مقال قديم لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله من مجلة رسالة المسجد التي يصدرها قسم الإعلام الديني بدائرة المدارس والمساجد بديوان البلاط السلطاني ..العدد 46 .. السنة العاشرة ..1410هـ /1990م ، وهو عدد خاص بمناسبة الإسراء والمعراج
مقال قديم لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله من مجلة رسالة المسجد التي يصدرها قسم الإعلام الديني بدائرة المدارس والمساجد بديوان البلاط السلطاني ..العدد 46 .. السنة العاشرة ..1410هـ /1990م ، وهو عدد خاص بمناسبة الإسراء والمعراج
Direitos autorais:
Attribution Non-Commercial (BY-NC)
Formatos disponíveis
Baixe no formato DOC, PDF, TXT ou leia online no Scribd
مقال قديم لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله من مجلة رسالة المسجد التي يصدرها قسم الإعلام الديني بدائرة المدارس والمساجد بديوان البلاط السلطاني ..العدد 46 .. السنة العاشرة ..1410هـ /1990م ، وهو عدد خاص بمناسبة الإسراء والمعراج
Direitos autorais:
Attribution Non-Commercial (BY-NC)
Formatos disponíveis
Baixe no formato DOC, PDF, TXT ou leia online no Scribd
قسم العلم الديني بدائرة المدارس والمساجد بديوان البلط السلطاني ..العدد .. 46السنة العاشرة 1410..هـ 1990/م ،وهو عدد خاص ..بمناسبة السراء والمعراج
:-وإليكم العناوين الرئيسة للمقال حسب المجلة
.السلم ل يمكن أن ُيطور لنه دين متكامل
ما دام النسان خليفة في الرض فجدير به أل
.يستمد أحكام الخلفة إل ممن استخلفه
من معجزات نبينا عليه الصلة والسلم أنه تناول
جميع مشكلت الحياة النسانية خلل فترة لم تصل .ربع قرن
الن المقال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرع السلم دينا ً متين البنيان ،
شامخ الركان يسع كل زمان وكل مكان ،أحمده سبحانه على هذه النعمة الجّلى ،وأشكره شكرا ً يوافي نعمه ويكافي مزيده ،وأشهد أن ل إله إل الله وحده ل شريك له ،خلق فسوى وقدر فهدى ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا ً عبده ورسوله ، أرسله الله بالدعوة الجامعة والحجة الساطعة والمعجزة القاطعة ،فبلغ رسالة ربه وأدى المانة ، ونصح المة وكشف الغمة ،وترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ،صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ،وعلى تابعيهم .بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد فالسلم عليكم أيها الخوة المؤمنون
ورحمة الله وبركاته ،أحييكم هذه التحية الطيبة .المباركة
إن موضوع الفكر السلمي موضوع متشعب
النواحي واسع الرجاء ،فالله سبحانه وتعالى شرع السلم دينا ً متكامل ً ينظم العلقات النسانية فيصل النسان بربه سبحانه ،ويربط ما بين الفرد ومجتمعه ،كما يصل السرة والمجتمع بالمة السلمية جمعاء ،ويقيم في نفس الوقت علقة هذا النسان بسائر هذا الكون المترامي الطراف الواسع الرجاء باعتبار هذا النسان خليفة في هذه الرض وسيدا ً في هذا الكون ،لن الله سبحانه وتعالى خلق له ما في الرض جميعا ً ،وسخر ما .في السماوات وما في الرض جميعا ً منه
وإذا كان النسان وظيفته الخلفة في هذه الرض
فجدير به أل يستمد أحكام هذه الخلفة إل ممن استخلفه فيها ،وهو الحق تبارك وتعالى ،ول يمكن لهذا النسان أيا ً كان مهما اتسع أفقه العلمي واتسعت مداركه العقلية وتوقدت فطنته وقويت ذاكرته ،ل يمكنه أن ينظم حياة نفسه حسب ما في مصلحته فضل ً عن تنظيم حياة المجتمع النساني أو حياة هذه المة السلمية التي جعلها الله سبحانه وتعالى صفوة البشرية ، إل باستمداد منهجه من الله سبحانه وتعالى الذي يعلم السر وأخفى ،فإنه الذي خلق النسان وعلم َ عل َ ُ م طوايا طبائعه وما تنطوي عليه فطرته } ،أَل ي َ ْ ف ال ْ َ خِبيُر { ؟ و الل ّ ِ طي ُ ه َ و ُ خل َ َ ق َ ن َ م ْ َ .
