Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
1
بسم هللا الرحمن الرحٌم
الحمد هلل رب العالمٌن الذي أحسن كل شلٌاا خلقل ،وبلدا خلل اإلنسلان ملن طلٌن ،
سبحان خل فسوى ،وقدر فهدى ،أحمده حمدا كثٌرا طٌبا مباركلا فٌل كملا ٌحلب
ربنا وٌرضى ،وأشهد أن ال إل إال هللا وحلده ال شلرٌ لل ،لل الخلل واألملر ولل
الحكم والقهر ،إن الحكم إال هلل ،أمر أن ال تعبدوا إال إٌاه ،وأشهد أن سٌدنا ونبٌنا
محمللدا عبللده ورسللول ،أرسللل هللا بؤحسللن أسللوة وأفضلل قللدوة ،وجعللل إمامللا
للمتقٌن ،ورحمة ًًللعالمٌن ،وسراجا للمهتدٌن ،ونعملة ًعللى الخلل أجمعلٌن
صلوات هللا وسالم علٌ وعلى آل وصحب أجمعٌن ،وعلى تلابعٌهم بإحسلان إللى
ٌوم الدٌن ،،،
أما بعد ...
فبتحٌللة السللالم الطٌبلللة المباركللة أحٌلللٌكم جمٌعللا أٌهللا المشلللاٌخ واألخللوة واألبنلللا
فالسالم علٌكم ورحمة هللا وبركات ،وملا أسلعد هلذا اللقلا فلً هلذا الٌلوم المٌملون
األؼر ،وفً هذا المسجد الشرٌؾ وبهلذا البللد المبلار ،ونحلن نتفٌلؤ جمٌعلا ظلال
العبودٌللة هلل سللبحان وتعللالى ،ونللدٌن هلل عل وجل بمللا فرضل علٌنللا ،ونرجللو أن
نكللون منقللادٌن داامللا ألمللره ومللذعنٌن لطاعتل و وقللافٌن عنللد حللدوده نللؤتمر بللؤمره
ون دجر عن نهٌ ونسارع إللى طاعتل ونتقلً سلخط ونرجلو رضلوان ،هلذا وال
رٌب أن هللا سبحان وتعالى خل فسوى فهو تعلالى الخلال العللٌم اللذي أعطلى كل
شللٌاا خلق ل وأحسللن خل ل اإلنسللان فخلق ل فللً أحسللن تقللوٌم وجع ل خلق ل أطللوارا
وحٌات أطوارا ٌ ،بدأ اإلنسلان ملن الضلعؾ وٌرقلى فلً سللم الحٌلاة حتلى ٌصل إللى
أوج القوة والفتوة ،ثم ٌبدأ فً االنحدار ،واإلنسان فلً كل هلذه المراحل مسلإو
علن مللا قللدم وأخلر فهللو لللم ٌخلل هملدا ولللم ٌتللر سللدى وإنملا خلل لٌنللو بتبعللات
وٌتحم ل مسللإولٌات ،ألن هللا تعللالى خلق ل لٌكللون خلٌفللة فللً األرض ،فلللذل هللو
2
مسإو عن عمره كل إذ العمر هو وعا نعم هللا تعالى التلً أنعهملا علٌل فلإن كل
نعمة إنما تؤتً فً هذا العمر لذل كان على اإلنسان أن ٌحافظ على هلذا العملر وال
رٌب أن هذا العمر لٌس هو فً ٌده فهو ال ٌمكن أن ٌحبس سلٌره ألنل ٌسلٌر سلٌرا
سرٌعا ال ٌفتى فً جمٌع األحوا ،فً نوم وفلً ٌقظتل ،فلً ذكلره وفلً ؼفلتل ،
فً سلروره وفلً ح نل ،بل وفلً جمٌلع أحوالل فلإن العملر ٌسلٌر باإلنسلان سلٌرا
حثٌثا ،وقد سمعت قبل عقلود ملن السلنٌن أحلدا ملن أهل العللم ٌقلو فلً موعظتل
فواعجبا من واقؾ وهو فً حا وقوف ٌرح و وآسفا على راكب ال ٌعرؾ إلى أي
اللدارٌن ٌحمل ،ثللم سلمعت ٌقلو فواعجبللا ملن واقللؾ وهلو فلً حللا وقوفل راحل
ونااما وهو فً حا نوم ٌقطع المراح ،
فاإلنسان ٌسٌر بسرعة وك نفس من أنفاس إنما هو على حساب عملره للذل كلان
حري ب أن ٌكون فلً كل لحظلة ملن لحظلات عملره أقلرب إللى هللا تعلالى بالطاعلة
وحسن العم واإلستقامة فً دٌن والسٌر فً المنهاج الذي ٌإدي ب إلى رضلوان
هللا سللبحان وتعللالى ،وإذا كللان العمللر كلل بهللذا القللدر إذ هللو النعمللة الكبللرى التللً
تصب فٌها النعم جمٌعا ،فإن مرحلة الشباب هلً المرحللة المتمٌل ة فلً هلذا العملر
فالشباب هو رٌعان العمر و هرت ونضرت وتاج وحلٌت لذل كلان عللى اإلنسلان
أن ٌحللافظ علللى شللباب وأن ال ٌللدع شللباب للشللهوات والملللذات فللإن الشللباب أٌضللا
