Você está na página 1de 10

‫ر سا لــ ــة‬

‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫تألـيـف ‪ :‬سـيـد قـطـــب‬

‫الناشر ‪ :‬دار الخلفة للطبع والنشر والتوزيع‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫مقدمة الناشر ‪:‬‬


‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫أصل هذا الكتيب ‪ ..‬رسالة بعث بها سيد قطب رحمه ال إلى أخته أمينة قطب ‪ .‬وكانت‬
‫مجلة الفكعر التونسعية قعد نشرتعه فعي عددهعا السعادس معن السعنة الرابععة ‪ ،‬آذار ( مارس ) ‪ 1959‬م‬
‫بعنوان ( أضواء من بعيد )‪.‬‬
‫ولمعا كثعر الطلب على هذه الرسعالة ‪ ،‬طلبنعا الذن معن السعتاذ محمعد قطعب ‪ -‬حفظعه ال –‬
‫بإعادة نشرها ‪ ،‬فأذن لنا بذلك جزاه ال خيراً‬

‫دار الخلفة للطبع والنشر والتوزيع‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫قال سيد ‪:‬‬
‫أختي الحبيبة ‪ ..‬هذه الخواطر مهداة إليك ‪...‬‬
‫إن فكرة الموت مععا تزال تخيععل لك ‪ ،‬فتتصععورينه فععي كععل مكان ‪ ،‬ووراء كععل شيععء‬
‫وتحسبينه قوة طاغية تظل الحياة والحياء ‪ ،‬وترين الحياة بجانبه ضئيلة واجفة مذعورة ‪ .‬إنني‬
‫أنظر اللحظة فل أراه إل قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة ‪ ،‬وما‬
‫يكاد يصعنع شيئاُ إل إن يتلقعط الفتات السعاقط معن مائدة الحياة ليقتات !‪ ..‬معد الحياة الزاخعر هعو ذا‬
‫يععج معن حولي ! ‪ : ...‬كععل شيععء إلى نماء وتدفعق وازدهار ‪ ..‬المهات تحمععل وتضعع ‪ :‬الناس‬
‫الحيوان سواء ‪ .‬الطيور والسماك والحشرات تدفع بالبيض المتفتح عن أحياء وحياة ‪ ..‬الرض‬
‫تتفجر بالنبت المتفتح عن أزهار وثمار ‪ ..‬السماء تتدفق بالمطر ‪ ،‬والبحار تعج بالمواج ‪ ...‬كل‬
‫شيء ينمو على هذه الرض ويزداد !‬
‫بين الحين والحين يندفع الموت فينهش نهشة ويمضي ‪ ،‬أو يقبع حتى يلتقط بعض الفتات‬
‫السععاقط مععن مائدة الحياة ليقتات! ‪ ..‬والحياة ماضيععة فععي طريقهععا ‪ ،‬حيععة متدفقععة فوارة ‪ ،‬ل تكاد‬
‫تحعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععس بالموت أو تراه ! ‪..‬‬
‫لقعد تصعرخ مرة معن اللم ‪ ،‬حيعن ينهعش الموت معن جسعمها نهشعة ‪ ،‬ولكعن الجرح سعرعان معا‬
‫يندمعععل ‪ ،‬وصعععرخة اللم سعععرعان معععا تسعععتحيل مراحاً ‪ ...‬ويندفعععع الناس والحيوان ‪ ،‬الطيعععر‬
‫والسماك ‪ ،‬والدود والحشرات ‪ ،‬والعشب والشجار ‪ ،‬تغمر وجه الرض بالحياة والحياء ! ‪..‬‬
‫والموت قابع هنالك ينهش نهشة ويمضي ‪ ..‬أو يتسقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات !!‪.‬‬
‫الشمععس تطلع ‪ ،‬الشمععس تغرب ‪ ،‬والرض مععن حولهععا تدور ‪ ،‬والحياة تنبثععق مععن هنععا‬
‫وهناك ‪ ..‬كعل شيعء إلى نماء ‪ ..‬نماء فعي العدد والنوع ‪ ،‬نماء فعي الكعم والكيعف ‪ ..‬لو كان الموت‬
‫يصععنع شيئًا لوقععف مععد الحياة ! ‪ ...‬ولكنععه قوة ضئيلة حسععيرة ‪ ،‬بجانععب قوى الحياة الزاخرة‬
