Você está na página 1de 23

‫الركوع‬ ‫التكبير‬ ‫القيام‬ ‫مقدمة‬

‫السجود‬ ‫القراءة‬ ‫النية‬ ‫استقبال الكعبة‬


‫إن الحمد ل نحمده و نستعينه و نستغفره‪ ،‬و نعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده ال فل مضل‬
‫له و أشهد أن ل اله إل ال وحده ل شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ‪.‬‬
‫أما بعد فلقد اقترح علي أخي زهير الشاويش صاحب المكتب السلمي أن أقوم بتلخيص كتابي " صفة صلة النبي‬
‫صلى ال عليه وسلم" من التكبير إلى التسليم كأنك تراها " واختصاره و تقريب عبارته إلى عامة الناس ‪.‬‬
‫ولما رأيته اقتراحا مباركا‪ ،‬وكان موافقا لما كان يجول في نفسي من زمن بعيد‪ ،‬وطالما سمعت مثله من أخ أو صديق ‪.‬‬
‫ل من وقتي المزدحم بكثير من العمال العلمية‪ ،‬فبادرت إلى تحقيق ما اقترحه حسب‬ ‫فشجعني ذلك على أن أقتطع له قلي ً‬
‫ل المولى سبحانه و تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم‪ ،‬وينفع به إخواني المسلمين ‪.‬‬ ‫طاقتي و جهدي‪ ،‬سائ ً‬
‫وقد أوردت فيه بعض الفوائد الزائدة على " الصفة " ‪ ،‬تنبهت لها ‪ ،‬واستحسنت ذكرها في أثناء التلخيص‪ ،‬كما عُنيتُ‬
‫عناية خاصة بشرح بعض اللفاظ الواردة في بعض الجمل الحديثية أو الذكار ‪.‬‬
‫وجعلت له عناوين رئيسية‪ ،‬و أخرى كثيرة جانبية توضيحية ‪ ،‬و أوردت تحتها مسائل الكتاب بأرقام متسلسلة ‪.‬‬
‫وصرحت بجانب كل مسألة بحكمها من ركن أو واجب ‪ ،‬وما سكت عن بيان حكمه فهو من السنن ‪ ،‬وبعضها قد يحتمل‬
‫القول بالوجوب ‪،‬والجزم بهذا أو ذاك ينافي التحقيق العلمي ‪.‬‬
‫ل في الصلة‬ ‫و الركن‪ :‬هو ما يتم به الشيء الذي هو فيه ‪ ،‬ويلزم من عدم وجوده بطلن ما هو ركن فيه ‪ ،‬كالركوع مث ً‬
‫‪ ،‬فهو ركن فيها ‪ ،‬يلزم من عدمه بطلنها ‪.‬‬
‫و الشرط‪ :‬كالركن إل أنه يكون خارجا عما هو شرط فيه ‪ .‬كالوضوء مثلً في الصلة ‪ .‬فل تصح بدونه ‪.‬‬
‫و الواجب‪ :‬هو ما ثبت المر به في الكتاب أو السنة ‪ ،‬ول دليل على ركنيته أو شرطيته ‪ ،‬ويثاب فاعله ويعاقب تاركه‬
‫إل لعذر ومثله (الفرض) ‪ ،‬و التفريق بينه وبين الواجب اصطلح حادث ل دليل عليه ‪.‬‬
‫و السنة‪ :‬ما واظب النبي صلى ال عليه و سلم عليه من العبادات دائما‪ .‬أو غالبا‪ .‬ولم يأمر به أمر إيجاب ‪ ،‬ويثاب‬
‫فاعلها ‪ ،‬ول يعاقب تاركها و ل يعاتب ‪.‬‬
‫وأما الحديث الذي يذكره بعض المقلدين معزواً إلى النبي صلى ال عليه وسلم " من ترك سنتي لم تنله شفاعتي "‬
‫فل أصل له عن رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ .‬وما كان كذلك فل يجوز نسبته إليه‬
‫صلى ال عليه وسلم خشية التقول عليه ‪ .‬فقد قال صلى ال عليه وسلم " من قال عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من‬
‫النار" ‪.‬‬
‫وإن من نافلة القول أن أذكر أنني لم ألتزم فيه تبعا لصله مذهبا معينا من المذاهب الربعة المتبعة ‪ .‬وإنما سلكت‬
‫فيه مسلك أهل الحديث الذين يلتزمون الخذ بكل ما ثبت عنه صلى ال عليه وسلم من الحديث ‪ ،‬ولذلك كان مذهبهم‬
‫أقوى من مذاهب غيرهم ‪ ،‬كما شهد بذلك المنصفون من كل مذهب ‪ ،‬منهم العلمة أبو الحسنات اللكنوي الحنفي‬
‫القائل‪:‬‬
‫" وكيف ل وهم ورثة النبي صلى ال عليه وسلم حقا‪ .‬ونواب شرعه صدقا‪ ،‬حشرنا ال في زمرتهم ‪ ،‬وأماتنا على‬
‫حبهم وسيرتهم" ‪.‬‬
‫ورحم ال المام أحمد بن حنبل إذ قال‪:‬‬

