوك عادية ‪ ،‬أقول إن من يطالع صيغ هذه المعاهدات يدرك‬
‫إلى أي حد بلغ بهؤلء السلطين الجهل والغرور‬

‫‪/‬الجيش النكشاري ‪:‬‬


‫هو الجيش الذي أنشأه السلطان أو رخان باختيار أفراد ه من أبناء البلد‬
‫الوروبية المفتوحة وتلقينهم مبادئ الدين السلمي ووضعهم في ثكنات‬
‫عسكرية خاصة وتدريبهم على فنون الحرب والقتال ‪ .‬ولقد أبلى ذلك الجيش‬
‫بلء حسنا في كافة المعارك التي خاضها العثمانيون إبان قوتهم فكانوا‬
‫يندفعون كالسود في ساحات القتال وكان لهم الفضل في ترجيح كفة النصر‬
‫في المعركة الحاسمة يوم فتح القسطنطينية وغيرها من المعارك الشهيرة ‪.‬‬
‫ثم مع مرور الزمن بدأ الوهن يتسرب إلى صفوفهم عندما عاشوا بين المدنيين‬
‫وكثرت تعدياتهم بصفتهم العسكر المختص بهم السلطان‪.‬‬
‫فما اختلط الجند بأهل المدن إل وقد فسدت طبيعتهم وتغيرت أخلقهم‬
‫وتبدلت مهمتهم وأصبح البلء في وجه الحكم منهم والعداء للسكان من‬
‫أعمالهم وصاروا يتدخلون في شؤون الدولة وتعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة‬
‫وانغمسوا في الملذات والمحرمات وشق عليهم أن ينفروا في أوقات البرد‬
‫الشديد ونظروا إلى العطايا السلطانية ومالوا إلى النهب والسلب حين غزو‬
‫البلد ‪ .‬فأثاروا الضطرابات يريدون الحروب ولو كان جحيمها يصب فوق‬
‫رؤوسهم ليواصلوا نهب البلد المفتوحة‪ ،‬وأصبحوا ينقضون العهود ويخرقون‬
‫الهدنة للذين تمت معهم عن طريق السلطان‪..‬‬
‫وبذلك نسوا الغاية التي وجدوا من أجلها ‪ .‬لقد كانت فاتحة أعمال السلطان‬
‫مراد الثالث عام ‪982‬هـ ‪ .‬هي إصدار أمر بمنع شرب الخمور فهاجوا وماجوا حتى‬
‫اضطروه لباحته ضمن شروط لخوفه من نقمتهم ‪.‬‬
‫وهكذا فإن الجيوش ل تهزم إل حينما تترك عقيدتها ول تلتزم بمبادئها ‪.‬‬
‫إن وثوب النكشارية إلى مركز القيادة في الدولة العثمانية جعلها في حالة‬
‫خطيرة من الفوضى فصاروا هم المرون والناهون والسلطان ألعوبة بأيديهم‬
‫فظهر الفساد وضاعت البلد ‪ .‬ثاروا في استانبول والقاهرة وبودا ‪،‬يطالبون‬
‫بإشعال الحروب حينما اقتضت المصلحة أل تكون هناك حروباً ‪ .‬وقد أشار‬
‫سنان باشا عام ‪ 997‬هـ ‪ .‬إلى إشعالها بمحاربة المجرمين تحت إلحاح شديد من‬
‫قبلهم وكانت النتيجة انهزام والي بودا العثماني ومقتل حسن باشا والي‬
‫الهرسك وسقوط عدة قلع عثمانية بأيدي النمسا ‪ .‬وفي عام ‪ 1027‬هـ ‪ .‬حاول‬
‫السلطان عثمان إبادتهم بإعداد العدة لحشد جيوش جديدة في وليات آسيا‬
‫الصغرى وتدريبها وتنظيمها ولما حاول ذلك خلعوه وقتلوه وأعادوا مصطفى‬
‫الول الذي خلعوه عام ‪ 1032‬هـ ‪.‬‬
‫أيضاً وهذه هي نهاية كثير من المصلحين حينما يتاح للجيوش الفاسدة أن‬
‫تكتب أقدار المم ‪.‬‬
‫واستمر النكشارية في عهد السلطان مراد الرابع سنوات عشر سائرين في‬
‫طريق الضلل سادرين في غيهم وطغيانهم فهم الذين نصبوه فالمر والنهى‬
‫يجب أن يكون لهم ما دام رأس الدولة بأيديهم ‪ .‬وهم الذين قاموا بقتل‬
‫السلطان إبراهيم الول خنقاً حينما حاول التخلص منهم ‪ ،‬وهم الذين اربكوا‬
‫الدولة إذ وضعوها في حالة من الفوضى بقتلهم السلطين وتولية أولدهم‬
‫الصغار السن من بعدهم كالسلطان محمد الرابع ‪ ،‬فقام الفرنج باحتلل أجزاء‬
‫من البلد فاضطر الصدر العظم والعلماء إلى عزله ‪ .‬ثم ثار النكشارية في‬
‫عهد السلطان سليمان الثاني ودخلت جيوش العداء بعضاً من أراضي الدولة‬
‫واحتلتها ‪ .‬وخلع النكشارية السلطين مصطفى الثاني ‪ ،‬أحمد الثالث ‪،‬‬
‫مصطفى الرابع ‪ ،‬إلى أن قيض الله للسلطان محمود الثاني عام ‪ 1241‬هـ ‪.‬‬
