Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
أفـــــــراح الـــــــروح
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
المشاععر .ومعا يسعميه ( الواقعيون ) فعي هذه الحالة ( وهماً ) ! هعو فعي ( الواقعع ) (،حقيقعة )
أصعح معن كعل حقائقهعم ! ...لن الحياة ليسعت شيئًا آخعر غيعر شعور النسعان بالحياة .جرد أي
إنسعان معن الشعور بحياتعه تجرده معن الحياة ذاتهعا فعي معناهعا الحقيقعي ! ومتعى أحعس النسعان
شعوراً مضاعفًا بحياته ،فقد عاش حياة مضاعفة فعلً ...يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث
ل تحتاج إلى جدال ..إننععا نعيععش لنفسععنا حياة مضاعفععة ،حينمععا نعيععش للخريععن ،وبقدر مععا
نضاعف إحساسنا بالخرين ،نضاعف إحساسنا بحياتنا ،ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية
!
بذرة الشعر تهيعج ،ولكعن بذرة الخيعر تثمعر ،إن الولى ترتفعع فعي الفضاء سعريعاً ولكعن
جذورهعا فعي التربعة قريبعة ،حتعى لتحجعب ععن شجرة الخيعر النور والهواء ولكعن شجرة الخيعر
تظل في نموها البطيء ،لن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء ...مع أننا
حيعن نتجاوز المظهعر المزور البراق لشجرة الشعر ،ونفحعص ععن قوتهعا الحقيقيعة وصعلبتها ،
تبدو لنعا واهيعة هشعة نافشعة فعي غيعر صعلبة حقيقيعة ! ...على حيعن تصعبر شجرة الخيعر على
البلء ،وتتماسك للعاصفة ،وتظل في نموها الهادئ البطيء ،ل تحفل بما ترجمها به شجرة
الشر من أقذاء وأشواك ! ...
عندمععا نلمععس الجانععب الطيععب فععي نفوس الناس ،نجععد أن هناك خيراً كثيرًا قععد ل تراه
العيون أول وهلة! ...لقعد جربعت ذلك .جربتعه معع الكثيريعن ..حتعى الذيعن يبدو فعي أول المعر
أنهعم شريرون أو فقراء الشعور ...شيعء معن العطعف على أخطائهعم ،وحماقاتهعم ،شيعء معن
الود الحقيقي لهم ،شيء من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم ....ثم ينكشف
لك النبعع الخيعر فعي نفوسعهم ،حيعن يمنحوك حبهعم ومودتهعم وثقتهعم ،فعي مقابعل القليعل الذي
أعطيتهم إياه من نفسك ،متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلص ,إن الشر ليس عميقاً
فعي النفعس النسعانية إلى الحعد الذي نتصعوره أحياناً .إنعه فعي تلك القشرة الصعلبة التعي يواجهون
بهععا كفاح الحياة للبقاء ...فإذا أمنوا تكشفععت تلك القشرة الصععلبة عععن ثمرة حلوة شهيععة ...هذه
الثمرة الحلوة ،إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالمن من جانبه ،بالثقة في مودته ،
بالعطعف الحقيقعي على كفاحهعم وآلمهعم ،وعلى أخطائهعم وعلى حماقاتهعم كذلك ...وشيعء معن
سععة الصعدر فعي أول المعر كفيعل بتحقيعق ذلك كله ،أقرب ممعا يتوقعع الكثيرون ...لقعد جربعت
ذلك ،جربته بنفسي .فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلم وأوهام....
عندمعا تنمعو فعي نفوسعنا بذور الحعب والعطعف والخيعر نعفعي أنفسعنا معن أعباء ومشقات
كثيرة .إننعا لن نكون فعي حاجعة إلى أن نتملق الخريعن لننعا سنكون يومئذ صعادقين مخلصعين إذ
نزجي إليهم الثناء .إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثني
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
عليها حين نثني ونحن صادقون؛ ولن يعدم إنسان ناحية خيّرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة
...ولكننا ل نطلع عليها ول نراها إل حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب!...