‫ديــن النبي محمــد أخبـــار *** نعـم المطية للفتـى آثــــاُر‬

‫فالرأي ليـل والـحديث نهـاُر‬ ‫***‬ ‫ل تـرغبن عن الحديث وألـه‬

‫ة لـها أنـواُر‬
‫*** والشـمس بازغـ ٌ‬ ‫ولربـما جهل الفتى أثر الهدى‬

‫دمشق ‪ 26‬صفر ‪1392‬‬


‫محمد ناصر الدين اللباني‬
‫‪ -1‬استقبال الكعبة‬
‫‪ - 1‬إذا قمت أيها المسلم إلى الصلة ‪ ،‬فاستقبل الكعبة حيث كنت ‪ ،‬في الفرض والنفل ‪ ،‬وهو ركن من أركان‬
‫الصلة التي ل تصح الصلة إل بها ‪.‬‬

‫‪ -2‬ويسقط الستقبال عن المحارب في صلة الخوف والقتال الشديد ‪.‬‬


‫ي خروج الوقت‪.‬‬ ‫• وعن العاجز عنه كالمريض ‪ ،‬أو من كان في السفينة أو السيارة ‪ ،‬أو الطيارة ‪ ،‬إذا خش ّ‬
‫• وعمن كان يصلي نافلة أو وترا ‪ ،‬وهو يسير راكبا دابة أو غيرها ‪ ،‬ويستحب له ‪-‬إذا أمكن‪ -‬أن يستقبل بها‬
‫القبلة عند تكبيرة الحرام ‪ ،‬ثم يتجه بها حيث كانت وجهته‪.‬‬

‫‪ -3‬ويجب على كل من كان مشاهدا للكعبة أن يستقبل عينها ‪ ،‬وأما من كان غير مشاهد لها فيستقبل جهتها‬
‫حكم الصلة إلى غير الكعبة خطأ‪:‬‬

‫‪ -4‬وإن صلى إلى غير القبلة لِغيم أو غيره بعد الجتهاد والتحري جازت صلته ‪ ،‬ول إعادة عليه ‪.‬‬

‫‪ -5‬وإذا جاءه من يثق به وهو يصلي فأخبره بجهتها فعليه أن يبادر إلى استقبالها ‪ ،‬وصلته صحيحة ‪.‬‬
‫‪ -2‬القيام‬