وقد أنزل الله سبحانه وتعالى على رسوله الخاتم
محمد عليه أفضل الصلة والسلم وحيا ً يشتمل على كل ما يحتاج إليه هذا النسان ،هذا الوحي إنما في إطار ما يسمى بالدين ،ول يعني الدين أن يكون النسان راكعا ً ساجدا ً في محرابه فقط ،أو أن يكون عاكفا ً على قراءة القرآن الكريم فقط ، بل الدين يصحب النسان في جميع أطوار حياته ، وفي جميع تقلباته في محيط هذه الحياة ،فالدين يصحب الفلح في مزرعته ،ويصحب التاجر في متجره ،ويصحب الجندي في معسكره والستاذ في مدرسته ومعهده وجامعته ،ويصحب أيضا ً المرأة في بيت زوجها ،وينظم جميع العلقات التي يحتاج إليها هذا النسان ،فالنقياد التام لحكم الله سبحانه وتعالى في ذلك كله )هذه العبارة غير مكتملة حسب تقديري وربما تكملتها تكون بإضافة ]هو الدين[ ( وهو الذي يسمى السلم ،لن الدين مأخوذ من دان يدين بمعنى انقاد وخضع ،والسلم مأخوذ من معنى أسلم بمعنى استسلم وانقاد ،كما يقول الحق سبحانه َ )) .وتعالى )) :ول َ َ ض والْر ِ ت َوا ِ ما َ س َ في ال ّ من ِ سل َ َ م َ هأ َْ ُ
والسلم دين شرعه الله سبحانه وتعالى لجميع
البشرية منذ أن اصطفى النسان ليكون خليفة في هذه الرض ،فكل الرسل الذين بعثهم الله سبحانه ت هؤلء وتعالى إنما جاءوا بدين السلم ،ولم يأ ِ الرسل ليفرقوا العقيدة أو ليوجهوا البشر وجهات متعددة ،وإنما جاءوا جميعا ً ليأخذوا بيد هذا الكائن النساني حتى يوجهوه في الطريق السليمة المؤدية إلى سلمة الدنيا وسعادة العقبى ،المؤدية إلى أحسن السلوك في هذه الحياة والستقامة مع الناس ،وإلى رضوان الله سبحانه وتعالى ومثوبته .في الحياة المنتظرة ،الحياة العقبى
هذا السلم كانت هناك ظروف متعددة وملبسات
مختلفة في تلك الفترات التي بعث فيها أولئك المرسلون ،فجاءوا لعلج تلك المشكلت التي كانت تفرزها تلك الظروف ،بجانب علج المشكلة الكبرى التي هي انقياد النسان لله سبحانه وتعالى وعدم التلقي إل من قبله لن من عدا الله عز وجل ل يمكن أن يحيط بمصالح النسان ول يمكن أن .يحيط بضروراته
تنوعت تلك المشكلت التي عالجها أولئك
المرسلون بجانب علج هذه المشكلة الكبرى كما بين لنا القرآن ،حيث إن بعض المرسلين جاء لعلج مشكلة اقتصادية اجتماعية وهي تطفيف الموازين والمكاييل ،ومنهم من جاء لعلج مشكلة اجتماعية خُلقية كنبي الله لوط عليه السلم ،ومنهم ُ ومنهم ..ولكنهم مع ذلك يلتقون جميعا ً على دعوة العباد إلى إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وعدم إشراك غيره معه فيها ،فما من نبي إل وقد أرسل ماو َ بهذه المهمة كما يقول الحق تبارك وتعالى َ )) : حي إل َي َ َ ه َل إ ِل َ َ ه ه أن ّ ُ ِ ْ ِ ل إ ِّل ُنو ِ سو ٍ ن َر ُم ْك ِ قب ْل ِ َ ن َ م ْسل َْنا ِأْر َ د ق ْ ول َ َ ن(( ،ويقول الحق تعالى َ )) : دو ِ عب ُ ُ فا ْإ ِّل أ ََنا َ َ في ك ُ ّ ُ جت َن ُِبوا وا ْه َ دوا الل ّ َ ن اُ ْ عب ُ ُ سوًل أ ِ ة َر ُم ٍلأ ّ عث َْنا ِبَ َ ت غو َ طا ُ )).ال ّ
وحكى الله عن نوح وهود وصالح وشعيب أنهم
