Você está na página 1de 12

‫‪A Mysterious Guy‬‬

‫شخص غامض‬

‫أبحرت السفينة شالوا متجهة إلى المدينة الثالثة –كورل‪ -‬لنيل نسخة الكرة البلورية التالية ‪.‬‬
‫كان البحارة قد اجتمعوا أعلى السطح ‪ ،‬يتناقشون موجز ما حدث باليام القليلة الماضية ‪ ،‬وقد برز فيهم واحد‬
‫منهم ‪ ،‬التفوا حوله للستماع إليه ‪:‬‬
‫–أسبوعان فقط مضيا على اشتراكنا فيما يسمى برحلة انقاذ العالم ‪ ..‬وقد ُقتل منا أكثر من خمسة‬
‫ل ؟! هذا جنون ! ل ندري من منا هو التالي !‬ ‫عشر رج ً‬
‫–ماذا تقصد ؟ أتقصد أننا أخطأنا بقبولنا هذه المهمة ؟‬
‫–انظر ! انظر بنفسك لما حولك ! هل تعتقد أن بإمكاننا إعادة تلك الوحوش إلى عوالمها ؟؟ نسعى‬
‫لغلق بوابة ‪ ..‬لتفتح بوابة أخرى ‪ ،‬لقد فقدنا أمهر مقاتلينا ‪ ..‬وجرحت يوفي وكادت أن تقتل ‪..‬‬
‫ناهيك عن عودة القائدة كارل مصابة في المهمة الخيرة ‪.‬‬
‫أردف ‪:‬‬
‫–لقد بدأ الشك يراودني فيما إذا كنا قادرين على إتمام المهمة ونحن أحياء ‪ ،‬لم ل نرضى بالمر‬
‫الواقع ؟ لم ل نبدأ حياة جديدة ونبحث عن ملجأ آمن نستطيع العيش فيه بعيدًا عن تلك الوحوش ؟‬
‫–مهل يا هذا ‪ ،‬تعلم تمامًا أن القائدة ل تتراجع في أي مهمة تقبلها ‪.‬‬
‫–علينا إقناعها بالعدول عن هذه المهمة المجنونة ‪ ،‬الحياة قصيرة ‪ ..‬ل أريد الموت في سبيل أمر‬
‫مستحيل ‪ ،‬فلنضع سيوفنا جانبا ولننسى وهم إعادة العالم إلى ما كان عليه ‪ ،‬بإمكاننا العيش في‬
‫المنطقة المنة والستقرار فيها ‪ ،‬لقد أمضينا فترة طويلة ونحن نتنقل عبر المحيط من هنا إلى‬
‫هناك ‪ ،‬وآن الوان بأن نستريح وننعم بحياة هادئة ‪.‬‬
‫أحنوا رؤوسهم وبدؤوا بالتفكير فيما قاله صاحبهم ‪.‬‬
‫بدا لهم محقًا فيما قاله ; راحة وهدوء وطمأنينة خير من أجواء التوتر والقلق من هجمات الوحوش المباغتة ‪.‬‬
‫–ماذا ترون ؟ هيا بنا إذًا فلنخبر القائدة بما عزمنا عليه ‪.‬‬
‫وعندما استداروا ‪ ..‬كانت كارل تقف على مسافة منهم ‪ ،‬قد استمعت إلى حديثهم بأكمله ‪.‬‬
‫–ال ‪ ..‬القائدة ؟‬
‫–أرى أنكم قد فرغتم من اجتماعكم الصغير هذا ‪.‬‬
‫–سيدتي ‪ ،‬طالما أنك قد استمعت إلى حديثنا ‪ ..‬أرجو منك السماح والنزول عند رغبتنا ‪ ،‬لقد وقفنا‬
‫إلى جوارك في كل مرة وكنا أوفياء لك ‪ ،‬نريد أن نخلد إلى الراحة بعد هذه الفترة الطويلة من‬
‫الخدمة ‪.‬‬
‫أغلقت عينيها تستمع إليه بصمت ‪:‬‬
‫–لم نعرف لذة النوم خلل الخمس عشرة سنة الماضية ‪ ،‬لم ل نتجه نحو المنطقة المنة ونحظى‬
‫بحياة جديدة هناك ؟ فلنحمي أنفسنا داخل السور الذي بناه تورغل وأتباعه ‪ ..‬فلن تتمكن‬
‫الوحوش من الوصول إلينا ‪.‬‬
‫وسرعان ما أّيده بقية البحارة ‪.‬‬
‫–ما قولك أيتها القائدة ؟‬
‫أجابت ‪:‬‬
‫–ل ‪.‬‬
‫–ماذا ؟‬
‫–عليكم إتمام المهمة التي قبلتم بها ; القتال بجانب أليكس حتى إغلق العوالم المتداخلة ‪.‬‬
‫–لكن ‪ ..‬سيدتي !‬
‫–على الجندي المقاتل أل يتراجع عن كلمه ‪ ،‬ل يحق له النسحاب بعد أن قبل بالمهمة ‪ ،‬يبدو أنكم‬
‫قد نسيتم ذلك ‪.‬‬
‫–لكن التضحية بأرواحنا في سبيل ل شيء هو محض جنون ‪ ..‬سيدتي ! كما أن وجود فنسنت بيننا‬
‫وإحاطته بما يجري شجعنا على الموافقة على المهمة ! لكن أين هو الن ؟!‬
‫–ل شأن لختفاء فنسنت بقراركم بالتخلي عن أليكس في رحلته ‪.‬‬
‫–ماذا ؟؟ ههـ ‪ ..‬ل أصدق ذلك ! أسنضع أمرنا عند فتى يقل عنا خبرة ومهارة ! أهو قادر حقًا على‬
‫التغلب على تلك الوحوش المخيفة وإعادتها إلى عوالمها ‪ ..‬في حين فشل كبار الفرسان في‬
‫تحقيق ذلك ؟؟‬
‫–لقد أبدى أليكس مهارة فائقة وتمكن من العثور على ثلث نسخ بلورية خلل مدة قصيرة ‪ ،‬إنه‬
‫يتطور بشكل سريع ويثبت في كل مرة أنه جدير بالثقة ‪ ،‬وأنه هو من سيحرر عالمنا ‪.‬‬
‫–إن كان هو المنقذ كما يقال عنه ‪ ..‬فلم خسرنا خمسة عشر فردًا من خيرة مقاتلينا خلل تلك المدة‬
‫القصيرة ؟! إن إكمالنا للمهمة يعني السير نحو الموت ل محالة !!‬
‫وظهر أليكس خلفها فجأة ‪.‬‬
‫–أليكس ؟‬
‫مشى نحو البحارة ووقف أمامهم وقال ‪:‬‬
‫–ل بأس ‪ ..‬أتفهم ذلك ‪ ،‬أنتم محقون في كل ما ذكرتموه ‪ ،‬لقد قتل زملؤكم في سبيل حمايتي ‪.‬‬
‫وصمت قليل ثم أردف ‪:‬‬
‫–ولذلك ‪ ..‬قررت مواصلة الرحلة وحدي ‪.‬‬
‫تبادلوا نظرات التعجب فيما بينهم ‪ ،‬وقالت كارل ‪:‬‬
‫–كل ‪ ..‬هذا مستحيل ‪ ،‬أنت مستهدف من قبل أفراد الجماعة ولن يتوانوا في إرسال وحوش أخرى‬
‫للتخلص منك كما حدث في آخر مرة ‪.‬‬
‫–ل أعتقد ذلك ‪ ،‬لقد بدأ زعماء الشياطين بالقدوم إلى عالمنا ‪ ،‬ستتركز قواهم في حماية آنجيلوس‬
‫وشقيقته ‪ .‬الوقت ينفد منا كارل ‪ ..‬إن أخي قريب من إكمال فتح البوابات السبعة ‪ ،‬وسيفيليا تبحث‬
‫عن فنسنت لستدعاء زعيم آخر من كبار زعماء الشياطين ‪ ،‬سأهتم أنا بمسألة أخي وإيقافه ‪..‬‬
‫ت البحث عن فنسنت وحمايته قبل أن تتمكن منه سيفيليا وأعوانها ‪.‬‬ ‫وعليك أن ِ‬
‫نادى أحد البحارة بالعلى ‪:‬‬
‫–اليابسة ! اليابسة !‬
‫قال أليكس ‪:‬‬
‫–ها قد وصلنا ‪ ،‬مدينة كورل على بعد مسيرة نصف يوم على اليابسة ‪.‬‬
‫–أليكس ‪ ..‬تعلم تمامًا أني ل أستطيع أن أدعك وحدك ‪.‬‬
‫قالت شيري ‪:‬‬
‫–لقد اتفقنا على الذهاب سوية ‪.‬‬
‫–أنتما فقط ؟؟ على القل سأرسل من يقوم بمرافقتكما ؟؟‬
‫رد أليكس ‪:‬‬
‫–كل ‪ ،‬كلما كثر عددنا زادت فرصة أفراد الجماعة في العثور علينا ‪ ،‬كما أن ليس لديك العدد‬
‫الكافي لدارة السفينة ‪ ،‬سأصطحب شيري معي طالما أنها حاملة القلدة ‪.‬‬
‫صمتت كارل لثوان ثم تنهدت قائلة ‪:‬‬
‫–أعتقد أنك قد أمضيت وقتك في التفكير في المر ‪.‬‬
‫–نعم ‪ ..‬إني عازم على ذلك ‪ ،‬بالضافة إلى أني قلق على فنسنت ‪ ،‬لقد قالت يوفي أنه بدا مريضًا‬
‫ليلة اختفائه ‪ ،‬وإن كان كذلك فلن يصمد طويل قبل أن يصلوا إليه ‪.‬‬
‫–لكن فنسنت يعلم كيف يتصرف في أسوأ أحواله ‪ ،‬إني أخشى عليك أنت ‪.‬‬
‫استعد أليكس وحمل حقيبته وعدته ‪ ،‬والتفت إليها وابتسم قائل ‪:‬‬
‫–ألم تشهدي قبل قليل بتطوري خلل اليام الماضية ؟ هيا بنا شيري ‪.‬‬
‫سكتت كارل قليل ‪ ،‬ثم قالت ‪:‬‬
‫–ل أظن أن بإمكاني إيقافك ‪ ،‬على أية حال ‪ ..‬سنبذل ما بوسعنا ليجاد فنسنت ومن ثم سنلحق بكما‬
‫‪ ،‬كونا حذرين ‪.‬‬