‫‪ -6‬ويجب عليه أن يصلي قائما وهو ركن إل على‪:‬‬


‫• المصلي صلة الخوف والقتال الشديد ‪ ،‬فيجوز له أن يصلي راكبا‪ .‬والمريض العاجز عن القيام ‪ ،‬فيصلي جالسا إن‬
‫استطاع ‪ ،‬وإل فعلى جنب‪.‬والمتنفل ‪ ،‬فله أن يصلي راكبا ‪ .‬أو قاعدا إن شاء ‪.‬ويركع ويسجد إيماء برأسه ‪ .‬وكذلك‬
‫المريض ‪ ،‬ويجعل سجوده أخفض من ركوعه ‪.‬‬
‫‪ -7‬ول يجوز للمصلي جالسا أن يضع شيئا على الرض مرفوعا يسجد عليه ‪ ،‬وإنما يجعل سجوده أخفض من‬
‫ركوعه كما ذكرنا إذا كان ل يستطيع أن يباشر الرض بجبهته ‪.‬‬
‫الصلة في السفينة والطائرة‪:‬‬
‫‪ -8‬وتجوز صلة الفريضة في السفينة‪ .‬وكذا الطائرة ‪.‬‬
‫‪ -9‬وله أن يصلي فيهما قاعدا إذا خشيّ على نفسه السقوط‪.‬‬
‫‪ -10‬ويجوز أن يعتمد في قيامه على عمود أو عصا لكبر سنه ‪ ،‬أو ضعف بدنه ‪.‬‬
‫الجمع بين القيام والقعود‪:‬‬
‫‪ -11‬ويجوز أن يصلي صلة الليل قائما ‪ ،‬أو قاعدا بدون عذر ‪ ،‬وأن يجمع بينهما ‪ ،‬فيصلي ويقرأ جالسا ‪ ،‬و قبيل‬
‫الركوع يقوم فيقرأ ما بقي عليه من اليات قائما ‪ ،‬ثم يركع ويسجد ‪ ،‬ثم يصنع مثل ذلك في الركعة الثانية ‪.‬‬
‫‪ -12‬وإذا صلى قاعدا جلس متربعا ‪ ،‬أو أي جلسة أخرى يستريح بها‪.‬‬
‫الصلة في النعال‪:‬‬
‫‪ -13‬ويجوز له أن يقف حافياً ‪،‬كما يجوز له أن يصلي منتعلً ‪.‬‬
‫‪ -14‬والفضل أن يصلي تارة هكذا ‪ ،‬وتارة هكذا ‪.‬حسبما تيسر له ‪،‬فل يتكلف لبسهما للصلة ول خلعهما ‪ ،‬بل إن‬
‫ل ‪ ،‬إل لمر عارض ‪.‬‬ ‫كان حافيا صلى حافيا ‪ ،‬وإن كان منتعلً صلى منتع ً‬
‫‪ -15‬وإذا نزعهما فل يضعهما عن يمينه وإنما عن يساره إذا لم يكن عن يساره أحد يصلي ‪ ،‬وإل وضعهما بين‬
‫رجليه ‪ ، ()1‬بذلك صح المر عن النبي صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫الصلة على المنبر‪:‬‬
‫‪ -16‬وتجوز صلة المام على مكان مرتفع لتعليم الناس‪ ،‬يقوم عليه فيكبر ويقرأ ويركع وهو عليه‪ ،‬ثم ينزل‬
‫القهقرى حتى يتمكن من السجود على الرض في أصل المنبر‪ ،‬ثم يعود إليه‪ .‬فيصنع في الركعة الخرى كما صنع‬
‫في الولى‪.‬‬
‫* وجوب الصلة إلي سترة والدنو منها‪:‬‬
‫‪ -17‬ويجب أن يصلي إلى سترة‪ ،‬ل فرق في ذلك بين المسجد وغيره‪ ،‬ول بين كبيره وصغيره لعموم قوله صلى ال‬
‫عليه وسلم ‪":‬ل تصل إل ‘إلى سترة‪ ،‬ول تدع أحدا يمر بين يديك ‪ ،‬فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين"‪ .‬يعني‬
‫الشيطان‪.‬‬
‫‪ -18‬ويجب أن يدنو منها‪ ،‬لمر النبي صلى ال عليه وسلم بذلك‪.‬‬
‫‪ -19‬واكن بين موضع سجوده صلى ال عليه وسلم والجدار الذي يصلي إليه نحو ممر شاة‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد أتى‬
‫بالدن ّو الواجب‪()2 .‬‬
‫* مقدار ارتفاع السترة‪:‬‬
‫‪ -20‬ويجب أن تكون السترة مرتفعة عن الرض نحو شبر أو شبرين لقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬إذا وضع أحدكم‬
‫بين يديه مثل مؤخرة ‪ ()3‬الرحل فليصل‪ ،‬ول يبالي من وراء ذلك"‪.‬‬
‫‪ -21‬ويتوجه إلى السترة مباشرة‪ ،‬لنه الظاهر من المر بالصلة إلى سترة‪ ،‬وأما التحول عنها يمينا أو يسارا بحيث‬
‫أنه ل يصمد إليها صمدا‪ ،‬فلم يثبت‪.‬‬
‫‪ -22‬وتجوز الصلة إلى العصا المغروزة في الرض أو نحوها‪ ،‬وإلى شجرة أو أسطوانة‪ ،‬وإلى امرأته المضطجعة‬
‫على السرير‪ .‬وهي تحت لحافها‪ ،‬وإلى الدابة ولو كانت جملً‪.‬‬
‫تحريم الصلة إلى القبور‪:‬‬
‫‪ -23‬ول تجوز الصلة إلى القبور مطلقا سواء كانت قبورا للنبياء أو غيرهم‪.‬‬
‫تحريم المرور بين يدي المصلي ولو في المسجد الحرام‪:‬‬
‫‪ -24‬ول يجوز المرور بين يدي المصلي إذا كان بين يدي سترة‪ .‬ول فرق في ذلك بين المسجد الحرام وغيره من‬
‫المساجد‪ .‬فكلها سواء في عدم الجواز‪ ،‬لعموم قوله صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا‬
‫عليه لكان أن يقف أربعين‪ ،‬خيرا له من أن يمر بين يديه"‪ .‬يعني المرور بينه وبين موضع سجوده ‪.()4‬‬
‫وجوب منع المصلي للمار بين يديه ولو في المسجد الحرام‪:‬‬
‫‪ -25‬ول يجوز للمصلي إلى سترة أن يدع أحدا يمر بين يديه‪ .‬للحديث السابق ‪ ":‬ول تدع أحدا يمر بين يديك…"‬
‫وقوله صلى ال عليه وسلم ‪ ":‬إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس‪ ،‬فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في‬
‫نحره‪ ،‬وليدرأ ما استطاع‪( ،‬وفي رواية‪ :‬فليمنعه مرتين)‪ ،‬فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان"‪.‬‬
‫المشي إلى المام لمنع المرور‪:‬‬

‫‪ -26‬ويجوز أن يتقدم خطوة أو أكثر ليمنع غير مكلف من المرور بين يديه كدابة أو طفل‪ ،‬حتى يمر من ورائه‪.‬‬

‫ما يقطع الصلة‪:‬‬


‫‪ -27‬وإن من أهمية السترة في الصلة‪ ،‬أنها تحول بين المصلي إليها‪ ،‬وبين إفساد صلته بالمرور بين يديه‪،‬‬
‫بخلف الذي لم يتخذها‪ ،‬فإنه يقطع صلته إذا مرت بين يديه المرأة‪ ،‬وكذلك الحمار والكلب السود‪.‬‬

‫‪ -3‬النية‬
‫‪ -28‬ول بد للمصلي من أن ينوي الصلة التي قام إليها وتعيينها بقلبه‪ ،‬كفرض الظهر أو العصر‪ ،‬أو سنتهما مثلً‪،‬‬
‫وهو شرط أو ركن‪ .‬وأما التلفظ بها بلسانه فبدعة مخالفة للسنة‪ ،‬ولم يقل بها أحد من متبوعي المقلدين من الئمة‪.‬‬