ٌنقضللً بسللرعة إذ ال ٌفللت اإلنسللان عٌنٌ ل علللى شللباب حتللى وجللده بلللً و ٌسللؤ
اإلنسان عن شباب سإاال خاصا كما ٌسا عن العملر كلل كملا جلا فلً حلدٌ أبلً
بر ة األسلمً رضلً هللا تعلالى عنل اللذي أخرجل أحملد والترملذي علن رسلو هللا
صلى هللا علٌ وسلم أن قا " ال ت و قدم ابن ادم ملن عنلد ربل حتلى ٌسلؤ علن
خمس ،عن عمره فٌما أفناه ،وعن شباب فٌما أباله ،وعن مال ملن أٌلن اكتسلب
وفٌما أنفق ،وملاذا عمل فٌملا عللم ،نعلم ٌسلؤ علن ذلل كلل والسلإا األو علن
العمر ألن العمر كما قللت هلو النعملة األوللى التلً أنعمهلا هللا سلبحان وتعلالى عللى
اإلنسان وتنصب نعم جمٌعا فً وعا هذه النعمة الكبرى ،ثم ٌسلا سلإاال خاصلا
عللن الشللباب فٌمللا أبللاله ألن الشللباب ٌتمٌ ل بكون ل مرحلللة الفتللوة والقللوة وبإمكللان
اإلنسان أن ٌنج فٌ ماال ٌمكن أن ٌنج ه فً ؼٌره ،فلإذا الشلباب هلو ال هلرة فلً
هذا العمر ،ولذل فإن الشباب الواعد المستقٌم الذي ٌتمس بؤهداب الفضٌلة وٌنئ
بنفس عن الرذٌلة وٌسارع إلى الخٌرات وٌترفع علن الشلهوات وٌبنلً حٌاتل عللى
خشٌة هللا تعالى ورجاا وعلى إمتثا أملره واإل دجلار علن نهٌل ذلكلم الشلباب هلو
بسمة األم على محٌا الدهر التً تشر فتبلدد ظلملات الٌلؤس والقنلوط ،فبقلدر ملا
ٌكللون الشللباب علللى خٌللر وإسللتقامة وبللر وتقللوى ٌكللون المسللتقب مسللتقبال واعللدا
3
وبقللدر مللا ٌللنحط الشللباب وٌمٌللع وٌض ل عللن سللبٌ الح ل وٌبتعللدوا عللن الفضللٌلة
وٌؽرقوا فً أوحا الرذٌلة ٌكون المستقب والعٌاذ باهلل مستقبال مشاوما فلذل كلان
على األمة أن تحرص على بنا شبابها وإعدادهم اإلعداد الصال لٌكونوا أملها فً
مستقبلها كما ٌكونون هرتها وقوتها فً حاضرها .
وال رٌللب أن بنللا الشللباب إنمللا ٌكللون أوال بالعقٌللدة الصللحٌحة العقٌللدة التللً تص ل
اإلنسللان بربلل سللبحان وتعللالى فٌكللون مراعٌللا لحلل هللا سللبحان ،والتللً تجعلل
اإلنسان ٌنظر فً ؼده وٌفكلر فلً أخرتل وٌبنلً حٌاتل عللى خشلٌة وعلد هللا تعلالى
ووعٌده فً الدار األخلرة ،فلإن اإلٌملان بلاهلل والٌلوم األخلر هلو اللذي ٌبعل اللنفس
بعثاً على االستمسلا بلالح وإتبلاع الرشلد والحلرص عللى سللو درب الفضلٌلة
واإلبتعاد عن مواطن الرذٌلة ،ولذل كان اإلٌملان بلاهلل والٌلوم األخلر ٌقترننلا دااملا
بتؤكٌد أواملر هللا تعلالى ونواهٌل فلً كتلاب هللا تعلالى الع ٌل فلنحن نلرى أن القلران
الكرٌم عندما ٌؤتً لتؤكٌد أمرا من أواملر هللا تعلالى أو نهٌلا ملن نواهٌل ٌقتلرن ذلل
بذكر اإلٌمان باهلل والٌوم األخر فاهلل سبحان وتعالى ٌقو (ذل ٌوعظ بل ملن كلان
منكم ٌإمن باهلل والٌوم اآلخر) وٌقو ع من قاا ( :والمطلَّقات ٌتر َّبصلن بؤنفسلهنَّ
ثالثلة قلرو وال ٌحل لهلنَّ أن ٌكلتمن ملا خلل هللا فلً أرحلامهنَّ إن كلنَّ ٌلإمنَّ بللاهلل
الرسلو إن كنللتم والٌلوم اآلخلر) وٌقلو ( :فلإن تنلا عتم فلً شلً فلردوه إللى هللا و َّ
هللا أسلوة حسلنة لِّملن تإمنون باهلل والٌوم اآلخر) وٌقو ( :لقد كان لكلم فلً رسلو َّ
هللا كثٌلرا) نجلد األحادٌل الصلحٌحة علن رسلو هللا والٌوم اآلخلر وذكلر َّ كان ٌرجو َّ
هللا صلى هللا علٌ وسلم تؤتً أٌضا مإأكدة ألوامر هللا تعالى ونواهٌل بلذكر اإلٌملان
باهلل والٌوم األخر.
