Você está na página 1de 75

‫مقتطفات من كتاب‬

‫ابتسم للحياة‬
‫قصص لتفائلي حطموا اليأس‬

‫إعداد‬
‫عبد الكري بن عبد العزيز القصيّر‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪2‬‬

‫القدمة‪:‬‬
‫إن المد ل نمده ‪ ،‬ونستعينه ‪ ،‬ونستغفره ‪ ،‬ونعوذ بال من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ‪،‬‬
‫من يهده ال فل مضل له ‪ ،‬ومن يضلل فل هادي له ‪ ،‬وأش هد أن ل إله إل ال وحده ل شريك له ‪،‬‬
‫وأشهد أن ممدا عبده ورسوله ‪ ،‬صلى ال عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيا ‪.‬‬
‫أما بعد ‪:‬‬
‫إنك ل تأتِ إل الياة كي تعان‪ ,‬أو تذرف مآقيك حزنا‪ ,‬وتستسلم لعاذير اليأس ‪ .‬إنك فقط‬
‫تشعر بذلك أحيانا أليس كذلك‪.‬؟‬
‫إ نك تعا ن عند ما تُب قي الل حيا ‪ ،‬لن الل الكبوت يلق الغ ضب ب صورة م ستمرة‪ .‬وين شئ‬
‫سحائب معتمة ضارة‪ ،‬إن هذه الشاعر الدفينة تعيش بداخلك ‪ ،‬تؤلك ‪ ،‬لن ليس لا مكان آخر‪ .‬غي‬
‫أنكك تسكتطيع إخراجهكا بدون أل ‪ .‬إن الزن ل يعرف سكاعة ‪ ،‬والعاناة يككن أن تبتلع ككل‬
‫حياتك‪.‬وتكون فاقرة ظهرك‪,‬وأستاء للمك ‪,‬ولشأو أن التفاؤل يي ذلك كله‪,‬تبتسم للحياة‪ ,‬تسن‬
‫الظكن بربكك ‪,‬تؤمكن بالقدرخيه وشره‪ ,‬تتوقكع الشفاء عنكد الرض‪,‬وتفريكج الكروب عنكد وقوعهكا‪,‬‬
‫والنجاح ع ند الفشل‪ ,‬والنصر ع ند الزية‪ ,‬تتو قع اليكله " إِ نْ َي ْعلَ مْ اللّ ُه فِي ُقلُوبِكُ مْ خَ ْيرًا ُيؤْتِكُ مْ‬
‫خَ ْيرًا "[النفال‪ ،]70:‬فاجعل ف قلبك خيا وأبشر! أبشر بالسعادة‪ ,‬والسرور‪ ,‬والنجاح ‪,‬والرزق‪,‬‬
‫والياة الكرية الانئة واطمئن فلن تزن‪.‬‬
‫أيهاالقارئي الكريك ‪ .....‬لقكد حاولت فك هذا الكتاب‪ ,‬أن أوصكلك إل دروب المكل‪ ,‬إل‬
‫الطريق الذي تضع به قدمك‪ ,‬أردت أن أهبك حديقة مل بالورود ‪ ,‬وأن أطيل معك الصعود إل قمة‬
‫التفاؤل ‪,‬لب عث لك عمرا جديدا‪ ,‬وألب سك ثو با جيل‪ ,‬لتبحر به ف سفن العظماء ‪,‬الذ ين تغلبوا على‬
‫لظات اليأس والقنوط‪ ,‬إل أن ترسكوا بكك سكفنهم الاخرة إل جزر النجاح !‪ .‬تذكرأيهكا القارئ‬
‫الكر ي‪ :‬أن الشخاص العظماء هم أشخاص عاديون‪ ,‬غ ي أن م ل ي سمحوا ل سالك اليأس أن تت سلل‬
‫إل نفوسهم ‪,‬أو تعشش ف زوايا قلوبم‪ ,‬غمرهم التفاؤل طوحا شاما ف أغاديق السماء‪ ,‬طوروا من‬
‫قدرات م ومهودات م‪ .‬بالكفاح وال صابرة‪ ,‬والطوات التأن ية‪ ,‬تذ كر أن ال سفن قد تكون آم نة عند ما‬
‫تكون را سية على الوا نئ أل يس كذلك!!‪ ،‬ول كن ال سفن ل ت صنع لذا‪ ،‬صنعت من أ جل أن تلت مس‬
‫ذلك الو هر الم يل ف يك‪,‬وأن تتأ مل ف آلء ال عل يك!! ماذا عل يك لو انطل قت إل ماه يل البحار‬
‫وفعلت شيئا جديدا‪ .‬ونظرت للحياة مكن زواياهكا الشمسكة؟ماذا لو اتشحكت برائي الكون ‪ ,‬وتناظكر‬
‫الروض البهكي ؟أرأيكت نفسكك جيل حينمكا أبرت فك أحلمكك هناك‪ ,‬ورفضكت مشاعكر اليأس ‪,‬‬
‫وغدوت يافعا برشاء المل!! ‪.‬‬
‫أيها الشاكي و ما بك داءٌ *** كيف تغدو إذا غدوت عليل ؟!‬

‫إن شرَّ الناة ِ ف الرض نفسٌ *** تتوقى قبل الرحيل رحيل‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪3‬‬

‫و ترى الشوك ف الورد و تعمى *** أن ترى فوقها الندى إكليل‬

‫و الذي نفسه بغي جال ٍ***** ل يرى ف الوجود شيئا ً جيل‬

‫فتمتع بالصبح ما دمت فيه*** و ل تف أن يزول حت يزول‬

‫و إذا ما أظل رأسك همٌ*** قصّر البحث فيه كي ل يطول‬

‫أدركت كنهها الطيور الرواب ** من العار أن تظل جهول‬

‫تتغن و عمرها بعض عام *** أفتبكي و قد تعيش طويل ؟!‬

‫و إذا ما وجدت الرض ظل ً ** فتفيأ إل أن يول‬

‫و توقع إذا السما اكفهرت * مطرا ً ف السهول ييي السهول‬

‫كل من يمع الموم عليه** أخذته الموم أخذا ً وبيل‬

‫أيها الشاكي و ما بك داء * كن جيل ً ترى الوجود جيل‬

‫وبعد‪:‬هنا ف هذا الكتاب روافد وضاءة ‪,‬وضعتها لك من نسيج حروف التفاؤل‪ ,‬ومزجتها من‬
‫دق يق نقي زؤان المل‪ ,‬لتحتمي بسياجها النيع من أعاصي التشاؤم ‪,‬وطلقات مدفع اليأس‪!.‬حاولت‬
‫أن أصنع لك قاربا جديدا ‪ ,‬توض به بر الياة‪ ,‬لتستنشق الواء العليل‪,‬وتتلطف معانيك جال البار‬
‫ف عال السعادة ‪ ,‬فإن وفقت أن أوصلك إل ما تبغيه سبيل‪ ,‬فهذا من فضل ال علينا‪ ,‬وإن قصرت‬
‫يدي عن تق يق آمالك‪ .‬فعذرا‪ ...‬سأبر بك إل شا طئ آ خر‪,‬وأوق فك هني هة‪ ..‬ح ت أر يك جال‬
‫روعة تلك الصداف‪ ,‬الشعلة بروج رياتيل التفاؤل ‪,‬فلزلت أعتقد أن لنا ربا كريا ‪,‬خلقنا ليحنا‪,‬‬
‫لليعذبنا!! وأنه لن ييب مسعانا‪.‬‬
‫تفاءل‪ ,‬ول تتشاءم‪ ,‬فليكس فك التشاؤم إل إزعاجكك وإيذاؤك‪ ,‬وإن كنكت مؤمنكا تتعايكش مكع‬
‫القرآن وال سنة الطهرة‪ ,‬فأ نت التفائل والعظ يم والنا جح ف حيا تك‪ ,‬وهكذا أ نت دو ما تتغ ي ن و‬
‫الفضل ‪,‬حينما تعل التغيي يبدأ من القرآن علما وتدبرا وعمل‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪4‬‬

‫قل لن يمل ها أن هك لن يدوم ‪..‬فكما تفن السعادة هكذا تفن الموم ‪ ..‬وتأمل‪ ..‬واترك‬
‫الم والشؤم والزن ‪ ..‬فل أل مع المل ‪..‬‬
‫ككر‬‫ككا تبصك‬ ‫ككك ومك‬ ‫وداؤك منك‬ ‫ككك ومكككا تشعكككر‬ ‫دواءك فيك‬
‫وفيكككك انطوى العال الككككب‬ ‫وتسككب أنككك جرم صككغي‬

‫ل تيأس فليس اليأس أمل تنشده‪ ,‬ومرتقبا ترقب فيه أحلمك‪ ,‬فحقائقُ اليوم أحلمُ المس‪,‬‬
‫وأحل مُ اليوم حقائ قُ الغد‪ ,‬ول زال ف الوقت متسع‪ ,‬مادام ف قلبك نبض يتحرك ‪...‬عجيب أن‬
‫يوت ف يك كل ش يء وأ نت لزلت على ق يد الياة‪ !!!,‬ل ت قل ن ن ف ز من اليأس والتشاؤم !!!ل‬
‫يأخي! نن ف زمن التفاؤل‪,‬زمن البشائر‪,‬زمن العزة والغلبة والقوة "ول العزة ولرسوله وللمؤمني"‬
‫لزالت الفرصة مهيأة لك ‪,‬وسانة لغيك ‪,‬لن الوعد حق لن يتبدل ولن يتغي‪ ,‬يقول سبحانه‪ :‬وَ َعدَ‬
‫خ َلفَ اّلذِي َن مِنْ قَ ْب ِلهِمْ‬
‫خ ِلفَّن ُهمْ فِي اْلَأرْضِ كَمَا اسْتَ ْ‬
‫اللّهُ اّلذِينَ آمَنُوا مِنْكُ ْم وَعَ ِملُوا الصّاِلحَاتِ َليَسْتَ ْ‬
‫َولَيُمَكّنَنّ َل ُه ْم دِيَن ُهمُ اّلذِي ارَْتضَى َل ُه ْم وَلَيَُبدّلَّن ُهمْ مِنْ َب ْعدِ َخ ْوفِ ِهمْ َأمْنًا [النور‪. ]55 /‬‬
‫مه ما اش تد الظلم عل يك‪ ,‬فشم عة واحده كفيلة بأن تبدد كل هذا الظلم ‪...‬ومه ما ادل مت‬
‫بك الطوب والنكبات فهناك الباب الذي ليغلق!! فما لك ل ترنو ول ترى النور الكب‪.‬‬
‫إن التفائل ليكس لديكه وقكت للخمول والنوع‪ ,‬لنكه مفعكم باليويكة والنشاط‪ ,‬متكد بالراحكة‬
‫الخروية‪ ,‬قلبه ف السموات عاليا‪ ,‬لينام وسط الطريق أبدا‪ ,‬ليكون عرضة للمخاطر‪ ,‬بل ليزال يسي‬
‫ال طى بأقدام ثاب تة‪ ,‬ون فس تنت ظر الثول ف أعلى الدرجات‪ ,‬مع العظماء الذ ين سنا تأري هم نبا سا‬
‫للخلئق !! ‪ ..‬اعلم يقينا أن النمح فم أرحام الحمن ‪ ،‬وأن العظممة فم الشدائد ‪,‬وأن النصمر ممع‬
‫الصب‪ ,‬فانظ وانطلق ول تلتفت ‪ ..‬فالطريق مل بالكسال والقاعدين ‪ ..‬والصبح تنفس بنوره ‪..‬‬
‫ولح النجاح لناظره القريب ‪.‬‬
‫وللنجم من بعد الرجوع استقامة ‪%‬وللشمس من بعد الغروب طلوع‬
‫وإن نعمة زالت عن الر وانقضت ‪ %‬فإن لا بعد الزوال رجوع‬
‫فكن واثقا بال واصكب لككمه ‪ %‬فإن زوال الشر عنك سريع‬
‫وإنك أود أن أختكم هذه القدمكة بالعتذار للقاريكء الذي ليدك مكن نفسكه ولعكا بتابعكة هذا‬
‫الكتاب وقراءة ف صوله أن ي قف قليل ع ند هذا ال د فليتعداه‪.......‬أ ما من أراد أن يوا صل القراءة‬
‫ويستجلب المل لقلبه ويضفي عمرا جديدا لياته فربا يكون هذا الكتاب نقطة تول وبداية رحلة‬
‫سعيدة لتنطفيء مراتلها مدى الياة‪.‬‬
‫بقي أن تعلم‪:‬أن الشعور الواثقي بنصر ال هو الحور الذي يدندن حوله التفاؤلون العباقرة‬
‫الذين يستحقون خوض العارك بكل بسالة وسجال يؤمنون أن الفجر ليس قادم كما يقوله‬
‫التشائمون بل قدم الن وبزغ نوره الفضاء‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪5‬‬

‫أسجل شكري لكل من قرأ مسودة هذا الكتاب وأبدى وجهة نظره وعلى رأسهم‬
‫د‪:‬عبدالعزيز بن عبدال القبل عضوهيئة التدريس بامعة القصيم‪,‬والستشار ف العلقات الجتماعية‬
‫كتبه‬ ‫والسرية‪.‬‬
‫عبدالكري بن عبدالعزيز القصي‬

‫الفأل لغة واصطلحا‪:‬‬


‫الفأل لغة ‪:‬جعه فؤول وأفؤل قاله الوهري‪,‬قال ابن الثي‪:‬يقال تفاءلت بكذا وتفاءلت على‬
‫التخفيف والقلب وقد أولع الناس بترك المزة تفيفا "‬
‫الفأل اصطلحا‪ :‬هو أن يسمع الكلمة الطيبة فيتيمن با قاله الزمشري‪,‬قال ابن الثي ومعن‬
‫التفاؤل‪":‬مثل أن يكون رجل مريض فيتفاءل با يسمع من كلم طيب فيسمع آخر يقول‬
‫ياسال‪,‬أويكون طلب ضالة له شردت فيسمع آخر يقول ياواجد فيقع ف ظنه أنه يبأ من مرضه ويد‬
‫ضالته" ف مسند أحد عن ابن عباس رضي ال عنه قال‪:‬كان رسول ال يتفاءل وليتطي ويعجبه‬
‫السم السن" عن أنس بن مالك رضي ال عنه أن رسول ال صلى ال عليه وسلم يعجبه إذا خرج‬
‫لاجته أن يسمع يانيح ياراشد" رواه الترمذي وقال حسن صحيح" عن يي بن سعيد القطان ‪-‬‬
‫رحه ال ‪ : -‬أن رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ -‬قال للقحة تلب ‪ « :‬من يلب هذه ؟ » فقام‬
‫رجل ‪ ،‬فقال له رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪« : -‬ما اسك؟ » فقال له الرجل ‪ :‬مرة ‪ ،‬فقال له‬
‫رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ « : -‬اجلس» ‪ ،‬ث قال ‪ « :‬من يلب هذه؟ » فقام رجل ‪ ،‬فقال‬
‫له رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ « : -‬ما اسك؟» ‪ ،‬فقال له الرجل ‪ :‬حرب ‪ ،‬فقال له رسول‬
‫ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ « : -‬اجلس»‪ .‬ث قال ‪ « :‬من يلب هذه؟» فقام رجل ‪ ،‬فقال له رسول‬
‫ال ‪ -‬صلى ال عليه وسلم ‪ « : -‬ما اسك ؟»‪ .‬فقال ‪ :‬يعيش ‪ ،‬فقال له رسول ال ‪ -‬صلى ال عليه‬
‫وسلم ‪ « : -‬احلب يايعيش فحلب»‪ .‬أخرجه مالك ف الوطأ والطبان ف الكبيوقال الاكم صحيح‬
‫السناد‪ .‬زاد ابن وهب ف جامعة ف هذا الديث فقام عمر بن الطاب فقال أتكلم يا رسول ال أم‬
‫أصمت قال بل أصمت وأخبك با أردت ظننت يا عمر أنا طية ول طي إل طيه ول خي إل خيه‬
‫ولكن أحب الفأل" علق ابن عبد الب ف التمهيد على هذا الديث قائل‪:‬ليس هذا عندي من باب‬
‫الطية لنه مال أن ينهى عن شيء ويفعله وإنا هو من طلب الفأل السن وقد كان أخبهم عن أقبح‬
‫الساء أنه حرب ومرة فأكد ذلك حت ليتسمى با أحد"‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪6‬‬

‫ف صحيح البخاري عن سعيد بن السيب عن أبيه ‪ -‬رحه ال ‪ -‬أن أباه جاء إل النب ‪ -‬صلى‬
‫ال عليه وسلم ‪ ، -‬فقال ‪ « :‬ما اسك ؟ » قال ‪ :‬حزن ‪ ،‬قال ‪ « :‬أنت سهل »‪ .‬قال ‪ :‬ل أغي اسا‬
‫سانيه أ ب‪ .‬قال ا بن ال سيب‪ :‬ف ما زالت في نا الزو نة ب عد‪ .‬ف هذه الحاد يث دللة واض حة على أن‬
‫التفاؤل هو‪:‬أن يتفاءل الن سان بال سم الط يب والقول الط يب والف عل الط يب‪!!.‬وأن ينظرللم ستقبل‬
‫‪,‬نظرةتمل اليوحسن الظن بال!!وقيل التفاؤل هو‪ :‬من يعل الصعاب فرصا تغتنم!!‪.‬‬

‫سيد التفائلي"ممد" صلى ال عليه وسلم !‪.‬‬


‫نبدأ بذا العظيم لنه قدوة التفائلي وسيدهم ل يرى الظلم يوما رغم وجود السواد من حوله‬
‫آمن حينما رأى الياة نورا وازداد سرورا لنه كلكل غ سق الليل ب صباح اليان فعاش سعيدا ومل‬
‫حياته أمل بوحي آي القرآن وحارب اليأس والقنوط ورمى التشاؤم بسيف التفاؤل ول يستسلم قط‬
‫للمتشائمي والقانطي !‬
‫_ متفاءل وهو يرى حول الكعبة (‪)360‬صنما ! وأين هذه الصنام اليوم ؟‪.‬‬
‫_ متفائل و هو يرى الشرك ي يطوفون حول الكع بة عراة وتراق المور وتقرب القراب ي‬
‫للصنام!واليوم الليي من السلمي يطوفون حول الكعبة ول تد مشركا يرؤا الدخول لدود الرم‬
‫فكيف بالرم !‪.‬‬
‫_ متفائل و هو يرى بيوتات الشرك ي حول الكع بة و هو وحده ف غار حراء يو حد الوا حد‬
‫ال حد! ح يث كان عل يه ال سلم يذ هب إل غار حراء ف ج بل النور على ب عد ن و ميل ي من م كة‬
‫فيقيم فيه شهر رمضان ويقضى وقته ف العبادة والتفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون وفيما‬
‫وراء ها من قدرة مبد عة‪ ،‬و هو غ ي مطمئن ل ا عل يه قو مه من عقائد الشرك وظلم للضعفاء وا ستعباد‬
‫للعبيد ووأد للبنات‪ ،‬ولكن ليس لديه طريق واضح‪ ،‬ول منهج مدد لواجهة ذلك‪ ،‬وكان إختياره لذه‬
‫العزلة من تدب ي ال له‪ ،‬وليكون إنقطا عه عن شوا غل الرض وضَجّة الياة وهوم الناس ال ت تش غل‬
‫الياة‪ ،‬وكانت نقطة تول وإستعداد لا ينتظره من المر العظيم‪ ،‬لمل المانة الكبى وتغيي وجه‬
‫الرض‪ ،‬وتعديل مسار التاريخ ‪ ...‬قدّر له ال سبحانه وتعال هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلث‬
‫سنوات‪ ،‬ينطلق ف هذه العزلة شهرا من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غ يب مكنون‪ ،‬ح ت ي ي‬
‫موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن له ال سبحانه‪.‬‬
‫من غار حراء شع نور النبوة فشق حجب الظلم وتألق ف كل الرجاء‪ ،‬وبدد بكلمة التوحيد‬
‫جحا فل الشرك‪ ،‬وق صم بناموس العدل ظ هر الظلم‪ ،‬فا ستقام الي سم وظ هر ال ق وا ستعلى اليان‪،‬‬
‫فتحطمت الصنام‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪7‬‬

‫والوثان تت سنابك خيول النصر‪ ،‬ولقد صدق من قال‪ :‬خلصة الدين ف الغارين‪ :‬ف غار‬
‫حراء تعبد وتأمل ف الياة وتفكر ف الكون وتعلم للقرآن وتدبر لياته‪ ،‬وف غار ثور مرابطة وماهدة‬
‫وتوكل وسكينة‬
‫وجهاد لعداء ال‪.‬أرأ يت ك يف كان حب يك صلى ال عل يه و سلم يتع بد ال ف ذلك الو قت‬
‫الظلم بالشرك والكفر كان يعبدال لوحده لوحده فحسب!! أل يأخذك ذلك الشهد الروحان لنبيك‬
‫وأنت تتخيل صورة الزمان الليء بالنكرات يعج عجا وكان حبيبك ف غار حراء يعبد ربه ل ينع‬
‫لوهجات الن فس ليحدث ها بالحباط واليأس و هو يرى من حوله يكفرون بال ويشركون به بل كان‬
‫يتطلع ل ستقبل ج يل للحمح مة الاهل ية كان يتضلع باليان كي ما يوا جه الضلم الرا بض ف قلوب‬
‫أؤلئك الشركون وتقق حلمه بأب هو وأمي فأسلم من أسلم وبناء بيت السلم بتفاؤله وثقته بربه‬
‫عليه السلم‪!.‬‬
‫_ متفائل وقد وضع عليه سل جزور البل من قبل كفار قريش وأين ؟ بوار الكعبة! وليس‬
‫هذا فحسب بل وهو ساجد ل تعال! وأنت اليوم تصلي بوار الكعبة بأمن وأمان!‪.‬‬

‫_ متفائل وهو يبشر المة بالنصر والغلبة على اليهود فيقول عليه الصلة و السلم ‪ :‬كما ف‬
‫رواية لسلم‪" :‬ل تقوم الساعة حت يقاتل السلمون اليهود‪ ،‬فيقتلهم السلمون حت يتبئ اليهودي من‬
‫وراء الجر والشجر‪ ،‬فيقول الجر أو الشجر‪ :‬يا مسلم‪ ،‬يا عبد ال‪ ،‬هذا يهودي خلفي‪ ،‬فتعال فاقتله‬
‫‪ ..‬إل الغرقد‪ ،‬فإنه من شجر اليهود" ورواه الشيخان من حديث ابن عمر بلفظ‪" :‬تقاتلون اليهود‪،‬‬
‫فتسلطون عليهم‪ ،‬حت يتبئ أحدهم وراء الجر‪ ،‬فيقول الجر‪ :‬يا عبد ال‪ ،‬هذا يهودي ورائي‬
‫فاقتله"فمانراه اليوم من صولة اليهود وجلبتهم على إخواننا ف فلسطي إناهو تهيدلابشرنا به الرسول‬
‫الكري وبداية مؤكدة لقرب موعد اللحمة الكبى فهذه بشائر نصرمؤزرفلنيأس أبدا لن المل جزء‬
‫من اليان واليأس من مظاهر الكفر‪ ,‬والقنوط من مظاهر الضلل‪,‬يقول سبحانه(ومن يقنط من رحة‬
‫ربه إل القوم الضالون)‬
‫ق فيها الوعو ْد‬
‫لرؤيا‪ ،‬ستصد ُ‬ ‫يقولون‪ :‬حلمٌ!! أل إنا‬
‫ويُق َهرُ ف الكون كيد اليهو ْد‬ ‫غدًا سوف يظهر دينُ الله‬

‫_ متفائل وهو يرى أصحابه يعذبون ببطحاء مكة كبلل وعمار بن ياسر فل يلبث أن يقول‬
‫بنفس راضية متفائلة "صبا آل ياسر فإن موعدكم النة"‪.‬‬
‫_ متفائل وهكو يدعوا البشريكة إل النكة‪,‬إل السكعادة‪ ,‬إل القك‪ ,‬ويبشكر المكة بالفتوحات‬
‫والنتصارات ف زمن أشتدت فيه الحن ‪!,‬فيقول صلى ال عليه وسلم‪":‬بشر هذه المة بالسناء والدين‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪8‬‬

‫والرفعة والنصر والتمكي ف الرض""أخرجه أحد" ويقول أيضا"يسروا ولتعسرواوبشروا ولتنفروا"‬


‫وهكذا كان علو ف رف عة ‪,‬وع يش ف أ مل وع مل و صبودعاء ‪ ,‬أرأي ته وهو يقول لباب بن الرت‬
‫رضي ال ع نه"وال ليت من ال هذا المرح ت ي سي الرا كب من صنعاء إل حضرموت ماياف إل ال‬
‫والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون""رواه البخاري" دللت واضحة تظهر التفاؤل‪,‬وتقطع بالنصر‬
‫ى َودِي نِ ٱلْحَ قّ لُِي ْظ ِهرَ هُ َعلَى‬
‫الت للسلم والسلمي يقول سبحانه" ُهوَ ٱّلذِى َأرْ سَ َل رَ سُوَلهُ بِٱْل ُهدَ ٰ‬
‫شرِكُو َن "[الصف‪ .]9:‬ف طلئع ذلك الزمان البعيد‪ ,‬ل يؤمن به صلى ال‬
‫ٱلدّي نِ ُكلّ ِه وََلوْ َكرِ هَ ٱلْمُ ْ‬
‫عل يه و سلم إل القلة من الناس ومات ول تتجاوز ملك ته جزيرة العرب واليوم أك ثر من مليار م سلم‬
‫متبعون له وملكته بلغت أقاصي الدنيا‪.‬‬
‫متفائل بالسبق دون جياد‬ ‫متفائل واليأس بالرصاد‬
‫جر السياط وزجرت اللد‬ ‫متفائل رغم القنوط يضيقنا‬
‫وسائنا شس وصحو باد‬ ‫متفائل بالغيث يسقي روضنا‬
‫رغم الراد كمنجل الصاد‬ ‫متفائل بالزرع يرج شطأه‬
‫إن السما تبكي فيحي الواد‬ ‫متفائل يا قوم رغم دموعكم‬
‫يا قومنا صنارة الصياد‬ ‫والبحر يبقى خيه أتضره‬
‫نل بدب بغابة الساد‬ ‫فدع اليهود بكرهم وذيولم‬
‫فغدا سنسمع منطقا لماد‬ ‫متفائل بشرى النب قريبة‬
‫قسما ستدعوا مسلما للد‬ ‫حجر وأشجار هناك بقدسنا‬
‫خلفي يهودي أخ الحقاد‬ ‫يا مسلما ل يا عبدا له‬
‫ل تبق ديارا من اللاد‬ ‫فاقتله طهر تربنا من رجسه‬
‫وقضى بدائرة الفناء لعاد‬ ‫قسما بن أسرى بي عباده‬
‫ويكون حقا ما حكاه الادي‬ ‫لتدور دائرة الزمان عليهموا‬
‫والكأس غامرة لغلة صادي‬ ‫هذا يقين وهو ل بل الصدى‬
‫واصنع بكفك صارما لسداد‬ ‫فاجعل يقينك بالله حقيقة‬

‫يقول مب الدين الطيب‪ " :‬إن ممدا صلى ال عليه وسلم هو الذي استطاع ف مدة وجيزة‬
‫ل تقِ ّل عن ر بع قرن أن يكت سح دولتي من أع ظم دول العال‪ ،‬وأن يقلب التار يخ رأ سا على ع قب‪،‬‬
‫وأن يكبح جاح أمة اتذت الصحراء الحرقة سكنا لا‪ ،‬واشتهرت بالشجاعة ورباطة الأش والخذ‬
‫بالثأر واتباع آثار آبائ ها‪ ،‬ول ت ستطع الدولة الرومان ية أن تغلب ال مة العرب ية على أمر ها؛ ف من الذي‬
‫يشك أن القوة الارقة للعادة الت استطاع ممد أن يقهر با خصومه هي من عند ال؟"‪.‬‬
‫_ يقول د‪/‬عائض القرنك‪ :‬رسكولنا ممكد صكلى ال عليكه و سلم يؤذيكه الشركون واليهود‬
‫والن صارى أ شد اليذاء‪ ،‬ويذوق صنوف البلء من تكذ يب وماب ة ورد وا ستهزاء و سخرية و سب‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪9‬‬

‫وش تم واتام بالنون والكها نة والش عر وال سحر والفتراء ‪ ،‬ويطرد ويارب ويق تل أ صحابه وين كل‬
‫بأتبا عه ‪ ،‬ويت هم ف زوج ته ويذوق أ صناف النكبات ‪ ،‬ويهدد بالغارات وي ر بأزمات‪ ،‬ويوع ويفتقر‬
‫ويرح وتك سر ثنيته ويشج رأسه ويفقد عمه أ با طالب الذي ناصره ‪ ،‬وتذهب زوجته خدية الت‬
‫واسته ‪ ،‬ويصر ف الشعب حت يأكل هو وأصحابه أوراق الشجر ‪ ،‬وتوت بناته ف حياته وتسيل‬
‫روح اب نه إبراه يم ب ي يد يه ‪ ،‬ويغلب ف أ حد ‪ ،‬ويزق ع مه حزة ‪ ،‬ويتعرض لعدة ماولت اغتيال ‪،‬‬
‫وير بط ال جر على بط نه من الوع ول ي د أحيا نا خ بز الشع ي ول رد يء الت مر ‪ ،‬ويذوق الغ صص‬
‫ويتجرع كأس العاناة ‪ ،‬ويزلزل مع أصحابه زلزال شديدا وتبلغ قلوبم الناجر ‪ ،‬ويبتلى بتيه البابرة‬
‫وصلف التكبين وسوء أدب العراب وعجب الغنياء وحقد اليهود ومكر النافقي وبطء استجابة‬
‫الناس ‪ ،‬ث تكون العاقبة له والنصر حليفه والفوز رفيقه فيظهر ال دينه وينصر عبده ويهزم الحزاب‬
‫وحده ويذل أعداءه ويكبتهم ويزيهم ‪ ،‬وال غالب على أمره ولكن أكثر الناس ل يعلمون وف ناية‬
‫الطاف يقول ل ن آذاه أذهبوا فأن تم الطلقاء‪ .‬إ نه سيد العظماء صلى ال عل يه و سلم عد إل سيته‬
‫وقرأها مرات ومرات وانل من معي عبقريته وروحه السامية آيات العان وشواهد القوة وبسمات‬
‫التفاؤل الت صنع منها أماد البطولة لعله أن ينحك شيء من المل وإن كنت أعتقد أنه سيمنحك‬
‫المل كله !‪.‬‬
‫إنن أسائلك أيها اليائس من نصر ال؟من الذي نصر نبيك بعدهذا الطوفان من البتلءات؟‬
‫أليس هوال!!‬
‫من الذي حفظ نبيك؟‬
‫أليس هو ال!‬
‫من الذي سيحفظ دينه وكتابه ؟‬
‫أليس هو ال نعم الول ونعم النصي!!‬
‫فلم اليأس والتشاؤم واستبطاء النصر أليس ال له الكمة البالغة وراء كل منة وفتنة؟ أليس يعلم‬
‫عن كل شيء قبل أن يقع؟ أليس ال هو الافظ والعي والناصر؟‬
‫فلم تزن أي ها اليائس وتق عد تتر بص الوت‪,‬وت ظن أن لرب ينج يك أعوذبال أن نذل أنف سنا‬
‫وال أمرنا أن نعتز بدينناوأعوذبه أن يعل حرب أنفسنا من أنفسنا‪.‬‬
‫عن أ نس بن مالك ‪-‬ر ضي ال ع نه‪ -‬قال‪ :‬قال ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إن ع ظم‬
‫الزاء مكع عظكم البلء‪ ،‬وإن ال إذا أحكب قومكا ابتلهكم‪ ،‬فمكن رضكي فله الرضكى ومكن سكخط فله‬
‫ال سخط" [رواه الترمذي]‪ .‬وقال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬إذا أراد ال بعبده خيا ع جل له العقو بة ف‬
‫الدنيا" [رواه الترمذي]‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪10‬‬