‫الطافرة الغامرة ‪ !..‬من قوة ال الحي ‪ :...‬تنبثق الحياة وتنداح !!‬
‫عندمعا نعيعش لذواتنعا فحسعب ‪ ،‬تبدو لنعا الحياة قصعيرة ضئيلة ‪ ،‬تبدأ معن حيعث بدأنعا نععي ‪،‬‬
‫وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود! ‪ ..‬أما عندما نعيش لغيرنا ‪ ،‬أي عندما نعيش لفكرة ‪ ،‬فإن الحياة‬
‫تبدو طويلة عميقة ‪ ،‬تبدأ من حيث بدأت النسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الرض! ‪ ...‬إننا‬
‫نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ‪ ،‬نربحها حقيقة ل وهماً ‪ ،‬فتصور الحياة على هذا‬
‫النحو ‪ ،‬يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا ‪ .‬وليست الحياة بع ّد السنين ‪ ،‬ولكنها بعداد‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫المشاععر ‪ .‬ومعا يسعميه ( الواقعيون ) فعي هذه الحالة ( وهماً ) ! هعو فعي ( الواقعع ) ‪ (،‬حقيقعة )‬
‫أصعح معن كعل حقائقهعم ! ‪ ...‬لن الحياة ليسعت شيئًا آخعر غيعر شعور النسعان بالحياة ‪ .‬جرد أي‬
‫إنسعان معن الشعور بحياتعه تجرده معن الحياة ذاتهعا فعي معناهعا الحقيقعي ! ومتعى أحعس النسعان‬
‫شعوراً مضاعفًا بحياته‪ ،‬فقد عاش حياة مضاعفة فعلً ‪ ...‬يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث‬
‫ل تحتاج إلى جدال ‪ ..‬إننععا نعيععش لنفسععنا حياة مضاعفععة ‪ ،‬حينمععا نعيععش للخريععن ‪ ،‬وبقدر مععا‬
‫نضاعف إحساسنا بالخرين ‪ ،‬نضاعف إحساسنا بحياتنا‪ ،‬ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية‬
‫!‬

‫بذرة الشعر تهيعج ‪ ،‬ولكعن بذرة الخيعر تثمعر ‪ ،‬إن الولى ترتفعع فعي الفضاء سعريعاً ولكعن‬
‫جذورهعا فعي التربعة قريبعة ‪ ،‬حتعى لتحجعب ععن شجرة الخيعر النور والهواء ولكعن شجرة الخيعر‬
‫تظل في نموها البطيء ‪ ،‬لن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء ‪ ...‬مع أننا‬
‫حيعن نتجاوز المظهعر المزور البراق لشجرة الشعر ‪ ،‬ونفحعص ععن قوتهعا الحقيقيعة وصعلبتها ‪،‬‬
‫تبدو لنعا واهيعة هشعة نافشعة فعي غيعر صعلبة حقيقيعة ! ‪ ...‬على حيعن تصعبر شجرة الخيعر على‬
‫البلء ‪ ،‬وتتماسك للعاصفة ‪ ،‬وتظل في نموها الهادئ البطيء ‪ ،‬ل تحفل بما ترجمها به شجرة‬
‫الشر من أقذاء وأشواك ! ‪...‬‬
‫عندمععا نلمععس الجانععب الطيععب فععي نفوس الناس ‪ ،‬نجععد أن هناك خيراً كثيرًا قععد ل تراه‬
‫العيون أول وهلة! ‪ ...‬لقعد جربعت ذلك‪ .‬جربتعه معع الكثيريعن ‪ ..‬حتعى الذيعن يبدو فعي أول المعر‬
‫أنهعم شريرون أو فقراء الشعور ‪ ...‬شيعء معن العطعف على أخطائهعم ‪ ،‬وحماقاتهعم ‪ ،‬شيعء معن‬
‫الود الحقيقي لهم ‪ ،‬شيء من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم ‪ ....‬ثم ينكشف‬
‫لك النبعع الخيعر فعي نفوسعهم ‪ ،‬حيعن يمنحوك حبهعم ومودتهعم وثقتهعم ‪ ،‬فعي مقابعل القليعل الذي‬
‫أعطيتهم إياه من نفسك ‪ ،‬متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلص ‪ ,‬إن الشر ليس عميقاً‬