فكم من حدٌ عن الرسو صلى اللل علٌ وسلم جا األمر أو النهً فٌل مقرونلا
بذكر اإلٌمان باهلل والٌوم األخر فالنبً صلى هللا علٌ وسللم ٌقلو ( ملن كلان ٌلإمن
باهلل والٌوم األخر فال ٌإذي جاره ) وٌقو علٌ أفضل الصلالة والسلالم ( ملن كلان
ٌلإمن بلاهلل والٌلوم األخللر فلٌكلرم ضلٌف جاا تل ) هكللذا تلؤتً األحادٌل كملا جللا ت
األٌات القرانٌلة مإأكلدة عللى األواملر والنلواهً بلذكر اإلٌملان بلاهلل والٌلوم األخلر ،
ذل ألن اإلٌمان باهلل سبحان وتعالى هو اإلٌمان بالمبدأ إذ ك شً إنما هو بصلنع
هللا فاإلنسان هو ملن خلل هللا سلبحان وتعلالى والرٌلب أن هللا تعلالى خلل اإلنسلان
فً أحسلن تقلوٌم وأصلبػ علٌل نعمل ظلاهرة وباطنل وجعلل ٌسلب فلً خضلم هلذه
النعم وهو هللا تعلالى السلمٌع البصلٌر العللٌم الخبٌلر القلادر عللى كل شلً ال تخفلى
علٌ خافٌة فً األرض وال فً السما ٌ ،علم ما ٌتلجلج فً أعما الضماار وٌعلم
4
ما تنطوي علٌ مكنونات النفوس فال ٌخفى شلً مملا ٌقلع بلٌن حناٌلا هلذه القللوب
هو العلٌم بخالجات القللوب وهلو العللٌم بوسلاوس الصلدور ٌعللم كل دقٌقلة وجلٌللة
كما ٌقو (ولقد خلقنلا اإلنسلان ونعللم ملا توسلوس بل نفسل ونحلن أقلرب إلٌل ملن
حب الورٌد )
وال ٌمكن أن ٌتوارى عن أحلد فلً أي حلا ملن األحلوا سلوا كلان بلٌن النلاس أو
كللان فللً أعمللا الظلمللات منفللردا بحٌ ل ال ٌللراه أحللد مللن خل ل هللا تعللالى فللإن هللا
ع وج ال ٌحجب عنل حاجلب هلو اللذي ٌلراه وملا ٌنطلوي علٌل ضلمٌره وٌعللم ملا
ٌتلجلج فً أعما قلب وٌحاسب على ك دقٌقة وجلٌللة (وإن تبلدوا ملا فلً أنفسلكم
أو تخفوه ٌحاسبكم ب هللا ) فإذا جدٌر بهذا اإلنسان الذي ٌوقن هلذا اإلقلان أن ٌلإثر
رضى هللا تعلالى عللى هلوا نفسل وأن ٌحلرص كل الحلرص عللى أن تكلون حٌاتل
كلها وف ما أمر هللا تعالى ب وأن ٌكون شباب مسلتؽال فلً طاعلة هللا تعلالى وفلً
التقرب إلٌ بؤصناؾ الطاعات وأصناؾ القربات ،إال أن النفس البشلرٌة ت ع عهلا
عا ع ألنها واقعة بٌن الجواذب والدوافع فلذل قد ٌطؽى على أثر هذا اإلٌمان أثلر
هوا نفس فً بعض األحٌلان فللذل كلان اإلٌملان بلالٌوم األخلر ٌضلبط هلوا هلذه
النفوس وٌردها إلى جادة الحل عنلدما ٌلدر اإلنسلان أن المنقللب إللى هللا سلبحان
وتعالى وأن هللا فً تلكم الدار ٌحاسب على ما قدم وما أخر وٌج ٌ الجل ا األوفلى
(لٌَّس بؤمان ٌِّكم وال أمان ًِّ أه الكتاب من ٌعم سلو ا ٌجل بل وال ٌجلد لل ملن دون
صالحات ملن ذكلر أو أنثلى وهلو ملإمن هللا ولٌا وال نصٌرا{ }123ومن ٌعم من ال َّ
فؤولـا ٌدخلون الج َّنة وال ٌظلملون نقٌلرا) ( ،ملن عمل صلالحا فلنفسل وملن أسلا