‫سأل سعد بن أ ب وقاص ‪-‬ر ضي ال ع نه‪-‬ر سول ال صلى ال عل يه و سلم‪ :‬أي الناس أ شد‬
‫بلء؟ فقال صلى ال عل يه و سلم‪" :‬أ شد الناس بلء ال نبياء‪ ،‬ث الم ثل فالم ثل‪ ،‬يبتلى الر جل على‬
‫حسب دينه‪ ،‬فإن كان ف دينه صلبة اشتد بلؤه‪ ،‬وإن كان ف دينه رقة ابتلي على حسب دينه‪ ،‬وما‬
‫يبح البلء بالعبد حت يتركه يشي على الرض ما عليه خطيئة" [رواه الترمذي]‪.‬‬
‫إطللة تفاؤلية‪ :‬يقول أديب العصر مصطفى صادق الرافعي‪ :‬ليس الصلح من استطاع أن يفسد‬
‫عمل التاريخ؛ فهذا سهل ميسور حت للحمقى‪ ،‬ولكن الصلح من ل يستطع التاريخ أن يفسد عمله‬
‫من بعده ‪.‬‬
‫سيدة التفائلي "خدية "رضي ال عنها‬
‫"بينما كانت البشرية تعيش ف دياجيي الظلمات الالكة ‪ ,‬وتعان من أناط الياة الهلكة‪ ,‬حيث‬
‫خيم عليها الطغيان البشري الضاغط والهل العالي الاث ‪ ,‬والستسلم للشهوات النحرفة من‬
‫غي رادع ول زاجر ‪ ,‬إذا بشعاع النور اللي يهبط فجأة من السماء ليني جنبات الرض ‪ ,‬يمله‬
‫الروح المي عليه السلم فيفاجئ به سيد الرسلي صلى ال عليه وسلم وهو ف غار حراء ‪ ,‬قد‬
‫خل للتأمل والتعبد بعيدًا عن جلبة الناس وضجيجهم ‪.‬‬
‫وإنّ أفضل من يدثنا عن هذا الادث العظيم الذي تغي له وجه التاريخ أم الؤمني عائشة رضي‬
‫ال عنها حيث قالت ‪ :‬أول ما بدئ به رسول ال صلى ال عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالة‬
‫ف النوم‪ ,‬فكان ليرى رؤ يا إل جاءت م ثل فلق ال صبح ‪ .‬ث ح بب إل يه اللء ‪ ,‬وكان يلو بغار‬
‫حراء فيتحنث فيه – وهو التعبد – الليال ذوات العدد ‪ ,‬قبل أن ينع إل أهله ويتزود لذلك ‪ ,‬ث‬
‫ير جع إل خدي ة فيتزود لثل ها ‪ ,‬ح ت جاءه ال ق و هو ف غار حراء ‪ ,‬فجاءه ا َللَ كُ فقال‪ :‬اقرأ ‪.‬‬
‫قال‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ .‬قال فأخذن فغطن حت بلغ من الهد ‪ ,‬ث أرسلن فقال ‪ :‬اقرأ ‪ .‬قلت ‪ :‬ما‬
‫أ نا بقارئ‪ .‬فأخذ ن فغط ن الثان ية ح ت بلغ م ن ال هد ‪ ,‬ث أر سلن فقال ‪ :‬اقرأ ‪ .‬فقلت ‪ :‬ما أ نا‬
‫بقارئ‪ .‬فأخذن فغطن الثالثة ‪ ,‬ث أرسلن فقال ‪( :‬ا ْقرَْأ بِا ْسمِ َربّ كَ اّلذِي َخلَ قَ) ( َخلَ قَ اْلإِن سَا َن مِ نْ‬
‫َعلَ قٍ)(ا ْقرَْأ َورَبّ كَ اْلأَ ْكرَ مُ) (العلق ‪ )1،2،3:‬فرجع با رسول ال صلى ال عليه وسلم يرجف‬
‫فؤاده فدخل على خدية بنت خويلد رضي ال عنها فقال‪َ :‬زمّلون ِزمْلون ‪ ,‬فَ َزمّلوه حت ذهب‬
‫ع نه الرّوع ‪ ,‬فقال لدي ة وأخب ها ال ب ‪ :‬ل قد خش يت على نف سي ‪ ,‬فقالت خدي ة ‪ :‬كل وال‬
‫سبُ العدوم ‪ ,‬وتقري الضيف ‪ ,‬وتعي‬
‫ليزيك ال أبدًا ‪ ,‬إنك لتصل الرحم ‪ ,‬وتمل الكَ ّل ‪ ,‬وَتكْ ِ‬
‫على نوائب الق ‪.‬‬
‫فانطلقت به خدية حت أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد ال ُعزّى – ابن عم خدية – وكان‬
‫امرءًا تنصر ف الاهلية ‪ ,‬وكان يكتب الكتاب العبان ‪ ,‬فيكتب من النيل بالعبانية ماشاء ال‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪11‬‬

‫أن يكتب ‪ ,‬وكان شيخًا كبيًا قد عمي فقالت له خدية ‪ :‬يا ابن عمّ اسع من ابن أخيك‪ .‬فقال له‬
‫ور قة ‪ :‬يا ا بن أ خي ماذا ترى ؟ فأ خبه ر سول ال صلى ال عل يه و سلم خب ما رأى ‪ .‬فقال له‬
‫ورقة ‪ :‬هذا الناموس الذي نزّل ال على موسى ‪ ,‬ياليتن فيها َجذَعًا ‪ ,‬ليتن أكون حيّا إذ يرجك‬
‫قومك‪ .‬فقال رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪ :‬أو مرجيّ هم ؟ قال نعم ‪ ,‬ل يأت رجل قط بثل‬
‫ماجئت به إل عودي ‪ ,‬وإن يدرك ن يو مك أن صرك ن صرًا مؤزرًا ‪ .‬ث ل ين شب ور قة أن تُو ف ‪,‬‬
‫وفتر الوحي ‪.‬‬
‫لقد كا نت الرض كلها تع يش ف ذلك الزمن ف ظلمات الاهل ية ‪ ,‬فكا نت بدا ية انطلق النور‬
‫اللي ف تلك اللحظة الت خاطب با جبيل عليه السلم رسول ال صلى ال عليه وسلم ‪.‬‬
‫ول قد حل ذلك النور ف قلب ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ح ت تول إل م صباح متحرك‬
‫يضيء لن حوله‪ ,‬وأصبح يراه من زالت عن عينيه الغشاوة فينجذب إليه ويترقى بديه نو الكمال‬
‫‪.‬‬
‫لقد كان وقع نزول الوحي شديدًا على رسول ال صلى ال عليه وسلم كما هو واضح من هذا‬
‫ال نص على الر غم من أ نه كان أش جع الناس وأقوا هم قلبًا ك ما دلت على ذلك الحداث خلل‬
‫ثلث وعشرين سنة ‪ ,‬وذلك لن المر ليس ماطبة بشر لبشر ولكنه كان ماطبة عظيم اللئكة‬
‫و هو ي مل كلم ال تعال لي ستقبله من ا صطفاه ال جل وعل ل مل هذا الكلم وإبل غه لعا مة‬
‫البشر ‪.‬‬
‫ولقد كان موقفًا رهيبًا ومسؤولية عظمى ليقوى عليها إل من اختاره ال تبارك وتعال لمل هذه‬
‫الرسالة وتبليغها ‪.‬‬
‫وما يصور رهبة هذا الوقف ماجاء ف هذه الرواية من قول رسول ال صلى ال عليه وسلم "لقد‬
‫خشيت على نفسي" وقول عائشة رضي ال عنها ف هذا الديث "فرجع با رسول ال صلى ال‬
‫عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خدية بنت خويلد رضي ال عنها فقال‪ :‬زملون زملون ‪,‬‬
‫فزملوه حت ذهب عنه الروع" ‪.‬‬
‫وم ا يبي شدة نزول الو حي على ر سول ال صلى ال عل يه و سلم ما أخر جه المامان البخاري‬
‫ومسلم رحهما ال من حديث عائشة رضي ال عنها قالت ‪" :‬ولقد رأيته – تعن رسول ال صلى‬
‫صدُ عرقًا "‬
‫ال عليه وسلم ‪ -‬ينل عليه الوحي ف اليوم الشديد البد فيفصم عنه وإن جبينه لَيََت َف ّ‬
‫لقد كانت خدية رضي ال عنها تثبت قلب النب صلى ال عليه وسلم وتسكنه وتون عليه مالفة‬
‫الناس إياه‪ ,‬وكان يطلعها على جلية أمره مع الجتمع الذي يدعوه ويكابد صدوده وعداءه ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪12‬‬

‫وتذكر عائشة رضي ال عنها وفاء النب صلى ال عليه وسلم لدية بعد وفاتا بقولا ‪":‬ما ِغرْ تُ‬
‫على أحد من نساء النب صلى ال عليه وسلم ماغرت على خدية وما رأيتها ‪ ,‬ولكن كان النب‬
‫صلى ال عليه وسلم يكثر ذكرها‪ ,‬وربا ذبح الشاة ث يقطعها أعضاء ث يبعثها ف صدائق خدية ‪,‬‬
‫فربا قلت له ‪ :‬كأنه ل يكن ف الدنيا امرأة إل خدية ؟ فيقول ‪ :‬إنا كانت وكانت وكان ل منها‬
‫ولد" ‪.‬‬
‫بل إنه أظهر البشاشة والسرور لخت خدية لا استأذَنتْ عليه لَتذَكّره خدية كما أخرج المام‬
‫مسلم من حديث عائشة قالت ‪ :‬استأذَنتْ هالة بنت خويلد أخت خدية على رسول ال صلى‬
‫ال عليمه وسملم فعرف اسمتئذان خديةم فارتاح لذلك وقال ‪ :‬اللهمم هالة بنمت خويلد ‪ ,‬فغرت‬
‫فقلت‪ :‬وماتذكر من عجوز من عجائز قريش حراء الشدقي هلكت ف الدهر فأبدلك ال خيًا‬
‫من ها" ‪ .‬وأخر جه المام أح د بنحوه من غ ي ذ كر هالة ب نت خويلد وزاد ‪ :‬فتَمعّ ر وج هه تعرًا‬
‫ماكنت أراه إل عند نزول الوحي أو عند الَخِيلة حت ينظر أرحة أم عذاب ‪.‬‬
‫وهذا يصور مقدار غضب رسول ال صلى ال عليه وسلم لدية وحفظه حقها رضي ال عنها‬
‫‪".‬‬
‫"أنظرمواقف دعوية من السيرة النبوية عبد العزيز الحميدي"‪.‬‬
‫ف الك مة الشهورة وراء كل ر جل عظ يم امرأة‪ ,‬وه نا أقول بل امرأة عظي مة!! تث بت كوا من أفئدة‬
‫الرجال وتنطلق ن و تدئة الياة وا سهام البناء لبعل ها ولو أن ن سائنا اليوم خ ر ف عقول ن آ ية ال مل‬
‫التليد فساقهن تفكيهن إل نظرة التعقل والتريض التزن للنهوض بأزواجهن نو بصائر الدنيا وحقائق‬
‫الخرة لغلق باب التشاؤم من القلوب ولبدله التفاؤل مرحى السكينة‪.‬فهل من امرأة تتذي خدية‬
‫قدوة لا؟وهل من امرأة ليطرأ ف خلدها شيء من ذلك اليأس البغيظ؟كل ذلك من أجل لحة الياة‬
‫الميلة!! من أ جل أن نتعلم دروس التهدئة والفأل للم ستقبل القادم من تلك الدر سة ال كبى "الرأة‬
‫التفاءلة"‬

‫أعمى يتعايش مع الرض بنسيج من حروف التفاؤل!!‪.‬‬


‫ف أ حد ال ستشفيات كان هناك مريضان هرم ي ف غر فة واحده كله ا م عه مرض عضال‬
‫أحده ا كان م سموحا له باللوس ف سريره لده ساعة يوم يا ب عد الع صر ول سن ح ظه ف قد كان‬
‫سريره با نب النافذة الوحيدة ف الغر فة أ ما ال خر فكان عل يه أن يب قى م ستلقيا على ظهره طوال‬
‫الوقكت كان الريضان يقضيان وقتهمكا فك الكلم دون أن يرى أحدهاك الخكر لن كل منهمكا كان‬
‫مستلقيا على ظهره ناظرا إل السقف تدثا عن أهليهما وعن بيتهما وعن حياتما وعن كل شيء وف‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪13‬‬

‫كل يوم ب عد الع صر كان الول يلس ف سريره ح سب أوا مر ال طبيب وين ظر ف النافذة وي صف‬
‫لصاحبه العال الارجي وكان الخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الول لنا تعل حياته مفعمة‬
‫باليوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة ف الارج ‪ :‬ففي الديقة كان هناك بية كبية يسبح‬
‫فيها البط و الولد صنعوا زوارق من مواد متلفة واخذوا يلعبون فيها داخل الاء وهناك رجل يؤجر‬
‫الرا كب ال صغية للناس يبحرون ب ا ف البحية والم يع يتم شى حول حا فة البحية وهناك آخرون‬
‫جلسكوا فك ظلل الشجار أو بانكب الزهور ذات اللوان الذابكة ومنظكر السكماء كان بديعكا يسكر‬
‫الناظرين وفيما يقوم الول بعمليه الوصف هذه ينصت الخر ف ذهول لذا الوصف الدقيق الرائع ث‬
‫يغمض عينيه ويبد أ ف تصور ذلك النظر البديع خارج الستشفى ومرت اليام والسابيع وكل منهما‬
‫سعيد بصاحبه وف أحد اليام جاءت المرضه صباحا كعادتا لدمتهما فوجدت الريض الذي بانب‬
‫النافذة قد ق ضى ن به خلل الل يل ول يعلم بوفا ته إل من خلل حد يث المر ضه عب الا تف و هى‬
‫تطلب الساعدة لخراجه من الغرفة فحزن على صاحبه أشد الزن وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب‬
‫من المرضة أن تنقل سريره إل جانب النافذة ولا ل يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه ولا حانت‬
‫ساعة ب عد الع صر وتذ كر الد يث الش يق الذي كان يتح فه به صاحبه انت حب لفقده ولك نه قرر أن‬
‫ياول اللوس ليعوض ما فاته ف هذه الساعة وتامل على نفسه وهو يتأل ورفع رأسه رويدا رويدا‬
‫مستعينا بذراعيه ث اتكأ على أحد مرفقيه و أدار وجهه ببطء شديد تاه النافذة لينظر للعال الارجي‬
‫وه نا كا نت الفاجأة!!! ل يرى أما مه إل جدارا أ صم من جدران ال ستشفى ف قد كا نت النافذة على‬
‫الساحة الداخلية نادى المرضة وسألا إن كانت هذه هي النافذة الت كان صاحبه ينظر من خللا‬
‫فأجابت إنا هي فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة ث سألته عن سبب تعجبه‪ ،‬فقص عليها ما كان‬
‫يرى صاحبه عب النافذة وما كان يصفه له! كان تعجب المرضة أكب إذ قالت له ولكن التوف كان‬
‫أعمى ول يكن يرى حت هذا الدار الصم ولعله أراد أن يعل حياتك سعيدة حت ل تصاب باليأس‬
‫فتتمن الوت ‪...‬‬
‫ألسكت تسكعد إذا جعلت الخريكن سكعداء ؟ إذا جعلت الناس سكعداء فسكتتضاعف سكعادتك‬
‫ول كن إذا وز عت ال سى علي هم ف سيزداد حز نك إن الناس ف الغالب ين سون ما تقول و ف الغالب‬
‫ينسون ما تفعل ولكنهم لن ينسوا أبدا الشعور الذي أصابم من قَِبَلكْ!‬
‫إن هذا هو فن تا هل الحزان وتو يل الرض إل حدي قة خضراء !! ما أج ل القلوب التفائلة‬
‫حت ولو كانت العي ل تبصر !!!‪.‬‬
‫هناك ما يسمى بتأكيدات الصحة وهي مهمة ف هذا الشأن وأنصحك أن تكررها عدة مرات‬
‫وهي كالت‪:‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪14‬‬

‫_ خذ نفسا عميقا من صدرك ومعدتك واحبسه قليل ث ازفره ببطء من بطنك وقل متغنيا‬
‫"إنن سعيد ومتمتع بالصحة " "إنن معاف " إنن كل يوم أتسن إل الحسن "إنن جيل "‪.‬‬
‫‪ -‬توقع أنك ستشفى من مرضك مثل واجعل هذا من اعتقاداتك اللزمة فإن توقعك سيقع‬
‫فإن العقل هو أعظم معال ‪.‬‬
‫تفاءلْ َت ِعشْ ف زمرة السعداء‬ ‫أل إنا بشر الياة تفاؤ ٌل‬

‫هلّا كنت الطائر البصر!!‪.‬‬

‫كان هناك تاجرا صالاسافر ف رحلة تارية يوما ما‪,‬وبينماهويستريح ف شعب هاديء من‬
‫الطريق وبعدصلة الفجر والتاجريردد أذكار الصباح رأى طائرا جيل‪,‬فأخذ يقترب منه يتأمله ولحظ‬
‫أن الطائر ليتحرك مهما اقترب منه‪,‬ث تبي له بعد طول تأمل أن الطائر ف القيقة أعمى‪,‬وسرح‬
‫التاجر ف تأمل عميق وتساؤل مي‪:‬كيف يأكل هذا الطائر السكي وكيف يعيش بدون بصر ؟! وبعد‬
‫قليل جاء طائر آخر وجع مااستطاع من الب وأطعم هذا الطائر العمى ث سقاه!! تعجب التاجر‬
‫من هذا الشهد أياتعجب وأثر ف نفسه أيا تأثيفقال‪:‬إذا كان ال تعال قد تكفل بإطعام هذا‬
‫الطائرالعمى ول ينسه فلماالعناء والسفر والسعي ف طلب الرزق؟ل أخرج من بلدي وأتغرب وأنا ف‬
‫هذا السن؟فقرر عند ذلك أن يعود أدراجه إل قريته وليسافرللتجارة بعدذلك أبدا‪.‬وحي وصل إل‬
‫بلده مرّعلى شيخ يزوره وقص عليه قصة الطائر العمى وذكرله ماتركته ف نفسه من الثر؟فقال‬
‫الشيخ الذي كان يمع بي العقل والصلح للتاجر‪:‬يابن‪,‬هلّا كنت الطائر البصر!!‪.‬‬
‫يريد أن يول نفسيته الترهلة إل نفسية آملة برزق ربا كما العصفور البصر يريده أن يكون‬
‫إيابيافعال يريده أن يكون مبادرا إل العمل الدؤوب مقداماشجاعا وأل يتذرع بالقدر السبق فيهمل‬
‫نفسه وعمله وأهله‪.‬يريده أن يكون متفائل فيعمل لنفسه ولغيه لينعم باللذة والراحة‪.‬‬
‫قال أبو السن النعيمي ‪:‬‬
‫إذا أظمأتك أكف اللئام ××××× كفتك القناعة شبعا وريا‬
‫وكن رجل رجله ف الثرى ××× وهامة هته فوق الثريا‬
‫فإن إراقة ماء الياة ××××× دون إراقة ماء الحيا‬
‫تعال معي لنكتب آلمنا وأحزاننا على صفحة الرمال الذهبية!!‬
‫الق صة تبدأ عند ما كان هناك صديقان يشيان ف ال صحراء ‪ ،‬خلل الرحلة تادل ال صديقان‬
‫فضرب أحدها ال خر على وجهه‪ .‬الرجل الذي ضرب على وجهه تأل ولكنه دون أن ينطق بكلمة‬
‫واحدة كتكككب على الرمال ‪ :‬اليوم أعكككز أصكككدقائي ضربنككك على وجهكككي ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪15‬‬

‫ا ستمر ال صديقان ف مشيه ما إل أن وجدوا وا حة فقرروا أن ي ستحموا‪ .‬الر جل الذي ضرب على‬
‫وج هه عل قت قد مه ف الرمال التحر كة و بدأ ف الغرق‪ ،‬ول كن صديقة أم سكه وأنقذه من الغرق‪.‬‬
‫وبعد أن نا الصديق من الوت قام وكتب على قطعة من الصخر ‪ :‬اليوم أعز أصدقائي أنقذ حيات ‪.‬‬
‫الصكديق الذي ضرب صكديقه وأنقده مكن الوت سكأله ‪ :‬لاذا فك الرة الول عندمكا ضربتكك‬
‫كتبت على الرمال والن عندما أنقذتك كتبت على الصخرة ؟ فأجاب صديقه ‪ :‬عندما يؤذينا أحد‬
‫علي نا أن نك تب ما فعله على الرمال ح يث رياح الت سامح ي كن ل ا أن تحي ها ‪ ،‬ول كن عند ما ي صنع‬
‫أحد لنا معروفا فعلينا أن نكتب ما فعل معنا على الصخر حيث ل يوجد أي نوع من الرياح يكن أن‬
‫يحوها ‪ ..‬تعلموا أن تكتبوا آلمكم على الرمال وأن تنحتوا العروف على الصخر‪.‬‬
‫ف عقلك أكب إمباطورية تفاؤلية ف العال فل تزن‬
‫ت وََفضّلْنَاهُمْ‬
‫ح ِر َو َرزَقْنَاهُ ْم مِ َن الطّيّبَا ِ‬
‫قال سبحانه وتعال "وََلقَدْ َك ّرمْنَا بَنِي َآ َدمَ َوحَمَ ْلنَاهُمْ فِي الَْب ّر وَالْبَ ْ‬
‫َعلَى كَثِ ٍي مِمّنْ َخَلقْنَا َت ْفضِيلًا "[السراء‪ ] ،70/‬ماسر هذا التكري ؟وماسر هذا التفضيل على سائر‬
‫اللق ؟ هناك سر عجيب وكبي لدى هذا النسان سر النجاح سر العظمة سر التفوق والبداع سر‬
‫التفكي سر السرور سر السعادة سر الب ‪.....‬أسرار عظيمة تلكها أنت!!إنه العقل البشري!!يقول‬
‫الدكتور بولس"أكتشف العلماء ف القرن العشرين أن النسان يولد وتولد معه حوال ‪120‬بليون‬
‫خلية نشطة ف مه بعن لوقدر أن عدد سكان الكرة الرضية مع بداية القرن الواحد والعشرين بستة‬
‫مليارات شخص‪":‬عدد خليا العقل ‪ "1000.000.000.000‬عدد سكان الرض ‪:00‬‬
‫‪ "6000.0000‬أي أن عدد خليا العقل ف رأسك يفوق عدد سكان كوكب الرض ب‬
‫‪ 166‬مرة!!!لك أن تتخيل مدى انبهار العلماء بذا الكشف الذهل حيث أنم شعروا أيضا بدى‬
‫تفوقهم العقلي‪..‬هذا يعن أنك مسؤول ف الواقع عن قيادة وتغذية وتمل مسؤولية حياة ونشاط‬
‫وتوجه مليي ومليي من الكائنات الذكية الية الت تعتب كل منها بثابة عبقرية!أي أنا تضاهي‬
‫عظمة أي إمباطوريدير العال!!مستحيل أن تضيع ف هذا الفضاء الكبي الليء من خليا المل‬
‫والتفاؤل والنجاح والسعادة!! ياأل يالك من عظيم حينما تكون أكب من أن تقلق وأنبل من أن تزن‬
‫وأقوى من أن تاف وأسعد من أن تسمح للمتاعب واللم أن ترافقك! نعم أكب حينما تطلق هذه‬
‫الليا لتعمل بك ساعة من السرور وساعة من الطمأنينة وساعة من البشر وساعة من الياة‬
‫الطيبة‪,‬اقترب من نفسك جيدا واحتضن ذاتك تلك هذه الكنوز وهذه الجوهرات وتزن عجيب‬
‫عجيب!!كنوز الرضا وكنوز المال وكنوز النقا وكنوز الياة ف داخلك وتقلق !!خليا تارب‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪16‬‬

‫الزن وخليا تواجه التحديات وخليا تعلك عظيما وخليا وخليا‪......‬وتزن!!!نن باجة‬
‫حقيقة إل بعث النفوس من قبور الل والسف إل جنان البصار ف قاع أنفسنا "وف أنفسكم‬
‫أفلتبصرون"‪.‬يقول د‪:‬جال ماضي‪ :‬أتعجب كثيا من يبحثون عن تعزيزات لنفسهم من البيئة الت‬
‫تيط بم ‪ ,‬أو الظروف الارجية ‪ ,‬وما يزيد العجب أنم يهدون ويتهدون ويواجهون مشكلت‬
‫كبية ‪ ,‬ويستمرون ويصرون ‪ ,‬وف النهاية ل يدون إللفته كبية مكتوب عليها ‪ ( :‬السر العظيم‬
‫ابث عن القدرات ف داخلك ‪ ,‬ارجع وفتش عنها ستجدها ) ‪..‬‬

‫*وعسى أن تكرهوا شيئا وهوخي لكم !!‪.‬‬


‫كان يوجد ملك معروف بتشاؤمه و كان له وزير عكسه تاما‪,‬و كان يستشيه ف كل شيء‬
‫وكان اللك يقربه منه ويصطحبه معه ف كل مكان ‪ ....‬وكان كلما أصاب اللك ما يكدره قال له‬
‫الوزير‪ " :‬لعله خيا " فيهدأ اللك‪.‬‬
‫ف أ حد الرات خرج اللك إل ال صيد وراف قه الوز ير و ف هذه الرحلة أ صيب اللك ف يده و‬
‫اض طر إل ق طع أ صبعه و هو متذ مر جدا قال له الوز ير لعله خيا؟ فغ ضب اللك غض با شديدا وأ مر‬
‫بب سه و ف طري قه إل ال سجن قال‪ :‬لعله خيا ‪-‬متفائل‪ -‬ومرت اليام والشهور‪ ,‬خرج اللك كعاد ته‬
‫لمارسة هوايته الفضلة ‪-‬الصيد‪ -‬وأثناء مطاردته لفريسته ابتعد كثيا عن حرسه الرافقي له‪,‬و دخل‬
‫إل قبيلة ف الدغال‪ ,‬وكانوا يار سون طقو سهم وال ت تتم ثل ف تقد ي قربان إل الل ة‪ :‬أي ش خص‬
‫غريكب يدخكل قكبيلتهم‪ ,‬وقكد كان اللك؟ فربطوه و بينمكا هكم يسكتعدون لقتله رأوا أصكبعه القطوع‬
‫فأمرهم زعيمهم أن يطلقوا سراحه لن القربان يب أن يكون شخصا كامل وفاخرا‪ ,‬وحي عودته‬
‫أمر بإطلق سراح وزيره‪ ,‬وروى له قصته وبي له كيف أن إصبعه القطوع هو الذي ناه من الوت‬
‫وأنه عنده حق ف كلمه‪ ,‬ولكنه سأله قائل‪ :‬لقد سعتك تقول وأنت ذاهب إل السجن لعله خي ؟‬
‫وهل ف السجن خي؟ فرد الوزير‪ :‬يا أيها اللك لو ل أدخل السجن لكنت معك ف رحلة الصيد و أنا‬
‫ليس ف جسمي عيب‪ ,‬لتركك أهل القبيلة و لقدمون أنا بدل منك إل آلتهم قربانا‪...‬؟ فكان ف‬
‫صنع ال كل الي فعليك بالتفاؤل والرضا با كتب ال وتذكر وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خي‬
‫لكم وعسى أن تبوا شيئا وهو شر لكم !! وتأمل حديث رسول ال صلى ال عليه وسلم "عجبا‬
‫ل مر الؤ من إن أمره كله له خ ي إن أ صابته سراء ش كر فكان خيا له‪ ،‬وإن أ صابته ضراء صب فكان‬
‫خيا له" رواه مسلم ‪.‬‬
‫يقول القرن‪:‬فالؤمن يتقلّب بي مقام الشكر على النعماء ‪ ،‬وبي مقام الصب على البلء ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪17‬‬

‫فيعلم علم يق ي أ نه ل اختيار له مع اختيار موله و سيّده ومال كه سبحانه وتعال‪ .‬فيتقلّب ف‬
‫البلء كما يتقلّب ف النعماء وهو مع ذلك يعلم أنه ما مِن شدّة إل وسوف تزول ‪ ،‬وما من حزن إل‬
‫ويعقبه فرح ‪ ،‬وأن مع العسر يسرا ‪ ،‬وأنه لن يغلب عسر يُسرين‪.‬‬
‫ول بؤس يدوم ول شقاء‬ ‫فل حزن يدوم ول سرور‬

‫فالؤمن يرى النح ف طيّكات الحن‪ ،‬ويرى تباشي الفجر من خلل حُلكة الليل !‪ ،‬ويرى ف‬
‫الصفحة السوداء نُقطة بيضاء ‪ ،‬وف سُ ّم الية ترياق!‪ ،‬وف لدغة العقرب طردا للسموم!‪.‬‬

‫الفتاح الذهب الذي أعجز أطباء العال!‬


‫يقول الشيخ عبد العزيز العقل‪ :‬من القصص الت مرت عل ّي ‪ :‬رجل من قرابت كان من حفظه‬
‫القرآن ‪ ،‬وكان صال من ال صالي ‪ ،‬وك نت أعهده ‪ ،‬وك نا ن به ون ن صغار ‪ ..‬الر جل و صول‬
‫لرحه ‪ ،‬والرجل مستقيم على طاعة ال ‪ ،‬كفيف البصر ‪ ..‬أذكر ف يوم من اليام قال ل ‪ :‬يا ولدي‬
‫‪ -‬وعمري ف ذاك اليوم ستة عشر سنة أو سبع عشر سنة ‪ -‬لاذا ل تتزوج ؟‪ ،‬فقلت ‪ :‬حت ييسر ال‬
‫يا خال العزيز ‪ ..‬السألة كذا ‪ -‬أعن المور الادية ‪ -‬قال ‪ :‬يا ولدي أصدق مع ال واقرع باب ال‬
‫وأبشر بالفرج‪ .‬وأراد أن يقص عليّ قصة أصغيت لا سعي وأحضرت لا قلب ‪ ،‬قال ل ‪ :‬اجلس يا‬
‫ولدي أحدثك با جرى عل ّي ‪ ،‬ث قال ‪ :‬لقد عشت فقيا ووالدي فقيا وأمي فقية ونن فقراء غاية‬
‫الفقر ‪ ،‬وك نت منذ أن ولدت أع مى دميما ( أي سيء الِلْقة ) قصيا فقيا ‪ ..‬و كل الصفات ال ت‬
‫تب ها الن ساء ل يس م ن في ها ش يء ! ‪ ..‬يقول ‪ :‬فك نت مشتاقا للزواج غا ية الشوق ‪ ،‬ول كن إل ال‬
‫الشتكى حيث إنن بتلك الال الت تول بين وبي الزواج ! ‪ ،‬يقول ‪ :‬فجئت إل والدي ث قلت ‪ :‬يا‬
‫والدي إن ن أريكد الزواج ‪ ،‬يقول ‪َ :‬فضَحِك الوالد وهكو يريكد م ن بضحككه أن أيأس حتك ل تتعلق‬
‫نفسي بالزواج !‪ ،‬ث قال ‪ :‬هل أنت منون ؟! ‪ ،‬مَ نِ الذي سيزوجك؟‪ ،‬أو ًل ‪ :‬أنك أعمى ‪ ،‬وثانيا ‪:‬‬
‫نن فقراء ‪ ،‬فهوّن على نفسك ‪ ،‬فما إل ذلك من سبيل إلّ بال تبدو وال أعلم ما تكون ! ‪ .‬ث قال‬
‫ل الال – رح ه ال ‪ : -‬والقي قة أن والدي ضرب ن بكلمات ‪ ،‬وإل ال الشت كى يقول عمري قرابةً‬
‫أربع وعشرين أو خس وعشرين يقول فذهبت إل والدت أشكو الال لعلها أن تنقل إل والدي مرة‬
‫أخرى وكدت أن أبكي عند والدت فإذا با مثل الب قالت يا ولدي تتزوج أنت فاقد عقلك من أين‬
‫الدراهم وكما ترى نن باجة ف العيشة ماذا نعمل وأهل الديون يطالبوننا صباح مساء فأعاد على‬
‫أبيه ثانية وعلى أمه ثانية بعد أيام وإذا به نفس القضية يقول ليله من الليال قلت عجبا ل أين أنا من‬
‫رب أرحم الراحي أنكسر أمام أمي وأب وهم عجزة ل يستطيعون شيئا ول أقرع باب حبيب وإلي‬
‫القادر القتدر يقول صليت ف آخر الليل كعادت فرفعت يدي إل ال عز وجل يقول من جلة دعائي‬
‫" إلي يقولون ‪ :‬أنن فقي ‪ ،‬وأنت الذي أفقرتن ؛ ويقولون ‪ :‬أنن أعمى ‪ ،‬وأنت الذي أخذت بصري‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪18‬‬

‫؛ ويقولون ‪ :‬أن ن دم يم ‪ ،‬وأ نت الذي خلقتن كي ؛ إل ي و سيدي ومولي ل إله إل أ نت تعلم ما ف‬