‫فعي النفعس النسعانية إلى الحعد الذي نتصعوره أحياناً ‪ .‬إنعه فعي تلك القشرة الصعلبة التعي يواجهون‬
‫بهععا كفاح الحياة للبقاء ‪ ...‬فإذا أمنوا تكشفععت تلك القشرة الصععلبة عععن ثمرة حلوة شهيععة ‪ ...‬هذه‬
‫الثمرة الحلوة ‪ ،‬إنما تتكشف لمن يستطيع أن يشعر الناس بالمن من جانبه ‪ ،‬بالثقة في مودته ‪،‬‬
‫بالعطعف الحقيقعي على كفاحهعم وآلمهعم ‪ ،‬وعلى أخطائهعم وعلى حماقاتهعم كذلك ‪ ...‬وشيعء معن‬
‫سععة الصعدر فعي أول المعر كفيعل بتحقيعق ذلك كله ‪ ،‬أقرب ممعا يتوقعع الكثيرون ‪ ...‬لقعد جربعت‬
‫ذلك ‪ ،‬جربته بنفسي ‪ .‬فلست أطلقها مجرد كلمات مجنحة وليدة أحلم وأوهام‪....‬‬
‫عندمعا تنمعو فعي نفوسعنا بذور الحعب والعطعف والخيعر نعفعي أنفسعنا معن أعباء ومشقات‬
‫كثيرة‪ .‬إننعا لن نكون فعي حاجعة إلى أن نتملق الخريعن لننعا سنكون يومئذ صعادقين مخلصعين إذ‬
‫نزجي إليهم الثناء‪ .‬إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثني‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫عليها حين نثني ونحن صادقون؛ ولن يعدم إنسان ناحية خيّرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة‬
‫‪ ...‬ولكننا ل نطلع عليها ول نراها إل حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب!‪...‬‬
‫كذلك لن نكون في حاجة لن نحمل أنفسنا مؤونة التضايق منهم ول حتى مؤونة الصبر‬
‫على أخطاءهم وحماقاتهم لننا سنعطف على مواضع الضعف والنقص ولن نفتش عليها لنراها‬
‫يوم تنمعو فعي نفوسعنا بذرة العطعف! وبطبيععة الحال لن نجشعم أنفسعنا عناء الحقعد عليهعم أو عبعء‬
‫الحذر منهم فإنما نحقد على الخرين لن بذرة الخير لم تنم في نفوسنا نموًا كافياً ونتخوف منهم‬
‫لن عنصعر الثقعة فعي الخيعر ينقصعنا!‪ .‬كعم نمنعح أنفسعنا معن الطمأنينعة والراحعة والسععادة‪ ،‬حيعن‬
‫نمنح الخرين عطفنا وحبنا وثقتنا‪ ،‬يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير!‪.‬‬
‫حيعن نعتزل الناس لننعا نحعس أننعا أطهعر منهعم روحاً ‪ ،‬أو أطيعب منهعم قلباً ‪ ،‬أو أرحعب‬
‫منهم نفساً أو أذكى منهم عقلً ل نكون قد صنعنا شيئاً كبيرًا ‪ ...‬لقد اخترنا لنفسنا أيسر السبل‬
‫وأقلهعا مؤونعة!‪ .‬إن العظمعة الحقيقيعة‪ :‬أن نخالط هؤلء الناس مشبعيعن بروح السعماحة والعطعف‬
‫على ضعفهعم ونقصعهم وخطئهعم وروح الرغبعة الحقيقيعة فعي تطهيرهعم وتثقيفهعم ورفعهعم إلى‬
‫مسعتوانا بقدر معا نسعتطيع!‪ .‬إنعه ليعس معنعى هذا أن نتخلى ععن آفاقنعا العليعا ومثلنعا السعامية أو أن‬
‫نتملق هؤلء الناس ونثنعي على رذائلهعم أو أن نشعرهعم أننعا أعلى منهعم أفقاً ‪ ...‬إن التوفيعق بيعن‬
‫هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد ‪ :‬هو العظمة الحقيقية!‪.‬‬
‫عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نحس أنه ل يعيبنا أن نطلب مساعدة الخرين‬
‫لنا ‪ ،‬حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة ! ول يغض من قيمتنا أن تكون معونة الخرين لنا قد‬
