حوالي 21فيفري عيد المسخ )الكرنفال( بتغيير الزياء المعتادة بمساخر أخرى مضحكة في أشكال وألوان تخرج النسان عن طوره إلى أطوار أخرى ،تخيل للرائي أن الله قد بعث خلقا جديدا ً لهاته الرض ل هو آدمي ول حيواني ،ل في الشكل و ل في اللون ول في العقل ول في الخلق وإنما هو شيء آخر قائم بذاته يتستر وراءه العشاق ويكمن خلف ستاره الشرار والفتاكون. وقد تطور التفنن في هذا العيد بتطور التمدن الحديث وبلغ في هذا الشهر إلى آخر طراز بلغ إليه. وهو عادة كلت أفهامنا أن تدرك سرها وقصرت مداركنا أن توفق بينها وبين المدنية والحضارة التي اصطكت الذان من سماع أبواقها. نحن ل يهمنا هذا ول نستغرب فيه فإن التجرد من الدين يفعل كــل شيء ،وليس من الحكمة أن نناقش أبناء الغرب في ذلـك ،فلهم عقلؤهم وحـكماؤهم وأدبــاؤهم ولهم سواسهم وحكومتهم ولهم أخلقهم وآدابهم وأذواقهم وأساليبـهم في حياتهم. ولكن تأخذنا الدهشة و الستغراب من كثير من المسلمين والمسلمات الذين ارتطموا في هذه الحياة و انغمسوا فـي هذه الوحال إلى العنـق تقليدا لسادتهم كما تقلد القردة سيدها لكن في أنواع اللعب والرقص فقط ل في ميادين العلم والعمل المفيد. لقد بلغنا أن أكثر المحتفلين في العاصمة بهذا العيد المتزينين بأزيائه هــم من المسلمين، والبغايا من المسلمات ،وقد اتخذوا ذريعة إلى نيل مآربهم الحيوانية والكيد لعدائهم الشخصيين ،تجتمع ثلة من أولئك النذال على بعض إخوانهم المسلمين فيهينونه ويسبونه بأنواع السباب الجاري على ألسنة الفرنسيين مـــثل ) بيكو ،سال أراب ،إلخ ( وهذه لعمري نهاية الجنون وأقصى درجات المسخ و النحطاط أيتزين النسان بهذه الزياء الممسوخة ليسب قومه ويهين أخاه ويصفع خده بيده؟ وإذا كان ولبد من تقليد أبناء الغرب فلماذا تقلدونهم في مخازيهم ول تقلدونهم في عظمائهم. أتظنون أنكم بذلك تنالون لديهم حظوة ؟ كل وألف كل .فإن من ينسلخ من قوميته ،ويمرق من بيئته ل خلق ولحظ ول شأن له حتى عند من يسخره لمئاربه بل يبقى شأنه مدة حياته شأن القرد الممسوخ ،لن سيده يعلم حق العلم أنه ما انسلخ من قوميته وأندمج في عنصره أل وهو جدير بأن يبيع هذا أيضا بقشرة بصل متى رأى حاجياته في ذلك فهو أسير شهوة ل أسير مبدأ. فمتى تستفيقون أيها المسلمون من سكراتكم؟ و متى تعلمون أنكم أمة جزائرية مسلمة لها إسلمها لها آدابها وأخلقها؟ متى تتحققون أنه ليس من صالحكم ول من صالح فرنسا أن تكونوا قردة ممسوخين مذبذبين ل إلى هؤلء و ل إلى هؤلء؟ وليت شعري أين علماء المسلمين وعقلؤهم وحكماؤهم و نوابهم إزاء هذه المخازي المبيدة للقومية المخربة للعنصرية ؟ أفنضب منهم معين الغيرة؟ أفتخدرت منهم أعصاب الحساس والشعور إلى هذه الدرجة ؟ فاللهم أزح الرين عن القلوب و ارفع الغشاوة عن البصائر حتى يعلم المسلمون من هم؟ وأين هم؟ وما هي مسالك الحياة التي تلئم وضعيتهم ؟....