‫نف سي من وازع إل الزواج ول يس ل حيلةٌ ول سبيل ‪ ..‬اعتذر ن أ ب لعجزه وأ مي لعجز ها ‪ ،‬الل هم‬
‫إن م عاجزون ‪ ،‬وأ نا أعذر هم لعجز هم ‪ ،‬وأ نت الكر ي الذي ل تع جز ‪ ..‬إل ي نظرةً من نظرا تك يا‬
‫أكرم من دُ عي ‪ ..‬يا أر حم الرح ي ‪ ..‬قيَ ـِض ل زواجا مباركا صالا طيبا عاجلً تر يح به قل ب‬
‫وتمكع بكه شلي ‪ ..‬دعكا بدعواتكه ‪ ،‬يقول ‪ :‬وعيناي تبكيان ‪ ،‬وقلبك منكسكر بيك يدي ال ‪ .‬يقول ‪:‬‬
‫فكنت مبكرا بالقيام ونعَ سْت ‪ ،‬فلمّا ن َع سْت رأي تُ ف النام – تأمل ‪ :‬ف لظته!‪ ،‬يقول ‪ :‬فرأيت ف‬
‫النوم أنن ف مكانٍ حارّ كأنا َلهَبُ نا ٍر ‪ ،‬يقول ‪ :‬وبعد قليل‪ ،‬فإذا بيمةٍ نزلت عل ّي بالرؤيا من السماء‬
‫ث معها من البودة شيءٌ ل‬ ‫‪ ،‬خيمة ل نظي لا ف جالا وحسنها ‪ ،‬حت نزَلَت فوقي ‪ ،‬وغطتن وحدَ َ‬
‫أ ستطيع أن أ صفه من شدة ما ف يه من ال نس ‪ ،‬ح ت ا ستيقظت من شدة البد ب عد ال ر الشد يد ‪،‬‬
‫ـرٍ للرؤيا ؛ فقال له ‪:‬‬‫فاستيقظت وأنا مسرور بذه الرؤيا ‪ .‬من صباحه ذهَبَ إل عال من العلماء معب ِ‬
‫يا شيخ رأيتُ ف النوم البارحة كذا وكذا ‪ ،‬قال الشيخ ‪ :‬يا ولدي أنت متزوج وإلّ ل تتزوج ؟! فقال‬
‫له ‪ :‬ل والِ ما تزوجت ‪ .‬قال ‪ :‬لاذا ل تتزوج ؟! ‪ ،‬قال ‪ :‬والِ يا شيخ كما ترى واقعي رجل عاجز‬
‫أعمى وفقي ‪ ..‬والمور كذا وكذا ‪ .‬قال يا ولدي البارحة هل طرق تَ با بَ ربّك ؟! ‪ ،‬يقول ‪ :‬فقلت‬
‫تف‬ ‫ب رب وجزمت وعزمت ‪ .‬فقال الشيخ ‪ :‬اذهب يا ولدي وانظر أطي بَ بن ٍ‬ ‫‪ :‬نعم لقد طرق تُ با َ‬
‫خاطرك واخطبها ‪ ،‬فإن الباب مفتوح لك ‪ ،‬خذ أطيب ما ف نفسك ‪ ،‬ول تذهب تتدان وتقول ‪ :‬أنا‬
‫أعمى سأبث عن عمياء مثلي ‪ ..‬وإل كذا وإل كذا !‪ ،‬بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك ‪.‬‬
‫يقول الال‪ :‬ففكر تُ ف نف سي ‪ ،‬و َل والِ ما ف نف سي م ثل فل نة ‪ ،‬و هي معرو فة عند هم بالمال‬
‫وط يب ال صل وال هل ‪ ،‬فجئت إل والدي فقلت ‪ :‬لعلك تذ هب يا والدي إلي هم فتخ طب ل من هم‬
‫هذه البنكت ‪ ،‬يقول ‪ :‬ففعكل والدي معكي أشكد مكن الول حيكث رفكض رفضا قاطعا نظرا لظروفك‬
‫ال ـ ْلقِية والاد ية ال سيئة ل سيما وان من أر يد أن أخطُبَ ها هي من أجلِ بنا تِ البلد إن ل ت كن هي‬
‫الج ل ! ‪ ،‬فذه بت بنف سي ‪ ،‬ودخلت على أ هل الب نت و سلمت علي هم ‪ ،‬يقول فقلت لوالد ها ‪ :‬أ نا‬
‫ل ف يك يا اب نَ فُلَ ٍن ‪،‬‬
‫أر يد فل نة ‪ ،‬قال ‪ :‬تر يد فل نة ؟! ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ن عم ‪ ،‬فقال ‪ :‬أهلً والِ و سه ً‬
‫ومرحبا فيك مِنْ حاملٍ للقرآن ‪ ..‬والِ يا ولدي ل نِد أطيبَ منك ‪ ،‬لكن أرجو أن تقتنع البنت ؛ ث‬
‫ذهَبَ للبنت ودخل عليها وقال ‪ :‬يا بنت فلنة ‪ ..‬هذا فل ٌن ‪ ،‬صحي ٌح أنه أعمى لكنه مفتّحٌ بالقرآن ‪..‬‬
‫معه كتاب ال عز وجل ف صدره ‪ ،‬فإ ْن رأي تِ زواجَه من كِ فتوكلي على ال ‪ .‬فقالت البنت ‪ :‬ليس‬
‫بعدك شيء ياوالدي ‪ ،‬توكلنا على ال ‪ ..‬وخلل أسبوع فقط ويتزوجها بتوفيق ال وتيسيه!‪.‬‬
‫وإذا سمألك عبادي عنم فإنم قريمب أجيمب دعوة الداعمي إذا دعان ‪ ،‬إنكه‬ ‫صكدق ال‬
‫الكسي الفعال والبلسم الوضا مشفى اليائسي والكروبي ومغاث الؤمني !‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪19‬‬

‫إذا أشتدت بك الزمات وضا قت بك ال يل فار فع يد يك يا ال !! وإذا نائت بك صروف‬


‫الدهر شنئا وعييت من طلب حاجاتك فل تيئس فقل يا أل! وإذا طرت من مساقي الياة جانبا قصيا‬
‫وصفعتك رياح القنوط فل تيئس فقل يا ال! وإذا فاتك أخت قطار الزواج وصنفت من العانسات فل‬
‫تقفي وتلعن الظلم بل أرفعي يديك وقول يا ال !‪.‬‬
‫إن كل كربة وأزمة ورائها معان جيلة من المل وخوخة كبية من الفرج و إن كل فتوح‬
‫ال ي تن ضب سنا من جال البتهال و النك سار للرب جل جلله ‪.‬م سكي من حرم هذا الفتاح‬
‫العظيم " الدعاء "‪.‬‬
‫أتدري من الذي تدعوه ؟ إنه أكرم الكرمي جل جلله!!‪.‬‬
‫من ل يسأل ال يغضب عليه !!‪.‬‬
‫الن الن قبل كل شيء قل يا أل !!‬
‫سرًا ‪.‬‬
‫سرِ يُ ْ‬
‫سرًا * إِ ّن مَعَ اْلعُ ْ‬
‫سرِ يُ ْ‬
‫وردد َفإِنّ مَعَ اْلعُ ْ‬
‫ذرعككا وعنككد ال منهككا الخرج‬ ‫ولرب نازلةٍ يضيككق باكك الفتكك‬
‫ككا ل تفرج‬
‫ككت وكان يظنهك‬ ‫فرجك‬ ‫ضاقكت فلمكا اسكتحكمت حلقاتاك‬

‫*‪ 90%‬من متاعبنا و ألمنا تبدأ منا نن !!‪.‬‬


‫كثي هي اللم الت تكتسي فريق من الناس‪,‬وتؤدي بم إل الهالك وتنضب وجوههم سحابة‬
‫غابرة من الزن‪,‬ويتساءلون دوما عن ماهيات انبعاث ذلك الضجيج الذي من حولم ويسبون أنم‬
‫سكارقو الضك التعيكس وهكم ليعلمون أن ذلك داخلهكم ويدور فك أفلكهكم ! يقول أحدك أميك‪:‬‬
‫"لنستعرض الن ناذج من الناس يتعبون متاعب جة‪ ،‬ومصدر تعبهم هم أنفسهم‪ ،‬وكان ف إمكانم‬
‫أن ل يتعبوا إذا غيّروا نفسيتهم‪ ،‬وأصلحوا من نظرتم إل الياة‪.‬‬
‫هنالك الرجكل الذي ل يعمكل عملً إل وأغضكب مكن حوله؛ فإذا وظكف أتعكب زملءه باك‬
‫يرحهم من كلم‪ ،‬أو ما يصدر عنه من تصرف‪ ،‬وإذا ساق سيارة ل يبال با يصنع ف الطريق‪ ،‬وإذا‬
‫أشرف على أسكرته ل يعبكأ بزوجتكه ول ولده‪ ،‬وإذا تصكرف أي تصكرف فك الياة اسكتطاع بقدرتكه‬
‫العجيبة أن يول تصرفه إل معركة مهما كان نوع العمل بسيطا‪.‬‬
‫وهناك الرأة الت تلق من كل شيء سببا للناع حول ما تشتري‪ ،‬وحول ما تلبس‪ ،‬وحول ما‬
‫تسكن‪ ،‬ول يعجبها أي تصرف من تصرفات زوجها‪ ،‬ول يعجبها أي عمل من أعمال أولدها؛ فهي‬
‫ناقمة أبدا ساخطة أبدا متعبة لنفسها ولسرتا أبدا‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪20‬‬

‫وهناك الر جل الذي ح طم أع صابه ب سلوكه‪ ،‬وتو قع الف شل ف كل ش يء سيحدث ف هو إذا‬


‫تزوج اعتقد أنه سيفشل ف الزواج‪ ،‬وإذا رزق أولدا توقع أنم ل ينجحون ف مدارسهم‪ ،‬وإذا سار‬
‫ف الطريق توقع أنه ستصدمه سيارة أو ترام‪ ،‬وإذا عهد إليه عمل توقع أنه لن ينجح فيه وهكذا‪...‬‬
‫فنظر ته إل الدن يا نظرة تشاؤم م ستمر‪ ،‬وهذه النظرة كفيلة بأن تن غص عل يه‪ ،‬وعلى من حوله‬
‫معيشتهم‪.‬‬
‫وهناك العيّابون والظنّانون الذيكن ل يعجبهكم العجكب‪ ،‬فل أسكرتم تعجبهكم ول حكومتهكم‬
‫تعجبهم‪ ،‬ول الرائد إذا قرؤوها‪ ،‬ول الجلت إذا تصفحوها‪ ،‬ول التعليم إذا عرضت عليهم أساليبه‪،‬‬
‫ول أي نظام فك بلدهكم يعجبهكم‪ ،‬ثك هكم يعيبون ول يقترحون‪ ،‬ويهدمون ول يبنون‪ ،‬فاسكودّ العال‬
‫أمامهم‪ ،‬وسودوه من حولم‪.‬‬
‫هذه ب عض أمثلة من متا عب الياة الوه ية ال ت أوجد ها الن سا ُن بنف سه‪ ،‬و َخَلقَ ها بأوها مه أو‬
‫أعصابه أو تشاؤمه‪ ،‬ث رمى نفسه با‪ ،‬وتعب منها‪ ،‬وأتعب من حوله با‪.‬‬
‫والعال ملوء بذه التا عب الوه ية ال ت ل يس ل ا علج خار جي‪ ،‬وإن ا علج ها ل يس إل ف‬
‫إصلح النفس ونظرتا إل الياة‪.‬‬
‫أما التاعب اليومية الكثية الوقوع فيمكن التغلب عليها بتسليح النفس وتقويتها‪ ،‬وأهم سلح‬
‫للنفس تستطيع به التغلب على التاعب قدرتا على تعديل نفسها على وفق الصعاب الت تعترضها‪،‬‬
‫فإذا كانت متاعب الياة من قلة دخل البيت أمكن بالكمة ف النفاق التغلب على الصعاب‪ ،‬وإذا‬
‫كان التعب من غضب الزوجة أو الزوج فالعلج أن يتعود اللم‪ ،‬ويقابل الساءة بالحسان‪.‬‬
‫وكلمكا اسكتطاع النسكان أن يعدّل نفسكه وفكق الظروف التك حوله كان أسكعد حالً‪ ،‬وأقكل‬
‫متاعب‪.‬‬
‫من أراد أن يعال نف سه علجا حقيقيا ليخ فف ع نه وع من حوله ما ي صدر ع نه من متا عب‪،‬‬
‫فليعرف نفسه أولً‪ .‬وكثي من متاعب الياة ترجع إل مزاج الشخص‪ ،‬والزاج هو أساس ما يصدر‬
‫عكن النسكان مكن سكلوك‪ ،‬وقكد كان القدمون يقسكمون المزجكة إل أربعكة‪ :‬دموي‪ ،‬وبلغمكي‪ ،‬أو‬
‫ليمفاوي وصكفراوي‪ ،‬وسكوداوي‪ ،‬وقكد خصكصوا لككل مزاج مكن هذه المزجكة صكفات خاصكة؛‬
‫فالدمويون يتازون بب الركة‪ ،‬والرح‪ ،‬والفة‪ ،‬وسعة المل‪ ،‬والطيش‪ ،‬وقلة الصب‪.‬‬
‫والبلغميون ييزهم بطء الركة والمول‪ ،‬وقلة اللد والوداعة‪ ،‬واليل إل السكون‪.‬‬
‫والصفراويون ييزهم الطموح‪ ،‬والعناد‪ ،‬وحب العمل‪ ،‬والشجاعة‪.‬‬
‫والسوداويون ييزهم النقباض‪ ،‬والزن‪ ،‬والتشاؤم‪ ،‬والتأمل‪ ،‬والتواضع‪.‬‬
‫ول يككن التغلب على التاعكب التك مكن هذا القبيكل إل إذا عرف السكبب‪ ،‬ثك عول علجا‬
‫صحيحا عميقا ل علجا سطحيا ظاهرا‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪21‬‬

‫وهذه هي نقطة الصعوبة ف الوضوع؛ فكثي من المراض النفسية ل يكن علجه إل إذا عرف‬
‫أصله‪ ،‬وعرف تاريه‪ ،‬وف كثي من الحوال يرجع الرض النفسي إل حالة الشخص ف طفولته‪ ،‬أو‬
‫حادث قديك حدث له فك شخصكه أو حدث فك أسكرته‪ ،‬وعلى ذلك أمثلة كثية؛ فالبوان اللذان ل‬
‫ل واحدا وهاك على حالة جيدة مكن الثراء يعتادان أن ييبكا الطفكل مكن صكغره إل ككل‬
‫يرزقكا إل طف ً‬
‫مطالبه‪ ،‬فل يذوق أل الرمان‪ ،‬ول يتعود شيئا من التضحية؛ وليس له أخ أو أخت يعلمانه ف البيت‬
‫درس الخكذ والعطاء والثرة واليثار؛ فينمكو عنده العتداد بشخصكه‪ ،‬وعدم النظكر إل شيكء إل إل‬
‫نف سه‪ ،‬فَمَالُ البو ين له وللذا ته‪ ،‬و صحتهما ومتاعبه ما لراح ته‪ ،‬وين مو و هو مدلل‪ ،‬يغ ضب أ شد‬
‫الغضب إذا ل تقق رغبته‪ ،‬هكذا هو ف بيته وخارج بيته‪.‬‬
‫مثل هذا الشاب يكون مصدرا لتاعب ل تنتهي؛ متاعب ف مدرسته عند تعلمه‪ ،‬ومتاعب ف‬
‫وظيفته إذا وظف‪ ،‬ومتاعب ف زواجه إذا تزوج‪ ،‬فإذا أردنا أن نعرف السبب ف متاعبه ل يكن أن‬
‫يتضح إل بالرجوع إل حالته ف الطفولة‪ ،‬كما رأينا‪ ،‬وإذا أردنا العلج فل يصح علج إل بعد معرفة‬
‫سبب الرض‪.‬‬
‫وهذا ما جعل قول سقراط باقيا على الدهر وهو‪ :‬اعرف نفسك ‪.‬‬
‫ف من أراد أن يعال نف سه علجا حقيقيا ليخ فف ع نه وع من حوله ما ي صدر ع نه من متا عب‬
‫فليعرف نفسه أولً‪ ،‬ف أي نقطة هو ضعيف‪ ،‬وبأي مرض هو مريض‪ ،‬ث يبدأ بالعلج‪".‬‬
‫التفائل يفكر بالل والتشائم يفكر بالشكلة !‬

‫رُوي أن رجلً جاء إل سليمان بن داود عل يه ال سلم وقال‪ :‬يا نب ال‪ ،‬إن جيانا ي سرقون‬
‫إوزي فل أعرف السكارق‪ ،‬فنادى‪ :‬الصكلة جامعكة‪ ،‬ثك خطبهكم‪ ،‬وقال فك خطبتكه‪ :‬إن أحدككم‬
‫لي سرق إوز جاره ث يد خل ال سجد والر يش على رأ سه‪ ،‬فم سح الر جل رأ سه‪ ،‬فقال سليمان‪:‬‬
‫خذوه فهو صاحبكم‪.‬‬
‫حول أعدائك إل أصدقاء بليمونة أب حنيفة !‬
‫تدى أحد اللحدين‪ -‬الذين ل يؤمنون بال‪ -‬علماء السلمي ف أحد البلد‪ ،‬فاختاروا أذكاهم‬
‫وهو أبو حنيفة ليد عليه‪ ،‬وحددوا لذلك موعدا‪ .‬وف الوعد الحدد ترقب الميع وصول العال‪ ،‬لكنه‬
‫تأخر‪ .‬فقال اللحد للحاضرين‪ :‬لقد هرب عالكم وخاف‪ ،‬لنه علم أن سأنتصر عليه‪ ،‬وأثبت لكم أن‬
‫الكون ل يس له إله! وأثناء كل مه ح ضر العال ال سلم واعتذر عن تأخره‪ ،‬ت قال‪ :‬وأ نا ف الطر يق إل‬
‫هنا‪ ،‬ل أجد قاربا أعب به النهر‪ ،‬وانتظرت على الشاطئ‪ ،‬وفجأة ظهرت ف النهر ألواح من الشب‪،‬‬
‫وتمعت مع بعضها بسرعة ونظام حت أصبحت قاربا‪ ،‬ث اقترب القارب من‪ ،‬فركبته وجئت إليكم‪.‬‬
‫فقال اللحد‪ :‬إن هذا الرجل منون‪ ،‬فكيف يتجمع الشب ويصبح قاربا دون أن يصنعه أحد‪ ،‬وكيف‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪22‬‬

‫يتحرك بدون وجود من ير كه؟! فتب سم العال‪ ،‬وقال‪ :‬فماذا تقول عن نف سك وأ نت تقول‪ :‬إن هذا‬
‫الكون العظيم الكبي بل إله؟! فبهت الذي كفر!! ألقم أعدائك الجة وتوكل على ال !‪.‬‬
‫فإن ح جج العداء ليمو نة حام ضة ول كن أمزج ها ب سكر الخلص وال صدق مع ال لتل قى‬
‫التوفيق!‪.‬‬
‫وإن ل تصدق مع ال فل تتعن فقد تفق ويتغلب عليك أعداؤك !!‪.‬‬

‫إنك لست تائها ولكن باجة للتوجيه !‪.‬‬


‫سأل أحد الناس عبد ال بن عباس‪ -‬رضي ال عنهما‪ -‬فقال له‪ :‬ما تقول ف الغناء؟ أحلل أم‬
‫حرام؟ فقال ابن عباس‪ :‬ل أقول حراما إل ما ذكر ف كتاب ال أنه حرام‪.‬فقال الرجل‪ :‬أحلل هو؟‬
‫فقال ا بن عباس‪ :‬ول أقول حللً إل ما ذ كر ف كتاب ال أ نه حلل‪.‬ون ظر ا بن عباس إل الر جل‪،‬‬
‫فرأى على وجهكه علمات الية‪.‬فقال له‪ :‬أرأيكت القك والباطكل إذا جاءا يوم القيامكة‪ ،‬فأيكن يكون‬
‫الغناء؟ فقال الرجل‪ :‬يكون مع الباطل‪ .‬وهنا قال ابن عباس‪ :‬اذهب فقد أفتيت نفسك ‪.‬‬

‫*لتدم النظر إل ضوء الشمس ‪ ..‬فتحرم رؤية الظل‪:‬‬


‫كان ف الند ساقٍ يدم سيدا ‪ ,‬وكان الساقي ينقل الاء من النهر إل بيت سيده‪ ,‬وكان يمله‬
‫ف جرتي معلقتي بعصا يملها على كتفه ‪ ..‬إحدى الرتي كانت مشروخة‪ ,‬والرة الخرى كانت‬
‫سليمة‪ ,‬فكان الاء يصل ف الرة السليمة كما هو ‪ ,‬وأما الشروخة فكانت تصل وبا نصف الاء فقط‬
‫‪ ...‬ومرت سنتان على هذا الال ‪ ,‬كل يوم يأت الساقي برة مليئة وجرة نصف فارغة إل بيت سيده‬
‫‪ ,‬ولذا فقد كانت الرة السليمة تتفاخر بتأديتها العمل الذي صنعت من أجله على خي وجه ‪ ,‬بينما‬
‫ظلت الرة الشرو خة تعي سة خجل من عيبي ها وم ستاءة لن ا ل ت ستطيع إل أن تؤدي ن صف الع مل‬
‫الذي صنعت من أجله ‪..‬وبعد زمن طويل عاشت الرة الشروخة وهي تشعر بفشل مرير‪ ,‬تدثت‬
‫الرة ف أحد اليام إل الساقي وقالت له ‪:‬أنا خجل جدا من نفسي ‪ ,‬وأريد أن أعتذر إليك فسألا‬
‫السكاقي ‪ :‬لاذا تعتذريكن؟ فقالت له الرة ‪ ( :‬لن هذا الشرخ الذي بك ظكل يسكرب الاء وأنكت فك‬
‫طري قك إل ب يت سيدك طوال ال سنتي الاضيتي ) ‪ ,‬ث تنهدت قائلة ‪ :‬لذا ل يكن با ستطاعت إل أن‬
‫أعود بنصف حلي فقط ‪ ,‬تبذل أنت الهد ف حلي من النهر إل بيت سيدك وإنك بسبب عيب ل‬
‫تنال أجرا كامل على عملك هذا فقال الساقي الطيب لذه الرة الزينة‪ :‬أرجو منك حي عودتنا أن‬
‫تلح ظي الزهور الميلة ال ت تك سو جا نب الطر يق‪ ،‬وعند ما عاد ثلثتهم ف الطر يق ‪ ,‬لح ظت الرة‬
‫الشرو خة هذه الزهور الب ية ال ساحرة ال ت تل مع ف ضوء الش مس وت يل مع هبوب الرياح ‪ ,‬ول كن‬
‫الرة العي بة ظلت تعي سة حت ب عد هذه الرة لن ا ما زالت تسرب نصف حلها وعادت ثان ية تعتذر‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪23‬‬

‫للساقي عن فشلها ‪ ..‬ول كن ال ساقي قال للجرة‪ :‬أل تلح ظي أن الزهور تن بت ف الطر يق ف جانبك‬
‫أنت فقط؟ لنن كنت أعلم بشرخك هذا ‪ ,‬لذا فقد زرعت بذور هذه الزهور ف الهة الجاورة لك‬
‫‪ ,‬وعندما كنا نعود من النهر كنت تروين تلك الزهور ‪ ,‬لذا كان باستطاعت أن أقطف هذه الزهور‬
‫الميلة وأز ين ب ا مائدة سيدي ‪ ,‬لذلك لو ل تكونك مشرو خة هكذا ‪ ,‬لاك نال سيدي هذا المال‬
‫الذي يزين بيته ‪.‬‬
‫ل تكن مثاليا وتنظر لزاوية واحدة من حياتك فقط فحتما ستتعب ولكن أنظر إل جال زوياك‬
‫الخرى فهي لزالت تعمل إذا أنت متفائل !‪.‬‬

‫متفرقات‪:‬‬
‫‪ #‬ليس ف الياة ظلم بيم إذا خفت نور القمر تللت النجوم!! إذا أين الظلم؟!‪.‬‬
‫‪ #‬إذا كنت أنا لوحدي مسلما فأنا متفائل فكيف إذا كان السلمون أكثر من مليار!‪.‬‬
‫‪ #‬التفائل ل يغرق ولكنه يطفوا على الاء !‪.‬‬
‫‪ #‬عوا صف ال مة العرب ية مدمرة‪ ،‬ل كن ف و سط الركام تو جد حياة تتحرك ن و أ فق جد يد‬
‫مليء بالمال العريضة‪.‬‬
‫‪ #‬عندما تزن أنظر ف منظار الفراح ‪،‬فالياة جيلة ولكنها تتاج إل من يتذوقها‪.‬‬
‫‪ #‬ف كر ف ال ل ث حاول فإذا أخف قت فف كر مرة أخرى وحاول وكرر الحاولت ح ت‬
‫تنجح‪.‬فقد تعلمت النجاح من تكرار الحاولة‪.‬‬
‫‪ #‬ابتسم فالبتسامة مفتاح الياة‪،‬كن كالياة ل تلقي بال لحد‪،‬كالبل الذي ل ينهدم مهما‬
‫رميناه بالجارة ‪.‬‬
‫‪ #‬اطرد اليأس بالضحكات ال ت تل الكان‪ ،‬ل تنت ظر أ حد ح ت يض حك اض حك من تلقاء‬
‫نفسك‪.‬‬
‫ل ترى الوجود جيلً‪.‬‬ ‫‪ #‬كن جي ً‬
‫‪ #‬الميع يفكر بتغيي العال ‪ ..‬ول أحد يفكر بتغيي نفسه‪.‬‬
‫‪ #‬التشائم عليه عمامة سوداء مليئة بالتوافه !‬
‫‪ #‬أ ثق ف نف سي‪ ،‬احترم ذا ت وان ظر إل ال ستقبل بتفاؤل لو ك نت م ن يقولون هذا الكلم‪،‬‬
‫فإنك حتما تسي ف درب السعادة! فاحترام الذات رائع ! ‪.‬‬
‫‪ #‬إذا مضى زمن الشباب ول تتعلم فتذكرأن‪:‬‬
‫ممد علي مؤسس مصر الديثة بدأ يتعلم العربية وهو ف الامسة والربعي من عمره والنابغة‬
‫الذبيانك قال الشعكر لول مرة فك حياتكه وهكو فوق السكتي ‪ ،‬والفيلسكوف اللانك شوبنهور فاجأتكه‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪24‬‬

‫الشهرة وهو يقترب من السبعي ‪ ،‬والفيلسوف أفلطون الذي ولد ف أسيوط وعاش ف روما ل يبدأ‬
‫الكتابة إل ف سن الثامنة والربعي بعد أن أكمل دراسته واكتملت له فلسفته الت عرفت بعد ذلك‬
‫بالفلطونية الديثة ‪.‬وغيهم كثي وكثي ‪.‬‬
‫ما أروع ‪ ..‬أن تبتسم‪..‬ودموعك‪..‬على وشك النمار‪!!...‬‬
‫يقول الدكتور خالد البي ‪ :‬ف أحد اليام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف‬
‫وكان ذلك اليوم هو يوم الثلثاء ‪ ،‬و ف يوم الربعاء كان الط فل ف حيو ية وعاف ية و ف يوم الم يس‬
‫الساعة ‪11:15‬ول أنسى هذا الوقت ‪ -‬للصدمة الت وقعت ‪ -‬إذ بأحد المرضات تبن بأن قلب‬
‫وتنفس الطفل قد توقفا عن العمل؛ فذهبت إل الطفل مسرعا وقمت بعملية تدليك للقلب استمرت‬
‫‪ 45‬دقيقة وطول هذه الفترة ل يكن قلبه يعمل‪ ،‬وبعدها كتب ال لذا القلب أن يعمل فحمدنا ال‬
‫تعال‪ .‬ث ذهبت لخب أهله بالته وكما تعلمون كم هو صعب أن تب أهل الريض بالته إذا كانت‬
‫سيئة وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري ‪ ،‬فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكن‬
‫وجدت أمه فقلت لا إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف ف النجرة ول ندري‬
‫ما هو سببه وأتو قع أن دما غه قد مات فماذا تتوقعون أن ا قالت؟ هل صرخت؟ هل صاحت؟ هل‬
‫قالت أنت السبب؟ ل تقل شيئا من هذا كله بل قالت المد ل ث تركتن وذهبت‪.‬‬
‫ب عد ‪ 10‬أيام بدأ الط فل ف التحرك فحمد نا ال تعال وا ستبشرنا خيا ً بأن حالة الدماغ‬
‫معقولة‪ ،‬بعد ‪12‬يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النيف؛ فأخذنا ف تدليكه لدة ‪ 45‬دقيقة‬
‫ول يتحرك قل به قلت ل مه هذه الرة ل أ مل على ما أعت قد ‪ ،‬فقالت ال مد ل ‪ ،‬الل هم إن كان ف‬
‫شفائه خيا ً فاشفه يا رب‪.‬‬
‫وب مد ال عاد القلب للع مل ول كن تكرر تو قف قلب هذا الط فل ب عد ذلك ‪ 6‬مرات إل أن‬
‫تكن أخصائيٌ القصبة الوائية بأمر ال أن يوقف النيف و يعود قلبه للعمل ‪.‬‬
‫ومرت الن ‪ 3‬أش هر ون صف والط فل ف النعاش ل يتحرك ث ما أن بدأ بالر كة وإذا به‬
‫يصاب براج ٍ وصديد عجيب غريب عظيم ف رأسه ل أرى مثله‪ ،‬فقلنا للم بأن ولدك ميت ل مالة‬
‫‪ ،‬فإن كان قد ن ا من تو قف قل به التكرر فلن ين جو من هذا الراج‪ ،‬فقالت ال مد ل ث تركت ن و‬
‫ذهبت‪ .‬بعد ذلك قمنا بتحويل الالة فورا إل جراحي الخ والعصاب وتولوا معالة الصب ث بعد‬
‫ثلثة أسابيع بفضل ال شفي الطفل من هذا الراج ‪ ،‬لكنه ل يتحرك‪ .‬وبعد أسبوعي يصاب بتسمم‬
‫عجيب ف الدم وتصل حرارته إل ‪ 41,2‬درجة مئوية فقلت للم‪ :‬إن دماغ ابنك ف خطر شديد ل‬
‫أمل ف ناته فقالت بصب و يقي المد ل‪ ،‬اللهم إن كان ف شفائه خيا ً فاشفه‪ .‬بعد أن أخبت أم‬
‫هذا الط فل بالة ولد ها الذي كان ير قد على ال سرير ر قم ‪ 5‬ذه بت للمر يض على ال سرير ر قم ‪6‬‬
‫لعاين ته وإذا بأم هذا الريض تبكي و تصيح وتقول يا دكتور يا دكتور القن يا دكتور حرارة الولد‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪25‬‬

‫‪ 37,6‬درجة راح يوت راح يوت فقلت لا متعجبا ً ‪ :‬شوف أم هذا الطفل الراقد على السرير‬
‫رقم ‪ 5‬حرارة ولدها ‪ 41‬درجة وزيادة وهي صابرة و تمد ال‪ ،‬فقالت أم الريض صاحب السرير‬
‫رقم ‪ 6‬عن أم هذا الطفل ‪( :‬هذه الرأة مو صاحية ول واعية) ؛ فتذكرت حديث الصطفى صلى ال‬
‫عليه وسلم الميل العظيم (طوب للغرباء) مرد كلمتي ‪ ،‬لكنهما كلمتان تزان أمة ل أرى ف حيات‬
‫طوال عملي لدة ‪ 23‬سنة ف الستشفيات مثل هذه الخت الصابرة إل اثني فقط‪ .‬بعد ذلك بفترة‬
‫توقفت الكلى فقلنا لم الطفل‪ :‬ل أمل هذه الرة لن ينجو فقالت بصب وتوكل على ال تعال المد‬
‫ل وتركت ن ك كل مرة وذه بت ‪ .‬دخل نا الن ف ال سبوع الخ ي من الش هر الرا بع و قد ش في الولد‬
‫ب مد ال من الت سمم ‪ ،‬ث ما أن دخل نا الش هر الا مس إل وي صاب الط فل برض عج يب ل أره ف‬
‫حيات ‪ ،‬التهاب شديد ف الغشاء البلوري حول الصدر وقد شل عظام الصدر وكل الناطق حولا ما‬
‫اضطرن إل أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا ‪ ،‬بيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب‬
‫ينبض أمامك ‪.‬‬
‫عندما وصلت حالة الطفل لذه الرحلة ‪ ،‬قلت للم‪ :‬خلص هذا ل يكن علجه بالرة ل أمل‬
‫ل قد تفا قم وضعه؛ فقالت ال مد ل كدأب ا ول ت قل شيئا آ خر م ضى الن علي نا ستة أش هر و ن صف‬
‫وخرج الطفل من النعاش ل يتكلم ل يرى ل يسمع ل يتحرك ل يضحك وصدره مفتوح ويكن أن‬
‫ترى قلبه ينبض أمامك‪ ،‬والم هي الت تساعد ف تبديل الغيارات صابرة ومتسبة ‪.‬‬
‫هل تعلمون ما حدث بعد ذلك ؟‬
‫وقبل أن أخبكم ‪ ،‬ما تتوقعون من ناة طفل مر بكل هذه الخاطر واللم والمراض‪ ،‬وما ذا‬
‫تتوقعون من هذه الم ال صابرة أن تف عل و ولد ها أمام ها على شف ي ال قب‪ ،‬و ل تلك من أمر ها إل‬
‫الدعاء والتضرع ل تعال ‪.‬‬
‫هل تعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف للطفل الذي يكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟‬
‫لقد شفي الصب تاما برحة ال عز وجل جزاء ً لذه الم الصالة‪ ،‬وهو الن يسابق أمه على‬
‫رجليه كأن شيئا ً ل يصبه وقد عاد كما كان صحيحا معاف ً‪ .‬ل تنته القصة بعد ما أبكان ليس هذا‪،‬‬
‫ما أبكان هو القادم‪:‬بعد خروج الطفل من الستشفى بسنة و نصف ‪ ،‬يبن أحد الخوة ف قسم‬
‫العمليات بأن رجل ً وزوجته ومعهم ولدين‪ ،‬يريدون رؤيتك‪ ،‬فقلت من هم ؟ فقال بأنه ل يعرفهم‪.‬‬
‫فذهبت لرؤيتهم وإذا بم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة عمره الن ‪5‬‬
‫سنوات مثل الوردة ف صحة وعافية كأن ل يكن به شيء ومعهم أيضا مولود عمره ‪4‬أشهر‪ .‬فرحبت‬
‫ب م و سألت الب ماز حا ً عن هذا الولود الد يد الذي تمله أ مه هل هو ر قم ‪ 13‬أو ‪ 14‬من‬
‫الولد ؟ فنظر إل بابتسامة عجيبة ( كأنه يقول ل‪ :‬وال يا دكتور إنك مسكي) ث قال ل بعد هذه‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪26‬‬