‫ساعدتنا على الوصول إلى ما نحن فيه ‪ .‬إننا نحاول أن نصنع كل شيء بأنفسنا ‪ ،‬ونستنكف أن‬
‫نطلب عون الخريعن لنعا ‪ ،‬أو أن نضعم جهدهعم إلى جهودنعا ‪ ...‬كمعا نسعتشعر الغضاضعة فعي أن‬
‫يعرف الناس أنععه كان لذلك العون أثععر فععي صعععودنا إلى القمععة ‪ ...‬إننععا نصععنع هذا كله حيععن ل‬
‫تكون ثقتنا بأنفسنا كبيرة أي عندما نكون بالفعل ضعفاء في ناحية من النواحي ‪ ..‬أما حين نكون‬
‫أقوياء حقاً فلن نسعتشعر معن هذا كله شيئًا ‪ ..‬إن الطفعل هعو الذي يحاول أن يبععد يدك التعي تسعنده‬
‫وهو يتكفأ في المسير! عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة ‪ ،‬سنستقبل عون الخرين لنا‬
‫بروح الشكعر والفرح ‪ ...‬الشكعر لمعا يقدم لنعا معن عون ‪ ...‬والفرح بأن هناك معن يؤمعن بمعا نؤمعن‬
‫بعه نحعن ‪ ..‬فيشاركنعا الجهعد والتبععة ‪ ..‬إن الفرح بالتجاوب الشعوري هعو الفرح المقدس الطليعق!‬
‫‪..‬‬
‫إننا نحن إن نحتكر أفكارنا وعقائدنا ‪ ،‬ونغضب حين ينتحلها الخرون لنفسهم ‪ ،‬ونجتهد‬
‫في توكيد نسبتها إلينا ‪ ،‬وعدوان الخرين عليها ‪ ،‬إننا إنما نصنع ذلك كله ‪ ،‬حين ل يكون إيماننا‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫بهذه الفكار العقائد كبيراً ‪ ،‬حين ل تكون منبثقة من أعماقنا كما لو كانت بغير إرادة منا حين ل‬
‫تكون هي ذاتها أحب إلينا من ذواتنا! ‪..‬‬
‫إن الفرح الصعافي هعو الثمرة الطبيعيعة لن نرى أفكارنعا وعقائدنعا ملكًا للخريعن ‪ ،‬ونحعن‬
‫بعععد أحياء أن مجرد تصععورنا لهععا أنهععا سععتصبح – ولو بعععد مفارقتنععا لوجععه الرض – زاداً‬
‫للخريعن وريًا ‪ ،‬ليكفعي لن تفيعض قلوبنعا بالرضعى والسععادة والطمئنان!‪ .‬التجار وحدهعم هعم‬
‫الذيعن يحرصعون على العلقات التجاريعة لبضائعهعم كعي ل يسعتغلها الخرون ويسعلبوهم حقهعم‬
‫من الربح أما المفكرون وأصحاب العقائد فكل سعادتهم في أن يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم‬
‫ويؤمنوا بهععا إلى حععد أن ينسععبوها لنفسععهم ل إلى أصععحابها الوليععن!‪ .‬إنهععم ل يعتقدون أنهععم‬
‫أصعحاب هذه الفكار والعقائد‪ ،‬وإنمعا هعم مجرد وسعطاء فعي نقلهعا وترجمتهعا ‪ ..‬إنهعم يحسعون أن‬
‫النبع الذي يستمدون منه ليس من خلقهم ‪ ،‬ول من صنع أيدهم‪ .‬وكل فرحهم المقدس ‪ ،‬إنما هو‬
‫ثمرة اطمئنانهم إلى أنهم على اتصال بهذا النبع !‪..‬‬
‫الفرق بعيد ‪ ...‬جداً بعيد ‪ :..‬بين أن نفهم الحقائق ‪ ،‬وأن ندرك الحقائق ‪ ..‬إن الولى‪ :‬العلم‬
‫‪ ..‬والثانية هي ‪ :‬المعرفة! ‪..‬‬
‫في الولى ‪ :‬نحن نتعامل مع ألفاظ ومعان مجردة ‪ ..‬أو مع تجارب ونتائج جزئية ‪ ..‬وفي‬
‫الثانيعة‪ :‬نحعن نتعامعل معع اسعتجابات حيعة ‪ ،‬ومدركات كليعة ‪ ...‬وفعي الولى‪ :‬ترد إلينعا المعلومات‬
‫من خارج ذواتنا ‪ ،‬ثم تبقى في عقولنا متحيزة متميزة ‪ ...‬في الثانية‪ :‬تنبثق الحقائق من أعماقنا‪.‬‬
