Você está na página 1de 24

‫الناس في لبنان‪،‬‬

‫فخامة الرئيس‪،‬‬
‫عشاق حرية وكرامة‪،‬‬
‫فخاطبهم بحرية وصراحة‪،‬‬
‫إنهم في حاجة إىل كالمك‬
‫متاما ً كما أن لبنان‬
‫في حاجة إىل صمودهم‪.‬‬
‫جبران تويني‬
‫‪NAHAR ASH-SHABAB‬‬

‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪ | 2008‬السنة ‪ | 10‬العدد ‪498‬‬


‫‪Jeudi 22 Mai 2008 | 10ème Année | No 498‬‬ ‫‪ 24‬صفحة‬

‫ميشال سليمان‪ " :‬عهدي عهد الناس"‬


‫فخامة العماد ال نستعجلك ولكن نتطلع إليك‬
‫العواصف‪ ،‬فتمسكت بوحدتها كما يجب أن تكون عليه وحدة اللبنانيين‪.‬‬ ‫للقوى السياسية أن تجري حسابات الربح والخسارة في اتفاق الدوحة‪،‬‬
‫ويبقى الحمل الثقيل على كاهلك أيها الرئيس العتيد للجمهورية‪ ،‬فشباب‬ ‫ولكن لسان حال اللبنانيين جميعًا يقول أن هذا االتفاق‪ ،‬بما يعنيه إنقاذ‬
‫لبنان‪ ،‬من كل االنتماءات والطوائف والمناطق‪ ،‬يتوجهون إليك بلسان واحد‬ ‫للبنان من العودة مجددًا إلى متاهة الحروب‪ ،‬هو هدية إلى كل المؤمنين‬
‫وإيمان واحد بأن تحمل على منكبيك كل طموحاتهم الى غد مشرق حقيقي‪،‬‬ ‫بالسالم وب��ال��دول��ة وبالمؤسسات‪ .‬وه��و هدية خاصة إل��ى الشهداء الذين‬
‫يجعلهم ال�س�ن��د الحقيقي للجمهورية ال �ج��دي��دة ال�ت��ي س�ت��أخ��ذ ع�ل��ى عاتقك‬ ‫سقطوا من اجل قيامة الدولة ومستقبل اللبنانيين‪.‬‬
‫مسؤولية قيامها وترسيخها‪.‬‬ ‫تحضرنا‪ ،‬في هذه اللحظة بالذات‪ ،‬سيرة كل الشهداء الذين قدموا دماءهم‬
‫فخامة العماد‪،‬‬ ‫قرابين على هذه الدرب‪ ،‬سواء كانوا ضحايا االغتياالت أو الحوادث الدامية‬
‫نعود إليك‪ ،‬إل��ى ما قلته لشباب لبنان عبر "نهار الشباب" قبل ثالثة أشهر‬ ‫التي حصلت‪ ،‬وكذلك شهداء الجيش اللبناني الذي سيصبح قائده رئيسًا‬
‫تحديدًا‪ ،‬ال لتذكيرك‪ ،‬بل لتذكير اللبنانيين‪ ،‬وتسليط الضوء على ما يفكر‬ ‫للجمهورية‪ ،‬على أمل أن يعيد لبنان إلى دائ��رة الضوء كبلد منتفض على‬
‫ب��ه رئيسهم‪ ،‬لعلهم ي�ك��ون��ون ل��ك السند ف��ي التطبيق‪ ،‬وال�م�ح��رك للمتابعة‪،‬‬ ‫الحروب والموت والدمار‪.‬‬
‫والمحاسب األول واألخير‪.‬‬ ‫‪...‬ول �ك��ن م��ن حقنا أن ن�ه��دي ه��ذا االت �ف��اق‪ ،‬خ�ص��وص��ًا‪ ،‬إل��ى ج �ب��ران تويني‬
‫فخامة العماد اقرأ في مقابلتك‪:‬‬ ‫وشهادته‪ ،‬ال لتمييز ما بين الشهداء‪ ،‬وإنما لمعنى القسم الذي أطلقه في‬
‫‪ -‬ليس عهدي بل هو "عهد ال�ن��اس"‪ .‬وعندما يكون الرئيس توافقيًا يصبح‬ ‫‪ 14‬آذار ‪ ،2005‬معلنًا باسم المسيحيين والمسلمين نشيد الوحدة "إلى ابد‬
‫العهد ملكًا للجميع‪.‬‬ ‫اآلبدين دفاعًا عن لبنان العظيم"‪.‬‬
‫‪ -‬البداية تبدأ بالتوافق‪ ،‬وه��ذا ال يعني إلغاء المواالة والمعارضة وإنما بإنتاج‬ ‫هذا القسم تجب ترجمته في فرح الناس وتوقهم الملح للعودة إلى لبنان‬
‫سلطات دستورية معترف بها‪.‬‬ ‫الطبيعي‪ ،‬ولبنان المسالم‪ ،‬والمتطلع إل��ى المستقبل‪ ،‬وف��ي األم��ل الذي‬
‫‪ -‬ال يبنى وطن بإرادة خارجية‪ .‬الدول العادية تتضرر من التدويل فكيف نحن؟‬ ‫يفتحه "اتفاق الدوحة" أمام الشباب للبقاء في لبنان واستعادة إيمانهم‬
‫‪ -‬على شباب لبنان ان يساهموا في الحياة السياسية واالقتصادية واإلدارية‪.‬‬ ‫بإمكان انتشاله من كل األزمات التي يتخبطون فيها‪.‬‬
‫كذلك في الطريق التي يفتحها أمام مئات األلوف من اللبنانيين المنتشرين الذين يتلهفون ‪ -‬يجب أن يخرج الشباب من االصطفافات‪ ،‬وفي غيابهم نفتقد الجرأة والتجدد‪.‬‬
‫للعودة إلى لبنان‪ ،‬ومثلهم ألوف المستثمرين والسياح العرب الذين لم يجدوا في كل أصقاع‬
‫ً‬
‫مفصال‬ ‫فخامة العماد‪ ،‬ال نستعجلك‪ ،‬بل ننتظر منك البرامج والخطط للتنفيذ‪ .‬فالوطن تجاوز‬ ‫ً‬
‫بديال يغنيهم عن لبنان‪.‬‬ ‫العالم‬
‫ّ‬
‫االتفاق هدية لمنطق الدولة ال��ذي انتصر‪ ،‬وسيتوج بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا مصيريًا‪ ،‬لكنه قابل للعودة إلى الوراء إذا كررنا أخطاء الماضي‪ ،‬ولم يكن عهدك "عهد الناس"‪.‬‬
‫للجمهورية كمرشح ت��واف�ق��ي‪ ،‬أجمع عليه اللبنانيون وال�ع��رب ب��االس��م للمرة األول��ى ف��ي تاريخ‬
‫االنتخابات الرئاسية اللبنانية‪ ،‬وألن��ه رم��ز المؤسسة العسكرية التي ظلت ص��ام��دة رغ��م كل‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫خبريات‬ ‫‪26 -‬‬ ‫‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫ّ‬ ‫ََ‬
‫وم��ع حملة "وح��دت�ن��ا خ�لاص�ن��ا"‪ ،‬ون�ض�ي��ف "عيب‪،‬‬
‫بيكفي"‪.‬‬
‫"خلص بيكفي"‬
‫التضامن مع الضحايا‬
‫‪ 25‬أيار‪ :‬عيد المقاومة والتحرير‬
‫ك �ل �ه��م "ش � � �ه� � ��داء" وف� � ��ق ت �س �م �ي ��ات االحزاب‬
‫وال�م�ج�م��وع��ات السياسية وال�ج�م��اع��ات الطائفية‪.‬‬
‫لكنهم قتلى وضحايا في مفهومنا‪ .‬هؤالء لم يختاروا‬ ‫ت�ح��ل ال��ذك��رى ب�ع��د أي ��ام‪ ،‬لكنها ت�ك��اد تضيع‪.‬‬
‫الشهادة‪ ،‬ماتوا في التقاتل االخوي بين أبناء البلد‬ ‫وج��ب على ال��دول��ة أن تجعلها ع�ي�دًا رس�م�ي��ًا‪ ،‬ألنه‬
‫الواحد‪ .‬مجموعات أعلنت أسماء قتالها‪ ،‬وأخرى ربما‬ ‫ال�ع�ي��د ال�ح�ق�ي�ق��ي‪ .‬وه��و ع�ي��د ال �م �ق��اوم��ة‪ ،‬المقاومة‬
‫خجلت‪ ،‬فامتنعت عن االع�لان‪ .‬ال تهم التسميات‪.‬‬ ‫اللبنانية‪ ،‬قبل أن يحل عيد التحرير‪ .‬ووج��ب على‬
‫النتيجة واح��دة‪ .‬لكن لكل ضحية‪ ،‬أه��ل وأصدقاء‬ ‫يعيدوا له‪ .‬كلنا مقاومون‪.‬‬ ‫كل اللبنانيين ان ّ‬
‫وأقرباء‪ .‬والتضامن مع أهل الضحايا واجب‪ .‬وحسنًا‬ ‫ن �ش��أت م �ق��اوم��ة ض ��د ال �ط��ائ �ف �ي��ة م ��ع االحزاب‬
‫فعلت مجموعات علمانية‪ ،‬غالبها قريب من الحزب‬ ‫العلمانية‪ .‬ون�ش��أت مقاومة وطنية مسيحية ضد‬
‫القومي االجتماعي (أو من ف��روع��ه)‪ ،‬عندما أعلنت‬ ‫ممارسات ًالفلسطينيين ورغبتهم في جعل لبنان‬
‫استنكارها ما جرى في حلبا‪ ،‬خالل اعتصام سلمي‬ ‫وطنًا بديال من أرض وطن تخلوا عنه على مراحل‪.‬‬
‫في شارع الحمرا‪ ،‬لم ترفع فيه االع�لام الحزبية‪ ،‬بل‬ ‫وك��ان��ت مقاومة بحق ل��م يفهمها كثيرون اال بعد‬
‫رك��زت على الجريمة االنسانية‪ ،‬وليتها استنكرت‬ ‫حين‪ ،‬أو لنقل لم يشاؤوا فهمها ألسباب طائفية‬
‫كل عمليات القتل‪ ،‬لكان انتصر المبدأ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أحيانًا‪ ،‬ومصلحية مالية غالبًا!‬
‫ونشأت المقاومة ضد السوري‪ ،‬وكانت محقة‪،‬‬
‫ألن��ه م�م�ن��وع ع�ل��ى االش �ق��اء ق�ب��ل االع� ��داء إل �غ��اء كل‬
‫"وجهان لعملة واحدة"‬ ‫مظاهر ال�س�ي��ادة واالس �ت �ق�لال‪ ،‬والتحكم بشؤون‬
‫البالد والعباد بما يتجاوز قوى االستعمار واالحتالل‪،‬‬
‫ً‬ ‫وكل ذلك تحت عنوان "االشقاء"‪.‬‬
‫فاصال اعالنيًا‪ ،‬بل اعالميًا‪ ،‬ال‬ ‫تبث محطة ‪NBN‬‬ ‫وك��ان��ت م �ق��اوم��ة ض��د االس��رائ �ي �ل��ي‪ ،‬ن �ش��أت مع‬
‫يهدف الى البيع على غرار ادوية االعشاب‪ ،‬بل الى‬ ‫الحزب القومي وال�ح��زب الشيوعي قبل أن تصبح‬
‫ما هو أبعد من ذلك‪ ،‬الى التحريض‪ .‬التحريض ضد‬ ‫اسالمية بصفقة سورية ‪ -‬ايرانية‪ .‬ولكن ما يهم من‬
‫وسيلتين إعالميتين عربيتين هما جريدة "الشرق‬ ‫التسميات‪ ،‬والمسار والمصير‪ ،‬ان المقاومة كانت‬
‫االوسط" وتلفزيون "العربية"‪ .‬وتورد في الشريط‬ ‫جدية وحقيقية وق��د تمكنت م��ن قهر أكبر قوة‬
‫القصير اسمي المؤسستين م��ع تعليق "وجهان‬ ‫عسكرية مدعومة م��ن ك��ل العالم‪ ،‬وأجبرتها على‬
‫لعملة واحدة"‪.‬‬ ‫االنسحاب من جنوب لبنان‪.‬‬
‫ال أعلم لماذا تذهب محطة لبنانية الى مواجهة‬ ‫كلنا مقاومون‪.‬‬
‫زم �ي �ل��ة ل �ه��ا‪ ،‬أال ي�ك�ف��ي ال �ن ��اس م �ش��اه��دة الحرب‬ ‫ك ��ل ال�ل�ب�ن��ان�ي�ي��ن م� �ق ��اوم ��ون‪ .‬ق ��اوم ��وا ويقاومون‬
‫السياسية عبر التلفزيونات‪ ،‬حتى تدخل االخيرة‬ ‫االح � �ت �ل�االت وال �ت �ف �ج �ي��رات واالغ� �ت� �ي ��االت والفقر‬
‫في حرب معلنة في ما بينها؟ ثم أال يجدر بالـ‪NBN‬‬ ‫والمجاعة والقهر‪ .‬لذا علينا أن نحتفل معًا‪ .‬ليس‬
‫وعباراتها قبل‬
‫أن تقارن أداء التلفزيونات ومواقفها ّ‬ ‫ال�ع�ي��د ل �ـ"ح��زب ال �ل��ه" وال ي�ج��ب أن ي�ك��ون كذلك‪.‬‬
‫أن تصدر أحكامها‪ ،‬وتوجه التهم؟ "بيكفي"‪.‬‬ ‫ويجب بالتأكيد فصل عمل المقاومة عن سياسة‬
‫"حزب الله" في الداخل‪ ،‬فال يذهب األول بجريرة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اعادة فتحها سريعًا؟‬ ‫الثانية‪ ،‬فشتان ما بين مقاومة المحتل‪ ،‬أي محتل‬
‫األرمن أيضا وايضا‬ ‫"إذا ما اتفقتوا ما ترجعوا"‬ ‫وأخ �ي� �رًا ل��م ال ن�ق�ص��د أم��اك��ن ال �ع �ب��ادة فنصلي‬ ‫دفاعًا عن االرض‪ ،‬والدخول في زواري��ب السياسة‬
‫شاكرين عودة الروح الى البشر قبل الحجر؟‬ ‫اللبنانية ووحولها‪.‬‬
‫ص ��در "ن �ه��ار ال �ش �ب��اب" ف��ي أح ��د أع � ��داده العام‬ ‫هل كان سياسيونا يشاهدون نشرات االخبار‬
‫الماضي بغالف كتب عليه "االرمن لبنانيون ونص"‪،‬‬ ‫اللبنانية من العاصمة القطرية الدوحة أم يكتفون‬ ‫مبروك‬ ‫تعالوا نرقص في قلب بيروت‬
‫وذل��ك دفعًا لكالم معيب ك��ان قيل بحق اخ��وة لنا‬ ‫ب �ت �ن��اول ال �ق��ري��دس وس �م��ك ال �س �ل �م��ون المدخن‪،‬‬
‫في المواطنية خالل االنتخابات الفرعية في المتن‪.‬‬ ‫ويحتسون خ�م�رًا استخدمته "ال�م�ن��ار" ف��ي حربها‬
‫وأم��س تكرر الكالم المعيب عينه‪ ،‬وتبعه اعتذار‬ ‫على "تيار المستقبل" أثناء الحوادث االخيرة؟‬ ‫تبادل اللبنانيون أمس عبارة "مبروك"‪ ،‬أحسوا‬ ‫منذ زمن بعيد لم يعد قلب بيروت يعرف الفرح‪.‬‬
‫آخ��ر على شكل توضيح‪ .‬والتوضيح لم يكن حبًا‬ ‫هل شاهدوا سيلفانا اللقيس وزمالءها في اتحاد‬ ‫ب ��أن ش �ع��ورًا ب��ال�ض�ي��ق أزي� ��ح ع��ن ق �ل��وب �ه��م‪ ،‬غمامة‬ ‫واالعتصامات الموقتة‪،‬‬
‫ً‬ ‫تحول مكانًا للتظاهرات‬
‫بل حسابات سياسية بغيضة تظهر االرمن كأنهم‬ ‫المقعدين اللبنانيين ومعهم كثيرون اعتصموا على‬ ‫الربيع زالت قبل أن تصبح سحابة صيف‪ ،‬تحرمهم‬ ‫مقفال طرقًا ومحال‬ ‫الى ان حل اعتصام المعارضة‪،‬‬
‫طابة في ملعب الحسابات االنتخابية الضيقة‪ .‬وهنا‬ ‫طريق المطار مطالبين "الزعماء" بعدم العودة الى‬ ‫االفادة من موسم االصطياف والمهرجانات وعودة‬ ‫وم�ط��اع��م‪ ،‬ومغيرًا ص��ورة المدينة الحيوية‪ .‬فشل‬
‫استشهد بعبارة للسيد المسيح َ"م��ن ك��ان منكم‬ ‫لبنان اذا لم يتفقوا؟ هل شاهدوا تحرك األمهات‬ ‫المغتربين‪.‬‬ ‫االعتصام ف��ي تحقيق غايته‪ .‬ل�لأس��ف‪ .‬ألن فشله‬
‫بال خطيئة فليرجمها بحجر"‪ ،‬ألضيف َ"م��ن يزايد‬ ‫اللواتي تجمعن على كورنيش المنارة رفضًا للحرب‬ ‫ك��ان��وا كلهم‪ ،‬بقلب واح ��د‪ ،‬ف��ي ال �م��واالة أو في‬ ‫االك �ي��د‪ ،‬رغ��م ع��دم االع �ت��راف ب��ذل��ك‪ ،‬دف��ع ال��ى لغة‬
‫في الوطنية فليعلن ذلك بأفعاله ال بأقواله فقط"‪.‬‬ ‫ودعوة الى االتفاق حتى ال يصير أوالدهن ضحية‬ ‫المعارضة ي ��رددون "م�ب��روك المصالحة"‪" ،‬مبروك‬ ‫العنف‪ ،‬حتى آل��ت االم��ور ال��ى م��ا آل��ت ال�ي��ه‪ .‬فكان‬
‫عيب!‬ ‫في الشارع‪ ،‬أودت‬ ‫اشتباكات ً‬ ‫الصراع الذي تحول‬ ‫الرئاسة"‪ ،‬مبروك لبنان‪.‬‬ ‫اتفاق‪ ،‬وك��ان ق��رار بإزالة الخيم‪ .‬تحتاج الساحتان‬
‫قتيال؟ هل سألوا عن‬ ‫خالل االسبوع الماضي بـ‪70‬‬ ‫لم يفكروا مليًا بما اتفق عليه القادة والزعماء‪،‬‬ ‫(ري ��اض الصلح وال��دب��اس) ال��ى إع ��ادة تأهيل‪ .‬وال‬
‫أم�ه��ات القتلى واخ��وات�ه��م وزوج��ات�ه��م وأوالدهم؟‬ ‫لكن همهم الوحيد ك��ان في ازال��ة الهم والغم عن‬ ‫يكفي زرع العشب والزهر‪ ،‬بل علينا أن نعيد اليهما‬
‫غسان حجار‬ ‫م��ن ي�ع�ي��د ل �ه��ؤالء ح�ي��ات�ه��م ال�ع��ائ�ل�ي��ة المستقرة؟‬ ‫قلوبهم وعيالهم‪.‬‬ ‫حيويتهما‪ .‬فلم ال نسهر في قلب بيروت‪ ،‬ونرقص‬
‫‪ghassan.hajjar@annahar.com.lb‬‬ ‫نعلن تضامننا مع كل النداءات‪ ،‬مع حملة "خلص"‬ ‫"خلص بيكفي"‪.‬‬ ‫ونغني‪ ،‬فندفع باصحاب المطاعم والمقاهي الى‬

‫مجـلـس التـحريـر‬
‫اإلدارة والتحرير‪ :‬بناية النهار‪ ،‬ساحة الشهداء‬ ‫المدير المسؤول‬ ‫مدير التحرير‬
‫نايلة تويني ‪ -‬جان كرم ‪ -‬علي حمادة ‪ -‬راشد فايد‬
‫‪ 20145401‬بيروت ‪ -‬لبنان ‪ -‬هاتف‪961 - 1 - 994888 :‬‬ ‫المدير الفني‬ ‫وليد عبود‬ ‫غسان حجار‬
‫هيام القصيفي ‪ -‬وديع تويني ‪ -‬رضوان عقيل ‪ -‬عياد واكيم‬
‫فاكس‪961 - 1 - 970375 :‬‬ ‫زياد القسيس‬ ‫مؤسسه عام ‪1993‬‬
‫المستشار القانوني‬ ‫منال شعيا ‪ -‬ماري كلير فغالي – طوني أبي نجم – سلوى بعلبكي‬ ‫سكرتيرة التحرير‬
‫‪e.mail: info@naharashabab.com‬‬ ‫جبران تويني‬
‫زياد بارود‬ ‫ألين موراني – هنادي الديري – ابرهيم دسوقي – نمر جبر‬ ‫ألين فرح‬
‫‪web page: www.naharashabab.com‬‬ ‫نيكول طعمة – كريم أبو مرعي – ميشيل تويني ‪ -‬ماريو ّ‬
‫غريب‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪ - 27‬‬ ‫جدل‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫"سالح العلم"‪...‬‬
‫هل يكون القناص زميلي‬
‫تصويرحسن عسل‬

‫أن المسلحين س�ي�ع��ودون ال��ى الحمرا وب�ي��روت في‬ ‫سقطت بالقرب منه رص��اص��ة ل��م يعرف ً مصدرها‪.‬‬ ‫ل�ك� ّ�ن البعد اآلخ��ر للعبارة إرت�ك��ز على‬
‫شكل عام والى أي جهة انتموا؟ فادعاء العفة في هذا‬
‫المجال لن يجدي نفعًا‪ .‬الكل شركاء في المعركة‪،‬‬
‫محاوال تبيان ما‬ ‫وفي لحظات الضياع التي عرفها‪،‬‬
‫إذا كانت الرصاصة طائشة أو أنها محاولة قنص‪،‬‬
‫ف �ك��رة ن�م�ط� ّ�ي��ة ب ��أن ال�م�س �ل��ح ه ��و ّفي‬
‫ال ��درج ��ة األول � ��ى ان �س��ان غ �ي��ر متعلم‪،‬‬ ‫ل‬
‫يكون الجميع سواسية في السلم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يفترض أن‬ ‫كما ّ‬ ‫شعر ال�ط��ال��ب ب��أح��د المسلحين الملثمين يركض‬ ‫م��ن دون أن ي �ك��ون ب��ال �ض��رورة ّأم ّيًا‪.‬‬ ‫كريم ابو مرعي‬
‫هكذا تعلمنا‪ ،‬هكذا علمنا "سالحنا" الذي افترضنا‪،‬‬ ‫نحوه و"يسحبه"‪.‬‬ ‫المتخصصين الذين قاموا بدراسة الخلفيات‬ ‫ّ‬ ‫حتى‬ ‫‪karim.aboumerhi@annahar.com.lb‬‬
‫حتى األمس القريب‪ ،‬أنه عازل ضد التقاتل‪.‬‬ ‫شعر به الطالب في حينها‪ ،‬فهذه‬ ‫تفسح ً‬ ‫ما‬ ‫ال داعي لشرح‬ ‫االجتماعية والنفسية واالقتصادية للحرب الماضية‬
‫تبين أن ال جيل لبنانيًا قد يحظى‬ ‫تبين العكس‪ّ .‬‬ ‫ّ‬ ‫مجاال ّللمشاعر‪ .‬أمام الخوف البادي‬ ‫األوقات ال‬ ‫"تبرير"‬ ‫�ى ّ‬ ‫وتحليلها‪ ،‬س�ع��وا ف��ي بعض ال�م��واض��ع ال�‬
‫اللجوء الى السالح والتقاتل ً‬
‫بنعمة أن ي�ك��ون "ج�ي��ل م��ا ب�ع��د ال �ح��رب"‪ ،‬ويبقى‪.‬‬ ‫على وجهه‪ ،‬شعر المسلح بضرورة "تبرير" ما يقوم‬ ‫معدالت‬ ‫بناء على ارتفاع‬ ‫في الفترة التي تلت الحرب‬
‫ت �ع��رض ال �ش � ّ�اش ��ات ال �ل �ب �ن��ان �ي��ة ف�ي�ل�م��ًا ق �ص �ي �رًا عن‬ ‫به‪ ،‬وأقدم على خطوة نادرة في ُعرف الملثمين‪ :‬رفع‬ ‫األمية بين الشباب‪ ،‬مما أدى الى‬ ‫البطالة وانتشار ّ‬ ‫اللبنانية‪ّ ،‬‬
‫ترددت عبارة على‬
‫أشخاص يتلقون "كفوفًا" على وجوههم‪ ،‬وتعدادًا‬ ‫تبين للطالب أن الوجه مألوف‪،‬‬ ‫القناع عن وجهه! ّ‬ ‫اس�ت�س�ه��ال ح�م�ل�ه��م ال �س�ل�اح وال� �ن ��زول ال ��ى األحياء‬
‫لخسائر ال�ح� ّ�رب م��ن القتلى والمهاجرين‪ ،‬ويختتم‬ ‫بل أكثر‪ :‬هو زميل مقاعد الدراسة اياها في الجامعة‪،‬‬ ‫واألزق ��ة لقتال اآلخ��ري��ن‪ ،‬وجعلهم "لقمة سائغة"‬ ‫مسامع جيل "ما بعد الحرب"‪،‬‬
‫ب�ع�ب��ارة "ب �ك��ف��ي" ت�ع�ب�ي�رًا ع��ن األذى ال�م�ت�ك� ّ�رر الذي‬ ‫وما قام به كانت خطوة لحماية زميله من الرصاص‬ ‫ألم� ً�راء ال�ح��رب وأرب��اب�ه��ا‪ ،‬ال��ذي��ن وج��دوا فيهم وقودًا‬ ‫تتلخص بأن "سالحكم هو‬
‫ومسؤوليتنا عنه‪ .‬طفلة صغيرة هي‬ ‫نلحقه بأنفسنا‬ ‫المتطاير‪.‬‬ ‫قابال لالشتعال في أي معركة‪ ،‬وهذا ما حصل‪.‬‬
‫ال��وح�ي��دة التي ل��م ُت �ض� َ�رب‪ ،‬طفلة وح�ي��دة ال ّ‬
‫تحمل‬ ‫ب ��ل أك� �ث ��ر‪ ،‬ب �ق��ي ه� ��ذا ال �ط��ال��ب م ��ع م �ج �م��وع��ة من‬ ‫ف ��ي األي � ��ام ال �م��ا ّض �ي��ة‪ ،‬ع ّ� ��ادت ص ��ور ال �ح ��رب الى‬ ‫العلم"! ّربما انطلقت هذه العبارة‬
‫ويجري‪ .‬اليوم‪ ،‬لم ً نعد متأكدين‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولية ما جرى‬ ‫المسلحين‪-‬الطالب الى حين طلوع الضوء‪ ،‬وعودة‬ ‫ّ‬ ‫ال �ش��وارع التي تحولت م�ج��ددًا أزق��ة قتال وخطوط‬ ‫من مسلمة أن الشعب اللبناني هو‬
‫من أنها لن تستأهل "كفًا" مستقبال‪ .‬حتى األمس‬ ‫إمكان التنقل في الشوارع‪ ،‬وإن بحدوده الدنيا‪.‬‬ ‫تماس ومتاريس‪.‬‬ ‫شعب ال يعيش من دون سالح‪،‬‬
‫افترضنا أن جيل "ما بعد الحرب" األخيرة‬ ‫القريب‪،‬‬
‫أيضًا ّ‬ ‫حتى العلم لم يعد يشفع لنا‪ ،‬وال عراقة الجامعات‬ ‫أخ��رج��ت األط ��راف السياسية أسلحتها المخبأة‪،‬‬
‫تحمل مسؤولية أخطاء الماضي‪،‬‬ ‫منزه عن ّ‬ ‫هو‬ ‫وال مقاعد ال��دراس��ة‪ .‬شفعت ال��زم��ال��ة ل�ه��ذا الطالب‬ ‫وال �ت��ي ح��اول��ت م� ��رارًا إق�ن��اع�ن��ا ب��أن�ه��ا ال ت�س�ع��ى الى‬ ‫فحتى الثقافة والمعرفة والعلم‬
‫تبين لنا أن‬ ‫وعليه تقع مسؤولية بناء المستقبل‪ّ .‬‬ ‫ب�ح�م��اي� ً�ة م ��ا‪ ،‬أق �ل��ه م��رح�ل�ي��ًا‪ .‬م��ن ي�ض�م��ن ل��ه أن يجد‬ ‫امتالكها‪ ،‬أو أقله ان من يمتلكها لن يستخدمها‪.‬‬
‫�ورث��ه لألجيال‬‫ح ��دود م�س��ؤول�ي�ت�ن��ا ت�ق��ع ف��ي م��ا س �ن� ّ‬ ‫"زم� �ي�ل�ا" آخ ��ر ي�ح�م�ي��ه ف��ي م�ن�ط�ق��ة أخ� ��رى أو شارع‬ ‫حتى اليوم ما زلنا غير أكيدين هل ما حصل كان‬
‫هي بالنسبة إلينا "أسلحة"‪،‬‬
‫ّ‬
‫المقبلة‪ ،‬وأن�ن��ا نرتضي ألنفسنا ب��أن ن��ورث الحمل‬ ‫آخر؟ من يضمن له أساسًا أال يصبح يومًا ما ضحية‬ ‫حدثًا عابرًا ومضى؟ أم أننا دخلنا في دوام��ة حرب‬ ‫ّ‬
‫وال يمكن أن نعتبرها "هبة" أو‬
‫القاتل الذي ورثناه‪.‬‬ ‫رص��اص��ة ق ّ�ن��ص منطلقة م��ن ب�ع�ي��د‪ ،‬م��ن م�س��اف��ة ال‬ ‫تتخللها لحظات ِس ٍلم هش؟ األكيد أن سالحنا لم‬ ‫"نعمة" أو وسيلة في أضعف‬
‫ال كتب وال علم نفعت معنا‪ ،‬فدروس الشوارع هي‬ ‫ضحيته‪ ،‬حتى وان كان‬ ‫تسمح للقناص بمعرفة وجه ّ‬
‫ً‬ ‫هذا ّ‬ ‫يعد العلم حصرًا‪ ،‬بل حتى العلم ص��ار‪ ،‬في مواضع‬ ‫االيمان‪ ،‬فنحن شعب ال ّ‬
‫نتغنى إال‬
‫الذاكرة اللبنانية‪ .‬المؤسف‬ ‫الوحيدة التي تبقى في‬ ‫"زميال" أيضًا؟‬ ‫القناص‬ ‫معينة‪ ،‬هو من يقودنا نحو الحرب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫أن نلقن أنفسنا درسًا لن‬ ‫ّ‬ ‫يبدو‪،‬‬ ‫على ما‬ ‫ّ‬
‫أننا قررنا‪ّ ،‬‬ ‫غ� ّ�ي��رت االش�ت�ب��اك��ات األخ�ي��رة الكثير م��ن المعالم‬ ‫اث��ر األح� ��داث األخ �ي��رة‪ ،‬ت��داول��ت أوس ��اط جامعة‬ ‫بأسلحتنا‪ ،‬وإن لم تكن رشاشة‪.‬‬
‫ن�ن�س��اه‪ ،‬ون��وظ��ف ك��ل م��ا علمنا إي��اه "س�ل�اح العلم"‪،‬‬ ‫ال�م�ح�ي�ط��ة‪ :‬ال �ش��وارع ت �غ� ّ�ي��رت‪ ،‬ال�م� ّط��اع��م والمقاهي‬ ‫عريقة ف��ي قلب ب�ي��روت قصة ح��ادث��ة حصلت بين‬
‫في هدم أي أمل لنا بمستقبل أقل ما يقال فيه إنه‬ ‫تغيرت‪ .‬من كان "يحلم" بصورة مسلحين يفترشون‬ ‫ّ‬ ‫مجموعة من الطالب‪ :‬كان أحدهم عائدًا الى منزله‬
‫(كان) حاضنًا لطموحاتنا‪.‬‬ ‫المقاهي على طول شارع الحمرا؟ أساسًا من افترض‬ ‫ف��ي وق��ت م�ت��أخ��ر م��ن ال�ل�ي�ل��ة األول ��ى لالشتباكات‪،‬‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫‪FOCUS‬‬ ‫‪28 -‬‬ ‫‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫اول الغيث لهدنة اقليمية‬ ‫اتفاق قطر‬