‫البت سامة ‪ :‬إن هذا هو الولد الثا ن وأن الولد الول الذي أجر يت له العمليات ال سابقة هو أول ولد‬
‫يأتينا بعد ‪ 17‬عاما من العقم وبعد أن رزقنا به‪ ،‬أصيب بذه المراض الت تعرفها ‪.‬‬
‫ل أتالك نفسي وامتلت عيون بالدموع وسحبت الرجل ل إراديا من يده ث أدخلته ف غرفة‬
‫عندي وسألته عن زوجته ‪ ،‬قلت له من هي زوجتك هذه الت تصب كل هذا الصب على طفلها الذي‬
‫أتاها بعد ‪ 17‬عاما من العقم ؟ ل بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُ باليان بال تعال ‪.‬‬
‫هل تعلمون ماذا قال ؟‬
‫أنصتوا معي يا أخوان و يا أخوات وخاصة يا أيها الخوات الفاضلت فيكفيكن فخرا ف هذا‬
‫الزمان أن تكون هذه ال سلمة من ب ن جلدت كن‪ .‬لقد قال ‪ :‬أ نا متزوج من هذه الرأة م نذ ‪ 19‬عاما‬
‫وطول هذه الدة ل تترك قيام الل يل إل بعذر شر عي‪ ،‬و ما شهدت علي ها غي بة ول ني مة ول كذب ‪،‬‬
‫ت من النل أو رجعتُ إليه تفتح ل الباب وتدعو ل وتستقبلن وترحب ب وتقوم بأعمالا‬ ‫وإذا خرج ُ‬
‫بككككككككككل حكككككككككب ورعايكككككككككة وأخلق وحنان‪.‬‬
‫ويك مل الر جل حدي ثه ويقول ‪ :‬يا دكتور ل ا ستطيع ب كل هذه الخلق والنان الذي تعامل ن به‬
‫زوجت أن أفتح عين فيها حياءً منها وخجل ً ؛ فقلت له ‪ :‬ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك!‪.‬‬
‫تبسم فالفرج قريب ول تيأس فلك رب رحيم !‬
‫وأرضكى بالقدر خيه وشره فهكو ل مالة ماضكي فيكك فإن رضيكت وصكبت أوجرت وإن‬
‫جزعت وضجرت أثت !‪.‬‬
‫إنك ل تستطيع أن تعيد غروب شس هذا اليوم ولكن لزال ف شروق شس الغد وميض من‬
‫خيوط البشائر والفرح وإن بعدت أيامه فالساعة تضي عقاربا للمام حت تصل بك للفرج‪.‬‬

‫يردد لن النوح ف غسق الفجر؟‬ ‫أتدري لاذا يصبح الديك صائحا‬


‫وها أنت ل تشعر بذاك ول تدرِ‬ ‫يقول‪ :‬لقد مرّت من الدهر ليلة‬

‫****‬

‫ليت شعري هذه الدنيا لن؟‬ ‫كل من لقيت يشكو دهره‬

‫إن ق ّمةُ التفاؤل ات صال القلب بالرب جل وتعال؛ فال صلة تفاؤل والذ كر تفاؤل؛ ل نه ير بط‬
‫الفان بالي الباقي ولنه ينح الرء قدرات واستعدادات وطاقات نفسية ل يلكها أولئك الحبوسون‬
‫ف ق فص الادة‪ .‬الدعاء تفاؤل؛ فإن الع بد يد عو ر به فيك مل بذلك ال سباب الاد ية التا حة له‪ .‬ح سن‬
‫الظن بال تعال هو قمة التفاؤل؛ حسن الظن فيما يستقبل فيحسن العبد ظنه بربه‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪27‬‬

‫وللشمس من بعد الغروب طلوع‬ ‫وللنجم من بعد الرجكوع استقامة‬

‫فإن لكا بعكد الكزوال رجكوع‬ ‫وإن نعمة زالت عن الر وانقضت‬

‫فإن زوال الشكر عنك سريع‬ ‫فكن واثقكا بال واصب لكمكه‬

‫وداعا أيها اليأس !!‬


‫_ ل تيأس إذا تعثرت أقدامك ‪ .‬وسقطت ف حفرة واسعة ‪ ..‬فسوف ترج منها وأنت أكثر‬
‫تاسكا وقوة ‪.‬‬
‫_ ل تزن إذا جاءك سهم قا تل من أقرب الناس إل قل بك ‪ ..‬ف سوف ت د من ينع ال سهم‬
‫ويعيد لك الياة و البتسامة ‪.‬‬
‫ص وا حد ول ت عل رحلة عمرك و جه ش خص ت به مه ما‬ ‫_ ل ت ضع كل أحل مك ف شخ ٍ‬
‫كانت صفاته ‪ ،‬ول تعتقد أن ناية الشياء هي ناية العال ‪ ..‬فليس الكون هو ما ترى عيناك‪.‬‬
‫_ ل تنتظر حبيبا باعك‪ ..‬وانتظر ضوءا جديدا يكن أن يتسلل إل قلبك الزين فيعيد ليامك‬
‫البهجة ويعيد لقلبك نبضه الميل ‪.‬‬
‫_ ل تاول البحث عن حلم خذلك ‪ ..‬وحاول أن تعل من حالة النارة بداية حلم جديد‪.‬‬
‫_ ل ت قف كثيا على الطلل‪ ..‬خا صة إذا كا نت الفاف يش قد سكنتها والشباح عر فت‬
‫طريقها ‪ ..‬وابث عن صوت عصفور يتسلل وراء الفق مع ضوء صباح جديد ‪.‬‬
‫_ ل ت كن م ثل مالك الز ين هذا الطائر العج يب الذي يغ ن أج ل ألا نه و هو ين كزف فل‬
‫شيء ف الدنيا يستحق من دمك نقطة واحدة ‪.‬‬
‫_ إذا أغلق الشتاء أبواب بي تك وحا صرتك تلل الل يد من كل مكان ‪ ..‬فانت ظر قدوم الرب يع‬
‫وافتكح نوافذك لنسكمات الواء النقكي‪ ،‬وانظكر بعيدا فسكوف ترى أسكراب الطيور وقكد عادت تغنك‪،‬‬
‫و سوف ترى الش مس و هي تل قي خيوط ها الذهب ية فوق أغ صان الش جر‪ ،‬لت صنع لك عمرا جديدا‬
‫وحلما جديدا ‪ ..‬وقلبا جديدا ‪.‬‬
‫_ ل تسافر إل الصحراء بثا عن الشجار الميلة ‪ ..‬فلن تد ف الصحراء غي الوحشة وانظر‬
‫إل مئات الشجار الت تتويك بظلها وتسعدك بثمارها ‪ ..‬وتشجيك بأغانيها‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪28‬‬

‫_ ل تاول أن تعيد حساب المس‪ ،‬وما خسرت فيه ‪ ..‬فالعمر حي تسقط أوراقه‪ ..‬لن تعود‬
‫مرة أخرى ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى فانظر إل تلك الوراق الت تغطي‬
‫وجه السماء ودعك ما سقط على الرض فقد صارت جزءا منها‪.‬‬
‫_ إذا كان المكس ضاع ‪ ..‬فكبي يديكك اليوم وإذا كان اليوم سكوف يمكع أوراقكه ويرحكل‬
‫فلديك الغد‪ ..‬ل تزن على المس فهو لن يعود ول تأسف على اليوم ‪ ..‬فهو راحل واحلم بشمس‬
‫مضيئة ف غدٍ جيل ‪.‬‬
‫_ إننا أحيانا قد نعتاد الزن حت يصبح جزءا منا ونصي جزءا منه‪ ..‬وف بعض الحيان تعتاد‬
‫ع ي الن سان على ب عض اللوان ويف قد القدرة على أن يرى غي ها ولو أ نه حاول أن يرى ما حوله‬
‫لكتشف أن اللون السود جيل ‪ ..‬ولكن البيض أجل منه وأن لون السماء الرمادي يرك الشاعر‬
‫واليال ولككككككن لون السكككككماء أصكككككفى فككككك زرقتكككككه‬
‫فاب ث عن ال صفاء ولو كان ل ظة‪ ،‬واب ث عن الوفاء ولو كان متعبا وشاقا وت سك بيوط الش مس‬
‫كك‬ ‫ككك لشياء ضاع زماناك‬ ‫ككك ومشاعرك وأيامك‬ ‫ككت بعيدة ول تترك قلبك‬ ‫كك ولو كانك‬ ‫حتك‬
‫ل ‪ ..‬فل تبحث عن‬ ‫وإذا ل تد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك وإذا ل تد من يضيء لك قندي ً‬
‫آخر أطفأه وإذا ل تد من يغرس ف أيامك وردة فل تسع لن غرس ف قلبك سهما ومضى‪.‬‬

‫*ألف كتابا بفن عينه اليسرى !‬


‫كان جون دومين يك بو ب يع يش مع زوج ته واب نه ف ضاح ية من ضوا حي بار يس ‪ ...‬كان‬
‫صحفيا ً ناجحا ً ‪ ..‬معظم وقته يتوزع بي بيته وبي وظيفته الرهقة ‪...‬‬
‫ف أحد أيام شهر ديسمب ‪1995‬م كان جون يقود سيارته فوق طريق سريع مغطى بالثلوج‬
‫‪...‬‬
‫فجأة داهته سكتة دماغية حادة بدون أي مقدمات غي أنه نح ف إيقاف السيارة وأرسل ابنه‬
‫لطلب الساعدة ‪ ,‬ولكنه فقد الوعي وسقط ‪.‬‬
‫ل يفق من غيبوبته إل بعد ثلثة أسابيع ‪ ,,‬وعندما أفاق وجد نفسه كائنا متلفا عما كان عليه‬
‫‪ ..‬إذ أن ال سكتة أ صابته بأضرار وخي مة جدا ‪ ..‬ف قد أ صبح عاجزا عن الكلم والر كة ‪ ..‬و شل‬
‫جسده كامل ً ‪..‬ول يكن يستطيع تريكك سوى جفن عينه اليسر فقط ‪ ..‬ولسن الظ كان بقي‬
‫عقله سليما ً ‪ ..‬وذاكر ته صحيحة ‪ ..‬وكا نا قادر ين على الع مل بنت هى الكفاءة ‪ ..‬صمم جون على‬
‫العثور على طريقة يتواصل با مع الغي ‪ ..‬وأمام هذا التصميم وأمام هذه الرادة العظيمة ‪..‬‬
‫قرر تأليف كتاب كامل معتمدا ً على التأليف بفن عينه اليسر وكان عنوان هذا الكتاب ‪" :‬‬
‫‪ "The Diving Suit And The Butterfly‬و هو عبارة عن رحلة شعر ية‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪29‬‬

‫خيال ية دا خل ع قل ر جل حب ست أفكاره دا خل ج سده الشلول وك تب قائلً‪ :‬عند ما ل يكون لباس‬


‫الغوص ضيقا ً ‪ ,‬يتحرر العقل ليحلق مثل الفراشة ‪.‬‬
‫كان بو ب يلت قي أ حد الكتاب لدة ثلث ساعات يوميا دا خل غرف ته بال ستشفى ح يث كان‬
‫يليه نص الكتاب حرفا حرفا عن طريق تريك الفن بواسطة طريقة أبدية صممت لذا الغرض ‪,‬‬
‫وجاء الكتاب الؤلف من ‪ 137‬صفحة و من نتاج ‪ 200000 :‬إغما ضة للع ي ‪. . . ..‬لنعلم‬
‫جيعا ‪ ..‬أنه مت وجدت الرادة ‪..‬وجد الطريق دائما ً ‪.‬‬
‫إن ال قد وهبك نعم ل تعدى ول تصى ولو فقدت جيعها ووجدت نفسك ف مغلق نعمة‬
‫واحدة لكا نت كفيلة بعظ مة قدر ها أن تكون الفت يل الذي يولد م نه شعاع ال مل فك يف بك وأ نت‬
‫سائحا ف ن عم ال ال سوابغ الدواري ولك نك ل تدري !ف كر واش كر فأ نت على شاطئ النعم تتقلب‬
‫وقد تفيق حي ترى البؤس على غيك‪.‬‬
‫تفاءل وابتسكم وافرح فهناك غكد جيكل بإنتظارك تفاءل فإن فك التفاؤل ليا وابتهكج ففكي‬
‫البهجة لمال وافرح فإن ف الفرح لسرورا و ابتسم‪,.‬فهناك غد جيل بإنتظارك!!‬
‫(الكوخ الحترق)‪:‬‬
‫هبت عاصفة شديدة على سفينة ف عرض البحر فأغرقتها‪ ..‬ونا بعض الركاب‪ ..‬منهم رجل‬
‫أخذت المواج تتلعب به حت ألقت به على شاطئ جزيرة مهولة ومهجورة‪.‬‬
‫ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه‪ ،‬حت سقط على ركبتيه وطلب من ل العونة‬
‫والساعدة و سأله أن ينقذه من هذا الوضع الليم‪ .‬مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خللا من ثار‬
‫الشجر و ما يصطاده من أرانب‪ ،‬ويشرب من جدول مياه قريب وينام ف كوخ صغي بناه من أعواد‬
‫الشجر ليحتمى فيه من برد الليل و حر النهار‪.‬‬
‫وذات يوم‪ ،‬أ خذ الر جل يتجول حول كو خه قليل ريث ما ين ضج طعا مه الوضوع على ب عض‬
‫أعواد الشب التقدة‪ .‬و لكنه عندما عاد‪ ،‬فوجئ بأن النار التهمت كل ما حولا‪ .‬فأخذ يصرخ‪ :‬لاذا‬
‫يا رب؟ حت الكوخ احترق‪ ،‬ل يعد يتبقى ل شئ ف هذه الدنيا و أنا غريب ف هذا الكان‪ ،‬والن‬
‫أيضا يترق الكوخ الذى أنام ف يه‪ ..‬لاذا يا رب كل هذه ال صائب تأ تى علىّ؟!!" ونام الر جل من‬
‫الزن و هو جوعان‪ ،‬و لكن ف الصباح كانت هناك مفاجأة ف انتظاره‪ ..‬إذ وجد سفينة تقترب من‬
‫الزيرة و تنل منها قاربا صغيا لنقاذه‪.‬‬
‫أمكا الرجكل فعندمكا صكعد على سكطح السكفينة أخكذ يسكألم كيكف وجدوا مكانكه‬
‫فأجابوه‪ :‬لقد رأينا دخانا‪ ،‬فعرفنا إن شخصا ما يطلب النقاذ!!! فسبحان من علِم باله ورآ مكانه‪..‬‬
‫سبحانه مدبر المور كلها من حيث ل ندري ول نعلم‪..‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪30‬‬

‫*إذا ساءت ظروفك فل تف ‪ ..‬فقط ثِق بأنّ ال له حكمة ف كل شيء يدث لك وأحسن‬
‫الظن به ‪ ..‬و عندما يترق كوخك‪ ..‬اعلم أن ال يسعى لنقاذك ‪..‬‬
‫‪ %‬وتستقر ف أقصى قاعه الكدرر‬ ‫أما ترى البحر تعلو فوقه اليف‬
‫وف السماء نوم ل عككككداد لا ‪ %‬وليس يكسف إل الشمس والقمر‬

‫*من حكم ابن عطاء ال السكندري‬


‫‪ -‬الغافل إذا أصبح نظر ماذا يفعل ‪ ،‬والعاقل ينظر ‪ :‬ماذا يفعل ال به " من علمة النجاح ف‬
‫النهايات الرجوع إل ال ف البدايات "‪.‬‬
‫" من كانت بدايته مرقة كانت نايته مشرقة "‪.‬‬
‫" إذا أردت أن تعرف قدرك عنده ‪ ..‬فانظر‪ :‬فيما يقيمك ؟"‪.‬‬
‫* ل تظهر شسك حت تعامل ال !‪.‬‬
‫* إن أمكنك أن تصبح وتسي وما ظلمت أحدا من العباد فأنت سعيد‪ ،‬فإن ل تظلم نفسك با‬
‫بينك وبي ال فقد كملت لك السعادة‪ ،‬فأغلق عينيك ‪ ,‬وسد أذنيك ‪ ,‬وإياك إياك وظلم العباد‪.‬‬
‫* اجلس ملس الكمة ففيه نفحة من نفحات النة‪ ،‬تدها ف طريقك ‪ ،‬وف دارك‪ ،‬وف بيتك‬
‫‪ ،‬فل يف تك الجلس ولو كنت على مع صية‪ .‬فل تقل‪ :‬ما الفائدة ف حضور الجلس وأنا أعصي ول‬
‫أقدر على ترك العصية ؟ بل على الرامي أن يرمي فإن ل يأخذ اليوم يأخذ غدا ‪.‬‬
‫* إن الصكلة مال سة ال تعال فإذا جال سته ول ي صل لك شيكء دل ذلك على مرض ف يك‪،‬‬
‫وكذلك ف من أراد أن يعرف حقيق ته ع ند ال وين ظر حاله مع ال فلين ظر إل صلته إ ما بال سكون‬
‫والشوع وإما بالغفلة والعجلة ‪ .‬فهل رأيت حبيبا ل يريد لقاء حبيبه؟‪.‬‬
‫* اعلم أن أربعكة تعينكك على جلء قلبكك ‪ :‬كثرة الذككر ‪ ،‬ولزوم الصكمت ‪ ،‬واللوة ‪ ،‬وقلة‬
‫الطعم والشرب‪.‬‬
‫لتدع الضعف يدمرك ؟‬
‫ل قد قص علي نا `د يل كارني جى` ق صة ر جل أ صابته قر حة ف أمعائه بلغ من خطورت ا أن‬
‫الطباء حددوا له أوان وفاتكه ‪ ٬‬وأوعزوا إليكه أن يهكز كفنكه‪ .‬قال‪“ :‬وفجأة اتذك `هانك`( اسكم‬
‫الر يض ) قرارا مده شا‪ .‬إ نه ف كر ف نف سه إذا ل ي بق ل ف هذه الياة سوى أ مد ق صي ‪ ٬‬فلماذا ل‬
‫أستمتع بذا المد على أكمل وجه ‪ ٬‬لطالا تنيت أن أطوف حول العال قبل أن يدركن الوت ‪ ٬‬فها‬
‫هو ذا الو قت الذي أح قق ف يه أمني ت‪ .‬وابتاع تذكرة ال سفر ‪ ٬‬فارتاع أطباؤه وقالوا له‪ :‬إن نا نذرك ‪٬‬‬
‫إ نك إن أقد مت على هذه الرحلة ف ستدفن ف قاع الب حر ‪ ٬‬لك نه أجاب‪ :‬كل ‪ ٬‬لن يدث ش يء من‬
‫هذا ‪ ٬‬ل قد وعدت أقار ب أل يد فن جثما ن إل‪ .‬ف مقابر ال سرة‪ ”.‬ور كب `ها ن` ال سفينة ‪ ٬‬و هو‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪31‬‬

‫يتم ثل بقول اليام ‪ :‬ان عم أق صى النع يم ب ا مل كت يداك ق بل أن تو سد الل حد فل ش يء هناك سوى‬


‫تراب من ت تك وتراب من أعلك فل شراب ول غناء ول نا ية ب عد ذاك وبدأ الر جل رحل ته مشب عة‬
‫بالل هو وال ستخفاف ‪ ٬‬وأر سل خطا با لزوج ته يقول ف يه‪` :‬ل قد شر بت ال نبيذ على ظ هر ال سفينة‪.‬‬
‫ودخنت السيجار ‪ ٬‬وأكلت ألوان الطعام كلها ‪ ٬‬حت الدسم الحظور منها ‪ ٬‬وتتعت ف هذه الفترة‬
‫با ل أتتع به ف ماضي حيات ` ث ماذا؟‪ .‬ث يزعم ` ديل كارنيجى ` أن الرجل صح من علته ‪ ٬‬وأن‬
‫ال سلوب الذي سار عل يه أ سلوب نا جح ف ق هر المراض ومغال بة اللم ‪ ...‬ل قد أي قن الر جل أن‬
‫ساعته حا نت فلم تفز عه ره بة الو ت‪ ٬‬وب ن م سلكه ع قب تك شف مصيه له على انتهاز كل ل ظة‬
‫اللعب من التع اليسرة‪ .‬فإذا هو با عراه من سرور مذهل يتغلب على القرحة العوية ويستعيد عافيته‬
‫الول ‪ .‬ونن ل ننكر آثار النتعاش النفسي ف هزية الصعاب ‪ ٬‬ونعترف ما لرتفاع القوى العنوية‬
‫من ا ستهانة بالت عب ‪ ٬‬وا ستطالة على العوائق ‪ ٬‬وانت صار ف أغلب معارك الياة‪ .‬ماذا لو قرر الطباء‬
‫أنك توت الن فهل حقا ستموت ؟‬
‫بالطبع ل يلكون هم حياتا ول موتا ولكنك أنت ببساطة توت عفويا إذا استسلمت لليأس ورضيت‬
‫القنوع ‪.‬وماذا لو قررت أن تيكا وتسكتمتع بباهكج الياة وترتوي باء التفاؤل وتغدق على نفسكك‬
‫بأغا ن الفرح ‪ .‬أل ترى نف سك ر غم وجود الرض ف يك لك نك ل زلت تتحرك إ نك ل ت ت ن عم ل‬
‫تت!! ‪ – .‬يقول د‪:‬جال ماضي‪:‬ل تدع الضعف يدمرك أشد من الضعف التفكي ف الضعف ‪ ,‬بكافة‬
‫أشكاله من العجز والكسل والفقر والم والزن ‪ ,‬فالقناعة بأننا ضعفاء يقضي على كل أمل ‪ ,‬فقناعة‬
‫الفقي بأنه فقي يدمر كل أمل ف حياته ‪ ,‬وكذلك العاجز والكسلن والهموم ‪ ,‬ومن هذا الباب كان‬
‫النب صلى ال عليه وسلم يستعيذ بال من وجودهم لنحيا بالمل ونعيش سعداء ‪.‬‬

‫فمشكلة الكث ي أن م يفتقدون إل الث قة بقدرت م على تاوز الض عف والف قر والرض ‪ ,‬في قع فري سة‬
‫ضع فه ‪ ,‬وضح ية فقره ‪ ,‬وذبي حة عجزه ‪ ,‬في صبح منهو شا مأكول منهو با من كل من طل و هب‬
‫ودب !! ‪ ,‬فهل هذه قيمة النسان ف الياة ؟ ! ‪.‬‬

‫إذا سيطرنا على ضعف نا الداخلي وشعور نا الذي نعر فه ول يعر فه أ حد ‪ ,‬ل نه ف أع صابنا ن ن و ف‬
‫دمائنا نن ‪ ,‬نستطيع وبدارة فائقة أن نسيطر على الشياء الارجية ‪ ,‬نوجه أفكارنا ‪ ,‬ونقق أحلمنا‬
‫‪ ,‬ونسيطر على أحداث الياة ‪ ,‬نطط لا ونديرها وإل كان الدمار !! ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪32‬‬

‫فالرياح العاتيكة والعواصكف الادرة ل يبقكي أمامهكا إل القوياء ‪,‬أمكا غيهكم فهكم فك عداد الدمريكن‬
‫الالكي السحوقي ‪ ,‬لستسلمهم لضعفهم الداخلي وقناعتهم بذلك ‪ ,‬فقدوا قيمتهم فأصبحوا رقما‬
‫زائدا ف الياة ل وجود له ول مقام مع أ نه ي تل جزءا من هواء الكون كغيه من الكائنات ‪ ,‬فعلم‬
‫يزن أحدنا ‪ ,‬و ل يبث شكواه ‪ ,‬وقد نصحه الناصحون مرارا ‪ :‬ل تدع الضعف يدمرك !! ‪.‬‬

‫* شهد الكمة‪:‬‬
‫* الذين يتارون الطرق السهلة لن يصلوا أبدا للقمة ‪.‬‬
‫* سر العظمة والنجاح ‪ ،،‬العمل بل يأس والثابرة بل فتور‪.‬‬
‫* الرادة ‪ ،‬الصب ‪ ،‬العمل " أحجار الزاوية للنجاح "‪.‬‬
‫* عندما تأت الشكلت ل تشى السلبيات وابث بداخلها عن اليابيات وستجد‪.‬‬
‫* إن معظم معتقداتك تقوم على أساس من القيل والقال ‪ ،‬والشائعات ‪ ،‬والتحريفات ‪.‬‬
‫* إذا ك نت تش عر أ نك منبوذ ‪ ،‬ووجدت نف سك قابعا ف قاع الياة ‪ ،‬فإ نك ت د دليلً أين ما‬
‫تنظر على أنك إذا نظرت العال نظرت مكان مظلم كئيب ‪ .‬فإنك مطئ بذلك‪.‬‬
‫* إذا كنت تعيش حياتك بصدق ‪ ،‬فإنك تتعلم الكثي من الياة ‪.‬‬
‫* عندمكا تتبكئ مكن نفسكك ‪ ،‬فإن العال يدك فك الظلم مهربا ‪ ،‬لنكك حينئذ ل ترى سكوى‬
‫الجزاء الت تتفق معك ‪.‬‬
‫* إن الياة ل تكون صعبة عندما تعيش ف القيقة ‪.‬‬
‫* إن كل الذين تقابلهم من علي تلك الشاكلة يكتسبون قوتم من خلل استجابتك لم ‪.‬‬
‫* إنك حينما تستجيب لشخص غي عقلن بانفعالك عليه تنحه نصرا كبيا ‪.‬‬
‫* إن عيوب الناس ل تعدوا أن تكون قاذورات خرجت منهم بغي قصد !وهي أذى يتتبعها‬
‫القمام الوضيع ليضعها ف مكانا الناسب ‪.‬‬
‫* غامر بقتل العقارب وإياك أن تاطر بوضعها على رأسك حية فإنك ل تنام إل بالقب‪.‬‬
‫* كن كالنحلة الميلة تشرب الاء العذب من سلسبيل النهر التدفق حيوية وترفرف بناحيها‬
‫بي الزهور وإذا ولدت ولدت شفاء وطعما لذيذا مساغا‪.‬‬
‫* ل تكن كالذبابة خلقها ال كهيئة النحلة ولكنها عصت أن تكون جيلة فتلطخت بلوث‬
‫العفن ومستنقع القاذورات ‪.‬‬
‫* عند ما تنت قد أحدا فبع ي الن حل تعود أن تب صر ل تن ظر للناس بع ي ذباب فت قع على ما هو‬
‫مستقذر‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪33‬‬

‫*ل تقرن صغيا حال رؤيته ‪ ......‬فإن البعوضة تدمي مقلة السد‬

‫*إذا اشتد سواد السحب ‪ ...‬فعمكا قليكل ستمطر‬


‫* الفشل ‪ :‬التجربة الت تسبق النجاح‪.‬‬
‫* المل ‪ :‬قارب توض به بر الياة لنصل إل شاطىء المان‪.‬‬
‫*اليل الواحد ف نظر اليائس هو ألف ميل وف نظر التفائل هو بضعة أمتار ! اليائس يقطع نفس‬
‫السافة ف وقت طويل لنه ينظر إل اللف والتفائل يقطع هذه السافة ف وقت قصي لنه ينظر إل‬
‫الغد ! فالذين يشون ورؤوسهم إل اللف ل يصلون أبدا ! فإذا عبست لك الدنيا فل تكشر لا‬
‫جرب أن تبتسم!!‬

‫*اللول البسيطة نتمخضها دائما من تارب الياة!‪:‬‬


‫يروى أن أميا أوت الكمة والفهم الثاقب وكان مرجعا هاما لقومه وعشيته فشاخ وكبت‬
‫سنه فجعل الولية لبنه الصغي !‪.‬‬
‫وكان ابنه طائشا ل يعرف زمام اللك ول تكتمل تارب حياته بعد !‬
‫وف يوم من اليام غار قوم عليهم فذبوا كلبا من كلبم ولذوا بالفرار!‬
‫فتشاور الناس ف شأن عدو هم ث اجتمعوا على أن ي ستشيوا أمي هم ال كبي العجوز! فأشار‬
‫عليهم أن يقتلوا من قتل الكلب ! ‪.‬‬
‫ولكن البن الصغي ل يلتفت إل رأي أبيه وقال لقومه هذا رأي مالف للصواب !‬
‫فاستجاب القوم لرأي أميهم الصغي !‪.‬‬
‫وبعد أيام غار عليهم القوم الذين قتلوا الكلب مرة أخرى!‪.‬‬
‫فأفسدوا بعض المتلكات ونبوا شيئا من الواشي ث لذوا بالفرار!‪.‬‬
‫فاحتار القوم من هم وفعلوا ك ما فعلوا بالرة الول ول كن الم ي العجوز كرر علي هم اقتلوا من‬
‫قتل الكلب!‪.‬‬
‫فامتثلوا لمره وتركوا أمر أميهم الصغي لضعف رأيه وبعده عن الصواب !‬
‫و ف الرة الثال ثة غار القوم علي هم وح صلت بينهم معر كة صغية بائت بال سارة للعدو ول كن‬
‫هذه الرة قبضوا على قاتل الكلب وجاؤا به إل المي العجوز فأمر بقتله فقتل! ‪.‬‬
‫وبعدها كفى ال شر أؤلئك العداء ول تعد لم عائدة !‪ .‬إن كثيا من مشكلتنا مع أعدائنا‬
‫يب أن نبترها من الصل !‪ .‬وإن نظرتنا للحياة ومشكلتا تتصرها لنا تارب الخرين‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪34‬‬

‫قرارك بعد التسامح قرار بالعاناة !!‪:‬‬


‫ذكر أن أشعب سافر مع رجل من التجار وكان هذا الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال‬
‫متاع حت تعب وضجر وف طريق رجوعهما نزل للغداء فأنا خا بعيها ونزل فأما أشعب فتمدد على‬
‫الرض وأما صاحبه فوضع الفرش وأنزل التاع ث التفت إل أشعب وقال له ‪ :‬قم أجع الطب وأنا‬
‫أقطع اللحم فقال أشعب ‪ :‬أنا وال متعب من طول ركوب الدابة فقام الرجل وجع الطب ث قال يا‬
‫أشعب ! قم أشعل الطب فقال ‪ :‬يؤذين الدخان ف صدري إن اقتربت منه فأشعلها الرجل ث قال يا‬
‫أشعب قم ساعدن لقطع اللحم فقال ‪ :‬أخشى أن تصيب السكي يدي فقطع الرجل اللحم وحده ث‬
‫قال‪ :‬يا أشعب قم ضع اللحم ف القدر واطبخ الطعام فقال يتعبن كثرة النظر إل الطعام قبل نضوجه‬
‫فتول الر جل الط بخ والن فخ ح ت جهز الطعام و قد ت عب فاضط جع على الرض وقال‪ :‬يا أش عب قم‬
‫جهز سفرة الطعام وضع الطعام ف الصحن فقال أشعب ‪:‬جسمي ثقيل ول أنشط لذلك فقام الرجل‬
‫وجهز الطعام ووضعه على السفرة ث قال ‪ :‬يا أشعب قم شاركن ف أكل الطعام فقال ‪ :‬أشعب قد‬
‫استحييت وال من كثرة اعتذاري وها أنا أطيعك الن ث قام فأكل !!!!‪.‬‬
‫تفائل فقد تبتلى بأشعب زمانك وما أكثرهم ولكن ل تزن عاملهم بإحسانك إليهم وتبسمك‬
‫ف وجوههم ول تنتظر منهم شكرا أو ردا لميلك معهم فهم طبعوا على الحود والنكران وكما قيل‬
‫ات ِق شر من أحسنت إليه‪ .‬إنك تطيء حينما تنتظر منهم إجابة عاملهم لوجه ال وطلب الجر منه‬
‫سبحانه وتناسى ماضي فعالم معك ‪.‬‬
‫أهية التفاؤل‬

‫يقول الداع ية م مد عبده‪":‬التفاؤل ل غ ن ع نه ل ن أراد أن يط َو للمام وي صعد للق مم‪ ..‬إ نه‬
‫السلح الذي يقهر الوف واليأس ف نفس الؤمن‪ ..‬إنه الصخرة الت يتحطّم عليها كل صعب‬
‫متشدّد‪ ..‬إنه الدابة الت يتطيها الطالب نو تقيق هدفه والنبوغ ف تصصه‪ ..‬إنه الوسيلة الت ل‬
‫ض عنها لن أرد مصارعة الستحيل والتغلب عليه‪.‬‬
‫عو َ‬

‫ح يُقاتل به عدوّه‪ ،‬ل‪ ..‬بل قل إن‬


‫ومن فقد التفاؤل والمل كان كمن دخل معركته بل سل ٍ‬
‫شئت إنمه فقمد القدرة على القتال والا فز على السمتبسال؛ ف قد د خل معركةً خا سرةً ل مالة‪.‬‬
‫العظماء يوقنون أن الياة بدون تفاؤل حياة ل روح فيها؛ فالتفاؤل يعن عندهم المل ف مستقبل‬
‫مشرق‪ ،‬واليأس ف نظر هم سهمٌ م سمومٌ ي صيب الن سان ف مق تل‪ ،‬فإذا به ج ثة هامدة ل حراك‬
‫فيها‪ ،‬وإن نبضن عرقه وضخّ القلب الدم ف جسمه‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪35‬‬

