Você está na página 1de 3

‫الخوان وإيران‪ ..

‬المعتقدات المذهبية والحسابات‬


‫السياسية ‪ /‬عصام زيدان‬
‫التاريخ‪ 27/2/1430 :‬الموافق ‪ | 2009-02-23‬الزيارات‪247 :‬‬
‫المختصر ‪/‬‬
‫المختصر ‪ /‬لم يكن مفاجًئا ذلك المقال‪ ،‬الذي كتبه مسئول التنظيم‬
‫قا‪ ،‬والقيادي الذي ينتمي للرعيل الول في‬ ‫الدولي للخوان ساب ً‬
‫الجماعة يوسف ندا عن الشيعة‪ ،‬وتوصيفه لطبيعة الخلف‪ ،‬وكونه‬
‫فا فرعًيا‪ ،‬ومن جنس الخلفات السياسية ل العقدية‪ ،‬بين إيران‬ ‫خل ً‬
‫الشيعية والدول العربية السنية‪ ،‬ومن ثم تصوره كذلك لطبيعة‬
‫العلقة بين الجماعة وإيران‪.‬‬
‫عدم المفاجأة تأتي من كون هذه التصريحات سبقتها تصريحات المرشد العام‬
‫لجماعة الخوان الستاذ مهدي عاكف‪ ،‬والتي عبر من خللها عن عدم ممانعته‬
‫للمد الشيعي في البلد العربية والسنية‪ ،‬معلل ً ذلك بأنها بلد واحد وسط أكثر من‬
‫‪ 56‬دولة سنية‪.‬‬
‫وثمة أسئلة تطرح نفسها من ثنايا هذا المقال والتصريحات السابقة للمرشد‬
‫الحالي‪ ،‬عن طبيعة هذه العلقة الجدلية بين الخوان وإيران‪ ...‬هل بالفعل هناك‬
‫ما يربط بين الخوان وإيران؟ وهل هناك ما يرجوه الخوان من وراء هذه‬
‫العلقة؟ وهل يمكن أن تستغل إيران هذه العلقة لغراض سياسية ومذهبية‬
‫مستقبلية؟‬
‫هذه السئلة وغيرها‪ ،‬والتي قد يصعب الجابة عليها جملة واحدة‪،‬‬
‫ربما تعود بنا إلى الجذور الفكرية التي تحرك طرفي العلقة بين‬
‫الخوان وإيران‪ ،‬والحدود التي يمكن أن تجمع بينهما‪ ...‬فمن‬
‫الواضح الجلي أن الخوان ينطلقون من أرضية سياسية‪ ،‬ويحكمون‬
‫على إيران من هذه الوجه‪ ،‬لكثر من سبب‪:‬‬
‫ل‪ :‬توهينهم للخلف العقدي والمذهبي بين السنة والشيعة‪ ،‬فهذا‬ ‫أو ً‬
‫الخلف‪ ،‬كما قال الستاذ ندا في مقاله المنشور على موقع جماعة‬
‫الخوان اللكتروني‪ ،‬خلف في الفروع‪ ،‬حيث اعتبر "الثني عشرية"‬
‫)شيعة إيران(‪ ،‬مذهًبا إسلمًيا‪ ،‬يجوز التعبد عليه‪ ،‬كما أن للمسلمين‬
‫السنة أربعة مذاهب يتمذهبون بها‪.‬‬
‫ورغم اعترافه بتجاوزاتهم‪ ،‬بالخوض في عرض أم المؤمنين عائشة رضي الله‬
‫عنها‪ ،‬وفي كبار صحابة النبي الكرام‪ ،‬طعًنا وتكفيًرا‪ ،‬واستنكاره عليهم أنهم‬
‫يتعبدون بلعنهم‪ ،‬لم يعد مخالفاتهم مستوجبة للحكم عليهم بالكفر‪ ،‬وقال‪" :‬إن‬
‫المستقر في فكر "الخوان"‪ ،‬أن الخلف في الفروع ل ُيخرج من الملة"‪ ،‬وإن‬
‫الخلف مع الشيعة ل يتعلق بخلف في قواعد الدين وأصوله‪ ،‬بل إنه خلف‬