‫يجري فيها الدم الذي يجري في عروقنا وأوشاجنا‪ ،‬ويتسق إشعاعها مع نبضنا الذاتي!‪..‬‬
‫فعي الولى‪ :‬توجعد الخانات والعناويعن ‪ :‬خانعة العلم ‪ ،‬وتحتهعا عنواناتعه وهعي شتعى‪ .‬خانعة‬
‫الديعن وتحتهعا عنوانات فصعوله وأبوابعه ‪ ..‬وخانعة الفعن وتحتهعا عنوانات منهاجعه واتجاهاتعه!‪..‬‬
‫وفي الثانية‪ :‬توجد الطاقة الواحدة ‪ ،‬المتصلة بالطاقة الكونية الكبرى ‪ ...‬يوجد الجدول السارب‪،‬‬
‫الواصل إلى النبع الصيل! ‪..‬‬
‫نحن في حاجة ملحة إلى المتخصصين في كل فرع من فروع المعارف النسانية أولئك‬
‫الذين يتخذون من معاملهم ومكاتبهم صوامع وأديرة! ‪ ..‬ويهبون حياتهم للفرع الذي تخصصوا‬
‫فيعه ‪ ،‬ل بشعور التضحيعة فحسعب ‪ ،‬بعل بشعور اللذة كذلك ! ‪ ...‬شعور العابعد الذي يهعب روحعه‬
‫للهععه وهععو فرحان!‪ ..‬ولكننععا مععع هذا يجععب أن ندرك أن هؤلء ليسععوا هععم الذيععن يوجهون إلى‬
‫الحياة ‪ ،‬أو يختارون للبشرية الطريق؟ ‪..‬‬
‫إن الرواد كانوا دائماً‪ .‬وسعيكونون هعم أصعحاب الطاقات الروحيعة الفائقعة هؤلء هعم الذيعن‬
‫يحملون الشعلة المقدسعة التعي تنصعهر فعي حرارتهعا كعل ذوات المعارف‪ ،‬وتنكشعف فعي ضوئهعا‬
‫طريق الرحلة ‪ ،‬مزودة بكل هذه الجزئيات قوية بهذا الزاد‪ ،‬وهي تغذ السير نحو الهدف السامي‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫البعيعد! ‪ :..‬هؤلء الرواد هعم الذيعن يدركون ببصعيرتهم تلك الوحدة الشاملة ‪ ،‬المتعددة المظاهعر‬
‫في ‪ :‬العلم والفن ‪ ،‬والعقيدة ن والعمل ‪ ،‬فل يحقرون واحداً منها ول يرفعونه فوق مستواه! ‪.‬‬
‫الصعععغار وحدهعععم ‪ ،‬هعععم الذيعععن يعتقدون أن هناك تعارضاً بيعععن هذه القوى المتنوععععة‬
‫المظاهعر؛ فيحاربون العلم باسعم الديعن‪ ،‬أو الديعن باسعم العلم ‪ ..‬ويحتقرون الفعن باسعم العمعل‪ ،‬أو‬
‫الحيويعة الدافععة باسعم العقيدة المتصعوفة! ‪ ..‬ذلك أنهعم يدركون كعل قوة معن هذه القوى ‪ ،‬منعزلة‬
‫عععن مجموعععة مععن القوى الخرى الصععادرة كلهععا مععن النبععع الواحععد ‪ ،‬مععن تلك القوة الكععبرى‬
‫المسعيطرة على هذا الوجود!‪ ...‬ولكعن الرواد الكبار يدركون تلك الوحدة‪ ،‬لنهعم متصعلون بذلك‬
‫النبع الصيل ومنه يستمدون ! ‪ ..‬إنهم قليلون ‪ ..‬قليلون في تاريخ البشرية ‪ ..‬بل نادرون! ولكن‬
‫منهعم الكفايعة ‪ :...‬فالقوة المشرفعة على هذا الكون ‪ ،‬هعي التعي تصعوغهم ‪ ،‬وتبععث بهعم فعي الوقعت‬
‫المقدر المطلوب!‪.‬‬
‫الستسلم المطلق للعتقاد في الخوارق والقوى المجهولة خطر ‪ ،‬لنه يقود إلى الخرافة‬
‫‪ ...‬ويحول الحياة إلى وهعم كعبير!‪ ..‬ولكعن التنكعر المطلق لهذا العتقاد ليعس أقعل خطراً ‪ :‬لنعه‬
‫يغلق منافعذ المجهول كله ‪ ،‬وينكعر كعل قوة غيعر منظورة ل لشيعء إل لنهعا قعد تكون أكعبر معن‬
‫إدراكنعا البشري فعي فترة معن فترات حياتنعا ! وبذلك يصعغر معن هذا الوجود – مسعاحة وطاقعة‪،‬‬
‫وقيمة كذلك‪ ،‬ويحده بحدود المعلوم وهو إلى هذه اللحظة حين يقاس إلى عظمة الكون – ضئيل‬