‫‪ -4‬التكبير‬
‫‪ -29‬ثم يستفتح الصلة بقوله‪ ":‬ال أكبر" وهو ركن‪ ،‬لقوله صلى ال عليه وسلم ‪":‬مفتاح الصلة الطهور‪،‬‬
‫وتحريمها ‪ ()5‬التكبير‪ ،‬وتحليلها التسليم"‪.‬‬
‫‪ -30‬ول يرفع صوته بالتكبير في كل الصلوات‪ ،‬إل إذا كان إماماً‪.‬‬
‫‪ -31‬ويجوز تبليغ المؤذن تكبير المام إلى الناس‪ ،‬إذا وجد المقتضى لذلك‪ ،‬كمرض المام‪ ،‬وضعف صوته أو كثرة‬
‫المصلين خلفه‪.‬‬
‫‪ -32‬ول يكبر المأموم إل عقب انتهاء المام من التكبير‪.‬‬
‫رفع اليدين وكيفيته‪:‬‬
‫‪ -33‬ويرفع يديه مع التكبير أو قبله‪ ،‬أو بعده‪ ،‬كل ذلك ثابت في السنة‪.‬‬
‫‪ -34‬ويرفعهما ممدودتا الصابع‪.‬‬
‫‪ -35‬ويجعل كفيه حذو منكبيه‪ ،‬وأحيانا يبالغ في رفعهما حتى يحاذي بهما أطراف أُذنيه ‪.()6‬‬
‫وضع اليدين وكيفيته‪:‬‬
‫‪ -36‬ثم يضع يده اليمنى على اليسرى عقب التكبير‪ ،‬وهو من سنن النبياء عليهم الصلة والسلم‪ ،‬وأمر به‬
‫رسول ال صلى ال عليه وسلم أصحابه‪ ،‬فل يجوز إسدالهما‪.‬‬
‫‪ -37‬ويضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى‪ ،‬وعلى الرسغ والساعد‪.‬‬
‫‪ -38‬وتارة يقبض باليمنى على اليسرى ‪.()7‬‬
‫محل الوضع‪:‬‬
‫‪ -39‬ويضعهما على صدره فقط‪ ،‬الرجل والمرأة في ذلك سواء (‪.)8‬‬
‫‪ -40‬ول يجوز أن يضع يده اليمنى على خاصرته‪.‬‬
‫الخشوع والنظر إلى موضع السجود‪:‬‬
‫‪ -41‬وعليه أن يخشع في صلته وأن يتجنب كل ما قد يلهيه عنه من زخارف ونقوش‪ ،‬فل يصلي بحضرة طعام‬
‫يشتهيه‪،‬ول وهو يدافعه البول و الغائط‪.‬‬
‫‪ -42‬وينظر في قيامه إلى موضع سجوده‪.‬‬
‫‪ -43‬ول يلتفت يمينا‪ ،‬ول يسارا‪ ،‬فإن اللتفات اختلس يختلسه الشيطان من صلة العبد‪.‬‬
‫‪ -44‬ول يجوز أن يرفع بصره إلى السماء‪.‬‬
‫دعاء الستفتاح‪:‬‬
‫‪ -45‬ثم يستفتح القراءة ببعض الدعية الثابتة عن النبي صلى ال عليه وسلم وهي كثيرة أشهرها‪:‬‬
‫" سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسمك‪ ،‬وتعالى جدك‪ ،‬ول إله غيرك"‪.‬‬
‫وقد ثبت المر به فينبغي المحافظة عليه ‪.()9‬‬