فعلٌها وما رب بظ َّالم للعبٌد)
فعندما ٌتؽلؽ هذا اإلٌمان فً أعما النفس الرٌب أن اإلنسان ٌتؽلب عللى شلهوات
ون ؼات ون عاتل حتلى ٌضلبط نفسل جمٌعلا فٌضلبط جسلم وعقلل وقلبل وروحل
وضمااره وؼراا ه حتى تنسا جمٌعلا وفل أملر هللا سلبحان وتعلالى وٌنقلاد إنقٌلاد
تاما ألمره وٌقؾ عند حدوده ألنل ٌلدر تملام اإلدرا أن هلذا العملر ٌتخلرم وٌسلٌر
اإلنسان سٌرا حثٌثا إلى لقا هللا سبحان وتعالى اللذي سلوؾ ٌحاسلب عللى ملا قلدم
وأخللر وسللوؾ ٌج ٌل الجل ا األوفللى فللً تلل الللدار والرٌللب أنل لللٌس بعللد المللوت
مستعتب ولٌس بعد القبر دار إال الجنة أو النار فاإلنسان لٌس ل فً كسلب عملران
إنمللا العمللر الللذي ٌكتسللب فٌ ل األعمللا هللو هللذا العمللر الواحللد المحللدود الللذي ٌبللدا
بالمٌالد وٌنتهً بالوفلاه فهلو واقلع بلٌن المبلدا والمصلٌر وللٌس هنالل أٌضلا عملرا
أخرا ٌجا ى ب إال عمرا واحدا ذل العمر هو العمر األبلدي العملر الخاللد فلإن ربل
رب وإن خسر والعٌاذ باهلل خسر ففً ذل الٌوم ٌلؤتً الخاسلر والعٌلاذ بلاهلل وٌقلو
5
{ٌقو ٌا لٌتنً قلدَّمت لحٌلاتً{ }24فٌومالذ َّال ٌعل ِّذب عذابل أحلد} وال ٌجلدي النلدم
فً ذل الٌوم شٌاا ك من خسلر فلً ذلل الٌلوم ٌتمنلى للو أن إسلتقب ملن أملره ملا
استدبر لٌعم ؼٌر الذي عم ولٌقدم ؼٌر الذي قدم ،
فلللذل كللان علللى اإلنسللان أن ٌفكللر مللا دام ٌللإمن أن الحٌللاة الللدنٌا وحللدها هللً حٌللاة
الكسب لٌس هنا حٌاة للكسلب إال هلذه الحٌلاة وأن الحٌلاة األخلرة هلً حٌلاة جل ا
ولٌست حٌاة كسب ٌجد اإلنسان فٌها ما قدم فمن رب رب ومن خسر خسلر عنلدما
ٌتؽلؽ هذا اإلٌمان فلً أعملا اللنفس الرٌلب أن هلذه اللنفس تتؽللب عللى شلهواتها
ون عاتهللا ون ؼاتهللا فلللذل كللان ال مللا علللى اإلنسللان أن ٌتربللى علللى هللذه العقٌللدة
ونحن نرى أن أركان العقٌدة هً متعدده ال تنحسر فً هذٌن الركنٌٌن فحسب هنلا
إٌمان بمالاكة هللا وإٌمان بكتب وإٌمان برسل وإٌمان بقدره خٌره وشره ولكلن ملع
هذا كل عندما ٌإكد األمر والنهً إنما ٌإكدان بذكر اإلٌملان بلاهلل والٌلوم األخلر ألن
من أمن باهلل والٌوم األخلر هلو كؤنملا أمسل بحبل اإلٌملان ملن طرفٌل وحتلوا عللى
حقٌقة اإلٌمان من قطرها فكلان جلدٌرا باإلنسلان أن ٌحلرص عللى أن ٌجعل اإلٌملان
باهلل والٌوم األخلر نصلب عٌنٌل وبهلذا ٌصلان الشلباب ملن اإلنل ال والتلردي فهلذه
العقٌدة إذا هً مصدر إستقامة الشباب ،ثلم ٌتبلع ذلل إذكلا هلذه العقٌلدة باألعملا
الصللالحة ألن األعمللا الصللالحة هللً بمثابللة الوقللود التللً تمللد جللذوة هللذه العقٌللدة