كذلك لن نكون في حاجة لن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم ول حتى مؤونة الصبر
على أخطاءهم وحماقاتهم لننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص ولن نفتش عليها لنراها
يوم تنمعو فعي نفوسعنا بذرة العطعف! وبطبيععة الحال لن نجشعم أنفسعنا عناء الحقعد عليهعم أو عبعء
الحذر منهم فإنما نحقد على الخرين لن بذرة الخير لم تنم في نفوسنا نموًا كافياً ونتخوف منهم
لن عنصعر الثقعة فعي الخيعر ينقصعنا! .كعم نمنعح أنفسعنا معن الطمأنينعة والراحعة والسععادة ،حيعن
نمنح الخرين عطفنا وحبنا وثقتنا ،يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير!.
حيعن نعتزل الناس لننعا نحعس أننعا أطهعر منهعم روحاً ،أو أطيعب منهعم قلباً ،أو أرحعب
منهم نفساً أو أذكى منهم عقلً ل نكون قد صنعنا شيئاً كبيرًا ...لقد اخترنا لنفسنا أيسر السبل
وأقلهعا مؤونعة! .إن العظمعة الحقيقيعة :أن نخالط هؤلء الناس مشبعيعن بروح السعماحة والعطعف
على ضعفهعم ونقصعهم وخطئهعم وروح الرغبعة الحقيقيعة فعي تطهيرهعم وتثقيفهعم ورفعهعم إلى
مسعتوانا بقدر معا نسعتطيع! .إنعه ليعس معنعى هذا أن نتخلى ععن آفاقنعا العليعا ومثلنعا السعامية أو أن
نتملق هؤلء الناس ونثنعي على رذائلهعم أو أن نشعرهعم أننعا أعلى منهعم أفقاً ...إن التوفيعق بيعن
هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد :هو العظمة الحقيقية!.
عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نحس أنه ل يعيبنا أن نطلب مساعدة الخرين
لنا ،حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة ! ول يغض من قيمتنا أن تكون معونة الخرين لنا قد
ساعدتنا على الوصول إلى ما نحن فيه .إننا نحاول أن نصنع كل شيء بأنفسنا ،ونستنكف أن
نطلب عون الخريعن لنعا ،أو أن نضعم جهدهعم إلى جهودنعا ...كمعا نسعتشعر الغضاضعة فعي أن
يعرف الناس أنععه كان لذلك العون أثععر فععي صعععودنا إلى القمععة ...إننععا نصععنع هذا كله حيععن ل
تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة أي عندما نكون بالفعل ضعفاء في ناحية من النواحي ..أما حين نكون
أقوياء حقاً فلن نسعتشعر معن هذا كله شيئًا ..إن الطفعل هعو الذي يحاول أن يبععد يدك التعي تسعنده
وهو يتكفأ في المسير! عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ،سنستقبل عون الخرين لنا
بروح الشكعر والفرح ...الشكعر لمعا يقدم لنعا معن عون ...والفرح بأن هناك معن يؤمعن بمعا نؤمعن
بعه نحعن ..فيشاركنعا الجهعد والتبععة ..إن الفرح بالتجاوب الشعوري هعو الفرح المقدس الطليعق!
..
إننا نحن إن نحتكر أفكارنا وعقائدنا ،ونغضب حين ينتحلها الخرون لنفسهم ،ونجتهد
في توكيد نسبتها إلينا ،وعدوان الخرين عليها ،إننا إنما نصنع ذلك كله ،حين ل يكون إيماننا
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
بهذه الفكار العقائد كبيراً ،حين ل تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين ل
تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا! ..