‫***********‬

‫انفصل أليكس وشيري أخيرًا عن كارل وبحارتها ‪ ،‬ونزلوا من السفينة شاقين طريقهم بين الشجار متجهين‬
‫إلى مدينة كورل ‪ ،‬فوصل إليها قبيل غروب الشمس ‪ ،‬وفضل أليكس البحث عن ملجأ يبيتان فيه الليلة قبل أن‬
‫يواصل البحث عن النسخة ‪ ..‬غدًا صباحًا ‪.‬‬
‫على عكس مدينتي بالس و وايتكوست ‪ ..‬كانت أبنية مدينة كورل ل تزال واقفة بشموخ ‪ ،‬غير أنها خالية تمامًا‬
‫ومكسورة النوافذ والبواب ‪ .‬بعض الحطام المتناثر ملقى على جنبات الطريق ‪ ،‬أعمدة النارة مائلة ‪ ،‬والمياه‬
‫الملوثة شكلت مستنقعات هنا وهناك ‪ .‬هدوء وصمت قاتل ‪ ،‬ل أثر لي كائن حي يعيش بالجوار ‪ ،‬قالت شيري ‪:‬‬
‫–هذا الهدوء يقتلني ‪ ،‬ل أرى أية وحوش حتى الن ‪ ،‬أيعني ذلك أننا سنكون بخير ؟‬
‫–آمل ذلك ‪ ،‬لكن قد يكون هذا الهدوء هو ما يسبق العاصفة ‪.‬‬
‫واصل السير إلى أن بلغا مركز قوات مملكة الياقوت بالمدينة ‪ ،‬فقررا الدخول إليه والمبيت فيه ‪.‬‬
‫•تذكير ‪ :‬مدينة كورل هي مدينة ديلسن )أحد أبطال الجزء الول من الرواية ( والتي حماها من سيطرة‬
‫الوحوش الضوئية المجنحة قبل أن يصاب بسم أحدها ‪ ،‬أدى ذلك إلى إجهاده في معركة فيرونا‬
‫الخيرة ومن ثم مقتله ‪.‬‬

‫شرع أليكس بالتجول بين مكاتب العمل ‪ ،‬إلى أن لفت انتباهه وجود صورة قديمة معلقة على أحد الجدران ‪،‬‬
‫لحظ فيها فنسنت برفقة بضعة جنود آخرين ‪ ،‬أحدهم أسمر البشرة قليل يحيط فنسنت بذراعه ‪ ،‬وقد ُكتب على‬
‫هامش الصورة أسماء الجنود كالتالي ‪ [ :‬بسمارك ‪ ‬جيمس ‪ ‬روزفلت ‪ ‬فنسنت ‪ ‬ديلسن ]‬
‫وبأسفلها كتبت ملحظة صغيرة ‪ [ :‬الفرقة ‪ B4‬وعملية نسر الشتاء ‪ ،‬إنقاذ المير اليريك من كمين العدو ]‬
‫" المير إيريك ؟ إنه والدي بل شك "‬
‫–هيي أليكس انظر ‪.‬‬
‫كانت شيري تنظرعبر النافذة إلى سرب من الحشرات الليلية المضيئة ‪ ،‬تحلق في السماء ومن ثم تنفجر من‬
‫غير أن تحدث أي صوت ‪.‬‬
‫–همم ‪ ،‬ما هذه الكائنات ؟ تبدو جميلة من هنا ‪.‬‬
‫–‪ ...‬؟!‬
‫لحظ أليكس حشرة مضيئة تحلق بالقرب منها ‪.‬‬
‫–شيري !‬
‫–‪! ...‬‬
‫واندفع نحوها وانبطحا أرضًا قبل أن تنفجر الحشرة في سكون تام ‪.‬‬
‫–ي ‪ ..‬ياللهول ! ما كان ذلك ؟؟؟‬
‫نهضا من الرض سريعًا بعدما بدأت أسراب من تلك الحشرات المضيئة بالدخول عبر نافذة التهوية ‪ ،‬فخرجا‬
‫من الغرفة وأغلقا الباب خلفهما ‪.‬‬
‫–ألم ‪ ..‬تتوهج ‪ ..‬قلدتك ؟؟‬
‫–ك ‪ ..‬كل ‪ ،‬أو ربما كان توهجها ضعيفًا نظرًا إلى حجم تلك الحشرات الصغيرة ‪.‬‬
‫–أعتقد أننا لن نبيت في وجودها ‪ ،‬من السلم البقاء متيقظين والبحث عن النسخة في الحال ‪.‬‬
‫وتوهجت القلدة هذه المرة ‪:‬‬
‫–‪...‬؟!‬
‫بدآ بالتلفت لما حولهما ترقبًا لمصدر الخطر ‪ ..‬لكن القلدة خمدت من جديد ‪.‬‬
‫–ها ؟ لجل ماذا كان ذلك ؟‬
‫ثم توهجت مرة أخرى ‪.‬‬
‫–أ ‪ ..‬أليكس ‪ ..‬ا ‪ ..‬ان ‪ ..‬انظر خلفك ‪.‬‬
‫–ما المر ؟‬
‫انزلقت ثلثة وحوش ضوئية ذات ريش كثيف ‪ ،‬هابطة من السقف ‪.‬‬