‫التخلص منهم فقد هيأ لذلك وسلط عليهم المدفعية فدمرتهم وانتهى أمرهم ‪.‬‬
‫ود أغلبهم بعد عهود المجد والقوة أن ل‬ ‫‪/13‬كما ان السلطين العثمانيين تع ّ‬
‫يقودوا الجيوش بأنفسهم وتركوا المر لقواد قد يكون بعضهم غير كفء‬
‫فانهزموا في مواقع كثيرة وتضاءل الحماس والحمية الدينية لغياب السلطان‬
‫عن مركز قيادة الجيش كما كان يحدث سابقاً ‪.‬‬
‫‪ /14‬احتجاب السلطين وعدم ممارستهم السلطة بأنفسهم والتكال على‬
‫وزراء جهال ‪ .‬فقد كان سلطين آل عثمان حتى السلطان سليم الول يتولون‬
‫قيادة الجيش بأنفسهم ‪ ،‬فيبعثون الحماسة والحمية في صدور الجنود ‪ ،‬ثم‬
‫صار السلطين يعهدون بالقيادة إلى ضباط فصار الجنود يتقاعسون‬
‫ويتهاونون تبعاً للمثل القائل ’’ الناس على دين ملوكهم ‘‘‬
‫‪/15‬وتسليم أمور الدولة إلى غير الكفاء من الناس إذ كان طباخ القصر‬
‫وبستانية وحاطبة والخصي والخادم يصلون إلى رتبة رئاسة الوزارة أو القيادة‬
‫العامة للجيش ‪ .‬فماذا ينتظر من جاهل أن يفعل ؟‬
‫‪/16‬زواج السلطين بالجنبيات وتسلط هؤلء الجنبيات على عواطف أزواجهن‬
‫وتصريفهم في سياسة بلدهن الصلية وتحكمهن بمقدرات الدولة ‪ .‬فكم من‬
‫الملوك قتلوا أولدهم أو إخوانهم بدسائس زوجاتهم وارتكبوا أعمالً تضر‬
‫بمصلحتهم إرضاءً لزوجاتهم ‪.‬هذا علوة على زواج بعض السلطين من‬
‫الوروبيات فيه إساءة للمة‪.‬‬
‫‪ /17‬تعدد الزوجات والمحظيات اللواتي كان الجانب والحكام يقدمونهن هدية‬
‫للسلطان كأنهن السلع أو التحف واللواتي كان السلطين إذا رأوا كثرتهن في‬
‫قصورهم يهدونهن أحيانا إلى قادتهم أو خواصهم على سبيل التكريم ‪ .‬وكان‬
‫ء أكانت‬
‫من البديهي أن يحصل بين أولد المهات وأمهات الولد ‪ ،‬سوا ً‬
‫المهات زوجات أو محظيات ‪ ،‬تحاسد وتباغض يؤديان إلى قتل السلطين‬
‫أولدهم وإخوانهم والى أمور غير معقولة ومقبولة عقلً وشرعاً ‪(.‬وسوف‬
‫نوضح ذلك أكثر في النقطة التالية)‬
‫‪ /18‬تفكك روابط السرة السلطانية بسبب كثرة النساء حتى أصبحت عادة قتل‬
‫السلطان إخوانه أو أولده ‪ ،‬يوم يتولى العرش ‪ ،‬أمراً معروفاً ومألوفاً ‪ .‬وكأنه‬
‫يضحي بخراف احتفاء بهذا اليوم من غير أن يشعر بوخز ضمير أو لسعة ألم ‪.‬‬
‫قانون (قتل الخوة)‬
‫أما العادة السيئة الليمة وهي عادة قتل السلطين لبنائهم وإخوانهم وهي‬
‫المنافية للنسانية وإن وجدت لها مبررات واهنة فقد أودت بأرواح الطفال‬
‫والبرياء بل ذنب ‪ ،‬سوى خوف المنازعة في الملك فيما بعد وحرمت المة من‬
‫رجال قد يكون منهم أفذاذا وعباقرة ‪ ،‬فحل محلهم رجال احتلوا مناصب رفيعة‬
‫في الدولة وفي قيادة الجيوش من بلد أوروبا العثمانية تظاهر بعضهم‬
‫السلم و أبطن الكفر وعاد بالدمار والهزيمة إلى البلد‬
‫تمثل هذا الجراء العرفي الذي اختطفه بايزيد الول‪،‬وتحول على يد محمد‬
‫الفاتح إلى قانون ثابت‪،‬ومفاد هذا القانون الجازة للسلطان المتولي للعرش‬
‫أن يقدم على تصفية المراء المنافسين وذلك بالتفاق مع هيئة العلماء…‬
‫وهذه سياسة قوامها تغليب المصلحة السياسية العليا للدولة المتمثلة بحفظ‬
‫وحدة كيانها السياسي في مواجهة ما يترتب على اعتماد مبدأ وراثة الملك من‬
‫إختللت تكوينية توفر المناخ المناسب ل تجاه تفكيك كيان الدولة عند انتقال‬
‫السلطة من الب إلى البناء‪.‬‬
‫وبعد قرن من الزمان جرى استبداله بقانون آخر قضى بالتخلي عن سياسة‬
‫التصفية الجسدية والكتفاء بسياسة سجن جميع المراء ـ عداء أبناء السلطان‬
‫الحاكم ـ في مقاصير خاصة ومنعهم من كل اتصال بالعالم الخارجي‪.‬‬
‫ثن تعرض هذا القانون لتعديل‪..‬حيث أوجب قانون جديد‪:‬إلزامية انتقال العرش‬