إن الفرح الصعافي هعو الثمرة الطبيعيعة لن نرى أفكارنعا وعقائدنعا ملكًا للخريعن ،ونحعن
بعععد أحياء أن مجرد تصععورنا لهععا أنهععا سععتصبح – ولو بعععد مفارقتنععا لوجععه الرض – زاداً
للخريعن وريًا ،ليكفعي لن تفيعض قلوبنعا بالرضعى والسععادة والطمئنان! .التجار وحدهعم هعم
الذيعن يحرصعون على العلقات التجاريعة لبضائعهعم كعي ل يسعتغلها الخرون ويسعلبوهم حقهعم
من الربح أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم
ويؤمنوا بهععا إلى حععد أن ينسععبوها لنفسععهم ل إلى أصععحابها الوليععن! .إنهععم ل يعتقدون أنهععم
أصعحاب هذه الفكار والعقائد ،وإنمعا هعم مجرد وسعطاء فعي نقلهعا وترجمتهعا ..إنهعم يحسعون أن
النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ،ول من صنع أيدهم .وكل فرحهم المقدس ،إنما هو
ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع !..
الفرق بعيد ...جداً بعيد :..بين أن نفهم الحقائق ،وأن ندرك الحقائق ..إن الولى :العلم
..والثانية هي :المعرفة! ..
في الولى :نحن نتعامل مع ألفاظ ومعان مجردة ..أو مع تجارب ونتائج جزئية ..وفي
الثانيعة :نحعن نتعامعل معع اسعتجابات حيعة ،ومدركات كليعة ...وفعي الولى :ترد إلينعا المعلومات
من خارج ذواتنا ،ثم تبقى في عقولنا متحيزة متميزة ...في الثانية :تنبثق الحقائق من أعماقنا.
يجري فيها الدم الذي يجري في عروقنا وأوشاجنا ،ويتسق إشعاعها مع نبضنا الذاتي!..
فعي الولى :توجعد الخانات والعناويعن :خانعة العلم ،وتحتهعا عنواناتعه وهعي شتعى .خانعة
الديعن وتحتهعا عنوانات فصعوله وأبوابعه ..وخانعة الفعن وتحتهعا عنوانات منهاجعه واتجاهاتعه!..
وفي الثانية :توجد الطاقة الواحدة ،المتصلة بالطاقة الكونية الكبرى ...يوجد الجدول السارب،
الواصل إلى النبع الصيل! ..
نحن في حاجة ملحة إلى المتخصصين في كل فرع من فروع المعارف النسانية أولئك
الذين يتخذون من معاملهم ومكاتبهم صوامع وأديرة! ..ويهبون حياتهم للفرع الذي تخصصوا
فيعه ،ل بشعور التضحيعة فحسعب ،بعل بشعور اللذة كذلك ! ...شعور العابعد الذي يهعب روحعه
للهععه وهععو فرحان! ..ولكننععا مععع هذا يجععب أن ندرك أن هؤلء ليسععوا هععم الذيععن يوجهون إلى
الحياة ،أو يختارون للبشرية الطريق؟ ..
إن الرواد كانوا دائماً .وسعيكونون هعم أصعحاب الطاقات الروحيعة الفائقعة هؤلء هعم الذيعن
يحملون الشعلة المقدسعة التعي تنصعهر فعي حرارتهعا كعل ذوات المعارف ،وتنكشعف فعي ضوئهعا
طريق الرحلة ،مزودة بكل هذه الجزئيات قوية بهذا الزاد ،وهي تغذ السير نحو الهدف السامي
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
البعيعد! :..هؤلء الرواد هعم الذيعن يدركون ببصعيرتهم تلك الوحدة الشاملة ،المتعددة المظاهعر
في :العلم والفن ،والعقيدة ن والعمل ،فل يحقرون واحداً منها ول يرفعونه فوق مستواه! .
الصعععغار وحدهعععم ،هعععم الذيعععن يعتقدون أن هناك تعارضاً بيعععن هذه القوى المتنوععععة
المظاهعر؛ فيحاربون العلم باسعم الديعن ،أو الديعن باسعم العلم ..ويحتقرون الفعن باسعم العمعل ،أو
الحيويعة الدافععة باسعم العقيدة المتصعوفة! ..ذلك أنهعم يدركون كعل قوة معن هذه القوى ،منعزلة
عععن مجموعععة مععن القوى الخرى الصععادرة كلهععا مععن النبععع الواحععد ،مععن تلك القوة الكععبرى
المسعيطرة على هذا الوجود! ...ولكعن الرواد الكبار يدركون تلك الوحدة ،لنهعم متصعلون بذلك
النبع الصيل ومنه يستمدون ! ..إنهم قليلون ..قليلون في تاريخ البشرية ..بل نادرون! ولكن
منهعم الكفايعة :...فالقوة المشرفعة على هذا الكون ،هعي التعي تصعوغهم ،وتبععث بهعم فعي الوقعت
المقدر المطلوب!.