‫العظماء يستعينون بالتفاؤل والمل ف تاوز من هم‪ ،‬والقيام من عثراتم‪ ،‬فل غ ن ل حد عن‬
‫التفاؤل؛ فالطالب ف حاجةٍ له كي ي ستسهل الصعاب ف طريق تفوّقه‪ ،‬والزارع حي ي ّد ويتهدُ‬
‫يدفعه التفاؤل والمل ف حصاد يمع فيه ثرة تعبه ونصبه‪ ،‬والتاجر يغدو ويروح‪ ،‬يسافر ويرحل؛‬
‫يمل البضائع ويتحمّل مشاقّ بيعها وتسويقها‪ ،‬يدفعه التفاؤل إل الربح اللل الوفي‪ ،‬والتفاؤل‬
‫ل ف تقيق النصر‪ ،‬ويتاجه الريض اللزم للفراش فيتحمّل‬
‫يتاجه الندي ف ميادين العارك؛ أم ً‬
‫ل قي ت قق الشفاء وعودة ال صحة والعاف ية‪ ،‬والتفاؤل يتا جه الؤ من ف سيه إل‬
‫مرارة الدواء أم ً‬
‫ال؛ فهو يصب على لواء الطريق فليزم طاعة ربه‪ ،‬ويبتعد عن معصيته‪ ،‬فيتبع نبيه ف كل ما أمر‬
‫حت وإن خالف هواه؛ أملً ف نيل جنته والفوز برضوانه‪.‬‬

‫غي نظرتك للحياة واستخدم زر اليار الحسن !!‪:‬‬


‫جيي مد ير لط عم ‪ ,‬و هو دائما ف مزاج ج يد وعند ما ي سأله ش خص ما‪ ,‬ك يف الال؟ فإ نه‬
‫ييبه على الفور“‪ ”If I were any better I would be twins‬العديد من‬
‫موظ في مطع مه تركوا وظائف هم وانتقلوا م عه عند ما انت قل إل مط عم آ خر‪ ,‬وذلك ل كي يظلوا م عه‬
‫لاذا؟؟؟ لن جيي كان يغ مر كل من حوله ب و من التشج يع والما سة فإذا مر أي مو ظف بيوم‬
‫سيء فإن جيي سوف يكون هناك لساعدته و ليعلمه كيف ينظر إل الوضوع بشكل إياب وبعد‬
‫رؤية هذه التصرفات منه جعلن أفكر‪ ..‬ث أسأله أنا ل أفهم‪ ,‬كيف يكون بإمكانك أن تكون إيابيا‬
‫كل الوقت ؟؟ فرد عليه جيي كل صباح عندما استيقظ يكون عندي خيارين استطيع أن أكون ف‬
‫مزاج جيد أو أن أكون ف مزاج سيء و أنا أختار دوما أن أكون ف مزاج جيد وف كل مرة يصل‬
‫شيء سيء يكون عندي أيضا خيارين إما أن أكون الضحية وإما أن أتعلم من المر وأنا دائما أختار‬
‫أن أتعلم مكن المكر وفك ككل مرة يتقدم أحدهكم بشكوى يكون عندي خياريكن إمكا أن أقبكل هذه‬
‫الشكوى وح سب وإ ما أن أو ضح للش خص الا نب اليا ب من ال مر فقلت له ‪ :‬ل كن ذلك ل يس‬
‫بال مر ال سهل فرد جيي‪ :‬كلّ‪ ..‬إ نه أ مر سهل إن الياة بش كل عام تتعلق باليارات وإذا اخت صرت‬
‫الوا قف ال ت ت ر م عك فإ نك سوف ت د أن ا ف النها ية تكون عبارة عن خيارات فأ نت تتار ك يف‬
‫تكون ردة فعلك ف موقف معي وكذلك تتار كيف سوف يكون تأثيك على الخرين وتتار أيضا‬
‫أن تكون بزاج سيء أو جيد وبالنهاية فإنه خيارك كيف تي حياتك و بعد عدة سنوات ‪ ...‬سعت‬
‫بأن جيي قد قام عن غي قصد بترك الباب اللفي للمطعم مفتوحا وبعد ذلك ف الصباح ‪ ..‬تعرض‬
‫للسطو من قبل ثلثة لصوص وبينما كان جيي ياول أن يفتح لم خزينة الطعم ارتفت يديه من‬
‫الوف وقام بإدخال الرقم السري بشكل خاطئ ما تسبب بإطلق النذار فارتعد اللصوص وأطلقوا‬
‫النار على جيي ولسن الظ فقد ت إسعاف جيي إل الستشفى وبعد جراحة استمرت ‪ 18‬ساعة‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪36‬‬

‫وأسابيع من العنا ية الشددة خرج جيي ومازالت ف ج سده ب عض الطلقات وبعد ‪ 6‬أش هر التق يت‬
‫بيي مصادفة وعندما سألته عن حاله أجاب “‪If I were any better I would‬‬
‫‪ ”be twins‬ث أضاف هل تود رؤية ندبات الطلقات الت خلفها الادث وطبعا رفضت رؤية‬
‫الندبات ولكن سألته‪ :‬ماذا كان يول ف عقلك عندما تعرضت للسطو فأجاب ‪ :‬أول شيء فكرت‬
‫ف يه أ نه كان عل ّي إقفال الباب الل في وب عد أن أطلقوا عل ّي النار ووق عت على الرض تذكرت أن‬
‫عندي خيارين إما أن أموت و إما أن أعيش وقد اخترت أن أعيش سألته ‪ :‬أل تشعر بالوف ؟ فتابع‬
‫جيي ‪ :‬ل قد كا نو رائع ي ‪ -‬يق صد الطباء ‪ -‬ل قد ظلوا يطمئنون ن بأ ن سوف أكون على ما يرام‬
‫لكنهم عندما أخذون إل غرفة العمليات ورأيت النظرات على وجوههم بدأت أشعر بالوف لنن‬
‫قرأت فك عيونمك بأن هذا الرجكل لن يعيكش‪ ،‬وهنكا عرفكت بأنكه يبك أن أفعكل شيكء قلت له‪ :‬ماذا‬
‫فعلت ؟؟ أجاب ‪ :‬لقد كان هنالك مرضة ضخمة تصرخ علي بالسئلة ‪ ...‬هل هنالك شيء تتحسس‬
‫م نه هل تتح سس من ش يء مع ي؟؟؟ فأج بت ‪ :‬ن عم ف أثناء ذلك تو قف الطباء و المرضات عن‬
‫الع مل بين ما انتظروا إجاب ت أخذت نف سا عميقا و صرخت ‪ :‬الطلقات ث قلت ل م ‪ :‬ل قد اخترت أن‬
‫أعيش أرجو أن تروا ل العملية الراحية قبل أن أفارق الياة‪ ،‬لقد نى جيي و الفضل ل ث ليس‬
‫فقط للطباء الذين أجروا له العمل الراحي و لكن الفضل أيضا لنظرته للحياة وقد تعلمت منه ذلك‬
‫ففي كل يوم عندك اليار إما أن تستمتع بياتك وإما أن تكرهها والشيء الوحيد الذي تلكه حقا و‬
‫الذي ل يستطيع أي شخص أن يأخذه أو يتحكم به هو ‪ ...‬نظرتك للحياة‪ ،‬فإذا تكنت من الهتمام‬
‫بذلك كل شي ف الياة سوف يصبح أكثر سهولة!‪.‬‬
‫ل تكن يائسا وتنظر للجانب السيئ من المور وتتناسى الانب الخر ل تكن مطما وترى‬
‫اللون الباهت وتغ فل عن اللون النا صع الشرق بل على العكس من كل هذا‪ ..‬كن متفائلً‪ ،،‬وافتح‬
‫صكفحات النور ول تقرأ حرفا مكن صكفحات الظلم ‪ ..‬انظكر للنصكف الملوء مكن الكأس ول تبال‬
‫بالفارغ منه ‪ ..‬كن دائما على ثقة بأن ال يهل ول يهمل ‪ ..‬اقتنع بأن حزنك اليوم سيكون فرحا ف‬
‫ال غد ب صبك ‪ ..‬تفاءل بأن الدن يا ستفيض عل يك بالفرح وتلئ أيا مك بال سرور ‪ ..‬ابت عد عن اليأس ‪،‬‬
‫ف ما من قلب سكنه اليأس إل ودمره ‪ ..‬كن شجاعا ‪ ..‬ول ت عل لليأس سلطة عل يك بل ترد عل يه‬
‫بصبك وإيانك وحطم ذراته وابن كيانك التفاءل لتعيش مرتاح البال ول تنسى أن كلم ال وكتابه‬
‫الج يد أف ضل ما قد ي سمع أو يقرأ و قت الشده والض يق ليز يل ال م وال غم هكذا ستكون متفائلً‬
‫سعيدا !!!!‪.‬‬

‫*فتش عن نفسك وأطلق عملق السعادة !‪.‬‬


‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪37‬‬

‫ي كى أن مزارعا ناجحا يع مل ف مزرع ته بدّ ونشاط إل أن تقدم به الع مر‪ ،‬وذات يوم سع‬
‫هذا الزارع أن ب عض الناس ي سافرون بثا عن اللاس‪ ،‬والذي يده من هم ي صبح غنيا جدا‪ ،‬فتح مس‬
‫للفكرة‪ ،‬وباع حقله وانطلق باحثا عن اللاس‪.‬‬
‫ظلّ الر جل ثل ثة ع شر عاما يب حث عن اللاس فلم ي د شيئا ح ت أدر كه اليأس ول ي قق‬
‫حلمه‪ ،‬فما كان منه إل أن ألقى نفسه ف البحر ليكون طعاما للساك‪ ،‬غي أن الزارع الديد الذي‬
‫كان قد اشترى حقل صاحبنا‪ ،‬بينما كان يعمل ف القل وجد شيئا يلمع‪ ،‬ولا التقطه فإذا هو قطعة‬
‫صغية من اللاس‪ ،‬فتحمس وبدأ يفر وينقب ب ّد واجتهاد‪ ،‬فوجد ثانية وثالثة‪ .‬ويا للمفاجأة! فقد‬
‫كان تت هذا القل منجم ألاس‪.‬‬
‫ومغزى هذه الق صة أن ال سعادة قد تكون قري بة م نك‪ ،‬و مع ذلك فأ نت ل ترا ها‪ ،‬وتذ هب‬
‫تب حث عن ها بعيدا‪" .‬إن ال سعادة ال ت تنشد ها موجودة بالقرب م نك‪ ..‬بل إن ا ف يك! ف تفكيك‬
‫البدع‪ ..‬ف إرادتك وتصميمك ف عزيتك الادة ف قلبك الشرق بالي العامر باليان ‪ ..‬أنت من‬
‫يلك زرع السكعادة أو التعاسكة‪ ..‬وبذر التفاؤل أو التشاؤم ‪ ...‬فمكن زرع خيا وجكد خيا‪ ...‬ومكن‬
‫زرع شوكا فإنه ل ين منه عنبا!!‪.‬‬
‫إن سكيطرت عليكك افكار السكعادة والبك والنشراح والتفاؤل فثكق أن القلق لن يطرق لك‬
‫بابا‪ ...‬وأن الزن لن يعرف لك دربا ‪ ...‬أما إن كنت تردد يوميا ‪ ...‬رزقي قليل ليس ل حظ ‪...‬‬
‫ل يبن أحد ‪ ..‬لن أتغلب على مشكلت ‪ ..‬أهلي مزعجون ‪ ..‬أولدي مقصرون ‪ ..‬قدرات ضعيفة‬
‫‪ ..‬ليس لدي مواهب ‪ ..‬لن احصل على عمل ‪ ..‬أنا فقي ومدين ومريض ‪ ..‬فإنك بذلك ل تكتفي‬
‫بأن ت عل بي نك وب ي ال سعادة حاجزا بل تع قد فوق ذلك صفقة دائ مة مع القلق والزن والكآ بة‬
‫والنتي جة‪..‬أمراض وم صائب‪ ,,,‬القلق وحده يق تل العشرات بل مئات اللف من الناس سنويا فضل‬
‫ع ما ي سببه من أمراض كالقر حة وال سكري وارتفاع ض غط الدم وانفا ضه وأمراض القلب وب عض‬
‫أنواع الشلل كما يسبب أمراضا نفسية قد تؤدي إل النيار العصب ! "‪.‬‬

‫*التشاؤم !‪.‬‬
‫التشاؤم هو ‪ :‬الن ظر إل الكون بكره والتطلع إل الدن يا ب قت فالتشائم يرى كل ش يء أ سود‬
‫الزهرة عنده شو كة وال سنبلة قنبلة والنخلة حنظلة وال طر نار التشائم معقود ال بي كال الو جه ض يق‬
‫ال صدر فل يس عنده أ مل و ل رجاء و ل فرج و ل ي سر ف هو يرى الل يل سوف يب قى والف قر سوف‬
‫يسكتمر والوع سكوف يدوم والرض لن يقلع فك قاموس التشائم الوت والسكقم واللك والفشكل‬
‫والحباط والسقوط يسبون كل صيحة عليهم ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪38‬‬

‫التشائم يوت ف كل يوم مرات‪ ،‬ويوع وهو شبعان‪ ،‬ويفتقر وهو غن لنه أطاع الشيطان‬
‫الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بالفحشاء ‪.‬‬
‫* التفائل ‪ :‬من يرى النور ف الظلم ‪.‬‬
‫* التشائم ‪ :‬من يرى الشمس سوداء ‪.‬‬
‫‪ -‬التشاؤم ي سبب الكتئاب وين تج ع نه الك سل بدل من النشاط لواج هة العوائق ولذا‬
‫يفشل بشكل دائم حت ولو كان النجاح سهل النال‪.‬‬

‫*حياتك من صنع أفكارك!‬


‫يكى أن رجل ركب القطار ذات مرة وف يده حقيبة وظل يرج من حقيبته موزا ويضع عليه‬
‫ملحا ث يرمي به من النافذة فلما سئل‪:‬ل ترم الوز؟ قال‪ :‬ل أحب الوز ملحا!!‪.‬‬
‫" قد يرسم النسان من أوهامه وتيلته صورة معينة أو تصورا عن شيء ث يضي وفق ذلك‬
‫التصور وبعبارة أخرى قد يعان من وضع هو التسبب فيه وهو من وضع لبناته فيتأل ل لكون المر‬
‫مؤل ا ل كن ل نه يت صور ع نه ذلك ويزن ل لكون ال مر مز نا ل كن ل نه يتوه ه كذلك‪...‬ويقلق ل نه‬
‫يريد أن يكون المر مقلقا!"‪.‬‬
‫متفائلون على البديهة‬

‫‪ – 1‬سئل علي بن أب طالب رضي ال عنه‪:‬بعد يوم الندق ‪ ،‬وكان قد نازل عمرو بن ود أكب‬
‫ماربك الشركيك بسكالة وجرأة ‪ ،‬وله فك سكجل الوقائع خوارق نادرة ‪ ،‬سكئل رضكي ال عنكه ‪ :‬بك‬
‫انتصرت على عمرو يوم الندق ؟ فقال ‪ :‬كانت نفسي حدثتن أن سأغلبه وأنه سيتقهقر أمامي ‪ ،‬فلم‬
‫أبال به ف شيء ‪.‬‬

‫‪ – 2‬دخل الجاج بن يوسف الثقفي الكوفة بعد رجوعه من حرب الوارج ‪ ،‬فجمع الناس ف‬
‫السجد ‪ ،‬و صعد ال نب ليخ طب ‪ ،‬فانك سر لوح خ شب ت ت قدمه ‪ ،‬وتغيت الوجوه ‪ ،‬والت فت كل‬
‫مستمع إل جاره ‪ ،‬فصاح الجاج ‪ :‬ما هذا يا قوم ‪ ،‬أئن انكسر عود جذع ضعيف ت ت قدم أسد‬
‫هصور تشاءمتم ؟ ما هكذا الرجال ! ‪.‬‬

‫‪ – 3‬خطب قتيبة بن مسلم البطل الفاتح على منب خراسان ‪ ،‬فسقط القضيب من يده وتطيه‬
‫عدوه ‪ ،‬واغتم صديقه ‪ ،‬فعرف البطل خواف ما دار ف النفوس ‪ ،‬فقال على البديهة ‪ :‬ليس المر كما‬
‫ظن العدو ‪ ،‬وخاف الصديق ‪ ،‬ولكن كما قال الشاعر ‪:‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪39‬‬

‫وألقت عصاها واستقر با النوى‬

‫ككما قر عينا بالياب السافكر‬

‫رضا الناس غاية ل تدرك!‪:‬‬


‫ي كى أن ج حا ذ هب إل ال سوق مع اب نه وكان لد يه حارا ‪.‬ر كب الر جل المار وترك اب نه‬
‫ي شي على رجل يه‪ .‬مر الثنان بب عض الناس كانوا على قار عة الطر يق‪ .‬بدأ هؤلء الناس يضحكون ‪،‬‬
‫وقالوا معلقي‪ :‬أنه أمر مزن‪ .‬جحا يركب الار ‪ ،‬ويترك الولد الصغي راجل! عندما سع جحا هذا‬
‫طلب من ابنه أن يركب وقرر هو أن يشي على رجليه‪ .‬بعد أن قطع جزء من الطريق‪ ،‬مر جحا وابنه‬
‫بماعة أخرى من الناس‪ .‬قامت هذه الماعة بالتعليق ‪ :‬إن ما نراه هو النون بعينه! يركب الصغي‪ ،‬و‬
‫ج حا الكبي يشي راجل! عند ساع ذلك قرر جحا أن يركب هو وابنه على المار‪ .‬استمر جحا‬
‫وابنه ف طريقهما وبعد فترة قصية كانت هناك مموعة أخرى من الناس على جانب الطريق ‪.‬عندما‬
‫رأى هؤلء الناس جحا وابنه يركبان المار ل يرق لم ما شاهدوه ‪ .‬سع جحا وابنه الناس يقولون ‪:‬‬
‫يا للحماقة‪ ،‬يركب جحا وابنه المار السكي ‪ ،‬إن هذا حل ثقيل على المار الضعيف‪ .‬عند ذلك‬
‫نزل جحا والولد من على ظهر المار ‪ .‬قرر جحا وابنه الشي على القدام وتركا المار يشي بدون‬
‫أن يركبه أحد فمر جحا وابنه بماعة أخرى فقالوا‪ :‬يا للعجب يشيان على أقدامهما ويتركان المار‬
‫الذي خلقه ال للركوب لوحده يشي!! ه نا قرر جحا وابنه أن يمل المار على ظهورها ويشيان‬
‫به ف السوق فضحك الناس من جحا وابنه ‪.‬‬

‫الناس ماذا يقولون عنك إذا‪:‬‬


‫ضح كت قالوا‪ :‬أل تت شم ؟ وإذا بك يت قالوا‪ :‬أل تبت سم ؟ وإذا تب سمت قالوا‪ :‬يرائي ب ا وإذا‬
‫عبست قالوا‪ :‬بدا ما كتم وإذا سكت قالوا‪ :‬كليل اللسان وإذا نطقت قالوا‪ :‬كثي الكلم وإذا حلمت‬
‫قالوا‪ :‬صنيع البان ولو كان مقتدرا لنتقم وإذا بسلت قالوا‪ :‬لطيش به وما كان مترئا لو حكم؟ ‪.‬‬
‫فأيقن أنك مهما حاولت إرضاء الناس فلن تستطيع ولن تستطيع أبدا!!! ‪.‬‬
‫وفكاز باللذة السكور‬ ‫من أرضى الناس مات ها‬
‫الناس يريدونك كما يريدون هم ل كما تريد أنت ! يسعون لرضاء ذواتم وجلب الصال‬
‫لم ويهمشونك من دائرة رؤاهم فالناس مهما بلغوا من إرضائك أو سخطك فإن هذا كله ليساوي‬
‫رضاك عن نفسك!" تأمل هذه الرباء شاهد حيلتها فهي تلون جلدها بلون الكان لتعلم أن ف البشر‬
‫مثلها نسخ تتكرر وأن هناك منافقي وهناك أناس بكل لباس تتدثر وبدعوى الي ‪...‬تتستر‪"..‬وأن‬
‫هناك أناس مزعجون وغوغاء طفيليون رسواحياتم جحيما للشرفماعليك إل أن تصب عليهم إل أن‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪40‬‬

‫تلقى ال وقد حفلت بالجر الكبي لقاء صبك عليهم !! هم حتما لصوص الياة واللص ليدخل إل‬
‫مع معمعة الظلم !!يقول الشافعي رحه ال"رضى الناس غاية لتدرك‪,‬فعليك بالمر الذي يصلحك‬
‫فلزمه‪,‬ودع ماسواه فلتعانه‪,‬فإرضاء اللق لمقدورولمأمور‪,‬وإرضاء الالق مقدورومأمور!!" خذ‬
‫هذه القاعدة "ل ناة من الوت ول سلمة من الناس "‪.‬‬

‫*كيف تكون دبلوماسيا؟‪.‬‬


‫يروى أن رجل كان يع مل ف ال يش التر كي برت بة " لواء ر كن " وكان هو ال مر والنا هي‬
‫للجنود و من ت ته من العامل ي ف ال يش ح ت كرهوه وتنوا مو ته وفرا قه م ضى على هذه ال سلطة‬
‫والكبياء على اللق أربعي عاما أو يزيد حت أحيل للتقاعد !‪.‬‬
‫فأصبح رهي منله ليساعد زوجته العجوز ف أعباء الياة !‪.‬‬
‫أما أولده فشابوا وتكاثرت عليهم الشاغل لن أباهم أنشغل عنهم ف البدايات‪,‬‬
‫أمكا الناس فقكد هجروه لجره الكرسكي الدوار الذي كانكت تزمرك منكه صكواعق الوامكر‬
‫والنواهي !‪.‬‬
‫فضاقت عليه الدنيا با رحبت فأصيب بالقلق والكتئاب لنه اعتاد أن يأمر وينهى فانقطع عنه‬
‫ذلك فجأة! فكر أن يطبق المر والنهي على زوجته العجوز فانقطعت هي الخرى وماتت من قسوة‬
‫تعامله وبشاعة أسلوبه !‪.‬‬
‫ماذا يفعل؟ ل يد أحدا يأمره وينهاه !‪.‬‬
‫قرر أخيا أن يذهب للسوق ويشتري أوعية فارغة ليملها بالاء العذب وجعل لكل وعاء لون‬
‫مالف للخكر ( أحرك وأزرق وأبيكض وهكذا ) وكتكب على لوحكة صكغية (ماء سكبيل للشرب )‬
‫ووضعهكا بانبكه ثك جلس على كر سي صكغي ينتظكر الارة فإذا جاء أ حد ليشرب مكن الاء قال له ل‬
‫تشرب مكن الوعاء ذات اللون الزرق أشرب مكن الوعاء الحرك و إذا جاء شخكص آخكر قال له ل‬
‫تشرب مكن الخضكر أشرب مكن البيكض وهكذا أسكتطاع أن يكون آمرا وناهيكا و لككن بطريقكه‬
‫دبلوماسية يبها الناس !‪.‬‬
‫فأسعد نفسه وأرضاها وأسعد الناس كذلك !‪.‬‬
‫أغمكض جفونكك تبصكر خلف الغيوم نوم‬ ‫كككت بالغيوم‬ ‫كككاؤك يوما تجبك‬ ‫إذا سك‬
‫أغمض جفونك تبصر تت الثلوج مروج‬ ‫كت بالثلوج‬ ‫كا توشحك‬ ‫والرض حولك إذا مك‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪41‬‬

‫توصكل فريكق مكن العلماء النفكس المريكييك إل أن الشخاص النشرحكي البال التفائليك فك‬
‫نظرت م للحياة بأن م يعيشون لدة أطول من أقران م الذ ين ي ستبد القلق ب م ‪ "..‬والعمار ب يد ال عز‬
‫وجل " وهذا راجع لنفسيتهم التفائلة الرحة‪.‬‬

‫*صباح الي أيها المل !‪:‬‬


‫هذه القصة حدثت ف الندلس عندما كانت ف أيدي السلمي‪ .‬كان هناك حال يمل أمتعة‬
‫الناس من السوق إل بيوتم بواسطة حار له وكان كل يوم على تلك الالة يعمل ف حل أمتعة الناس‬
‫وف إحدى اليام وبعد تعب الدوام سأل صاحبنا أصحابه ماذا يتمن كل واحد منكم أن يكون ف‬
‫الستقبل؟ ل يبه أحد منهم والسبب أنم كانوا متعبي ول يكن عندهم الستعداد عن الجابة على‬
‫السؤال فقال لم‪ :‬أما أنا فأتن أن أكون حاكم للندلس‪ .‬فأجابوه باستغراب حاكم للندلس ! فقال‬
‫ن عم‪ ،‬فقال ل صاحبه الذي عن يي نه ماذا تتم ن أن ا صنع لك لو أ صبحت أ نا حا كم للندلس قال إذا‬
‫أصكبحت أنكت حاككم للندلس أريدك أن تضعنك على ظهكر حاري وتعكل ظهري للخلف وتعكل‬
‫جنودك يضربون ن بالع صي ويقولون هذا الكذاب هذا الكذاب فقال صاحبنا المال ح سنا‪ .‬و سأل‬
‫صاحبه الذي عن يساره ماذا تتمن أنت؟ قال أنا أتن إذا أصبحت أنت حاكم للندلس أن تعطين‬
‫قصرا كبي وحصانا أبيض وجواري حسان وبدأ صاحبنا يعدد أمانيه وتر اليام ويبدأ صاحبنا بوضع‬
‫يده على الطوة ال صحيحة ‪ ..‬لن أط يل ف هذا الا نب الذي يهم ن أن صاحبنا ا ستطاع أن ي قق‬
‫حلمه ويكم الندلس بل هو الاكم الذي توسعت فيه أرض الندلس إل أكب سعة وحققت على‬
‫يد يه الفتوحات وو سعت ال ساجد إ نه الا كم الا جب الن صور!! وب عد مرور اليام وال سني أ مر‬
‫الاجب النصور وزيره أن يبحث عن صاحباه فوجدهم ف السوق كل منهم يعمل ف نقل المتعة‬
‫بماره كما كان فلما حضروا للحاجب النصور قال لصاحبه الول الذي كان عن يينه ماذا كنت‬
‫تتمن ف أيامنا الغابرة فقال أنا‪..‬أنا إنا كانت أحاديث ولت وانتهت فقال ل ل تنتهي فقال هو ذلك‬
‫فقال لوزيره اجعله على حاره وافعكل بكه كمكا أراد‪ ،‬وقال لصكاحبه الثانك ماذا تنيكت فقال الواري‬
‫ال سان و أن تعطي ن ق صرا و سط ب ستان وح صان أب يض فقال لوزيره أعطوه ما أراد ف سأل الوز ير‬
‫الاكم الاجب النصور كأنك قسيت على صاحبك الول بقدر ما عطفت‪ ،‬وأكرمت الثان فقال‬
‫ليعلم أن ال على كل شيء قدير‪.‬‬
‫يقول الرسول صلى ال عليه وسلم" إذا تن أحدكم فليستكثرفإنا يسأل ربه""رواه عبد الميد‬
‫وهو على شرط البخاري ومسلم" من تن العال مع صدق وجد ومن تن الوينا وصب على نفسه‬
‫غاية ماتناه!! الذي ينبغي لتمن الي ألّا يقصر ف شوطه‪ ،‬فإنْ سبق وحصل القصود فهذا هو‬
‫الراد‪ ،‬وإن كبا جواده مع اجتهاده َلمْ ُي َلمْ !!!‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪42‬‬

‫سع الفاروق ‪-‬رضي ال تعال عنه‪ -‬قوما من أهل اليمن يتمنون الال وهم قاعدون بالسجد‪،‬‬
‫فعلهم بدرته‪ ،‬وقال‪[[ :‬ل يقعدن أحدكم عن طلب الرزق‪ ،‬ويقول‪ :‬اللهم ارزقن! وقد علم أن‬
‫شرُوا فِي اْلَأ ْرضِ وَابَْتغُوا‬
‫السماء ل تطر ذهبا ول فضة‪ ،‬وإن ال يقول‪َ :‬فِإذَا قُضَِيتِ الصّل ُة فَانْتَ ِ‬
‫مِ ْن فَضْ ِل ال ّلهِ [المعة‪ "10:‬نعم تفاءل فرغم وجود الشر هناك الي ‪ ،،‬تفاءل فرغم وجود‬
‫الشاكل هناك الل ‪ ،،‬تفاءل فرغم وجود الفشل هناك النجاح ‪ ،،‬تفاءل فرغم قسوة الواقع هناك‬
‫زهرة أمل ‪ ،،‬كما قيل " تفاءلوا بالي تدوه "‬
‫تفاءل با توى يكن فلقلما ‪ %‬يقال لشيء كان إل تققا‬
‫وف الديث القدسي " أنا عند ظن عبدي ب " رواه البخاري‪.‬‬
‫إن أر فع درجات الك مة البشر ية هي معر فة م سايرة الظروف وخلق سكينه وهدوء داخلي ي‬
‫على الرغم من العواصف الارجية‪.‬سئل أحد الزنوج وكان فقيا ث أصبح مليونيا‪,‬كيف أصبحت‬
‫مليونيا؟ فقال‪:‬بأمرين ‪ :‬قررت أن أصبح مليونيا! ث حاولت أن أصبح مليونيا!!!‬
‫للتفاؤل موافقات عجي بة نشاهد ها ف حيات نا الواقع ية ف من تفاءل أن يكون تاجرا ح صل له‬
‫مراده‪ ،‬و من تفاءل أن يكون موظ فا ح صل له مراده وهكذا فال ظن ال سن يلب لك ال ظ ال سن‬
‫والظن السوء على النقيض من ذلك ! والتفائل دوما يتوقع الفضل ‪ ...‬ودوما يبقى ف غن نفسه‬
‫قل الل هم مالك اللك تؤ ت اللك من تشاء وتنع اللك م ن تشاء‬ ‫‪ !..‬و من تأ مل قوله سبحانه‬
‫آل عمران (‪ ،)26‬علم‬ ‫وت عز من تشاء وتذل من تشاء بيدك ال ي إ نك على كل ش يئ قد ير‬
‫علم اليقي أن ال ل يعجزه شيء إنا يقول له "كن فيكون " كم من فقي أصبح غنيا وكم من غن‬
‫أمسى فقيا !! ‪.‬‬
‫لستسهلن الصعب أو أدرك الن فما انقادت المال إل لصابر‪.‬‬
‫التسامح أعظم علج على الطلق !‪:‬‬
‫هل تريد أن تنح نفسك الصحة والعافية ؟ سامح كل من تسبب بإيذائك سواء كان ذلك ظلما لك‬
‫أو سكبا وشتمكا أو أخذا لالك‪,‬سكامهم لوجكه ال !!أرجوك سكامهم مكن أجكل حياتكك مكن أجكل‬
‫سعادتك! من أجل أن تستفيض بشعور السكينة من أجل أن ترجهم من قلبك إل البد!هب أنك ل‬
‫ت سامهم أرأ يت ك يف يأت يك ال م وتكتو يك الحزان وتعتصكر قل بك ال قد وت ستجلب المراض‬
‫لقلبك ؟أرأيت كيف يؤذيك القلق وأنت تفكر بم؟ ماهذا؟ أتريد أن تول حياتك إل شجار ومعارك‬
‫طاح نة وإل جراح ؟ يقول جيالد ف كتا به" الت سامح أع ظم علج على الطلق" ما الذي بو سعك‬
‫أن تبتغيه ث ل ينحك إياه التسامح هل تريد السلم التسامح يقدمه لك هل تريد السعادة هدوء البال‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪43‬‬

‫تقيق هدف ما إحساس بالقيمة وجال يفوق العال هل تريد الرعاية والمان ودفء الماية دائما؟‬
‫هل تريد هدوء ل يعكره شئ ورقة ل يطالا آذى وراحة عميقة دائمة وسكونا رائعا ل يزعجك شئ‬
‫ف يه‪ .‬كل ذلك ين حك إياه الت سامح وأك ثر ف هو يو مض بعين يك عند ما تن هض من نو مك وين حك‬
‫البه جة ال ت ت ستقبل ب ا يو مك إ نه ير بت على جبه تك أثناء نو مك وي ستقر فوق أجفا نك فل ترى‬
‫أحلما با خوف أو شر أو حقد وعندما تنهض مرة أخرى ينحك يوما آخر من السعادة والسلم‬
‫كل ذلك ينحك إياه التسامح وأكثر‪.‬‬

‫فالثار الانبية للفكار غي التسامة والت نملها ف عقولنا يكن أن نؤثر تأثيا سلبيا على سعادتنا‬
‫فلنلقي نظرة على القائمة التالية والت تضم بعض الشاكل السدية الت يكن أن يكون لا صلة‬
‫بالعقل الغي متسامح‪.‬‬

‫•الصداع‬
‫•آل الظهر‬
‫•آلم الرقبة‬
‫•آلم العدة وأعراض القرحة‬
‫•الكتئاب‬
‫•قلة الطاقة‬
‫• التعاسة‬
‫•النفعال والوف‬
‫•الرق والقلق‬
‫يقبل القليل م نا أن يتبادل الدوية وهو يعلم إنا ستضره وبالرغم من ذلك فنحن تقريبا لنتقى‬
‫الفكار الت نضعها ف عقولنا ما هو العلج؟ ما هو أقوى دواء لدينا نعال به أفكارنا الت سببت‬
‫لنا هذه القائمة من العراض؟ التسامح إنه علج قوي ومزمن ومعجزة ليده القدرة على جعل هذه‬
‫العراض تتفي‪ ".‬لعلنا نذكر ناذج من التسامي الذين حفلت بم كتب التاريخ‪:‬‬

‫‪-‬قيس بن عاصم النقري ‪ ،‬كان الرسول (صلى ال عليه وسلم ) يقول له‪( :‬أنت سيد أهل‬
‫الوبر) لنه من أحلمهم ‪ ..‬فقد ضرب ف اللم والصفح أروع المثلة ‪ ،‬حت إنه ما كان يغضب أبداَ‬
‫‪.‬‬
‫جلس مرة من الرات وهو متب ‪ ..‬فجاء ولد له فقال ‪ :‬قتل أخي ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪44‬‬