‫حين خلوه إلى أكبر الحياء من الذكور من السرة العثمانية‪ .‬لقد ترتب على‬
‫تنفيذ هذا القانون وخلل قرن ونيف إلى اعتلء الخوة والعمام وأولد العم‬
‫منصب السلطان وهم غالبتهم من سجناء القفاص‪،‬وبالتالي فقد تبوأ مركز‬
‫السلطان أفراد يفتقدون أبسسط شروط هذا المركز…‬
‫ولذا فقد كان أفراد السرة السلطانية يعيشون في خوف مستمر ويتربص‬
‫بعضهم بالبعض الخر الدوائر ول يبالون بأن يشقوا عصا الطاعة في وجه‬
‫السلطان سواءً أكان أخاً أم أباً أم ابناً وذلك ليس حباً بالسيطرة فقط بل‬
‫لنقاذ أعناقهم أحياناً من الغدر ‪.‬‬
‫السلطان سليمان أثرت فيه زوجته (روكسلنا)‬
‫= تدخل نساء القصر بالسياسة وشفاعتهن لدى أزواجهن السلطين برفع‬
‫الخدم إلى منصب الوزراء أو إيصال المتزلفين إلى مراتب الحل والعقد ‪،‬‬
‫كرئاسة الوزارة وقيادة الجيش ‪ .‬وفي كثير من الحيان ل يكون لهؤلء الرجال‬
‫من ميزة يمتازون أل تجسسهم لحسابهن ‪.‬‬
‫يمكن أن نعد ما مر معنا أهم العوامل التي آلت بالدولة العثمانية إلى الزوجات‬
‫الجنبية التي تزوج بها بعض السلطين كالسلطان سليمان وغيره إذ قامت‬
‫تلك بحبك المؤامرات في الخفاء بغية تنفيذ أغراضها ‪ .‬والنغماس في الترف‬
‫والشهوات ‪ .‬وفي عهد السلطان أحمد الثالث عام ‪ 1115‬هـ‪ .‬عندما حاصرت‬
‫الجيوش العثمانية قيصر روسيا بطرس الكبر وخليلته كاترينا من قبل بلطه‬
‫جي محمد باشا حدث ان قامت كاترينا بإغراء القائد العثماني بالجواهر‬
‫واستمالته إليها فرفع الحصار عنهما فأضاع فرصة ثمينة للقضاء على رأس‬
‫الدولة التي كادت للعثمانيين ولعبت دورا كبيراً جداً في إضعاف وزوال دولتهم‬
‫‪.‬‬
‫ً‬
‫‪/19‬بقاء أولياء العهد مسجونين في دور الحريم فل يرون من الدنيا شيئا ول‬
‫يعلمون شيئاً ‪ ،‬وكثيراً ما كانوا ل يتعلمون شيئاً أيضا لنهم لم يكونوا يدرون‬
‫إلى ما سيصيرون فإما أنهم سيذهبون ضحية مؤامرة قبل أن يصلوا إلى‬
‫العرش وإما أنهم يصلون لى العرش لكي يجدوا فئة من الناس تسيطر عليهم‬
‫وتتحكم بهم أو يسحبون عن العرش ويقتلون أو تسيرهم نساء القصر أو‬
‫يسيرهم جهلهم ‪.‬‬
‫= الختلط بالجواري والغلمان لم تكن تربية عسكرية ‪.‬‬
‫= سياسة القفص ل شك أنها مدمرة …‬
‫‪/20‬خيانة الوزراء ‪ ،‬إذ أن كثيًرا من الجانب المسيحيين كانوا يتظاهرون‬
‫بالسلم ويدخلون في خدمة السلطان ويرتقون بالدسائس والتجسس حتى‬
‫يصلون إلى أعلى المراتب ‪ ،‬وقد أبدى السلطان عبد الحميد استغرابه من‬
‫وفرة الجانب الذين تقدموا إلى القصر يطلبون عملً فيه حتى ولو بصفة‬
‫خصيان وقال ‪ :‬لقد وصلني في أسبوع واحد ثلث رسائل بلغة رقيقة يطلب‬
‫أصحابها عملً في القصر حتى ولو حراساً للحريم ‪ ،‬وكانت الولى من‬
‫موسيقى فرنسي والثانية من كيميائي ألماني والثالثة من تاجر سكسوني ‪.‬‬
‫وعلق السلطان على ذلك بقولة ‪ :‬من العجب أن يتخلى هؤلء عن دينهم وعن‬
‫رجولتهم في سبيل خدمة الحريم ‪ .‬فهؤلء وأمثالهم كانوا يصلون إلى رئاسة‬
‫الوزراة ‪ ،‬ولذا فقد قال خالد بك مبعوث أنقرة في المجلس العثماني بهذا‬
‫الصدد ‪ :‬لو رجعنا إلى البحث عن أصول الذين تولوا الحكم في الدولة العثمانية‬
‫وارتكبوا السيئات والمظالم بأسم الشعب التركي لوجدنا تسعين في المائة‬
‫منهم ليسوا اتراكاً ‪.‬‬
‫‪/21‬وكذلك وصل هذا الحال إلى المؤسسات الدينية‪ :‬فبعد انخراط شيخ السلم‬
‫داخل منطق السلطة غدا باستطاعته أن يستثمر ما تتيحه السلطة من‬
‫إمكانيات ووسائل فعالة بغية حيازة الثروات‪،‬وتوريث المناصب…لقد أدّت هذه‬