لتكون متقدة دااما،
فلذل كانت العبادات بمختلؾ أنواعها من شلؤن الشلباب اللذي ٌحلرص عللى طاعلة
هللا تعالى وطاعة رسول وٌحرص على أن ٌرب شباب فً الدار األخرة التلً إلٌهلا
المنقلب والمآ ونحن نرى كٌؾ أن رسو هللا صلى هللا علٌ وسلم بنى هلذه األملة
على اإلٌمان وكونها حتلى خرجلت خٌلر أملة أخرجلت للنلاس انقلبلت ملن وضلع إللى
وضع أخر النبً صلى هللا علٌل وسللم جلا بلٌن العلرب األمٌلٌن اللذٌن كلانوا أوؼل
النللاس فللً الضللاللة قللدما وأعمللاهم عللن الح ل بصللٌرة كللانوا كمللا ٌصللفهم األسللتاذ
الرافعً ::بلٌن راع للؽنم،ودعلا للصلنم،وعالم عللى وهم،وجاهل عللى فهم،وإنسلان
كؤنل مللن شللره ألللة لفنللى اإلنسان،وشللٌطان كؤنل مللن خبثل مللادة لوجللود الشللٌطان،
ولكن انقلبوا إلى النقٌض من هذا عندما بدا بنااهم وتؤسٌسهم وؼرس فٌهم اإلٌمان
باهلل والٌوم األخلر فتحوللوا ملن وضلع إللى وضلع أخلر وكلانوا كملا ٌصلفهم األسلتاذ
الرافعً نفس بؤن القلرآن الكلرٌم اللذي نل عللى قللب النبلً صللى هللا علٌل وسللم
كؤنمللا أمس ل بج ٌللرة العللرب مللن طرفهللا فنفضللها حتللى أشللعة الشللمس وتسللاقطت
ذراتهللا فللً جمٌللع األرض ووقللع ورا ك ل ذرة عربللً ٌحم ل كت لاب هللا تعللالى إلللى
اإلنسانٌة
6
كؤنما هو رسو إلى أمة فإذا هم تحولوا من وضع إلى وضع مناقض لل وذلل كلل
إنما كان بتؤثٌر هذه العقٌدة التً تربوا علٌها وال عجب فً ذل فإن العقٌدة لها أثلر
عظللٌم تحللو اإلنسللان فللً لحظللة مللن وضللع إلللى وضللع أخللر أنللتم تللرون كٌللؾ كللان
سحرة فرعون ٌتطلعون إلى متاع هذه الحٌاة الدنٌا وٌجعلونها نصب أعٌنهم ومل
َرن ًِلِْ ًنل ََُّنَلل أفادتهم وأبصارهم وأسلماعهم حٌل جلاإوا إللى فرعلون وقلالوا (أَئِنَّلَََ َ
نَللَ ً
نَّ) وقد علم أنهم ٌتطلعون بجانب هذه المادة التلً ٌتسلارعون إلٌهلا أٌضلا نَ ًح َُّ لًَِغَنَلَِِ َل
نَّ) ولكن بعدما تؽلؽ اإلٌمان فلً أعملا لوِْن ُك ًملِْذًِلَ ِم ََّلَِ ًُم َقن ِ َل
إلى المناصب فقا (نَن َلع ًم َ
نفوسهم تحولوا إلى فكر ؼٌر هذا الفكر وتبدلوا إلى أمة ؼٌر تلل األملة التلً كلانوا
علٌها وانقلبوا من نظرة إلى نظرة معاكسة لها فهلم اللذٌن قلالوا لفرعلون (َ ًنَّلننُ ًنثرَِ َ ل
ض ِِ لوَِ ِذيلفَطََنََللفََلق ِ ِ علَىلمَللر ِ
ًحنَنَلَلَِنننًننََل) كٌلؾ يلهذهلَِ ََلضلِْن َمَللتَن ًق ِ َ
تلقَ ٍ
لمَللأَنً َ
ًض َ َلءلنََللم ََّلًََِِننِّنَََلت َ
َ َ ََ
كان هذا التحو السرٌع وكٌؾ كان هذا اإلنقالب العظٌم إلى وضلع أخلر اللذي كلانوا
علٌ إنما كان ذل بتؤثٌر العقٌدة هذه العقٌدة هً التً حولت هذه األمة من الوضلع