‫تحديات داخلية امام الرئيس الجديد والمسيحيين‬

‫الحوار اللبناني في الدوحة‪.‬‬

‫هيام القصيفي‬
‫‪Hiyam Kossayfi@annahar.com.lb‬‬
‫تصوير ميشال صايغ‬

‫فيما كان البطريرك الماروني‬


‫الكاردينال مار نصر الله بطرس‬
‫صفير يجتمع مع الرئيس‬
‫االميركي جورج بوش‪ ،‬كانت‬
‫قطر تنتج تسوية بسحر ساحر‪،‬‬
‫العبرة في التنفيذ‪.‬‬ ‫غياب الطرف المسيحي‪.‬‬ ‫في أقل من اسبوع ‪ ،‬تعيد‬
‫فتح وسط العاصمة‪ ،‬بعد رفع‬
‫ت�م�ح��ورت ج��وه��ري��ا ح��ول ف��ك االش�ت�ب��اك بين اعضاء‬ ‫ال�خ�لاف بين ال�م�ع��ارض��ة وال �م ��واالة‪ ،‬وم�ن��ذ ان تحول‬ ‫ال ت�ش�ب��ه ال �ت �س��وي��ة ال �ق �ط��ري��ة بشيء‬ ‫خيم االعتصام التي نصبتها‬
‫ال�ت�ح��ال��ف ال��رب��اع��ي ال� ��ذي ارس� ��ي ع ��ام ‪ .2005‬وهي‬
‫تسوية تمت بين تيار "المستقبل" والحزب التقدمي‬
‫ال�س�لاح ف��ي اي��دي اللبنانيين‪ ،‬اللغة الوحيدة التي‬
‫اعتمدت اخيرا ف��ي بيروت والجبل‪ .‬وال شك ايضًا‬ ‫الحكومة فؤاد السنيورة على التمسك‬
‫ل‬
‫ات �ف��اق ال �ط��ائ��ف‪ ،‬ال ��ذي اص ��ر رئيس‬
‫المعارضة فيها‪ ،‬وتنتخب‬
‫االش�ت��راك��ي و"ح ��زب ال�ل��ه" وح��رك��ة " ام ��ل"‪ ،‬لكنها‬ ‫في أن كثيرين منهم يهللون اليوم التفاق يحيي‬ ‫به من على منبر طاولة الحوار القطرية‪،‬‬ ‫قائد الجيش العماد ميشال‬
‫اليوم لم تعد تسوية انتخابية ظرفية بل اصبحت‬ ‫االمل في انقاذ الوضع اللبناني‪ ،‬الذي كاد االسبوع‬ ‫ُمعيدا التذكير به والتشبث بالدستور اللبناني الذي‬ ‫سليمان رئيسا للجمهورية‪.‬‬
‫تسوية وطنية برعاية قطرية وسعودية وايرانية‪،‬‬ ‫الماضي يصل الى حافة الحرب االهلية‪.‬‬ ‫خرق كثيرا منذ شهور عدة‪ .‬فالتسوية القطرية هي‬
‫لم يكن للمسيحيين من االكثرية والمعارضة على‬ ‫ومن حق اللبنانيين اليوم ان يفرحوا لهذا االتفاق‬ ‫تسوية ظرفية‪ ،‬تعيد لملمة الوضع اللبناني االمني‪،‬‬
‫السواء دور اساسي فيها‪ ،‬تماما كما كانت الحال عام‬ ‫ال��ذي سيعيد بعضا م��ن االم ��ال ال�ت��ي ف�ق��دت خالل‬ ‫بالحد االدنى‪ ،‬لتعيد العمل بالمؤسسات الدستورية‪،‬‬
‫‪.2005‬‬ ‫اشهر االعتصام واالعتكاف وحروب الشوارع وتشييع‬ ‫وتعيد الرئيس الماروني الى قصر بعبدا بعد ستة‬
‫قد يكون اللبنانيون اليوم على موعد مع اتفاق‬ ‫الشهداء واحدا تلو االخر‪.‬‬ ‫اشهر بعدما ارجئت جلسات انتخابه نحو ‪ 18‬مرة‪.‬‬
‫يعيد ال�س�ل��م ال��ى ش��وارع �ه��م‪ ،‬وي�ف�ت��ح االب� ��واب امام‬ ‫لكن على اهمية التطورات المتسارعة ‪ ،‬ثمة قراءة‬ ‫ال شك في ان اللبنانيين المقيمين والمهاجرين‪،‬‬
‫ص�ي��ف واع� ��د‪ ،‬وف��ق تعبير رئ �ي��س ال � ��وزراء القطري‬ ‫ه��ادئ��ة ي�ج��در ال�ت��وق��ف ع�ن��ده��ا أم ��ام ال�ت�س��وي��ة التي‬ ‫ك��ان��وا يتطلعون ال��ى ه��ذه التسوية منذ ان انفجر‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪ - 29‬‬ ‫‪FOCUS‬‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫الشيخ حمد ب��ن ج��اس��م‪ ،‬بعدما اعلن الرئيس نبيه‬


‫تصويرحسن عسل‬

‫بري رفع خيم االعتصام في بيروت‪ ،‬لكنهم قطعا امام‬


‫اتفاق يحتاج الى كثير من القراءة المتأنية‪ ،‬تتعدى‬
‫الضغط المرحلي والظرفي‪ ،‬الذي جعل من الممكن‬
‫انجاز تسوية عالقة منذ عام ‪ ،2005‬أي بعد اغتيال‬
‫الرئيس رفيق الحريري‪ ،‬في ربع الساعة االخير ليلة‬
‫الثلثاء – االربعاء‪ ،‬مع كل ما تتضمنه هذه التسوية‬
‫في اعماقها من جملة مواضيع خالفية تبدأ بالمحكمة‬
‫الدولية‪ ،‬وتنتهي بالسالح الذي استخدم في شوارع‬
‫بيروت وانتهى على حدود منطقة الجبل‪.‬‬
‫ولعل هنا نقطة البداية في الحديث عما حصل‬
‫في قطر‪.‬‬
‫ف�م��ا اع�ت�ب��ره االم �ي��ن ال �ع��ام للجامعة ال�ع��رب�ي��ة عمرو‬
‫م��وس��ى‪ ،‬أم��س م��ن قطر‪ ،‬ان��ه ي��وم تاريخي‪ ،‬ج��اء بعد‬
‫متتال‪ ،‬استمر منذ الدخول الفرنسي على خط‬ ‫ٍ‬ ‫فشل‬
‫االزم��ة اللبنانية‪ ،‬وج��والت وف��د الترويكا االوروبية‪،‬‬
‫ومبادرة الجامعة العربية وال��زي��ارات المكوكية التي‬
‫ق��ام بها موسى ال��ى لبنان على م��دى عشرين شهرا‬
‫حفلت بالمناقشات واالتفاقات الجانبية‪ ،‬مما يطرح‬
‫السؤال البديهي كيف امكن انجاز هذه التسوية في‬
‫مثل هذه السرعة التاريخية في اقل من اسبوع وفي‬
‫فندق قطري؟‬
‫ف��ي حصيلة ل�ل�م�ش��اورات الكثيفة‪ ،‬ال�ت��ي بدأت‬
‫ف��ي نهاية االس �ب��وع ال�م��اض��ي ف��ي ق�ط��ر‪ ،‬ان الخالف‬
‫ال�س�ن��ي ‪ -‬ال�ش�ي�ع��ي ال� ��ذي ت��رج��م ع�ب��ر ال �س�ل�اح وعبر‬
‫المشاهد التلفزيونية وال�ص��ور التي بثتها االقنية‬
‫التلفزيونية الموالية المحلية وحتى العربية الموالية‬
‫لتيار "المستقبل" من جهة و"ح��زب الله" من جهة‬
‫رفع اعتصام المعارضة‪.‬‬ ‫اخ��رى‪ ،‬كانت الهاجس االس��اس��ي ال��ذي طغى على‬
‫اع �م��ال ال�م��ؤت�م��ر ال �ق �ط��ري‪ ،‬وخ�ص��وص��ا ل�ج�ه��ة الدور‬
‫القطري‪ ،‬الذي سعى عبر السعودية وايران الى وضع‬
‫االكثرية والمعارضة‪ ،‬على ان ثمة طبخة سياسية‬ ‫عقد لعدم حصول معركة فيها وبالتالي تقاسمها‬ ‫رئ�ي��س الجمهورية ال�غ��ائ��ب منذ ستة اش�ه��ر‪ ،‬وفي‬ ‫الفريقين السني والشيعي ام��ام خطورة ما حصل‪،‬‬
‫كانت اكبر من ق��رار الطرف المسيحي‪ ،‬ال��ذي غاب‬ ‫بين المواالة والمعارضة‪ ،‬مما ينفي صفة االنتخاب‬ ‫جعله فوق الحسابات التي كانت حتى الساعة تكبل‬ ‫واحتمال انتقال الخالف السني ‪ -‬الشيعي في لبنان‬
‫كليا عن االتفاق‪ ،‬واعتباره افضل الممكن في ظل‬ ‫عنها‪.‬‬ ‫سليمان بين المواالة والمعارضة‪.‬‬ ‫الى الدول المجاورة‪.‬‬
‫الظروف الضاغطة عربيًا واقليميًا‪ ،‬وه��ذا ما برز في‬ ‫ثالثا‪ ،‬غاب الطرف المسيحي سواء في المعارضة‬ ‫ثانيا‪ ،‬ان االتفاق في شقه االنتخابي‪ ،‬وخصوصا‬ ‫ل��م يكن ممكنا الي فريق يذهب تحت وط��أة ما‬
‫م��وق �ف��ي ال��رئ �ي��س ام �ي��ن ال�ج�م�ي��ل ورئ �ي��س الهيئة‬ ‫او ف��ي ال�م��واالة ع��ن ه��ذا االت�ف��اق ‪ .‬ويجمع مواكبون‬ ‫بالنسبة الى ما قيل عن دائرة بيروت الثانية‪ ،‬طرح‬ ‫حصل في بيروت‪ ،‬من استخدام سالح ومن مخاوف‬
‫التنفيذية ل�ـ "ال �ق��وات اللبنانية" ال��دك�ت��ور سمير‬ ‫ي�ن�ت�م��ون ال��ى ال �ت �ي��ارات االس��اس �ي��ة المسيحية في‬ ‫ع�لام��ة اس�ت�ف�ه��ام ك �ب��رى‪ ،‬ب�ع��د ال�ح��دي��ث ع��ن اتفاق‬ ‫مذهبية وطائفية‪ ،‬طفت فجأة على السطح اللبناني‪،‬‬
‫جعجع‪ ،‬اللذين اعتبرا ان العبرة في االتفاق هي في‬ ‫اال ان يتعامل مع بنود االتفاق وف��ق معيار مذهبي‬
‫تنفيذه‪.‬‬ ‫وطائفي‪ .‬فتحول بذلك اتفاق قطر‪ ،‬اتفاقا مرحليا‪،‬‬
‫وخطورة هذا الغياب‪ ،‬انه جعل االتفاق يتمحور‬ ‫يعكس خطورة اللحظة الراهنة‪ ،‬المدججة بالسالح‪،‬‬
‫ح��ول التحالفات ال�ح��ال�ي��ة‪ ،‬ان�ط�لاق��ا م��ن ان الساحة‬ ‫وهو ما كان واضحا بجدية في ذهن المشاركين من‬
‫المسيحية ستشهد منذ اآلن تداعيات حادة التفاق‬ ‫فريقي ال �م��واالة وال�م�ع��ارض��ة‪ ،‬ول�ع��ل اب��رزه��م النائب‬
‫قطر‪ .‬فالعماد ميشال عون‪ ،‬فقد رسميًا صفة المرشح‬ ‫وليد جنبالط‪ ،‬الذي لعب دورًا محوريًا في جعل هذا‬
‫المحتمل لرئاسة الجمهورية‪ ،‬ان بسبب سنه‪ ،‬وان‬ ‫االتفاق ممكنا‪.‬‬
‫قياسًا الى تجربة أي رئيس مسيحي للجمهورية‪،‬‬ ‫وه��اج��س ال�خ�لاف السني – الشيعي ب��دا واضحًا‬
‫يريد منذ اللحظة االولى تثبيت مواقعه االنتخابية‪،‬‬ ‫ف��ي ك��ل م � ��داوالت ال ��دوح ��ة‪ ،‬ال �ت��ي اس �ت �ف��ادت من‬
‫ف�ك�ي��ف ال �ح��ال ال �ي��وم‪ ،‬وال��رئ �ي��س ال�ع�ت�ي��د سيحاول‬ ‫لحظة اقليمية ضاغطة الن�ج��از االت �ف��اق اللبناني‪،‬‬
‫التعويض عن مواقعه الوزارية‪ ،‬بالحضور االنتخابي‪،‬‬ ‫بأسرع ما يمكن قبل استفحال االقتتال المذهبي‬
‫وخصوصا في دائرتي كسروان وجبيل‪ ،‬حيث الثقل‬ ‫السني ‪ -‬الشيعي داخ��ل لبنان والتمدد خارجه‪ .‬وال‬
‫الماروني‪ ،‬وحيث يهوى الموارنة التنافس عليها‪.‬‬ ‫يمكن ق ��راءة االت �ف��اق ب�ه��ذا ال�م�ع�ن��ى‪ ،‬اال م��ن ضمن‬
‫ورئيس الهيئة التنفيذية لـ "القوات اللبنانية"‬ ‫االط��ر الخالفية السنية – الشيعية‪ ،‬ال�ت��ي فتحت‬
‫س�م�ي��ر ج�ع�ج��ع س�ي�ك��ون اي�ض��ًا ام ��ام ت�ح��دي الصراع‬ ‫جروحا عميقة داخل المجتمع اللبناني‪ ،‬ومن الصعب‬
‫الداخلي المسيحي االنتخابي‪ ،‬بين رئيس الجمهورية‬ ‫ان ت �ن��دم��ل‪ ،‬ب �س��رع��ة‪ ،‬ف��ي ظ��ل اس �ت �م��رار الحمالت‬
‫والجيش الذي سيكون حتمًا حاضرًا بقوة في العهد‬ ‫االعالمية التي ح��اول اتفاق قطر معالجتها لسحب‬
‫ال�ج��دي��د‪ ،‬وب�ي��ن منافسة "ال�ت�ي��ار ال��وط�ن��ي ال�ح��ر" وال‬ ‫فتيل االنفجار قبل ان تصبح دورة العنف الثانية‬
‫سيما ف��ي ال��دائ��رة االول��ى ف��ي ب�ي��روت‪ ،‬وف��ي مناطق‬ ‫ام�رًا حتميًا‪ .‬ووط��أة الخالف المذهبي ه��ذا‪ ،‬ساهمت‬
‫الثقل الماروني في جبل لبنان‪.‬‬ ‫ف��ي ت�س��ري��ع وت �ي��رة االت �ص��االت ال�ع��رب�ي��ة‪ ،‬وال سيما‬
‫وك �م��ا ه��ي ح ��ال ع ��ون وج �ع �ج��ع ك��ذل��ك ه��ي حال‬ ‫ت�ل��ك ال�خ��ائ�ف��ة م��ن ت�م��دد ت��داع�ي��ات اح ��داث بيروت‬
‫رئيس ح��زب الكتائب امين الجميل‪ ،‬م��ع العلم ان‬ ‫ال��ى شوارعها‪ ،‬من اج��ل التعجيل في اق��رار الهدنة‬
‫الزعماء الثالثة سيكونون ام��ام تحد اساسي اليوم‬ ‫اللبنانية بأقل االضرار الممكنة‪.‬‬
‫ف��ي اخ�ت�ي��ار وزراء ج��دي�ي��ن ف��ي ال�ح�ك��وم��ة العتيدة‪،‬‬ ‫ولكن ابعد من التدخل العربي‪ ،‬ما هي ابعاد بعض‬
‫وفي التحضير الفعلي للمعارك االنتخابية‪ ،‬التي قد‬ ‫بنود هذا االتفاق في قراءته االولية‪.‬‬
‫تفرز تحالفات جديدة‪ ،‬ومجلسا جديدا يقرر شكل‬ ‫ال شك في ان انتخاب العماد ميشال سليمان‪،‬‬
‫الحكومة المقبلة‪ .‬وبهذا المعنى يصبح اتفاق قطر‬ ‫ال��ذي اس�ت�ه��دف م ��رارا ف��ي ال�ف�ت��رة االخ �ي��رة‪ ،‬م��رة من‬
‫اتفاقا مرحليا‪ ،‬وهدنة امنية وسياسية‪ ،‬وهي هدنة‬ ‫جانب المواالة ومرة من المعارضة‪ ،‬سيكون الحدث‬
‫انتظرها اللبنانيون‪ ،‬لتصبح اتفاقا ثابتا وطويل‬ ‫االب��رز ف��ي ال�س��اع��ات القليلة المقبلة‪ ،‬الن�ج��از عودة‬
‫االمد‪ ،‬تفتح الباب لمعالجة مشكالت حيوية‪ ،‬اهمها‬ ‫رئيس الجمهورية ال��ى قصر بعبدا‪ .‬لكن سليمان‬
‫س�ل�اح ال �م �ق��اوم��ة واس �ت �خ��دام��ه ف��ي ال ��داخ ��ل وسير‬ ‫سيأتي رئيسا للجمهورية‪ ،‬بعدما كبلته المعارضة‬
‫المحكمة الدولية‪.‬‬ ‫واالك �ث��ري��ة ع�ل��ى ال �س��واء ب�ث�لاث��ة وزراء ف�ح�س��ب في‬
‫اما النقطة الرابعة فتكمن في دور الجيش الذي‬ ‫التركيبة الجديدة‪ ،‬وهو ما يخالف اتفاق الطائف في‬
‫سيكون امام تحديات جديدة‪ ،‬تتعلق باعادة فرض‬ ‫جوهره‪ ،‬الذي كان اعطى رئيس الجمهورية بحسب‬
‫هيبته وال سيما بعد ال �ح��وادث الخطيرة االخيرة‪،‬‬ ‫ما نقل صانعوه‪ ،‬حصة الثلث المعطل‪ ،‬كصالحية‬
‫وال� �ه ��زات ال �ت��ي ت �ع��رض ل �ه��ا‪ ،‬وخ �ص��وص��ا ف��ي ضوء‬ ‫اس��اس �ي��ة أب �ق �ي��ت ل� ��ه‪ ،‬ب �ت��وق �ي��ع م ��رس ��وم تشكيل‬
‫الترتيبات االمنية الجديدة واختيار قائد جديد له‪.‬‬ ‫الرئيس العتيد ميشال سليمان‪.‬‬ ‫الحكومة‪ .‬وانتخاب سليمان ايضا سيضع رئيس‬
‫الجمهورية امام تحد اساسي في اعادة االعتبار لدور‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫‪Portrait‬‬ ‫‪30 -‬‬ ‫‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫ّ‬
‫كرمال يللي ماتوا‪...‬‬

‫المقاتلين‬
‫ّ‬ ‫اضافة الى‬
‫ال� �ح ��زب� �ي� �ي ��ن‪ ،‬وقلة‬
‫ت �ع��رف �ه��م او تتكلم‬
‫ل��م ي�ك��ن اح �م��د ال �ع �م��وري ي ��درك ان‬
‫االشتباكات الدامية في الجبل صباح‬
‫ذاك االح� � ��د‪ ،‬س�ت�ص�ي�ب��ه برصاصة‬ ‫ّ‬
‫ل‬
‫عليهم‪.‬‬ ‫قناصة غ��ادرة‪ ،‬قتلته وهو في غرفة‬ ‫منال شعيا‬
‫ن��وم��ه‪ .‬ف��ي بلدته ف��ي ك�ي�ف��ون‪ ،‬يخبرك االه��ال��ي ان‬
‫قصة ياسمين‬ ‫احمد يبلغ من العمر ‪ 17‬عاما‪ ،‬وانه مات في منزله‪.‬‬ ‫‪manal.chaaya@annahar.com.lb‬‬