‫‪ -5‬القراءة‬
‫‪ -45‬ثم يستعيذ بال تعالى وجوبا ويأثم بتركه‪.‬‬
‫‪ -46‬والسنة أن يقول تارة‪ ":‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم‪ ،‬من همزه ونفخه‪ ،‬ونفثه" و(النفث) هنا الشِعر المذموم‪.‬‬
‫‪ -48‬وتارة يقول‪ " :‬أعوذ بال السميع العليم‪ ،‬من الشيطان…" الخ‪.‬‬
‫‪ -49‬ثم يقول سرا في الجهرية والسرية‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم "‪.‬‬
‫قراءة الفاتحة‪:‬‬
‫‪ -50‬ثم يقرأ سورة (الفاتحة) بتمامها –والبسملة منها‪ ،‬وهي ركن ل تصح الصلة إل بها‪ ،‬فيجب على العاجم‬
‫حفظها‪.‬‬
‫‪ -51‬فمن لم يستطع أجزأه أن يقول‪ " :‬سبحان ال‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ال‪ ،‬ال أكبر ول حول ول قوة إل بال "‪.‬‬
‫‪ -52‬والسنة في قراءتها أن يقطعها آية آية‪ ،‬يقف على رأس كل آية‪ ،‬فيقول‪( :‬بسم ال الرحمن الرحيم) ثم يقف‪،‬‬
‫ثم يقول‪( :‬الحمد ل رب العالمين )‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬ثم يقول‪( :‬الرحمن الرحيم)‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬ثم يقول‪( :‬مالك يوم الدين)‪ ،‬ثم‬
‫يقف‪ ،‬وهكذا إلى آخرها‪.‬‬
‫صلُها بما بعدها‪ ،‬وإن كانت‬
‫وهكذا كانت قراءة النبي صلى ال عليه وسلم كلها‪ ،‬يقف على رؤوس الي‪ ،‬ول يَ ِ‬
‫متعلقة المعنى بها‪.‬‬
‫‪ -53‬ويجوز قراءتها (مالكِ) و( َم ِلكِ)‪.‬‬
‫قراءة المقتدي لها‪:‬‬
‫‪ -54‬ويجب على المقتدي أن يقرأها وراء المام في السرية‪.‬‬
‫وفي الجهرية أيضا إن لم يسمع قراءة المام‪ ،‬أو سكت هذا بعد فراغه منها سكتة ليتمكن فبها المقتدي من‬
‫قراءتها‪ ،‬وإن كنا نرى أن هذا السكوت لم يثبت في السنة ‪.()10‬‬
‫القراءة بعد الفاتحة‪:‬‬
‫‪ -55‬ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة‪ ،‬سورة أخرى‪ ،‬حتى في صلة الجنازة‪ ،‬أو بعض اليات في الركعتين الوليين‪.‬‬
‫‪ -56‬ويطيل القراءة بعدها أحيانا‪ ،‬ويقصرها أحيانا‪ ،‬لعارض سفر‪ ،‬أو سعال‪ ،‬أو مرض‪ ،‬أو بكاء صبي‪.‬‬
‫‪ -57‬وتختلف القراءة باختلف الصلوات‪ ،‬فالقراءة في صلة الفجر أطول منها في سائر الصلوات الخمس‪ ،‬ثم‬
‫الظهر‪ ،‬ثم العصر و العشاء‪ ،‬ثم المغرب غالبا‪.‬‬
‫‪ -58‬والقراءة في صلة الليل أطول من ذلك كله‪.‬‬
‫‪ 59‬والسنة إطالة القراءة في الركعة الولى أكثر من الثانية‪.‬‬
‫‪ -60‬وأن يجعل القراءة في الخريين أقصر من الوليين‪ ،‬قدر النصف ‪.()11‬‬
‫قراءة الفاتحة في ركعة‪:‬‬
‫‪ -61‬وتجب قراءة الفاتحة في كل ركعة‪.‬‬
‫‪ -62‬ويسن الزيادة عليها في الركعتين الخيرتين أيضا أحيانا‪.‬‬
‫‪ -63‬ول تجوز إطالة المام للقراءة بأكثر مما جاء في السنة‪ ،‬فإنه يشق بذلك على من قد يكون وراءه من رجل‬
‫كبير في السن‪ ،‬أو مريض‪ ،‬أو امراءة لها رضيع‪ ،‬أو ذي الحاجة‪.‬‬
‫الجهر والسرار بالقراءة‪:‬‬
‫‪ -64‬ويجهر بالقراءة في صلة الصبح‪ ،‬والجمعة‪ ،‬والعيدين‪ ،‬والستسقاء‪ ،‬والكسوف‪ ،‬والوليين من صلة المغرب‬
‫والعشاء‪.‬‬
‫ويسر بها في صلة الظهر والعصر‪ ،‬وفي الثالثة من صلة المغرب‪ ،‬والخْرَيْين من صلة العشاء‪.‬‬
‫‪ -65‬ويجوز للمام أن يسمعهم الية أحيانا في الصلة السرية‪.‬‬
‫‪ -66‬وأما الوتر وصلة الليل‪ ،‬فيسر فيها تارة‪ ،‬ويجهر تارة‪ ،‬ويتوسط في رفع الصوت‪.‬‬
‫ترتيل القراءة‪:‬‬
‫‪ -67‬والسنة أن يرتل القرآن ترتيلً‪ ،‬ل هذا ول عجلة‪ ،‬بل قراءة مفسرة حرفا حرفا‪ ،‬ويزين القرآن بصوته‪ ،‬ويتغنى‬
‫به في حدود الحكام المعروفة عند أهل العلم بالتجويد‪ ،‬ول يتغنى به على اللحان المبتدعة‪ ،‬ول على القوانين‬
‫الموسيقية‪.‬‬
‫الفتح على المام‪:‬‬
‫‪ -68‬ويشرع للمقتدي أن يتقصّد الفتح على المام إذا ارتج عليه في القراءة‪.‬‬

‫‪ -6‬الركوع‬
‫‪ -69‬فإذا فرغ من القراءة سكت سكتة لطيفة بمقدار ما يَتَرا ّد إليه نَفَسُهُ‪.‬‬
‫‪ -70‬ثم يرفع يديه على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الحرام‪.‬‬
‫‪ -71‬ويكبر‪ ،‬وهو واجب‪.‬‬
‫‪ -72‬ثم يركع‪ ،‬بقدر ما تستقر مفاصله‪ ،‬ويأخذ كل عضو مأخذه‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬
‫كيفية الركوع‪:‬‬
‫‪ -73‬ويضع يديه على ركبتيه‪ ،‬ويمكنهما من ركبتيه‪ ،‬ويفرج بين أصابعه‪ ،‬كأنه قابض على ركبتيه‪ ،‬وهذا كله‬
‫واجب‪.‬‬
‫‪ -74‬ويمد ظهره ويبسطه‪ ،‬حتى لو صب عليه الماء لستقر‪ ،‬وهو واجب‪.‬‬
‫‪ -75‬ول يخفض رأسه‪ ،‬ول يرفعه‪ ،‬ولكن يجعله مساويا لظهره‪.‬‬
‫‪ -76‬ويباعد مرفقيه عن جنبيه‪.‬‬
‫‪ -77‬ويقول في ركوعه‪ " :‬سبحان ربي العظيم " ثلث مرات أو أكثر (‪.)12‬‬
‫تسوية الركان‪:‬‬
‫‪ -78‬ومن السنة أن يسوي بين الركان في الطول‪ ،‬فيجعل ركوعه وقيامه بعد الكوع‪ ،‬وسجوده‪ .‬وجلسته بين‬
‫السجدتين قريبا من السواء‪.‬‬
‫‪ -79‬ول يجوز أن يقرأ القرآن في الركوع ول في السجود‪.‬‬
‫العتدال من الكوع‪:‬‬
‫‪ 80‬ثم يرفع صلبه من الركوع‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬
‫‪ -81‬ويقول في أثناء العتدال‪ :‬سمع ال لمن حمده‪ ،‬وهذا واجب‪.‬‬
‫‪ -82‬ويرفع يديه عند العتدال على الوجوه المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -83‬ثم يقوم معتد ًل مطمئنا حتى يأخذ كل عظم مأخذه‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬
‫‪ -84‬ويقول في هذا القيام‪ " :‬ربنا ولك الحمد " (‪ )13‬وهذا واجب على كل مصل ولو كان مؤتما (‪ )14‬فإنه وِرد‬
‫القيام‪ ،‬أما التسميع فوِرد العتدال‪.‬‬
‫‪ -85‬ويسوي بين هذا القيام والركوع في الطول كما تقدم‪.‬‬