ن م ْ ما ل َك ُ ْ م ِ دوا الل ّ َ ه َ عب ُ ُ كانوا يقولون لقومهم )) :ا ْ غي ُْرهُ (( ،وحكى الله عن المسيح عيسى عليه ه َ إ ِل َ ٍ ه َرّبي دوا الل ّ َ عب ُ ُ السلم أنه كان يقول )) :ا ْ م (( ،وعندما أراد الله سبحانه وتعالى أن وَرب ّك ُ ْ َ يسبغ على النسانية نعمته وأن يكمل لهم دينه بعث لهم عبده ورسوله محمدا ً صلى الله عليه عث وسلم على فترة من الرسل بهذا الدين الذي ب ُ ِ به المرسلون من قبل ،ولكنه بعثه به على أتم وجوهه وأصفى موارده وأوسع مداخله ومخارجه بحيث يشمل جميع نواحي الحياة النسانية ،وقد بين لنا سبحانه وتعالى أن هذا الدين لم يخرج عن الوحدة الدينية التي بعث بها المرسلون من قبل حا ه ُنو ً صى ب ِ ِ و ّ ما َ ن َ دي ِ ن ال ّ م َم ِع ل َك ُ ْشَر َ حيث قال َ )) : حي َْنا إ ِل َي ْ َ َ سى مو َ و ُ م َ هي َه إ ِب َْرا ِ صي َْنا ب ِ ِ و ّما َ و َ ك َ و َ ذي أ ْ وال ّ ِ َ ه في ِقوا ِ فّر ُ وَل ت َت َ َ ن َ دي َ موا ال ّ قي ُ ن أَ ِ سى أ ْ َ عي َ و ِ َ )).
وقد تناول السلم على يدي عبد الله ورسوله
محمد عليه أفضل الصلة والسلم في خلل تلك الفترة الوجيزة التي لم تصل إلى ربع قرن -تناول جميع مشكلت الحياة النسانية ،وهذا مما يجب أن .نعتبره من معجزاته صلوات الله وسلمه عليه
فإنه عليه أفضل الصلة والسلم نشأ في بيئة
بدائية أمية ،بين قوم لم تكن لهم صلت بالنظمة الدولية إذ لم يكونوا في ظل دولة من الدول الكبرى في ذلك الوقت ،فقد كان مبعثه صلى الله عليه وسلم في أرض الحجاز التي كانت متحررة من سلطة الكاسرة ومن سلطة القياصرة ،ولم تكن تعرف النظمة الدولية التي كانت تسود البلد تحت سيطرة ووطأة إحدى الدولتين الكبريين ، فلذلك كان ذلك المجتمع أبعد ما يكون عن معرفة النظمة الدولية ،فلم يكن هنالك نظام إل ما ُ.تعورف عليه في الوسط القبلي الضيق
ومع ذلك كله فإن الله سبحانه وتعالى هيأ لعبده
ورسوله صلى الله عليه وسلم السباب لقامة الدولة المثالية المشتملة على أعجب النظمة وأرقاها ،بحيث إن جميع النظمة التي كانت تسود الدول والتي سادت الدول من بعد إذا ما عرضت على هذا النظام الرباني الذي يسود الدولة السلمية لم تكن بين تلك النظمة وبين هذا النظام أية نسبة يمكن أن ُتعتبر ،اللهم إل *أمكن أن يقاس الظلم على ضياء الشمس أو يقاس النحطاط في الدركات الهاوية على الرتقاء في معرج الفلك السامية ،وكيف يمكن أن يقاس ما .عند المخلوق على ما عند الخالق سبحانه وتعالى
النبي صلى الله عليه وسلم عندما بعث بهذه الملة
الجامعة والنظام المتكامل علم النسانية كل ما تأتيه وما تذر ،علمنا صلى الله عليه وسلم كيف نعبد ربنا ،وعلمنا كيف نتعايش مع مجتمعاتنا ، وعلمنا كيف نلبس ،وعلمنا صلى الله عليه وسلم كيف نأكل ،وعلمنا صلى الله عليه وسلم كيف ننام ،وعلمنا صلى الله عليه وسلم كيف تكون علقتنا بأزواجنا ،وعلمنا صلى الله عليه وسلم كيف تكون علقة كل فرد من أفراد السرة برب السرة ،بين لنا صلى الله عليه وسلم الداب التي يجب أن نتعامل بها ،كما أنه صلى الله عليه وسلم بما أنزل الله تعالى عليه من هدى أوضح لنا كل إيضاح المناهج القتصادية التي يجب أن نمشي عليها في حياتنا ،فحرم صلى الله عليه وسلم بحسب النصوص التي أوحيت إليه من عند الله سبحانه الربا والغش والختلس ،وفرض الزكاة .إلى ما وراء ذلك من هذا كله