المتردي التً كانت علٌ قب أن ٌشرفها هللا تعالى بهذا اإلٌمان إلى أن صلارت أملة
أخرى كؤنما طوٌت ثلم نشلرت بفكلر ؼٌلر فكرهلا وطبلااع ؼٌلر طبااعهلا وفطلرة ؼٌلر
فطرتها
ألنها تحولت إللى وضلع أخلر تماملا أولال اللذٌن بهلرت أعلدا هم خصلالهم فنطلقلت
حنللاجر األعللدا لتعبللر عملا وقللر فللً نفوسللهم مللن إكبللار أحللوالهم فقللد كانللت ألسللنة
األعدا تلهج بمحاسنهم عندما سؤ هرق إمبراطور الروم قادة جٌشل علن أسلباب
اله ٌمة التً لحقتهم وسؤلهم عن الرجا الذٌن قابلوهم فلً مٌلادٌن المعركلة كٌلؾ
كانوا ومن هم وكٌؾ أحوالهم قلا لل أحلدهم هلم رهبلان باللٌل وفرسلان بالنهلار ال
ٌلؤكلون فللً ذملتهم إال بللثمن وال ٌلدخلون إال بسللالم ٌقضلون علللى ملن حللاربوا حتللى
ٌللؤتوا علٌلل وقللا ؼٌللره أمللا اللٌلل فرهبللان وأمللا النهللار ففرسللان ٌرٌشللون النبلل
وٌرونها وٌثقفون القنا لو حدثت جلٌس حدٌثا ما فهم عن لما عال ملن أصلواتهم
من القرآن والذكر هكذا كان الشباب الذي تربى على ٌدي رسو هللا صلى هللا علٌل
وسلم من المهاجرٌن واألنصار واللذٌن اتبعلوهم بإحسلان تربلوا عللى هلذه الخصلا
وتؽلؽلت فً أعما نفوسهم فنقلبوا إلى أمة أخرى كلانوا خٌلر أملة أخرجلت للنلاس
ٌعٌشللون مللن أجل أهللداؾ مللن أجل إقامللة الصللالة وإتللا ال كللاة واألمللر بللالمعروؾ
والنهً عن المنكر كما جا فً القرآن الكرٌم أن هذه هلً أسلباب النصلر والتمكلٌن
ضلأَقَن ُ
نَلم ِلَِصن َ َل نَله ًملفِن ً
نيلَِ ًَر ِ َُّلِْ ًن َ
لمكَن ُ
ِ صن ُهُلِْنلَِلننََلََقن ِي َ
لع ُِن ٌ ل()04لَِننذ َ لمن ًنَّلَُن ًَ ُ
صن َنلَِلننَُ َ
( َوَنَن ًَ ُ
7
لعَلقَِِةُ ً وفلونَنه ِلع َِّلًَِم ًَ َك ِ ِ
ِ
لَِ ُُم ِلر) والرٌب أن ال ٌصلح أخلر لوَل َِ َ ِ
لوأ ََم ُوِل َلَ ًَم ًع ُ ل َ َ ً َ ُ َ
َوَآتَن ُ ِلَِ َََّل َ َ
هذه األمة إلى ما أصل أولها
فإذا التربٌة عللى هلذه العقٌلدة ،العقٌلدة التلً تجعل اإلنسلان موصلوال بلاهلل سلبحان
وتعالى وممٌ ا بٌن الخٌلر والشلر وتجعلل ٌخشلى هللا ع وجل وٌتقٌل ٌرجلو فضلل
وٌخشى عقاب ٌحرص على التقرب إلى هللا سبحان وتعالى بك ملا ٌقربل إلٌل ملن
قو أو عم أو خل أو أي شلً مملا ٌقلرب إللى هللا هلذه العقٌلدة هلً التلً تجعل
الناس ٌضحون بالحٌاة الدنٌا وال تسلاوي الحٌلاة اللدنٌا عنلدهم بجانلب األخلرة شلٌاا
نحن نرى كٌؾ أن هللا سبحان وتعالى جع الناس فرٌقٌن فرٌقلا ٌتعلل بهلذه اللدنٌا
وٌإثرها على األخرة والعٌلاذ بلاهلل وفرٌقلا أخلر بخلالؾ ذلل ال ٌلرى اللدنٌا شلٌاا إال
بقدر ما ٌتقلرب بل إللى األخلرة ٌلرى اللدنٌا وسلٌلة للتقلرب إللى اللدار األخلرة فللذل