‫ياسمين القادري‬ ‫ولم يكن خالد جراب يعرف ان اجازته في بيروت‪،‬‬


‫ب� � ��ات� � ��ت ل � �ه � ��ا قصة‬ ‫ستنتهي بمأتم‪ ،‬الن ال�م��وت رص��ده ف��ي بيته في‬ ‫في زمن الحروب‪ ،‬تنكشف‬
‫تغيرت‬‫ّ‬ ‫ت� ��روي � �ه� ��ا‪.‬‬ ‫شارع محمد الحوت في رأس النبع‪.‬‬
‫حياتها ف��ي ‪ 9‬ايار‪،‬‬ ‫هو ابن الـ‪ 26‬عاما‪ ،‬لم يكمل االجازة بل أنهتها له‬ ‫المأساة حين يصبح لكل واحد‬
‫ال � �س � ��اع � ��ة الثامنة‬ ‫آلة القتل المجاني او المقصود‪ .‬ال ف��رق‪ ،‬فالنتيجة‬ ‫دور‪ :‬االحزاب تتقاتل والناس‬
‫ّ‬
‫ياسمين القادري‪" :‬من يعوض ّ‬ ‫وال � �ن � �ص � ��ف مساء‪،‬‬ ‫واحدة‪ّ .‬‬
‫علي؟"‪.‬‬
‫ح� � � �ي � � ��ن شاهدت‬
‫ّ‬
‫هكذا‪ ،‬طلق احمد وخالد الحياة‪ ،‬كل في منطقته‪.‬‬ ‫يموتون‪ .‬اما المرارة فهي عندما‬
‫ك �ي��ف ق �ت��ل والدها‬ ‫ال�م��وت دائ�م��ا واح��د ف��ي ك��ل مناطق االشتباكات‪،‬‬ ‫ال نعرف من مات ومن اجل‬
‫والقياعة‪ ،‬آتين بعكس السير‪ ،‬قبل لحظات‬ ‫ّ‬ ‫صابر وأمها مبادىء‪ ،‬وبالرصاص‪ .‬كانت معهما في ايليا‬ ‫مهما تخاصم زعماؤها‪ .‬ومهما اختلف السياسيون‬
‫من اط�لاق ال��رص��اص على السيارة‪ ،‬وبعدما ادركت‬ ‫السيارة نفسها‪ ،‬لكنها نجت لتخبر‪.‬‬ ‫على التسمية‪ ،‬اال ان خالصة الحرب تبقى واضحة‬
‫ماذا؟ في الحوادث االخيرة‪،‬‬
‫ت��رق��د ياسمين على س��ري��ر االل��م ف��ي منزلها في ان والدها ووالدتها قتال‪ ،‬حاولت ان تزحف لترمي‬ ‫وم�ش��ؤوم��ة‪ :‬حصيلة م��ن القتلى وال�ج��رح��ى‪ .‬عندها‪،‬‬ ‫برز غياب الفت لعدد الضحايا‬
‫واستقرت على العشب عند‬ ‫ّ‬ ‫ش��رح�ب�ي��ل‪ ،‬واث� ��ار ال��رص��اص واض �ح��ة ع�ل��ى فخذها‪ .‬بنفسها خارجا‪ ،‬فنجحت‬ ‫ال ت�ع��ود ت�ه� ّ�م التسمية‪ :‬أه��ي "ازم ��ة ص��دور قرارين‬ ‫واسمائهم‪ ،‬اذ كان االهتمام‬
‫تقول‪ " :‬كنا الثالثة متوجهين الى منزلنا‪ ،‬وعندما المستديرة ثم بدأت تصرخ‪ ،‬وهي ترى المسلحين‬ ‫‪ -‬متفجرين" أم هي "ح��رب على ق��راري��ن"‪ .‬الحصيلة‬
‫منصبًا في مكان آخر‪ .‬سياسيون‬‫ّ‬
‫وص�ل�ن��ا ال��ى ح� ّ�ي ال �ب��راد‪ ،‬ف��وج�ئ��ت ب� ّ�ال��رص��اص يرمى داخل الشوارع‪ " :‬نحنا والد بلد واحد‪ ،‬ليش ّبيي‪...‬‬ ‫الثابتة ان اناسا قتلوا‪ ،‬وال احد يذكرهم‪ .‬االحزاب‬
‫خبأت رأس��ي بين رجلي وب��ت اص��رخ‪" ،‬وطوا ليش ّبيي قتلتو‪ ...‬ليش ّبيي"‪.‬‬ ‫علينا‪ّ .‬‬ ‫تحاربت‪ ،‬وف��ي نهاية "معاركها"‪ ،‬لم تصدر الئحة‬ ‫واعالميون انشغلوا في "رصد"‬
‫بقيت ياسمين على ه��ذه الحال نحو رب��ع ساعة‪،‬‬ ‫راس�ك��م"‪ ،‬لكن ل��م يسمعني اح��د‪ .‬بالفعل ل��م تكن‬ ‫بـ"شهدائها"‪ّ .‬‬ ‫عمليات االشتباكات وأهملوا‬
‫ل�ك�ن� ّه��ا ب�ك��ام��ل ق��وت�ه� ّ�ا ووع �ي �ه��ا‪ ،‬ت��ذك��ر ان �ه��ا قالت‬ ‫هناك حياة لمن انادي"‪.‬‬ ‫والسلطة لم تكلف نفسها عناء رص��د الضحايا‪،‬‬
‫ك��ان��ت ياسمين (‪ 22‬ع��ام��ا) تجلس خ�ل��ف مقعد لمسلح اقترب منها مدعيا نقلها الى المستشفى‪:‬‬ ‫ب��ل اك�ت�ف��ت غ��رف��ة ال�ع�م�ل�ي��ات ف��ي ال�م��دي��ري��ة العامة‬ ‫االنسان‪ ،‬ودائما ثمة من يدفع‬
‫ابيها‪ ،‬ورأت صورة موته‪ .‬هذه الصورة المطبوعة في "ال اريد ان اصعد معك‪ .‬قتلتم عائلتي‪ ."...‬بعدها‪،‬‬
‫ذهنها‪ّ ،‬‬
‫ل�ق��وى االم ��ن ال��داخ�ل��ي ب�ب�ي��ان ف��ي ‪ 14‬اي ��ار الجاري‪،‬‬ ‫ثمن كل شيء في لبنان‪.‬‬
‫تقويها االن رغ��م آالم�ه��ا‪ .‬ث��وان بعد اطالق انتزعت من يد مسلح آخر جهازه الخليوي لتطلب‬ ‫تفيد فيه ان "عدد ضحايا الحوادث االخيرة بلغ ‪65‬‬
‫الرصاص‪ ،‬تناثر زجاج السيارة الخلفي على جسمها‪ ،‬الرقم ‪ ،112‬وه��ي تقول‪" :‬ان��ا تيتمت‪ .‬بدكم تكفوا‬ ‫قتيال و‪ 200‬جريح‪ ،‬منهم قتيل ّ من شرطة مجلس‬ ‫مؤلمة هي "رحلة البحث" عن‬
‫مدخل عليي‪ ."...‬وطلبت ياسمين رقم الطوارىء لالسعاف‪.‬‬ ‫وش ��اء ال �ق��در ان يقتل ص��اب��ر وزوج �ت��ه ع�ل��ى ّ‬ ‫توزعوا بين ‪ 191‬مدنيا‬ ‫النواب و ‪ 64‬مدنيا‪ ،‬والجرحى‬ ‫الضحايا‪ ،‬لكن االمر يستحق‪...‬‬
‫المبنى السابق في صيدا حيث كانا يقطنان‪ .‬تعلق وان�ت�ظ��رت قليال ع�ل��ى ال�ع�ش��ب ق�ب��ل ان تنقل الى‬ ‫وتسعة عسكريين"‪.‬‬
‫ياسمين بانفعال‪" :‬ماتا على باب منزلهما‪ ،‬وال ادري مستشفى حمود في صيدا‪.‬‬ ‫الضحايا ارق��ام��ا بعد‬ ‫ل‬ ‫على ه��ذا االس ��اس‪ ،‬ت�ح� ّ‬
‫�و‬
‫ّ‬
‫اذًا‪ ،‬رق ��م اح ��د ال�م�س�ل�ح�ي��ن م�س�ج��ل ح�ي��ن طلبت‬ ‫لماذا؟"‪.‬‬ ‫اس� �ب ��وع م ��ن ال �ق �ت��ال‪ ،‬ورغ� ��م ذل ��ك ظ ��ل ك �ث��ر منهم‬
‫تخبر الشابة ان�ه��ا ش��اه��دت مسلحين ف��ي شارع ياسمين ال�ـ ‪ .112‬وه�ن��ا‪ ،‬ل��م تنته قصتها‪ .‬ربما هي‬ ‫م�ج�ه��ول�ي��ن‪ ،‬ب��ال��رق��م وب��االس��م‪ .‬دائ �م��ا ي�م��وت ابرياء‪،‬‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪ - 31‬‬ ‫‪Portrait‬‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫بعد بخبر وفاة الوالدة واالخ‪.‬‬ ‫ب��دأت حين قتل وال��داه��ا‪ .‬اليوم‪ ،‬تسأل‪" :‬اب��ي خدم‬
‫احصاء عدد الضحايا‬ ‫الوالد حسن متأثر‪ .‬أخ��ذ ق��راره بعدم البقاء في‬ ‫صيدا ‪ 45‬عاما‪ ،‬كان معلما‪ ،‬مثقفا وحياديا‪ .‬ال اعرف‬
‫المنزل في رأس النبع‪ .‬لم يعد يستطيع دخوله‪.‬‬ ‫احبها‪ .‬حتى انا‪ ،‬لم‬ ‫يوما انه تدخل في السياسة او ّ‬
‫في محاولة إلحصاء عدد الضحايا‪ ،‬رقمًا واسمًا‪ ،‬اتصلنا بكل االح��زاب التي شاركت في الحوادث‬ ‫كل زاوية فيه تذكره بذاك اليوم‪.‬‬ ‫اشارك في انتخابات المجالس الطالبية في الجامعة‪،‬‬
‫االخ�ي��رة‪ .‬البعض فضل ع��دم اعطاء معلومات ح��ول الموضوع‪ ،‬والبعض االخ��ر‪ ،‬اف��ادن��ا بالرقم فقط‬ ‫اما طارق ّلبان‪ ،‬وهو صديق قديم لهيثم‪ ،‬فيحدثك‬ ‫الني اكره السياسة‪ ،‬واآلن صرت اكرهها اكثر"‪.‬‬
‫تبين ان االحزاب لم تكن قد رصدت عدد "شهدائها"‪ ،‬اذ ان كل‬ ‫من دون االسماء‪ .‬وباالستنتاج ّ‬ ‫عن صديقه قائال‪" :‬توطدت عالقتنا منذ ‪.1993‬‬ ‫تصمت قليال‪ ،‬لتغالب الدموع وهي ترمق صورة‬
‫االحزاب التي اتصلنا بها‪ ،‬ومن دون استثناء‪ ،‬لم تكن قد حضرت اي الئحة‪ ،‬بل امهلتنا للرد‪ّ.‬‬ ‫القدر كان اسرع من الحياة‪ .‬هذا الشاب كان مقبال‬ ‫لوالديها معا‪" :‬انا متأكدة ان من ارتكب هذه الجريمة‬
‫على الحياة‪ ،‬كأنه يحاول ان يعيشها وبعمر قصير‪.‬‬ ‫ليس ابن صيدا‪ .‬في االساس‪ ،‬لهجة المسلحين لم‬
‫حركة "امل"‬ ‫عاش ‪ 35‬عاما‪ ،‬ونال الدكتوراه في القانون الدولي‬ ‫تدل على انهم ابناء هذه المدينة"‪.‬‬
‫قتيالن من الحركة هما حسن الصباغ ومحمود سعيد طه‪.‬‬ ‫وبامتياز‪ ،‬لكن الموت س��رق��ه‪ ."...‬يلفت لبان الى‬ ‫وت �س��أل ي��اس �م �ي��ن‪ :‬ل �م��ن ت�ح�م�ل�ي��ن م �س��ؤول �ي��ة ما‬
‫ان "س�ي��ارة هيثم اصيبت بقذيفة "ب‪ ،"7‬او "ار‪.‬‬ ‫حدث؟ فتجيب‪" :‬الجميع مسؤولون‪ .‬النائبان بهية‬
‫"حزب الله"‬ ‫بي‪.‬جي"‪ .‬ال اع��رف‪ .‬كانت السيارة مكشوفة لجهة‬ ‫الحريري واسامة سعد و"ح��زب الله"‪ .‬أل��وم الجميع‪.‬‬
‫بعد االتصال بالدائرة االعالمية في الحزب‪ ،‬اتانا الجواب ان الحزب يفضل عدم اعطاء تفاصيل عن‬
‫الموضوع‪ّ ،‬‬ ‫بشارة الخوري‪ ،‬حين أصيبا برأسيهما‪ ،‬وقتال على‬ ‫ال اع��رف م��ن ارت�ك��ب ه��ذا العمل الفظيع‪ ،‬وال اعرف‬
‫اال ان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد كان سبق واعلن ان "ثمة ‪14‬‬ ‫الفور‪ .‬والوالد حسن وراءهما شاهد كل شيء"‪.‬‬ ‫لماذا؟ هذا اصعب س��ؤال ألنني ال أفهم لماذا مات‬
‫شهيدا للحزب"‪.‬‬ ‫ال�م�س��ؤول�ي��ة‪ ،‬وف��ق ط� ��ارق‪ ،‬ت�ق��ع ع�ل��ى "م��ن ّ‬
‫شن‬ ‫اهلي؟"‪.‬‬
‫الحزب الديموقراطي اللبناني‬ ‫ال �ه �ج��وم ع �ل��ى ب� �ي ��روت واع� �ت ��دى ع �ل��ى المناطق‪،‬‬ ‫ف��ي م�ن��زل العائلة‪ ،‬يلتف اف ��راد عائلة القادري‪.‬‬
‫قتيالن من الحزب هما عالء شعبان وعفيف ناصر سقطا في دوحة عرمون يوم الجمعة في ‪ 9‬ايار‬ ‫والنتيجة ان االب��ري��اء سقطوا"‪ .‬وحين تسأله عن‬ ‫الصدمة ترتسم على الوجوه‪.‬‬
‫الجاري‪.‬‬ ‫ان�ت�م��اء هيثم ال�س�ي��اس��ي‪ ،‬السيما ان الئ�ح��ة "تيار‬ ‫قاسم شقيق صابر ل��م يصدق بعد وه��و يحمل‬
‫المستقبل" ادرج��ت اسمه ف��ي "الئ�ح��ة الشهداء"‬ ‫الجميع مسؤولية الحوادث االخيرة‪.‬‬
‫الحزب السوري القومي االجتماعي‬ ‫ال �ت��ي ّوزع� �ه ��ا‪ ،‬ي�ج�ي��ب ط� ��ارق‪" :‬ال ان �ت �م��اء سياسيا‬ ‫ام��ا االب��ن ص�لاح ال��دي��ن ال �ق��ادري‪ ،‬ف�لا يتكلم كثيرا‬
‫اا قتيال سقطوا في مجزرة حلبا‪ ،‬يوم السبت ‪ 10‬أيار‪ ،‬وقد ّ‬
‫زودنا الحزب اسماءهم وهم‪ :‬مخايل حبيب‬ ‫لهيثم‪ .‬هو متخصص في القانون الدولي‪ ،‬وليس‬ ‫لكنه ي�س��أل‪" :‬ه��ل تقفل قضايا القتل ه�ك��ذا‪ ،‬بهذه‬
‫سليمان واحمد سعد خالد ومحمد احمد دروي��ش ومحمد احمد غانم واحمد محمد نعوس وفادي‬ ‫ل��ه اي ن�ش��اط س�ي��اس��ي‪ ،‬وث�م��ة تمييز بين مناصر‬ ‫تعرضت لـ ‪ 79‬رصاصة‪ ،‬ولم‬ ‫البساطة؟!‪ .‬سيارة والدي ّ‬
‫فوزي الشيخ ونصر محمد حموضة وخالد حسين ابرهيم ومحمود فياض الترك وخالد محمد دياب‬ ‫لتيار المستقبل وحزبي في التيار"‪.‬‬ ‫يحضر قاضي تحقيق واحد لمعاينتها‪ ،‬هي مركونة في‬
‫وظافر احمد ابو جاج‪.‬‬ ‫يذكر طارق الصورة االخيرة لهيثم وهو يبتسم‪،‬‬ ‫مرأب علي فاضل‪ ،‬فقط ثمة ورقة حول هذا الملف في‬
‫ويلفتك الى ان هذه االبتسامة لم تفارقه‪" :‬حين‬ ‫مخفر صيدا القديم‪ .‬ال شيء سوى ذلك"‪.‬‬
‫الحزب التقدمي االشتراكي‬ ‫رأي �ت��ه وه ��و ج �ث��ة‪ ،‬ك��ان��ت ت�ل��ك االب�ت�س��ام��ة ال تزال‬ ‫عائلة القادري مصابها كبير‪ ،‬لكن يأس ياسمين‬
‫اف��ادن��ا ال�ح��زب ان��ه خ�لال م�ع��ارك الجبل االح��د ‪ 11‬أي��ار‪ ،‬سقط ‪ 21‬قتيال م��ن ال ��دروز‪ ،‬بينهم خمسة‬ ‫ّ‬
‫المقرب‬ ‫مخططة ع�ل��ى م�لام��ح وج �ه��ه"‪ .‬لصديقه‬ ‫ينتصرعليه ع�ن��اد ب��اك�م��ال حياتها كما ك��ان يريد‬
‫منتسبين الى الحزب التقدمي االشتراكي‪ ،‬لكننا لم نحصل على االسماء‪ ،‬ألن امانة السر في الحزب‬ ‫طلب واح��د‪" :‬ال��ى من يعتبر نفسه مسؤوال‪ ،‬عليه‬ ‫وال��ده��ا‪ " :‬سأكمل دراس�ت��ي وان��ال ال��دك�ت��وراه كما‬
‫لم تقم باحصاء شامل في كل قرى االشتباكات‪ ،‬وافدنا بأن السبب يعود الى ان "ليس للحزب‬ ‫واج��ب االع�ت�ن��اء بالمواطنين‪ ،‬وليكفوا ع��ن اعالن‬ ‫كان يرغب‪ ،‬لكني سأسافر الى فرنسا وال اعرف اذا‬
‫االشتراكي آليات تنظيمية لعمل عسكري‪ ،‬ولم يستطع الى االن تكوين الئحة باالسماء"‪.‬‬ ‫الحرب والخصومات السياسية‪ .‬ال اعرف اذا كانت‬ ‫كنت سأعود الى لبنان‪ .‬البلد ليس لنا"‪.‬‬
‫ثمة طريقة إلنصاف هيثم‪ ،‬لكني اناشد االحزاب‬ ‫تنظر ال��ى وج��ه ياسمين فترى الحزن المرسوم‪.‬‬
‫"تيار المستقبل"‬ ‫المنظمة ان تحاسب محازبيها على كل نقطة دم‬ ‫تسمع كالمها ف�ت��درك النقمة حين ت��وج��ه نداءها‬
‫ّ‬
‫وفق "التيار"‪" :‬سقط ‪ 24‬قتيال من جمهوره‪ ،‬ليسوا كلهم منتسبين‪ ،‬عرف منهم بعض االسماء‬ ‫اريقت‪ ،‬ان من المواالة او من المعارضة"‪.‬‬ ‫الى المسؤولين‪ ،‬تقول‪" :‬ال تتمسكوا بكراسيكم‪،‬‬
‫اضافة الى فلسطينيين"‪ ،‬وقد اوردهم "التيار" ضمن الالئحة‪ .‬واالسماء هي‪:‬‬ ‫رب�م��ا ليست ه�ن��اك ط��ري�ق��ة الن �ص��اف الشهداء‪،‬‬ ‫ورب� �م ��ا دم اه �ل ��ي ودم ال� �ش� �ه ��داء س �ي �ط �ه��ر قلوب‬
‫امال انيس بيضون وولدها المحامي هيثم حسن طبارة‪ ،‬محمود سعيد حمصي‪ ،‬الفلسطيني نبيل‬ ‫وربما قد يكون المطلوب وبالحد االدنى‪ ،‬ان تعمد‬ ‫السياسيين"‪.‬‬
‫جهاد ابو العينين‪ ،‬ناصر مصطفى سكاف‪ ،‬زياد رمضان غالييني‪ ،‬مصطفى عبد الرحمن عيتاني‪،‬‬ ‫هيئة متخصصة الى رصدهم‪ ،‬مدنيين وحزبيين‪،‬‬
‫الفلسطيني علي محمود محمدية‪ ،‬امنة حسين ناصيف‪ ،‬كرم ناصر‪ ،‬محمد خالد عبد الناصر شماعة‪،‬‬ ‫نحولهم ارقاما‪ .‬االرض اللبنانية‬ ‫فال نتجاهلهم وال ّ‬ ‫ابتسامة هيثم‬
‫محمد محمود خالد‪ ،‬حسين عبده قاسم‪ ،‬عبد القادر علي السيد‪ ،‬خالد الخطيب‪ ،‬علي المصري‪،‬‬ ‫شبعت دما‪ ،‬وجميع المسؤولين يطوون الصفحة‬ ‫االن‪ ،‬صار لياسمين حياة جديدة‪ ،‬بخالف هيثم‪.‬‬
‫موسى االوزي‪ ،‬خالد عارف جراب‪.‬‬ ‫على هذه الدماء ويكملون‪...‬‬ ‫ه��ذا ال�ش��اب الثالثيني ك��ان يجهز منزله ف��ي بدارو‬
‫يعوض على االهل"‪،‬‬ ‫اما السؤال المعتاد‪" :‬من ّ‬ ‫للزواج‪ ،‬لكن محاولة الهروب من الحرب ووساختها‬
‫دائرة‬
‫يخرج دائما عن ّ‬ ‫الموت ً‬ ‫فلم يعد يكفي‪ ،‬الن‬ ‫لم تنجح‪ .‬توفي هو ووالدته‪ .‬فحين اشتدت المعارك‬
‫قتال‪ .‬انما "كرمال يللي‬ ‫التعويض‪ ،‬فكيف اذا كان‬ ‫ف��ي رأس النبع‪ ،‬ق��ررا ال�م�غ��ادرة ال��ى الجبل‪ .‬استقال‬
‫ماتوا‪ ،"...‬على الوطن اال يتنكر لضحاياه‪ ،‬حتى ال‬ ‫فقتال على‬ ‫السيارة متوجهين الى ضهور العبادية‪ّ ،‬‬
‫في زمن المعارك‪ :‬اما هروب اما موت!‬ ‫تصبحوا بال وطن‪...‬‬ ‫ال�ط��ري��ق‪ ،‬فيما ال��وال��د ح�س��ن ك��ان يستقل سيارة‬
‫اخرى‪ ،‬ونجا‪.‬‬
‫وك ��أن ال �م��وت ك��ان رف�ي��ق ت�ل��ك ال�ع��ائ�ل��ة ف��ي ذاك‬
‫اليوم‪ .‬شقيقا هيثم التوأمان ايمن ورائ��د كانا في‬
‫منزل رفيقهما في منطقة البسطا‪ ،‬وعرفا ان والدتهما‬
‫اصيبت‪ ،‬فأسرعا لالطمئنان اليها‪ ،‬وبعد مرورهما‬
‫على الحاجز‪ ،‬أطلق الرصاص عليهما‪ ،‬فأصيبا‪ ،‬رائد‬
‫ف��ي ال�ع�م��ود ال�ف�ق��ري‪ ،‬وأي�م��ن ف��ي ال �ح��وض‪ ،‬وه�م��ا ال‬
‫ي��زاالن في مستشفى الجامعة االميركية ولم يعرفا‬

‫هيثم طبارة والموت الخطأ‪.‬‬


‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫وجها ً لوجه‬ ‫‪32 -‬‬ ‫‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫المنظمات الطالبية ترفض طاولة مستديرة أو مربعة‬


‫وإجماع على تجنيب الجامعات التصادم‬

‫تصوير سامي عياد‬


‫ابرهيم دسوقي‬
‫‪Ibrahim.dassouki@annahar.com.lb‬‬

‫فصوال على شاشاتكم‪ .‬منكم من كان أكثر‬ ‫ً‬ ‫جرى ما جرى‪ ،‬وتابعتموه‬
‫حظوة – أو أقل‪ ،‬ال ادري ‪ -‬فشاهد بعضًا منه من نافذة بيته او في‬
‫شارعه‪ ،‬وبعد كل ما جرى سافرت قيادات الصف االول الى قطر بحثًا‬
‫تصوير ميشال صايغ‬

‫عن حل – سراب مرتجى ألزمة وطن‪" .‬نهار الشباب" حاول البحث عن‬
‫كيفية تجنيب الجامعات وشباب لبنان ما شهدته البالد‪ ،‬والعمل على‬
‫منع انتقال االشكاالت الى الجامعات وتخفيف االحتقان في حرمها‪.‬‬

‫ال�ط�لاب ف��ي "ح��زب ال�ل��ه"‪ ،‬طالما ان ال�س�لاح م��ا زال‬ ‫م��ع ان �ط�لاق ح ��وار ال��دوح��ة واجتماع‬
‫من قال ان القيادات اللبنانية ال تلتقي؟‬
‫في يده‪ ،‬كما لن يجلس الى طاولة واحدة مع ممثل‬
‫الطالب في "التيار الوطني الحر" ألن التيار متورط‬
‫القيادات اللبنانية الى طاولة واحدة‬
‫ت �ف��اء ل �ن��ا خ �ي �رًا ف ��ي ج �م��ع القيادات‬ ‫م‬
‫في عمليات تدريب وتسليح "والتقارير موجودة‬ ‫الطالبية ال��ى ط��اول��ة واح��دة وفشلنا‬
‫عادية‪ ،‬وال يرى ضرورة إلجراءات استثنائية‪" .‬حركة‬ ‫في مناطق أخرى"‪.‬‬ ‫على طاولة مجلس الوزراء ولم يقدم التيار اجابات‬ ‫في ذلك‪ .‬فاستعضنا عن ذلك بالسؤال عن إجراءات‬
‫أم��ل تتعامل ب�ك��ل اي�ج��اب�ي��ة وستثبت االي ��ام ذلك‪.‬‬ ‫احمد الحريري رئيس جمعية "شباب المستقبل"‬ ‫كافية‪ ،‬كما ش��ارك ف��ي تحركات ف��ي "‪ 23‬كانون"‬ ‫تجنيب الجامعات والشباب االقتتال‪.‬‬
‫للكل الحق بممارسة النشاط السياسي‪ ،‬ولكن ليس‬ ‫أمل بالوصول الى حل في الدوحة النه وحده الكفيل‬ ‫واحرق الدواليب واطلق النار على المواطنين وقطع‬ ‫رئيس مصلحة ال�ط�لاب ف��ي "ال�ق��وات اللبنانية"‬
‫هناك نشاط سياسي حاليًا ف��ي الجامعات بسبب‬ ‫بتخفيف االحتقان في الجامعات ومنع االشكاالت‬ ‫الطرق وهي أمور مستجدة على ثقافتنا السياسية‪،‬‬ ‫شربل عيد قال ان التعليمات اعطيت لعدم الرد على‬
‫بلوغ نهاية العام الدراسي"‪ .‬ورأى ان الجميع يعملون‬ ‫واالرت� ��دادات للهزة التي شهدها لبنان "على رغم‬ ‫وب��ال �ت��ال��ي ال ي�س�ت�ط�ي��ع ال �ت �ي��ار ان ي�س�ت�غ�ب��ي عقول‬ ‫أي استفزاز وليبقى الخالف ضمن االطر االخالقية‬
‫للتهدئة داخ ��ل ال�ج��ام�ع��ات‪ ،‬وك��ل ق��وى المعارضة‬ ‫تراجعنا عن قرارين في الحكومة وانما ما حصل ال‬ ‫ال �ن��اس‪ ،‬ف�ل�ا ي ��زال ح�ت��ى ال �س��اع��ة ي��داف��ع ع��ن سالح‬ ‫فال ننجر الى اساليب رفع البنادق وح��رق االطارات‬
‫في ه��ذا االتجاه وتمنى ان يكون ايضًا ل��دى قوى‬ ‫يمكن ان يمحى اذ عدنا الى صور لم نكن نتوقع ان‬ ‫"ح��زب الله" وفي الوقت عينه يدعونا لنجلس الى‬ ‫واالع �ت��داء على ال�ن��اس‪ .‬ول��دى شبابنا تفهم‪ ،‬لكن‬
‫المواالة التوجه عينه‪ .‬وأمل ان ينتهي العام الدراسي‬ ‫نعود اليها"‪ .‬وقال ان المنظمات الطالبية لقوى ‪14‬‬ ‫جانب الحزب في نشاط ضد الحرب االهلية‪ .‬ونعلم‬ ‫االجراءات يجب ان تكون عند االطراف المقابلة لمنع‬
‫على خير‪ .‬كما اعتبر ان لجميع المنظمات ارتباطًا‬ ‫آذار ستجتمع للعمل على ضبط اي ردة فعل ممكنة‬ ‫ان الصراع السياسي ب��ات ح��ادًا ج�دًا في لبنان وان‬ ‫امتداد ما جرى في الشارع‪.‬‬
‫سياسيًا "ولكن عليها أال تنقل الخالفات الى داخل‬ ‫ف��ي الجامعات ول�ع��دم انتشار الفتنة بين الشباب‬ ‫السالح في يد احد االطراف سيستدير الى الداخل‪،‬‬ ‫ورأى عيد ان ال لزوم لجلوس المنظمات الطالبية‬
‫الجامعات"‪ ،‬منتقدًا تصريح رئيس منظمة الشباب‬ ‫الذين يؤمل ان يكملوا المسيرة في الوطن‪ .‬وشدد‬ ‫كما فعل "ح��زب الله" مع ابن طائفته حركة "امل"‬ ‫م��ع بعضها ف�ل�ي��س ل��دي�ه��ا ط��روح��ات مستقلة عن‬
‫التقدمي ريان االشقر الحدى الصحف عن الوضع في‬ ‫على اهمية الوصول الى حل يخفف من حدة النزاع‬ ‫في الثمانينات‪ .‬واذا ك��ان التيار حريصًا ج�دًا على‬ ‫طروحات قادتها‪" .‬نحن مقتنعون ج�دًا بطروحات‬
‫الجامعات بقوله انهم خسروا في بيروت وربحوا في‬ ‫وق��د يساهم للتأسيس لطي الصفحة ونسيان ما‬ ‫االس��رى فلينصب م��راب��ض المدفعية على الحدود‬ ‫قادتنا‪ ،‬ومقتنعون أكثر بعدم صوابية طروح القوى‬
‫الجبل‪" ،‬فما دخل ما جرى على االرض بالجامعات‪،‬‬ ‫جرى‪ ،‬داعيًا الى عدم استخدام السالح مجددًا بين‬ ‫ال �س��وري��ة وي�ف�ت��ح م�ع��رك��ة ع�ل��ى ح�س��اب��ه الستعادة‬ ‫المواجهة‪ ،‬ال اعتقد ان ريان االشقر أشطر من وليد‬
‫ونتمنى االبتعاد عن هذا الكالم لتبقى االمور عادية‬ ‫اللبنانيين لتحقيق أي مآرب وألي سبب كان‪.‬‬ ‫االسرى في السجون السورية"‪ .‬ورأى عيد ان "حدة‬ ‫جنبالط او احمد الحريري اقوى من سعد الحريري او‬
‫وتنتهي السنة على خير"‪.‬‬ ‫ويقول رئيس مكتب الشباب في حركة "أمل"‬ ‫الخالف في المنطقة الشرقية اقل منه في الغربية‪،‬‬ ‫فادي حنا أقوى من العماد ميشال عون‪ ،‬وعليه لن‬
‫وأكد رئيس قطاع الشباب والطالب في "التيار‬ ‫ال��دك�ت��ور ح�س��ن اللقيس ان��ه زار االث�ن�ي��ن الماضي‬ ‫وقد اقفلت بعض الجامعات خالل االحداث االليمة‬ ‫يوصل الحوار بين المنظمات الطالبية الى مكان ما‬
‫الوطني الحر" فادي حنا‪ ،‬ان التيار طلب من الهيئات‬ ‫بعض الكليات والجامعات فالحظ انشغال الطالب‬ ‫فيما سمحت أخ��رى للطالب بالتغيب‪ .‬وطلبنا من‬ ‫دام البعد في التوجهات في هذه الحدة"‪.‬‬
‫الطالبية قفل الجامعات منذ اليوم االول للحوادث‬ ‫ب��االم�ت�ح��ان��ات‪ ،‬وك��ان��ت االي ��ام الماضية اي��ام دراسة‬ ‫طالبنا عدم النزول لئال نستدرج الى نزاع كما حصل‬ ‫وج� ��زم ع �ي��د ق��اط �ع��ًا ب �ع��دم ام �ك��ان ل �ق��ائ��ه وممثل‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‬ ‫‪- 33‬‬ ‫وجها ً لوجه‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫االجراءات يجب ان تتخذ على هذا الصعيد واي شيء‬ ‫االخ � �ي ��رة‪ ،‬ك �م��ا س �ع��ى ل�ل�ات �ص��ال ل�ق�ف��ل الجامعات‬
‫اقل من هذا لن يفيد‪" .‬لقد بلغنا طالبنا اننا ال نريد‬ ‫االخرى‪ ،‬لتجنيبها اي مشكلة‪ .‬وفي رأيه "أن القضية‬
‫حساسيات في الجامعات وال نريد ان تضيع عليهم‬ ‫صارت مبنية على ثقافة كل تنظيم وكل حزب وال‬
‫السنة الدراسية‪ ،‬والمطلوب االبتعاد عن المشكالت‬ ‫نستطيع ان نغير العقليات في نهار وليلة"‪ .‬واعتبر‬
‫النهاء العام الدراسي بخير‪ .‬التهدئة مرتبطة بالحوار‬ ‫ان شباب التيار واعون ويتقبلون االخر ويحترمونه‪،‬‬
‫في الدوحة ومدى نجاحه أو فشله‪ ،‬وهذا امر طبيعي‬ ‫"وه��ذا الواقع ال يدفعنا ال��ى القلق من جهة طالبنا‬
‫في بلد طائفي كلبنان ألن الجامعات انعكاس لحال‬ ‫وان�م��ا نخشى م��ن غيرنا‪ .‬كنا ن��رى اننا سنصل الى‬
‫البلد وانقساماته‪ ،‬لذا فإن االمور تحتاج الى تعامل‬ ‫مثل هذا اليوم وان الخط ال��ذي تسير وفقه االمور‬
‫عقالني وضبط ذاتي وال نأمل في حل جذري حاليًا‬ ‫سيوصل الى اقتتال اهلي‪ ،‬وسعينا‪ ،‬وليس بقصد‬
‫في ظل هذه التركيبة"‪.‬‬ ‫التنمير‪ ،‬الى عقد اجتماع لكل المنظمات الطالبية‬
‫وال يرى ياغي ضرورة لجلوس المنظمات الطالبية‬ ‫الموالية والمعارضة‪ ،‬الن أي ضرر سيلحق بنا وبغيرنا‪،‬‬
‫"النها ستكون صورة عن حوار الدوحة المتأزم والذي‬ ‫سيلحق بالجميع‪ ،‬ولكن لالسف حضر ممثلو احزاب‬
‫ال يجد طريقه الى الحل‪ ،‬فالمنظمات الطالبية جزء‬ ‫المعارضة فقط اضافة الى الحزب الشيوعي‪ ،‬فيما‬
‫م��ن ح��رك��ة أح��زاب �ه��ا وأي م�ح��اول��ة ن�ظ��ري��ة العطائها‬ ‫غابت اح��زاب ال�م��واالة‪ ،‬ليصرح مندوبوها الحقًا في‬
‫هامش استقاللية هي محاولة فاشلة"‪.‬‬ ‫الصحف والتلفزيونات انهم لن يجلسوا معنا‪ .‬اكثر‬
‫ما يمكننا فعله حاليًا هو إبعاد شبابنا عن المشكالت‬
‫إدارات الجامعات‬ ‫ولو على حسابنا وحقنا"‪.‬‬
‫جامعات لبنان التي ع��اودت نشاطها منذ مطلع‬ ‫ه��ذا التوجه ل��دى "ال�ت�ي��ار" ال يشبه كثيرًا توجه‬
‫االسبوع الجاري لم تشهد اشكاالت او مشادات بين‬ ‫حليفه االس��اس��ي "ح��زب ال�ل��ه"‪ ،‬فبحسب مسؤول‬
‫ّ‬ ‫الطالب المنتمين ال��ى المعسكرات المختلفة‪ ،‬قد‬ ‫التعبئة التربوية يوسف البسام ان الحزب ال يريد‬
‫تجنب التصادم‪.‬‬ ‫يكون السبب في ان الجامعات ع��اودت نشاطاتها‬ ‫اي مشكلة في الجامعات‪ ،‬وانما في حال اعتدى احد‬
‫فيما ك��ان ال �ح��وار منعقدًا ف��ي قطر وال�ك��ل يترقب‬ ‫على ط�لاب الحزب فانهم لن يسكتوا ول��ن يكونوا‬
‫ن�ت��ائ�ج��ه‪ ،‬وق ��د ي �ك��ون ال�س�ب��ب اي �ض��ًا اق �ت��راب العام‬ ‫متفرجين‪ .‬ورفض البسام قطعًا الجلوس الى طاولة‬
‫الدراسية الى نهايتها فلم يعد من مجال الي نوع‬ ‫الدراسي من نهايته إذ اصبحت االمتحانات النهائية‬ ‫واح��دة مع منظمة الشباب التقدمي وط�لاب "تيار‬
‫من النشاطات المشابهة‪.‬‬ ‫على االبواب مما يشغل الطالب عن أمور أخرى‪.‬‬ ‫ال�م�س�ت�ق�ب��ل" "ال ��ى اب ��د االب ��دي ��ن" ف��ي اس �ت �ع��ارة لما‬
‫لم ينجح "نهار الشباب" في ما نجحت به‬ ‫ام��ا جامعة ب�ي��روت العربية ال�ت��ي ع��رف��ت سابقًا‬ ‫بعض الجامعات اتخذ اجراءات جديدة‪ ،‬وبعضها‬ ‫قاله االمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن‬
‫قطر‪ .‬ال ادري ماذا بيد أمير قطر وليس‬ ‫محطة ب ��ارزة ت�ض��اف ال��ى السجل األس ��ود ف��ي ما‬ ‫عزز اجراءاته المتخذة منذ مطلع السنة مع تصاعد‬ ‫التحالف الرباعي عندما قال "لن نلتقي معهم ال في‬
‫بيد "نهار الشباب"‪ ،‬وانما قصدنا من‬ ‫تشهده البالد من تناحر اهلي بعد االشكاالت التي‬ ‫ال�ت��وت��ر ت��دري�ج��ًا‪ .‬ال�ج��ام�ع��ة اللبنانية االم�ي��رك�ي��ة في‬ ‫الدنيا وال في االخرة"‪.‬‬
‫خالل مبادرة صادقة ان نجنب شباب‬ ‫جرت في محيطها قبل نحو سنة‪ ،‬والتي تردد ان‬ ‫بيروت استقبلت طالبها ببيان وضعتهم فيه امام‬ ‫اما رئيس منظمة الشباب التقدمي ريان االشقر‬
‫لبنان المزيد من االنقسام والتناحر‬
‫الالمجدي‪ ،‬وسعينا الى جمع قيادات‬ ‫بعضًا من طالبها كانوا على صلة بما جرى‪ ،‬كانت‬ ‫مسؤولياتهم وذكرتهم بالقوانين المرعية االجراء‬ ‫فعينه وك ��ل ت��رك �ي��زه ع�ل��ى م��ا ي �ج��ري ف��ي الدوحة‪،‬‬
‫المنظمات الطالبية الى طاولة واحدة‬ ‫صارمة جدًا في اجراءاتها‪ ،‬فقد فتحت ابوابها امام‬ ‫في الجامعة‪.‬‬ ‫"ل�ق��د قلنا لشبابنا أال يتحدث اح��د ف��ي السياسة‬
‫علها تتفق على االقل على بيان في‬ ‫الطالب‪ ،‬وبحسب رئيس الجامعة الدكتور جالل‬ ‫واشاد عميد شؤون الطالب في الجامعة الدكتور‬ ‫�ات‪ ،‬وال يستفزوا اح� �دًا‪ ،‬كما طلبنا من‬ ‫ف��ي ال�ج��ام�ع� لاّ‬
‫الحد االدنى او اي نشاط يجمع شباب‬ ‫العدوي فان هناك اجراءات اتخذت‪ ،‬منها التشدد‬ ‫ط � ��ارق ن� �ع ��واس ب ��وع ��ي ال� �ط�ل�اب وت �ف �ه �م �ه��م ورأى‬ ‫ال�ن��اش�ط�ي��ن أ ي�ت��وج�ه��وا ال ��ى ال �ح��رم ال�ج��ام�ع��ي في‬
‫لبنان طالما ان قياداتهم في صفها‬ ‫والتدقيق االمني‪ ،‬والتركيز على ال��دروس وعدم‬ ‫انهم كانوا على ق��در المسؤولية‪ ،‬في ظل الضغط‬ ‫ال�ح��دث لتتبين االم ��ور ف��ي اليومين المقبلين في‬
‫االول التقت‪ ،‬وهي تتحاور وتتناقش‬ ‫السماح بتناول المواضيع الخالفية ونقاشها بين‬ ‫االكاديمي مع وصول الفصل الدراسي الى نهايته‬ ‫انتظار ما سيجري في قطر"‪.‬‬
‫وتتشاطر الغداء والعشاء‪ ،‬وتتبادل‬ ‫الطالب تحت طائلة اللجوء الى اقصى العقوبات‬ ‫وقرب موعد االمتحانات‪.‬‬ ‫ورأى ان االس��اس ما يجري بالدوحة وفي ضوئه‬
‫االفكار واالقتراحات‪ .‬فلماذا ال يكون‬ ‫وهي الفصل النهائي من الجامعة‪.‬‬ ‫وش � � ��ددت ال �ج ��ام �ع ��ة االج � � � � ��راءات االم� �ن� �ي ��ة على‬ ‫تتحدد االتجاهات في المرحلة المقبلة‪" .‬ف��ي حال‬
‫الشباب على صورة قادتهم على االقل‬ ‫وبحسب ال �ع��دوي ف��ان الجامعة م�ك��ان للعلم‪،‬‬ ‫ال �م��داخ��ل‪ ،‬ف�ل��م ي�ع��د ي�س�م��ح ب��دخ��ول م��ن ال يحمل‬ ‫حصل توافق‪ ،‬على المنظمات ان تعمل على فتح‬
‫ان كانوا غير قادرين على ان يسبقوهم‬ ‫وعليه فان النقاش السياسي ممنوع منعًا باتًا‪.‬‬ ‫بطاقة الجامعة‪ ،‬وهو اجراء كانت االدارة تتساهل به‬ ‫ص�ف�ح��ة ج��دي��دة وه ��و أم ��ر ل��ن ي�ق�ت�ص��ر ف �ق��ط على‬
‫ويكونوا نموذجًا جيدًا فيأمل اللبنانيون‬ ‫وكانت ادارة الجامعة اتخذت قرارًا منذ مدة يقضي‬ ‫أحيانًا‪ ،‬وهي ستعمد في حال شككت بأمر احدهم‬ ‫الطالب وانما على المهندسين واالطباء والمحامين‬
‫خيرًا بان مستقبلهم قد يحمل لهم‬ ‫بوقف كل االنشطة السياسية في الجامعة بسبب‬ ‫الى تفتيشه‪ .‬كما عقدت اجتماعات بين المنظمات‬ ‫وفي كل القطاعات"‪.‬‬
‫قيادات من غير قماشة اولئك الذين‬ ‫تقبل الرأي االخر من قبل الطالب‪.‬‬ ‫عدم ّ‬ ‫الطالبية وادارة الجامعة وتم االتفاق على اال تنتقل‬ ‫هذا التوجه ينتظر نتائج حوار الدوحة‪ ،‬ويشابهه‬
‫عهدوهم في سنوات الحرب والسلم؟! ‪.‬‬ ‫ويشدد العدوي على ان التعليم أهم من أي أمر‬ ‫االش� �ك ��االت م��ن ال �ش��ارع ال ��ى ال �ج��ام �ع��ة‪ ،‬وق ��د وافق‬ ‫موقف مسؤول الطالب في الحزب السوري القومي‬
‫ممثلو المنظمات الشبابية رفضوا حتى‬ ‫آخر بالنسبة الدارة الجامعة‪ ،‬التي تعامل الطالب‬ ‫الجميع على التهدئة‪ .‬اما عن النشاطات السياسية‬ ‫االجتماعي صبحي ي��اغ��ي‪ ،‬ال��ذي اك��د ان القيادات‬
‫االلتقاء حول طاولة واحدة‪ ،‬منهم من‬ ‫بمساواة وكلهم سواسية بالنسبة لها خصوصًا‬ ‫ف ��اك ��د ن� �ع ��واس ان ال �ج��ام �ع��ة س �ع��ت ال� ��ى حصرها‬ ‫ال�س�ي��اس�ي��ة معنية ب�ب��ث أج ��واء ال�ت�ه��دئ��ة لتخفيف‬
‫قالها بصراحة ومنهم من ناور قبل أن‬ ‫وان في الجامعة طالبًا من كل االنتماءات‪.‬‬ ‫والتخفيف منها قدر االمكان‪ ،‬اما وقد وصلت السنة‬ ‫التشنج واالحتقان بين الطالب في الجامعات‪ ،‬وان‬
‫يتهرب‪ ،‬ومنهم من لم ير لها بدًا فجعلها‬
‫غير ذات قيمة‪ .‬الرفض لم يأت من جهة‬
‫واحدة وانما هذا ما اجمعوا عليه كلهم‪.‬‬
‫الخيبة كانت متوقعة خصوصًا وان قسمًا‬
‫كبيرًا من هذه القيادات الطالبية كانت‬
‫مشاركة في االقتتال بشكل مباشر‬
‫او غير مباشر‪ .‬بعضها حمل السالح‬
‫والبعض اآلخر أدار معارك من غرفة‬
‫العمليات !!‪ .‬ال ننكر ان للكل في لبنان‬
‫صغارًا وكبارًا رأيًا في ما يجري وانحيازًا‬
‫وتأييد ولكن الم يتعلم اللبنانيون ان‬
‫الخالفات تحل في السياسة وليس بأي‬
‫وسيلة أخرى؟ ألم تروا كيف أن من كانوا‬
‫اعداء االمس اصبحوا حلفاء اليوم‪ ،‬ومن‬
‫معمد بالدم"‬ ‫كان بينهم باالمس "حلف ّ‬
‫باتوا اليوم اشد الخصوم واشرس‬
‫االعداء؟ وتبقى لكل مرحلة قضاياها‬
‫والكل يتقاتل باسم لبنان وتحت راية‬
‫الدفاع عن مصالحه!!‬
‫لقد آن االوان ليشكل الشباب احزابهم‬
‫وتجمعاتهم الجديدة على اسس جديدة‬
‫تصويرحسن عسل‬