الستسلم المطلق للعتقاد في الخوارق والقوى المجهولة خطر ،لنه يقود إلى الخرافة
...ويحول الحياة إلى وهعم كعبير! ..ولكعن التنكعر المطلق لهذا العتقاد ليعس أقعل خطراً :لنعه
يغلق منافعذ المجهول كله ،وينكعر كعل قوة غيعر منظورة ل لشيعء إل لنهعا قعد تكون أكعبر معن
إدراكنعا البشري فعي فترة معن فترات حياتنعا ! وبذلك يصعغر معن هذا الوجود – مسعاحة وطاقعة،
وقيمة كذلك ،ويحده بحدود المعلوم وهو إلى هذه اللحظة حين يقاس إلى عظمة الكون – ضئيل
..جدًا ضئيل!..
إن حياة النسان على هذه الرض .سلسلة من العجز عن إدراك القوى الكونية أو سلسلة
معن القدرة على إدراك هذه القوى ،كلمعا شعب ععن الطوق وخطعا خطوة إلى المام فعي طريقعه
الطويعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععل!.
إن قدرة النسعان فعي وقعت بععد وقعت على إدراك إحدى قوى الكون التعي كانعت مجهولة له منعذ
لحظة وكانت فوق إدراكه في وقت ما ..لكفيلة بأن تفتح بصيرته على أن هناك قوى أخرى لم
يدركها بعد لنه يزال في دور التجريب!.
إن احترام العقل البشري ذاته لخليق بأن نحسب للمجهول حسابه في حياتنا ل لنكل إليه
أمورنا كما يصنع المتعلقون بالوهم والخرافة ،ولكن لكي نحس عظمة هذا الكون على حقيقتها
وكععي نعرف لنفسععنا قدرهععا فععي كيان هذا الكون العريععض .وإن هذا لخليععق بأن يفتععح للروح
النسعانية قوى كثيرة للمعرفعة وللشعور بالوشائج التعي تربطنعا بالكون معن داخلنعا وهعي بل شعك
أكعبر وأعمعق معن كعل معا أدركناه بعقولنعا حتعى اليوم بدليعل أننعا معا نزال نكشعف فعي كعل يوم ععن
مجهول جديد؛ وأننا ل نزال بعد نعيش!.
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
معن الناس فععي هذا الزمان مععن يرى فععي العتراف بعظمععة ال المطلقععة غضًا مععن قيمعة
النسان واصغاراً لشأنه في الوجود :كأنما ال والنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة في
هذا الوجود! .أنا أحس أنه كلما ازددنا شعوراً بعظمة ال المطلقة زدنا نحن أنفسنا عظمة لننا
من صنع إله عظيم! .إن هؤلء الذين يحسبون أنهم يعرفون أنفسهم حين يخفضون في وهمهم
الههم أو ينكروه إنما هم المحدودون الذين ل يستطيعون أن يروا إل الفق الواطئ القريب!.
إنهععم يظنون أن النسععان إنمععا لجععأ إلى ال إبان ضعفععه وعجزه فأمععا الن فهععو مععن القوة
بحيث ل يحتاج إلى إله! كأنما الضعف يفتح البصيرة والقدرة تطمسها! .إن النسان لجدير بأن
يزيعد إحسعاسا بعظمعة ال المطلقعة كلمعا نمعت قوتعه لنعه جديعر بأن يدرك مصعدر هذه القوة كلمعا
زادت طاقته على الدراك ..