‫–يـ ‪ ..‬يا إلهي ‪ ،‬أشباح ؟؟‬


‫سارع أليكس بإطلق موجة ضوئية مستخدمُا سيف أودن المضيء ‪ ،‬فأصابتهم مباشرة ولكن ‪..‬‬
‫–‪...‬؟؟‬
‫امتصت أجسادهم طاقة الموجة فلم يتأثروا بها ‪ ،‬ووجه أحدهم ضربة خاطفة برمحه أخطأت أليكس وأصابت‬
‫طرف قميصه ‪ ،‬وبادر بالرد فأطلق موجة أخرى فلم يتضرر أحدهم على الطلق ‪.‬‬
‫" يا إلهي ما هذه المخلوقات ؟ إن سيفي ل يجدي معهم "‬
‫واستأنف قتالهم وبدأ بمناورتهم ‪ ،‬لكن مجموعة أخرى قدمت فحوصر أليكس وشيري ولم يجدا طريقا للهرب ‪.‬‬
‫" تبًا ‪ ،‬ما العمل ؟ "‬
‫وفجاة ‪ُ ،‬فتحت مرشات المياه المعلقة بالسقف ليبتل بها الجميع ‪.‬‬
‫–‪ ...‬؟!‬
‫بدأت أجساد الوحوش الضوئية بالنكماش ‪ ،‬فسارعت جميعها بالهرب ‪.‬‬
‫–ماذا حدث ؟؟‬
‫–ل أعلم ‪.‬‬
‫وبعد انسحابهم ‪ ..‬ظهر رجل في الستينات من عمره ‪ ،‬ضخم إلى حد ما ‪ ..‬وحليق الذقن ‪ ،‬حامل معه بندقية‬
‫قديمة الطراز ‪.‬‬
‫"من أين أتى هذا الشخص ؟ "‬
‫–توقفا مكانكما !‬
‫–مهل ‪ ،‬توقف ‪ ..‬ل تطلق النار !‬
‫تقدم نحوهما متسائل بحذر ‪:‬‬
‫–أنتما بشريان ‪..‬؟‬
‫ورأى سيف أودن المضيء فسأل بنبرة جادة ‪:‬‬
‫–ما هذا السيف ؟ إنه سيف غير عادي ‪.‬‬
‫–إن ‪ ..‬إنه سيف حصلت عليه بعد قتالي لحد زعماء الشياطين ‪.‬‬
‫–‪! ....‬‬
‫رفع الرجل سلحه من جديد ‪:‬‬
‫–ويحك ! لستما من البشر على الطلق !‬
‫ووضع إصبعه على الزناد ‪:‬‬
‫–تمهل ! بل نحن كذلك !‬
‫–اخسآ ! أنتما من تلك الوحوش الزئبقية اللعينة ‪ ..‬ل تتحركا وإل فجرت رأسيكما ببندقيتي هذه !‬
‫التفتت شيري إلى أليكس ‪:‬‬
‫–ما العمل ؟‬
‫نظر أليكس إلى الرجل لبضع ثوان ‪ ،‬ثم تمتم بخفوت ‪:‬‬
‫–روزفلت ؟‬
‫–‪...‬؟‬
‫–أنت ‪ ..‬أنت روزفلت ألست كذلك ؟ أحد الذين شاركوا في عملية نسر الشتاء ‪.‬‬
‫استعد الرجل لطلق بندقيته ‪:‬‬
‫ت تمامًا ‪ ،‬أنت واحٌد منهم ‪.‬‬ ‫–كما توقع ُ‬
‫–كل ‪ ،‬تمهل ! لقد شاهدت صورتك المعلقة في إحدى الغرف القريبة من هنا ‪.‬‬
‫أردف ‪:‬‬
‫–ألست من الذين ساهموا في إنقاذ المير إيريك من الغتيال ؟ في عملية تسمى نسر الشتاء‪.‬‬
‫–هه ‪ ..‬بالنسبة إلى وحش زئبقي فأنت تعلم الكثير ‪ ،‬أتريد أن أصدق أنك بشري شاب يعلم ما جرى‬
‫قبل أكثر من اثنين وعشرين عاما ؟‬
‫–إني كذلك ‪ ،‬لقد أتينا من المنطقة المنة ‪.‬‬
‫–المنطقة ماذا ؟‬
‫–ال ‪ ..‬المنطقة المنة ‪.‬‬
‫–وما تكون هذه المنطقة المنة ؟‬
‫" ل يعلم عن المنطقة المنة ؟ "‬
‫تدخلت شيري وقالت ‪:‬‬
‫–نحن من مدينة مايديل !‬
‫•ملحظة ‪ :‬مايديل هو السم القديم للمدينة قبل أن يستبدله تورغل بـ المنطقة المنة بعد بناء السور ‪.‬‬
‫صمت الرجل لثوان ثم تساءل محدثا نفسه ‪:‬‬
‫–مايديل ؟ أيعقل أن الوحوش لم تصل إليها ؟‬
‫وأخفض سلحه بهدوء ‪:‬‬
‫–إذًا ‪ ..‬أنتما بشريان حقًا ‪ ،‬لكن كيف تمكنتما من المجيء إلى هنا ؟ مدينة مايديل بعيدة جدًا ‪.‬‬
‫–لقد عبرنا المحيط عبر سفينة تقودها امرأة تدعى كارل لوير ‪.‬‬
‫رفع الرجل حاجبيه مندهشًا قليل ‪:‬‬
‫–كارل لوير ؟ هذا السم ليس بغريب علي ‪ ،‬أتريدان أن أصدق أن هناك بشرًا ل يزالون على قيد‬
‫الحياة ؟‬
‫تبادل أليكس وشيري نظرات التعجب ‪ ،‬وقال أحدهما ‪:‬‬
‫–في الواقع نحن من نتعجب لوجودك وحدك في مكان كهذا ‪.‬‬
‫–هه ‪ ..‬يبدو أنكما تجهلن من أكون ‪ ،‬هيا تعاليا معي إلى مخبأي ‪ ..‬فالمكان ليس آمن هنا ‪.‬‬