‫ديموقراطية ال طائفية وينبذوا من‬


‫يجرهم الى الذبح أيًا كان‪ ،‬فأوالد الزعماء‬
‫في عواصم العالم يتحضرون لقضاء‬
‫صيفهم الساخن على طريقتهم بعدما‬
‫اتموا دراستهم‪ ،‬فيما يتحضر أبناء‬
‫الفقراء لصيف ساخن من حديد ونار‪.‬‬
‫‪ ...‬وعودة الى الجامعات‪.‬‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫إلك وعليك‬ ‫‪34 -‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫ضياع ينسحب على القطاعات السياحية‪.‬‬

‫المواطن الخاسر األكبر‬


‫دعاء لم يفقد قيمته لكثرة التكرار‪ُ ،‬يطلق عفويًا قبل‬
‫استشعار إمكان جولة جديدة من المعارك‪ ...‬بساعات!‬
‫التركيبة اللبنانية‪ ،‬النتيجة متعادلة‪ :‬ال رابح وال‬ ‫بحسبول��و ّ‬
‫د‬
‫األط��راف المتناحرة ذلك‪...‬‬ ‫ّ‬ ‫�ن‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫�رف‬
‫�‬ ‫ط‬ ‫�ى‬ ‫�‬ ‫ع‬ ‫اد‬ ‫خاسر‬
‫وحده المواطن يدفع ثمن الخسارة‪ .‬كيف تجلت االوضاع بعد الحوادث‬ ‫ألين موراني‬
‫أعظم‬ ‫األخ�ي��رة وكيف يمكن ات�خ��اذ اإلحتياطات ف��ي ح��ال ك��ان اآلت��ي َ‬
‫‪aline.mourani@annahar.com.lb‬‬
‫ف��ي ال�ق�ط��اع��ات ال�ت��رب��وي��ة والسياحية واإلن�ت��اج�ي��ة؟ ال �س��ؤاالن َ"وض َعا‬
‫اإلصبع على الجرح"‪ .‬وبدأ "نهار الشباب" من اإلستحقاق األقرب وهو‬
‫اإلمتحانات الرسمية في ال�م��دارس‪ .‬هل هي قائمة في ظل األوضاع‬ ‫ثالث سنوات وحال المواطن‬
‫دب في رك��اب" األه��ل والمسؤولين في‬ ‫"الهم ّ‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫المستقرة" وهل‬ ‫"غير‬ ‫اللبناني تراوح بين "معاودة‬
‫المدارس؟‬ ‫األمل" و"قطع األمل"‪ .‬لم يرأف‬
‫بيار األشقر‪.‬‬ ‫األقدسين األم‬
‫ُ‬ ‫القلبين ّ‬ ‫ما يطمئن‪ ،‬بحسب الرئيسة العامة لراهبات‬
‫موال أو معارض‪.‬‬
‫خف‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫لم‬ ‫ها‬ ‫لكن‬ ‫انجزت‪.‬‬ ‫دانييال ح��روق أن برامج الصف الثالث ثانوي‬
‫تخوفها من ّ‬ ‫به زعيم ٍ‬
‫والهيئة التعليمية"‪.‬‬ ‫التخرج التي ُيعد لها التالمذة لن تبصر‬ ‫"أن مشاريع حفل ّ‬
‫ويكفي أن ترى وجه زعيم‬
‫وكيف تفاعلوا مع الواقع المستجد؟ لقد وف��رت المدارس ساعات‬ ‫استمر الوضع على ما هو عليه‪ ،‬خصوصًا أن خطط النشاطات‬ ‫ّ‬ ‫النور اذا‬ ‫ّ‬
‫نقدم لهم كل ما يحتاجون اليه‬ ‫"يهدد" أو "ال يرف له جفن" حتى‬
‫إضافية للتالمذة إذ "من حقهم علينا أن ّ‬ ‫الثقافية والفنية وال��رح�لات وم�ش��اري��ع الصيف ت��وض��ع ف��ي اي ��ار"‪ .‬ثم‬
‫من معلومات كي ينجحوا في حياتهم ويتمكنوا من السفر إن رغبوا في‬ ‫وبحرقة "طالعة من القلب" تقول‪" :‬هولي الوالد ما عم بيدوقوا شي‪..‬‬ ‫يقول المشاهدون في قلبهم أو‬
‫متابعة تحصيلهم العلمي في الخارج"‪.‬‬ ‫مؤسساتنا‬ ‫وال�ل��ه ح ��رام"‪ .‬ع��دم اإلس�ت�ق��رار ه��ذا "أح��دث تضعضعًا ف��ي‬
‫وأكد لنا مصدر في وزارة التربية والتعليم ّالعالي‪ ،‬ان الوزير خالد قباني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التربوية في بيروت والضواحي‪ ،‬وفي طرابلس‪ ،‬الميناء‪ ،‬الهيكلية‪ ،‬عكار‬ ‫"بصوت عال"‪" :‬يا رب استر"‪.‬‬
‫ّ‬
‫ي�ش��ارك ف��ي "ال �ح��وار"‪ ،‬وأن ثمة اجتماعًا يحضر ل��ه يجمع ال�ق�ط��اع العام‬ ‫والبقاع‪ .‬تأثرنا كثيرًا وخاف األهل ولم يرسلوا أوالدهم إلى المدارس إذ‬
‫والخاص َلدرس الواقع والتأكد من أن برامج صفوف اإلمتحانات الرسمية‬ ‫عادت * ذكريات حصار زحلة لمئة يوم"‪ .‬الحال انسحبت على اإلدارة‬
‫انجزت‪ .‬وعل ْيه يؤخذ القرار المناسب لالمتحانات الرسمية وغيرها‪.‬‬ ‫العامة أيضًا‪" ،‬ألن هناك مسؤولية تقع علينا نحن الراهبات وعلى األهل‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪11 - 35‬‬ ‫إلك وعليك‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫ّ‬
‫السياحية وعلى خريطة اإلستثمارات العربية"‪ .‬لكن الحرب‬ ‫الخريطة ّ‬ ‫قلصت من حجمها مساهمة الراعين للمهرجان‬
‫السياح باأللوف بطرق عشوائية"‪ .‬خال‬ ‫وتهجر ّ‬‫ّ‬ ‫و"تهدمت اآلمال‬ ‫وقعت‬ ‫وال�ش��رك��اء‪ .‬ورغ��م ذل��ك بقيت ال�خ�س��ارة ‪350‬‬
‫ّ‬
‫سيتحسن‪ ...‬لكنه ازداد‬ ‫وأن الوضع‬‫تم ّ‬ ‫أصحاب الفنادق أن اإلنتصار ْ‬ ‫ألف دوالر وال تزال الفوائد المالية تتراكم"‪.‬‬
‫أن وقعت ال�ح��وادث األخ�ي��رة‪ .‬تنفس عميقًا ثم ق��ال‪" :‬هأل‬
‫معدومين‪�.‬ى ّ‬
‫س��وءًا‪ .‬إل�‬ ‫اختلف ال��واق��ع ف��ي ال�ع��ام ‪ ،2007‬واقتصرت‬
‫كنا في العناية الفائقة لكن صدر حكم اإلعدام"‪ .‬ورأى أنه‬ ‫الخسائر على الشق اإلداري وبعض عقود مع‬
‫الجيد ّأن يتحاور الزعماء في الدوحة وحري بهم أن يتفقوا وإذا لم‬ ‫من ّ‬ ‫ّ‬
‫"المتخبط" جعل‬ ‫فنانين‪ .‬لكن‪ ،‬ه��ذا الواقع‬
‫يتم ذلك "نحنا رح نفل من البلد"‪.‬‬ ‫ال �خ �س��ارة ال�م�ع�ن��وي��ة ك�ب�ي��رة أي �ض��ًا‪ ،‬إذ لفتت‬
‫يعوض على المواطن خسارته‬ ‫هذه األمثلة "غيض من فيض"‪ .‬من ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ص�ع��ب ال ��ى ّأن "ال�م�س�ت�ث�م��ري��ن اإلقليميين‬
‫لمستقبله وشعوره باليأس ألن��ه لم يتخل عن الوطن لكن مسؤوليه‬ ‫بدأوا يفقدون ثقتهم مما يزيد العبء المادي‬
‫يدفعونه دفعًا إل��ى ال�خ��ارج؟ فهل يأخذ المقامرون بحياة الوطن في‬ ‫ع�ل�ي�ن��ا‪ ،‬وال�م�س�ت�ث�م��ري��ن ال�م�ح�ل�ي�ي��ن يرزحون‬
‫االعتبار أن المواطن هو الخاسر األكبر؟‬ ‫تحت ثقل عجز مادي كبير وطبعًا لهذا األمر‬
‫ان�ع�ك��اس سلبي ع�ل��ى ال�س�ي��اح��ة"‪ .‬م��ن جهة‬
‫أخ��رى اب��دت ارتياحها إل��ى ّأن ثمة شركات‬
‫إدارة أع �م��ال وض�م��ن إط ��ار ال �ـ ‪corporate‬‬
‫�ؤي��د دعم‬ ‫‪ social responsibilities‬ت � ّ‬
‫أع�م��ال ثقافية عالمية وه�ن��اك ش��رك��اء ورعاة‬
‫تنس‬‫اقليميون ال يزالون يؤمنون بلبنان‪ .‬ولم َ‬
‫لفت ً النظر إلى أن المهرجان يوظف موسميًا‬ ‫التالمذة يدفعون ثمن الخسارة؟‬
‫عماال وتقنيين من منطقة الجبل وبيروت‪...‬‬
‫ه��ؤالء خسروا مصدر رزق ألج��ل ذل��ك تتمنى‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫تتحسن األحوال‪.‬‬ ‫ان‬ ‫الخسارة معنوية أيضا‬
‫واق��ع الضياع ينسحب على القطاعات السياحية ايضًا‪ .‬و"الالزمة"‬
‫حكم باإلعدام‬ ‫نعرفها أن البحر والجبل جيران‪ .‬وفي الشتاء يمكن االجانب والعرب‬
‫نقابة أصحاب الفنادق بيار األشقر الذي‬ ‫وكان لنا اتصال برئيس ّ‬ ‫أن يتمتعوا بالثلج ويمكنهم في الصيف أن يتمتعوا بالمناخ الجبلي‬
‫وص��ف ال��وض��ع ب�ـ "ال�م�ع��دوم"‪ .‬كلنا يعلم ّأن ّالسياحة ف��ي لبنان مورد‬ ‫واالف ��ادة أيضًا م��ن البحر‪ ،‬وم��ن المهرجانات اللبنانية ال��دول�ي��ة‪ .‬قررنا‬
‫أس��اس��ي ف��اع��ل ف��ي العجلة اإلق �ت �ص��ادي��ة‪ .‬وك��ل�ن��ا ي�ع��رف ع�ش��ق العرب‬ ‫العالقات العامة لـ"مهرجانات بيت الدين‬ ‫ّ‬ ‫التحدث الى المسؤولة عن‬
‫لجبلنا وبحرنا وللشعب اللبناني‪ .‬لكن ومنذ فترة غير بعيدة أوصت‬ ‫الدولية" وفاء صعب‪ .‬السبب‪ :‬توقف المهرجانات عامي ‪ 2006‬و‪2007‬‬
‫التوجه إلى لبنان! ألجل ذلك شرح لنا‬ ‫ّ‬ ‫دول عربية عدة رعاياها بعدم‬ ‫وال ندري إن كان االمر سيتكرر صيف ‪.2008‬‬
‫األش �ق��ر أن��ه ق�ب��ل ح ��وادث "‪ 7‬أي ��ار" ل��م ي�ك��ن ه�ن��اك ح �ج��وزات‪ ،‬وبعده‬ ‫�ادت صعب إل��ى ال�س�ن��وات ال�ث�لاث األخ�ي��رة ال�ت��ي ش�ه��دت الكثير‬
‫ع� ّ‬
‫"تحصيل حاصل"‪ .‬واشار إلى أن لبنان "شهد‬ ‫واإلغتياالت‪ .‬فقالت إن اندالع "حرب تموز" عام‬ ‫ّ‬ ‫األمنية‬ ‫ات‬ ‫الخض‬ ‫من‬
‫استقرارًا وازدهارًا فترة ستة أشهر قبل "حرب‬ ‫‪ ،2006‬اجبر على "التوقف القسري قبل أيام من بدء المهرجان‪ ،‬مما‬
‫نوعًا‬ ‫ت�م��وز"‪ .‬كانت فترة ال�ح��وار التي أشاعت‬ ‫سبب خسارة كبيرة‪ .‬البنى التحتية والفوقية كانت ّ جاهزة إضافة إلى‬ ‫ّ‬
‫األم دانييال حروق‪.‬‬
‫من األجواء اإليجابية وأعادت وضع لبنان على‬ ‫التكلفة التقنية واإلداري��ة والدعائية‪ .‬هذا الواقع خلف خسائر كبيرة‬

‫عودة الحياة الدراسية‪.‬‬


‫تصويرحسن عسل‬
‫مراسلون لبنانيون وعرب شباب شاركوا في تغطية‬
‫حركة الكواليس لم تقنعهم بإمكان الحل‪ ...‬ولكن‬
‫‪1‬‬

‫الدوحة ‪ -‬طوني أبي نجم‬


‫‪tony.abinajem@annahar.com.lb‬‬

‫انعقد مؤتمر الحوار اللبناني في الدوحة في ظل‬


‫معادلة إعالمية كانت األكثر فاعلية‪ .‬فالطرفان‬
‫المتنازعان اعتمدا على االعالم بشكل كبير‬
‫كسالح أساسي في "معركة" التفاوض في‬
‫العاصمة القطرية بعدما انحسر غبار المعارك‬
‫في شوارع بيروت وقرى الجبل‪ .‬كيف واكب‬
‫االعالميون الشباب الحوار اللبناني؟ "نهار‬
‫الشباب" الذي واكب المحطة الحوارية عاد‬
‫بانطباعات اعالميين من محطات مختلفة‪.‬‬

‫‪4‬‬

‫‪2‬‬ ‫م��وج��ودة بمفردي م��ن المؤسسة ال�ت��ي أع�م��ل فيها‬ ‫ثمة مؤشر غريب رافق مؤتمر الحوار‬
‫ألغطي كل جوانب المؤتمر‪ ،‬وهنا يكمن التحدي‪،‬‬
‫ألن عددا كبيرا من المؤسسات االعالمية أرسل وفدا‬
‫ف��ي قطر ه��و غ�ي��اب وس��ائ��ل االعالم‬
‫ال�غ��رب�ي��ة ع��ن ال�ت�غ�ط�ي��ة‪ .‬فباستثناء‬
‫ث‬
‫كبيرا للتغطية‪ .‬الحدث كبير ويجب أن أوازن بين‬ ‫وك��ال��ة "روي �ت��رز" و"وك��ال��ة الصحافة‬
‫الطرفين‪ .‬المعلومات كثيرة والمعلومات المغلوطة‬ ‫الفرنسية" لم تحضر وسائل االعالم الغربية لتغطية‬
‫أك �ث��ر وي �ج��ب أن ن �ح��رص ع�ل��ى ال��دق��ة ك��ي ال نغرق‬ ‫األح ��داث اللبنانية كالمعتاد‪ .‬ف��ي المقابل شهد‬
‫المشاهدين في معلومات خاطئة حدث أن تم بثها‬ ‫ف�ن��دق ال �ش �ي��رات��ون‪ ،‬م�ك��ان ان�ع�ق��اد ال�م��ؤت�م��ر‪ ،‬زحمة‬
‫من وسائل اعالمية عدة"‪.‬‬ ‫وسائل اعالم لبنانية وعربية‪.‬‬
‫من "تلفزيون الجديد" يغطي الحدث الزميالن‬ ‫ال �م �ش �ك �ل��ة األس ��اس� �ي ��ة ت �م �ث �ل��ت ف ��ي االجراءات‬
‫ف��راس ح��اط��وم وم��ال��ك ال�ش��ري��ف‪ ،‬إض��اف��ة ال��ى وجود‬ ‫ال�م�ش��ددة ال�ت��ي ف��رض�ه��ا المنظمون ع�ل��ى تحركات‬
‫ال ��زم� �ي ��ل ج� � ��ورج ص �ل �ي �ب��ي ورئ � �ي ��س م �ج �ل��س إدارة‬ ‫االعالميين الذين حوصروا في قاعة واحدة خصصت‬
‫التلفزيون تحسين خياط ومساعدة مديرة االخبار‬ ‫لهم‪ ،‬ومنعوا من التحرك والتجول في قاعات الفندق‬
‫كرمى تحسين خياط مع الفريق في الدوحة‪.‬‬ ‫حيث القادة والوفود اللبنانية موجودون‪ .‬وهذا الواقع‬
‫يعتبر ح��اط��وم أن "ه��ذه التجربة على المستوى‬ ‫أدى الى الحد من إمكان تغلغلهم بين السياسيين‪،‬‬
‫ال�م�ه�ن��ي ش�ك�ل��ت م��ن ال �ن��اح �ي��ة ال �ن �ظ��ري��ة وق �ب��ل أن‬ ‫باستثناء ع��دد م��ن االع�لام�ي�ي��ن "ال�م�ح�ظ��وظ�ي��ن" أو‬
‫نباشر تغطياتنا حدثًا تاريخيًا بالمفهوم اللبناني‪.‬‬ ‫الذين اختاروا فندق الشيراتون مقرا إلقامتهم‪.‬‬
‫ومشاركتنا هنا ستكون مفيدة بالنسبة الى سجلنا‬ ‫ورغ��م المعوقات‪ ،‬إال أن المؤتمر شكل بالنسبة‬
‫المهني وخبرتنا الشخصية‪ .‬ولكن‪ ،‬ومع بدء أعمال‬ ‫ال ��ى ب�ع��ض االع�لام�ي�ي��ن ت�ج��رب��ة ف��ري��دة ن �ظ��را لكون‬
‫ال�م��ؤت�م��ر ش�ع��رن��ا أن م��ا ي�ج��ري ع ��ادي ج��دا وال أجواء‬ ‫مؤتمر الدوحة يشبه الى حد ما ل��وزان وجنيف في‬
‫تاريخية فعلية"‪.‬‬ ‫الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬ووصل البعض الى‬
‫ال �ش��ري��ف ش �ع��ر ب��ال �م��وق��ف ن �ف �س��ه‪" :‬ك �ن��ت أظن‬ ‫حد تشبيهه بمؤتمر الطائف‪.‬‬
‫المؤتمر كبيرا وتاريخيا ربما ألنها التجربة االولى لي‬ ‫ال��زم�ي�ل��ة م�ن��ى ص�ل�ي�ب��ا م��ن "ال �م��ؤس �س��ة اللبنانية‬
‫في هذا االط��ار‪ ،‬وربما أيضا بسبب ورود المعلومات‬ ‫لإلرسال" تقول "إن هذه التغطية ال تشبه غيرها‪.‬‬
‫من بيروت الينا عن حجم القلق الذي يعيشه الشارع‬ ‫ومع أنه سبق لي أن غطيت مؤتمر القمة العربية في‬
‫اللبناني‪ ،‬وهذا ما وضعنا أمام مسؤوليات كبيرة قد‬ ‫السعودية‪ ،‬إال أنه بقي مؤتمرا عربيا ونسبة االهتمام‬
‫ال تكون بحجم ما يجري فعليا"‪.‬‬ ‫به في ال��داخ��ل اللبناني قليلة‪ .‬أم��ا المؤتمر الحالي‬
‫م��راس��ل ت�ل�ف��زي��ون "ال �م �ن��ار" ال��زم�ي��ل محمد قازان‬ ‫فتحضره غالبية القادة اللبنانيين وع��دد كبير من‬
‫اعتبر أن "ه��ذه التجربة مفيدة ج��دا بالنسبة الي‬ ‫االعالميين والصحافيين اللبنانيين وال�ع��رب‪ ،‬وأنا‬

‫‪3‬‬

‫لكنني أع�ت�ب��ر ال�ع�م��ل ال�م�ي��دان��ي أك�ث��ر غ�ن��ى‪ .‬فنحن‬ ‫بحكم أنني أمارس المهنة منذ ‪ 6‬أعوام فقط‪ .‬إنها‬
‫هنا محاصرون في قاعة واحدة حيث يعرف الجميع‬ ‫تجسد مرحلة انتقالية‬ ‫محطة أساسية وخاصة ألنها ّ‬
‫باألخبار في الوقت نفسه وحيث تصطف الكاميرات‬ ‫في تاريخ االزمات االنتقالية في لبنان‪ .‬وقد يؤسس‬
‫ج�ن��ب بعضها وك��ل ال�م��راس�ل�ي��ن يسمعون رسائل‬ ‫هذا المؤتمر لعقد سالم جديد بين األطراف اللبنانية‬
‫ومعلومات زمالئهم مما ال يبقي مجاال للتميز"‪.‬‬ ‫وقد ال ينجح في ذلك‪ ،‬لكن أهميته بالنسبة ّ‬
‫الي أن‬
‫وبفعل تقاسمهم "األس��ر" الموقت بين جدران‬ ‫تغطيتي لهذا المؤتمر جاءت بعد تغطيتي للحوادث‬
‫ال�ق��اع��ة ال��رح�ب��ة المخصصة ل�لاع�لام�ي�ي��ن ف��ي فندق‬ ‫األخيرة في بيروت والجبل"‪.‬‬
‫الشيراتون‪ ،‬يعيش االعالميون هواجس مشتركة‬ ‫أما الزميل وائل عصام من قناة "العربية" فال يعتبر‬
‫ويتقاسمون المعلومات! ورغ��م ذلك فإن التنافس‬ ‫أن هذه التجربة زادت على رصيده المهني ألن سبق‬
‫ق��ائ��م م��ن دون أدن ��ى ش��ك وال�ت�ن��اف��س ي �ج��ري على‬ ‫له أن ش��ارك في تغطيات ميدانية أه��م مثل حرب‬
‫صعيد توفير المقابالت ال�خ��اص��ة م��ع السياسيين‬ ‫العراق والصومال وح��رب تموز ومعارك نهر البارد‪.‬‬
‫إضافة الى االفادة من العالقات الشخصية للحصول‬ ‫ويلفت الى أن "العمل هنا في الدوحة كان يعتمد‬
‫على أكبر قدر ممكن من التسريبات‪.‬‬ ‫على التسريبات أكثر منه على المهارات الصحافية‪.‬‬
‫تؤكد صليبا "وجود تنافس غير حاد مع الزمالء‪.‬‬ ‫وي�ع�ت�م��د ع �ل��ى ال �عل��اق��ات ال�ش�خ�ص�ي��ة ال �ت��ي تندرج‬
‫ال�ل�اف ��ت غ� �ي ��اب ال �ص �ح��اف��ة األج �ن �ب �ي��ة‪ .‬م ��ع الزمالء‬ ‫ف��ي إط��ار المتطلبات ال�ض��روري��ة للعمل الصحافي‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ة مؤتمر الحوار في الدوحة‬