‫الوضعية إلى ضمور شرعية هذا المركز سواء في نظر مراكز القوى الخرى أو‬
‫في نظر قوى المجتمع المختلفة‪.‬ففي مطلع القرن الثامن عشر ‪ 1703‬م‬
‫حصلت انتفاضة شعبية في استانبول ضد شيخ السلم لحتكاره الوظائئف‬
‫العليا لعائلته وقد أدّت النتفاضة إلى عزل شيخ السلم ومن ثم إعدامه…‬
‫فتسرب الفساد إلى طبقة العلماء‪،‬حيث كانوا يأتون في الرتبة الثانية في‬
‫الدولة بعد السلطان‪… .‬وكان القضاء ل يسير إل بالرشوة‪.‬‬
‫عا ينبغي إصلحه‬ ‫ما حصل من تفكك وتفسخ للهئيات السلمية أصبح موضو ً‬
‫والتصدي لسلبياته المختلفة‪،‬فقد جاء في الرسالة الصلحية لقوجي بيك‬
‫الموجهة إلى السلطان مراد الرابع عام ‪ 1630‬م جملة من التنبيهات الكاشفة‬
‫لوضعية هذه المؤسسة وما يخترقها من نقاط اختلل متعددة الوجه‪ .‬فقد جاء‬
‫في هذه الرسالة‪:‬‬
‫… حسب القوانين القديمة في زمن السلطين السلف‪،‬كان الشخص الذي‬
‫يحتل منصب المفتي أولً ومنصب قاضي عسكر الرومللي أو الناضول يتم‬
‫ما والشد إيمانًا بالله‪ .‬وطالما كان المفتي‬ ‫اختياره من بين الشخاص الكثر عل ً‬
‫يقوم بواجباته لم يكن ليخلع من منصبه أبدًا ؛ لن هذه الدرجة هي العلى في‬
‫ما كان المفتون ‪،‬عداء‬ ‫العلوم‪،‬والحترام الواجب تجاهها مختلف عن سواه‪.‬وقدي ً‬
‫عن كونهم مصدر العلم‪،‬ل يخفون الحقيقة أبدًا عن السلطين…ولكن العلم‬
‫انطفأ حاليًا‪.‬والقوانين قلبت… ومؤخًرا فإن منصب المفتي قد أعطي لناس‬
‫ليست لهم الكفاءة بالتضاد مع القوانين والعراف التي كانت متبعة‬
‫قا‪،‬وكذلك المر بالنسبة لقضاة العسكر‪.‬وبيع المناصب انتقلت عدواة‬ ‫سساب ً‬
‫إلى الملزمين الذين ليسوا إل كتاب بسطاء وإلى غيرهم من الشخاص الذين‬
‫يصيرون بواسطة المال مدرسين وقضاة …‬
‫‪ /22‬تبذير الملوك حتى بلغت نفقات القصور الملكية في بعض الحيان ثلث‬
‫واردات الدولة‬
‫( ويرى بعض الكتاب أن قصور العثمانين رغم فخامتها إل أنها كانت أقل من‬
‫قصور أمراء أوروبا…)‬
‫‪ /23‬مشكلة الديون ‪:‬التي أقرضتها الدول الوروبية للدولة العثمانية بسبب كثرة‬
‫النفاقات على الصلحيات‪.‬وفائدتها التي أصبحت أضخم من قيمة القروض‪.‬‬
‫وفخ الديون منهج أنتهجه الوروبيون لنصبه ضد الدول السلمية منذ القرن‬
‫التاسع عشرم ‪.‬‬
‫عا) وما يسببه الربا من‬ ‫وفخ القتراض من الدول الوروبية (اقتراض ربوي طب ً‬
‫دمار لهذه الدول السلمية‪.‬‬
‫هذه السباب هي التي قضت على الدولة العثمانية أنزلتها من شامخ عزها إلى‬
‫حضيض المذلة والهوان ‪ .‬وإن من يدرس ‪ ،‬بإنعام نظر ‪ ،‬كل سبب من هذه‬
‫السباب المذكورة آنفاً ويرى مدى تأثيره الواسع في المحيط الدولي ل يعجب‬
‫من انهيار هذه الدولة العظيمة تحت سياط هذه الضربات بل يعجب كيف‬
‫استطاعت أن تعيش ستمائة سنة وهي تتحمل هذه الضربات القاسية …‪، .‬‬
‫ولكنها عاشت بفضل اختلف أعدائها على تقسيمها فيما بينهم وبفضل إيمان‬
‫أهلها وتمسكهم …………‬
‫سقوط الخلفة وبداية العلمانيين‬
‫ما حزينًا في ضمير كل مسلم غيور ؛لنه عام تهدمت فيه حقيقة‬ ‫يعد عام ‪ 1908‬م ‪ 1326 /‬هـ عا ً‬
‫ً‬
‫الخلفة السلمية المتمثلة بالخلفة العثمانية‪،‬نحن ل ننكر أن ثمة جهل وبدعًا وأخطاء وغباء‬
‫في أواخر عهد هذه الخلفة ـ كما مّر معنا في النقاط السابقة ـ التي أصبحوا يسمونها بالرجل‬
‫المريض‪،‬ولكن هذا شيء وتغيير النظام السلمي وجلب النظام الغربي الوضعي شيء‬
‫آخر‪،‬وقد كانت الصهيونية وراء هذا الهدم وذلك لن السلطان (عبدالحميد)رفض أن يحقق‬
‫أطماعها في فلسطين وقد وصل يهود الدونمة إلى مناصب عالية في دولة الخلفة‪،‬وكان‬
‫هؤلء يظهرون السلم ويبطنون اليهودية ومنهم (مدحت باشا)الصدر العظم وهو ابن حاخام‬