‫‪ -7‬السجود‬
‫‪ -86‬ثم يقول‪ " :‬ال أكبر " وجوبا‪.‬‬
‫‪ -87‬ويرفع يديه‪ ،‬أحيانا‪.‬‬
‫الخرور على اليدين‪:‬‬
‫‪ -88‬ثم يَخِرّ إلى السجود على يديه‪ ،‬يضعهما قَ ْبلَ ركبتيه‪ ،‬بهذا أمر رسول ال صلى ال عليه وسلم وهو الثابت عنه‬
‫من فعله صلى ال عليه وسلم ‪ ،‬ونهى عن التشبه ببروك البعير‪ ،‬وهو إنما يخر على ركبتيه اللتين هما في مقدمتيه‪.‬‬
‫‪ -89‬فإذا سجد‪-‬وهو ركن‪ -‬اعتمد على كفيه وبسطهما‪.‬‬
‫‪ -90‬ويضم أصابعهما‪.‬‬
‫‪ -91‬ويوجههما إلى القبلة‪.‬‬
‫‪ -92‬ويجعل كفيه حَ ْذوَ منكبيه‪.‬‬
‫‪ -93‬وتارة يجعلهما حذو أذنيه‪.‬‬
‫‪ -94‬ويرفع ذراعيه عنالرض‪ ،‬وجوبا‪ ،‬ول يبسطهما بسط الكلب‪.‬‬
‫‪ -95‬ويُمكّن أنفه وجبهته من الرض‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬
‫‪ -96‬ويمكن أيضا ركبتيه‪.‬‬
‫‪ -97‬وكذا أطراف قدميه‪.‬‬
‫‪ -98‬وينصبهما‪ ،‬وهذا كله واجب‪.‬‬
‫‪ -99‬ويستقبل بأطراف أصابعهما القبلة‪.‬‬
‫ص عقبيه‪.‬‬
‫‪ -100‬ويَ ُر ّ‬
‫العتدال في السجود‪:‬‬
‫‪ -101‬ويجب عليه أن يعتدل في سجوده‪ ،‬وذلك بأن يعتمد فيه اعتمادا متساويا على جميع أعضاء سجوده‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫الجبهة والنف معا‪ ،‬والكفان‪ ،‬والركبتان‪ ،‬وأطراف القدمين‪.‬‬
‫‪ -102‬ومن اعتدل في سجوده هكذا فقد اطمأن يقينا‪ ،‬والطمئنان في السجود ركن أيضا‪.‬‬
‫‪ -103‬ويقول فيه‪ " :‬سبحان ربي العلى " ثلث مرات أو اكثر ‪.()15‬‬
‫‪ -104‬ويستحب أن يكثر الدعاء فيه‪ ،‬فإنه مظنة الجابة‪.‬‬
‫‪ -105‬ويجعل سجوده قريبا من ركوعه في الطول كما تقدم‪.‬‬
‫‪ -106‬ويجوز السجود على الرض‪ ،‬وعلى حائل بينها وبين الجبهة‪ ،‬من ثوب‪ ،‬أو بساط‪ ،‬أو حصير‪ ،‬أو نحوه‪.‬‬
‫‪ -107‬ول يجوز أن يقرا القرآن وهو ساجد‪.‬‬
‫الفتراش والقعاء بين السجدتين‪:‬‬
‫‪ -108‬ثم يرفع رأسه مكبرا‪ ،‬وهذا واجب‪.‬‬
‫‪ -109‬ويرفع يديه أحيانا‪.‬‬
‫‪ -110‬ثم يجلس مطمئنا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه‪ ،‬وهو ركن‪.‬‬
‫‪ -111‬ويفرش رجله اليسرى فيقعد عليها‪ ،‬وهذا واجب‪.‬‬
‫‪ -112‬وينصب رجله اليمنى‪.‬‬
‫‪ -113‬ويستقبل بأصابعها القبلة‪.‬‬
‫‪ -114‬ويجوز القعاء أحيانا‪ ،‬وهو أن ينتصب على عقبيه وصدور قدميه‪.‬‬
‫‪ -115‬ويقول في هذه الجلسة‪ " :‬اللهم اغفر لي‪ ،‬وارحمني‪ ،‬واجبرني‪ ،‬وارفعني‪ ،‬وعافني‪ ،‬وارزقني "‪.‬‬
‫‪ -116‬وإن شاء قال‪ " :‬رب اغفر لي‪ ،‬رب اغفر لي "‪.‬‬
‫‪ -117‬ويطيل هذه الجلسة حتى تكون قريبا من سجدته‪.‬‬
‫السجدة الثانية‪:‬‬
‫‪ -118‬ثم يكبر وجوبا‪.‬‬
‫‪ -119‬ويرفع يديه مع هذا التكبير أحيانا‪.‬‬
‫‪ -120‬ويسجد السجدة الثانية‪ ،‬وهي ركن أيضا‪.‬‬
‫‪ -121‬ويصنع فيها ما صنع في الولى‪.‬‬
‫جلسة الستراحة‪:‬‬
‫‪ -122‬فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية‪ ،‬وأراد النهوض إلى الركعة الثانية كبر وجوبا‪.‬‬
‫‪ -123‬ويرفع يديه أحيانا‪.‬‬
‫‪ -124‬ويستوي قبل أن ينهض قاعدا على رجله اليسرى‪ ،‬معتدلً‪ ،‬حتى يرجع كل عظم إلى موضعه‪.‬‬
‫الركعة الثانية‪:‬‬
‫‪ -125‬ثم ينهض معتمدا على الرض بيديه المقبوضتين كما يقبضهما العاجن‪ ،‬إلى الركعة الثانية‪ ،‬وهي ركن‪.‬‬
‫‪ -126‬ويصنع فيها ما صنع في الولى‪.‬‬
‫‪ -127‬إل أنه ل يقرأ دعاء الستفتاح‪.‬‬
‫‪ -128‬ويجعلها أقصر من الركعة الولى‪.‬‬
‫الجلوس للتشهد‪:‬‬
‫‪ -129‬فإذا فرغ من الركعة الثانية قعد للتشهد‪ ،‬وهو واجب‪.‬‬
‫‪ -130‬ويجلس مفترشا كما سبق بين السجدتين‪.‬‬
‫‪ -131‬لكن ل يجوز القعاء هنا‪.‬‬
‫‪ -132‬ويضع كفه اليمنى على فخذه وركبته اليمنى‪،‬ونهاية مرفقه اليمن على فخذه ل يبعد عنه‪.‬‬
‫‪ -133‬ويبسط كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى‪.‬‬
‫‪ -134‬ول يجوز أن يجلس معتمدا على يده‪ .‬وخصوصا اليسرى‪.‬‬
‫تحريك الصبع والنظر إليها‪:‬‬
‫‪ -135‬ويقبض أصابع كفه اليمنى كفه اليمنى كلها‪ .‬ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى تارة‪.‬‬
‫‪ -136‬وتارة يُحلّق بهما حلقة‪.‬‬
‫‪ -137‬ويشير بإصبعه السبابة إلى القبلة‪.‬‬
‫‪ -138‬ويرمي ببصره إليها‪.‬‬
‫‪ -139‬ويحركها يدعو بها من أول التشهد إلى آخره‪.‬‬
‫‪ -140‬ول يشير بإصبع يده اليسرى‪.‬‬
‫‪ -141‬ويفعل هذا كله في كل تشهد‪.‬‬
‫صيغة التشهد والدعاء بعده‪:‬‬
‫‪ -142‬والتشهد واجب‪ ،‬إذا نسيه سجد سجدتي السهو‪.‬‬
‫‪ -143‬ويقرؤه سرا‪.‬‬
‫‪ -144‬وصيغته‪ " :‬التحيات ل‪ ،‬والصلوات‪ ،‬والطيبات‪ ،‬السلم على النبي ‪ ()16‬ورحمة ال وبركاته‪ ،‬السلم علينا‬