‫قال ‪ :‬من قتله ؟‪.‬‬


‫قال ‪ :‬ابن فلنة ك امرأة كانت عندهم وجلست معهم ك ‪.‬‬
‫قال الحنف بن قيس ‪ :‬فوال ما حل قيس بن عاصم حبوته ول ترك ول تغي ‪.‬‬
‫فل ما انت هى من الد يث قال ‪ :‬جهزوه وغسلوه ‪ ،‬ث ائتو ن به ل صلي عل يه وأودعه ‪ ،‬وخذوا‬
‫مائة ناقة وأعطوها ذاك الولد لئل ياف ‪ ..‬وطمئنوا أمه لئل تظن بنا شرا ‪ ..‬وعفا ال عما سلف !!‪.‬‬
‫قال الحنف بن قيس ‪ :‬منذ ذلك اليوم تعلمت اللم ‪.‬‬
‫ولذلك فالحنف من بن تيم ك قوم الحنف ك وقال لم ‪ :‬هل رأيتم الحنف غضب يوما‬
‫من اليام ؟‬
‫قالوا ‪ :‬وال ما رأيناه غضب ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فما ل إن أغضبته ‪.‬‬
‫فواعدوه بشيء من الال ‪.‬‬
‫ل سفيها من سفهاء بن تيم وقال ‪ :‬خذ هذه الائزة واذهب إل الحنف ابن قيس‬ ‫فدعا رج ً‬
‫ول تكلمه ‪ ،‬وإنا ألطمه على وجهه ! فإذا سألك فقل إنن سعت أنك تعرض ل وتسبن وتغتابن ‪.‬‬
‫فذهب ‪ ،‬وإذا الحنف بن قيس جالس ف ملس ب ن تيم ‪ ،‬فتقدم له ذاك ال سفيه فضر به على‬
‫وجهه ‪.‬‬
‫فقال الحنف ‪ :‬ما لك ؟‪.‬‬
‫قال ‪ :‬سعت أنك تعرضت ل وشتمتن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬من أرسلك ؟‪.‬‬
‫قال ‪ :‬فلن بن فلن ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ماذا قال ؟‪.‬‬
‫قال ‪ :‬قال ل ‪ :‬اذهب إل سيد بن تيم فلن فاضربه ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬لست أنا بسيد بن تيم ‪ ،‬إن سيد بن تيم جارية بن قدامة ‪.‬‬
‫فانطلق هذا السفيه فأتى جارية بن قدامة فضربه على وجهه ‪.‬‬
‫فقام جارية بن قدامة ومعه سيف فضرب يد الرجل فأبانا له ! ‪.‬‬
‫التفائل لسان حاله كما قال الشاعر ‪:‬‬
‫وأصفح عن سباب الناس حلما وشر الناس من يهوي السبابا‬
‫لو أقمت الدنيا وأقعدتا هل ستنتصر ؟ إنك ستخسر نفسك بفيوس الغضب وتتأل وتتعذب‬
‫والل ل يل الشكلة لنا انتهت! قد تصاب بلطة أو بقرحة أو بالقولون أو بأي مرض من المراض‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪45‬‬

‫والسبب أنك ل تتمالك نفسك ‪.‬يقول ابن القيم" أوثق غضبك بسلسلة اللم فإنه كلب إن أفلت‬
‫اتلف‪ ".‬وقديا قيل ‪ :‬الفائز هو الذي يضحك ف النهاية ‪.‬‬
‫مشى العاف بن سليمان مع صاحب له فالتفت إليه صاحبه عابسا وقال ‪ :‬ما أشد البد اليوم ؟ فقال‬
‫العاف ‪ :‬أستدفأت الن!! قال ‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فماذا استفدت من الذم؟ لو ذكرت ال لكان خيا لك‪.‬‬

‫‪-‬اجتمع الصحابة ف ملس ‪ ..‬ل يكن معهم الرسول عليه الصلة والسلم ‪ ..‬فجلس خالد بن‬
‫الوليد ‪ ..‬وجلس ابن عوف ‪ ..‬وجلس بلل وجلس أبو ذر ‪ ..‬وكان أبو ذر فيه حدة وحرارة‬
‫فتكلم الناس ف موضوع ما ‪ ..‬فتكلم أبو ذر بكلمة اقتراح‪ :‬أنا أقترح ف اليش أن يفعل به كذا‬
‫وكذا‪ .‬قال بلل ‪ :‬ل ‪ ..‬هذا القتراح خطأ ‪ .‬فقال أبو ذر ‪ :‬حت أنت يابن السوداء تطئن ‪!!!.‬‬
‫فقام بلل مدهوشا غضبانا أسفا ‪ ..‬وقال ‪ :‬وال لرفعنك لرسول ال عليه السلم ‪ ..‬وأندفع‬
‫ماضيا إل رسول ال ‪ .‬وصل للرسول عليه الصلة والسلم ‪..‬وقال ‪ :‬يارسول ال ‪ ..‬أما سعت أبا‬
‫ذر ماذا يقول ف ؟ قال عليه السلم ‪ :‬ماذا يقول فيك ؟؟ قال ‪ :‬يقول كذا وكذا ‪ ..‬فتغي وجه‬
‫الرسول صلى ال عليه وسلم ‪..‬وأتى أبو ذر وقد سع الب ‪ ..‬فاندفع مسرعا إل السجد ‪ ..‬فقال‬
‫‪ :‬يارسول ال ‪ ..‬السلم عليكم ورحة ال وبركاته ‪ .‬قال عليه السلم ‪ :‬يا أبا ذر أعيته بأمه ‪..‬‬
‫"إنك امرؤ فيك جاهلية" ولو كنت من العباد والزهاد‪ ،‬ولو كنت من تقوم الليل وتصوم النهار‬
‫وتطعم الساكي‪ ،‬إنك امرؤ فيك جاهلية‪ !!. " ،‬فبكى أبو ذر رضي ال عنه‪ ..‬وأتى الرسول عليه‬
‫السلم وجلس ‪ ..‬وقال يارسول ال استغفر ل ‪ ..‬سل ال ل الغفرة ث خرج باكيا من السجد ‪..‬‬
‫وأقبل بلل ماشيا ‪..‬فطرح أبو ذر رأسه ف طريق بلل ووضع خده على التراب ‪..‬وقال ‪ :‬وال‬
‫يابلل ل ارفع خدي عن التراب حت تطأه برجلك ‪ ..‬أنت الكري وأنا الهان ‪ !!..‬فأخذ بلل‬
‫يبكي ‪ ..‬وأقترب وقبل ذلك الد ث قاما وتعانقا وتباكيا ‪ .‬هذه هي حياتم يوم تعاملوا بالسلم‬
‫رضي ال عنهم أجعي ‪ .‬إن بعضنا يسيء للبعض ف اليوم عشرات الرات ‪ ..‬فل يقول ‪ :‬عفوا‬
‫ويعتذر إن بعضنا يرح بعضا جرحا عظيما ‪ ..‬ف عقيدته ومبادئه وأغلى شيء ف حياته فل يقول‬
‫‪ ..‬سامن ‪ .‬إن البعض قد يتعدى بيده على زميله ‪ ..‬وأخيه‪ ..‬ويجل من كلمة ‪ :‬آسف ‪.‬‬
‫السلم دين التقوى ل يفرق بي لون أو حسب أو نسب ‪ ..‬فلماذا يعجز أحدنا عن العتذار‬
‫لخيه ‪ ..‬بدية صغية ‪ ..‬أو كلمة طيبة ‪ ..‬أو بسمة حانية ‪ ..‬لنضل دوما على الب والي أخوة‬
‫‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪46‬‬

‫التسامح قيمة عالية ‪ ( :‬وما أرسلناك إل رحة العالي ) النبياء ‪ , 107‬رحة انسانية ورحة أخوية‬
‫ورحة ساوية ومنهج ربان واسع للبشرية أجع ‪,‬تأمل هذه اليات القرآنية الت خاطب با ال رسوله‬
‫صلى ال عليه وسلم وهي برهان كبي على عظمة مبدأ التسامح ‪:‬‬

‫‪ ( – 1‬فاصفح عنهم وقل سلم فسوف يعلمون ) الزخرف ‪ , 98‬يقول الطبي ‪ :‬نزلت حينما دعا‬
‫النب ربه ‪ ( :‬يارب إن هؤلء قوم ل يؤمنون ) ومعن الية أي اصفح عنهم يا ممد وأعرض عن‬
‫آذاهم ‪ ,‬وقل سلم عليكم ‪ ( ,‬فاصفح الصفح الميل ) ‪.‬‬

‫‪ ( – 2‬خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الاهلي ) العراف ‪ , 99‬فكان التسامح ف حياة‬
‫الجتمع النبوي ل يشدد على الناس ‪ ,‬ول يؤاخذ الاهلي ‪ ,‬وإنا يسر وتيسي ‪ ,‬ورحة بعد رحة ‪,‬‬
‫( فبما رحة من ال لنت لم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك ) آل عمران ‪. 51‬‬

‫‪ ( – 3‬ادفع بالت هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ول حيم ) فصلت ‪ , 43‬فسلم‬
‫الجتمع ف مقابلة السيئة بالسنة ‪ ,‬حت يصبح العدو كأنه ول حيم ‪.‬‬

‫‪-‬روى البخاري ‪ :‬عن أنس بن مالك قال ‪ :‬كنت أمشي مع الرسول ( صلى ال عليه وسلم )‬
‫وعليه برد نران غليظ الاشية ‪ ،‬فأدركه أعراب فجذبه بردائه ‪ ،‬جذبة شديدة ‪.‬‬
‫قال أ نس ‪ :‬فنظرت إل صفحة عا تق ال نب ( صلى ال عل يه و سلم ) و قد أثرت في ها حاش ية‬
‫الرداء من شدة جذبته ‪.‬‬
‫ث قال ‪ :‬يا ممد أعطن من مال ال الذي عندك ‪.‬‬
‫فالتفت إليه ( صلى ال عليه وسلم ) فضحك ث أمر له بعطاء ‪.‬‬
‫نعم اضحك ف وجه من يؤذيك لتمتص غضبك وتكيل عليه أنت سفاهته على نفسه !!‪.‬‬
‫فخيكك مككن إجابتككه السكككوت‬ ‫إذا نطككق السككفيه فل تبككه‬
‫وإن خليتكككككككه كمدا يوت‬ ‫ككه‬ ‫ككت عنك‬ ‫ككه فرجك‬ ‫فإن كلمتك‬

‫***‬
‫أرحكت نفسكي مكن هكم العداوات‬ ‫لاكك عفوت ول أحقككد على أحككد‬

‫أدرك علماء النفس ف دراساتم أهية العفو والرضا والتسامح ف علج الكثي من المراض الستعصية‬
‫حيث أن التسامي ليعانون من ضغط الدم وهم أكثر الناس إبداعاوف دراساتم أكتشوا أن التسامح‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪47‬‬

‫يطيكل فك العمرويقوي أجهزة الناعكة لدى النسكان وييكت الليكا العصكبية فك الدماغ‪.‬يقول بعكض‬
‫العلماء"إنك لن تنسى موقفامزعجا حدث لك أوفر بكثي من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبية‬
‫من دماغك للتفكي بالنتقام!وبالتال فإن العفويوفر على النسان الكثي من التاعب فإذا أرت أن تسر‬
‫عدوك ف كر بالنتقام م نه‪,‬ل نك ستكون الا سر الوح يد" ألت ب أي ها القار يء الكر ي أن يغ فر ال‬
‫صفَحُوا أَلَا تُحِبّونَ أَ ْن َيغْ ِفرَ الّلهُ لَكُ ْم وَالّلهُ َغفُو ٌر رَحِي ٌم (‪[ )22‬النور ) ‪.‬‬
‫لك؟تذكر" وَلَْي ْعفُوا وَلَْي ْ‬

‫نزلت هذه الية السابقة حينما منع الصديق أبو بكر رضي ال عنه ‪ ,‬الصدقة عن مسطح بن أثاثة ‪,‬‬
‫بعد أن نال من عائشة ف حادثة الفك ‪ ,‬نزلت ‪ ( :‬أل تبون أن يغفر ال لكم ) النور ‪ , 22‬فقال‬
‫أبو بكر ‪ :‬بلى نب يا ربنا ‪ ,‬ث واصل إنفاقه على مسطح رغم ما قال ورغم ما فعل ‪ ,‬فعلمنا الصديق‬
‫ف هذا الوقف أن التسامح نوعان ‪:‬‬

‫الول ‪ :‬مع النفس ‪ :‬بالتأل للفعل وحلها على العلج ‪ ,‬ونسيان الاضي الؤل البغيض ‪.‬‬

‫الثان ‪ :‬مع الناس ‪ :‬بأن يتصدق عليهم بأخطائهم ‪ ,‬ويلل نفسه من آذاهم له ولو كان قاسيا ‪.‬‬

‫وإن هدموا مدي بنيت لم مدا‬ ‫فإن أكلوا لمي وفرت لومهم‬

‫الشدائد تنحك قوة فولذية مضادة للتشاؤم !‪.‬‬


‫يروى ف التراث ال صين أن مزارعًا فقيًا ف قر ية كان يلك ح صانًا‪ ،‬وكان أ هل‬
‫القر ية كذلك مزارع ي فقراء ولكن هم ل يلكون أي ح صان‪ .‬و ف ذات صباح ت مع أ هل‬
‫القر ية ع ند الزارع الفق ي وقالوا له‪ :‬ما أ سعدك! ما أح سن ح ظك! كل نا ل يلك ح صانًا‬
‫وأنت تلك حصانًا يساعدك ف الزرع ويملك إل حيث تريد‪ .‬التفت الزارع إليهم با سًا‬
‫وهو يقول‪ :‬ربا‪ .‬وف ذات صباح اختفى حصان الرجل الفقي‪ ،‬فتجمع أهل القرية فقالوا‬
‫للمزارع‪ :‬يا مسكي‪ ،‬يا تعيس الظ‪ ،‬هرب حصانك‪ ،‬هرب الذي كان يساعدك‪ ،‬ما أسوأ‬
‫حظك! فالتفت الزارع إليهم با سًا وهو يقول‪ :‬ربا‪ .‬وف فجر صباح الغد‪ :‬رجع الصان‬
‫وبصحبته حصان وحشي قد ألف حصان الزارع‪ .‬فتجمع أهل القرية عند الزارع فقالوا‪:‬‬
‫مكا هذا الظك العظيكم؟! يكا لك مكن مظوظ‪ ،‬قكد صكار عندك حصكانان‪ ،‬يكا لناك!‬
‫فالت فت الر جل إلي هم با سًا‪ ،‬و هو يقول‪ :‬رب ا‪ .‬و ف مغرب ذلك اليوم وع ند انتهاء الع مل‪،‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪48‬‬

‫أحب البن الوحيد للمزارع أن يركب الصان الوحشي ليتألفه‪ ،‬فامتطى ظهره‪ ،‬وما هي‬
‫إل خطوات ح ت هاج ال صان الوح شي و سقط ال بن وك سرت يده‪ ،‬فأ تى أ هل القر ية‬
‫للمزارع قائل ي‪ :‬يا لرداءة ح ظك‪ ..‬يا ل ظك العا ثر! اب نك وحيدك ك سرت يده‪ ،‬من‬
‫سكيساعدك فك حراثكة الرض؟ مكن سكيشاركك العمكل بعده؟ يكا لك مكن مسككي!‬
‫فالتفت إليهم با سًا وهو يقول‪ :‬ربا‪ .‬وتضي أيام قليلة‪ ..‬وإذا باليش الصين يداهم القرية‬
‫ويأخذ كل شباب القرية‪ .‬إنه يتأهب لوض حرب قادمة لعدو قريب يتربص‪ .‬دخل أفراد‬
‫ال يش بيوت الفقراء‪ ،‬أخذوا كل الشباب ل يدعوا أحدًا‪ ،‬لكن هم عند ما دخلوا إل ب يت‬
‫الزارع الفقي وجدوا ابنه مكسور اليد‪ ،‬قد لفت يده ببية‪ ،‬فتركوه‪ .‬فتجمع أهل القرية‬
‫عنكد الزارع وقالوا‪ :‬ل يدعوا شابًا مكن شبابنكا إل أخذوه‪ ،‬مكا تركوا أحدًا‪ ،‬مكا تركوا إل‬
‫ابنك‪ ،‬ما هذا ال ظ العج يب؟! يا لقوة ح ظك‪ ..‬ما أسعدك! فالت فت الر جل إلي هم با سًا‬
‫كعادته وهو يقول‪ :‬ربا‪.‬‬
‫ل تلو حياة إنسان من مشكلت‪ ،‬الغن له مشكلته‪ ،‬الفقي له مشكلته‪ ،‬العامل‪،‬‬
‫العا طل‪ ،‬ال كبي‪ ،‬ال صغي‪ ،‬ال كل تع صف به الشكلت‪ .‬ل يس ال هم ما ي قع عل يك من‬
‫مشكلت الحداث‪ ،‬الهم بأي عي تنظر للحدث‪ ،‬بعي التفائل الستبشر بالي‪ ،‬أم بعي‬
‫التشائم التكهن بالشر؟ تأكد من لون نظارتك الت ترتديها‪ ،‬أهي سوداء مظلمة أم بيضاء‬
‫مشر قة؟ صاحب النظارة ال سوداء ل يرى إل الظل مة والن قص والف شل‪ ،‬و صاحب النظارة‬
‫البيضاء (ذلك الطمئن بال التو كل عل يه الرا ضي بقدره) ل يرى إل ال ي القادم والكمال‬
‫والنجاح‪.‬‬

‫* التفائل ل ينام ف وسط الطريق ! ‪.‬‬


‫تأملت هذه الدنيا فلم أجد أحدا أخذ لنفسه قسطا من الراحة أو ارتسمت ف حياته‬
‫ساعات يلد فيها للسكون إل جاءته صفحات العمل شاء أم أب ‪.‬‬
‫ل يس ف الياة إجازة وإن جاءت ت شي على ا ستحياء ف قد شرع ها ال لكم ته أن‬
‫تكون للحركة والعمل ‪.‬‬
‫إن الفارق بعيكد جدا بيك إجازة أعمال معصكية يكون العقكل فيهكا غافيكا ومعصكية‬
‫تتبجح كأنا فضيلة وبي إجازة يشع فيها نور السماء وتبن فيها حياتك لماتك ‪..‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪49‬‬

‫إن أعظم إجازة ف التاريخ أن تضع قدمك ف النة وإن أعظم سبيل للخلود والراحة‬
‫أن تنام قريكر العيك مكع النكبيي والصكديقي والشهداء والصكالي وحسكن أولئك رفيقكا !‬
‫إن التفائل لينام وسط الطريق أبدا ليكون عرضة للمخاطر بل ليزال يسي الطى بأقدام‬
‫ثاب ته ون فس تنت ظر الثول ف أعلى الدرجات لن إجاز ته كا نت حافلة بالنازات!! فإذا‬
‫فرغت فانصب وإل ربك فارغب‪.‬‬

‫* شروط السعادة المسة لللتحاق بفضاء التفاؤل! ‪.‬‬


‫وقع حصان أحد الزارعي ف بئر مياه عميقة ولكنها جافة‪ ،‬وأجهش اليوان بالبكاء‬
‫الشديد من الل من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان الزارع خللا يبحث‬
‫الو قف ويف كر ك يف سيستعيد ال صان؟ ول ي ستغرق ال مر طويلً كي يُق نع نف سه بأن‬
‫الصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر‪ ،‬هذا‬
‫إل جا نب أن البئر جا فة م نذ ز من طو يل وتتاج إل ردم ها بأي ش كل‪ .‬وهكذا‪ ،‬نادى‬
‫الزارع جيانكه وطلب منهكم مسكاعدته فك ردم البئر ككي يلك مشكلتيك فك آن واحكد؛‬
‫التخلص من البئر الاف ودفن الصان‪ .‬وبدأ الميع بالعاول والواريف ف جع التربة‬
‫والنفايات وإلقائها ف البئر‪ .‬ف بادئ المر‪ ،‬أدرك الصان حقيقة ما يري حيث أخذ ف‬
‫ال صهيل ب صوت عال يلؤه الل وطلب النجدة‪ .‬وب عد قل يل من الو قت اند هش الم يع‬
‫لنقطاع صوت الصان فجأة‪ ،‬وبعد عدد قليل من الواريف‪ ،‬نظر الزارع إل داخل البئر‬
‫وقد صعق لا رآه‪ ،‬فقد وجد الصان مشغو ًل بز ظهره كلما سقطت عليه التربة فيميها‬
‫بدوره على الرض ويرتفكع هكو بقدار خطوة واحدة لعلى! وهكذا اسكتمر الال‪ ،‬الككل‬
‫يل قي الو ساخ إل دا خل البئر فت قع على ظ هر ال صان في هز ظهره فت سقط على الرض‬
‫ح يث يرت فع خطوة بطوة إل أعلى‪ .‬وب عد الفترة اللز مة للء البئر‪ ،‬اقترب ال صان من‬
‫سطح الرض ح يث ق فز قفزة ب سيطة و صل ب ا إل سطح الرض ب سلم‪ .‬وبال ثل‪ ،‬تل قي‬
‫الياة بأوجاع ها وأثقال ا عل يك‪ ،‬فل كي تكون ح صيفًا‪ ،‬عل يك ب ثل ما ف عل ال صان ح ت‬
‫تتغلب عليها‪ ،‬فكل مشكلة تقابلنا هي بثابة عقبة وحجر عثرة ف طريق حياتنا‪ ،‬فل تقلق‪،‬‬
‫لقد تعلمت توًا كيف تنجو من أعماق آبار الشاكل بأن تنفض هذه الشاكل عن ظهرك‬
‫وترتفع بذلك خطوة واحدة لعلى‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪50‬‬

‫يلخص لنا الصان القواعد المسة للسعادة بعبارات مددة كالت‪:-‬‬


‫‪ .1‬اجعل قلبك خاليًا من الكراهية ‪.‬‬
‫‪ .2‬اجعل عقلك خاليًا من القلق ‪.‬‬
‫‪ .3‬عش حياتك ببساطة ‪.‬‬
‫‪ .4‬أكثر من العطاء ‪.‬‬
‫‪ .5‬توقع أن تأخذ القليل‪.‬‬
‫كلما حاولت أن تنسى هومك‪ ،‬فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء نفسها فوق‬
‫ظهرك !فهل تستسلم لموم كذرات الغبار تطي ف الواء ؟ أتريد أن تستنشق الغبار اللوث‬
‫بشكلت المكس !؟ ل ل إن جاءت عالقكة فيكك فكافحهكا باء التفاؤل ! الياة مليئة‬
‫بالجارة ‪ ..‬ل تتعثر با ‪ ,‬بل اجعها وابن با سلما تصعد به نو النجاح!‪.‬‬
‫* أعط العصفورة سنبلة الب وواصل! ‪:‬‬
‫ففترت هت ذات مرة وتكالبت علي الحزان فخرجت إل حديقة منل وجلست‬
‫أر قب الكون وأتأ مل الياة وبي نا أ نا كذلك إذ ع صفور صغي وم عه أ مه تط ي إل أعلى‬
‫الائط ويطي معها ولكنه يسقط على الرض ث يعود مرة أخرى بزقزقة أمه ونئي عذب‬
‫أمومتهكا وهكذا حاول الصكعود مرة تلو الخرى حتك حقكق ناحكا عظيمكا بوقوفكه على‬
‫الائط فبدأ يغرد تغريدا جيل صكداحا فك الفكق البعيكد وأمكه تتراقكص بيك جنكبيه طربكا‬
‫واحتفال بذا النازوكأنا تديه سنبلة الب وتواصل معه سي حياتمالتهديه الطريق !‪.‬‬
‫ويا أل كم انتابن من الشعور الميل وأنا أنظر إل هذا الشهد الرائع!وكم سررت‬
‫وزالت ع ن غائ بة الزن وركيئة الفتور وأنا أحلق مع هذه العظ مة وهذا ال كبياء واللل‬
‫لذا العصفور! ‪.‬لقد تعلمت درسا لأنساه " أن الياة ماولة"‬

‫لتركز على مآسي العال بل ركز على آماله !‪.‬‬


‫ذه بت أ نا و صديق ل إل ر جل من الغنياء اعتزل الق صور والدن ية ال صاخبة وترك‬
‫الولدان والهل وثروته ف قصره الشيد ليعيش ف قلب الصحراء نائيا عن كل صديق أو‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪51‬‬

‫قريب ف خي مة أسدل عليها الزمان سدوله فتهالكت من وهج الشمس و هبائب الريح‬
‫العاتية!‬
‫ومن بي يديه تلك الراعي من البل والشياة الواجة ف لب الشمس وهجي الرمضا‬
‫وقعقعت الرياح والغبار!وقد تتعجبون إن قلت لكم أنه مصاب بداء التشاؤم فل يبصر نورا‬
‫وليلك ب صيص من ال مل منق بض الوج ي مكتئب حز ين قد ع شش ال م ف رأ سه‪,‬‬
‫وجاءت غموم الدنية وضجيجها وكلكلها بي عينيه السوداوتي فشقي بنفسه ول يغي‬
‫من واقعه شيئا!‪.‬‬
‫فرحت أرسم له خ طى الطريق لعله أن يدد من حياته فكتبت على الرمال الذهبية‬
‫ف قلب الصحراء هذه الشارات‪:‬‬
‫إن من بي هذه السهول الصفراء الوشحة بلل البيبات الوردية لياة!‪.‬‬
‫وإن من بي هذه البل السائبة وغثاء الشياة الرتل بي فحيح السموم وهجي الشمس‬
‫لياة!‪.‬‬
‫وإن مكن بيك هذه الشجيات الصكغية التراقصكة بتغريكد الطيار وهكي تتلو خطكب‬
‫الب ونغمات حفيف الواء الساخن لياة!‪.‬‬
‫علم تبتهج الكواكب ف ظلمة الليل؟‪.‬‬
‫وعلم يضي القمر بلل نوره وسروره ف هذا الليل البهيم!‪.‬‬
‫وعلم تبتسم الصحراء ف أفول الشمس وقريء النهار!‪.‬‬
‫وعلم يودع الليل سواده بشعاع خيوط الفجر إذا تنفس!‪.‬‬
‫إن وراء ذلك كله لياة ولكن‪ :‬لقوم يعقلون!!! ‪.‬‬
‫وفك طريكق عودتنكا لفكت نظرنكا ذلك الراعكي الذي توسكد الثرى و نام تتك تلك‬
‫الشجرة ليغط ف نوم عم يق فلم يكترث ل صخب ال صحراء ول لسمومها وحر ها فعر فت‬
‫أن ال سعادة سعادة الرواح ل سعادة الج ساد‪ ,‬وأن ال سكن ف القصور والر كب الن ء‬
‫والفراش الوفيليغ ن شيئا إذا امتل القلب سوادا! وعر فت أن اللي ي من العال لينام إل‬
‫على مهدئات وعلجات بين ما هذا الرا عي نائم ف هذه ال صحراء مكلل بال سرور! أ نت‬
‫أحسن عيشة من عبداللك بن مروان‪ ،‬وهارون الرشيد‪ ،‬وقد كانا َمِلكَي الرض‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪52‬‬

‫* كان الرش يد ي سهر على الشموع‪ ،‬وير كب الدواب والحا مل وأ نت ت سهر على‬
‫الكهرباء‪ ،‬وتركب السيارة‪،‬أفل نمد ال على ذلك!‬
‫ت ستطيع أن تغ ن للحياة وتبت هج ل ا ‪ ،‬وترى كل الشياء من حولك جيلة وواعدة‪،‬‬
‫وت ستطيع أي ضا أن تكره الدن يا وتكتئب ل ا ول ترى في ها إل كل ما هو رد يء ومزن‬
‫وباعث على التشاؤم ‪" .‬‬
‫"لاذا تعذب نف سك بل مبر ‪ ،‬والياة لن تتأ خر عن القيام بذه اله مة أف ضل م نك‬
‫حي توجد السباب القيقية للتعاسة والعذاب ‪" .‬‬
‫"إن لكل منا شسي ‪ ،‬واحدة ف السماء والثانية ف داخله ‪ ،‬فإذا غربت شس السماء‬
‫‪ ،‬أضاءت شسه الداخلية روحه "‪.‬‬
‫" عاشر الحباب ‪ ..‬وابتعد عن عشرة الاقدين وناكري الميل واللحميي ( الذين‬
‫ينهشون لوم الناس نشا )‪ ،‬وابتعد عن ذوي النفوس الظلمة الت ل ترى ف الخرين إل‬
‫كل نقص وعيب ‪" .‬‬
‫" إن أفضكل وسكيلة للتعامكل مكع ذوي النفوس الظلمكة هؤلء هكي الحتفاظ دائمكا‬
‫بسافة كافية بينك وبينهم ول تسمح لم بالقتراب من دائرة التنفس عندك إيانا بأن البعد‬
‫عنهم غنيمة ‪ ،‬ولو كانت كل عطايا الدنيا تنتظرك معهم ‪" .‬‬
‫"ل تضكي فك طريكق اليأس ‪ ،‬ففكي الكون آمال ‪ ،،‬ول تتجكه نوك الظلمات ‪ ،‬ففكي‬
‫الكون شوس ‪".‬‬
‫التفاؤل والعلج بقراءة الكتب‪:‬‬
‫النهة ف عقول الرجال من أجل النعم‪,‬وهي عمر ثان للنسان وميلد يتكرر امتاعه‬
‫وأنسه للمرء العاكف على القراءة والبحر ف عال الاضي والاضر‪,‬قلّ أن تد قارئا‬
‫للكتب الفيدة حزينا أو كئيبا‪,‬كيف يزن ومعه أوف صديق وأجل ّرفيق‪,‬إن الذي ليقرأ‬
‫وليتع ناظريه ف الكتب فليعش إن شاء جاهلياأو ف خراف الركب التخلف!! توصل‬
‫الغرب ف بوثهم إل أن القراءة علج فعال للنفوس الحبطة والتشائمة وتوصلنا نن‬
‫السلمون إل أن القراءة ليست علج لمراضنا النفسية فحسب !!بل عبادة نتقرب با إل‬
‫ال!! نزداد علما وسكينة وهدوءا وتفاؤل حينما نغلق ملف الجتماع مع الناس‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪53‬‬

‫الفوضويون لنقمع ف حديقة الكتبة ونترسل الفرائد والعرائس والربح الظمون على القل‬
‫ينتابنا شعور نفسان عظيم ونن نظم الدفاتر إل صدورنا وعقولنا وعيوننا هذا هو الب‬
‫ف نظري فليقل العاشقون عن غيدهم وليلهم ماشاؤا فلن يدوا ف الوجود أجل من‬
‫الكتب زرفا وباءا وحلوة ‪.‬‬
‫‪ -‬يقو ُل ابن تيمية ‪ « :‬ابتدأن مر ضٌ ‪ ،‬فقال ل الطبيبُ ‪ :‬إنّ مطالعتك وكلمك ف‬
‫العل مِ يزيدُ الرض ‪ .‬فقلت له ‪ :‬ل أ صبُ على ذلك ‪ ،‬ل أ صبُ على ذلك ‪ ،‬وأ نا أحاكمُك‬
‫ت قوي تِ الطّبيعةُ ‪ ،‬فَدَفع تِ الرض ؟ فقال ‪:‬‬
‫ت النّف سُ إذا فرج تْ و سُرّ ْ‬
‫إل علمِك ‪ ،‬أليس ِ‬
‫بلى ‪ .‬فقل تُ له ‪ :‬فإن نف سي تُ س ّر بالعل مِ ‪ ،‬فتقوى به ال طبيعةُ ‪ ،‬فأجدُ راحةً ‪ .‬فقال‪ :‬هذا‬
‫حسَبُو ُه شَرّا لّكُم َبلْ ُهوَ خَ ْي ٌر لّ ُكمْ ﴾ ‪.‬‬
‫ج عن علجِنا» ﴿لَا تَ ْ‬
‫خار ٌ‬
‫فربّمكا صكحتِ الجسكامُ بالعِللِ‬ ‫لع ّل عَتْبَككك ممو ٌد عواقبُهككُ‬
‫‪ -‬يروى أن الأمون العبا سي قال لع مه عبدال بن ال سن و قد تقدم تْ به ال سن‪ :‬ما بق َي من‬
‫لذائذك يا أ با علي ‪ ?.‬فأجا به ‪ :‬اثنان‪ ,‬الول الل عب مع الفدة وال سباط‪ ,‬والثان ية الد يث مع‬
‫الصم البكم العمي ‪ !.‬فقال الأمون‪ :‬عرفنا الول فماذا عن الثانية‪ ?.‬فأجابه ‪ :‬قراءة الكتب فهي‬
‫ل تزعجك بصوت‪ ,‬ول تتجسس عليك بسمع‪ ,‬ول تتطلع عليك ببصر!‬

‫‪ -‬يقول إدوارد بول وير ليتون‪ :‬قد نعيش بدون شعر ‪ ,‬وموسيقى ‪ ,‬وفن ؛ قد نعيش بدون‬
‫ضميك ونعيكش بدون قلب ؛ قكد نعيكش بدون أصكدقاء ؛ وقكد نعيكش بدون طهاة ‪ .‬لككن‬
‫النسان التحضر ل يستطيع العيش بدون كتب ‪.‬‬