ٌضللحً بهللا فللً سللبٌ الللدار األخللرة فهللو إن حللرص علللى دنٌللاه إنمللا ٌجعلهللا ألجل
األخللرة لٌجعلهللا قربانللا لألخللرة ال ألج ل أن ٌسللتمتع بهللا فللً هللذه الحٌللاة القصللٌرة
المحصورة فاألٌات القرآنٌة مٌ ت بٌن هإال وبٌن هإال هللا سبحان وتعالى ٌقو
يلِْل ِ
َخن ََِل َللوَمَللََُلفِ ً ِِ ِ ِِ ِ ث ً ِ ِ
ثلَِننًننََللننُ ًثتَلم ًَن َه َ لوَم ًَّل َََّل َنلُُ ُِ ُن َ
لح ً َ لِْلَخ ََلنَ ِ ًدلََُلف َ
يلح ًرَ َ ( َم ًَّل َََّل َنلُُ ُِ ُن َ
لح ً َ
ًحنَنَل َلَِنننًننََلل()73لفَنِ نل ص ٍل ِمَّلنَ ِ
نَللم ًنَّلغَغَنىل()73ل َوَآرَن َ لَِ َ
نب) وٌقو هللا سلبحان وتعلالى (فَأَم َ ً
لعن َِّلًَِهن ىل()04لفَنِ نلًَِجَنةَ ِ
له َنيل َلفلم َقَلم ِ ًَِج ِح ِ
َ لونَن َهنىلَِنَن ًس َ َ َ َ لرَِِّ َ لخ َ َ َ َ َللم ًَّ َ
نمله َيلَِ ًَمأ ًَوىل()73ل َوأَم َ َ َ
نَللو ُهن ًنملفِ َنهننَلل َ ل ِ
فلَِْن ًنن ِه ًملأَ ًع َمننَلَ ُه ًملف َنهن َ
َللوِزََُإَن َهننَللننُ ن َ ِّ َِ ًَم نأ ًَوى) وٌقلللو ( َمن ًنَّل ََّننَل َنلُُ ُِ ن ُنلَِ َ
ًحنَننَل َلَِننننًننَ َ
لمنَلل ََّنَلنُ ِل َخن َِلِْ لََِنَلرلوحنِ َ لمنَلل نََلنع ِلفِنه ِ كلَِ ِذَُّلَنن لَهنملفِ ً ِ س َنل()51لأُوَئِ َ
نَللوََِلغن ٌ َ
ُ ََ َ َ ُ َ َ نيلِْل َ َ ً َ ًُ ُنًُِ َخ ُ
لعجلًََننَللَننَلفِنهننَللمننَللنَ َ ِ ُن ًعملُن َلن) وٌقللو (مننَّل ََّننَل َنلُ ُِ ن ُنلًَِع ِ
لر َهننَ َمل ِننَلءُلَ َمن ًنَّلنُ ُِ ن ُنلرنُنم َ
لر َعلًََننَللَننَُ َ ُ َ َ َلرلَنةَ َ َ ُ ًَ َ َ
لع ًنعنُن ُه ًمل
نكل ََّنَل َن َلم ًنثِم ٌَّلفَأُوَئِ َ
نَللع ًنعنَن َهَلل َو ُهن َ ُ
لو َع َنعىلَ َه َ
ُص َ هَللم ًذم مَللم ًنح رِل()53لومنَّلأَرِد ً ِ
لِْلَخن َ َ َ ََ ً َ َ ًَ َ َ ًُ َ ُ ً
َم ًِ ُك ًرِ) فإذا أولا الشباب تربوا على هذا األمر
إنؽرست فٌهم هذه العقٌلدة وكملا قللت ال ٌصلل أخلر هلذه األملة إال ملا أصلل أولهلا
فللذل إعللداد الجٌل النللاهض بؽللرس هللذه العقٌللدة فٌل بحٌل ال ٌللرى الللدنٌا تسللاوي
شٌاا بجانب األخرة وٌضحً من أجل األخلرة وٌحلرص عللى اللدار األخلرة وٌمسل
الدنٌا بٌده لٌسلخرها لللدار األخلرة ،ذلل الشلباب هلو الشلباب الواعلد اللذي تتحقل
بهم األمانً والذي تنهض ب األمة وتصعد بل إللى األوج الراقلً أملا الشلباب اللذي
ٌنحدر فً حضٌض الشهوات فال رٌلب أنل ال ٌلنهض بهلذه األملة بل ٌنل بهلا إللى
أسللف سللافلٌن والعٌللاذ بللاهلل تعللالى وكمللا قلللت التعل ل بللاهلل سللبحان وتعللالى بحسللن
8