‫وعلى عباد ال الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأشهد أن محمد عبده ورسوله " ‪.()17‬‬
‫‪ -145‬ويصلي بعده على النبي صلى ال عليه وسلم فيقول‪:‬‬
‫" اللهم صل على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد‪.‬‬
‫اللهم بارك على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم‪ ،‬وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد "‪.‬‬
‫‪ -146‬وإن شئت الختصار قلت‪:‬‬
‫" اللهم صل على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬وبارك على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت وباركت على إبراهيم‪،‬‬
‫وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد "‪.‬‬
‫‪ -147‬ثم يتخير في هذا التشهد من الدعاء الوارد أعجبه إليه‪ ،‬فيدعو ال به‪.‬‬
‫الركعة الثالثة والرابعة‪:‬‬
‫‪ -148‬ثم يكبر وجوبا‪ ،‬والسنة أن يكبر وهو جالس‪.‬‬
‫‪ -149‬ويرفع يديه أحيانا‪.‬‬
‫‪ -150‬ثم ينهض إلى الركعة الثالثة‪،‬وهي ركن كالتي بعدها‪.‬‬
‫‪ -151‬وكذلك يفعل إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة‪.‬‬
‫‪ -152‬ولكنه قبل أن ينهض يستوي قاعدا على رجله اليسرى معتدلً حتى يرجع كل عظم إلى موضعه‪.‬‬
‫‪ -153‬ثم يقوم معتمدا على يديه كما فعل في قيامه إلى الركعة الثانية‪.‬‬
‫‪ -154‬ثم يقرا في كل من الثالثة و الرابعة سورة (الفاتحة) وجوبا‪.‬‬
‫‪ -155‬ويضيف إليها آية أو أكثر أحيانا‪.‬‬
‫القنوت للنازلة ومحله‪:‬‬
‫‪ -156‬ويسن له أن يقنت ويدعو للمسلمين لنازلة نزلت بهم‪.‬‬
‫‪ -157‬ومحله إذا قال بعد الركوع‪ " :‬ربنا ولك الحمد "‪.‬‬
‫‪ -158‬وليس له دعاء راتب‪ ،‬وإنما يدعو فيه بما يتناسب مع النازلة‪.‬‬
‫‪ -159‬ويرفع يديه في هذا الدعاء‪.‬‬
‫‪ -160‬ويجهر به إذا كان إماما‪.‬‬
‫‪ -161‬ويؤمّن عليه َمنْ خلفه‪.‬‬
‫‪ -162‬فإذا فرغ‪ ،‬كبر وسجد‪.‬‬
‫قنوت الوتر ومحله وصيغته‪:‬‬
‫‪ -163‬وأما القنوت في الوتر فيشرع أحيانا‪.‬‬
‫‪ -164‬ومحله قبل الركوع خلفا لقنوت النازلة‪.‬‬
‫‪ -165‬ويدعو فيه بما يأتي‪:‬‬
‫" اللهم اهدني فيمن هديت‪ ،‬وعافني فيمن عافيت‪ ،‬وتولني فيمن توليت‪ ،‬وبارك لي فيما أعطيت‪ ،‬وقني شر ما قضيت‪،‬‬
‫فإنك تقضي ول يقضى عليك‪ ،‬وإنه ل يذل من واليت‪ ،‬ول يعز من عاديت‪ ،‬تباركت ربنا وتعاليت‪ ،‬ول منجا منك إل‬
‫إليك "‪.‬‬
‫‪ -166‬وهذا الدعاء من تعليم رسول ال صلى ال عليه وسلم‪ ،‬فل يزاد عليه‪ ،‬إل الصلة عليه صلى ال عليه وسلم‬
‫فتجوز لثبوتها عن الصحابة رضي ال عنهم‪.‬‬
‫‪ -167‬ثم يركع ويسجد السجدتين‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬
‫التشهد الخير والتورك‪:‬‬
‫‪ -168‬ثم يقعد للتشهد الخير‪ ،‬وكلهما واجب‪.‬‬
‫‪ -169‬ويصنع فيه ما صنع في التشهد الول‪.‬‬
‫‪ -170‬إل أنه يجلس فيه متوركا‪ ،‬يفضي بوركه اليسرى إلى الرض‪ ،‬ويخرج قدميه من ناحية واحدة‪،‬ويجعل‬
‫اليسرى تحت ساقه اليمنى‪.‬‬
‫‪ -171‬وينصب قدمه اليمنى‪.‬‬
‫‪ -172‬ويجوز فرشها أحيانا‪.‬‬
‫‪ -173‬ويلقم كفه اليسرى ركبته‪،‬يعتمد عليها‪.‬‬
‫وجوب الصلة على النبي صلى الله عليه وسلم والتعوذ من الربع‪:‬‬
‫‪ -174‬ويجب عليه في هذا التشهد الصلة على النبي صلى ال عليه وسلم‪ ،،‬وقد ذكرنا في التشهد الول بعض‬
‫صيغها‪.‬‬
‫‪ -175‬وأن يستعيذ بال من أربع يقول‪:‬‬
‫" اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات‪ ،‬ومن شر فتنة المسيح الدجال‬
‫" ‪.()18‬‬
‫الدعاء قبل السلم‪:‬‬
‫‪ -176‬ثم يدعو لنفسه بما بدا له مما ثبت في الكتاب والسنة‪ ،‬وهو كثير طيب‪ ،‬فإن لم يكن عنده شيء منه‪ ،‬دعا بما‬
‫تيسر له مما ينفعه في دينه أو دنياه‪.‬‬
‫التسليم وأنواعه‪:‬‬
‫‪ -177‬ثم يسلم عن يمينه‪ ،‬وهو ركن‪ ،‬حتى يرى بياض خده اليمن ‪.‬‬
‫‪ -178‬وعن يساره حتى يرى بياض خده اليسر‪ ،‬ولو في صلة الجنازة‪.‬‬
‫‪ -179‬ويرفع المام صوته بالسلم إل في صلة الجنازة‪.‬‬
‫‪ -180‬وهو على وجوه‪:‬‬
‫الول‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال وبركاته‪ ،‬عن يمينه‪ .‬السلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬عن يساره‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬مثله‪ ،‬دون قوله " وبركاته "‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬السلم عليكم ورحمة ال‪ ،‬عن يمينه‪ .‬السلم عليكم‪ ،‬عن يساره‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬يسلم تسليمة واحدة تلقاء وجهه‪ ،‬يميل به إلى يمينه قليلً‪.‬‬