‫ل تكن حراثة !!‪.‬‬


‫صنف من الناس اسيه "مشكلت" ما أن تدأ مشكلته الجتماعيه إل ويعود لينقب‬
‫عن ها ويؤ جج شرر ها مرة أخرى فيحترق برم ته ويرق م عه أ سرته والقرب ي م ن حوله‬
‫وياليت المر يصل عند هذا الد فحسب بل أحيانا قد ينقب عن مشكلت أناس طوى‬
‫الزمان رمسهم وهلكوا ف سالف الدهرليخرجهم من قبورهم ويي كوارث أهلكت أناس‬
‫ك بككبيته الح ر ليحرق عكش زوجيك هانئيك للتوخدت‬ ‫وأبادت شعوب ويتطاول أحيان ا‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪54‬‬

‫نارمشكلت م فيذكر هم بالا ضي وأخطاء كل وا حد على ال خر ليفرق بين هم و هو ير يد‬


‫صلحا لنه وضع نفسه مشارا لللخرين!‪.‬‬
‫وأحيانا ينيئك بمقه ليذكرك بشكلته مع زوجته الت طلقت منذ عشر سني‬
‫ويعتقد أن حاضره وماضيه ومستقبله كله بالون أسود مليء بالشاكل" الفارغة "‬
‫إن هذا الصنف من الناس كمن يرث أرضا صبخة فإنه يبقى مدى الياة يبذر بذرا ولكنه‬
‫ليرى زرعا أنه يتعب كثيا ويستحق أن يقال له "مشكلت متشائم "‪.‬‬
‫أيها التشائم من فضلك‪":‬احتفظ بشاكلك ف جيب مثقوب"‬
‫الستشفاء بالتفاؤل !!‪.‬‬
‫يقول د‪:‬كمال إبراه يم مر سى ف كتا به "ال سعادة وتنم ية ال صحة النف سية"‪:‬أعلى‬
‫مراتب التفاؤل توقع الشفاء عند الرض‪ ،‬والنجاح عند الفشل‪ ،‬والنصر عند الزية وتوقع‬
‫تفر يج الكروب‪ ،‬ود فع ال صائب والنوازل ع ند وقوع ها‪ .‬فالتفاؤل ف هذه الوا قف عمل ية‬
‫نف سية إراد ية تولد أفكار ومشا عر الر ضا والتح مل وال مل والث قة وتب عد أفكار ومشا عر‬
‫اليأس والنزامية والعجز‪ .‬والتفائل يفسر الزمات تفسيا إيابيا‪ ،‬ويبعث ف نفسه المن‬
‫والطمأني نة‪ ،‬وين شط أجهزة النا عة النف سية وال سدية‪ ،‬وهذا ي عل التفاؤل طر يق ال صحة‬
‫والسلمة والوقاية‪ .‬فعن علي بن أب طالب رضي ال عنه أنه قال (يا ابن آدم ل تمل ه مّ‬
‫يومكك الذي ل يأتكك على يومكك الذي قكد أتاك‪ ،‬فإنكه إن يكك مكن عمرك يأت ال فيكه‬
‫برزقك)‪.‬‬
‫ويتفق علماء النفس على ضرورة أن يعيش الفرد يومه متفائلً‪ ،‬حت ف الظروف الصعبة‪،‬‬
‫ول يقلق على الستقبل‪ ،‬فلكل مشكلة احتمالت كثية للها‪ ،‬وعلى الفرد أن يهز نفسه‬
‫لسوأ الحتمالت‪ ،‬ث ياول تسي هذا السوأ بدوء وتعقل‪ .‬ومن ناحية أخرى ل إفراط‬
‫ول تفريط‪ ،‬صحيح أن التفاءل بالي يده‪ ،‬ولكن الحوط أن ل يفرط أو يغال ف‬
‫التفاؤل‪ ،‬لنا تدفع بالفرد إل الغامرة‪ ،‬وعدم أخذ اليطة والذر ف حياته‪ .‬وكذلك يعتب‬
‫التشاؤم ف نفس الوقت مظهرا من مظاهر انفاض الصحة النفسية لدى الفرد‪ ،‬لن‬
‫التشاؤم يستنف طاقة الفرد‪ ،‬ويقلل من نشاطه‪ ،‬ويضعف من دوافعه‪ ،‬ولذلك فإن التفاؤل‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪55‬‬

‫من مظاهر الصحة النفسية‪ ،‬ول يكتمل التفاؤل إل باليان بال عز وجل‪ ،‬الذي له القدرة‬
‫العظيمة الت تسّي كل شيء‪ ،‬وهو الذي له ملك السموات والرض‪.‬أشارت دراسات‬
‫عديدة إل أن الرضى الذين أجريت لم عمليات جراحية وهم متفائلون بالشفاء تسنت‬
‫حالتهم بعد الراحة ول يتعرضوا للمضاعفات الصحية الت تعرض لا الرضى التشائمون‬
‫من الشفاء‪ .‬السلم جعل التفاؤل مرتبطا بالثقة ف ال والرضا بقضاءه فلن يصيب النسان‬
‫إل ماكتب ال له فليستبطئ الرزق وليستعجل النجاح وليقلق على الستقبل عن‬
‫أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله‬
‫عنه قال كنت خلف النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم يوما ً فقال " يا غلم ‪ ,‬إني أعلمك‬
‫كلمات ‪ :‬احفظ الله يحفظك ‪ ,‬احفظ الله‬
‫تجده تجاهك ‪ ,‬إذا سألت فاسأل الله وإذا‬
‫استعنت فاستعن بالله ‪ ,‬واعلم أن المة لو‬
‫اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك‬
‫إل بشيء قد كتبه الله لك ‪ ,‬وإن اجتمعوا‬
‫على أن يضروك بشيء لم يضروك إل‬
‫بشيء قد كتبه الله عليك ‪ ,‬رفعت القلم‬
‫وجفت الصحف " رواه الترمذي وقال ‪:‬‬
‫حديث حسن صحيح وفي رواية غير الترمذي‬
‫" احفظ الله تجده أمامك ‪ ,‬تعرف إلى الله‬
‫في الرخاء يعرفك في الشدة ‪ ,‬واعلم أن ما‬
‫أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن‬
‫ليخطئك ‪ ,‬واعلم أن النصر مع الصبر ‪ ,‬وأن‬
‫الفرج مع الكرب ‪ ,‬وأن مع العسر يسرا ً " ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪56‬‬

‫وهذا يعل الؤمن متفائل حت ف الظروف الصعبة لنه يتوكل على ال ويثق ف‬
‫عدله ويطمئن إل حكمته فتفاؤله قائم على أساس "ُقلْ لَ ْن ُيصِيَبنَا إِلّا مَا َكَتبَ اللّهُ َلنَا ُهوَ‬
‫َموْلَانَا َوعَلَى اللّهِ َف ْليََتوَكّ ِل الْ ُم ْؤمِنُونَ (‪ [ ")51‬سورة التوبة ‪ -‬الية ‪ ] 51 :‬وليتناقض‬
‫التفاؤل مع الجتهاد والثابرة ف مواجهة الزمات فالتفاءل يأخذ بالسباب ويتهد ف‬
‫تصيلها ويتوقع النجاح لنه فوض أمره إل ال الذي ليضيع أجر من أحسن‬
‫عملفالتفاؤل ليس تقاعسا ولتواكل ولكسل مع توقع النجاح فالسماء لتطرذهبا‬
‫ولفضة كماقال عمربن الطاب رضي ال عنه ‪.‬يضاف إل هذا أن الفكار التفاؤلية‬
‫ومشاعر الرضا والفرح والسرور تنشط أجهزة السم وتقويها وتسن وظائفها وخاصة ف‬
‫عمليات فتح الشهية للطعام والضم وتنظيم عمليات الدم والبناء ف السم والنوم والراحة‬
‫والدورة الدموية والتنفس وغيها أما الوهن والضعف النفسي والنرافات السلوكية فتثبط‬
‫الناعة السمية وتضعف قدرتا على مقاومة المراض يضاف إل ذلك الفكار التشاؤمية‬
‫ومشاعر النزامية فتؤدي إل خلل ف وظائف السم فيترتب على ذلك التعرض لمراض‬
‫القلب وضغط الدم واضطراب التنفس والسكري ‪.‬يقول ابن القيم رحه ال" القلب يتأل‬
‫با يتأل به البدن ويشفى با يشفى به البدن كذلك البدن يتأل با يتأل به القلب ويشفى با‬
‫يشفى به القلب" أهك‪.‬قمت بالتصال بالدكتور خالد البي الستشار ف أمراض القلب‬
‫فقلت له‪:‬هل التشاؤم والنظر للحياة بكره له دور كبي ف أمراض القلب ؟فأجاب‬
‫‪":‬التشاؤم وضغوط الياة والقلق له دور كبي ف أمراض القلب وثبت ذلك علميا ف‬
‫دراسات بثت‪ ,‬التشاؤم قد يؤدي بصاحبه إل الوت السريع وإل التفكي بالنتحار‪,‬ث‬
‫عرج بادثة وقف عليها حيث قال ‪:‬أت بشاب كان يعان من مرض القلب وبعد‬
‫الفحوصات تبي أن قلبه تالف جدا فأجرينا له عملية زراعة قلب آخر من شخص آخر‬
‫وبعد انتهاء العملية فوجئنا أن صاحبنا تسرب إليه خب أن القلب الذي زرعناه له قلب‬
‫شخص قاتل فتشاءم من ذلك وزداد شؤمه وكان يعتقد أن القلب الزروع فيه سيؤثر عليه‬
‫ف حياته سلبا فتردت حاله حت مات"‪.‬‬
‫‪ -‬التفاؤل علج فعال لنزلت البرد‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪57‬‬

‫‪ -‬أفادت دراسة حديثة بأن التفاؤل والرح يكن أن يكون علج لقاومة الصابة بنلت‬
‫البد ف الشتاء‪ .‬وأوضحت الدراسة أن الشعور بالسعادة والنظر بإيابية للمور وخاصةً ف‬
‫فصل الشتاء‪ ،‬يكن أن يوفر أفضل حاية ف مواجهة الصابة بنلت البد‪ .‬ومن خلل‬
‫الدراسة الت أجريت على الشخاص الذين يتسمون بزاج ييل إل الرح والتفاؤل‪ ،‬اتضح‬
‫أنم أقل عرضة للصابة بنلت البد وأكثر مقاومة لفيوس النفلونزا‪.‬‬
‫وأشار الدكتور شيلدون كوهي من جامعة كارنيجي ميلون ف مدينة بيستبج المريكية‪،‬‬
‫إل أن الشخاص الذين يتسمون بطابع عاطفي إياب قد تكون لديهم استجابة مناعية‬
‫متلفة للفيوس‪.‬‬

‫‪ -‬التفاؤل ينحك جال البشرة‪:‬‬


‫‪-‬أثبتت الدراسات أن للتفاؤل أثر عظيم على جال شخصية النسان حيث التزان العاطفي وحسن‬
‫التصرف وجال السلوكيات فينعكس ذلك على جال بشرته!! أماالتشائم فل تراه إل كئيبا متوجعا‬
‫مشتكيكا مكل نفسكه فمله الخرون كره نفسكه فانعككس هذا على تعامكل الخريكن معكه فبادلوه‬
‫الشاعرفيتأثكر وجهكه ويقطكب جكبينه وقكد يصكاب بتجاعيكد الوجكه والشيخوخكة البكرة‪! .‬وأثبتكت‬
‫الدراسات أيضا أن التفا ئلي ف الياة أطول الناس أعمارا‪.‬‬

‫‪ -‬التفاؤل علج لمرض السرطان‬


‫دعت دراسة علمية حديثة إل التفاؤل للحصول على الصحة اليدة مؤكدة أن النظرة‬
‫التشاؤمية للحياة تزهق جهاز الناعة عند النسان وتعله عرضة للصابة بأكثر المراض‬
‫خطورة وعلى رأسها مرض "السرطان" يقول د‪:‬عبدالادي مصباح"لقد أصبح من الؤكد‬
‫والثابت علميا أن الالة النفسيةالتفاؤلية لي مريض بدأ من النفلونزا وحت السرطان من‬
‫أهم مقومات شفائه وناح علجه بإذن ال وإن إرادة الشفاء من داخله هي العامل‬
‫الساسي الذي يفزجهاز الناعة ف داخله ليقضي على هذا الرض"السرطان"فإحساس‬
‫الريض بالزية واليأس يؤثربالسلب على الهاز العصب"ولذا كثرت المراض ف هذا‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪58‬‬

‫الزمن الت ل تعرف ف العصور الاضية بسبب فشوا حالت القلق والكتئاب والنظرة‬
‫التشاؤمية للحياة ‪,‬وبعد الناس عن دينهم القوي وخاصة القرآن الذي هجر البعض‬
‫الستشفاء به حيث يعتقدون أن الستشفاء بالقرآن مرد تارب وليس يقينا جازما‬
‫بالشفاء ونسوا أو تناسوا قوله سبحانه" َونُنَزّ ُل مِ َن اْلقُرْآَ ِن مَا ُهوَ ِشفَا ٌء وَ َرحْ َمةٌ لِ ْل ُم ْؤمِنِيَ‬
‫وَلَا يَزِيدُ الظّالِ ِميَ إِلّا خَسَارًا (‪ [ )82‬سورة السراء ‪ -‬اليتان ‪.] 83 ، 82 :‬‬

‫التفاؤل والمرأة الحامل‬

‫أثبتت الحصاءات الطبية مؤخرا إن نفسية الرأة الامل وكيف تعيش أيامها بي التفاؤل‬
‫والتشاؤم لا علقة قوية بذكاء الطفل وزيادة نشاطه ف الياة‪.‬‬

‫من طرائف التشائمي!‪.‬‬


‫‪-‬يُروى أن أحد اللفاء العباسيي فاته أن يقتل خصومه من بن أمية لنم ماتوا قبل‬
‫أن يتول ‪ ..‬فأخرجهم من قبورهم وبعضهم رميم ‪ ..‬فجلدهم ‪ ..‬ث صلبهم ‪ ..‬ث أحرقهم‬
‫‪ ..‬إنا ثورة القد العارم الذي يُنهى السرات ومباهج النفس واستقرارها ‪ ..‬فالضرر على‬
‫النتقم أعظم ‪ ..‬فهو يفقد أعصابه وراحته وهدوءه وطمأنينته‪..‬‬
‫‪ -‬يكى عن بعض الولة أنه خرج ف بعض اليام لبعض مهماته فاستقبله رجل أعور فتطي‬
‫به وأ مر به إل ال بس فل ما ر جع من مهم ته ول يلق شرا أ مر بإطل قه فقال له سألتك بال ما كان‬
‫جرمي الذي حبستن لجله فقال له الوال‪ :‬ل يكن لك عندنا جرم ولكن تطيت بك لا رأيتك فقال‬
‫فما أصبت ف يومك برؤيت فقال ما ل ألق إل خيا فقال أيها المي أنا خرجت من منل فرايتك‬
‫فلقيت ف يومي الشر والبس وأنت رأيتن فلقيت ف يومك الي والسرور فمن أشأمنا والطية بن‬
‫كانت فاستحيا منه الوال ووصله‪.‬‬
‫‪ -‬كان هناك وزيرا" أستداعاه اللك لمر ما وحي خرج الوزير من منله وهو ف الطريق شاهد‬
‫خيّاطا" وبانبه مقص مفتوح ونظر للرض فرأى ترة فرجع فسألوه عن السبب فأجاب أن القص‬
‫يرمز لكلمة ل والتمرة ف ذلك الكان يعن ل تر لن اللك كان مستعر غضبا" ولو رآه لقتله ونن‬
‫نعلم أن الي بيد ال والشر ل يصرفه إل ال‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪59‬‬

‫‪-‬عرف ابن الرومي الشاعر الشهور بتشاؤمه حيث بلغ ذروته فكان يرى القبح شرا أونذيرا بالشر‬
‫فليرى العور إل انقبضت نفسه واكتوت قامعة حزنا بلغ من تشاؤمه أن عزف عن الناس جيعا‬
‫وساء ظنه بم وآثر العزلة عنهم والبعد عن أخيارهم وأشرارهم لن الخيار والشرار أصبحوا سواء‬
‫عنده ف قلة النصاف يقول ف شعر له‪:‬‬

‫من صحبة الخيار والشرار‬ ‫ذقت الطعوم فما التفت براحة‬

‫حذرا لعلي وكراهة العوار‬ ‫أما الصديق فلأحب لقاءه‬

‫إل لفردوس لديكه ونار‬ ‫أأحب قوما ل يبوا ربم‬

‫‪-‬عجوز كانت تشتكي ألا ف رأسها فدخل عليهارجل متشائم فصوب نظره نوها وقال‪:‬الل الذي‬
‫ف رأسك بداية مرض السرطان البيث!!فتعكر ميزاجها باقاله التشائم لا وتردت حالا حت ذهبت‬
‫للطبيب فكشف عليها فاتضح أنا مرهقة فقط!!‪.‬‬

‫‪ -‬الطيئة الشاعركان قبيح الوجكه كثي التشاؤم ‪ ...‬وقد نظر إل نفسكه ف الرأة مرة فقال ‪ :‬قبح‬
‫ال وجها أنت حاملكه ‪....‬ث أنشد‪:‬‬

‫أبت شفتاي اليوم ألتكلما *****بشر فما أدري لن أنا ناقله‬

‫أرى ل وجها قبح ال شكله*****فقبح من وج ِه وقبح حامله‬

‫وقد تشاءم من أمه فهجاها‬

‫تكنكحي فكاقعدي مكن بكعيدا &&&أراح ال مككنكك الكعكالكمينا‬

‫ألكم أوضكح لكك البغضاءَ من&&& ولكككن ل أخكالُككِ تكعكقلينا‬


‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪60‬‬

‫أغكربكالً إذا اسكتُكدعت سكرا&&& وككانكونا عكلكى الكمتحدثينا‬

‫جكزاكِ ال شكرا مكن عكجوز &&&ولكقّكاك الكعقوق مكن الكبنينا‬

‫حكياتكِ مكاعلمت حكيا ُة سكوءٍ &&&ومكوتُككِ قككد يكسرّالصالينا‬

‫*حطم قيود اليأس!!‬


‫‪-‬أ صبحت جدة ا سترالية عمر ها ‪ 94‬عا ما كا نت تر كت الدر سة وعمر ها ‪12‬‬
‫عاما‪ ،‬أكب معمر ف العال يصل على درجة الاجستي‪ .‬وبدأت فيليس تينر الت حصلت‬
‫على در جة الاج ستي ف علم ال طب من جام عة أديل يد ال سترالية الدرا سة لن يل درجت ها‬
‫العلم ية و هي ف سن ‪ 90‬عا ما وح صلت علي ها هذا ال سبوع‪ ،‬وقالت تي نر ال ت تتو كأ‬
‫على ع صا ل صحف ا سترالية «أش عر ب سعادة بال غة ب عد خ س سنوات من الدرا سة لك ن‬
‫آسفة لن حركت مدودة بعض الشيء ‪.‬‬
‫وقال البوف سور ما سيج هن يبج الشرف على ر سالة العجوز إ نه مذهول من طا قة‬
‫تي نر وتفاني ها ف الدرا سة‪ ،‬وأضاف « من الناح ية الذهن ية كا نت م ثل أي طالب آ خر‪...‬‬
‫حاسكها واهتمامهكا مثكل حاس واهتمام شخكص عمره ‪ 25‬عامكا‪ .‬لديهكا ذهكن مفعكم‬
‫باليوية‪ ،‬لقد اعتادت أن تستيقظ ف الامسة صباحا وتفكر ف شيء ما ث تتصل لتقول‬
‫إنا راغبة ف فحصه ‪.‬‬
‫وقال هن يبج ‪:‬إن تي نر أكملت ور قة ب ث ف التار يخ النثروبولو جي ف ا ستراليا ق بل‬
‫ا ستيطان أورو با‪ .‬وأظهرت درا سات دول ية أن ا أ كب مع مر ف العال ي صل على در جة‬
‫الاجستي‪ ،‬وختم قائل «سنحاول أن ندخلها موسوعة جينيس للرقام القياسية) أهك‪.‬‬
‫‪ -‬حصل الباكستان مني أحد طارق على درجة الدكتوراة ف علوم‬
‫اللقاحات"فاكسينولوجى"وذلك من قسم علوم الحياء الدقيقة بامعة العلوم البيطرية‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪61‬‬

‫واليوانية بدينة لهور عاصمة اقليم البنجاب الباكستان الوسط‪ ،‬وهو بعمر ‪ 77‬عاما‪.‬‬
‫وقالت مصادر جامعة لهور الباكستانية أن الباحث الباكستان العجوز قد أنى بثه ف‬
‫سبيل التخصص ضد مرض المى القلعية‪ .‬غي أنا أشارت إل أن الدكتور أحد طارق‬
‫كان رائدا ف ميدان تطوير تقنيات إنتاج اللقاحات وأنه قد حصل على شهادة البكالوريس‬
‫من نفس الامعة عام ‪ 1953‬ث حصل على الاجستي عام ‪.1969‬‬

‫اقهر كل عقبة تقف ف طريقك لزلت تستطيع أن تقق أشياء تبزك للوجود إذا كنت‬
‫تعتقد أنك مفعم بالعطاء تلك مهارات وطاقات كثية فإنك ستحقق كل أمنياتك بإذن‬
‫ال !أنت أيها البيب‪ :‬لزلت ميز ونادروقل أن يوجد نسخة من مثلك بل ليوجدأبدا!!‬
‫إذا انطلق فلديك كنوز الدنيا‪ .‬يقول جيسي جاكسون‪":‬أينماوجد المل وجدت‬
‫الياة‪,‬وأينما وجدت الياة كانت المكانيات ‪,‬وحيث وجدت المكانيات خلقت‬
‫التحديات‪ ".‬حرك نفسك‪ ,‬وكافح شعاب اليأس ‪,‬وعش ف أودية السعادة‪,‬وسترى أنك‬
‫الضوء الذي يتاجه العال أجع!!‬

‫ابتسم لتكون أجل!!‬


‫يذكر ف إحدى الشركات الغربية‪ ،‬أن هناك مموعه من الوظفي من مهام عملهم‬
‫أن يقوموا بولة على ج يع الوظف ي للقاء الن كت والطرائف وإضحاك هم‪ ،‬ح ت تنشرح‬
‫نفوسهم وتنفرج أسارير وجوههم ويبدوا بقية اليوم مبتسمي!‬
‫أما نن السلمون فقد كفينا عناء ذلك كله فديننا دعانا لذلك‪ ،‬قال رسول ال صلى‬
‫ال عليه وسلم‪" :‬تبسمك ف وجه أخيك صدقة""أخرجه البخاري" وقال أيضا‪" :‬ل تقرنّ‬
‫من العروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طليق"يقول جرير رضي ال عنه‪:‬مارآن رسول‬
‫ال صكلى ال عليكه منكذ أسكلمت إل تبسكم فك وجهكي"ويقول أبوالدرداءرضكي ال‬
‫عنه‪":‬مارأيت أوسعت رسول ال صلى ال عليه وسلم يدث حديثا إلتبسم" لو طلبت‬
‫منك أن تبتسم وتقول أنا حزين جدا باذا سوف تشعر أتدى لو شعرت بالزن لنك لن‬
‫تقدر‪ ،‬فال خ لد يه معلو مة أ نك ف حالة سعادة ب سبب ابت سامتك فع ند ماول تك للحزن‬
‫يرفض مك هذا المر بسبب ابتسامتك!!‪ ،‬تيل فقط عندما تبتسم تطرد الزن عنك‪!...‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪62‬‬

‫يذكرعلماء النفس أن ف النسان"‪ "80‬عضلة وعندما يغضب أوينفعل ويكتئب وترتسم‬


‫عليكه علمات الزن ومشاعكر الكآبكة فإن وجهكه يصكاب بتجاعيكد الشيخوخكة‬
‫البكرة‪,‬والبت سامة تطف يء كل هذا و هي أح سن تر ين ريا ضي للو جه وهذا من العجاز‬
‫العلمي والطب النبوي فالبتسامة علج للمراض النفسية وهي تريح النسان وتعله أكثر‬
‫تفاؤل‪.‬ذكرالباحثون أن للب سمة فائدة قو ية لما ية القلب من ال صابة بالل طة وذكروا أن‬
‫البتسام قبل النوم له مردود كبي على تفاعل الحلم الوردية داخل العقل الباطن وذكروا‬
‫أنه يساعد على تفيف الوزن لدى البدناء"ال سمنة"حيث يرق حوال ‪ 50‬سعرة حرارية‬
‫من الوزن الثقيل!! توصل الباحثون ف جامعة تكساس بعد دراسة على ‪ 200‬شخص إل أن‬
‫الكوميديا والضحك يرفعان درجة التفاؤل لدى الرء‪ .‬قام الباحثون بإخضاع ‪ 200‬شخص بي‬
‫ع مر ‪ 42 – 18‬للدرا سة ‪ ،‬ووجدوا ب عد أن عرضوا على ب عض من هم شر يط كوميدي مد ته‬
‫‪ 15‬دقيقة أن من شاهد الشريط الكوميدي ارتفع لديه مستوى التفاؤل مقارنة بن ل يشاهده ‪.‬‬
‫وأن الضحمك والكوميديما وتلي الرء بروح الدعابمة وخفمة الظمل يعملن على إحلل الفكار‬
‫الياب ية م ل الفكار ال سلبية وبالتال ير فع م ستوى الشعور بالتفاؤل لدى الن سان و هو ما قد‬
‫يدعم كثيَا من قدرته على مواجهة ضغوط الياة والتعامل مع مشكلتا بطريقة أكثر فاعلية‪.‬‬
‫إن الزهور الت ل تذبل أبدا‪ ،‬هي البتسامات‪ ..‬وإنّ أخصر طريق لسترواح أنسام‬
‫السعادة وتفيف أعاصي الشقاء‪ ،‬مهما كانت الظروف هو البتسام‪..‬‬
‫والبتسكام هكو الاء العذب الزلل البارد الطهور الذي يغسكل القلوب ويفكف‬
‫الضغوط ويريكح العصكاب ويعكل زهور التفاؤل تتفتكح أمامنكا‪..‬يقول بعكض الدباء"لو‬
‫أنصكف الناس لسكتغنوا عكن ثلثكة أرباع مافك الصكيدليات بالضحكك!!فضحككة واحدة‬
‫خيألف مرة من ح بة ا سبيين" ويقول أن يس من صور"ب يت يض حك ف يه الناس ليدخله‬
‫طبيب‪ ,‬ليعرف قرحة العدة من يعرف الضحك‪ ,‬لقدتعذبت البشرية كثيا بسبب أناس ل‬
‫يعرفوا إل الدموع‪,‬اح سبها بالقلم والور قة‪:‬يولد الط فل وطوله ن صف م تر‪,‬ويوت الر جل‬
‫وطوله مترونصف فهل كل هذا العذاب ف الدنيا من أجل متر ونصف ؟"‬
‫إذا ق مت من فرا شك فتب سم وإذا أو يت إل فرا شك فتب سم مرت ي صباحا م ساء‬
‫وسترى أن السعادة كلها قد جعت ف قلبك !!‪.‬ف الثل الصين"الذي ليسن البتسامة‬
‫ليصلح أن يفتح متجرا"‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪63‬‬

‫ل تقتل الباعوض ولكن جفف الستنقع !!‪.‬‬


‫هطلت علينا ف إحدى السنوات أمطار غزيرة ما تسببت بوجود بعض الستنقعات‬
‫حول منازلنا واستمر الاء طوال العام فتكاثر الباعوض بشكل رهيب فتأذينا كثيا كافحنا‬
‫الباعوض بالبكيدات الشريكة ولككن لجدوى وأخيا جكف السكتنقع وانقطكع الباعوض‬
‫فاسترحنا ول المد !!‪.‬‬
‫إن أبسط اللول عادة تكون قريبة منا وحلولنا للمشكلت تبدأ من معرفتنا للخيط‬
‫الول !!‪.‬جفف ينابيع اليأس السن والزن القات والقنوط والتشاؤم من قلبك وستنتهي‬
‫مشكلت العال‪ .‬هسة‪:‬دائما فكر بأكثر من حل لي مشكلة تعرض عليك لنك إن‬
‫وضعت حل واحدا لشكلتك مثل فإنك ستصبوا إليه‪,‬ماذا لوكان الل غي مناسب لك‬
‫فهل تقف حائرا؟ إذا وسع حلولك تتوسع دائرة عقلك على القل تتدرج باليارات‬
‫واللول حت تتخلص من مشكلتك"‬
‫كيف نساعد الخرين على التفاؤل أو التشاؤم؟‬
‫ف إحدى اليام خرجنا للنهة مع مموعة من الصدقاء وكان زميل لنا يوعك‬
‫وعكا شديدا كان مصابا بالمى فأقعدته على فراشه قمنا بإخراجه من بيته وإركابه‬
‫السيارة ث انطلقنا إل الطبيعة حيث الواء العليل والناظراللبه والرمال الذهبية‪,‬كان يتأل‬
‫من شدة الرارة ولكنه ماأن سع تلك الكلمات الميلة من بعضنا"أنت متعاف‪,‬ماشاء ال‬
‫تسنت حالك اعتقد أنك مسرورا اليوم‪ ,‬انظر إل الرمال انظر إل رذاذ الطر انظر إل‬
‫جال الطبيعة" قمنا نضاحكه ونازحه مزحا لطيفا وأخذ هو يعب عن مشاعره بكل طلقة‬
‫وإذ بالته تتحسن أكثر فقام ليصارعنا ويركض هنا وهناك يرح ويلعب حيث الرمال الت‬
‫تلعب دورا ف صناعة التفاؤل‪.‬لقد شفي من مرضه تاما وما شفاه بعد ال إل تلك البهجة‬
‫الت أدخلها على نفسه‪.‬أطفئ ليب الزن والرض بالرح والتفاؤل وعش حياتك‬
‫مسرورا"ف الثل النليزي "القلب الرح كالدواء" وأقول إن التعبي عن الشاعر هو الدواء‬
‫كله وهو الصيدلية الت لتقهر بإذن ال‪.‬إذ كبت الشاعر والعيش ف قبعة الموم والحزان‬
‫هي إزاحة لصحتك وربا لياتك كلها ثبت طبيا أن كبت الشاعر يسبب سرطان القولون‬
‫والمراض الزمنة!!‪.‬عليك أن تصص بعضا من الوقت يوميا للمتعة والبساطة والرح‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪64‬‬

‫فالشخاص الذين يقضون جزءا من وقتهم لجرد اللهو والرح يشعرون بالسعادة بنسبة‬
‫‪ %20‬يوميا وتزداد النسبة حسب قابليتهم للنشاط الترويي مع النفس‪.‬‬
‫‪-‬ف موقف آخرمشابه لا سبق خرج طفل صغي مع أبيه إل السوق وفجأة أفلت‬
‫يده عن يد أبيه حيث شاهد خروفا هاربا من صاحبه فارتاع لذلك وأخذ يعدوا مسرعا‬
‫إل أن ارتطم بالرصيف وسقط على الرض وقلبه يرتف فرقا وذعرا هرول الب إل ابنه‬
‫وضمه إل صدره وقبله على جبينه وقال له‪:‬لتف ياحبيب‪,‬هل أنت على مايرام‪,‬ماشاء ال‬
‫أنت حلول تتأثر أنت شجاع‪,‬ث ابتسم ف وجهه ليبتسم ابنه معه‪.‬هذه هي مهارات تعلم‬
‫التفاؤل الياب وطريقة غرس ذلك ف الخرين‪,‬ففي الثالي السابقي تتضح الصورة‬
‫العملية للتفاؤل الت تغنيك عن الكثيمن فلسفة الكتب الجنبية‪.‬‬
‫أما طريقة زرع التشاؤم والفشل ف الياة فاتتضح ف الثال الت‪:‬‬
‫‪ -‬طفل خرج إل الشارع فجاءت سيارة مسرعة فلمارآها الطفل خاف خوفا‬
‫شديدا فوقف ف مكانه حيث لحراك وفرائصه ترتعد هواء سرعة السيارة جعلته يسقط‬
‫على الرض ل يصب بأذى سوى أن صاحب السيارة نزل إليه ث قال له بأذى وحاقه‬
‫صارخا ف وجهه‪ :‬ماترى الطريق أنت أعمى‪ .‬سأذهب بك إل الستشفى قد يكون عندك‬
‫نزيف داخلي لأدري قد توت هذا اليوم؟ من يتحمل ديتك إذا مت؟ ث أظهر الزن‬
‫والقلق على وجهه وإذ بالطفل السكي ينفجر باكيا وما أبكاه إل هذا التشاؤم القيت‬
‫وتلك الكلمات الشؤمة ماضره لوكان حكيما أن ينهض به إل حيث الشفاء والياة‬
‫والمل‪,‬هول يت ولومات لكان خيا له من تلك الكلمات الت أفسدت عليه حياته أبد‬
‫الدهريذكرها ويتأسف وإن كبت سنه فلزالت عالقة ف ذهنه‪,‬هكذا زرع التشاؤم ف‬
‫قلبه ليتجرع مرارة ذلك طوال حياته‪.‬‬
‫*وسائل الياة الطيبة!!‬
‫يتساءل البعض من اليائسي كيف أبدأ؟ والواب‪ :‬من البداية نبدأ!حيث تبدأ تنتهي‬
‫أطيار التشاؤم منك وتنضوي رياح القنوط من قلبك‪,‬مرد أن تبدأ ينتهي كل شيء مضى‬
‫لينتظر البدوء من داخلك‪,‬ف فراغ هذا العال هناك الكثي يبحث عن هذا الوجود‬
‫العظيم"السعادة" بيدأن ذلك قريب منا نشاهد شسه ف خوال نفوسنا لكنن لأدري ماهذا‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪65‬‬