‫**********‬

‫عا سرًيا أسفل المبنى ‪ ،‬ينيره فانوس واحد خافت النارة ‪.‬‬ ‫دخل الثلثة مستود ً‬
‫قدم الرجل إليهما منشفتين ليجففا بهما وجهيهما ‪ ،‬وبدأ أليكس بإخباره عن المنطقة المنة وعن أوضاعها‬
‫المستقرة بعيدًا عن هجمات الوحوش خارجها ‪.‬‬
‫–هكذا إذًا ‪..‬‬
‫–ها قد أخبرناك بقصتنا ‪ ،‬ماذا عنك ‪ ..‬كيف تمكنت من النجاة وحدك ؟‬
‫أغمض الرجل عينيه وتنهد ‪:‬‬
‫–أدعى روزفلت وورد ‪ ،‬أحد الفرسان الكبار في مملكة الياقوت ‪ ..‬قبل أن استقيل بسبب الصابة‬
‫التي لحقت بذراعيّ فلم أعد قادرًا على حمل السيف ‪ ،‬فضلت العيش وحيدًا بين الجبال ولم أعلم‬
‫شيئًا عن تلك الوحوش إل بعد سقوط المدينة تحت سيطرتهم ‪.‬‬
‫–ألم تسمع بالحروب التي دارت بين البشر وبين الشياطين ؟‬
‫أومأ نافيًا ‪:‬‬
‫–ل ‪ ،‬لقد كنت أعيش وحدي بين الجبال كما أسلفت ‪ ،‬لحظت هجرة الحيوانات وبشكل غريب حتى‬
‫ندر الصيد وفرغت المؤن ‪ ،‬عندها فضلت العودة إلى المدينة ورأيت بعدها ما حدث ‪.‬‬
‫أردف ‪:‬‬
‫–تجولت بالمدينة ولكن للسف لم أجد أحدًا على قيد الحياة ‪ ،‬ثم بدأت تلك الوحوش المضيئة‬
‫بمضايقتي ‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت وأنا أعيش في هذا المخبأ ول أخرج إل بحثا عن الطعام ‪.‬‬
‫أخرجت شيري إحدى النسخ البلورية من حقيبتها وقالت ‪:‬‬
‫–يا عم ‪ ،‬أشاهدت كرة مضيئة كهذه بالجوار ؟‬
‫تأمل الرجل فيها للحظات ‪ ،‬ثم اجاب ‪:‬‬
‫–ل ‪ ..‬لم أر مثلها من قبل ‪.‬‬
‫سأل أليكس ‪:‬‬
‫–لقد شاهدتك في الصورة من بين أربعة فرسان آخرين ‪ ،‬من بينهم رجل يدعى فنسنت ‪ ،‬ل شك‬
‫أنك تعرفه ‪.‬‬
‫–فنسنت ؟ اوه ‪ ..‬تقصد زميلي السابق ‪ ،‬فنسنت براندن ‪ ،‬لم تسأل عنه ؟‬
‫–لقد كان هو من قام بإخراجي من المنطقة المنة ‪ ،‬لكنه اختفى فجأة ول أعلم ما إذا كنت ‪ ..‬قد‬
‫شاهدته بالجوار مصادفة ‪.‬‬
‫–ها ؟ فنسنت على قيد الحياة ؟‬
‫ضحك الرجل بخفوت وتابع ‪:‬‬
‫–حسنًا ‪ ..‬هذا ليس بغريب على الفارس رقم واحد ‪.‬‬
‫ثم أجاب ‪:‬‬
‫–كل ‪ ،‬لم أره منذ استقالتي ‪ ،‬ولكن إن صادفَته فأبلغه مني السلم ‪.‬‬
‫بدا الرجل متحفظا قليل في إجاباته ‪ ،‬ولحظ أليكس ذلك فصمت لثوان وتابع السؤال ‪:‬‬
‫–وماذا عن المير إيريك ؟‬
‫–وماذا عنه ؟ سأكون سعيدًا لو أخبرتني أنه ل يزال على قيد الحياة هو أيضًا ‪.‬‬
‫–للسف ل ‪ ،‬لقد قتل على أيد أولئك الشياطين ‪ ،‬أريد أن أسألك عن تفاصيل عملية نسر الشتاء‪.‬‬
‫تنهد الرجل قائل ‪:‬‬
‫–أنت تسأل الكثير أيها الفتى ‪ ،‬بالكاد أتذكر ما حدث ‪ ،‬لكني سأجيبك على أية حال ‪.‬‬
‫واسترسل الرجل في الحديث حتى غلبهما النعاس ‪ ،‬فلم يستطيعا منع نفسيهما من النوم ‪.‬‬

‫وبعد ثلث ساعات ‪ ..‬استيقظ أليكس من نومه ‪.‬‬


‫" ماذا جرى ؟؟ لقد باغتني النعاس فجأة "‬
‫نظر فلم يجد سوى شيري نائمة أيضًا ‪ ،‬والرجل المدعو روزفلت قد اختفى غير تارك أي أثر ‪.‬‬
‫" أين ذهب ذلك الرجل ؟؟ "‬
‫لحظ اختفاء حقيبة شيري والتي كانت تحمل فيها النسخ البلورية الثلثة ‪.‬‬
‫–ماذا ؟؟ شيري ‪ ..‬استيقظي !‬
‫–م ‪ ..‬ماذا تريد ؟‬
‫ت تحملينها ؟؟‬
‫–أين حقيبتك التي كن ِ‬
‫–‪....‬؟‬
‫تلفتت لما حولها وقالت ‪:‬‬
‫–غريب ‪ ،‬لقد كانت بحوزتي ‪ ..‬ماذا حدث ؟؟ لقد نمت فجأة ‪.‬‬
‫ت أيضًا ؟؟‬
‫–أن ِ‬
‫–ماذا تقصد ؟‬
‫وتذكر عندما كانا يمسحان وجهيهما بالمنشفتين التي ناولهما ذلك الرجل ‪ ،‬فالتقط أحدها ليتفحصها ‪:‬‬
‫–تبًا ‪ ،‬لقد وضع مادة مخدرة فيها ‪.‬‬
‫–أليكس ‪ ..‬ل أجد قلدتي أيضًا !‬
‫" اللعنة ‪ ..‬لقد سرقنا ذلك الرجل ! "‬

‫***********‬

‫انقسم بحارة السفينة شالوا إلى ما بين مؤيد لمواصلة الرحلة ومعارض ‪ ،‬فمهمة البحث عن فنسنت بدت أكثر‬
‫أمانا من مرافقة أليكس في البحث عن النسخ البلورية ‪.‬‬
‫دخلت يوفي على كارل في مكتبها فوجدتها سارحة في تفكير عميق ‪:‬‬
‫–سيدتي ‪..‬‬
‫–ما المر ؟‬
‫–آ ‪ ..‬إنهم يريدونك بأعلى السطح ‪.‬‬
‫توقعت كارل ذلك فخرجت إلى السطح ووجدت كافة البحارة قد اجتمعوا ‪ ،‬ويبدو أنهم قد توصلوا إلى حل ما ‪.‬‬
‫–سيدتي ‪ ،‬لقد سألنا البحارة جميعهم واحدًا واحدًا وانتهى بنا المر إلى النقسام لقسمين ‪ ،‬لقد‬
‫اختار هؤلء البقاء ومواصلة الرحلة إلى جانبك ‪ ،‬في حين قررنا نحن النفصال ‪ ،‬سنتجه نحو‬
‫القاعدة البحرية ‪ W5‬القريبة من نقطتنا هذه ‪ ،‬ومن هناك سنركب زورق القاعدة ونرحل إلى‬
‫المنطقة المنة ‪.‬‬
‫لحظت يوفي علمات الخيبة على وجه كارل ‪ ،‬فأرادت التخفيف عنها وإبداء موقفها ‪:‬‬
‫–عار عليكم ! ألم نتفق على القتال سوية حتى النهاية ؟! كيف تريدون النسحاب في وقت كهذا ؟!‬
‫–هذا يكفي يوفي ! لقد اتخذنا قرارنا نحن أيضًا ولنا الحق في التراجع بعد اختفاء فنسنت !‬
‫–لكن ‪! ..‬‬
‫قاطعتها كارل ‪:‬‬
‫–ل بأس ‪ ،‬هم أحرار في ذلك ‪.‬‬
‫وتقدمت للمام وأردفت خطيبة ‪:‬‬
‫–ل أريد إنهاء علقتنا بخلف ‪ ،‬إني شاكرة جدًا على وقوفكم إلى جانبي خلل تلك المدة الطويلة‬
‫ول أعلم كيف أكافئكم ‪ ،‬لقد كنتم على قدر من الوفاء والشجاعة ‪ ،‬لذلك ‪ ..‬أتمنى لكم حظًا طيبًا ‪.‬‬
‫تابعت ‪:‬‬
‫–لكن ‪ ..‬إن صادفتم فنسنت في طريقكم فأرجو منكم احتواءه وحمايته ‪.‬‬
‫–لك ذلك سيدتي ‪.‬‬
‫وصلت السفينة شالوا إلى أحد قواعد مملكة الساحل البحرية ‪ ،‬والواقعة بعرض المحيط ‪ ،‬وبدأ الذين قرروا‬
‫النفصال بمغادرة السفينة بمتاعهم ‪ ،‬نادت كارل في أحدهم ‪:‬‬
‫–متى ستبحرون ؟‬
‫–غدًا بالصباح الباكر ‪.‬‬
‫سألت يوفي سيدتها ‪:‬‬
‫–إلى أين سنتجه نحن الن ؟ أين بإمكاننا أن نعثر على فنسنت ؟‬
‫–ل أعلم ‪ ......‬ل أعلم ‪ ،‬لدي العديد من الشياء التي تشغل تفكيري ‪ ،‬على أية حال ‪ ..‬سنرحل نحن‬
‫الن ‪.‬‬
‫انطلقت السفينة شالوا للبحار من جديد ‪ ،‬وودع البحارة بعضهم البعض ‪.‬‬
‫لحظ أحدهم في القاعدة البحرية وجود دمية مهرج قرب مولد الطاقة ‪ ،‬فالتقطها متسائل ‪:‬‬
‫–من أين أتت هذه اللعبة الصبيانية ؟ هل سقطت من حقيبة أحدكم ؟‬
‫ابتعدت االسفينة شالوا مسافة ‪..‬‬
‫كانت كارل تتحدث إلى مساعدتها يوفي عن الشياء التي تشغل تفكيرها مؤخرًا ‪:‬‬
‫–إني قلقة عليهما ‪ ،‬ل أدري ما اذا كان من الصواب ترك أليكس وحده ‪ ،‬لكن ما قاله العالم لوثر‬
‫عن رغبة سيفيليا في القبض على فنسنت لستدعاء زعيم شيطاني مخيف ‪ ..‬هو أمر آخر مقلق ‪،‬‬
‫ت عصابة من الشياطين تسمى العقارب للقبض عليه ‪ ،‬ول ندري حتى الن ما مدى قوتـ ‪..‬‬ ‫لقد كلف ْ‬
‫وقبل أن تنهي جملتها ‪ ..‬حدث انفجار هائل دمر القاعدة البحرية عن بكرة أبيها ‪.‬‬
‫–‪!! ....‬‬
‫–يا إلهي !!‬
‫أعقبه انفجار ثان ‪ ،‬حرك مياه المحيط الساكنة حتى ارتفعت المواج ‪ ،‬وتأرجحت السفينة شالوا متأثرة بموجة‬
‫النفجار ‪ .‬في ذلك الوقت فحسب ‪ ،‬كان رجل الطيف ويسلر والقرصان راجوس قد انتهوا للتو من قتال وحش‬
‫شيطاني عملق على إحدى الجزر القريبة من موقع النفجار ‪ ،‬وقد رؤوا أصعدة الدخان العظيم ترتفع في‬
‫السماء على شكل وجه مهرج مبتسم ‪.‬‬
‫–يا لهذا النفجار ‪ ،‬لقد أنار ليلتنا هذه ‪..‬‬
‫–اللعنة على ذلك الـ جستر !! إنه ل يكف عن وضع ُدماه المتفجرة هنا وهناك !! أل يستطيع العمل‬
‫بهدوء أكثر ؟!!‬
‫اتجهت كارل إلى مؤخرة السفينة ‪ ،‬تنظر بذهول إلى الحريق الهائل الذي اندلع في القاعدة البحرية ‪ ..‬حيث‬
‫انفصلت عن معظم بحارتها ‪.‬‬
‫–استدر بالسفينة إلى الخلف ! علينا انتشال الناجين منهم !‬
‫–لكن ذلك خطر علينا سيدتي ! قد تصيبنا شظايا النفجار ! بالضافة إلى أني ل أعتقد أن أحدًا‬
‫منهم قد تمكن من النجاة !‬
‫–تبًا ‪ ..‬من وراء هذا العمل الدنيء ؟!‬