‫‪ ..‬جدًا ضئيل!‪..‬‬
‫إن حياة النسان على هذه الرض‪ .‬سلسلة من العجز عن إدراك القوى الكونية أو سلسلة‬
‫معن القدرة على إدراك هذه القوى ‪ ،‬كلمعا شعب ععن الطوق وخطعا خطوة إلى المام فعي طريقعه‬
‫الطويعععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععل!‪.‬‬
‫إن قدرة النسعان فعي وقعت بععد وقعت على إدراك إحدى قوى الكون التعي كانعت مجهولة له منعذ‬
‫لحظة وكانت فوق إدراكه في وقت ما ‪ ..‬لكفيلة بأن تفتح بصيرته على أن هناك قوى أخرى لم‬
‫يدركها بعد لنه يزال في دور التجريب!‪.‬‬
‫إن احترام العقل البشري ذاته لخليق بأن نحسب للمجهول حسابه في حياتنا ل لنكل إليه‬
‫أمورنا كما يصنع المتعلقون بالوهم والخرافة‪ ،‬ولكن لكي نحس عظمة هذا الكون على حقيقتها‬
‫وكععي نعرف لنفسععنا قدرهععا فععي كيان هذا الكون العريععض‪ .‬وإن هذا لخليععق بأن يفتععح للروح‬
‫النسعانية قوى كثيرة للمعرفعة وللشعور بالوشائج التعي تربطنعا بالكون معن داخلنعا وهعي بل شعك‬
‫أكعبر وأعمعق معن كعل معا أدركناه بعقولنعا حتعى اليوم بدليعل أننعا معا نزال نكشعف فعي كعل يوم ععن‬
‫مجهول جديد؛ وأننا ل نزال بعد نعيش!‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫معن الناس فععي هذا الزمان مععن يرى فععي العتراف بعظمععة ال المطلقععة غضًا مععن قيمعة‬
‫النسان واصغاراً لشأنه في الوجود‪ :‬كأنما ال والنسان ندان يتنافسان على العظمة والقوة في‬
‫هذا الوجود!‪ .‬أنا أحس أنه كلما ازددنا شعوراً بعظمة ال المطلقة زدنا نحن أنفسنا عظمة لننا‬
‫من صنع إله عظيم!‪ .‬إن هؤلء الذين يحسبون أنهم يعرفون أنفسهم حين يخفضون في وهمهم‬
‫الههم أو ينكروه إنما هم المحدودون الذين ل يستطيعون أن يروا إل الفق الواطئ القريب!‪.‬‬
‫إنهععم يظنون أن النسععان إنمععا لجععأ إلى ال إبان ضعفععه وعجزه فأمععا الن فهععو مععن القوة‬
‫بحيث ل يحتاج إلى إله! كأنما الضعف يفتح البصيرة والقدرة تطمسها!‪ .‬إن النسان لجدير بأن‬
‫يزيعد إحسعاسا بعظمعة ال المطلقعة كلمعا نمعت قوتعه لنعه جديعر بأن يدرك مصعدر هذه القوة كلمعا‬
‫زادت طاقته على الدراك ‪..‬‬
‫إن المؤمنين بعظمة ال المطلقة ل يجدون في أنفسهم ضعة ول ضعفاً ‪ ،‬بل على العكس‬
‫يجدون في أنفسهم العزة والمنعة ‪ ،‬باستنادهم إلى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود إنهم‬
‫يعرفون أن مجال عظمتهم إنما هو في هذه الرض‪ ،‬وبين هؤلء الناس فهي ل تصطدم بعظمة‬
‫ال المطلقة في هذا الوجود إن لهم رصيداً من العظمة والعزة في إيمانهم العميق ل يجده أولئك‬
‫الذين ينفخون أنفسهم كالبالون حتى ليغطي الورم المنفوخ عن عيونهم كل آفاق الوجود!‪.‬‬
‫أحياناً تتخفى العبودية في ثياب الحرية فتبدو انطلقاً من جميع القيود انطلقاً من العرف‬
‫والتقاليعد ‪ ،‬انطلقاً معن تكاليعف النسعانية فعي هذا الوجود!‪ .‬إن هناك فارقاً أسعاسياً بيعن النطلق‬