‫مجري !! كما كان منهم جمهرة الصحفيين الذين كانوا يغطون تطور الحداث بقلم مزيف‬
‫الوقائع‪،‬ويظهر للناس أن عبدالحميد مستبد ظالم زيرنساء‪،‬وقد تابعهم للسف كثير من‬
‫المؤرخين المسلمين‪.‬‬
‫مقدمات إلغاء الخلفة‪ :‬فصل الدين عن الدولة‪:‬‬
‫سرية ‪( :‬وتعد من أسباب سقوط الدولة العثمانية)‬ ‫=‪/‬الجمعيات والحزاب ال ّ‬
‫ونذكر منها على سبيل المثال جماعة يهود الدونمة الذين التجئوا للبلد العثمانية بعد‬
‫الضطهاد في الندلس ونظموا أنفسهم محتفظين بعقائدهم متكيفين مع الوضع الجديد‬
‫بإعلنهم السلم ظاهرياً ‪ ،‬فكانوا عوناً للصليبية على المسلمين وأداة تدمير في الخلق‬
‫والدين وكانوا وراء حركات التمرد والثورات المسلحة ضد الدولة حتى انتهى بهم المطاف‬
‫إلى قلب نظام الحكم في عهد السلطان عبد الحميد الثاني وفرض أحكام الكفر والبتعاد‬
‫بالدولة شيئاً عن جادة السلم الصحيح ‪.‬‬
‫قامت بعض الجمعيات بحركات ضد السلطان عبدالحميد‪،‬تحت أسماء مختلفة أهمها حركة‬
‫تركيا الفتاة‪،‬وحركت حزب التحاد والترقي… فقد تكونت جمعية سرية في كلية الطب‬
‫العسكري في استابول‪،‬وعرفت باسم جمعية التحاد والترقي…واكتسبت هذه الجمعية‬
‫السرية كثيًرا من النصار‪،‬وانضم إليها أعضاء جمعية تركيا الفتاة‪،‬واتخذوا من جنيف مركًزا‬
‫لقيادة الجمعية‪،‬وأنشأوا في باريس جريدة تمثل أراء الجمعية أسموها الميزان‪.‬‬
‫وهذا الحزب ‪ :‬حزب التحاد والترقي الذي شمل بعض اليهود في عضويته فقد ورط البلد في‬
‫حروب ونزاعات وأرغم قادته المسيطرون عليه الدولة على النخراط في الحرب العالمية‬
‫الولى بعد أن قضوا على حكم عبد الحميد الذي أراد تقويم النحراف ‪ ،‬وتبنوا الفكار التي‬
‫سرية‬ ‫فرقت بين أبناء الدولة المسلمين وكانت الماسونية بالطبع من وراء تلك الجمعيات ال ّ‬
‫تحيك الدسائس والمؤامرات وتقيل عثراتها وتدعم قادتها ‪.‬‬
‫‪.‬كما ل يخفى أخيراً الزمة القتصادية الوروبية ودورها في القرنين العاشر والحادي عشر‬
‫والتي نجمت عن تزايد السكان الكبير الحاصل آنذاك ‪.‬‬
‫ومع بداية القرن العشرين انتشرت جمعيات سرية كثيرة‪،‬وخاصة في سالونيك‪،‬باسم الوطن‬
‫والحرية‪،‬تتعاون مع جمعية التحاد والترقي‪،‬لمعارضة الحكومة العثمانية‪،‬وتمكنت هذه‬
‫الجمعيات أخيًرا من الثورة سنة ‪ 1326‬هـ وإسقاط السلطان عبدالحميد ‪ 1327‬هـ‬
‫( وكانت البداية لهذا القتراح من مصطفى كمال‪،‬فقد بدأ بتهديد ووعيد…‬
‫وبهدم الخلفة انفصلت الدولة وتنظيماتها وأشكالها ومسارها عن الدين لول مرة في تاريخ‬
‫السلم… فوقف أتاتورك يقول وهو يفتتح جلسة البرلمان التركي عام ‪ 1923‬م‪:‬نحن الن في‬
‫القرن العشرين ل نستطيع أن نسير وراء كتاب تشريع يبحث عن التين والزيتون)‬
‫ـ وما أشبه الليلة بالبارحة‪،‬وما أكثر ذيول أتاتورك في بني جلدتنا‪.‬وسرت في العالم السلمي‬
‫الكبير فكرة مشوشة باهتة عن صلة السلم بالحياة وأصبحنا نلتقي ونسمع يوميًا بكثير من‬
‫المثقفين المسلمين يُقّرِون هذا الفعل أو يشككون في بعض معطيات السلم‪،‬أو يعتقدون‬
‫أن بعضها ل يناسب مدينة القرن العشرين ـ‬
‫كما كان للماسونية دور كبير في الترتيب لهدم الخلفة‪،‬تقول دائرة المعارف الماسونية(إن‬
‫النقلب التركي الذي قام به الخ العظيم مصطفى كمال أتاتورك أفاد المة فقد أبطل‬
‫السلطنة وألغى الخلفة وأبطل المحاكم الشرعية وألغى دين الدولة السلم‪.‬أليس هذا‬
‫الصلح هو ما تبتغيه الماسونية في كل أمة ناهضة فمن يماثل أتاتورك من رجالت الماسون‬
‫سابقا ول حقا؟‬
‫بداية العلمانيين ونهاية الخلفة‬