‫أخي المسلم! هذا ما تيسر لي من " تلخيص صفة صلة النبي صلى الله عليه وسلم " محاو ً‬
‫ل‬
‫بذلك أن أقربها إليك‪ ،‬حتى تكون واضحة لديك‪ ،‬ماثلة في ذهنك‪ ،‬وكأنما تراها بعينك‪ .‬فإذا أنت‬
‫صليت نحو ما وصفت لك من صلته صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فإني أرجو من الله تعالى أن‬
‫يتقبلها منك‪ ،‬لنك بذلك تكون قد حققت فعل ً قول النبي صلى الله عليه وسلم‪ " :‬صلوا كما‬
‫رأيتموني أصلي "‪.‬‬
‫ثم عليك بعد ذلك أن ل تنسى الهتمام باستحضار القلب والخشوع فيها‪ ،‬فإنه هو الغاية‬
‫الكبرى من وقوف العبد بين يدي الله تعالى فيها‪ ،‬وبقدر ما تحقق في نفسك من هذا الذي‬
‫وصفت لك من الخشوع والحتذاء بصلته صلى الله عليه وسلم‪ ،‬يكون لك من الثمرة‬
‫المرجوة التي أشار إليها ربنا تبارك وتعالى بقوله‪ " :‬إن الصلة تنهى عن الفحشاء والمنكر"‪.‬‬
‫وختاما ً اسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلتنا‪ ،‬وسائر أعمالنا‪ ،‬ويدخر لنا ثوابها إلى يوم نلقاه‬

Você também pode gostar