‫كان المهرج جستر قد بدأ بنشر متفجراته للطاحة بفنسنت والقبض عليه ‪ ،‬اكتفى بمراقبة النفجار من على‬
‫منطاده المحلق في السماء برفقة أتباعه المهرجين ‪.‬‬
‫–هممم ‪ ..‬ل يبدو أن فنسنت كان بينهم ‪ ،‬حسنًا إذًا ‪ ..‬هيا بنا فلنواصل بحثنا عنه ‪.‬‬

‫***********‬

‫انطلق أليكس وشيري في الحال للحاق بروزفلت بعد أن سرق منهما نسخ الكرات البلورية بالضافة إلى سيف‬
‫أودن المضيء والقلدة السحرية ‪ ،‬والتي وبدونهما فاجأهما عدد كبير من الوحوش الضوئية المجنحة التي‬
‫كانت تنقض عليهما برماحهم من بين الجدران ‪.‬‬
‫–أليكس ‪ ..‬انظر !‬
‫" أعيرة نارية ؟ لقد سقطت من بندقية روزفلت بلشك "‬
‫انتهى بهما الطريق إلى بوابة مغلقة ‪ ،‬ذات شفرة سرية مكونة من خمسة أحرف ‪.‬‬
‫التفت أليكس قليل فوجد كتابًا ملقى بين الحطام ‪ ،‬فالتقطه وإذا بورقة صغيرة مرفقة بآخره ‪ ،‬كتب فيها ‪:‬‬

‫[ الشفرة ‪ :‬عملية نسر الشتاء ‪.‬‬


‫أول يوم بعد انتهائنا من العمل الشاق بعد سلسلة من التجــــــــــــــــــارب‬
‫حرف واحد من المعادلة الكيميائية أخطأناه وأخر اكتشافنا للعـــــــــــــلج‬
‫من المؤسف أن القائد ديلسن مات قبل ذلك بسبب سم عالمة الشــــــــــــر‬
‫أسماء مكتشفو العلج قد انتهيت من كتابتها ووضع النقاط على الحـرف‬
‫الخمسة الوائل على القائمة هم من سهروا الليالي وبذلوا قصارى الجهد‬

‫الطبيب مورفي‪] .‬‬


‫•ملحظة ‪ :‬هذا اسم الطبيب الذي حاول علج ديلسن من آثار سم سيفيليا ‪.‬‬

‫–ما معنى هذا ؟‬


‫–ل أدري ‪.‬‬
‫" الشفرة ؟ أُيقصد بها شفرة البوابة ‪ ،‬لقد سلك روزفلت هذا الطريق ول شك أنه دخل من هنا ‪ ،‬لقد ألقى‬
‫بالكتاب جانبًا بعد أن تمكن من معرفة الشفرة "‬
‫وألقى نظرة إلى الورقة مجددًا ‪:‬‬
‫" سياق الجمل غير متناسق ‪ ،‬ما الذي يقصده كاتبها ؟ "‬
‫–أليكس ‪ ..‬من الفضل لنا أن نسرع بالهرب ‪.‬‬
‫–تمهلي قليل ‪ ،‬إني أحاول فك الشفرة ‪.‬‬
‫–ل وقت لدينا ‪ ..‬انظر من وراءنا !‬
‫كانت مجموعة من الوحوش الضوئية قد لحقت بهما ‪ ،‬فلم يعودا قادرين على العودة من حيث أتيا ‪.‬‬
‫" اللعنة ‪ ..‬نحن محاصران ول أملك سلحًا أقاتل به ‪ ،‬وحتى لو كان سيف أودن معي فلن يجدي مع تلك‬
‫الوحوش الضوئية "‬
‫ك إشغالها عني ريثما أجد حل للشفرة !‬ ‫–شيري ‪ ..‬علي ِ‬
‫–ماذا ؟؟؟‬
‫وبدأ بتخمين شفرة البوابة وإدخال أحرف عشوائية ‪.‬‬
‫–سيستغرق ذلك العمر كله ! هل ستدخل كافة الحتمالت وهذه الوحوش في طريقها للقضاء‬
‫علينا؟؟!‬
‫–جدي حل لصرف انتباهها إذًا !‬
‫–وما المفترض بي عمله ؟! هل سآخذها في نزهة ؟؟!‬
‫–توقفي عن إرباكي !‬
‫إحدى نقاط ضعف تلك الوحوش الضوئية ‪ ..‬أنها بطيئة الحركة سيرًا على الرض ‪.‬‬
‫تابع أليكس محاولته في معرفة الشفرة الصحيحة ‪ ،‬بينما كانت شيري تبحث عن حل ليقاف تقدم الوحوش‬
‫نحوهما ‪ ،‬فقامت بالتقاط حجر من بين الحطام ‪:‬‬
‫–ياللبؤس ‪..‬‬
‫وبدأت برميها عليهم ‪ ،‬فظهرت مجالت دفاعية كهرومغناطيسية حول أجسادهم ‪ ،‬أحرقت أطراف الحجارة ‪.‬‬
‫–‪...‬؟‬
‫وتذكرت ما جرى لتلك الوحوش بعد أن ُفتحت مرشات المياه وبدأت أجسادهم بالنكماش ‪ ،‬فعلمت أن الماء هو‬
‫ما يضعفهم ‪ ،‬ففكرت في حيلة لبعادهم ‪:‬‬
‫–أليكس ‪ ،‬هات قداحتك ‪.‬‬
‫وتناولت الكتاب بعد أن ألقاه أليكس أرضًا وقامت بإحراقه ‪ ،‬فتصاعد الدخان حتى لمس رؤوس المرشات‬
‫بالعلى ففتحت لتخرج منها المياه ‪ ،‬عندها ارتبكت الوحوش الضوئية وبدأت بالتراجع ‪.‬‬
‫–آه ‪ ..‬يالها من ليلة ‪ ..‬سنصاب بالبرد حتما ! ألم تستطع حل الشفرة بعد ؟؟!‬
‫" تبًا تبًا ‪ ..‬ل أستطيع إدخال اللف من الحتمالت الخاطئة ‪ ،‬علي مراجعة الورقة مجددًا "‬
‫[ الشفرة ‪ :‬عملية نسر الشتاء ‪.‬‬
‫أول يوم بعد انتهائنا من العمل الشاق بعد سلسلة من التجــــــــــــــــــارب‬
‫حرف واحد من المعادلة الكيميائية أخطأناه وأخر اكتشافنا للعـــــــــــــلج‬
‫من المؤسف أن القائد ديلسن مات قبل ذلك بسبب سم عالمة الشــــــــــــر‬
‫أسماء مكتشفو العلج قد انتهيت من كتابتها ووضع النقاط على الحـرف‬
‫الخمسة الوائل على القائمة هم من سهروا الليالي وبذلوا قصارى الجهد‬