‫فقد قام التحاديون بتوجيه الدولة وجهة قومية لدينية ‪ ،‬ولما احتل النجليز استانبول (‬
‫الستانة ) وأصبح المندوب السامي البريطاني والجنرال هارنجتون ( القائد العام لقوات‬
‫الحلفاء في استانبول ) هما أصحاب السيادة الفعلية ظهر مصطفى كمال باشا بمظهر المنقذ‬
‫لشرف الدولة ‪ .‬ولد عام ‪1299‬هـ كان والدة كما يقول ( مصطفى كمال ) ‪ :‬رجل ضائع الفكر‬
‫يقاوم علماء الدين ويؤيد الفكار التي تتسرب من الغرب وتشبث بها ‪ .‬فنشأ انبه على ذلك‬
‫وتأثر بأفكار نامق كمال ذو الراء الملتزمة ‪ ،‬وطالع العديد من الكتب عن الثورة الفرنسية‬
‫وازداد إعجابه بنابليون قام بتأليف جمعية سرية ‪ .‬الوطن في دمشق ‪ .‬ففشلت ‪.‬فانضم إلى‬
‫جماعة التحاد والترقي في سالونيك ‪ .‬اكتسب الكثير من طبائع الغرب وبهرت أنظاره وافتتن‬
‫بحضارة ومعاييرها الفنية والجتماعية ‪ .‬واهتم بحرية الجنس والعلقات بين الرجل والمرأة ‪.‬‬
‫وفي عام ‪1377‬هـ ‪/‬عين قائداً لحد الجيوش في فلسطين حيث قام بإنهاء القتال مع النجليز‬
‫فوراً وبصورة تامة وسمح للعدو بالتقدم شمالً دون مقاومة وسحب قواته شمالً بعد حلب‬
‫حسب مخطط متفق عليه ‪.‬‬
‫لقد قام مصطفى كمال باستثارة روح الجهاد في التراك ‪ ،‬ورفع القرآن ‪ ،‬ورد اليونانيين على‬
‫أعقابهم ‪ ،‬في موقعة سقاريا عام ‪1921‬م ‪ ،‬وتراجعت أمامه قوات الحلفاء بدون أن يستعمل‬
‫أسلحته ‪ ،‬وأخلت أمامه المواقع ولعلها كانت بداية الطعم لظهار شخصية مصطفى كمال ‪،‬‬
‫وجعلها تطفو على السطح تدريجياً فقد ابتهج العالم السلمي وأطلق عليه لقب الغازي الذي‬
‫كان ينفرد به سلطين آل عثمان الول ‪ ،‬ومدحه الشعراء وأشاد به الخطباء ‪ .‬فأحمد شوقي‬
‫قرنه بخالد بن الوليد في أول بيت من قصيدة مشهورة ‪:‬‬
‫الله أكبر كم في الفتح من عجب يا خالد الترك جدد خالد العرب‬
‫فكان الناس إذا قارنوا كفاح مصطفى كمال المظفر ‪ ،‬باستسلم الخليفة القابع في الستانة ‪،‬‬
‫مستكينا لما يجري عليه من ذل ‪ ،‬كبر في نظرهم الول ‪ ،‬بمقدار ما يهون الثاني ‪ .‬وزاد‬
‫سخطهم على الخليفة ما تناقلته الصحف بإهدار ه دم مصطفى كمال واعتباره عاصياً‬
‫متمرداً ‪ .‬ولم يكن مصطفى كمال في نظرهم إل بطل مكافحا يغامر بنفسه ل ستعادة مجد‬
‫الخلفة ‪ ،‬الذي خيل إليهم أن الخليفة يمرغه في التراب تحت أقدام الجيوش المحتلة‪ .‬ولكنه‬
‫لم يلبث غير قليل حتى ظهر على حقيقته ‪ ،‬صنيعه لعداء السلم من اليهود والنصارى‬
‫وخاصة إنجلترا ‪ ،‬التي رأت أن إلغاء الخلفة ليس بالمر الهين ‪ ،‬وإن ذلك ليمكن أن يتم دون‬
‫اصطناع بطل ‪.‬‬
‫وفي عام ‪1341‬هـ ‪1923 /‬م أعلنت الجمعية الوطنية التركية قيام الجمهورية في تركيا ‪،‬‬
‫وانتخبت مصطفى كمال أول رئيس لها وفصل بذلك بين السلطة والخلفة ‪ ،‬وتظاهر‬
‫بالحتفاظ مؤقتا بالخلفة ‪ .‬فاختير عبد المجيد بن السلطان عبد العزيز خليفة ‪ ،‬بدل من محمد‬
‫السادس الذي غادر البلد على بارجة بريطانية إلى مالطة ‪ ،‬ولم يمارس السلطان عبد‬
‫المجيد أ ي سلطات للحكم ‪ .‬وفي عام ‪1342‬هـ ‪1924 /‬م قدم مصطفى كمال أعظم هدية‬
‫للغرب ‪ ،‬وهي إلغاء الخلفة ‪ ،‬التي كانت في اعتبار المسلمين جميعا عقدة الصلة والرابطة‬
‫الوثيقة ‪ ،‬بحسبانها قوة خاصة لهم في مواجهة الغزو الغربي ‪ ،‬والصهيوني ثم الشيوعي ‪.‬‬
‫وأخراج السلطان عبد المجيد من البلد ‪ ،‬وأعلن دستور ا جديدا لتركيا ‪ ،‬وبدأ حكم كمال‬
‫أتاتورك كرئيس للجمهورية التركية رسميا ‪ .‬فأثار بذلك موجة من الستياء الشديد عمت‬
‫العالم السلمي ‪ .‬فشوقي الذي مدحه سابقا بكى الخلفة ‪ ،‬وهاجم مصطفى كمال في عنف‬