‫سياسي على الولية والمامة‪ ،‬ويجب أن يحل سياسًيا ل بالتهامات الشرعية‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬تغليبهم لوحدة المة ـ عن شعور صادق بأهمية هذا الصل ـ‬
‫على أي خلف عقدي‪ ،‬ينظرون إليه‪ ،‬على اعتبار أنه خلف فرع ل‬
‫يفسد علقة المة ببعضها‪ ،‬خاصة وأن الجماعة ومنذ النشأة الولى‬
‫جعلت من أهم خصائصها "البعد عن مواطن الخلف" )رسالة‬
‫المؤتمر الخامس(‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬النخداع بالعداء العلمي الظاهر بين إيران والغرب‪ ،‬خاصة‬
‫الوليات المتحدة‪ ،‬واعتبار إيران دولة مناضلة في مواجهة قوى‬
‫الستكبار العالمي والشيطان الكبر‪ ،‬وقد ترسخ ذلك الشعور بعد‬
‫حرب تموز ‪ 2006‬بين حزب الله‪ ،‬المدعوم إيرانًيا‪ ،‬و"إسرائيل"‪ ،‬دون‬
‫اللتفات إلى المصالح التي تجمع ما بين الطرفين‪ ،‬وما قدمته إيران من خدمات‬
‫للحتلل المريكي في العراق وأفغانستان‪.‬‬
‫عا‪ :‬العجاب بأنموذج الثورة اليرانية‪ ،‬وقدرتها على تغيير‬ ‫راب ً‬
‫الوضاع الداخلية‪ ،‬في ظل وضع إقليمي وعالمي معقد‪ ،‬وهو ما قد‬
‫فشلت فيه كل الجماعات والتيارات السنية في التاريخ المعاصر‪.‬‬
‫على هذه الرضية السياسية‪ ،‬بدت للخوان صورة الدولة اليرانية‪ ،‬فالخلف إن‬
‫وجد‪ ،‬فهو خلف فرعي‪ ،‬ووحدة المة أوجب من اللتفات إلى مثل هذه‬
‫الخلفات‪ ،‬خاصة مع دولة تقود الكفاح والنضال ضد القوى المستكبرة في‬
‫العالم‪ ،‬وكل هذا يتنزل على أرضية وذهنية معجبة بنموذج تغييري فشلت في‬
‫تحقيقه كافة القوى والجماعات السنية في التاريخ الحديث‪.‬‬
‫ذا من إيران؟‬‫* ماذا يريد الخوان إ ً‬
‫هذا السؤال ل يستطيع أحد أن يجزم بإجابة واضحة وصريحة عليه‪ ،‬ولكنه يثير‬
‫في الذهن تساؤلت محيرة‪ :‬هل يعتقد الخوان أن إيران يمكن أن تدعم بصورة‬
‫كا لتغيير أوضاع داخلية محددة؟ وهل يستشرف الخوان وضًعا‬ ‫أو أخرى تحر ً‬
‫ما‪ ،‬يصح الركون إليه والعتماد‬ ‫إقليمًيا متغيًرا‪ ،‬يمكن ليران أن تلعب فيه دوًرا ها ً‬
‫عليه؟ هل يسعى الخوان من وراء هذا التقارب إلى الضغط على النظام‬
‫المصري‪ ،‬لفساح المجال أمامهم للمشاركة السياسية المؤثرة‪ ،‬وإنهاء إقصائهم‬
‫السياسي المتعمد؟ هل يرى الخوان في هذا التقارب تكتي ً‬
‫كا للوصول إلى‬
‫أهداف إستراتيجية داخلية؟‬
‫ل يستطيع أحد‪ ،‬كما أسلفنا أن يجزم بإجابة واضحة‪ ،‬ولكن المؤكد‪ ،‬أن الخوان‬
‫في رهان إستراتيجي ضخم له ما بعده‪ ،‬خاصة إذا ما استحضرنا في المشهد‬
‫الراهن علقتهم المتوترة مع النظام السياسي الداخلي‪.‬‬
‫* وماذا عن إيران؟‬