‫‪6‬‬

‫اللبنانيين والعرب ثمة عالقة صداقة‪ ،‬ومن اللطيف‬


‫أن ن�ل�ت�ق��ي ف ��ي م �ث��ل ه ��ذا ال �م��ؤت �م��ر ح �ي��ث يحصل‬
‫تنافس ألننا نتوجه ال��ى الجمهور اللبناني‪ .‬ونحن‬
‫نسعى بكل جهدنا لنكون دقيقين ألن ثمة ّ‬
‫كمًا‬
‫ه��ائ ً�لا م��ن المعلومات الخاطئة ال�ت��ي ت� ّ�م بثها‪ ،‬وأنا‬
‫أحرص على أال أقع في هذه المشكلة"‪.‬‬
‫وي��رى ع�ص��ام أن��ه "م��ا دام ط��رف ي�ت�ف� ّ�وق بالسالح‬
‫وعسكريا على اآلخ��ري��ن ستبقى المشكلة قائمة‪.‬‬
‫والحل يبدأ بالتوازن ألنه ال يمكن لطرف أن يغلب‬
‫واكد قازان الصداقة التي تجمع معظم االعالميين‬ ‫الوقت نفسه إليجاد حل"‪.‬‬ ‫الطرف اآلخر‪.‬‬
‫رغم األزمات الحادة التي يمرون فيها‪" ،‬فنحن نكون‬ ‫حاطوم يؤكد‪" :‬ال نريد الحرب ولكن ما نعيشه‬ ‫وما يحصل اليوم أن "حزب الله" يشعر أنه أقوى‬
‫دائما في المكان نفسه وندافع عن بعضنا"‪.‬‬ ‫ال �ي��وم أب �ش��ع م��ن ال �ح��رب‪ .‬وال ن �ع��رف م ��اذا ينتظرنا‬ ‫ومدعوم من سوريا وإي��ران‪ ،‬وبالتالي فهو ال يشعر‬
‫أين دور االعالم في كل ما يحصل؟‬ ‫ف� ��ي ال � �غ� ��د‪ :‬ح � � ��رب‪ ،‬ق �ط ��ع ط � � ��رق‪ ،‬ح � ��رق دواليب‪،‬‬ ‫أن عليه أن يقدم ت�ن��ازالت‪ .‬لذلك سيبقى الصراع‬
‫يقول حاطوم إن "دور االعالم يميل الى السلبية‪.‬‬ ‫اغتياالت‪."...‬‬ ‫دائ��را حتى التوصل ال��ى اقتناع ب��أن ال أح��د ينتصر‬
‫فثمة تركيبة إعالمية تشبه التركيبة السياسية‪.‬‬ ‫ويقول الشريف أن "حجم المسؤولية الملقاة على‬ ‫على اآلخر"‪.‬‬
‫ول��ذل��ك ن��رى إع�لام��ا ي�خ��وض م �ع��ارك سياسية على‬ ‫عاتق االعالميين في تغطية مؤتمر الدوحة جعلنا‬ ‫وي �س �ت �غ��رب ع �ص ��ام أداء ب �ع��ض ال �م �ع��ارض��ة مع‬
‫ص�ع�ي��د إدارة ال �م��ؤس �س��ات‪ ،‬ب�غ��ض ال�ن�ظ��ر ع��ن أداء‬ ‫ن�ق�ت��رب م��ن بعضنا ك��إع�لام�ي�ي��ن‪ ،‬إض��اف��ة ال��ى واقع‬ ‫االعالميين وي��روي كيف أن "المسؤول في "التيار‬
‫االع�لام�ي�ي��ن‪ .‬وه ��ذه ال�م��ؤس�س��ات تلعب دور البوق‬ ‫الحصار المفروض علينا في مكان واحد"‪.‬‬ ‫الوطني ال�ح��ر" ج�ب��ران باسيل ل��م يتحمل أن أسأله‬
‫السياسي وليس أكثر"‪.‬‬ ‫ويتمنى لو "أستطيع أن أظهر على الهواء ألقول‬ ‫أسئلة يطرحها أخصامه السياسيون كما يجب أن‬
‫ويوافقه الشريف‪" :‬ثمة دور سلبي لإلعالم ولكن‬ ‫للبنانيين ال تصدقوا السياسيين بعد اليوم‪ .‬أجروا‬ ‫يفعل االعالمي مهنيا‪ ،‬فغضب وصرخ وقال إنه لن‬
‫ال يمكن أن تقع المسؤولية على االعالم بقدر ما تقع‬ ‫حواركم مباشرة على األرض واتفقوا في ما بينكم"‪.‬‬ ‫يكون معي على الهواء مرة ثانية"‪.‬‬
‫على السياسيين الذين يعطون المعلومات الكفيلة‬ ‫واستبعد قازان "أن يتم التوصل الى حل نهائي‬
‫بجعل االعالميين يسرحون بتحليالتهم"‪.‬‬ ‫ألن المرحلة االنتقالية ال�ت��ي يمر فيها لبنان في‬ ‫ال حلول‬
‫تجربة غنية خاضها االعالميون الشباب في قطر‪.‬‬ ‫المعادلة الدولية واالقليمية ما زالت تعطي فسحة‬ ‫ف � ��راس ح ��اط ��وم ال� � ��ذي ي �ت �ح��دث ع ��ن القواسم‬
‫وأم �ل �ه��م ف��ي أن ي�ت��وص��ل ال�س�ي��اس�ي��ون ال ��ى اتفاق‬ ‫لعدم إجراء تسوية في لبنان‪ ،‬وتحديدا قبل انتهاء‬ ‫المشتركة التي وجدها مع زمالء اعالميين رغم اختالف‬
‫حقيقي يريح اللبنانيين ويحقق بعضا من أحالمهم‬ ‫ال��والي��ة الرئاسية األميركية الحالية‪ ،‬وال�ت��ي تحول‬ ‫التوجهات السياسية ال ينتظر حال لألزمة اللبنانية‪.‬‬
‫وي�ع� ّ�وض معنويا على كل االعالميين الذين تعبوا‬ ‫دون ال�ت�ق��ارب ال�ع��رب��ي‪ -‬ال�ع��رب��ي وب��ال�ت��ال��ي اللبناني‪-‬‬ ‫يقول‪" :‬ق��د نصل ال��ى حل موقت أو مرحلي‪ .‬فثمة‬
‫في الدوحة كثيرا جدا‪...‬‬ ‫اللبناني"‪.‬‬ ‫طبقة سياسية في لبنان هي المشكلة وتسعى في‬

‫‪7‬‬
‫تصوير ميشال صايغ‬

‫سهر الليالي‬
‫يمكن القول إن معظم االعالميين الذين‬
‫كانوا يغطون مؤتمر الدوحة لم يعرفوا‬
‫طعم النوم‪ .‬االجتماعات الماراتونية‬ ‫‪ -1‬صحافيون في القاعة الكبرى‪.‬‬
‫للمشاركين في المؤتمر كانت تستمر‬
‫حتى ساعات الفجر األولى‪ .‬هكذا‬ ‫‪ ... -2‬وفي غرفة الصحافة‪.‬‬
‫الصحافيون واالعالميون‬
‫ّ‬ ‫كان يمضي‬
‫ليلهم متيقظين عل وعسى تلوح في‬ ‫‪ -3‬تغلغل بين السياسيين‪.‬‬
‫األفق بارقة أمل‪ .‬وحدها أروقة فندق‬
‫الشيراتون وصالوناته ستبقى شاهدة‪،‬‬ ‫‪ -4‬مباشرة على الهواء‪.‬‬
‫ولو صامتة‪ ،‬على تعب االعالميين‬
‫واندفاعهم المستميت لتوفير تغطية‬ ‫‪ -5‬تصريح مباشر‪.‬‬
‫مميزة لحوار لم يحصل منه علنا إال‬
‫جلسة واحدة بقيت يتيمة في انتظار‬ ‫‪ -6‬الحصول على موقف ما‪.‬‬
‫معجزة‪ ...‬ربما تحققت‪.‬‬
‫‪ -7‬تجهيزات إعالمية‪.‬‬
‫‪P14‬‬

‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫النوادي تنجح في إبعاد األزمة‪ ...‬والسياسة؟‬


‫نمر جبر‬
‫‪nemr.jabre@annahar.com.lb‬‬

‫رغم السرعة في إزالة آثار‬


‫الحوادث الدامية التي جرت في‬
‫العاصمة بيروت وبعض المناطق‬
‫اللبنانية‪ ،‬واستمرت زهاء أسبوع‬
‫وأدت إلى مقتل أكثر من ‪70‬‬
‫مواطنًا وإصابة ما ال يقل عن‬
‫‪ 100‬آخرين‪ ،‬عدا األضرار التي‬
‫لحقت بعدد كبير من المنازل‬
‫تصوير سامي عياد‬

‫والمحال واألبنية والسيارات‪،‬‬


‫فقد تركت تلك األحداث‬
‫جروحًا عميقة لدى شريحة‬
‫واسعة من اللبنانيين في‬
‫ملعب نادي العهد‪.‬‬ ‫التيارات واألحزاب من مختلف‬
‫على ال �ج��روح وع��دم نقل ال�خ�لاف��ات السياسية إلى‬ ‫ارت �ب��اط��ات س�ي��اس�ي��ة وان �ت �م��اءات ح��زب�ي��ة وطائفية‬ ‫ال ش� ��ك ف� ��ي أن ل �ت �ل��ك الحوادث‬
‫الطوائف والمذاهب‪ ،‬كما أن‬
‫المنافسات الرياضية‪ .‬كما نفى اتخاذ وزارة الشباب‬
‫والرياضة إج��راءات استثنائية "في كرة القدم قرار‬
‫ومذهبية كما ه��ي ال�ح��ال ف��ي مختلف القطاعات‪.‬‬
‫فهل سيفلح الرياضيون في تجنيب الرياضة أضرارًا‬
‫ان �ع �ك��اس��ات س�ل�ب�ي��ة ع �ل��ى مختلف‬
‫ال �ق �ط��اع��ات وم�ن�ه��ا ال��ري��اض �ي��ة التي‬ ‫ل‬ ‫إزالتها من النفوس والقلوب‬
‫لن تكون بالسرعة التي تمت‬
‫إقامة المباريات من دون جمهور المتخذ منذ سنتين‬ ‫إضافية؟ أم سيقدمون حساباتهم على المصلحة‬ ‫شلت حركتها في مختلف المجاالت‬
‫ال زال ساري المفعول‪ ،‬وفي كرة السلة القرار متروك‬ ‫العامة؟!‬ ‫فتأجلت م�ب��اري��ات وألغيت ل�ق��اءات وتعطل نشاط‬ ‫فيها إزالة المظاهر المسلحة‬
‫لتقديرات المسؤولين في اتحاد اللعبة‪ ،‬أما في باقي‬ ‫ال �م��دي��ر ال �ع��ام ل�ل�ل�ش�ب��اب وال��ري��اض��ة زي ��د خيامي‬ ‫مختلف االتحادات الرياضية‪.‬‬ ‫والسواتر الترابية والعوائق‬
‫الرياضات فال أعتقد أن هناك مشكلة"‪.‬‬ ‫ل��م ينف ت��أث��ر ال��ري��اض��ة ب��ال�ح��وادث "ع�ن��دم��ا يتعطل‬ ‫وم��ع ع��ودة الحياة تدريجًا إل��ى طبيعتها‪ ،‬ك��ان ال‬ ‫من الطرق العامة والزواريب‪.‬‬
‫ب� ��دوره أك��د رئ �ي��س ال�ل�ج�ن��ة األول�م�ب�ي��ة اللبنانية‬ ‫ل�ب�ن��ان ك�ل��ه نتيجة ال�م�ش�ك�لات ف�م��ن ال�ط�ب�ي�ع��ي أن‬ ‫ب��د م��ن ال �ت �س��اؤل ع��ن م��دى ان�ع�ك��اس م��ا ج��رى على‬
‫ورئ �ي ��س ات �ح ��اد ال �ف��روس �ي��ة ال� �ل ��واء س�ه�ي��ل خوري‬ ‫تتأثر الرياضة"‪ .‬في زمن السلم نجحت الرياضة في‬ ‫ال��ري��اض��ة ف��ي ش �ك��ل ع� ��ام‪ ،‬وع ��ن ق� ��درة االتحادات‬
‫إنعكاس األحداث على ورش التحضير التي كانت‬ ‫نقل ص��ورة جميلة ع��ن لبنان وتمكنت ف��ي بعض‬ ‫والنوادي والجمعيات في التقليل من آثار األحداث‬
‫قائمة استعدادًا للمشاركة في األل�ع��اب األولمبية‬ ‫األلعاب من تحقيق انتصارات باهرة"‪ .‬ودعا خيامي‬ ‫ع�ل��ى نشاطها ف��ي ش�ك��ل خ ��اص‪ ،‬علمًا أن ألعضاء‬
‫المقررة في الصين‪ ،‬واأللعاب اآلسيوية الشاطئية‬ ‫اللبنانيين عمومًا والرياضيين تحديدًا الى التعالي‬ ‫االت �ح��ادات وال �ن��وادي وال�ج�م�ع�ي��ات باستثناء قلة‪،‬‬
‫ال�م�ق��ررة ف��ي م��دي�ن��ة ب��ال��ي االن��دون�ي�س�ي��ة‪ ،‬واأللعاب‬
‫اآلسيوية في جمهورية ساخا في روسيا المقررة في‬
‫تموز ‪" ،2008‬األنشطة الرياضية توقفت أو تأجلت‬

‫تصويرحسن عسل‬
‫أو حتى ألغيت‪ ،‬إضافة إل��ى تعطيل برامج تدريب‬
‫وتحضير لفرق تستعد لمشاركات خارجية‪ ،‬إضافة‬
‫إل��ى تأجيل البت بطلب المساعدة المالية المقدم‬
‫من اللجنة األولمبية إلى وزارة الشباب والرياضة"‪.‬‬
‫وك �ش��ف ع ��ن ت�ج�م�ي��د دورات ع��رب �ي��ة وإقليمية‬
‫ودولية‪ ،‬كان بعض االتحادات يستعد الستضافتها‬
‫ف��ي ب�ي��روت مثل ال ��دورة الدولية الت�ح��اد الفروسية‬
‫المقررة في تموز في ن��ادي فقرا‪ ،‬وال ��دورة العربية‬
‫األول��ى للشباب المقررة ف��ي شهر آب "إرادت �ن��ا في‬
‫استضافة أنشطة رياضية ستبقى قائمة‪ ،‬ولكن‬
‫هل للدول المدعوة الرغبة في الحضور إلى لبنان في‬
‫ظل هذه األوضاع؟"‪.‬‬
‫وتمنى خ��وري ع��ودة كل الرياضيين واإلداريين‬
‫إل ��ى ب�ي��وت�ه��م وم�لاع�ب�ه��م وم�ك��ات�ب�ه��م ال �ت��ي تركوها‬
‫"للضغط النفسي تأثير على الرياضيين وهناك‬
‫ع��دد م��ن ال�لاع�ب�ي��ن واإلداري� �ي ��ن ت��رك��وا بيوتهم في‬
‫بعض المناطق في بيروت‪ ،‬وكنت على تواصل دائم‬
‫م��ع زم�لائ��ي ف��ي اللجنة ومعظم االت �ح��ادات لمتابعة‬
‫اوضاعها"‪.‬‬
‫ونفى أي تعامل طائفي أو مذهبي بين االتحادات‬
‫ال��ري��اض �ي��ة "ل �ك��ل ري��اض��ي م�ع�ت�ق��ده وان �ت �م��اؤه وهو‬
‫يتركهما خارج ميدان الرياضة وال عدائية طائفية أو‬
‫مذهبية في التعامل بين الرياضيين"‪ .‬وشدد على‬
‫الجهد الذي تبذله اللجنة األولمبية الدولية إلبعاد‬
‫السياسة عن الرياضة "البند األساسي الذي ستتم‬
‫مناقشته في المؤتمر العام للجنة األولمبية الدولية‬
‫ملعب نادي النجمة‪.‬‬
‫‪P15‬‬

‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫تصوير سامي عياد‬


‫تهديد باالنسحاب!‬
‫ع�ل��ى ص�ع‬
‫مباريات �ي��د ك��رة ال�س�ل��ة‪ ،‬انطلقت‬
‫السبت ب دور نصف النهائي يوم‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫والمتحد ين فريقي الحكمة بيروت‬
‫ن��ادي ال ط��راب�ل�س‪ .‬ورف �ض رئيس‬
‫االت �ح �ادمتحد أحمد الصفدي طلب‬
‫محايدة إق��ا ًم��ة ال �م �ب��اراة ع�ل��ى ارض‬
‫م�ق��رر ف��يب �دال من طرابلس كما هو‬
‫باالنسح ال�ب��رن��ام��ج ال��رس�م��ي وهدد‬
‫اب من البطولة‪.‬‬

‫ملعب النادي الرياضي‪.‬‬

‫ونفى أن يكون مقر النادي في وطى المصيطبة قد‬ ‫ام��ا ج�ه��اد ال�ش�ح��ف (أب ��و ف ��راس) أم�ي��ن س��ر نادي‬ ‫رأي متميز إذ اعتبر أن ال عالقة للرياضة بما جرى‬ ‫المقرر ف��ي ‪ 2009‬ف��ي ال��دان�م��ارك ه��و كيفية إبعاد‬
‫تعرض ألي أذى "كنا على تواصل مع معظم النوادي‬ ‫الصفاء (المحسوب على الحزب التقدمي االشتراكي)‬ ‫"ت��داع�ي��ات ال �ح��وادث ال�ت��ي ج��رت تنحصر ف��ي عدم‬ ‫السياسة عن الرياضة مع تأكيد اللجان الوطنية في‬
‫وتحديدًا مع خليل رواس من نادي اإلرشاد"‪ .‬وقال‬ ‫وعضو اللجنة العليا لالتحاد اللبناني لكرة القدم‬ ‫ق��درت�ن��ا ع�ل��ى االس �ت �ع��داد ك�م��ا ي�ج��ب ل�م�ب��ارات�ن��ا في‬ ‫الحفاظ على عالقة جيدة مع السلطة السياسية"‪.‬‬
‫ان ال مانع لدى نادي الصفاء من لقاء أي فريق في‬ ‫ف��أك��د ال�س�ع��ي ال ��ى ع ��دم ان �ع �ك��اس ال� �ح ��وادث على‬ ‫المسابقة اآلسيوية إضافة إلى قرار تأجيل الدوري‬ ‫ام��ا األمين العام التحاد ك��رة القدم رهيف عالمة‬
‫أي ملعب "ليس لدينا مشكلة مع أي ناد ونعتبر أن‬ ‫ال��ري��اض��ة وت�ح��دي�دًا على ك��رة ال�ق��دم "سنعتمد كل‬ ‫زهاء شهر مما يؤثر سلبًا على الفرق"‪.‬‬ ‫فأكد األث��ر السلبي ج�دًا على ال�ن��وادي والبطوالت‬
‫الرياضة توحد وال تفرق"‪.‬‬ ‫الوسائل المتاحة لعدم تأثر كرة القدم بما جرى"‪.‬‬ ‫ونفى وج��ود أي ق��رار إداري باالمتناع عن اللعب‬ ‫"ال �ض��رر الفني كبير ألن ع��ودة الالعبين إل��ى حال‬
‫على أي ملعب في لبنان "نادي األنصار لكل لبنان‬ ‫الجهوزية الكاملة بدنيًا وفنيًا إثر غياب قسري عن‬
‫ولديه العبون من كل الطوائف والمذاهب يؤلفون‬ ‫التمارين والمباريات تستلزم وقتًا مضاعفًا‪ ،‬إضافة‬
‫عائلة واحدة تلعب لألنصار وليس ألي تيار أو حزب"‪.‬‬ ‫إل��ى اض�ط��رار االت�ح��اد ال��ى إرج��اء استكمال مباريات‬
‫وأكد عدم تعرض مقر النادي على طريق المطار ألي‬ ‫ب �ط��ول��ة ال � ��دوري ال �ع��ام زه� ��اء ‪ 40‬ي��وم��ًا م �م��ا يسبب‬
‫تصوير سامي عياد‬

‫أض��رار "كنا على تواصل دائم مع بعض األشخاص‬ ‫ل �ل �ن��وادي ض ��ررًا ك�ب�ي�رًا وي�ب�ع��د ال�لاع�ب�ي��ن ف �ت��رة غير‬
‫من خالل مكتب النادي ونحن منفتحون على الجميع‬ ‫قصيرة عن المالعب"‪.‬‬
‫وال عالقة للرياضة بالخالفات السياسية"‪.‬‬ ‫وج��زم عالمة بمتانة العالقة بين ال�ن��وادي "اعتدنا‬
‫أم� ��ا م��دي��ر ال� �ن ��ادي ب �ل�ال ف � ��راج ف �ك �ش��ف تعرض‬ ‫التآلف بين اللبنانيين في أحلك الظروف‪ ،‬ال مشكلة‬
‫الالعبين لضغوط نفسية "عدد منهم ترك منزله في‬ ‫بين النوادي وهي مستعدة للتعانق مجددًا وتغليب‬
‫الطريق الجديدة وعدد آخر لم يتمكن من مغادرته‬ ‫المصلحة الرياضية على أي مصالح أخ��رى"‪ .‬واعتبر‬
‫وب��ال�ت��ال��ي ل��م يتمكن ال �ن��ادي م��ن االس�ت�ع��داد جيدًا‬ ‫أن االت �ح��اد اس�ت�خ��دم ك��ام��ل رص �ي��ده ف��ي اإلجراءات‬
‫لمباراته في المسابقة اآلسيوية"‪ .‬وأكد أن األنصار‬ ‫االح �ت��رازي��ة ال�ت��ي يمكن ي�ت�خ��ذه��ا تجنبًا ألي صدام‬
‫يشعر بأمان عندما يتدرب على ملعب بيروت البلدي‬ ‫"ق��رار إقامة المباريات من دون جمهور المتخذ قبل‬
‫بالقرب من القوى األمنية "ال يوجد أي ق��رار إداري‬ ‫سنتين يشكل التدبير االحترازي األقصى في جدول‬
‫باالمتناع عن الذهاب إلى ملعب النادي على طريق‬ ‫اإلجراءات التي يمكن أن يتخذها اتحاد كرة القدم"‪.‬‬
‫المطار وربما بعد عودتنا من البحرين تعود األمور إلى‬ ‫واك ��د رئ�ي��س ن ��ادي ال�ن�ج�م��ة (ال �م �م��ول م��ن "تيار‬
‫طبيعتها"‪ .‬وشكر فراج ألمين سر نادي العهد محمد‬ ‫المستقبل") المحامي محمد أمين الداعوق صمود‬
‫عاصي تجاوبه وتعاونه "طلبنا منه أن يدير باله على‬ ‫ناديه في وجه الحوادث الكبيرة كما وصفها وقال‬
‫ملعب نادي االنصار‪.‬‬ ‫الملعب حتى ال يتكرر ما حصل في الماضي وكان‬ ‫"أصبح لدى النادي مناعة وما صموده أمام التجارب‬
‫تجاوبه ممتازًا تجسيدًا للعالقة المتينة التي تربط‬ ‫التي م� ّ�ر بها منذ استشهاد العبيه حسين دقماق‬
‫ال �ن��ادي �ي��ن"‪ .‬وش ��دد ع�ل��ى أن ال�س�ي��اس��ة والطائفية‬ ‫وحسين نعيم في االنفجار الذي أودى بحياة النائب‬
‫ممنوعتان ف��ي ن��ادي األن �ص��ار "م��ا حصل يشعر به‬ ‫ول�ي��د ع�ي��دو ونجله خ��ال��د وت�ع��رض منشآت النادي‬
‫الجميع لكن تغليب مصلحة النادي على أي مصلحة‬ ‫ألض��رار ثم وف��اة م��درب النادي في ح��ادث سير في‬
‫أخرى واجب"‪.‬‬ ‫سوريا إال تأكيدًا لمناعته وصالبته"‪ .‬ونفى وجود‬
‫ب��دوره نفى محمد عاصي أمين سر ن��ادي العهد‬ ‫أي مشكلة بين الالعبين "النجمة يضم العبين من‬
‫(المحسوب على "ح��زب ال�ل��ه") أن يكون م��ا حصل‬ ‫مختلف الطوائف والمذاهب يشكلون عائلة واحدة‬
‫ت��رك آث��اره السلبية على فريقه "لدينا في الفريق‬ ‫ومعظمهم ت��درج في م��دارس ال�ن��ادي قبل أن يبلغ‬
‫العبين من مختلف االتجاهات السياسية والتمارين‬ ‫ال�ف��ري��ق األول"‪ .‬وش��دد على ال�ع�لاق��ة المتينة التي‬
‫ت �ت ��واص ��ل ف ��ي ش �ك��ل ط �ب �ي �ع��ي‪ ،‬وت �ق��دم �ن��ا بطلب‬ ‫تربطه بمعظم زمالئه رؤس��اء ال�ن��وادي "ول��و فصلت‬
‫م��ن ن��ادي النجمة إلج ��راء م �ب��اراة ودي ��ة"‪ .‬وأك��د عدم‬ ‫بيننا مواقع وانتماءات سياسية مختلفة"‪ .‬وأكد عدم‬
‫انقطاع االتصاالت مع ناديي األنصار والنجمة في‬ ‫ممانعة النادي في خ��وض مباريات رسمية في أي‬
‫إط��ار ري��اض��ي بحت وف��ي ع��ز ال�ج��و المشحون "جرت‬ ‫ملعب يحدده االتحاد لكنه فضل التريث في خوض‬
‫تصويرحسن عسل‬

‫اتصاالت على مستوى شخصي للحفاظ على ملعب‬ ‫مباريات ودي��ة قبل أن تهدأ النفوس "م��ن المبكر‬
‫األنصار واعتباره كملعبنا"‪ .‬ونفى وجود أي تحفظ‬ ‫اتخاذ موقف من ال��دع��وات لخوض مباريات ودية‪،‬‬
‫عن اللعب على أي ملعب في لبنان "ملتزمون مبدأ ما‬ ‫فإذا كانت بهدف تأكيد الوحدة ولم الشمل فيجب‬
‫تفرقه السياسة توحده الرياضة ونحن في النادي ال‬ ‫إعطاؤها الوقت الكافي وعدم حرقها‪ ،‬أما إذا كانت‬
‫نتعاطى السياسة أبدًا"‪ .‬وشدد عاصي على العالقة‬ ‫أله ��داف أخ��رى فلنترك للسياسيين أم��ور معالجة‬
‫الجيدة مع كل النوادي "إمكانات فريق العهد في‬ ‫المشكالت السياسية"‪.‬‬
‫ملعب نادي الصفاء‪.‬‬ ‫ت �ص��رف ك��ل ال� �ن ��وادي وت �ح��دي �دًا األن� �ص ��ار‪ ،‬النجمة‬ ‫أم ��ا ك��ري��م دي � ��اب ن��ائ��ب رئ �ي��س ن � ��ادي األنصار‬
‫والصفاء وملعبه مشرع الستضافة كل الفرق"‪.‬‬ ‫(ال �م �ح �س��وب ع �ل��ى "ت� �ي ��ار ال �م �س �ت �ق �ب��ل") ف �ك��ان له‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫مجتمعنا‬ ‫‪40 -‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫شباب يفتشون في عالمهم العربي عن العمل‪ ...‬والحرية‬


‫ّ‬ ‫سلمان العنداري‬
‫معمر – االردن‪:‬‬ ‫)مندوب(‬

‫البطالة بشكل عام هي المشكلة االساسية التي نواجهها كشباب أردنيين‬


‫ف �ب �ع ��د ال � �ت � �خ ��رج م � ��ن المعاهد‬ ‫نظم المجلس الثقافي البريطاني‬
‫والجامعات نجد صعوبة بالغة في‬ ‫وجمعية القيادات العربية الشابة‬
‫باالضافة‬ ‫اي�ج��اد عمل م�ن��اس��ب‪،‬‬
‫ّ‬
‫المتردي‬ ‫الى المستوى المعيشي‬ ‫بالتعاون مع جمعية "نهار الشباب"‬
‫نتيجة ت��آك��ل الطبقة الوسطى‬ ‫(لبنان)‪ ،‬مجموعة ورش عمل في‬
‫االم��ر ال��ذي ادى ال��ى خ��وف كبير‬ ‫دبي تحت عنوان "العلم برؤية‬
‫من المستقبل‪.‬‬
‫بعد ‪ 17‬عامًا اج��د نفسي في‬ ‫مستقبلية" تحضيرًا للمنتدى‬
‫االردن وادي ��ر اح ��دى الشركات‬ ‫االقتصادي العالمي ‪ -‬الشرق االوسط‬
‫الكبرى‪.‬‬
‫الذي يعقد في شرم الشيخ‪.‬‬