إن المؤمنين بعظمة ال المطلقة ل يجدون في أنفسهم ضعة ول ضعفاً ،بل على العكس
يجدون في أنفسهم العزة والمنعة ،باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود إنهم
يعرفون أن مجال عظمتهم إنما هو في هذه الرض ،وبين هؤلء الناس فهي ل تصطدم بعظمة
ال المطلقة في هذا الوجود إن لهم رصيداً من العظمة والعزة في إيمانهم العميق ل يجده أولئك
الذين ينفخون أنفسهم كالبالون حتى ليغطي الورم المنفوخ عن عيونهم كل آفاق الوجود!.
أحياناً تتخفى العبودية في ثياب الحرية فتبدو انطلقاً من جميع القيود انطلقاً من العرف
والتقاليعد ،انطلقاً معن تكاليعف النسعانية فعي هذا الوجود! .إن هناك فارقاً أسعاسياً بيعن النطلق
معن قيود الذل والضغعط والضععف ،والنطلق معن قيود النسعانية وتبعاتهعا إن الولى معناهعا
التحرر الحقيقي أما الثانية فمعناها التخلي عن المقومات التي جعلت من النسان إنساناً وأطلقته
مععن قيود الحيوانيععة الثقيلة! ...إنهععا حريععة مقنعععة لنهععا فععي حقيقتهععا خضوع وعبوديععة للميول
الحيوانيعة ،تلك الميول التعي قضعت البشريعة عمرهعا الطويعل وهعي تكافحهعا لتخلص معن قيودهعا
الخانقة إلى جو الحرية النسانية الطليقة ...لماذا تخجل النسانية من إبداء ضروراتها ؟ لنها
تحععس بالفطرة أن السععمو مععع هذه الضرورات هععو أول مقومات النسععانية وأن النطلق مععن
قيودهعا هعو الحريعة وأن التغلب على دوافعع اللحعم والدم وعلى مخاوف الضععف والذل كلهمعا
سواء في توكيد معنى النسانية!.
لسعت ممعن يؤمنون بحكايعة المبادئ المجردة ععن الشخاص لنعه معا المبدأ بغيعر عقيدة
حارة دافعة؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان؟
إن المبادئ والفكار فعي ذاتهعا – بل عقيدة دافععة – مجرد كلمات خاويعة أو على الكثعر
معان ميتععة! والذي يمنحهععا الحياة هععي حرارة اليمان المشعععة مععن قلب إنسععان ! لن يؤمععن
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
الخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد ل في قلب مشع .آمن أنت أولً بفكرتك آمن بها إلى
حعد العتقاد الحار! عندئذ فقعط يؤمعن بهعا الخرون !! وإل فسعتبقى مجرد صعياغة لفظيعة خاليعة
من الروح والحياة! ..ل حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان ،ولم تصبح كائنًا حياً دب على وجه
الرض فععي صععورة بشععر! ..كذلك ل وجود لشخععص -فععي هذا المجال – ل تعمععر قلبععه فكرة
يؤمن بها في حرارة وإخلص ...
إن التفريعق بيعن الفكرة والشخعص كالتفريعق بيعن الروح والجسعد أو المعنعى واللفعظ عمليعة
فعي بععض الحيان مسعتحيلة وفعي بععض الحيان تحمعل معنعى التحلل والفناء! .كعل فكرة عاشعت
قعد اقتاتعت قلب إنسعان ! أمعا الفكار التعي لم تطععم هذا الغذاء المقدس فقعد ولدت ميتعة ولم تدفعع
بالبشرية شبرًا واحدًا إلى المام!.
مععن الصعععب علي أن أصععور كيععف يمكععن أن نصععل على غايععة نععبيلة باسععتخدام وسععيلة
خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة ل تحيا إل في قلب نبيل :فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام
وسعيلة خسعيسة ؛ بعل كيعف يهتدي إلى اسعتخدام هذه الوسعيلة ؟! حيعن نخوض إلى الشعط الممرع
بركعة معن الوحعل ل بعد أن نصعل إلى الشعط ملوثيعن ..إن أوحال الطريعق سعتترك آثارهعا على
أقدامنعا وعلى مواضعع هذه القدام كذلك الحال حيعن نسعتخدم وسعيلة خسعيسة :إن الدنعس سعيعلق
بأرواحنا ،وسيترك آثاره في هذه الرواح ،وفي الغاية التي وصلنا إليها!.