‫الطبيب مورفي‪] .‬‬

‫" نسر الشتاء ؟ هل للشفرة علقة بتلك العملية ؟ لم حرص على كتابة الجمل وانهائها عند نقطة واحدة ؟ "‬
‫–أليكس ‪ ..‬من الفضل أن تسرع فمرشات المياه ستغلق من جديد !‬
‫" مهل ‪ ..‬ما هذا ؟ "‬
‫لحظ أوائل الكلمات في كل سطر ‪:‬‬
‫[ الشفرة ‪ :‬عملية نسر الشتاء ‪.‬‬
‫أول يوم بعد انتهائنا من العمل الشاق بعد سلسلة من التجــــــــــــــــــارب‬
‫حرف واحد من المعادلة الكيميائية أخطأناه وأخر اكتشافنا للعـــــــــــــلج‬
‫من المؤسف أن القائد ديلسن مات قبل ذلك بسبب سم عالمة الشــــــــــــر‬
‫أسماء مكتشفو العلج قد انتهيت من كتابتها ووضع النقاط على الحـرف‬
‫الخمسة الوائل على القائمة هم من سهروا الليالي وبذلوا قصارى الجهد‬

‫الطبيب مورفي‪] .‬‬

‫" أسماء الخمسة ؟ أيقصد ‪ .....‬أسماء الخمسة البطال المشاركين في عملية نسر الشتاء ؟ "‬
‫وعاد بذاكرته للوراء قليل محاول تذكر أسمائهم ‪:‬‬
‫" تبًا ‪ ،‬فنسنت ‪ ..‬روزفلت ‪ ..‬ديلسن ‪ ..‬و ‪ ..‬يا إلهي ‪ ،‬من هما الثنان الخران "‬
‫خفت مياه المرشات قليل ‪.‬‬
‫" جيمس ‪ ..‬بيسمارك "‬
‫وبدأ أليكس بإدخال الحرف الخمسة المأخوذة من أول حرف من أسمائهم ‪.‬‬
‫" الفاء ‪ ..‬الراء ‪ ..‬الدال ‪ ..‬الجيم ‪ ..‬الباء "‬
‫[ خطأ ‪] Wrong‬‬
‫" ماذا ؟ اللعنة ‪ ..‬لم لم تفتح البوابة ؟ "‬
‫أعاد إدخال الحرف من جديد وبترتيب آخر ‪:‬‬
‫" الراء ‪ ..‬الدال ‪ ..‬الفاء ‪ ..‬الباء ‪ ..‬الجيم "‬
‫[ خطأ ‪] Wrong‬‬
‫ضرب البوابة بقوة ‪.‬‬
‫" ما الحل إذًا ؟ "‬
‫–أليكس ! ما المر ؟! أسرع فالوحوش ستعود للظهور مجددًا !‬
‫" ل شك أن ترتيب الحرف هو ترتيب الخمسة في تلك الصورة ‪ ،‬من أين لي أن أتذكر أمر كهذا ؟! "‬
‫وتأمل في الورقة ليبدأ بالتفكير من جديد ‪ ،‬متمتمًا بالحرف الخمسة ‪:‬‬
‫" الفاء ‪ ..‬الراء ‪ ..‬الباء ‪ ..‬الجيم ‪ ..‬الدال "‬
‫ولحظ شيئًا ما ساعده على التذكر ‪:‬‬
‫" وجدتها ! الن عرفت لم حرص على اطالة الكلمة الخيرة من كل سطر ! "‬
‫[ الشفرة ‪ :‬عملية نسر الشتاء‬
‫أول يوم بعد انتهائنا من العمل الشاق بعد سلسلة من التجــــــــــــــــــارب‬
‫حرف واحد من المعادلة الكيميائية أخطأناه وأخر اكتشافنا للعـــــــــــــلج‬
‫من المؤسف أن القائد ديلسن مات قبل ذلك بسبب سم عالمة الشــــــــــــر‬
‫أسماء مكتشفو العلج قد انتهيت من كتابتها ووضع النقاط على الحـرف‬
‫الخمسة الوائل على القائمة هم من سهروا الليالي وبذلوا قصارى الجهد‬

‫الطبيب مورفي‪] .‬‬


‫الترتيب الصحيح كان ‪ :‬بيسمارك ‪ ‬جيمس ‪ ‬روزفلت ‪ ‬فنسنت ‪ ‬ديلسن‬
‫[ صحيح ‪] Correct‬‬
‫ُفتحت البوابة وسارع أليكس وشيري بالدخول وإغلقها من الداخل ‪ ،‬وعندما عادت الوحوش الضوئية ‪ ..‬لم‬
‫تجدهما ‪ ،‬فانصرفت وغادرت المكان ‪.‬‬