يتضح لنا أن السلم ذاته ل يمكن أن يتطور ،ل
يمكن أن نحل اليوم شيئا ً حرمه الله تعالى ورسوله بالمس ،ل يمكن أن نحل اليوم ما ثبتت النصوص بتحريمه من قبل الله أو من قبل رسوله صلى الله عليه وسلم الذي ل ينطق عن الهوى وإنما ينطق بحسب ما أوحى الله تعالى إليه قبل أربعة عشر قرنا ً ،فل يمكن أن يقال اليوم بسبب ظروف اجتماعية أو غيرها إن الزنا حلل ،أو بسبب ظروف اجتماعية أو اقتصادية أن الربا حلل ،ول يمكن أن يباح أي شيء مما حرمه الله تعالى علينا .وحرمه علينا رسوله صلى الله عليه وسلم إذن كيف لنا أن نستوعب المشكلت الناجمة عن تطور هذه الحياة ،مع أن الحياة كلما تطورت أفرزت مشكلت متنوعة؟ والجواب عن ذلك بأن السلم وضع أسسا ً وقواعد ،ول يعني ذلك تطوير شيء من هذه القواعد والسس ول تبديل شيء .من الحكام وإنما ذلك رد للفروع على أصولها
فإذا كان العصر الحديث أفرز كثيرا ً من المشكلت
القتصادية وأفرز كثيرا ً من المشكلت الجتماعية والمشكلت الثقافية نتيجة التطور السريع المذهل الذي شهده هذا العصر ،فإن ذلك ل يعني أن السلم ل يمكن أن يضع حلول ً لهذه المشكلت أو إن وضعه للحلول يجب أن يكون بتغييره من أسسه وتبديل مفاهيمه ،ل ،مفاهيم السلم هي التي كانت منذ إنزال الله تعالى له على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا ً لم تتغير تلك المفاهيم ،وقواعده وأسسه هي القواعد التي وضعا القرآن الكريم ووضعتها السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلة والسلم ، فالمشكلت الناجمة من الفكر النساني المعاصر ، .مشكلت الحضارة النسانية ،السلم أوجد لها حل ً
وجميع المناهج البشرية على اختلفها لم توجد
الحلول للمشكلت النسانية ،الشتراكية ما أوجدت أي حل من الحلول للمشكلة النسانية ، الرأسمالية ما أوجدت أي حل من الحلول للمشكلة النسانية ،ولننظر نحن في أسباب انتقال البشر من مبدأ إلى مبدأ أو تحولهم من نظام إلى نظام ما هو السبب؟.
السبب إلتماس الحل للمشكلة التي ل يجدون لها
حل ً ،العالم الغربي غرق في المادة خصوصا ً بعدما قامت الثورة الفرنسية ،تطورت حياة النسان الغربي وكان هذا التطور يواكب المشكلت المتنوعة التي يعانيها النسان ،فقد أطلق العنان للنسان الغربي يجمع ما يشاء من المال بأي طريقة كانت ،والمال مال الفرد يتصرف فيه كيفما يشاء ،فما كانت النتيجة؟ كانت النتيجة القسوة البالغة التي قساها النسان على قسي عليه النسان ،فأخذ هذا النسان الذي ُ يلتمس حل ً من هنا وهنالك لعله يجد أو يوجد هو بديل ً لهذا النظام ،فما كان إل أن ارتمى هذا النسان في ظل النظام الذي ل يقل قساوة وضراوة من النظام الول ،فهذه القسوة أدت إلى ردة فعل عنيفة ،فارتمى النسان في التجاه الخر الذي كان بدوره أيضا ً أشد ضراوة وأشد قسوة على النسان.
وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لن نعمل بهذا
السلم ونرد إليه مشكلت حياتنا لن ل حل لها إل بالسلم. إنتهى نقل المقال الرائع الجامع بحمد الله . المصدر: http://www.almajara.com/forums/showthread.php?t=70172