‫على مدى أربعة ايام في دبي‪ ،‬التقى‬

‫احمد – االمارات العربية المتحدة‪:‬‬


‫اكثر من ‪ 120‬شابًا من لبنان والعالم‬
‫العربي ودول اخ��رى ناقشوا خاللها‬ ‫ع‬
‫سيناريوات ّ المشاريع االقتصادية‬
‫واالجتماعية المختلفة المعدة للمنطقة‪ ،‬اضافة الى‬
‫الحياة االجتماعية من المشكالت التي تواجه العديد‬ ‫سيناريوات اخرى يمكن ان تحصل في العالم بعد‬
‫من الشباب االماراتي‪ ،‬فتراهم ينكفئون في المنازل وال‬ ‫‪ 17‬سنة‪.‬‬
‫يشاركون في الشأن العام ومتابعة القضايا التي تهمهم‬ ‫"ن�ه��ار ال�ش�ب��اب" اف��اد م��ن اللقاء ل�س��ؤال ع��دد من‬
‫كأفراد‪ .‬ومن جهة اخرى فإن التطور الحاصل في البالد‬ ‫سارة ‪ -‬العراق‪:‬‬ ‫العرب عن ابرز المشكالت والتحديات التي‬ ‫ّ‬ ‫الشبان‬
‫وخ�ص��وص��ًا ف��ي دب��ي ب��دأ ي��ؤث��ر ع�ل� ُ�ى هويتنا الحقيقية‪.‬‬ ‫يواجهونها كل في بالده‪ ،‬وكيف يتخيلون انفسهم‬
‫في ‪ 2025‬ارى نفسي ناشطًا كبيرا في المجال البيئي‬ ‫المشكلة االهم التي تواجهنا في العراق هي االمن ومسألة االنتقال‬ ‫بعد ‪ 17‬سنة اي في ‪2025‬؟‬
‫وس��أس �ع��ى ال ��ى االف � ��ادة م��ن ال �ت �ط��ور ال�م�ت��وق��ع بالشكل‬ ‫من منطقة الى اخرى‪،‬‬ ‫كلهم يملكون ح� ّ�س��ًا اجتماعيًا ع��ال�ي��ًا ويتحلون‬
‫االيجابي‪.‬‬ ‫إضافة الى الطائفية‬ ‫بالمسؤولية وي��ؤم�ن��ون ب��ال�ق��درة على التغيير نحو‬
‫المستشرية بين ابناء‬ ‫االف� �ض ��ل‪ .‬وت� �ب ��دو ال �م �ش �ك�لات وال �ص �ع��وب��ات التي‬
‫الوطن الواحد التي ال‬ ‫البطالة والفقر‪ ،‬مرورًا‬ ‫والتربويمن ً‬
‫تحدثوا عنها متشابهة‪،‬‬
‫ت��ول��د س� ��وى العنف‬ ‫الهوية‬
‫ً‬ ‫مسألة‬ ‫الى‬
‫ّ‬ ‫وصوال‬ ‫بالنظام التعليمي‬
‫وال �ح �ق��د‪ ،‬فحمامات‬ ‫طويال وراء‬ ‫واشكاالتها‪ ،‬ولكن كثيرين منهم تكلموا‬
‫الدم ومسلسل القتل‬ ‫الكواليس عن حرية التعبير المقموعة في معظم‬
‫أنس – فلسطين‪:‬‬ ‫والخطف واالرهاب ال‬ ‫البلدان العربية‪ ،‬والديموقراطية الغائبة التي تمنع‬
‫ت �ن �ت �ه��ي م� ��ن بغداد‬ ‫ال �ش �ب��اب م��ن ال �م �ش��ارك��ة ال�س�ي��اس�ي��ة واالجتماعية‬
‫مشكالت كثيرة تواجهنا في فلسطين بعدما بدأنا نفقد‬ ‫ال� � ��ى ك� ��ل المناطق‬ ‫وعبر بعضهم عن‬ ‫وامكان قول ما يريدون على المأل‪ّ ،‬‬
‫هويتنا بمرور الزمن‪ ،‬ألن القضية الفلسطينية مهددة بفعل‬ ‫ال� �ع ��راق� �ي ��ة االخرى‪،‬‬ ‫استنكاره لتعامل بعض االنظمة العربية مع شعوبها‬
‫الصراعات الداخلية التي نقلت اهتماماتنا واولوياتنا من‬ ‫وب � ��ال� � �ت � ��ال � ��ي نواجه‬ ‫وخصوصًا فئة الشباب‪.‬‬
‫النضال بوجه االحتالل االسرائيلي الى التقاتل الداخلي بين‬ ‫محدودية الحرية في‬
‫االخوة‪ ،‬كما ان النزاعات بين "فتح" و"حماس" تجعل الكثير‬ ‫تحركاتنا‪ .‬ان احالمنا‬
‫من الشباب ينكفىء عن ممارسة السياسة ويدير ظهره‬ ‫ولالسف تتراجع يومًا‬
‫لكل ما يجري في فلسطين ويغادر ارضه بحثًا عن مستقبل‬ ‫ب� �ع ��د ي� � ��وم لتتحول‬
‫آم��ن‪ .‬إن مسألة ثقة الشباب بانفسهم وقدراتهم تشكل‬ ‫كابوسًا مخيفًا‪ .‬أحلم‬
‫ت � � �ح � ��دي � ��ًا مهمًا‬ ‫أن اج ��د ن�ف�س��ي بعد‬
‫للفلسطينيين ‪،‬‬ ‫اعوام مواطنة عراقية‬
‫ألن معظمهم‬ ‫ف � ��ي ع� � � ��راق مستقر‬
‫وب� �ف� �ع ��ل الواقع‬ ‫وق��د اس�ت�ع��اد حريته‬
‫المعاش ال يملك‬ ‫وسيادته وموقعه الريادي في الوطن العربي‪.‬‬
‫ن�ظ��رة مستقبلية‬
‫او رؤي ��ة واضحة‪.‬‬
‫ارى نفسي في الـ‬
‫‪ 2025‬ناشطًا في‬
‫ب� �ل ��ادي واعيش‬ ‫سحر – اليمن‪:‬‬
‫ف ��ي ال � �ق ��دس ان‬ ‫ّ‬
‫شاء الله‪.‬‬ ‫في اليمن‪ ،‬من الصعب على الشباب ان يمثل نفسه ويتكلم بحرية‪،‬‬
‫هناك اسباب سياسية واجتماعية عديدة تمنع الشباب من االنخراط‬
‫والمشاركة في التجمعات والنشاطات السياسية وغير السياسية‪ .‬أما‬
‫المرأة فحقوقها شبه معدومة‪ ،‬واتمنى في المستقبل القريب ان نتكلم‬
‫كشباب بصراحة وشفافية اكثر من دون خوف او تحفظ‪ ،‬وان نتمكن‬
‫من إيجاد حل لمشكالتنا‪.‬‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪17- 41‬‬ ‫مجتمعنا‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫حسان – قطر‪:‬‬
‫هاني – السعودية‪:‬‬
‫ك �م��واط��ن ش� ��اب ارى ان‬
‫المشكالت ال�ت��ي يواجهها ال�ش�ب��اب ال�س�ع��ودي يتجلى معظمها حركة‬ ‫المشكلة الديموغرافية التي‬
‫استياء‪ ،‬ويأسًا من التغيير المنشود‪ .‬فأفكار التغيير ان وج��دت ال ترقى‬ ‫ت �ع��ان��ي م �ن �ه��ا ق �ط��ر الدولة‬
‫الى مستوى طموحاتنا وتطلعاتنا‪ .‬كما ان مسألة تكوين العائلة تشكل‬ ‫ال �ص �غ �ي��رة ال �ت ��ي ال يتجاوز‬
‫التحدي الكبير بالنسبة ال��ي‪ .‬وم��ن ناحية اخ��رى ف��إن جامعات المملكة لم‬ ‫سكانها الـ ‪ 600‬الف نسمة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تتطور كثيرًا وهناك خلل في النظام التربوي‪ .‬وسأل "عندنا امكانات كثيرة‬ ‫ّ‬ ‫التي‬
‫تشكل احد التحديات ّ‬
‫اقلها االمكانات المادية ولكن هل يمكن استغاللها واستعمالها في طريقة‬ ‫تواجهنا‪ ،‬ألنها ولدت وتولد‬
‫ايجابية نحو االفضل؟"‪ .‬و يتوقع هاني من الشباب السعودي ان يكون اكثر‬ ‫خ �ل�ل�ا س �ك��ان �ي��ًا ك �ب �ي �رًا بين‬
‫ابداعًا وفعالية في المجتمع وان يكون لديه القدرة على التغيير الملموس‬ ‫ال �ي��د ال �ع��ام �ل��ة االج �ن �ب �ي��ة من‬
‫وااليجابي‪ .‬وبعد ‪ 17‬عامًا‪ ،‬ارى نفسي مواطنًا فاعال في المملكة على ان يكون‬ ‫ج�ه��ة وال�ق�ط��ري�ي��ن م��ن جهة‬
‫االعتدال السمة االساسية والعنوان الرئيسي لكل تحركاتي‪.‬‬ ‫اخ ��رى‪ ،‬االم ��ر ال ��ذي انعكس‬
‫على مسألة الهوية الوطنية‬
‫ال�م�ه��ددة ب��ال�ض�ي��اع ب�ع��د ‪17‬‬
‫ع��ام��ًا أح �ل��م ب ��أن اق ��ود البالد‬
‫بكل م��ا أوت�ي��ت من‬ ‫وأس�ع��ى ّ‬
‫قوة الى حل كل المشكالت‬
‫إناس – تونس‪:‬‬ ‫وال � � �م � � �ص � � ��اع � � ��ب وتوفير‬
‫ال��راح��ة وال �س�ل�ام أله ��ل قطر‬
‫يعاني ال�ش�ب��اب التونسي م��ن مشكلة العمل‪،‬‬ ‫وشبابها‪.‬‬
‫يوسف – مصر‪:‬‬ ‫ف�ب�ع��د ال ��دراس ��ة وال �ت �خ��رج م��ن ال �ج��ام �ع��ات وحيازة‬
‫الشهادات العليا‪ ،‬تراه مضطرًا الى السفر والهجرة‬
‫الى الخارج‪ ،‬االمر الذي ال يساعد على تقدم البالد‬
‫وت � �ط � ��وره � ��ا ب� �ف� �ع ��ل هجرة‬
‫االدمغة واصحاب المهارات‬ ‫ابرهيم – عمان‪:‬‬
‫وال �ش �ه��ادات ال�ع�ل�ي��ا الذين‬
‫نفتقدهم كل سنة‪.‬‬ ‫ن �ف �ت �ق��د كشباب‬
‫ان موقع تونس الجغرافي‬ ‫ُع �م ��ان ��ي االتحادات‬
‫ال�م�ه��م‪ ،‬بين اوروب ��ا والعالم‬ ‫والجمعيات الطالبية‬
‫ال �غ��رب��ي ال�م�ن�ف�ت��ح والعالم‬ ‫ال� � �ت � ��ي م� � ��ن شأنها‬
‫ال�ع��رب��ي ال�ش��رق��ي وتقاليده‬ ‫ان ت � �ب� � ّ�ي� ��ن بشكل‬
‫ان � �ع � �ك ��س ع � �ل ��ى الشباب‬ ‫اساسي دور الشباب‬
‫التونسي من الجيل ً الجديد‬ ‫وال � �ط�ل��اب المثقف‬
‫ال� � � ��ذي ب� � ��دأ ف � �ع�ل��ا ّ‬
‫يضيع‬ ‫وال � ��واع � ��ي والخالق‪.‬‬
‫ه��وي �ت��ه وان �ت �م ��اءات ��ه‪ .‬نحن‬ ‫لهذه االتحادات دور‬
‫ن�ع��ان��ي ازم� ��ة ه��وي��ة جدية‪.‬‬ ‫ك�ب�ي��ر ف��ي تشجيعنا‬
‫وتختم‪ :‬ارى نفسي بعد ‪17‬‬ ‫ع�ل��ى االن �خ��راط اكثر‬
‫ع��ام��ًا ف��ي ت��ون��س اع�م��ل في‬ ‫في الحياة السياسية‬
‫مستشفى جامعي وناجحة‬ ‫وان نكون ناشطين‬
‫في اختصاصي ومهنتي‪.‬‬ ‫ف ��ي م �ج ��االت البيئة‬
‫والمجتمع‪ ،‬باالضافة‬
‫ال � � � � � � � ��ى مشكالت‬
‫من مشكالت الشباب المصري‪ ،‬وان��ا واحد‬ ‫اج� �ت� �م ��اع� �ي ��ة نعاني‬
‫منهم‪ ،‬مشكلة التوظيف واالسكان‪ ،‬فالتعليم‬ ‫م � �ن � �ه� ��ا كالبطالة‬
‫ال ي �ن��اس��ب ال��وظ��ائ��ف ال �م �ع��روض��ة ف��ي سوق‬ ‫والبحث المتكرر عن‬
‫العمل‪ ،‬والمشكلة االخ��رى هي االس�ك��ان ألن‬ ‫عمل‪ .‬في ‪ 2025‬اريد‬
‫الكثافة السكانية ف��ي مصر عالية ج �دًا مما‬ ‫اب ��راه� �ي ��م ان ُيكون‬
‫ي��ؤدي ال��ى تأخير س��ن ال ��زواج نتيجة العبء‬ ‫الشخص ال��ذي اريد‬
‫المالي واالقتصادي‪ .‬في ‪ 2025‬تمنى يوسف‬ ‫ان يكون عليه بعد ‪ 17‬عامًا‪.‬‬
‫مؤثر جدًا في الدولة‪ .‬وقال‬ ‫ان يكون في مركز ّ‬
‫ان��ه يسعى ال��ى الترشح النتخابات المجالس‬
‫المحلية‪ ،‬كما تمنى ان يكون له منزل وعائلة‬
‫وعمل‪.‬‬

‫خالد – الكويت‪:‬‬
‫ال اه� �ت� �م ��ام ��ات ل � ��دى ب� �ع ��ض الشباب‬
‫ال�ك��وي�ت��ي س ��وى ال�ت�م�ت��ع ب��ال�ع�ي��ش وحياة‬
‫ال� �ت ��رف‪ ،‬ل � ّل�اّك��ن ال �ع��دي��دي��ن م �ن �ه��م ناشط‬
‫وم�ب��دع وخ� ق ويسعى ال��ى االف �ض��ل‪ .‬أما‬
‫تاليس – ليبيا‪:‬‬ ‫نسبة الشباب الكسول والخمول فتزداد‬
‫يومًا بعد يوم‪ .‬ومنهم من يتطرف ويلتحق‬
‫ح�ق��وق ال �م��رأة الكاملة غير م��وج��ودة ف��ي ليبيا‪ ،‬فال‬ ‫بأحزاب او جهات متطرفة متشددة دينيًا‬
‫جيلنا‪،‬‬
‫تعمل ً‬ ‫م �س��اواة ب�ي��ن ال��رج��ل وال �م ��رأة‪ ،‬واذا ن�ظ��رن��ا ال��ى‬ ‫ف ��ي اغ �ل��ب االح � �ي ��ان‪ :‬وي �ض �ي��ف "ال اعرف‬
‫مثال‬ ‫نالحظ ان ال تقبل لما تقوم به المرأة كأن‬ ‫م��ا س��أك��ون عليه بعد ‪ 17‬ع��ام��ًا ول�ك��ن ارى‬
‫في بعض المجاالت‪ ،‬او ان تكون متحررة‪ ،‬وم��ن جهة‬ ‫نفسي في مكان افضل اتمكن خالله من‬
‫اخرى على ليبيا مواكبة العصر والتطور الننا متأخرون‬ ‫خدمة وطني الكويت‪.‬‬
‫نوعًا ما والعالم يتطور بسرعة فائقة وعلينا ان نجاري‬
‫هذا التطور او حتى نسبقه‪ .‬ال مشكلة لدينا حتى اآلن مع النظام السياسي لكننا نطمح‬
‫دائمًا الى التغيير االيجابي‪ .‬وت��رى تاليس نفسها بعد ‪ 17‬عامًا تدير اح��دى الشركات‬
‫الكبرى وناشطة في عدد من الجمعيات االهلية والمدنية والدولية‪.‬‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫حياتنا‬ ‫‪42 -‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫األجور‪...‬‬
‫تصوير محمود الطويل‬

‫زيادة وال زيادة‪:‬‬


‫لمن؟ ومتى؟‬
‫سلوى بعلبكي‬
‫‪Salwa.baalbaki@annahar.com.lb‬‬

‫لم تكد لقمة زيادة االجور تصل الى فم العمال‪،‬‬


‫حتى انتشلتها المواجهات المسلحة بين المعارضة‬
‫والمواالة والتي اندلعت اثر صدور قراري الحكومة‬
‫الشهيرين حول االتصاالت السلكية لـ"حزب الله"‬
‫وإقالة رئيس جهاز امن المطار العميد وفيق شقير‪.‬‬
‫امام هذا المشهد االمني المستجد‪ ،‬اختفى‬
‫زيادة االجور تنتظر‬ ‫أصبح مسألة‬
‫ّ‬ ‫الحديث عن تصحيح االجور الذي‬
‫فتح الطريق امام الحل‪.‬‬
‫هامشية‪ ،‬بدليل ان وزارة العمل لم تتسلم حتى‬
‫الساعة المرسوم الخاص برفع الحد االدنى لألجور‪،‬‬
‫وفق ما أكد وزير العمل طراد حمادة لـ "نهار‬
‫الشباب"‪ ،‬كما انها لم ترسل إلى مجلس النواب‬
‫مشروع القانون الخاص بالزيادة للقطاع العام‪.‬‬
‫على المبدأ‪ ،‬أكد ان رئيس االتحاد العمالي غسان‬ ‫فيما لم ينف وزير المال جهاد أزعور‬
‫غصن كان يفاوض في االجتماعات على زيادة ‪250‬‬
‫أل��ف ليرة‪ ،‬وك��ان يمكن أن يقبل ب��زي��ادة ‪ 150‬الف‬
‫االمر ولم يؤكده‪ ،‬ألن "هذا االجراء هو‬
‫م��ن مهمات االم��ان��ة ال�ع��ام��ة لمجلس‬ ‫ف‬
‫ليرة‪ ،‬وليس كما يصرح في االع�لام أن��ه لن يتنازل‬ ‫ال� ��وزراء"‪ ،‬بقي ق��رار تصحيح االجور‬
‫عن زيادة الحد االدنى الى ‪ 963‬الف ليرة‪ .‬ولكن ماذا‬ ‫للقطاع الخاص مثار جدل بين المعنيين حيال عدم‬
‫لو لم تلتزم الهيئات االقتصادية قرار زيادة االجور؟‬ ‫وضوح مسألة الشطور‪ .‬فالزيادة بالنسبة الى القطاع‬
‫وم � ��اذا ل��و ل��م ت�ت�ف��ق "ال �ه �ي �ئ��ات" و"ال �ع �م��ال��ي" على‬ ‫العام كما أقرها مجلس ال��وزراء واضحة‪ ،‬وفيها وفقا‬
‫مسألة الشطور؟ يقول أزعور‪":‬ساعتها لكل حادث‬ ‫ألزعور أن كل موظفي القطاع العام سيحصلون على‬
‫حديث‪...‬سنرى ما يمكن الحكومة القيام به"‪.‬‬ ‫زيادة ‪ 200‬الف ليرة شهريا‪ .‬ولكن ماذا عن القطاع‬
‫الخاص؟ وما هو مصير قرار زيادة الحد االدنى لالجور‬
‫عود على بدء‬ ‫في ظل االجواء التي تعيشها البالد؟‬
‫ال�ح�ك��وم��ة‪ .‬وبالنسبة ال��ى "ال�ه�ي�ئ��ات االقتصادية"‬ ‫ال�ح� ّ�د األدن��ى ل�لأج��ور ال��ذي يعتبر بصيغته الحالية‬ ‫إذا كان التحرك الذي قام به االتحاد العمالي في ‪7‬‬ ‫القرارات ستأخذ طريقها الى التنفيذ مبدئيًا‪ ،‬إال‬
‫تدخل في مسألة زي��ادة االج��ور والشطور‪ ،‬الكفاءة‬ ‫"م��ذال ومهينا للعمال"‪ .‬وأكثر فإن غصن يعتبر ان‬ ‫ايار بمثابة الفتيل الذي اشعل الشارع‪ ،‬فإن رئيس‬ ‫أن المشكلة السياسية وم��ا ح��دث ب��دءًا م��ن ‪ 7‬ايار‬
‫واالنتاجية في العمل "فالعمال ليسوا سواسية على‬ ‫رفع الحد االدنى لالجور الى ‪ 500‬الف ليرة‪ ،‬لن يحل‬ ‫اإلتحاد العمالي العام غسان غصن ال يبرىء الحكومة‬ ‫أخرا التنفيذ‪ ،‬وفقا لما أكده أزعور لـ "نهار الشباب"‪،‬‬
‫هذا الصعيد"‪...‬‬ ‫المشكلة إذ كيف يمكن الشعب "أن يعيش بـ‪500‬‬ ‫من مساهمتها في حوادث ذلك االسبوع‪ ،‬خصوصًا‬ ‫فصل ق��رارات مجلس ال ��وزراء في ه��ذا الشأن‬ ‫ال��ذي ّ‬
‫إذًا لن يخضع القطاع الخاص ألي تدبير تتخذه‬ ‫ال��ف ل �ي��رة‪ ،‬وس�ع��ر صفيحة ال �م��ازوت ‪ 33‬ال��ف ليرة‬ ‫أن �ه��ا أص� ��درت ق��راري��ن س�ي��اس�ي�ي��ن ع�ش�ي��ة التحرك‬ ‫وسبل تطبيقها كاآلتي‪:‬‬
‫الدولة في هذا السياق‪ ،‬وفي حال اصرت الحكومة‬ ‫والحبل على الجرار؟"‪.‬‬ ‫ال�ك�ب�ي��ر‪ ،‬وس� ّ�ي�س��ت ه��ذا اإلض� ��راب ف��ي ت��وق�ي��ت غير‬ ‫‪ -‬زيادة الحد االدنى لالجور في القطاع العام الى‬
‫على ذلك؟ "فلتعط العمال من مداخيلها‪ ،‬اذا كانت‬ ‫ال�م�ح��ادث��ات توقفت بين االت�ح��اد العمالي العام‬ ‫مناسب‪ .‬وه��ل سيكون ما حصل عبرة لالتحاد في‬ ‫‪ 500‬ال��ف ل�ي��رة‪ .‬أم��ا بالنسبة للشطور ف��إن مجلس‬
‫ت�ص��ر ع�ل��ى ه��ذا االم ��ر م��ن دون االخ ��ذ ف��ي االعتبار‬ ‫والهيئات االقتصادية واالم��ور مجمدة منذ إضراب‬ ‫تحركه المقبل؟ ال يبدو ان االتحاد العمالي مقتنع‬ ‫الوزراء لم يأت على ذكرها على اساس ان الهيئات‬
‫االوضاع االقتصادية لمؤسساتنا"‪.‬‬ ‫ال�ع�م��ال ق�ب��ل اس�ب��وع�ي��ن‪ ،‬وال�ح��دي��ث راه �ن��ا ي�ج��ب ان‬ ‫بأنه السبب في ما حصل‪ ،‬إال أنه في المقابل يؤكد‬ ‫االقتصادية واالتحاد العمالي العام توصال إلى حسم‬
‫وإذ يعتبر عربيد أن الـ ‪ 500‬الف ليرة حدًا أدنى‬ ‫يتمحور ح��ول ان �ع��اش ال�ق�ط��اع��ات االن�ت��اج�ي��ة التي‬ ‫أن��ه سينتظر المناخ المناسب للعودة ال��ى الشارع‬ ‫هذا الموضوع في مفاوضات سابقة جرت في حضور‬
‫ال تكفي العامل في ظل الغالء الفاحش في لبنان‪،‬‬ ‫ان�ه�ك�ه��ا م��ا ح �ص��ل خ�ل�ال ال� �ح ��وادث االخ� �ي ��رة‪ .‬هذا‬ ‫مطلبية إذ برأيه ان "المطالب العمالية‬ ‫تحت عناوين ً‬ ‫وزير العمل‪ ،‬والزيادة ستنسحب على االجور الى حد‬
‫يؤكد في المقابل ان االستقرار السياسي االمني هو‬ ‫ه��و ل �س��ان ح ��ال ال�ه�ي�ئ��ات االق �ت �ص��ادي��ة ح��ال�ي��ا كما‬ ‫ال ت�ح��دث ف�ت�ن��ة إن�م��ا ال�م��واج�ه��ات تحصل إذا كان‬ ‫المليون والمليون ونصف مليون ليرة‪.‬‬
‫العامل االبرز لتكبير حجم االقتصاد وزيادة االنتاجية‪،‬‬ ‫ف��ي ال�س��اب��ق‪ ،‬وف��ق م��ا ي��ؤك��ده ن��ائ��ب رئ�ي��س جمعية‬ ‫هناك من يريد أن يشعل البلد"‪.‬‬ ‫‪ -‬زي��ادة ‪ 200‬الف ليرة للقطاع العام‪ ،‬وهذا االمر‬
‫وسيكون في مقدور المؤسسات اعطاء الزيادات‬ ‫ال�ص�ن��اع�ي�ي��ن ش ��ارل ع��رب �ي��د‪ ،‬م��ن ه�ن��ا ي �ب��رز السؤال‬ ‫وكيف سيتعامل االتحاد مع الحكومة الجديدة إذا‬ ‫يحتاج الى اجتماع لمجلس النواب لعرض مشروع‬
‫التي يطلبها العمال‪ .‬أما في ظل هذه الظروف فإن‬ ‫عن مصير ال��زي��ادة في القطاع الخاص وه��ل سيتم‬ ‫تم االتفاق على تأليفهاقريبا؟ وهل سيالقيهااالتحاد‬ ‫القانون عليه‪.‬‬
‫المطالبة بزيادات خيالية غير منطقية‪.‬‬ ‫التصحيح على اساس الشطور؟‬ ‫بمطلب تصحيح االج��ور في ال�ش��ارع؟ يعتبر غصن‬ ‫‪ -‬مساعدة ذوي الدخل المحدود ج��دا من خالل‬
‫ومن أجل وضع حد لاللتباس الحاصل في مسألة‬ ‫يعتبر عربيد ان الحد االدن��ى لألجور هو لتغطية‬ ‫ان الحل في حكومة وحدة تتمتع برؤية اقتصادية‬ ‫الغاء بعض الرسوم الجمركية ودعم غذائي لتالمذة‬
‫الشطور يقترح عربيد عودة طاولة المفاوضات بين‬ ‫المسكن والملبس والمأكل‪ ،‬اما في ما يتعلق باالمور‬ ‫واس�ع��ة لمعالجة األم��ور اإلجتماعية واإلقتصادية‪.‬‬ ‫المدارس‪ .‬وه��ذا الشق يحتاج الى توقيع المراسيم‬
‫االتحاد العمالي والهيئات االقتصادية لالتفاق على‬ ‫االخرى فهي تدخل في اطار التقديمات االجتماعية‬ ‫"أما الحكومة المقبلة فعليها أن تفتح ح��وارًا جديًا‬ ‫فقط‪.‬‬
‫آلية معينة تحسم هذا الجدل‪.‬‬ ‫ال ��واج ��ب ع �ل��ى ال ��دول ��ة ت��وف �ي��ره��ا‪ .‬وف� ��ي م ��ا يتعلق‬ ‫مع اإلتحاد العمالي العام والهيئات اإلقتصادية‪ ،‬مع‬ ‫وفيما لم يعط وزير العمل جوابا واضحا حول مصير‬
‫أما بعد‪ ...‬وبازاء ما تقدم فإن زيادة االجور عالقة‬ ‫بالشطور‪ ،‬يجدد عربيد موقف الهيئات االقتصادية‬ ‫إعطائها األول��وي��ة للمطالب المعيشية"‪ .‬وإذا كان‬ ‫زيادة االجور‪" ،‬إسألي الحكومة التي أقرتها"‪ ،‬يؤكد‬
‫بين سندان الحكومة التي تنتظر هدوء عاصفة ما‬ ‫وهو الرفض الكلي لتدخل الدولة في المسألة‪ ،‬ألن‬ ‫تعاملها مع مطالب االتحاد كما الحكومات السابقة؟‬ ‫وزير المال ان "القرارات لم ترم في سلة المهمالت‪،‬‬
‫بعد ‪ 7‬أيار‪ ،‬وسندان اصحاب العمل الذين يلملمون‬ ‫هذه المسألة يجب ان تترك للعرض والطلب‪ ،‬كما‬ ‫"ح��وارن��ا معها سيكون ف��ي ال�ش��ارع كما تعاملنا مع‬ ‫وعندما تهدأ االوضاع سننتهي من الموضوع"‪.‬‬
‫خسائرهم المتالحقة جراء االوض��اع المتأزمة والتي‬ ‫يحصل م��ع ق�ط��اع ال�م�ص��ارف ال�م��زده��ر ال ��ذي يأخذ‬ ‫الحكومات السابقة"‪.‬‬ ‫وإذ ل�ف��ت أزع� ��ور ال ��ى ان ال �خ�ل�اف ب�ي��ن الهيئات‬
‫بدأت في حرب تموز ولم تنته حتى االن‪...‬‬ ‫المبادرات بزيادة رواتب موظفيه من دون قرار من‬ ‫ل��ن يغض االت�ح��اد العمالي ال�ط��رف ع��ن تصحيح‬ ‫االقتصادية واالتحاد العمالي نشأ على الرقم وليس‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪19- 43‬‬ ‫‪IN‬‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫"شغل بيت" شربل روحانا‬


‫هنادي الديري‬
‫‪Hanadi.dairi@annahar.com.lb‬‬

‫المؤلف وعازف العود شربل روحانا‪ ،‬يريد أن يشرب قهوته الصباحية على "السطيحة" المفتوحة‬
‫على مداها‪ ،‬في مكاتب شركة إنتاج ‪ forward‬التي أسسها المؤلف والموسيقي غازي عبد الباقي‬
‫مع شريكته كارول منصور عام ‪ .2000‬لدينا أقل من نصف ساعة لنتحدث عن األلبوم الجديد‬
‫الذي يطلقه في حفلتين في ‪ 24‬و‪ 25‬أيار في مسرح بابل (الحمراء) مع "مجموعة بيروت الشرقية"‬
‫(‪ ،)beirut oriental ensemble‬إذ ما زال يضع اللمسات األخيرة على هذا العمل الذي أعطاه‬
‫عنوان‪:‬‬
‫"شغل بيت" (‪.)hand made‬‬