إن الوسعيلة فعي حسعاب الروح جزء معن الغايعة .ففعي عالم الروح ل توجعد هذه الفوارق
والتقسعيمات! الشعور النسعاني وحده إذا أحعس غايعة نعبيلة فلن يطيعق اسعتخدام وسعيلة خسعيسة
..بعل لن يهدي إلى اسعتخدامها بطعبيعته! ( الغايعة تعبرر الوسعيلة !؟ ) :تلك هعي حكمعة الغرب
الكبرى !! لن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل
والغايات !.
بالتجربة عرفت أنه ل شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده
عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضى ،الثقة أو المل أو الفرح إلى نفوس الخرين! .إنها
لذة سعماوية عجيبعة ليسعت فعي شيعء معن هذه الرض ،إنهعا تجاوب العنصعر السعماوي الخالص
في طبيعتنا ،إنها ل تطلب لها جزاء خارجياً ،لن جزاءها كامن فيها !.
هنالك مسعألة أخرى يقحمهعا بععض الناس فعي هذا المجال ،وليسعت منه فعي شيعء مسعألة
اعتراف الخريعن بالجميعل! .لن أحاول إنكار معا فعي هذا العتراف معن جمال ذاتعي ول معا فيعه
من مسرة عظيمة للواهبين ولكن هذا كله شيء آخر إن المسألة هنا مسألة الفرح بأن الخير يجد
له صدى ظاهرياً قريباً في نفوس الخرين وهذا الفرح قيمته من غير تلك لنه ليس من طبيعة
3
ر سا لــ ــة
أفـــــــراح الـــــــروح
ذلك الفرح الخعر الذي نحسعه مجردًا فعي ذات اللحظعة التعي نسعتطيع أن ندخعل فيهعا العزاء أو
الرضعى الثقعة أو المعل أو الفرح فعي نفوس الخريعن ! إن هذا لهعو الفرح النقعي الخالص الذي
ينبعع معن نفوسعنا ويرتعد إليهعا بدون حاجعة إلى أي عناصعر خارجيعة ععن ذواتنعا أنعه يحمعل جزاءه
كاملً ،لن جزاءه كامن فيه!.
لم أعععد أفزع مععن الموت حتععى لو جاء اللحظععة ! لقععد أخذت فععي هذه الحياة كثيرًا :لقععد
ل واحدًا فععي عالم أعطيععت !! .أحيانًا تصعععب التفرقعة بيعن الخععذ والعطاء لنهمعا يعطيان مدلو ً
الروح ! فعي كعل مرة أعطيعت لقعد أخذت لسعت أعنعي أن أحداً قعد أعطعى لي شيًا إنمعا أعنعي أننعي
أخذت نفس الذي أعطيت لن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا.
لم أعععد أفزع مععن الموت حتععى لو جاء اللحظععة لقععد علمععت بقدر مععا كنععت مسععتطيعاً أن
أعمل ! هناك أشياء كثيرة أود أن أعملها لو مد لي في الحياة ولكن الحسرة لن تأكل قلبي إذا لم
أسعتطع ؛ إن آخريعن سعوف يقومون بهعا إنهعا لن تموت إذا كانعت صعالحة للبقاء فأنعا مطمئن إلى
أن العناية التي تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالحة تموت ...
لم أعععد أفزع مععن الموت حتعععى لو جاء اللحظععة ! لقعععد حاولت أن أكون خيّرا بقدر معععا
أسعتطيع أمعا أخطائي وغلطاتعي فأنعا نادم عليهعا ! إنعي أكعل أمرهعا إلى ال وأرجعو رحمتعه وعفوه
وأمعا عقابعه فلسعت قلقاً معن أجله ،فأنعا مطمئن إلى أنعه عقاب حعق وجزاء عدل وقعد تعودت أن
أحتمععل تبعععة أعمالي خيراً أو شرًا ...فليععس يسععوءني أن ألقععى جزاء مععا أخطأت حيععن يقوم
الحساب!.
3