‫‪ ،‬ل يعدله إل تحمسه له بالمس ‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫بكت الصلة وتلك فتنة عابث بالشرع عربيد القضاء وقاح‬
‫أفتى خز عبلة وقال ضللة وأتى بكفر في البلد بواح‬
‫وبسقوط الخلفة بدأت تركيا تنقل بقوة على يد أتاتورك إلى النسلخ من العالم السلمي‬
‫بإعلن علمانية الدولة ‪،‬وتغير كل الرموز السلمية ‪،‬مثل إلغاء الشريعة السلمية وإحلل‬
‫القنون السويسري محلها ‪،‬وإعلن سفور المرأة بدلًعن الحجاب ‪،‬وإلغاءالوقاف‬
‫السلمية‪،‬وكتابة اللغة التركية بالحروف اللتنية بدلًمن الحروف العربية ‪،‬وبالتالي فقد تم‬
‫مسخ الروح السلمية في تركيا ‪،‬ويسعى أتاتورك إلي الحاق بذيل الحضارة الغربية‪.‬‬
‫ولقد أثر سقوط الخلقة السلمية في مارس‪1924‬م‪،‬ومنقبلة فصل الخلفة عن السلطة‬
‫العام ‪1922‬م جدلًواسعاً في الوساط الفكرية‪،‬مابين مؤدي لسقوط الخلفة ‪،‬ومعارض‬
‫لها‪،‬فالتوجه العلماني يرى ان سبيل التقدم يتحقق في سقوط الخلفة ‪،‬في حين ان‬
‫التيارالصلحي يرى النهضة المة السلمية ليمكن أن يتحقق في سقوط الخلفة‬

‫أسباب سقوط الدولة العثمانية(‪)5/5‬إيجابيات الدولة العثمانية وصور مشرقة‬

‫وبعد أن ذ ُكرت أسباب السقوط والسلبيات ‪،‬فل بد من ذكر اليجابيات‬


‫إيجابيات الدولة العثمانية وصور مشرقة‬
‫‪ .1‬توسيع رقعة الرض السلمية ‪ ،‬إذ فتح العثمانيون القسطنطينية وتقدموا في أوروبا مما‬
‫عجز المسلمون من قبلهم منذ أيام معاوية ‪ t‬وساروا فيها شوطاً بعيداً حتى وقفوا على‬
‫أبواب فيينا وحاصروها أكثر من مرة دون جدوى ‪.‬‬
‫‪ .2‬الوقوف في وجه الصليبيين على مختلف الجبهات فقد تقدموا في شرقي أوروبا ليخففوا‬
‫الضغط عن المسلمين في الندلس كما انطلقوا إلى شمال البحر السود ودعموا التتار ضد‬
‫الصليبيين من الروس هذا فضلً عن التصدي للسبان في البحر المتوسط والبرتقاليين في‬
‫شرق إفريقيا والخليج ‪ ،‬ولم يوفقوا في حملتهم وذلك يرجع لعدم تكاتف المسلمين‬
‫والتفافهم حولهم ‪.‬‬
‫‪ .3‬عمل العثمانيون على نشر السلم ‪ ،‬وشجعوا على الدخول به ‪ ،‬وقدموا الكثير في سبيل‬
‫ذلك وعملوا على نشر في أوروبا وعملوا على التأثير في المجتمعات التي يعيشون بينها ‪.‬‬
‫‪ .4‬إن دخول العثمانيين إلى بعض القطار السلمية قد حماها من بلء الستعمار الذي ابتلت‬
‫به غيرها في حين أن المناطق التي لم يدخلوها قد وقعت فريسة للستعمار باستثناء دولة‬
‫المغرب ‪.‬‬
‫‪ .5‬كانت الدولة العثمانية تمثل القطار السلمية ‪ ،‬فهي مركز الخلفة ‪ ،‬لذا كان المسلمون‬
‫في كل مكان ينظرون إلى الخلفة وإلى الخليفة نظرة احترام وتقدير ‪ ،‬ويعدون أنفسهم من‬
‫أتباعه ورعاياه ‪ ،‬وبالتالي كانت نظرتهم إلى مركز الخلفة ومقرها المحبة والعطف وكلما‬
‫وجد المسلمون أنفسهم في ضائقة طلبوا الدعم من مركز الخلفة كما كان الخلفاء ‪.‬‬
‫‪ .6‬وكانت الخلفة العثمانية تضم أكثر من أجزاء البلد السلمية فهي تشمل البلد العربية كلها‬
‫باستثناء المغرب إضافة إلى شرقي إفريقيا وتشاد وتركيا وبلد القفقاس وبلد التتار وقبرص‬
‫وأوروبا بحيث وصلت مساحتها حوالي ‪ 20‬مليون كيلومتر مربع ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .7‬كانت أوروبا تقابل العثمانيين على أنهم مسلمون ل بصفتهم أتراكا ‪ ،‬وتقف في وجههم‬
‫بحقد صليبي وترى فيهم أنهم قد أحيوا الروح السلمية القتالية من جديد ‪ ،‬أو أنهم أثاروا‬
‫الجهاد بعد أن خمد في النفوس مدة من الزمن ‪ ،‬وترى فيهم مداً إسلمياً جديداً بعد أن‬