‫دخل الثنان إلى مختبر فسيح ذي سقف عال نسبيًا ‪ ،‬وجدا فيه العشرات من الجهزة والدوات المعملية ‪،‬‬
‫وهناك ‪ ..‬ثلجة معقمة بداخلها لقاحات طبية متنوعة كتب عليها ‪:‬‬
‫[ اللقاح ‪ : B4‬علج سم سيفيليا ]‬
‫–انظر أليكس ‪ ..‬هناك ‪.‬‬
‫كان روزفلت أمام إحدى كبسولت الختبار الضخمة ‪ ،‬واقفًا بوقار واضعا يديه خلف ظهره ‪ ،‬ينظر إلى جثة‬
‫شابة جميلة بداخل كبسولة اختبار كبيرة ‪ ،‬فانتبه لوجودهما واستدار قائل بهدوء ‪:‬‬
‫–اوه ‪ ..‬أنتما ‪.‬‬
‫تقدم أليكس قائل ‪:‬‬
‫–أين النسخ البلورية ؟ أين سيفي والقلدة ؟ لم سرقتهما ؟!‬
‫استدار الرجل ببرود ليعيد نظره إلى الكبسولة ‪ ،‬ثم أجاب ببرود ‪:‬‬
‫–أنا آسف حقًا ‪ ،‬لقد كنت بحاجة إلى مصدر للطاقة لدارة هذا المكان ‪ ،‬الذي يحفظ فيه ابنتي على‬
‫قيد الحياة ‪.‬‬
‫–‪....‬؟‬
‫اقترب أليكس منه بحذر ‪ ،‬فأردف روزفلت قائل ‪:‬‬
‫–تدعى لوسيا ‪ ،‬إنها ابنتي الوحيدة ‪ ،‬والتي ُقتلت قبل خمس سنوات ‪.‬‬
‫وتابع ‪:‬‬
‫–قتلها ذلك الوغد ‪ ..‬فنسنت ‪.‬‬
‫–‪ ...‬؟!‬
‫صمت روزفلت لبرهة من الوقت ‪ ،‬وبدأ بالحديث راويًا ‪:‬‬
‫–اعتنقت ابنتي عقيدة جماعة الغراب السود سرًا ‪ ،‬انضمت إليهم وأصبحت تابعا لرجل يدعى‬
‫فالدو براندن ‪ ،‬والد فنسنت براندن ‪ ..‬والذي قام بقيادة الجماعة في فترة غياب مؤسسها الصلي‬
‫تورغل في عالم الشياطين ‪ ،‬وعندما أدركت ابنتي لوسيا حقيقة أهدافهم ‪ ..‬قررت النسحاب‬
‫بهدوء والعودة إلى حياتها الطبيعية ‪.‬‬
‫تابع ‪:‬‬
‫–لم تمض فترة على غزو الشياطين للمدينة حتى مات كل من نجا من الحادثة متأثرًا بجراحه ‪ ،‬ولم‬
‫يتبق منهم سوى أنا وابنتي لوسيا ‪ ،‬التي كانت مؤنسة لي في وحدتي هذه ‪.‬‬
‫ثم رفع رأسه لينظر بأسى إلى جثتها المحفوظة داخل الكبسولة ‪:‬‬
‫–لكن وقبل خمس سنوات فقط ‪ ،‬أتى فنسنت إلى المدينة متعقبًا أثر كل من له صلة بوالده فالدو ‪،‬‬
‫لم أتصور أنه كان ل يزال حيًا ‪ ،‬اندفع فجأة نحو ابنتي ليقتلها ويغادر المكان بكل هدوء ‪ ،‬لم‬
‫أستطع تصديق ما حدث ‪ ..‬لم أستطع الوقوف في وجهه ‪ ..‬لم أستطع فعل شيء لحمايتها بسبب‬
‫ي!‬‫إصابة ذراعي ‪ ،‬لقد قتل فنسنت ابنتي الوحيدة ‪ ..‬أمام عين ْ‬
‫لم يكد أليكس تصديق ما يرويه الرجل ‪ ،‬بل إنه أراد تكذيبه غير أن مشاعر روزفلت كانت حقيقية ‪ ،‬وبدى صادقًا‬
‫فيما يقوله والدموع تنساب من عينيه بحرقة ‪.‬‬
‫–حاولت إسعافها فلم أستطع ‪ ،‬أيقنت أنها ستموت ‪..‬‬
‫وصمت قليل ثم تابع ‪:‬‬
‫–لكن ‪ ..‬قدمت تلك العالمة ‪ ،‬وحملت ابنتي ووضعتها داخل هذه الكبسولة ‪ ،‬وأخبرتني أنها ستعود‬
‫للحياة وتستيقظ يومًا ما ‪ ..‬طالما حرصت على إبقاء هذه الجهزة تعمل ‪.‬‬
‫" عالمة ؟ "‬
‫–من تقصد بالعالمة ؟؟‬
‫–سيفيليا ‪ ..‬العالمة سيفيليا ‪.‬‬
‫" يا إلهي ! هل من الممكن أنها ‪" ..‬‬
‫–سيد روزفلت ! أوقف عمل تلك الجهزة حال !!‬
‫نهض روزفلت من الرض ورمقه بنظرة غضب ‪ ،‬فأردف أليكس ‪:‬‬
‫–آسف لخبارك بذلك لكن ابنتك ماتت منذ زمن ‪ ،‬لقد وضعتها سيفيليا في هذه الكبسولة لقامة‬
‫تجاربها الوحشية فيها ! عليك أن توقف عمل الجهزة قبل أن ‪..‬‬
‫–مستحيل !! سأبقى متشبتًا بآخر أمل حتى أرى ابنتي على قيد الحياة مجددًا !!‬
‫أشارت شيري بيدها إلى الكبسولة ‪:‬‬
‫–انظرا !‬
‫التفت الثنان وإذا بالجثة قد فتحت عينيها ‪ ،‬فصرخ روزفلت مبتهجًا ‪:‬‬
‫–ابنتي ! ابنتي ! لقد استيقظت من نومك أخيرًا !‬
‫اقترب منها وأمسك بالكبسولة لينظر عن قرب ‪ ،‬وقد تملكه الفرح الشديد ‪.‬‬
‫–أليكس ‪..‬‬
‫–أعلم ‪ ،‬علينا استعادة النسخ ومغادرة المكان حال ‪.‬‬
‫–انظر بالعلى ‪ ،‬الكرة البلورية هناك ‪ ،‬لكن ما هذا ؟ إنها أربع نسخ بلورية ‪.‬‬
‫–ل شك أنها النسخة التالية التي كنا نبحث عنها ‪.‬‬
‫كانت النسخ البلورية الربعة قد حلت محل أربع مولدات طاقة من أصل خمسة ‪.‬‬
‫صعد أليكس وشيري السللم وبدآ باسترجاع متاعهما ‪ ،‬وانتشلت النسخة البلورية الولى فضعفت النارة‬
‫وتوقفت بعض الجهزة عن العمل ‪ ،‬فتعجب روزفلت ورفع رأسه ‪:‬‬
‫–م ‪ ..‬ماذا يجري ؟؟‬
‫ثم أمسك ببندقيته وبدأ بإطلق النار عليهما ‪.‬‬
‫–شيري ! انحني أرضًا !‬
‫–أيها الصغيران ! لن أسمحا لكما بقتل ابنتي !‬
‫واستمر محاول إصابتهما ‪.‬‬
‫ت واسترجعي بقية النسخ ‪.‬‬ ‫–شيري ‪ ..‬اذهبي أن ِ‬
‫قام أليكس بدفع صندوق محاول إسقاطه على روزفلت ‪ ،‬في حين تمكنت شيري من استرجاع النسخة الثانية ‪.‬‬
‫–تبا لكما ! سأقضي عليكما إن لم تتوقفا عن ذلك !‬
‫وحاول عبثًا فلم يصبهما ‪ ،‬والتقطت شيري النسخة الثالثة والرابعة معًا ‪ ،‬فتوقفت كل الجهزة عن العمل ‪،‬‬
‫عندها جن جنون روزفلت وركض نحو ابنته قائل ‪:‬‬
‫–ل ! ل ! ابنتي !‬
‫أما أليكس فقد استعاد سيفه أخيرًا ‪.‬‬
‫–أليكس ‪ ،‬لقد استعدت قلدتي والنسخ البلورية ‪.‬‬
‫–هذا جيد ‪ ،‬هيا فلنرحل من هنا‪.‬‬
‫التفت الثنان إلى روزفلت بالسفل وهو ينادي في ابنته بعدما ظن أنها ستعود للحياة مجددًا بعد خمس سنوات‬