‫العمي الذي أصاب باصرينا عن رؤيته والعيش ف كنفه؟أهو التشاؤم والثبور والغول أم‬
‫عواصف العجزوضعف اليان والكسل؟لأدري!! لعل ف هذه الطللة القادمة ينفتق ذلك‬
‫السر الذي يبحث عنه الليي من الناس الائرين ! يقول أحد أمي "كل الناس يطلب‬
‫الياة الطيبة السعيدة‪ ,‬ولكن أكثرهم ل يدها؛ إما لنه حرم وسائلها؛ وإما لنه ل يعرف‬
‫الطريق إليها‪ .‬أكثر الناس يطئ؛ فيفهم أن الغن هو سبب السعادة‪ ,‬فالقدر الكاف من الال‬
‫لسد الاجات الضرورية وسيلة من وسائل الياة السعيدة‪ ,‬ولكن الغن ليس كل شيء ف‬
‫الياة السعيدة‪ ,‬بل كثيا ما يكون عائقا عن السعادة؛ لسباب بسيطة واضحة كل‬
‫الوضوح؛ فالال ل نستطيع أن نشتري به الصحة‪ ،‬ول الب‪ ،‬ول الطمأنينة‪.‬‬
‫ومن ركز غرضه ف جع الال ل يد فرصة للترفيه عن نفسه ف النواحي الخرى‪,‬‬
‫واللذائ ُذ الت تنال بالغن سريعة الزوال‪ ،‬والنفسُ أسرعُ إل اللل منها‪ ,‬وال ِغنَى ا ُلفْرِطُ مشغلةٌ‬
‫تعل الغن خادما للمال وليس الالُ خادمَه‪ ,‬وأكثر الناس يطئ ف حقيقة بديهية‪ ،‬وهي أنْ‬
‫ليست السعادة أن تكون عندك شيء‪ ،‬ولكن أن تعمل شيئا؛ فالسعادة ليست ف الِلْكية‪،‬‬
‫ولكن ف العمل‪ .‬إن َمثَلَ مَ نْ يمع الال؛ قصدا للسعادة كمثل مَ ْن يتسلح للعدو‪ ،‬فيلبس‬
‫دروعا ثقيلة‪ ،‬ويمل أسلحة كثية؛ حت يثقل ذلك عليه؛ فيمنعه من السي‪.‬‬
‫أماوسائل الياة الطيبة‪ ،‬فأرى أنا تقوم على أسس أربعة‪:‬‬
‫أولا‪ :‬العمل وهو قَ ْدرٌ ل ب ّد منه للغن والفقي‪,‬والرجل و الرأة‪ ,‬و بدونه تصبح الياة‬
‫عبئا ثقيلً ل يطاق ‪ .‬ث العمل واجب من الناحية النفسية؛ فمن ل يعمل عوقب بالسآمة‪،‬‬
‫واللل‪ ،‬والض جر‪ ،‬وكل ما كان الع مل لن فع الناس كان الزاءُ عل يه أو ف‪ .‬و عبة ذلك ف‬
‫التاريخ نفسه‪ ,‬فهو ل يفظ لنا أساء الغنياء‪ ،‬والوزراء‪ ،‬والترفي بقدر ما حفظ لنا أساء‬
‫كبار العاملي اليّرين‪ .‬فالياة بل عمل حياة ميتة‪ ،‬و لست ميا أن تعمل؛ وكل اختيارك‬
‫إنا هو ف نوع العمل الذي يصلح لك‪ ،‬ويصلح له‪ ،‬وإن ل أشك ف أن الغنياء الذين ل‬
‫عمل لم من أشقى الناس‪ ,‬ولذلك يبحثون عن اللذائذ الرخيصة يضعون با سأمهم ولكن‬
‫سرعان ما تنق ضي لذائذ هم فخ ي أكلة ما أكلها الن سان على جوع‪ ,‬وخ ي نوم ما نا مه‬
‫النسان بعد تعب‪ ،‬والراحة الدائمة ف حاجة إل إجازة أكثر من حاجة العمل إل إجازة‪،‬‬
‫ولعل سأم السيدات وخصوصا الترفات اللئي اعتمدن ف عمل البيت‪ ،‬وتربية الطفل على‬
‫الدم‪ ،‬والشم سببه هذا‪ ,‬وهو الياة بل عمل‪ ،‬وتَلَمّس السعادة من طريق اللذائذ التافهة‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪66‬‬

‫ال ساس الثا ن للحياة الطبيع ية‪ :‬الط بع الرا ضي‪,‬أو الزاج الفرح‪ ,‬أو الطبي عة التفائلة؛‬
‫فنرى ف الياة وجوهها الباسة‪ ،‬وخياتا الكثية؛ فكثي من أسباب الشقاء يرجع إل الطبع‬
‫ال ساخط‪ ,‬الط بع الذي ل يرى ف الياة إلّ م صائبها‪ ،‬وشرور ها‪ ،‬وأحزان ا‪ ,‬الط بع الذي‬
‫يلق من كل سرور بكاءا‪ ،‬ومن كل لذة ألا‪ ،‬ومن كل مسرة مزنة‪,‬الطبع الذي إذا أتيت‬
‫له بعشر ين تفا حة كل ها جيدة ما عدا واحدة ل ت قع عي نه إل على الفا سدة‪ ,‬وإذا كان ف‬
‫بيته كل ما يسر ل يلتفت إليه‪ ،‬وخَلَ َق الغضبَ من طبق كسر‪ ،‬أو كرسي ف غي موضعه‪.‬‬
‫الطبع الراضي متسامح ف الصغائر‪ ,‬خالق للسعادة‪ ،‬باشّ مستبشر‪,‬يتوقع الي أكثر‬
‫ما يتوقع الشر‪,‬يضحك حت ف الزية‪ ،‬وحت عند السارة الادية‪ ,‬يرى أن مسرح الياة‬
‫كميدان لعب الكرة‪ ,‬يكسب اللعب فيضحك‪ ،‬ويسر فينتظر الغلبة‪.‬‬
‫السكاس الثالث‪ :‬أن يكون للنسكان غرض نبيكل ف حياتكه الجتماعيكة‪ ,‬يشعكر بأن‬
‫هناك بائ سي من نواحي هم؛ فالدن يا ملوءة بآلم الناس من مرض‪ ،‬وف قر؛ فإذا ا ستطاع أن‬
‫شعَر قَ ْلبَهَ الرحة؛ فيعمل ف جعية تفيف الفقر‪ ،‬أو تواسي الرضى‪ ،‬أو تسعف النكوبي‪،‬‬ ‫يُ ْ‬
‫أو نو ذلك شعر بأنّ حياته غنية بعمل الي؛ فاغتبط وسعد؛ يَ سْعدُ لشاركة اليين ف‬
‫عملهم‪ ,‬ويسعد ف شعوره بحاول ته إنقاذ البائسي من بؤ سهم‪ .‬إن النانية وحب الذات‬
‫خُلُ ٌق طفليّ يصحب النفس الضيّقة ف دور الطفولة؛ فمن كب ول زال ل يب إل نفسه‬
‫كان ذلك علمة طفولته‪ ،‬وصغر نفسه؛ النان كثي السأم لنه ل يشعر إل بنف سِه وَنفْ سُهُ‬
‫تدور حول نف سها‪ ،‬أ ما الذ ين يشعرون بغي هم فيضيفون نفو سا إل نفو سهم‪ ،‬وآفاقا إل‬
‫آفاقهم‪ ،‬ويدون لنفسهم أغذية متلفة من شعور الخرين وآرائهم‪.‬‬
‫السكاس الرابكع للحياة الطيبكة‪ :‬أن يكون لك غرض فك الياة مدود‪ ،‬ثك يكون لك‬
‫اهتما مٌ ف تقيقه‪ ،‬وتعاون مع من يشاركك ف برنامه‪ ،‬توسع ثقافتك فيما حدّدت من‬
‫غرض وتتعشقه؛ حت تتلذذ من العمل الذي يقرب من النجاح فيه؛ فحدد الغرض‪ ،‬وارسم‬
‫برنامه‪ ،‬ورتب خطواته‪ ،‬وأحبه‪ ،‬وأحب العمل للوصول إليه تشعر بسعادة ل ُتقَدّر‪.‬‬
‫إن كثيا من البؤساء ف الياة سبب بؤسهم أنم يعيشون ول يدركون لِ َم يعيشون‪،‬‬
‫وما وظيفتهم ف الياة وما غرضهم منها؛ فيكون كالسائر ف الشارع بل غرض‪ ,‬يتسكع‬
‫هنا آنا وهنا آنا "‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪67‬‬

‫الفراغ الروحي والعلج الربان‬


‫تأمل أيها البيب‪ :‬ماحصل "لدايل كارنيجي" فبالرغم من كونه كاتبا‬
‫شهياوصاحبا لروع كتب الصحة النفسية وأكثرها مبيعا ف العال والت أطبقت شهرتا‬
‫الفاق وترجت إل معظم لغات العال وعلى رأسها كتابه الشهي"دع القلق وابدأ‬
‫الياة"الذي بيع منه مليي النسخ‪,‬حيث وضع فيه قواعد رائعة ف كيفية طرد القلق‬
‫ودعافيه إل الدين وبيّن أهيته وأكد عليه من خلل الستشهادات الت بثها ف ثنايا كتابه‬
‫إل أن ذلك كله ل ينع القلق أن يسيطرعليه فعصفت الكآبة بياته وسادت التعاسة‬
‫والشقاء أيامه‪,‬فهرب إل الحيم من حيث ليشعرلن قلبه خاوي من اليان‪,‬فلبث القلق‬
‫الذي تكلم عنه مرارا ووضع اللول له يطارده وليدعه يستريح أبدا!!فماذا فعل ف آخر‬
‫حياته؟ قرر أن يتخلص من حياته عن طريق النتحار فانتحر وبئس الصي!!هو القائل ف‬
‫كتابه "دع القلق وابدأ الياة"‪:‬معظم حالت النتحار يكن قطع دابرها بشيء من المان‬
‫والطمئنان وسكينة النفس الت يلبها الدين وتلبها الصلة!!ولكنه ماعرف طريق الصلة‬
‫ولطريق السعادة والطمأنينة!!وقبل أن نعلق على هذا الوقف نذكربالقابل صورة أخرى‬
‫مباينة لقيقة اليان إنا النساء رضي ال عنها كانت ف الاهلية تعيش حياة قلقة بسبب‬
‫ظلمة الكفر ف احدى العارك ف الاهلية لافقدت أخيها من أبيها"صخرا "ف قصة‬
‫مشهورة فانارت وولولت فملت دنياها حزنا وبكاء وصياحا حت هّت بالنتحار‬
‫لتتخلص من حياتا الكئيبة تقول ف شعر لا ترثي أخاها صخرا‪:‬‬
‫يذكرنكككي طلوع الشمكككس صكككخرا ‪ ..‬وأذكره لككككل‬
‫غروب شمس‬
‫ولول كثرة الباككككين حولي ‪ ..‬على إخوانهككم لقتلت‬
‫نفككسي‬
‫وما يبكون على أخي‪ ،‬ولكن ‪ 00‬أعكزي النفس عنه‬
‫بالتأسي‬
‫فل‪ ،‬والله‪ ،‬ل أنساك حتى ‪ 00‬أفارق مهجتي ويشص‬
‫رمسي‬
‫فيا لهفي عليه‪ ،‬ولهف نفسي ‪ 00‬أيصبح في الضريح وفيه‬
‫يمسي‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪68‬‬

‫لكن لا أسلمت وبزغ نور اليان ف قلبها تغيذلك كله‪ ,‬حيث نأت بنفسها نو‬
‫المن والدوء والسكينة الربانية فأصبح اليان لا مستقر ومستودع !! ففي معركة‬
‫القادسية كان لا أربعة أبناء فقالت لم‪ :‬يا أبنائي! أسلمتم طائعي‪ ،‬وهاجرت متارين‪،‬‬
‫وتعلمون ما أعده ال من الثواب الزيل ف حرب الكافرين‪ ،‬واعلموا أن الدار الباقية خي‬
‫صِبرُوا وَصَاِبرُوا وَرَابِطُوا وَاّتقُوا‬
‫من الدار الفانية‪ ،‬وال تعال يقول‪ :‬يَا أَّيهَا اّلذِينَ آمَنُوا ا ْ‬
‫ال ّلهَ َلعَ ّلكُ ْم ُتفْلِحُونَ [آل عمران‪ ،]200:‬فيا أبنائي‪ ،‬اذهبوا إل الهاد‪.‬أطلبوا الوت‬
‫توهب لكم الياة!!‬

‫وذهب أبناؤها الربعة إل الهاد‪ ،‬فانتظرت الب‪ ،‬فإذا بالب يأتيها‪ ،‬قيل لا‪ :‬إن أبناءك‬
‫الربعة كلهم قتلوا ف سبيل ال‪ ،‬كلهم قد استشهدوا ف سبيل ال‪ ،‬فماذا ستقول هذه‬
‫الرأة؟ الت بكت على أخيها سنوات‪ ،‬ماذا تقول ف أبنائها؟ قالت‪ :‬المد ل الذي شرفن‬
‫بقتلهم‪ ،‬وأرجو من ال أن يمعن وإياهم ف مستقر رحته‪.‬‬

‫إنه اليان الذي يتحصن به الؤمن إزاء الفت والصائب ث ليس بزخر الكوارث إل‬
‫الثبات الذي يلجل زخات الحن عنه جانبا‪,‬إنه اليان الذي يبحر به النسان نو الرضا‬
‫والقراروالسعادة‪,‬إنه اليان الذي ينح صاحبه طعم الياة وطهر العان‪,‬إنه اليان الذي‬
‫يتزج اللوة واللذة برجاء عفو ربه وعظيم ثواب مايلقاه من موله ‪.‬يقول ابن القيم رحه‬
‫ال"إن ف القلب وحشة ليزيلها إل النس بال‪,‬وفيه حزن ليذهبه إل السرور بعرفة‬
‫ربه‪,‬وفيه قلق ليسكنه إل الجتماع عليه والفرار إليه‪,‬وفيه نيان حسرات ليطفئها إل‬
‫الرضى بأمره ونيه وقضائه‪,‬والصبعلى ذلك إل وقت لقائه" أين "دايل"ذلك النتحر عن‬
‫وهج اليان؟أين هو الن ؟ف عداد النتحرين والعياذبال!!لعجب أن يرزء الرء البعيد عن‬
‫ربه بذائقة الل وتبمه الآسي خنجرا ف قلبه‪,‬وتاصره الضغوط والصائب من كل فج‪,‬ث‬
‫ليد ملذا سوى أن يوت منتحرا تعيسا!! أما أنت أيها الؤمن؟ أيها القريب من‬
‫ربك‪,‬الذي بنيت أسوار قلبك بالتذلل ل والتضرع له سبحانه فلك ملذ عظيم وملجأ‬
‫كبي"إنه ال" تول دبر مصابك بقبل إيانك بربك ث تنألتعيش عيش السعداء‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪69‬‬

‫الصابرين‪.‬يقول الداعية ممد عبده‪ ":‬اليان هو الصدر القيقي الذي يستقي منه‬
‫العظماء تفاؤلم ف الياة؛ فاليان هو العي الصاف الذي يتزوّدون منه‪ ،‬ويُثبّتهم إذا‬
‫ادلمّت الطوب‪ ،‬وينحهم القوة إذا أصابم الضعف‪ ،‬ويل قلوبم باليقي إذا تسرّب‬
‫اليأس والشك إل قلوبم‪ ،‬إنه اليان الذي مت رسخ ف قلب العبد حطّم الصعاب‬
‫وتطّى الواجز‪ ،‬واجتاز السدود وتغلّب على كل العقبات‪.‬‬
‫اليان م صدر تفاؤل الؤ من؛ ل نه ين حه القوة القيق ية ال ت ل تُق هر ول تُهزم؛ لن‬
‫الؤمن يعلم أن ال هو القادر الذي ل يعجزه شيء ف الرض ول ف السماء‪.‬‬
‫اليان من أكب الصادر الذي ينح النسان التفاؤل والقبال؛ فالؤمن يعتقد اعتقادًا‬
‫جازمًا بيمنمة ال على الكون وسميطرته على مقاليمد المور كلهما‪ ،‬فكيمف ييأس عبدٌ‬
‫أ صابه الف قر ور به ال الذي بيده خزائن ال سماوات والرض‪ ..‬عطاياه بل حدود‪ ،‬ل‬
‫تنفد من كثر العطاء‪ ،‬ول تقل من كثرة النح والعطايا ﴿وَلِ َخزَائِنُ السّمَوَاتِ وَالَرْضِ‬
‫ي ل َيفْ َقهُونَ﴾ (النافقون‪ :‬من الية ‪)7‬؟!‬
‫َولَ ِك ّن الْمُنَا ِفقِ َ‬
‫الاتممممة‪:‬‬

‫أخي البيب ‪:‬‬


‫ألف أحد الباحثي كتابا وكان رائعا ف بعض أجزاءه ورديئا ف الجزاء الخرى‬
‫فسئل عن ذلك ؟وقيل له‪ :‬لاذا ل تتحرى الكمال ف جيع أجزاء كتابك حيث كان‬
‫الدير بك أن تذف الزء الرديء وتبقى على الزء السن!!فأجابم‪:‬لول أكتب الزء‬
‫الرديء منه لا استطعت أن أكتب الزء السن" فالكمال عزيز!! اعلم أنن سعيت أن‬
‫أصف لك الدواء وأن أغيّر من حياتك شيئا وحسب أن اجتهدت ولسان حال وأناغامر‬
‫ف هذا البحث التواضع كلسان حال المام مالك رحه ال حي كان يفت ف بعض‬
‫سَتيْ ِقنِيَ ( ‪ [ )32‬سورة الاثية‬
‫ح ُن بِمُ ْ‬
‫السائل فيستحضر هذه الية" إِ ْن نَظُنّ إِلّا َظنّا َومَا نَ ْ‬
‫‪ -‬الية ‪!! ] 32 :‬وما أنا إل ظان ظنا فإرسال العقل سهل ميسورولكن اختيار‬
‫الكلم أصعب من التأليف وجع الروف أصعب من ترتيب العان‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪70‬‬

‫مهلً أيها الخ الكري‪ ... :‬ماهكذا تنتهي بنا أطياف الود تعلمنا الدروس وأبرناف‬
‫زورق التفاؤل وانتهى كل شيء؟ بعد أن حللت ضيفا ف بستان التفاؤل وحديقة المل‬
‫تغادر بكل سهولة‪ ,‬إنن أيها البيب‪ :‬سأكمل معك السيولكن هذه الرة لن أكون أنا‬
‫الناشئ يراعا ول الفكرون والعباقرة ول أقطار العال كله!إن أدعوك أن تكمل مشوارك‬
‫مع هذا الكتاب القدس الكن الكبي"القرآن" !! الذي أنشدك أن تعود له لتتعلم لغة‬
‫التفاؤل والسعادة وكل ماتبحث عنه ف حياتك وف ماتك ‪،‬ثق أنن أرت أن أجعل فصول‬
‫هذا الكتاب الذي بي يديك من بعض آي القرآن فإذب أعجزلن القرآن كله تفاؤل‬
‫وشفاء وحقائق مليء بالبشائر فهل تريد أن أنسخ لك القرآن كله وهوبي يديك‬
‫قريبا؟!!!!‪.‬‬
‫وبعد ‪ :‬ل أريدك أن تعلن مستشارا أو مفتيا أو متعالا يستحق الكبار ‪ ,‬فكل ذلك‬
‫ل يعنين شيئا‪ ,‬وإنا أريدك أن تتفضل علي أن أكون أخا لك ‪,‬ل يكتمل بناؤه إل بأخيه‪,‬‬
‫تارة بالنقكد الادف البناء ‪,‬وتارة بالتوجيكه الميكل‪ ,‬وتارة بالخكذ على يدي إذا حالفنك‬
‫ال صواب ‪ .‬لب نة مع لب نة نب ن باج سور ثقافت نا‪ ,‬ونرت قي ب ا سلم النجاة‪ ,‬أ ما التجر يح‬
‫والت سفيل والش نأ فضيه أ نه يرق صاحبه وليب ن مدا‪!! .‬إن كان تفضلك تكر ما ول بد‬
‫فرسالة نصية فحسب!! على العناوين التالية ‪:‬‬
‫الملكة العربية السعودية‬
‫القصيم ‪ -‬بريدة‬
‫ج‪0504895809/‬‬
‫ص ب‪11135/‬الرمز البيدي‪51453/‬‬
‫الييل ‪Alqusaer@hotmail.com‬‬
‫أخوك‬
‫عبدالكري عبدالعزيز القصي‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪71‬‬

‫أهم الراجع‪:‬‬
‫‪-1‬سي أعلم النبلء للذهب ‪.‬‬
‫‪-2‬صفحات من صب العلماء ‪/‬عبد الفتاح أبو غدة‪.‬‬
‫‪-3‬مفتاح دار السعادة ابن القيم ‪.‬‬
‫‪-1‬اقتل اليأس وانطلق نو الياة ‪/‬أحد سال بادويلن ‪.‬‬
‫‪-5‬فجر طاقتك الكاملة ‪/‬ديفيد فيسكوت‪.‬‬
‫‪-6‬إحياء علوم الدين‪ /‬أبوحامد الغزال‪.‬‬
‫‪-7‬كيف أصبحوا عظماء ‪/‬سعد سعود الكريبان‪.‬‬
‫‪-8‬جدد حياتك ‪ /‬ممد الغزال‪.‬‬
‫‪-9‬دع الزن ‪/‬منصور هشام ‪.‬‬
‫‪ – 10‬مناقب المام أحد ‪/‬لبن الوزي‪.‬‬
‫‪ – 11‬صحيح البخاري ‪.‬‬
‫‪ – 12‬صحيح مسلم ‪.‬‬
‫‪ -13‬مسند المام أحد‪.‬‬
‫‪– 14‬الستطرف ف كل فن مستظرف ‪ /‬شهاب الدين البشيهي‪.‬‬
‫‪ - 15‬رسائل الصلح ‪/‬ممد الضر حسي‪.‬‬
‫‪ – 16‬الصابة ‪/‬لبن حجر‪.‬‬
‫‪ _ 17‬الدعاء الأثور ‪/‬لبن بكر الطرطوشي‪.‬‬
‫‪ _ 18‬تفسي‪ /‬البغوي ‪.‬‬
‫‪ _ 19‬تفسي ‪/‬ابن كثي‪.‬‬
‫‪ – 20‬العلم ‪ /‬ممد المد‪.‬‬
‫‪ – 21‬فيض الاطر ‪ /‬أحد أمي‪.‬‬
‫‪ _ 22‬تعلم التفاؤل ‪ /‬د مارتي سليجمان ‪.‬‬
‫‪ _ 23‬لتزن ‪ /‬عائض القرن ‪.‬‬
‫‪ _24‬مصارع العشاق ‪ /‬عائض القرن ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪72‬‬

‫‪ _ 25‬عظماء بل مدارس ‪ /‬عبد ال صال المعة ‪.‬‬


‫‪ _ 26‬متعة الديث ‪ /‬عبد ال الداوود‪.‬‬
‫‪ – 27‬السعادة بي الوهم والقيقة ‪ /‬ناصر العمر ‪.‬‬
‫‪ _ 28‬منة المام أحد ‪ /‬عبد الغن القدسي ‪.‬‬
‫‪ _ 29‬مموع فتاوى ورسائل ابن عثيمي ‪.‬‬
‫‪ _30‬البداية والنهاية ‪/‬ابن كثي‪.‬‬
‫‪ _31‬هل فات الوان لتبدأ من جديد ‪ /‬باسل شيخو‪.‬‬
‫‪ _32‬مالك بن نب‪ /‬رشيد أوراز‪.‬‬
‫‪ _33‬استمتع بياتك ‪ /‬ممد العريفي ‪.‬‬
‫‪ _34‬مقالت لكبار كتاب العربية ‪ /‬ممد المد‪.‬‬
‫‪ _35‬صور وخواطر ‪ /‬علي الطنطاوي ‪.‬‬
‫‪ _ 36‬من الفكر والقلب ‪ /‬ممد سعيد البوطي ‪.‬‬
‫‪ _37‬هكذا هزموا اليأس ‪ /‬سلوى العضيدان ‪.‬‬
‫‪ _38‬العوائق ‪ /‬ممد الراشد‪.‬‬
‫‪ _39‬النطلق ‪ /‬ممد الراشد‪.‬‬
‫‪ _40‬سلسلة أعمال القلوب ‪ /‬ممد النجد ‪.‬‬
‫‪ _41‬موقع اسلم اليوم ‪ /‬د سلمان العودة ‪.‬‬
‫‪ _42‬موقع أنا السلم ‪ /‬د ناصر العمر ‪.‬‬
‫‪ _43‬عظماء ومشاهي معاقون غيوا مرى التأريخ ‪ /‬أحد الشنوان ‪.‬‬
‫‪ _44‬دع القلق وابدأ الياة ‪ /‬ديل كارنيجي‪.‬‬
‫‪_45‬الفاتيح العشرة للنجاح ‪/‬د ‪.‬إبراهيم الفقي‪.‬‬
‫‪ _46‬مفتاح النجاح ‪ /‬عائض القرن ‪.‬‬
‫‪ _47‬موقع الرب‪/‬ممدالدويش‪.‬‬
‫‪ _48‬موقع ويكيبديا ‪ /‬لا أوان لين ‪.‬‬
‫‪ _49‬مائة سر بسيط من أسرار السعادة ‪/‬د‪:‬ديفيد نيقن ‪/‬تعريب ابتسام الضراء‪.‬‬
‫‪ _50‬مع الرعيل الول ‪/‬مب الدين الطيب ‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪73‬‬

‫‪ -51‬مؤلفات مصطفى لطفي النفلوطي الجموعة الكاملة‪.‬‬


‫‪ -52‬مقال لحمكد النجار فك ملة الدايكة السكلمية ج ‪ 2‬الجلد السكابع‬
‫‪1353‬هك‪.‬‬
‫‪ -53‬وحي القلم ‪/‬مصطفى الرافعي‪.‬‬
‫‪ -54‬آثار المام ممكد البشيك البراهيمكي جعك وتقديك نله‪ :‬د‪ .‬أحدك طالب‬
‫البراهيمي‪.‬‬
‫‪ -55‬الكتئاب والتشاؤم "دراسكة ارتباطيكة مقارنكة"د‪:‬سكامر جيكل رضوان أسكتاذ‬
‫مساعد ف قسم الصحة النفسية‪-‬جامعة دمشق‪ -‬كلية التربية‪.‬‬
‫‪ _56‬شوربة دجاج لياة لتعرف اليأس‪/‬جاك كانفيلد‪,‬مارك هانسن‪,‬هيثرمارا‪.‬‬
‫‪ _57‬الوابل الصيب ‪/‬لبن القيم‪.‬‬
‫‪ _58‬مدارج السالكي ‪ /‬لبن القيم‪.‬‬
‫‪ _59‬تلبيس أبليس ‪ /‬لبن الوزي ‪.‬‬
‫‪( -60‬لباب الداب) تأليف المي أسامة بن منقذ‪.‬‬
‫‪( -61‬نوادر ف الدب) للعلمة ممد الكي بن السي‪.‬‬
‫‪( -62‬حكم وأخلق عربية) للعلمة ممد الكي بن السي‪.‬‬
‫‪-63‬الذكرات‪ /‬ممد كرد علي‪.‬‬
‫‪--64‬التفاؤل التلقائي‪ /‬د‪.‬مايكل ميسر ‪.‬د ماريان ترويان‪.‬‬
‫‪ -65‬أيتام غيوا مرى التاريخ‪./‬عبد ال صال المعة ‪.‬‬
‫‪ -66‬ديوان الشافعي‪.‬‬
‫‪-67‬اليأس ليصنع شيئا ‪ /‬ممد الدويش ‪.‬‬
‫‪-68‬قصص من التاريخ‪/‬علي الطنطاوي‪.‬‬
‫‪-69‬ديوان نازك اللئكة‪.‬‬
‫‪-70‬ديوان أحد مطر ‪.‬‬
‫‪ -71‬الطفل التفائل‪/‬د‪:‬مارتي سليجمان‪.‬‬
‫‪-72‬العادات السبع‪/‬استيفن كوف‪.‬‬
‫‪-73‬حياتك من الفشل إل النجاح‪/‬سيد صديق‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪74‬‬

‫‪-74‬التسامح أعظم علج على الطلق‪/‬جيالد جامبوالكسي‪.‬‬


‫‪-75‬الطية والفأل‪/‬رسالة ماجستي ‪/‬سعاد بنت ممد السويد‪.‬‬
‫‪-76‬مسية طويلة نو الرية‪/‬نيلسون مانديل‪.‬‬
‫‪-77‬التفاؤل والتطي‪/‬السيد ممد السيد نوح‪.‬‬
‫‪-78‬الكشاف ‪/‬أبو القاسم ممود الزمشري‪.‬‬
‫‪ -79‬الصحاح ‪/‬للجوهري‪.‬‬
‫‪-80‬النهاية ف غريب الديث‪ /‬لبن الثي‪.‬‬
‫‪ -81‬خوارق اللشعور أو أسرارالشخصية الناجحة‪/‬د‪:‬علي الوردي‪.‬‬
‫‪-82‬الذكاء العاطفي‪ /‬دانييل جولان‪.‬ترجة ‪:‬ممد يونس‪.‬‬
‫‪ -83‬الفوز بالسعادة‪/‬برتراند راسل‪:‬ترجة سيعبده‪.‬‬
‫‪-84‬مهندسوا الياة وصناع التأثي‪/‬د‪:‬علي المادي‪.‬‬
‫‪ -85‬اليوان‪/‬للجاحظ‪.‬‬
‫‪-86‬هكذا علمتن الياة‪:‬مصطفى السباعي‪.‬‬
‫‪ -87‬التفاؤل والتشاؤم وعلقتهمما بالضطرابات النفسمية السممية وضغوط أحداث‬
‫الياة لدى طلب الامعمة ‪/‬د‪ .‬عويمد سملطان الشعان ‪ /‬قسمم علم النفمس ‪ /‬كليمة العلوم‬
‫الجتماعية ‪.‬‬
‫‪-88‬التغيي من الداخل‪:‬تأملت ف عادات النجاح السبع‪/‬د‪:‬أين أسعد عبده‪.‬‬
‫‪ -89‬علو المة‪/‬ممداساعيل القدم‪.‬‬
‫‪ -90‬السعادة وتنمية الصحة النفسية‪/‬د‪:‬كمال إبراهيم مرسى‪.‬‬
‫‪ -91‬لاذا ليصككاب حار الوحككش بقرحككة العدة‪/‬د‪:‬روبرت‬
‫سابولسكي‪/‬ترجة‪/‬شادن الياف‪.‬‬
‫‪ -92‬حلول‪/‬د‪:‬نيب عبدال الرفاعي‪.‬‬
‫‪-93‬اجعل حياتك سعيدة‪/‬عبدال بن عبدالعزيز العيدان‪.‬‬
‫‪-‬الدوريات والصحافة‪:‬‬
‫‪-1‬صحيفة الرياض‪.‬‬
‫‪ -2‬صحيفة الشرق الوسط‪.‬‬
‫متفائلون حطموا اليأس‬ ‫معا ً لحياء فقه التفاؤل‬
‫‪75‬‬

‫‪-3‬صحيفة عكاظ‪.‬‬
‫‪ -4‬ملة "أهل وسهل" التابعة للخطوط السعودية‪.‬‬
‫‪-5‬ملة الثقافكة النفسكية والتك تصكدر عكن مرككز الدراسكات النفسكية‬
‫والسدية ‪ -‬بطرابلس ‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪-‬الواد السمعية‪:‬‬
‫‪ -1‬التفاؤل ف النصر ف زمن الحنة‪/‬منقذ ممودالسقار‪.‬ماضرة‪.‬‬
‫‪-1‬كيف تصبح متفائل ‪ /‬صلح الراشد‪.‬ماضرة مسجلة‪.‬‬
‫‪-2‬التفاؤل والستبشار‪/‬ممد بن موسى الشريف‪.‬ماضرة‪.‬‬
‫‪-3‬التفاؤل ‪/‬ممد صال النجد‪.‬ماضرة‪.‬‬
‫‪-4‬كيف أكون ناجحا ف الياة‪/‬د‪:‬طارق السويدان‪.‬ماضرة‪.‬‬
‫‪-5‬التفك ي التفاؤل وأثره ف سلمة التفك ي و صحة نتائ جه‪/‬د‪:‬خالد بن‬
‫منصور الدريس‪.‬دورة تدريبية‪.‬‬
‫‪-6‬التفاؤل ف الزمن الصعب‪/‬ممد بن صال النجد‪.‬ماضرة‪.‬‬
‫‪-7‬ال مة ال سلمية ب ي اليأس والتفاؤل‪/‬عبدالرح ن معل اللوي ق‪.‬ماضرة‬
‫‪.‬‬
‫‪-8‬التفاؤل‪/‬سي حلوان‪.‬ماضرة مسجلة‪.‬‬
‫‪-9‬كان يعجبه الفأل‪/‬ممد بن عبدال الدويش‪.‬ماضرة مسجلة‪.‬‬
‫‪-10‬اللم ماضن المال‪/‬د‪:‬ناصر العمر‪.‬ماضرة مسجلة ‪.‬‬
‫‪-11‬أسباب منسية ‪ /‬د خالد البي‪.‬ماضرة مسجلة‪.‬‬
‫‪-12‬قصص وعب ‪ /‬عبد العزيز العقل‪.‬ماضرة مسجلة‪.‬‬

Você também pode gostar