‫ضعف المسلمون ضعفاً جدياً وتنتظر أوروبا قليلً لتدمرهم ‪ ،‬والتراك العثمانيون حالوا بينهم‬
‫وبين المد الصليبي في الشرق والغرب السلمي ‪ ،‬المر الذي جعل أوروبا تحقد على‬
‫العثمانيين وتكرههم ‪.‬‬
‫‪ .8‬كانت للعثمانيين بعض العمال الجيدة تدل على صدق عاطفتهم وإخلصهم‬
‫مثل عدم قبول النصارى مع الجيش وإعفاء طلبه العلم الشرعي من الجندية اللزامية ‪،‬‬
‫وكذلك إصدار المجلة الشرعية التي تضم فتاوى العلماء في القضايا كافة وكذلك احترام‬
‫العلماء وانقياد الخلفاء للشرع الشريف والجهاد به وإكرام أهل القرآن وخدمة الحرمين‬
‫الشريفين والمسجد القصى ‪.‬‬
‫‪ .9‬وكان للعثمانيين دورهم في أوروبا إذ قضوا على نظام القطاع ‪ ،‬وأنهوا مرحلة العبودية‬
‫التي كانت تعيشها في أوروبا حيث يولد الفلح عبداً وينشأ كذلك ويقضي حياته في عبودية‬
‫لسيده مالك الرض وأهتم السلطين بتقديم الصدقات والعطايا للموطنين ‪.‬‬
‫‪ .10‬أن العثمانيين هم الذين أزالوا من خريطة العالم أعتى أمبراطورية صليبية ‪ .‬هى‬
‫المبراطورية البيزنطية‪،‬وفتحوا عاصمتها سنة ‪ 857‬هـ‪.‬‬
‫‪ .11‬موقف رائعة مشرقة‪:‬‬
‫أ ‪ /‬أول صلة في جامع (بايزيد)‬
‫عندما أكتمل بناء جامع بايزيد وتم فرشه‪،‬جاء يوم افتتاحه بالصلة فيه‪ ،‬ولكن من سبقوم‬
‫بإمامة المصلين في هذه الصلة؟أيؤم الناس المام المعين لهذا الجامع؟أم شيخ السلم؟أم‬
‫أحد العلماء المعروفين؟لم يكن أحد يعلم ذلك‪،‬وكان الجميع في انتظار من يتقدم إلى‬
‫المامة‪ .‬فوقف إمام الجامع وتوجه إلى المصلين قائلً لهم‪:‬ليتقدم للمامة من لم يضطر‬
‫طوال حياته لقضاء صلة فرض‪(.‬أي‪ :‬من صلّى صلوات الفرض في أوقاتها طوال حياته‪.‬وبعد‬
‫انتظار بسيط شاهد المصلون السلطان (بايزيد الثاني) وهو يتقدم للمامة بكل هدوء‪،‬ثم يكبر‬
‫لصلة الجماعة… أجل‪ :‬كان السلطان هو الشخص الوحيد من بين الحاضرين الذي لم تفته‬
‫صلة من صلوات الفرض…‬
‫ب‪/‬أمر السلطان محمد الفاتح ببناء أحد الجوامع وكلف أحد المعمارين الرومين‪،‬وكان‬
‫بارع ًا‪،‬وكان من بين أوامر السلطان ‪:‬أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر وأن تكون‬
‫مرتفعة…وحدد هذا الرتفاع‪..‬ولكن هذا المعماري لسبب من السباب أمر بقص هذه العمدة‬
‫وتققصير طولها دون أن يخبر السلطان‪،‬وعندما سمع السلطان بذلك استشاط غضبًا‪،‬فأمر‬
‫بقطع يد هذا المعماري…‬
‫لم يسكت هذا المعماري عن الظلم الذي لحقه برغم ندم السلطان ! فراجع قاضي‬
‫اسطنبول ـ الذي كان صيت عدالته انتشر وذاع…وشكى إليه ما لحقه من ظلم…لم يتردد‬
‫القاضي في قبول هذه الشكوى‪،‬فاسستدعى السلطان‪..‬وأوقفه أمام خصمه في‬
‫المحكمة‪،‬الذي شرح مظلمته للقاضي‪،‬وأيد السلطان ما قاله‪ .‬فقال القاضي حكمه وهو‪:‬‬
‫صا لك!!‬
‫حسب الوامر الشرعية‪،‬يجب قطع يدك أيها السلطان قصا ً‬
‫ذ ُهل (الرومي) مما سمع ولم يكن يدر بخلده ول بخياله‪..‬فكان أقصى ما يتوقع التعويض‬
‫المالي‪..‬وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي‪:‬أن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي‬
‫فقط؛لن قطع يد السلطان لن يفيده شيئًا‪،‬فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية لكل يوم‬
‫ضا له عن الضرر البالغ الذي لحق به‪ .‬وقرر السلطان أن يعطيه عشرين‬ ‫طوال حياته‪،‬تعوي ً‬
‫قطعة نقدية ‪..‬تعبيًرا عن ندمه كذلك‪.‬‬
‫ضا قاط ًعا‬
‫ً‬ ‫رف‬ ‫رفض‬ ‫فلسطين‪،‬حيث‬ ‫في‬ ‫الصهيونية‬ ‫المطامع‬ ‫ج‪/‬السلطان عبدالحميد من‬
‫السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين‪.‬‬

Você também pode gostar