‫معن قيود الذل والضغعط والضععف ‪ ،‬والنطلق معن قيود النسعانية وتبعاتهعا إن الولى معناهعا‬
‫التحرر الحقيقي أما الثانية فمعناها التخلي عن المقومات التي جعلت من النسان إنساناً وأطلقته‬
‫مععن قيود الحيوانيععة الثقيلة!‪ ...‬إنهععا حريععة مقنعععة لنهععا فععي حقيقتهععا خضوع وعبوديععة للميول‬
‫الحيوانيعة ‪ ،‬تلك الميول التعي قضعت البشريعة عمرهعا الطويعل وهعي تكافحهعا لتخلص معن قيودهعا‬
‫الخانقة إلى جو الحرية النسانية الطليقة ‪ ...‬لماذا تخجل النسانية من إبداء ضروراتها ؟ لنها‬
‫تحععس بالفطرة أن السععمو مععع هذه الضرورات هععو أول مقومات النسععانية وأن النطلق مععن‬
‫قيودهعا هعو الحريعة وأن التغلب على دوافعع اللحعم والدم وعلى مخاوف الضععف والذل كلهمعا‬
‫سواء في توكيد معنى النسانية!‪.‬‬
‫لسعت ممعن يؤمنون بحكايعة المبادئ المجردة ععن الشخاص لنعه معا المبدأ بغيعر عقيدة‬
‫حارة دافعة؟ وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان؟‬
‫إن المبادئ والفكار فعي ذاتهعا – بل عقيدة دافععة – مجرد كلمات خاويعة أو على الكثعر‬
‫معان ميتععة! والذي يمنحهععا الحياة هععي حرارة اليمان المشعععة مععن قلب إنسععان ! لن يؤمععن‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫الخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد ل في قلب مشع‪ .‬آمن أنت أولً بفكرتك آمن بها إلى‬
‫حعد العتقاد الحار! عندئذ فقعط يؤمعن بهعا الخرون !! وإل فسعتبقى مجرد صعياغة لفظيعة خاليعة‬
‫من الروح والحياة!‪ ..‬ل حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان‪ ،‬ولم تصبح كائنًا حياً دب على وجه‬
‫الرض فععي صععورة بشععر! ‪ ..‬كذلك ل وجود لشخععص ‪ -‬فععي هذا المجال – ل تعمععر قلبععه فكرة‬
‫يؤمن بها في حرارة وإخلص ‪...‬‬
‫إن التفريعق بيعن الفكرة والشخعص كالتفريعق بيعن الروح والجسعد أو المعنعى واللفعظ عمليعة‬
‫فعي بععض الحيان مسعتحيلة وفعي بععض الحيان تحمعل معنعى التحلل والفناء!‪ .‬كعل فكرة عاشعت‬
‫قعد اقتاتعت قلب إنسعان ! أمعا الفكار التعي لم تطععم هذا الغذاء المقدس فقعد ولدت ميتعة ولم تدفعع‬
‫بالبشرية شبرًا واحدًا إلى المام!‪.‬‬
‫مععن الصعععب علي أن أصععور كيععف يمكععن أن نصععل على غايععة نععبيلة باسععتخدام وسععيلة‬
‫خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة ل تحيا إل في قلب نبيل ‪ :‬فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام‬
‫وسعيلة خسعيسة ؛ بعل كيعف يهتدي إلى اسعتخدام هذه الوسعيلة ؟! حيعن نخوض إلى الشعط الممرع‬
‫بركعة معن الوحعل ل بعد أن نصعل إلى الشعط ملوثيعن ‪ ..‬إن أوحال الطريعق سعتترك آثارهعا على‬
‫أقدامنعا وعلى مواضعع هذه القدام كذلك الحال حيعن نسعتخدم وسعيلة خسعيسة ‪ :‬إن الدنعس سعيعلق‬
‫بأرواحنا ‪ ،‬وسيترك آثاره في هذه الرواح‪ ،‬وفي الغاية التي وصلنا إليها!‪.‬‬
‫إن الوسعيلة فعي حسعاب الروح جزء معن الغايعة ‪ .‬ففعي عالم الروح ل توجعد هذه الفوارق‬