‫ميلها إلى اإلرتجال‪" ،‬في هذا العمل مساحة كبيرة لإلرتجال"‪.‬‬


‫يقول روحانا "الواحد عندما يشرح موسيقاه‪ ،‬يكون الشرح أقل‬ ‫ً‬
‫جماال من الموسيقى في ذاتها‪ ...‬يعني بتمنى هيك"‪ .‬إذًا علينا أن‬
‫ننتظر الحفلتين في بابل في نهاية هذا األسبوع لنكتشف األفكار‬
‫فإذا به يعود إليها ذات يوم‪،‬‬ ‫الصغيرة التي كتبها روحانا منذ سنوات‪ّ ،‬‬
‫ليضيف اليها بعض الجمل من هنا‪ ،‬ولـ"ينقص" عليها بعض الجمل‬
‫من هناك‪ ،‬وليطورها‪" .‬أعمل بتأن‪ ...‬عالرايق‪ .‬األمور في هذا العمل‬ ‫ّ‬
‫أخ��ذت وقتها‪ .‬وك��أن��ك ت��زوري��ن س��ت البيت ف��ي القرية على سبيل‬ ‫م��ؤل�ف��ة م��ن ع�ب��ود ال�س�ع��دي‪ ،‬ط��ون��ي خليفة‪ ،‬ع�ل��ي ال�خ�ط�ي��ب‪ ،‬وايلي‬ ‫يحضر لنا عبد الباقي القهوة اللذيذة ونجلس‬
‫المثال‪ ،‬وتجدين انها أتقنت ماء الورد وورق العريش والخيارات اللي‬
‫كابستن من األرض‪ ...‬من هنا عنوان‪ -‬شغل بيت‪."-‬‬
‫خوري‪ ،‬و"حضرتي"‪ ،‬يضيف ضاحكًا‪.‬‬
‫"ه��ؤالء الشباب أصدقائي ونحن نعمل معًا منذ سنين طويلة‪.‬‬
‫ف��ي إح��دى زواي��ا السطيحة التي ال تصل إليها‬
‫ض��وض��اء منطقة ساقية ال�ج�ن��زي��ر‪ .‬ي�ب��دأ روحانا‬ ‫ي‬
‫عالقته بـ "أبطال اإلرتجال"؟‬ ‫إل�ت�ق�ي�ن��ا ف��ي ظ ��روف ع ��دة والس �ي �م��ا م��ع م��ارس �ي��ل خ�ل�ي�ف��ة ف��ي فرقة‬ ‫الحديث بالقول ان "مجموعة بيروت الشرقية"‬
‫ه��ي ال�ن�ق�ط��ة ال �م �ح��وري��ة ف��ي ال �ع �م��ل‪ ،‬ك�م��ا ي �ق��ول‪" .‬ال �ع�لاق��ة بين‬ ‫ال �م �ي��ادي��ن‪ ...‬ي�ع�ن��ي ف��ي التسعينات‪.‬‬
‫الموسيقيين هي كل شيء‪ .‬وإذا كتب المؤلف أجمل األلحان‪ ،‬ووصل‬ ‫وايلي خوري من العناصر الشابة الواعدة‬
‫إلى االستوديو‪ ،‬ولم تكن العالقة وطيدة بينه وبين الموسيقيين‪،‬‬ ‫ويعزف البزق إلى جانب العود‪ ...‬وإذا بنا‬
‫م��ا بتطلع النتيجة ك��وي�س��ة‪ .‬وم��ع المجموعة ب�م�ج��رد م��ا أك�ت��ب على‬ ‫في أحد األيام نؤلف الفرقة"‪.‬‬
‫الورقة‪ ،‬وإن غابت عن العمل المكتوب التفاصيل الكبيرة‪ ،‬نتمرن كم‬ ‫وإذ ب��األص��دق��اء ال��ذي��ن ي�ع�م�ل��ون معًا‬
‫مرة‪ ،‬وأترك لكل موسيقي ما عنده من الداخل ليضيفه الى العمل‬ ‫منذ سنوات طويلة يصبحون "مجموعة‬
‫ّ‬ ‫المكتوب"‪.‬‬ ‫ب �ي��روت ال�ش��رق�ي��ة"‪ ،‬وإذ ب��روح��ان��ا يؤلف‬
‫الدقائق تمر بسرعة‪ ،‬وفنجان القهوة اللذيذ "تبخر"‪ ،‬وه��ا نحن‬ ‫"ش �غ��ل ب �ي��ت" وف ��ي ب��ال��ه ه� ��ؤالء الذين‬
‫ندخل غرفة التسجيل لنستمع إل��ى بعض الجمل الموسيقية في‬ ‫ي �ط �ل��ق ع �ل �ي �ه��م ال ��وس ��ط ال �ف �ن��ي لقب‬
‫"شغل بيت"‪ .‬ينضم إلينا غازي عبد الباقي الذي هو أيضًا مهندس‬ ‫"أبطال االرتجال"‪.‬‬
‫س��ان إيجابي كتير‪ ،‬كتير"‪ ،‬بحسب روحانا‪.‬‬ ‫ال�ص��وت‪" ،‬وال�ل��ي ه��و إن� ّ‬ ‫روحانا‬
‫ّ‬ ‫يقدمها‬ ‫التي‬ ‫الموسيقى‬ ‫نوع‬
‫يضحك عبد ال�ب��اق��ي وي�ع��ل��ق‪" :‬ه��ذا ك��ان إت�ه��ام الجميع ل ��ي‪ ...‬إنني‬ ‫و"األبطال" في األلبوم الجديد؟ "خلينا‬
‫إيجابي‪ .‬ولكن في الحقيقة ليس لدي خيار آخر‪ ،‬ألنني أقود مشاريع‬ ‫نوصفها بالموسيقى من دون زغل"‪.‬‬
‫عدة في الوقت عينه‪ ،‬وأي فكرة سلبية‪ ،‬أو نظرة أفقية سوداء‪ ،‬قد‬ ‫يضيف‪":‬نتوسل اآلالت الطبيعية‪،‬‬
‫تؤدي إلى أن يفرط كل شيء"‪.‬‬ ‫يعني ‪ .unplugged‬ل��دي��ك الكمان‪،‬‬
‫س��ؤال أخير ي��ا شربل قبل أن نتركك وغ��ازي "اإلي�ج��اب��ي" لتضعا‬ ‫العود‪ ،‬البزق‪ ،‬الرق‪ ...‬وحدها آلة الـ ‪base‬‬
‫اللمسات األخيرة على "شغل بيت"‪ ،‬هل يجذب هذا النوع الموسيقي‬ ‫خرجت عن النمط‪ ،‬ولكننا استخدمناها‬
‫الشباب اللبناني؟‬ ‫بأسلوب يخدم النوع الموسيقي الذي‬
‫"أنا أكتب الموسيقى لكل الناس‪ .‬وأعرف من خالل ‪facebook‬‬ ‫ألفته في األلبوم"‪.‬‬
‫وال �ـ‪ emails‬التي تصلني‪ ،‬وأيضًا من الحفالت‪ ،‬ان ثمة الكثير من‬ ‫ول �ن �ك��ن واض� �ح� �ي ��ن م �ن��ذ البداية‪،‬‬
‫الشباب والصبايا‪ ،‬وتحت ال�ـ ‪ 20‬ك�م��ان‪ ،‬يحبون ه��ذه الموسيقى‪.‬‬ ‫م��وس�ي�ق��ى "ش �غ��ل ب �ي��ت"‪ ،‬ال ت�ت�ج��ه وال‬
‫ول�ك��ن األك�ي��د أن األغ��ان��ي ال�ت��ي قدمتها ف��ي أل�ب��وم "خ�ط�ي��رة" ّقربت‬ ‫للحظة صغيرة إلى الجاز‪ ،‬أو الموسيقى‬
‫الشباب أكثر مني‪ .‬ولكن للموضوع عالقة أيضًا بكوني لست حاضرًا‬ ‫الغربية‪ ،‬ولكنها "خارجة من البيئة"‪ ،‬على‬
‫كثيرًا في اإلع�لام‪ .‬ال أفرض موسيقاي بالقوة"‪ .‬وإذا أردن��ا أن نكون‬ ‫قوله‪" .‬هي شرقية‪ ،‬تتضمن المقامات‬
‫أكثر دقة‪" ،‬ما في موسيقى شبابية وموسيقى ّ مش شبابية‪ ،‬ثمة‬ ‫ال�ع��رب�ي��ة وال �ن �ف��س ال �ش��رق��ي"‪ .‬وم ��ن هنا‬
‫موسيقى تخرج من داخلي‪ .‬لم أحاول مرة أن أقلد اإلتجاه السائد‪.‬‬ ‫إص� ��راره ع�ل��ى ان�ه��ا موسيقى "م��ن دون‬
‫وكأن الخصوصية ممنوعة‪ .‬صحيح انني خارج النمطية"‪.‬‬ ‫زغ��ل"‪ .‬وبما ان لألسماء في المجموعة‪،‬‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫‪FORUM‬‬ ‫‪44 -‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫كفى‬
‫تصوير سامي عياد‬

‫كفى كذبًا‪ ،‬كفى خداعًا‪ ،‬كفى أعذارًا‪...‬‬


‫ت�ط�ل�ب��ون ال�ع�ي��ش ال�م�ش�ت��رك‪ ،‬وت�ق��ات�ل��ون أه�ل�ك��م ف��ي ش� ��وارع بيروت‬
‫والجبل‪.‬‬
‫بيروت األبية التي وقفت الى جانب المقاومة وشعب المقاومة‪.‬‬
‫ت �ط �ل �ب��ون ح �ك��وم��ة وح� ��دة وط �ن �ي��ة‪ ،‬وت �ت �ه �م��ون ش��رك��اء ك��م بالعمالة‬
‫والخيانة‪.‬‬
‫تطلبون لبنان الموحد‪ ،‬وقد عرفنا كيف تفهمون الوحدة‪.‬‬
‫إس �م��ح ل��ي ي��ا م �ق��اوم‪ ،‬ع ��ذرًا ي��ا س�ي��د ال�م�ق��اوم�ي��ن ف��ي ش� ��وارع بيروت‬
‫والجبل‪.‬‬
‫كيف لنا أن نصدق بعد اليوم وعودكم‪،‬‬
‫بعدما رأيناها بأم أعيننا في شوارعنا وطرقاتنا؟‬
‫كيف لنا أن نصدق بعد اليوم إخالصكم‪ ،‬وثباتكم على عدم الفتنة‬
‫في لبنان بعدما رأيناكم تستبيحون‪ ،‬وبكل فخر‪ ،‬حرماتنا‪ ،‬وحريتنا‪،‬‬
‫وشوارعنا؟‬
‫السالح الشرعي‪ ،‬النظيف‪ ،‬الطاهر‪ ،‬لم ولن يتوجه أبدًا إلى الداخل‪.‬‬
‫ش �ك �رًا ي��ا س�ي��د ع�ل��ى ع ��دم إس�ت�ع�م��ال س�ل�اح ال�م�ق��اوم��ة (ال�ث�ق�ي��ل) في‬
‫بيروت‪.‬‬
‫شكرًا لكم أيها المقاومون على حذركم واهتمامكم بأهلكم في بيروت‬
‫بالترهيب ونشر الرعب والخوف‪.‬‬
‫أردتها حربًا أيها السيد‪ ،‬فكانت وبكل ما أوتيت من قوة‪.‬‬
‫إسمح لي كما سمحت لنفسك واستبحت كل المحرمات أن أقول لك‬
‫لبنان ليس لك أيها القائد المقاوم‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لبنان لكل لبناني يحب‪ ،‬يقدس‪ ،‬يحترم ويعشق أرض لبنان‪.‬‬
‫وليس لمن يقدس‪ ،‬السالح الذي تلوثه دماء شهداء الوطن بمعارك‬
‫داخلية‪.‬‬
‫لينا كنفاني‬
‫(مندوبة)‬

‫من رحم الجبل ولدت المقاومة‬


‫رسالة وطن موجوع‬
‫بالفأس أروقة هذه الكلمات‪ ،‬وجرحت عذرية االلم واستجمعت من اشراق تعاليم‬ ‫ّ‬
‫عمرت ّ ً‬
‫المعلم قوة الكتب‪ .‬كلماتي ليست خاضعة العصاب الفصول‪ ،‬وحرفة الطقس‪ ،‬بل لعلني‬
‫اكتبها اليوم رسالة الى قائد‪ ،‬رسالتي هذه الى معلمي الذي اغتاله النظام البعثي قبل‬ ‫صرخ عليكن‪ ،‬بس حابب فش خلقي شوي‪.‬‬ ‫مش رح عاتبكن وال رح ّ‬
‫ان اولد بـ‪ 12‬عامًا ولكنني عرفته‪ .‬فمن فكره استقيت ثقافة الكلمة ومن تعاليمه ادركت‬ ‫معليش بيحقلي من بعد ما عملتو ّ‬
‫في‪.‬‬
‫معنى المقاومة‪ .‬اخاطب القائد‪ ،‬المعلم والشهيد كمال جنبالط‪.‬‬ ‫ً‬
‫أوال‪ :‬بعرفكن عن حالي‬
‫استذكرك ايها الفيلسوف العمالق في الذكرى الـ‪ 60‬عامًا على نكبة فلسطين‪ .‬كيف ال‬ ‫أنا بالهوية إسمي لبنان‬
‫ّ‬
‫الفلسطينية‪ .‬ولو تدري يا معلمي كم من‬ ‫ّ‬
‫والقضية‬ ‫وانت قائد المقاومة‪ ،‬شهيد العروبة‬ ‫في كتير ناس سموني اسماء ثانية منها‪:‬‬
‫ترتكب بحق الشعب الفلسطيني وكم من الجرائم ترتكب باسم المقاومة‪ .‬ولو‬ ‫الجرائم ّ‬ ‫لبنان الكبير‪ ،‬سويسرا الشرق وحتى منن اختصرني بمتصرفية جبل لبنان‪.‬‬
‫تعلم كم دنس المقاومة من يحارب باسمها‪ ،‬لو تعلم يا معلمي كم سقطت هيبة المقاومة‬ ‫تقبلنا هالشي وقلنا معلي اإلسم ما إلو قيمة ألنو مش هو البيحدد الهوية‪.‬‬
‫حاقد‬
‫ٍ‬ ‫شعب‬
‫ٍ‬ ‫في اآلون��ة االخ�ي��رة‪ .‬ألن من يدعون المقاومة نسوا ان مقاومتنا هي ث��ورة‬ ‫عشت سنين وشفت اإلي��ام ع��م ت�م��رق‪ ،‬ال��ول��د ص��ار ب��ي وال�ب��ي ص��ار ج��د وأن��ا بعدني أن��ا‪ ،‬بجرب إكبر ما‬
‫همجي يستبيح االراضي الفلسطينية‪ ،‬نسوا ان القضية هي تحرير‬ ‫ٍ‬ ‫صهيوني‬
‫ٍ‬ ‫نظام‬
‫على ٍ‬ ‫بيخلوني‪ ،‬بجرب إتحلى وظبط حالي بيغاروا مني‪.‬‬
‫فلسطين‪ ،‬تجاهلوا ان المقاومين هم ارقى الشعوب‪ .‬عصابة متسللة من كهوف األجهزة‬ ‫طيب فهمناها الحساد كتار والمحسنين قالل‪ .‬بس في شغلي ما فهمتها‪.‬‬
‫سموه الطاهر النظيف‪ ،‬عملت ضد سيادة لبنان في‬ ‫األمنية‪ ،‬بدعم بعثي وتمويل ايراني ّ‬ ‫شفت والدي رايحين وجايين‬
‫ٍ‬
‫سبيل تطبيق المشاريع االيرانية ‪ -‬البعثية وهدفها تطبيق والية الفقيه‪.‬‬ ‫سألتن هيك بس تأفهم‪،‬‬
‫جاهلون من نسوا ان المقاومة ولدت من رحم الجبل ومن رجولة كمال جنبالط وعزم ابناء‬ ‫قال عم بيعملولي عالقات خارجية‬
‫الجبل في الدفاع عن االرض والعرض والكرامة‪.‬‬ ‫يا عمي ال بدي عالقات خارجية وال أخت وال شقيقة‪،‬‬
‫باخبار تعيسة‪ .‬عذرًا يا من علمني ّان "الواقع مهما يكن‬ ‫ٍ‬ ‫عذرًا يا معلمي ان لوثت صفاءك‬ ‫أنا لبنان عندي كياني وهويتي األصلية‪.‬‬
‫وبتحد كبير‪ ،‬وبهمة في المواجهة‬ ‫ٍ‬ ‫وبصبر عنيد‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الجأش‪،‬‬ ‫مؤلمًا يجب أن نواجهه برباطة‬ ‫ال بدي سوريا ألني بعشق الديموقراطية‬
‫والعلم والعمل‪ ،‬والتضحية ال تعرف اليأس‪ ،‬والكلل والملل"‪.‬‬ ‫وال بدي إسرائيل ألني بفتخر بعروبتي‪.‬‬
‫بالوصية‪ ،‬واطل علينا ابنك القائد قائدًا حكيمًا بكل ما للكلمة من‬ ‫ّ‬ ‫فلقد عمل ابناؤك‬ ‫قرفت من الكبار ورحت نبش عالشباب‪،‬‬
‫ولكن‬
‫ّ‬ ‫والقيادة‪.‬‬ ‫الصمود‬ ‫في‬ ‫�ًا‬‫�‬
‫اشكالية "نكون او ال نكون" ّ‬ ‫س‬ ‫در‬ ‫السياسيين‬ ‫فلقن‬ ‫�اء‬
‫�‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫بكل‬ ‫مشعلك‬ ‫معنى‪ ،‬حمل‬ ‫ويا ضيعان الشباب‪،‬‬
‫فكنا يا معلم‬ ‫ّ‬ ‫اعترف لك يا قائد انهم اوقعونا‪ ،‬اوقعونا في‬ ‫شي تركني وراح‪ ،‬شي حامل سالح‪،‬‬
‫تالمذتك األبطال الذين لقناهم درسًا عرفوا فيه كم كانت جاهلة القرارات التي ادت الى‬ ‫وشي قال بيبقا خيفان على لبنان وخايف يتركو كأني ختيار عالعكيزة بدي حدا ينظفلي ريلتي‪.‬‬
‫اقتحام الجبل‪.‬‬ ‫عليي روح أحسنلك‬ ‫إي أل يا إبني‪ ،‬إذا شفقان ّ‬
‫اخبرناهم اننا تالمذتك يا معلم‪ ،‬واننا ما تعلمنا منك درس الرضوخ واالستسالم‪ ،‬اخبرناهم‬ ‫أنا بدي شباب بهاجموا‪ ،‬بدافعوا‪ ،‬بصوت عالي بيصرخوا‪ ،‬الفساد بحاربوا‪.‬‬
‫باننا نحن من اوجد المقاومة ومهما حاولوا فان دولة الفاشية والموت لم وال ولن تقوى‬ ‫أنا يا إبني بدي شباب بتحارب بقلمها‪ ،‬بذكائها‪ ،‬بعملها الناجح ومش بالسالح والرصاص‪.‬‬
‫على دولة المواطن الحر والشعب السعيد‪.‬‬ ‫ما بقيلي إال هالوالد وهل اإلمهات‪،‬‬
‫وقسما بروحك الطاهرة يا‬‫ً‬ ‫اغتالوك وهمًا يا معلم‪ ،‬فمن اش��راق خلودك نكمل المسيرة‬ ‫ما حرام يا كبار تاركين هالوالد يكبروا بالحرب ومخلين هالدموع السخية تشرشر عاألرض؟‬
‫معلمي اننا لن نعترف بنظام استبدادي ال يعترف بلبنان كدولة‪ ،‬دول��ة المواطن الحر‬ ‫يا رب بعتذر‪،‬‬
‫وال�ش�ع��ب السعيد وسنحمي المقاومة وال�ع��روب��ة وس�ن��داف��ع ع��ن ح��ري��ة لبنان وسيادته‬ ‫هاللوحة اللي رسمتها تشوهت‪،‬‬
‫واستقالله وسنبقى للعالم امثولة‪.‬‬ ‫هاللوحة تغمست بألوان نزعتلها قيمتها‪.‬‬
‫ووعد علينا ان استشهادنا أقرب من تخلينا عن قضية دفعنا فيها أطهر الدماء وستبقى‬ ‫بطلب منك السماح عنن‪.‬‬
‫المقاومة ض��د ال�ع��دو الصهيوني اوال وض��د ك��ل م��ن ينشر االره ��اب ف��ي ب�لاد المقاومة‬ ‫يمكن قدري هيك‪ ،‬اللوحة الحلوة بيهجموا عليها كتار‪ ،‬براهنوا عليها واللي بيدفع أكثر هوي بياخدا‪.‬‬
‫والصمود‪ .‬وستبقى تعاليمك اشراقة خلود‪.‬‬ ‫ويا ريت عم ببيعني شعبي‪ .‬عم بقدمني ببالش‪.‬‬
‫رضاب بو ناصر الدين‬ ‫غنى عبود‬
‫(مندوبة)‬ ‫(مدرسة يسوع ومريم)‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪21 - 45‬‬ ‫‪FORUM‬‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫إرتعش القلم بين ضلوع أصابعي‬


‫وجلست الكلمات بين ربوع السطور‬
‫حوار الـ‪ ٦٥‬قتيال!ً‬

‫هفوة خاطر‬
‫وأخ � ��ذت ت�ج��اف�ي�ن��ي ب��دم��وع �ه��ا ال�م�س�ك��وب��ة م��ن االقالم‬
‫الغابرة‬
‫تمايلت مع كل هفوة خاطر وسكبت آالمًا ودموعًا‬
‫غص قلبي بمرارة األيام‬ ‫ّ‬ ‫دعوات للحوار كانت كل ما نسمعه طوال أشهر ولكن ال مجيب‪ ،‬وكأن إغالق البلد وتدهور المواسم السياحية واإلقتصاد وهجرة‬
‫ّ‬
‫وجف دمعي من كثرة اآلالم‬ ‫األدمغة ليست أسبابًا كافية لكي يجتمع ملوك الطوائف واألحزاب ًويبلوروا صيغة عيش مشترك مبنية على أسس متينة‪.‬‬
‫وسقط جوفي في صقيع األلغام‬ ‫قتيال وسقوط نحو مئتي جريح‪ ،‬ومحاصرة عاصمة وقمع لحريات‬ ‫كأن ما ينقصهم حرب ودم��ار وموت أكثر من خمسة وستين‬
‫وصمت وقعي في قاع االوهام‬ ‫وسيطرة أجواء الرعب والكره وجروح في قلوب اللبنانيين نشك في أنها ستلتئم!‬
‫‪...‬‬ ‫هل هذا ما كان ينقصهم لكي يجتمعوا! و األنكى وما يبعث على السخرية هو معاملة العرب لهم على أنهم زعماء من ورق‪ ،‬قاصرون‪،‬‬
‫جلدت نفسي بالتواضع‬ ‫ّ‬ ‫مسؤولون عن شعب راضخ لهم! فيأتون اليهم ويسحبونهم من أيديهم ويذهبون بهم إلى طاولة حوار ويجبرونهم على التفاهم‪،‬‬
‫وحطمت بها الكبرياء‬ ‫ً‬ ‫كمعاملة أب لولد عاق!‬
‫أخرجت منها األنانية والضغناء‬ ‫وبالدم‪ ،‬فافخر واشمخ برأسك‪،‬‬
‫ً‬ ‫بالروح‬ ‫فديتهم‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫هؤالء‬ ‫؟‬ ‫مستقبال‬ ‫لك‬ ‫يبنوا‬ ‫أن‬ ‫تريدهم‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫أهؤالء‬ ‫شعبي؟‬ ‫أهذا ما تريده يا‬
‫ونزعت منها ما تشتهي وترتاب‬ ‫قتيال!‬ ‫فزعماؤك يتحاورون ألجلك! حوار من الصف األول في قاعة تطوف في سمائها أرواح خمسة وستين‬
‫‪...‬‬
‫راودني النزاع بين الظالم والنور‬ ‫دينا جركس‬
‫فنظرت وتطلعت الى داخلي ورأيت صفوة وعبير‬ ‫(مندوبة)‬
‫وتطلعت الى اعماقي فإذا بعزة نفسي تثور‪.‬‬
‫‪...‬‬
‫وراجعت ذكرياتي فإذا بها مملوءة بالخداع‬
‫وقرأت صفحة أعمالي فوجدتها مكتظة بالسيئات‬
‫إال صفحة فيها ندمي محفور بـ"عفو اإلله"‪.‬‬ ‫"صرخة قلم"‬
‫زينة جابر عجاج‬
‫ونطعنه بسكاكين االنانية ونقضي على انفاسه االخيرة‪ .‬والله لن نسمح‬ ‫ال تعرف كلماتي من أين تبدأ‪ ،‬ال ت��دري عيوني على من تنوح وتبكي‪،‬‬
‫للحقد والكره بأن يزيدا في قلوبنا‪ .‬اناجيك يا ربي في ظلمتي‪ ،‬انادي‬ ‫ال يدري القلب على من يتمزق ويتحرق‪ ،‬فلبناني ينازع ويصارع الموت‬
‫شهداء الحرية‪ ...‬اين انت يا رفيق؟ لبنان يناديك‪،‬عيون االطفال‪ ،‬امل‬ ‫امام عيوني مرة جديدة‪ .‬ازقته رفعت صرختها المؤلمة‪ ،‬شوارعه امتألت‬
‫الشباب‪ ،‬حرقة الكبار تناديك‪ ،‬اين انت يا جبران تويني؟ فشعالت الحرية‬ ‫ببرك من دم االخوة! ابناء الوطن الواحد يتنازعون كأنهم اعداء‪ ،‬يقتلون‬
‫ال تضيء اال م��ع كلمات قلمك‪ ،‬واالرز االخ�ض��ر ال يشمخ اال تحت سماء‬ ‫بعضهم البعض بأبشع الوسائل‪ ،‬ينتقمون يغضبون يصرخون‪ ...‬والوطن‬
‫وطنيتك‪ ،‬عد يا جبران خليل جبران فالقلب بحاجة الى كتاباتك‪ ،‬عودوا‬ ‫ضحية‪ .‬أهكذا اصبحنا يا اخوتي؟ لماذا سمحنا لحقدنا ان يصل الى هذا‬
‫سراب الحب‬ ‫يا قلب لبنان‪ ،‬نناديكم في ازمتنا‪ .‬لقد ذهبتم الى السماء ولم تبق آلة‬
‫موسيقية واحدة في لبنان لتعزف لحن محبتكم! أتكتبون هناك؟ ليتني‬
‫استطيع ان ادخل الى ضمائر الناس واصرخ بكلماتي هذه التي هي سالح‬
‫الحد؟هل نزاعاتنا ال تهدأ اال مع دموع االمهات؟ هل يبقى اللون االسود‬
‫رفيق حياتنا؟ ال ديانة سماوية‪ ،‬ال دستور وال قانون يرضى بما حدث‪.‬‬
‫بيروت ست الدنيا‪ ،‬منارة الشرق‪ ،‬عاصمة الثقافة اصبحت تلك العجوز‬
‫سالمي‪ ،‬ليتني استطيع ولوج قلوب الناس الزرع محبتك يا وطني! تأكد‬ ‫الهرمة‪ ،‬باتت عاصمة الموت وساحة القتال واالنتقام‪ .‬اي��ن عظمتك يا‬
‫يا لبنان انك اغلى ما املك في تلك الحياة واننا ال بد ان نستيقظ يوما من‬ ‫ب �ي��روت؟ اي��ن جمالك ال��ذي جعلنا نلمس ال�ح��ب ب��اي��دي�ن��ا‪ ،‬ون ��ورك الذي‬
‫عشقت النظر في عينيك‬ ‫نومنا العميق لنعيد يدا بيد‪ ،‬متباركين بأرواح الشهداء‪ ،‬مسار الحرية الى‬ ‫يطغى على نور الشمس والقمر‪ ،‬ونجمك الذي يضيء سماء االبدية‪ ،‬هل‬
‫تعلمت الحب بأبجدية فقهك‬ ‫ابد االبدين‪ ...‬امين‪.‬‬ ‫سنطفئه بأيدينا؟ هل ندمر تلك العناية السماوية التي لم تنفصل عنك‬
‫بطلة زماني أنا حين رقصت على كفيك‬ ‫يوما‪ ،‬وندنس ارضك الطاهرة التي سار عليها االنبياء واالح��رار واالبرار؟‬
‫فكنت المجنونة وكنت العاقلة‬ ‫نور طارق غنام‬ ‫هل نشق تلك االرض حيث ول��د العشق واح��ب الناس تحت سمائها؟‬
‫وكنت الغارقة في هواك‪،‬‬ ‫(طرابلس)‬ ‫هكذا اصبح لبنان ويا لالسف! جسم هامد مريض امام اعيننا‪ ،‬نزيده الما‬
‫فيا سيدي ويا حبيبي‪،‬‬
‫إسمح لي أن أقدم نفسي‪،‬‬
‫فأنا عاشقة من القرن الى القرن‬
‫يعلو فوق صوت قلبي‬ ‫شيء ً‬ ‫ال‬
‫قوال مني‪..‬‬ ‫فتعلم‬
‫هو أنني‪..‬‬
‫أهواك يا وطني‬
‫عن كبرياء حبك‪ ،‬ال أتنازل‬
‫فعشرون ديوانًا من ّ‬
‫التعري كتبت‬
‫ألتناول قلبك على مذبحة شطري‬
‫ابنتي‪ ،‬سيدتي‪ ،‬رفيقتي‪ ...‬نايلة‬
‫ُم َّد يديك إلي‬
‫خذني بين احضانك‪ ،‬فحضني ليس للمجهول‬ ‫يا وطنًا‬
‫قبلني‪ ،‬فشفاهي ليست للجفاف‬ ‫ّ‬ ‫الزهرة التي يقارب عمرها عمر اوالدي‪،‬‬
‫أحس بشهوة الطفولة‬ ‫انت ّ‬
‫واقدر مواقفك‪،‬‬
‫ابنتي‪ ،‬بقدر ما احبك‬
‫سيدتي بقدر ما احترمك‬
‫تنهش فيك الذئاب‬
‫أقسم بأني لن أسمح‬
‫حينما تنزل يداك على كتفي‬ ‫رفيقتي‪ ،‬ألني اشاركك الحلم‪ ،‬حلم الحبيب بأن يصير لبنان وطن الحرية والعدالة‪.‬‬ ‫لك بالغياب‬
‫أحس بحكمة األربعين‬ ‫وألنه علمنا حرية التعبير‪ ،‬اكتب اليك‪:‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد أحببتك في حالة‬
‫حينما تحدث فكري‬ ‫اكتب اليك ألعلن محبتي لكل كلمة كتبها "قلمك االحمر"‪،‬‬ ‫السلم‪...‬‬
‫قد ال اكون مهذبة‬ ‫وأكتب ألقدم احترامي لكل سطر يخطه "ألمك االسود"‪،‬‬ ‫ولكني عشقتك عندما‬
‫ولكنني األخالق في التهذيب‬ ‫وخاصة في مقالك المميز "كتاب مفتوح ال��ى القاضي جهاد ال��وادي" (بعد تعيينه محققا‬ ‫بدأت عليك الحرب‬
‫قد ال اكون عاقلة‪،‬‬ ‫عدليا في جريمة اغتيال الوالد)‪،‬‬ ‫تسأل من أنا؟‬
‫ولكنني العقل في الجنون‬ ‫اكتب ألقول‪:‬‬ ‫أنا فتاة تعشق الموت‬
‫قد ال اكون جميلة‪،‬‬ ‫‪Celui qui passe sa vie en service de Dieu et de l'homme ne meurt‬‬ ‫لنصراك‪...‬‬
‫ولكنني الجمال في الطيبة‪..‬‬ ‫‪jamais, Mais reste toujours vivant.‬‬ ‫تذرف الدم‬
‫ً‬ ‫فأوصيك بي‬ ‫عبارة قالتها عزيزة في غياب شقيق مميز‪ ،‬هي خير عزاء لنا ولكم‪ ،‬استحضرتني حين قرأت‬ ‫لعلياك‪...‬‬
‫سبيال‪...‬‬ ‫أوصيك بجنوني‬ ‫عمقت‬‫مقالة عن عالقة جبران المدير واالن�س��ان والزميل بكل من التقاه‪ ،‬رواي��ات صادقة ّ‬ ‫تتحمل الجرح‬
‫فرصيدك حبي‬ ‫معرفتنا به وحبنا له‪.‬‬ ‫لشفاك‪...‬‬
‫وكفالتك جنوني‬ ‫ختاما اصدق الصالة والدعاء لك يا ابنتي‪ ،‬لكل عائلة الحبيب الغائب الحاضر ولعائلة "النهار"‬ ‫تخرق الصمت‬
‫وإال اشهرت إفالسك‬ ‫بالصحة وطول العمر والسالم‪.‬‬ ‫لتقول اهواك‪...‬‬
‫فما المبتدأ؟ وما المنتهى؟‬ ‫نعم أهواك يا وطني‬
‫ولدت من بذرة قلبي‬ ‫ريفا حايك قسطنطين‬ ‫والموت أهون‬
‫وستموت على غصن حبي‬ ‫(مغدوشة)‬ ‫من رؤيتك‪...‬‬
‫فغذاء الهوى من سراب الجنون‪.‬‬ ‫تهان وتقبل بالهوان‪.‬‬
‫زينب عبدالله‬ ‫ميسم بوتاري‬
‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬ ‫‪FORUM‬‬ ‫‪46 -‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬

‫ّ‬
‫الى سحر الخطيب‬ ‫كلنا في خدمة الوطن‬
‫ما هذا المارد الذي يسكن في داخلك‪...‬‬ ‫في الوجود‪.‬‬ ‫يمر لبنان اليوم بظروف صعبة وخطرة‪ ،‬وعلينا كلبنانيين أن‬
‫ما هذا العمالق الرقيق الذي نفخ بنا اشياء واشياء‪...‬‬ ‫ح��رص��ًا ع�ل��ى ك��رام��ة وط�ن�ن��ا وش�ع�ب�ن��ا‪ ،‬ن�ط�ل��ب م��ن المسؤولين‬ ‫نلعب الدور االساسي في حل المشكالت القائمة والتي تأخذ‬ ‫ً‬
‫يا سيدتي‪ ...‬كم تساقطنا امام صوتك‬ ‫ال�س�ي��اس�ي�ي��ن وخ �ص��وص��ًا ن ��واب األم ��ة أن ي �ك��ون��وا ي� �دًا واحدة‬ ‫مجاال كبيرًا من تفكيرنا وحياتنا اليومية‪.‬‬
‫وكم كان موجعًا هذا الخجل الذي اعترانا‬ ‫وينتخبوا رئيسًا للجمهورية تمهيدًا لحل االزم ��ات على كل‬ ‫ّ‬
‫علينا كمجتمع وك�ن�ي�س��ة أن ن�ف��ع��ل ال�م�س��ؤول�ي��ة والمشاركة‬
‫يا سيدتي‬ ‫الصعد‪.‬‬ ‫وال �م �س��اء ل��ة ب�ي��ن ال�ل�ب�ن��ان�ي�ي��ن‪ ،‬وال �ت �ع��اون ف��ي ت �ب��ادل االفكار‪،‬‬
‫لقد كنت مزيجًا من الشعر والالشعر‬ ‫علينا أال ننسى أن لبنان هو بلد القداسة‪ ،‬وفي كل سنة تعلن‬ ‫وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية‪ .‬المحبة هي‬
‫في الغناء الخاص والموقف الخاص‬ ‫مكرمًا وطوباويًا وقديسًا جديدًا من شعبه‪ .‬نصلي‬ ‫الكنيسة ّ‬ ‫العنصر االساسي والفاعل في احترام كرامة الشعب‪" .‬وحده‬
‫لقد اجتمعت بك خصائص كثيرة‬ ‫لكيما بشفاعتهم وقداستهم يصير اللبنانيون شعبًا واحدًا‬ ‫ال�ح��ب يستطيع أن ّ‬
‫يغير االن �س��ان وال�م�ج�ت�م��ع"‪( .‬ال�ب��اب��ا يوحنا‬
‫نادرًا ما يحملها كائن واحد‬ ‫وفكرًا واح �دًا‪ ،‬وان تبقى كنيستنا قوية ال تقوى عليها قوى‬ ‫بولس الثاني)‪.‬‬
‫يا سيدتي‬ ‫الجحيم‪ ،‬وأن يعم السالم في العالم كله وخصوصًا في لبنان‬ ‫ان ربنا وإلهنا يسوع المسيح تجسد ومات وقام وانتصر على الشر‬
‫كم شعرنا بأننا صغار امامك‬ ‫ارض ال�ك��رام��ة وال�ح��ري��ة وال�ق��داس��ة ورس��ال��ة العيش المشترك‬ ‫حفاظًا على كرامة االنسان وحقه في الوجود وسعادته‪ .‬هذا ما‬
‫وأنت تمتشقين سيف الكلمات ونشيد األلم والظلم‬ ‫والديموقراطية التوافقية‪.‬‬ ‫يجعلنا نتوجه الى ضمائر المسؤولين السياسيين والكنسيين‬
‫كان صوتك سوطًا يجلدنا‬ ‫بالرغم من اختالفاتهم وانتماءاتهم السياسية والدينية‪ ،‬ليعوا‬
‫ودموعك ترشح زيتًا ملتهبًا يدمي اجسادنا المترهلة‬ ‫طوني حدشيتي‬ ‫وض��ع بلدنا الصعب والخطر وأن يقوموا بواجباتهم على كل‬
‫يا سيدتي‬ ‫(راهب لبناني ماروني)‬ ‫الصعد من اج��ل مساعدة الناس في ص��ون كراماتهم وحقهم‬
‫أحيانًا ال بد لنا من الصمت‬
‫ألن ما يجري صعب أن تحييه الكلمات‬
‫سيدتي‬
‫ألجل عينيك عشقت الحرية‬
‫وألجل صوتك أحببت التمرد‬
‫"ليس في وسع عنكبوت ان تنسج خيوطها فوق فم انسان ّ‬
‫أعتذر‪ ...‬لكنك أخطأت‬
‫حي"‬
‫يا سيدتي‬
‫صوتك العزاء الوحيد لنا في هذا الوطن‬
‫أيقظنا‬
‫الذي ً‬ ‫هو طائر الفينيق‬
‫وأمال‪.‬‬ ‫والذي مأل سماءنا نورًا‬
‫وهبي شعيب‬
‫سقط في نظري‪ ...‬خسرت ما‬ ‫والصمود قد ً‬
‫مناضال شجاعًا ال يخاف اال خالقه‪.‬‬ ‫عرفتك ً‬
‫رجال‬
‫الشهامة والمقاومة‬
‫ّ‬
‫أكنه لك منذ أن‬
‫يستخدم في الداخل‪" ،"...‬لن تكون هناك فتنة بين‬ ‫"السالح ال ّ‬
‫السنة والشيعة‪" ّ،"...‬لن تكون هناك حرب أهلية‪."...‬‬
‫اذا كان في نظرك لبنان الديموقراطي الحر المستقل هو بيروت‬ ‫بهذه العبارات‪ ،‬أيها السيد كللت خطاباتك‪ ،‬طمأنتنا‪ ،‬أعطيتنا‬
‫المحتلة المحاصرة‪ ،‬إذا كان البلد الذي تريد بناءه هو بلد الرصاص‬ ‫آم��ال العيش بسالم في بلد ض��اق ذرع��ًا بأزماته‪ ،‬لكنك في ذلك‬
‫والتفجير والخوف وال�م��وت‪ ،‬ف�لا‪ ...‬شكرًا‪ .‬ال أري��ده‪ .‬س��وف أبني‬ ‫اليوم المشؤوم‪ ،‬برهنت لنا عكس ذل��ك‪ .‬رفعت السالح في ّ وجه‬
‫لبناني الذي أحلم به على طريقتي‪ ...‬ال أخاف سالحك‪ .‬لن أركع‬ ‫حرضت أبناء الديانة الواحدة ضد بعضهم‪ .‬هددت‬ ‫أخيك المسلم‪ّ ،‬‬
‫أمام جبروتك وإن على جثتي‪ .‬على االقل أكون قد عرفت معنى‬ ‫وتكابرت وتعاظمت‪ .‬أي دي��ن تعتنقه يسمح بقتل أخيك؟ أي‬
‫الشهادة الحقيقية‪.‬‬ ‫شريعة تلتزم بها تسمح ّبالتعدي على ممتلكات اآلخرين؟ من‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫حلل لك هدر دماء من تصنفهم بالخائنين؟‬
‫بيروت تعبت كفى‬ ‫آية جنون‬ ‫أعتذر اليك أيها السيد‪ ...‬لكنك أخطأت‪ .‬خسرت في رأيي‪ .‬رجل‬
‫من لملمة المطر الساخن فوق الخدين‬
‫كفى‬

‫تعبت كفى‬
‫دمعك يا صامدة ال يكفي‬
‫ال لن يكفي‬
‫ولو مأل حياض بحار الدنيا‬
‫لن يكفي‬ ‫لماذا؟‬ ‫لبنان الى أين؟‬
‫ألنك منا‪ ،‬ألنك فينا‬
‫فلترافقني عيونك المدماة‬
‫هاربًا من صرخات الحجر‬
‫من أنين الشجر‬ ‫ه��ل ه �ن��اك ح�ق��ًا م��ن ي �ح��اول ان ي�ع�ت��دي على‬ ‫ّأيام سود أخرى‪ .‬دماء سفكت على أرض الوطن‪ .‬تحية اكبار للذين استشهدوا‪ّ ،‬‬
‫واحر التعازي‬
‫تجلدني األحزان‬ ‫الكلمة والحرية؟‬ ‫الى عائالتهم‪.‬‬
‫عل وعسى تراني ناسيًا‬ ‫هل هناك من ال يحتمل وج��ود اع�لام يعارض‬ ‫‪ 7‬اي��ار يوم االض��راب من أجل لقمة عيش كريم‪ .‬ولكن الشقاق والفراق بين اللبنانيين دفع‬
‫بل وربما متناسيًا مشهد طفلك اليافع‬ ‫اعالمه؟‬ ‫بهم ال��ى حد تسييس التظاهرة‪ .‬فالقائد البرتقالي يؤيد تظاهرة ضد الحكومة على أمل‬
‫أبيروت‬ ‫هل هناك بعد اليوم من يعتبر ان االعتداء على‬ ‫اسقاطها‪.‬‬
‫فقأوا عينيه‬ ‫االعالم يخرس الحق ويخنق الحرية؟‬ ‫‪ 13‬نيسان يوم يتذكره اللبنانيون بحزن وأسى‪ .‬يا لسخرية القدر‪ .‬آخر تجمع للمواطنين قبل‬
‫كسروا رجليه‬
‫ّ‬ ‫ه��ل م��ا زال��ت الصحافة ال�ه��دف االول ف��ي كل‬ ‫‪ 7‬أيار كان في ذلك اليوم‪ .‬رفعوا الفتات "ال للحرب االهلية" وبوسطة عين الرمانة ما زالت في‬
‫شلوه‬ ‫معركة؟‬ ‫اذهانهم‪ .‬لكن ماذا جرى؟‬
‫هاك ابنك يا حبيبة القلب‬ ‫لماذا؟‬ ‫طرق مقطوعة‪ ،‬المطار مقفل‪ ،‬االعالم يحتضر‪ ،‬مظاهر مسلحة‪ ،‬اطارات مشتعلة‪ ،‬طلقات نار‬
‫ات��ذرع بشعر أص��ف ح��روف��ه على جبين‬ ‫اال يعرفون ان الصحافة شرف ال يحق ألحد ان‬ ‫وقنابل من الذي كان يرفض االنجرار الى الفتن وعدم العودة الى الحرب االهلية!‬
‫الحائط‬ ‫يقترب منه؟‬ ‫عيب وع��ار‪ .‬وطننا ينهار وان�ت��م تساهمون ف��ي ان�ه�ي��اره م��ع ك��ل طلقة ن��ار على اخ��وان�ك��م في‬
‫أغرس علمًا فوق الشائك‬ ‫اال يعرفون انه مهما كان سالحهم قويًا الكلمة‬ ‫المواطنية‪ .‬هل هذا هو لبنان الذي حلم به جبران؟ هل هذه بيروت ًالتي عمرها الشهيد رفيق‬
‫ثم اضحك‬ ‫اقوى وتقتل؟‬ ‫الحريري؟ الفنان الكبير زكي ناصيف غنى "راجع يتعمر لبنان" بدال من اكمال شعلة االعمار‪،‬‬
‫يصفعني السجان‬ ‫من سمير الى جبران‪ ،‬مرورا بمي‪ ،‬شهداء منهم‬ ‫ب��دال من تذكر اح�لام الشهداء‪ ،‬عزلتم المناطق عن بعضها البعض ال بل اكثر‪ .‬أليس مطار‬
‫اضحك‬ ‫من قضى ومنهم من حاولوا القضاء عليه‪.‬‬ ‫بيروت الدولي لجميع اللبنانيين من دون استثناء فما الغاية من اقفال الطرق المؤدية اليه؟‬
‫يأسرني األعداء‬ ‫والقاسم المشترك الكلمة الصامدة والدعوة‬ ‫ع��ودوا الى ضمائركم يا انصار المواالة والمعارضة‪ .‬فيا قائد اللون االزرق احمل حلم والدك‬
‫أضحك‬ ‫الى الحرية‪ ،‬حرية االعالم من كل سالح او شر‬ ‫دماره‪ .‬ويا أيها القائد العظيم‪ ،‬انتصرت على‬ ‫واكمل شعلته‪ .‬شعلة اعمار لبنان وال تساهم في ّ‬
‫تسرق منا األوطان‬ ‫مستطير‪.‬‬ ‫اقوى جيوش المنطقة‪ .‬رفعت رأس لبنان عاليًا‪ .‬حطمت عدو العرب وأرغمته على االنسحاب‪.‬‬
‫أضحك‪ ،‬أضحك‪ ،‬أضحك‬ ‫قلم وصوت واحد يصرخ في وجه اعداء لبنان‬ ‫ال داعي لتوجيه سالحك الى الداخل‪.‬‬
‫االك يا بيروت فقد تعبت‬ ‫ولكن ال من يسمع‪ ،‬ال من يرد‪...‬‬ ‫عدوك‪ ،‬اسرائيل ّ‬
‫عدوك"‪.‬‬ ‫ايها اللبنانيون اجعلوا شعاركم دائما "اعرف ّ‬
‫ودمعك أحزنني‬ ‫والنتيجة واحدة‪ ،‬خراب ودمار في الجنة التي‬ ‫أخيرًا وليس آخ�رًا‪ ،‬تحية شكر واعتزاز اليك ايها العماد قائد الجيش‪ .‬هنيئًا لك مؤسستك‬
‫كفى‪.‬‬ ‫تتحول يوما بعد يوم صحراء قاحلة‪...‬‬ ‫العسكرية‪ .‬المؤسسة الصامدة الشامخة الوحيدة بين كل المؤسسات‪.‬‬
‫وشكرًا لحكمتكم وصبركم ودوركم في تهدئة الوضع‪ .‬وليحميكم الله‪.‬‬
‫محمود الظاظا‬ ‫سالي هاني وهبة‬
‫(مندوبة)‬ ‫ناريك سركيسيان‬
‫الخميس ‪ 22‬أيار ‪2008‬‬ ‫‪23 - 47‬‬ ‫‪FORUM‬‬ ‫‪N A H A R A S H - S H A B A B Jeudi 22 Mai 2008‬‬

‫نحن الناس‬ ‫هو الذي‬


‫إن االلتزام السياسي واالجتماعي هما وجهان لعملة واحدة‪ ،‬ال وجود لالولى من‬ ‫لنا في هذا الكون الزائل وليس كعدو يأخذ منا ما ليس عندنا‬ ‫هو مشروعي وحلم حياتي كان‪...‬‬
‫دون االخرى‪ ،‬فهما يؤثران بطريقة متوازية في حياة االفراد‪.‬‬ ‫اصال‪.‬‬ ‫ومشروع حلم حياتي ان انشئه على االيمان والرقي والحضارة‬
‫االلتزام السياسي الساعي الى مصالح وفتية جزئية يؤدي الى حال من الفوضى‬ ‫انظروا‪:‬‬ ‫واالنفتاح وتعلم الرسم والموسيقى وممارسة الرياضة‪.‬‬
‫والعلم‬
‫ً‬ ‫التي تنعكس على أح��وال المجتمع‪ ،‬لذلك يجب أن يتالزم بالمعرفة‬ ‫ش��أن واالخ �ت �ص��اص وات�ص�ل��ت بنساء‬ ‫ذه�ب��ت ال��ى اص �ح��اب ال �‬ ‫وان يحمل الحنان بين اصغريه ويطوف بهما العالم انى حل‪.‬‬
‫مدخال‬ ‫والقيم لكي يسمو‪ ،‬ويكون التزامًا سياسيًا نهضويًا وبالتالي يصبح‬ ‫ال �ش��أن ال �ع��ام ال�ل��وات��ي ي� ّ�دع�ي��ن ان�ه��ن يناضلن م��ن "اجلهن"‬ ‫هو ال��ذي اردت ان يبكيني شابا عند حلول اجلي ينظر ّ‬
‫الي‬ ‫ً‬
‫لاللتزام االجتماعي وتوطئة له‪.‬‬ ‫فكانت الصدمة انهن كن اول من رماني‪ ،‬ألتخبط في متاهات‬ ‫قائال لقد كانت اما عظيمة وصديقة رائعة‪ ،‬علمتني الحياة‬
‫سواها‪ ،‬ما عدنا نرى االنسان انسانًا‪ ،‬ال أحد ينكر‬ ‫ّ‬
‫نتشبث بقيم معينة وال نرى‬ ‫المجتمع الذكوري المتعفن في قلوبهن وفي قلوبهم‪.‬‬ ‫ومعنى االرتقاء والسمو في القيم‪ ،‬كما علماها اياها والداها‬
‫مثال‪ ُ ،‬يتحدثون اليوم عن وجود احتمال لكائنات‬ ‫ً‬
‫أصله بتاتًا‪ .‬ولكن في اليابان ُ‬ ‫تمت مخالفة الشرع والدين والقرآن واالحكام المدنية‪ ،‬وشرعة‬ ‫البسيطان التقييان بفطرتهما ال�م��ؤم�ن��ة المحبة للجيران‬
‫فضائية‪ .‬أما نحن فبدل المضي قدمًا‪ ،‬نمضي الى الوراء‪ ،‬الى إذالل اآلخر‪ ،‬الى‬ ‫حقوق االنسان‪ ،‬وحتى شرعات حقوق الحيوانات في حقها‬ ‫والناس‪ ،‬البعيد منهم قبل القريب‪ ،‬غير المسلم قبل المسلم‪،‬‬
‫تنمية الحقد عند الناس‪ ،‬الى استعمال القوة والعنف الى رؤية الشخص الثاني‬ ‫لرعاية صغارها التي تدافع عن هذا الحق بمخالبها وانيابها‪.‬‬ ‫مطعم بكل الطوائف‬ ‫كما نشأت هي في جو مفعم بالمحبة ّ‬
‫آخر وليس كأخ لنا في االنسانية‪ .‬ماذا حل بفكرة لبنان الموحد؟‬ ‫قلموا لي اظافري ول��م اع��د استطيع ان اداف��ع عن حقي‪ ،‬فما‬ ‫وال �ت �ي��ارات ف�غ��دت محبة منفتحة م�ن��ذ اي ��ام ال �ح��رب االهلية‬
‫كل شخص محكوم عليه مسبقًا‪ ،‬بتنا نقرأ الكتاب من عنوانه‪ .‬يكفي البوح‬ ‫عساي افعل؟‬ ‫البشعة التي حملتها على المحبة والعطاء ونأت بها عن اهواء‬
‫بإسمك الكامل لتواجه بالحقد أو الحب‪.‬‬ ‫اكاد اجن وانفجر من غضب يعتمل داخلي على ظلم ال يرضاه‬ ‫الغيرة والحقد على عكس الجماعة االخرى‪.‬‬
‫لم نعد أناسًا‪ ،‬بتنا أشياء‪ ،‬أسماء فقط ال غير‪ .‬ماذا حل بالفكر؟ لست أرى سوى‬ ‫الله‪.‬‬ ‫ه��و ال ��ذي أردت ان اح�ي�ط��ه ب�ح�ن��ان��ي وح �ن��ان اب �ي��ه ف��ي وقت‬
‫تسلط واستغالل وقمع‪ .‬لن أجلس مكتفة اليدين وأنظر الى ما يجري‪ .‬هذا‬ ‫انظروا‪:‬‬ ‫واح��د حتى ول��و لم نكن معًا تحت سقف واح��د‪ ،‬لكنا قطعنا‬
‫خطأ فادح!‬ ‫ها انا ابكيه كل يوم‪ ،‬كل ثانية وال من يرحم غير الله‪.‬‬ ‫المسافات رأف��ة ب��ه‪ ،‬وكسرنا القيود واحترمنا قيمة االمومة‬
‫ال يسعنا أن ن��دع المياه تجري على ه��ذا النحو‪ ،‬أن تحمل الينا التلوث وأن‬ ‫المدون في كتاب الله‬ ‫ّ‬ ‫ها انا اجاهد واحارب ألحصل على حقي‬ ‫وقيم االبوة بحضارة ورقي تعينه على تخطي صعاب وحدته‬
‫نشرب منها‪.‬‬ ‫العزيز الكريم‪" :‬ال تضار والدة بولدها" في اطهر سور الكتاب‬ ‫بدون اخ او شقيق‪ ،‬واحترمنا سمو معنى ان يمنحنا الله فلذة‬
‫نشن حروبًا‪ ،‬وننمي الفتن في بلد مريض‪ .‬ليتنا نعمل على نجاح لبنان كما‬ ‫ّ‬ ‫الكريم‪( ،‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪)233‬‬ ‫منا تحمل اجزاء متنوعة من كلينا لعلها تكون ارقى ما نحمل‬
‫نعمل على دماره‪ ،‬لكان لبنان في أجمل البالد‪.‬‬ ‫ايها القاضي العادل‪:‬‬ ‫لكي يكون رسالة سامية بيننا يعكس نبل الخلق والبساطة‬
‫نايلة ّ‬ ‫ك�ي��ف حكمت ب��أن ال اح�ص��ل ع�ل��ى ح��ق م�ش��اه��دت��ه ي��وم��ا في‬ ‫والتقى‪.‬‬
‫فواز‬ ‫االسبوع؟‬ ‫انظروا‪:‬‬
‫كيف حكمت بأن ال استطيع مكالمته ورؤيته وانت اب؟‬ ‫ها أنا ابكيه طفال يافعا‪ ،‬بعيدا عن عيني‪ ،‬قريبا من جغرافيتي‪.‬‬
‫كيف استطعت؟ كيف؟ كيف؟‬ ‫رغ�م��ا ع�ن��ي وق �س��را ت�ح��ت ض�غ��وط ال تحملها ص�خ��ور الصوان‬
‫لو أتيتك بكتاب الله الكريم ووضعته بين يديك وامامك على‬ ‫التاريخية وال تتشبه بها العصور الجليدية البائدة‪ ،‬في تاريخ‬
‫منبرك العالي‪ ،‬كيف لك ان تحكم حينئذ؟‬ ‫م�ش��وه وح��اض��ر مغشى ومستقبل مبهم م��وت��ور‪ .‬اب�ع��د عني‬
‫كيف حكمت وبأي شرع؟‬ ‫ومنعت من رؤيته او مخاطبته وحتى من مهاتفته‪.‬‬
‫ال نتعدى‬ ‫س��أل��ت وع �ل �م��ت ان ��ه م ��ع اآلخ � ��ر‪ .‬ك �ي��ف ح�ك�م��ت اذن؟ كيف‬
‫ظلمت؟‬ ‫حرموني إي��اه وه��و في عز حاجته ال� ّ�ي وادع��وا انهم يطبقون‬
‫انظروا‪:‬‬

‫وال نقبل التعدي علينا‬ ‫كيف نمت ليلتها؟‬


‫اري��د ان اطمئنك اني ال ان��ام وال اغفو على السرير ال��ذي كان‬
‫ينام عليه وهو في حضني ألنه ما زال يحمل رائحته وما زلت‬
‫ش��رع��ة ال �ل��ه وق��ان��ون االح� ��وال ال�ش��رع�ي��ة وال �ق��وان �ي��ن المرعية‬
‫الجراء‪.‬‬
‫انظروا‪:‬‬
‫انام على كنبة منبوذة في غرفة الجلوس‪.‬‬ ‫م��رت م��واس��م فضيلة واي��ام يذكر فيها الله على م��دى دورة‬
‫شكرا لك ايها القاضي ألني اتعذب على فلذة كبدي‪.‬‬ ‫ش��روق الشمس وافولها‪ ،‬وب��زوغ القمر وغيابه‪ .‬وبعدها حلت‬
‫بعد االنفجارات المستهدفة أح��رار الكلمة وأح��رار الضمير‪ ،‬لم يعد االنفجار‬ ‫شكرا لك ألنني ال انام ليلي‪.‬‬ ‫ايام زيارة بيت الله الحرام في بيته العتيق‪ ،‬وفي طيبه‪ ،‬مقام‬
‫يكفي‪ .‬فكان قرارهم بتحويل انفجارات السيارات انفجارًا للحقد المتملك بهم‪.‬‬ ‫شكرا لك ألنني اتألم‪.‬‬ ‫اشرف خلق الله والمرسلين والمتشفعين يوم الدين‪ ،‬وكنت‬
‫وما كان لهذا البارود المحقون في قلوب البعض اال ان يشتعل في العاصمة‬ ‫شكرا لكم يا سادة القانون‪.‬‬ ‫اتشفع بها لديهم‪ ،‬وال من يجيب وال من يلين‪.‬‬
‫ب �ي��روت‪ .‬لكن وع��ي االه��ال��ي خ� ّ�ي��ب ظ��ن المعتدين‪ ،‬وف��اج��أه��م ال��رد الحضاري‬ ‫شكرا لكن يا نساء الشأن العام والخاص‪.‬‬ ‫انظروا‪:‬‬
‫للهجوم المسلح الدنيء‪.‬‬ ‫ش �ك��را ل�ك��م اي�ه��ا اآلخ� ��رون االخ �ي��رون ال�ع��ائ�ش��ون ميتين في‬ ‫ثم جاء عيد ازكى الكائنات‪ ،‬االم التي تعطي الحياة ويخرج‬
‫انتقلوا الى الجبل ظنًا منهم ان في امكانهم االحتالل‪ ،‬غير مدركين ان الرمل‬ ‫غلكم‪.‬‬ ‫الجنين من احشائها قطعة خصها الله بنعمة حملها‪ ،‬ال ولن‬
‫في الجبل يتحول بارودًا ينفجر بالغزاة الدخالء‪.‬‬ ‫ش�ك��را ل�ك��م ألن�ك��م خ��رب�ت��م ل��ي م �ش��روع ح�ي��ات��ي‪ ،‬ول�ي��س غريبا‬ ‫يفقه سرها ارقى بني الجنس اآلخر‪ ،‬وال من يتذكر انه خرج‬
‫أهل الجبل لم يعتدوا على أحد ولن يعتدوا‪ ،‬اال انهم ال يقبلون التعدي‪ .‬وهم‬ ‫هذا؟‬ ‫من احشائي أنا امه‪.‬‬
‫بالمرصاد لكل من يحاول التعدي‪ .‬وبالرغم من غياب ًاالسلحة الثقيلة الموازية‬ ‫شكرا لكم جميعا ألنكم حطمتم لي طموحي في ان يكون لي‬ ‫انظروا‪:‬‬
‫السلحة الفريق اآلخ��ر‪ ،‬تحول السالح الخفيف ثقيال وأثقل بأيدي االبطال‪،‬‬ ‫مشروع لحياتي في بناء غدي – ابني‪.‬‬ ‫حل عيد ميالده التاسع‪ ،‬وال من يشفع ال باسم حق الطفل في‬
‫فواجهوا وحاربوا وقاتلوا دفاعًا عن أرض الجبل‪ .‬اال انهم حافظوا على شيمهم‬ ‫شكرا لكم ألنني لم انس انني اعيش هنا‪.‬‬ ‫ان يكون بقرب من سهرت عليه وهو في احشائها وتسهر‬
‫ولم ينسوا العيش المشترك‪ .‬فبعدما أوصلوا السيف الى رقبة المعتدي لم‬ ‫شكرا لكم ألنني مقهورة‪.‬‬ ‫عليه حتى تقر عينها ويخرج بأمان لترى نور الله في تكوينه‬
‫وقدرتهم‬
‫ً‬ ‫العرب في ًالمعارك‪ :‬يبرهنون قوتهم‬ ‫يقتلوه‪ ،‬كما كان يفعل االبطال‬ ‫ال �ش��يء ال��وح �ي��د ال ��ذي ل��ي ع ��زاء ان �ك��م م�ه�م��ا ف�ع�ل�ت��م وغيرتم‬ ‫وخلقه وقسماته الصغيرة الدقيقة‪ .‬ال باسم الحق وال باسم‬
‫ذليال‬ ‫�دال من قتله بالجسد ليعيش‬ ‫على قتل اآلخ��ر فيقتلون كرامته وع� ّ�زه ب�‬‫ً‬ ‫واخترعتم قوانين وتجاوزتم حقوقًا‪ ،‬فسيظل اسمه مقرونا‬ ‫االم��وم��ة وال باسم اي م��ن حقوق ورح�م��ة ال��دي��ن حتى اي من‬
‫بدال من الموت شهيدًا‪.‬‬ ‫باسمي على هويته‪.‬‬ ‫الديانات الالكتابية التي تتشفع ألم كأنها ثكلى وجنينها‬
‫وفي يوم الحساب سينادي باسم امه – أنا‪.‬‬ ‫يقتطع منها كل ي��وم بحد السكين‪ ،‬بحد القهر والطغيان‪،‬‬
‫النا كمال غريزي‬ ‫ثكلى وابنها على بعد أذرع منها‪ ،‬تفصلهما مسافة من الحق‬
‫(بتاتر)‬ ‫منى طه‬ ‫المتكون من عجز مرضي عن محبة اآلخر والنظر اليه كمتمم‬

‫الحر يجعلها "نهار الشباب" في متناول كل الشباب وخصوصًا المندوبين‪.‬‬ ‫"فوروم" مساحة للتعبير ّ‬
‫واآلراء المنشورة في هذه الصفحات ال ّ‬
‫تعبر بالضرورة عن رأي إدارة التحرير‪.‬‬
‫ّ‬
‫يرجى من الكتاب عدم تجاوز نصوصهم الـ‪ 300‬كلمة إفساحًا في المجال أمام أكبر عدد من المشاركين‪.‬‬
‫وإرسالها عبر البريد اإللكتروني‪:‬‬
‫‪forum@naharashabab.com‬‬
JCA>B>I:9C><=IIG6;;>8
6I9DJ7A:I=:HE::9
HjW_ZXiidVkV^aVW^a^inX]ZX`#

EgZeV^YXVgYhcdlVkV^aVWaZ#
8Vaa%&,))&%&

Você também pode gostar