‫وإذا ما انتقلنا إلى الشق الخر من المعادلة وهي إيران‪ ،‬فإننا‬
‫نجدها وفي كافة ملفاتها الخارجية تنطلق من أرضية مذهبية بحتة‪،‬‬
‫قد تكون مشوبة بالتقية أو متجردة عنها‪ ،‬ولكنها في النهاية تصب‬
‫في نهر واحد‪ ،‬على اختلف المسميات والسماء التي تتولى الحكم‬
‫في إيران إصلحية كانت أو راديكالية‪ .‬وعلقتها مع الخوان‪ ،‬ل‬
‫يمكن أن تخرج عن هذا الطار المذهبي‪ ،‬وليس أفضل من الخوان‬
‫يمكن أن تتعامل معهم إيران في هذه المرحلة التاريخية لسباب‬
‫متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ل‪ :‬رؤيتهم‪ ،‬كما أسلفنا‪ ،‬لطبيعة الخلف‪ ،‬وكونه خلًفا فرعًيا‪ ،‬كما هو الحال بين‬ ‫أو ً‬
‫المذاهب السنية الربعة‪ ،‬وهذا ل يجعل حاجًزا عقدًيا في التعامل مع دولة‬
‫شيعية‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬الخوان قوة ل يستهان بها في غالب المجتمعات العربية‪،‬‬
‫وخاصة في مصر‪ ،‬وليس ببعيد عن الصواب من يقول إنها القوة‬
‫وجد ـ ذلك الفراغ ـ‬ ‫الوحيدة المؤهلة لسد الفراغ في السلطة إذا ما ُ‬
‫ما ما‪ ،‬وهو ما يجعلها محط نظر من المتطلعين لتغيير الوضاع‬ ‫يو ً‬
‫في هذه البلد العربية لوجهة يريدونها‪ ،‬ويرغبون في المساك‬
‫بزمامها‪.‬‬
‫ثالًثا‪ :‬القابلية للتعاون‪ ،‬فالخوان يمكنها على قاعدة السياسة أن تتعاون مع‬
‫إيران إذا ما وجدت في ذلك مصلحة آنية أو مستقبلية‪.‬‬
‫ولكن‪ ..‬ماذا تريد إيران من الخوان؟ يمكن ليران أن تستغل تلقيها مع الخوان‬
‫في عدة ملفات‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ل‪ :‬تكرار تجربة سوريا مع الفصائل الفلسطينية‪ ،‬مع الخذ في‬ ‫أو ً‬
‫العتبار الختلف النسبي بين ظروف هذه الفصائل وجماعة‬
‫طا على النظم القليمية‬ ‫الخوان‪ ،‬بحيث يشكل ذلك عنصًرا ضاغ ً‬
‫الموجودة‪ ،‬وزيادة في نفوذ إيران الطامحة إلى دور الشرطي‬
‫القليمي‪ ،‬والذي يسعى إلى جمع أكبر عدد ممكن من أدوات الجبار والقهر‬
‫والقوة الصالحة للستخدام متى تهيأت الظروف‪.‬‬
‫ثانًيا‪ :‬تخفيف الوجه المذهبي اليراني‪ ،‬والذي يمكنها من التسلل‬
‫إلى البلد العربية والسلمية تحت عباءة الخوان‪ ،‬التي خرجت‬
‫الكثير والكثير من الجماعات والتيارات المتباينة الميول‬
‫والتوجهات‪ .‬ومن الممكن‪ ،‬ولو من الناحية النظرية‪ ،‬أن تتخذ إيران الخوان‬
‫كقنطرة للوصول والتغلغل في البلد العربية كواجهة سياسية ولتحقيق أغراض‬
‫مذهبية‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬مجلة العصر‬

Você também pode gostar