‫والتقسعيمات! الشعور النسعاني وحده إذا أحعس غايعة نعبيلة فلن يطيعق اسعتخدام وسعيلة خسعيسة‬
‫‪..‬بعل لن يهدي إلى اسعتخدامها بطعبيعته! ( الغايعة تعبرر الوسعيلة !؟ ) ‪ :‬تلك هعي حكمعة الغرب‬
‫الكبرى !! لن الغرب يحيا بذهنه وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل‬
‫والغايات !‪.‬‬
‫بالتجربة عرفت أنه ل شيء في هذه الحياة يعدل ذلك الفرح الروحي الشفيف الذي نجده‬
‫عندما نستطيع أن ندخل العزاء أو الرضى ‪ ،‬الثقة أو المل أو الفرح إلى نفوس الخرين!‪ .‬إنها‬
‫لذة سعماوية عجيبعة ليسعت فعي شيعء معن هذه الرض‪ ،‬إنهعا تجاوب العنصعر السعماوي الخالص‬
‫في طبيعتنا ‪ ،‬إنها ل تطلب لها جزاء خارجياً ‪ ،‬لن جزاءها كامن فيها !‪.‬‬
‫هنالك مسعألة أخرى يقحمهعا بععض الناس فعي هذا المجال ‪ ،‬وليسعت منه فعي شيعء مسعألة‬
‫اعتراف الخريعن بالجميعل!‪ .‬لن أحاول إنكار معا فعي هذا العتراف معن جمال ذاتعي ول معا فيعه‬
‫من مسرة عظيمة للواهبين ولكن هذا كله شيء آخر إن المسألة هنا مسألة الفرح بأن الخير يجد‬
‫له صدى ظاهرياً قريباً في نفوس الخرين وهذا الفرح قيمته من غير تلك لنه ليس من طبيعة‬

‫‪3‬‬
‫ر سا لــ ــة‬
‫أفـــــــراح الـــــــروح‬

‫ذلك الفرح الخعر الذي نحسعه مجردًا فعي ذات اللحظعة التعي نسعتطيع أن ندخعل فيهعا العزاء أو‬
‫الرضعى الثقعة أو المعل أو الفرح فعي نفوس الخريعن ! إن هذا لهعو الفرح النقعي الخالص الذي‬
‫ينبعع معن نفوسعنا ويرتعد إليهعا بدون حاجعة إلى أي عناصعر خارجيعة ععن ذواتنعا أنعه يحمعل جزاءه‬
‫كاملً ‪ ،‬لن جزاءه كامن فيه!‪.‬‬
‫لم أعععد أفزع مععن الموت حتععى لو جاء اللحظععة ! لقععد أخذت فععي هذه الحياة كثيرًا ‪ :‬لقععد‬
‫ل واحدًا فععي عالم‬ ‫أعطيععت !!‪ .‬أحيانًا تصعععب التفرقعة بيعن الخععذ والعطاء لنهمعا يعطيان مدلو ً‬
‫الروح ! فعي كعل مرة أعطيعت لقعد أخذت لسعت أعنعي أن أحداً قعد أعطعى لي شيًا إنمعا أعنعي أننعي‬
‫أخذت نفس الذي أعطيت لن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذين أخذوا‪.‬‬
‫لم أعععد أفزع مععن الموت حتععى لو جاء اللحظععة لقععد علمععت بقدر مععا كنععت مسععتطيعاً أن‬
‫أعمل ! هناك أشياء كثيرة أود أن أعملها لو مد لي في الحياة ولكن الحسرة لن تأكل قلبي إذا لم‬
‫أسعتطع ؛ إن آخريعن سعوف يقومون بهعا إنهعا لن تموت إذا كانعت صعالحة للبقاء فأنعا مطمئن إلى‬
‫أن العناية التي تلحظ هذا الوجود لن تدع فكرة صالحة تموت ‪...‬‬
‫لم أعععد أفزع مععن الموت حتعععى لو جاء اللحظععة ! لقعععد حاولت أن أكون خيّرا بقدر معععا‬
‫أسعتطيع أمعا أخطائي وغلطاتعي فأنعا نادم عليهعا ! إنعي أكعل أمرهعا إلى ال وأرجعو رحمتعه وعفوه‬
‫وأمعا عقابعه فلسعت قلقاً معن أجله ‪ ،‬فأنعا مطمئن إلى أنعه عقاب حعق وجزاء عدل وقعد تعودت أن‬
‫أحتمععل تبعععة أعمالي خيراً أو شرًا ‪ ...‬فليععس يسععوءني أن ألقععى جزاء مععا أخطأت حيععن يقوم‬
‫الحساب!‪.‬‬

‫‪3‬‬

Você também pode gostar