‫من موتها ‪ ،‬لم يستطيعا أن يخفيا أسفهما عليه ‪ ،‬لكن لم يكن لديهما أي خيار آخر ‪ ،‬فقد كانا يخشيان نجاح‬
‫تجارب سيفيليا المتوحشة فيها ‪.‬‬
‫–هيا بنا ‪ ..‬فلنغادر ‪.‬‬
‫–ولكن ماذا عنه ؟ أ سندعه هكذا وحده ؟‬
‫–ليس باستطاعتنا عمل أي شيء من أجله ‪ ،‬لقد قمنا في نظره بقتل ابنته مرة أخرى ‪ ..‬ولن يتوانى‬
‫في النتقام منا إن رآنا ‪.‬‬
‫وعندما هما بالمغادرة خفية ‪ ..‬سمعا صوتًا غريبًا من الخلف ‪.‬‬
‫بدأت كبسولة لوسيا بالنكسار فرفع روزفلت رأسه متعجبًا ‪:‬‬
‫–م ‪ ..‬ماذا يجري ؟ ل ‪ ..‬لوسيا ؟‬
‫ُكسرت الكبسولة تمامًا واندفع منها سائل كيميائي حارق ‪ ،‬فتراجع روزفلت للوراء ‪ ،‬وسقطت جثة ابنته على‬
‫الرض وبدأت بالتحرك والنهوض ببطء ‪:‬‬
‫–ابنتي ‪ ..‬لقد ‪ ..‬لقد نجح المر ‪ ..‬لقد عدت إلى الحياة !!‬
‫تقدم روزفلت لعناق ابنته ‪ ..‬والفرح الشديد يسيطر عليه ‪ ،‬لكن لوسيا نهضت من الرض فجأة وتحورت يدها‬
‫إلى رمح حاد فطعنت والدها في بطنه ‪.‬‬
‫" يا إلهي ! هذا ما كنت أخشاه ! "‬
‫وانتفش شعرها فأصبح كالشوك ‪ ،‬وبدت يدها الخرى كمخالب وحش كاسر ‪ ،‬ثم بدأ جسدها بالتحول حتى أصبح‬
‫جلدها حرشفيًا سميكًا ‪ ،‬وأصبح لها ذيل طويل كذيل عقرب سام ‪.‬‬
‫–ل ‪ ..‬لوسيا ‪ ..‬ما الذي ‪ ..‬جرى ‪ ..‬لك ‪ ..‬يا صغيرتـ ‪..‬‬
‫وقبل أن ينهي كلمه أنهت حياته بمخلبها فقضت عليه ‪.‬‬
‫–يا إلهي أليكس ما هذا الشيء ؟!‬
‫–ل أعلم ول أريد أن أعلم ‪ ..‬هيا بنا فلنهرب !‬
‫لكن لوسيا قذفت بجسد والدها بقوة فاصطدم بأعلى المدخل وسقط أمامهما وكان قد فارق الحياة ‪.‬‬
‫–اللعنة ‪..‬‬
‫وعندما التفتا إلى الخلف انقضت عليهما بمخالبها فتصدى أليكس لها ‪:‬‬
‫–ابتعدي عن هنا !‬
‫–ولكن ماذا عنك ؟!‬
‫–ل خيار آخر ‪ ..‬سنقاتلها حتى نتمكن منها ‪ ،‬لن تدعنا نغادر المكان بهذه السهولة ‪.‬‬
‫ثم ركلها في بطنها فانحنت ‪ ،‬وقام بلكمها على وجهها ثم استخدم سيفه وأطلق موجة من مسافة قريبة ‪ ،‬أرسلت‬
‫لوسيا إلى الوراء حتى ارتطمت ببقية الكبسولت فكسرتها ‪ ،‬وخرجت منها وحوش شعرية كروية الشكل ‪ ،‬نمت‬
‫وازداد حجمها لتتخذ أشكال مختلفة ‪.‬‬
‫" تبًا ‪ ..‬هذا ما كان ينقصني "‬
‫حركت لوسيا ذيلها فحمى أليكس نفسه بسيفه ‪ ،‬فالتف ذيلها حول سيفه محاولة انتزاعه منه ‪ ،‬وانقضت عليه‬
‫الوحوش الشعرية فاضطر إلى ترك سيفه والتراجع إلى الخلف ‪ ،‬فقُـذف سيفه بعيدًا فأصبح محاصرًا أعزل‬
‫السلح ‪.‬‬
‫هاجمه أحدهم فتفاداه ‪ ،‬فأتبعه آخر فاستخدم أليكس مهاراته في القتال الحر ‪ ،‬فوجه لكمة قوية هشمت فك‬
‫الوحش قبل أن يباغت وحش ثالث بالهجوم ‪ ،‬واستغلت لوسيا ذلك فغافلته من الخلف وضربت أليكس بقوة حتى‬
‫ارتد بأجهزة التحكم اللية ‪ ،‬وعندما كاد أحد الوحوش أن يظفر به ‪ ..‬نهض أليكس من مكانه فورًا ‪ ..‬فحطم‬
‫الوحش أجهزة التحكم وصعق بها لثوان قبل أن يحترق ويموت ‪.‬‬
‫حاول أليكس استرجاع سيفه لكن الوحوش أبت ذلك ووقفت في طريقه ‪.‬‬
‫–يا إلهي ‪ ،‬علي أن أفعل شيئًا ‪.‬‬
‫خرجت شيري من مكانها متجهة نحو السيف ‪ ،‬فالتفتت إليها لوسيا وهمت بضربها بمخالبها ‪ ،‬لكن قلدة‬
‫شيري شعت وأحرقت مخالبها ‪ ،‬غير أن وحشًا آخرًا هاجم من الخلف وتمكن من إصابة شيري في ذراعها ‪.‬‬
‫–شيري !‬
‫عندما التفت أليكس إليها تمكن أحد الوحوش من إصابته هو أيضًا بخدش عميق في عنقه ‪.‬‬
‫نهضت شيري وواصلت طريقها نحو السيف حتى تمكنت من التقاطه ‪ ،‬فشع نور غامض من حقيبتها ‪ ،‬فأخرجت‬
‫النسخة البلورية الجديدة فكانت تومض باستمرار ‪ ،‬فامتص السيف جزءًا من تلك الطاقة واشتعل بلهب أزرق‬
‫اللون ‪ .‬قالت شيري بذهول ‪:‬‬
‫–ما هذا ؟؟‬
‫ثم التفتت إلى أليكس فنادته قائلة ‪:‬‬
‫–أليكس ! خـــذ !‬
‫قذفت بالسيف فأصابت ظهر أحد الوحوش الشعرية فسقط على الرض ‪ ،‬فالتقط أليكس السيف منه وبدأ‬
‫بمواجهتهم وضربهم واحدًا تلو الخر ‪ ،‬مستخدما طاقة اللهب الجديدة ‪ ،‬فكان كل وحش يصيبه يحترق كاحتراق‬
‫الورق ‪.‬‬
‫انحنت لوسيا قليل وأطلقت مجموعة من الشواك السامة من رأسها ‪ ،‬فرد عليها أليكس بشعلة لهب أحرقتها‬
‫كلها وأصابت جسد لوسيا مباشرة ‪ ،‬فاشتعل جسدها وقذفت بقوة مندفعة نحو الخارج ‪ .‬قالت شيري ‪:‬‬
‫–لقد ‪ ..‬لقد نجحنا ‪.‬‬
‫ثم سقطت على الرض فجأة ‪.‬‬
‫–ش ‪ ..‬شيري !‬
‫سار أليكس نحوها بتعرج ‪ ..‬وقد أحس بصداع شديد في رأسه ‪.‬‬
‫" ما الذي يحدث لي ؟ ل ‪ ..‬ل أستطيع أن أرى جيدًا "‬
‫ولم يستطع مواصلة السير فسقط أرضًا ‪ ،‬وبدأ يفقد وعيه شيئًا فشيئًا ‪..‬‬
‫لقد أصيب الثنان بسم سيفيليا بعد أن جرحتهما تلك الوحوش الخارجة من الكبسولت الزجاجية ‪.‬‬
‫صا ما يقترب منه ‪.‬‬ ‫وقبل أن يغيب أليكس عن الوعي ‪ ..‬رأى شخ ً‬
‫" من ‪ ..‬من ‪ ..‬هذا ؟ "‬
‫ضعف بصره فلم يستطع تمييزه ‪.‬‬
‫" من ‪ ..‬من أنت ؟ "‬
‫وأحس بحقنة في كتفه ثم فقد وعيه تمامًا ‪.‬‬

Você também pode gostar