العبلللادة وأدا الواجلللب واللللل م والمسلللارعة إللللى الطاعلللات والحلللرص عللللى أدا
المنللدوبات بقللدر المسللتطاع فؤولا ل كمللا وصللفهم الواصللفون كللانوا رهبللان باللٌ ل
وفرسان بالنهار نعم كانوا ٌجمعون ما بٌن كلال اللٌل وكلال النهلار ألنهلم ٌقضلون
نهارهم فً الصٌام وفً الجهاد وفً السعً إلى الخٌرات وٌقضون لٌلهم فلً القٌلام
والتجهد بٌن ٌدي هللا سبحان وتعالى بهذا جمعوا بٌن الحسنٌٌن وفا وا بخٌر الدٌن
والدنٌا جمع هللا سبحان وتعالى لهلم النصلر والتمكلٌن فلً اللدنٌا والسلعادة والفلال
فً الدار األخرة
فالرٌب أن حسلن الصللة بلاهلل سلبحان وتعلالى هلً التلً تجعل اإلنسلان ع ٌل ا فلً
حٌات ل ،نحللن كللم نللرى مللن آٌللات فللً القللرآن واعللدة للللذٌن ٌجمعللون بللٌن اإلٌمللان
ِ صن ُهُلِْنلَِلنََلََقن ِي َ
لع ُِن ٌ ل()04لَِنذ َ
َُّل لم ًنَّلَُن ًَ ُ
صن َنلَِلنَُ َ والعم هللا سبحان وتعالى قلا ( َوَنَن ًَ ُ
لعَلقَِِنةُل وفلونَنهن ِلعن َِّلًَِم ًَ َكن ِ ِ ِ
لوَلن ِنَ َلوأ ََمن ُوِل نَلَ ًَم ًع ُ َ َ ً َ ُ َ
ِ
لوَآتَن ُ ِلَِ ََّنَل َ َنَلم ِلَِصن َ َ َ ضلأَقَ ُ نيلَِ ًَر ِ نَله ًملفِن ً لمكَ ُ ِْ ًن َ
ضلأَقَن ُ
نَلم ِل نَله ًملفِن ً
نيلَِ ًَر ِ َُّلِْ ًن َ
لمكَن ُ
ِ
ص ن ُهُلْنلَِلننََلََق ن ِيل َع ُِ ن ٌ ل()04لَِننذ َ
لمن ًنَّلَُن ًَ ُ ِ ص ن َنلَِلننَُ َ ًَِ ُُم ن ِر َ
لوَنَن ًَ ُ
لعَلقَِِةُ ً وفلونَنه ِلع َِّلًَِم ًَ َك ِ ِ ِ
لَِ ُُم ِرل) وقلا عل ملن قاال لوَل َِ َ لوأ ََم ُوِل َلَ ًَم ًع ُ َ َ ً َ ُ َ
ِ
لوَآتَن ُ ِلَِ َََّل َ َ َِص َ َ َ
َُّ ِلم ًنَّل ضل ََّمنَللِعنإَ ًخلَ َ ِ
َّلَِنذ َ نيلَِ ًَر ِ َ ً َلتلَنَ ًسنإَ ًخلِ َسَن ُه ًملفِ ً ِلم ًَ ُكملو َع ِملُن ِلَِصنَلَِح ِ
َ ًَ
(وع َنلَِلَلَِ ِذَُّلآَمَ ِ
َ َ ُ َ َُ
لخن ً فِ ِه ًملأ ًَمًَنَللَُن ًلعُِن ُنونََِيل َ لُُ ًِن َُِّ َنل لوَنَُِ ِّننََن ُه ًم ِلم ًنَّلَِن ًع ِنن َ
ضىلَ ُه ًم َ يلِرتَ َ ِ ِ
لوَنُ َم ِّكَََّلَ ُه ًملدََُن ُه ُملَِذ ً
ِ
قَن ًِل ِه ًم َ
َلعن ُق َلن ) هلذا وال رٌلب أنل مملا ٌنبثل علن هلذه كلهملًَِ َس ِ ِيل َش ًنئًَللومَّل ََّ َلس لِن ًع َنلذََِ َ ِ
كلفَأُوَئ َ ُ ُ ََ ً َ َ
العقٌللدة اإلعت ل ا بالصلللة بللاهلل سللبحان وتعللالى وحسللن التآسللً برسللول صلللى هللا
علٌ وسلم واإلرتباط بالمإمنٌن المقلربٌن إللى هللا سلبحان وتعلالى فلنحن نلرى فلً
كتاب هللا سبحان وتعلالى كٌلؾ ٌلؤتً القلرآن الكلرٌم لٌحلذر هلذه األملة ملن اإلنل ال
وإتباع مسال الذٌن كفروا واإلؼترار بهم والسٌر فً طرٌقهم ومواالتهم فً ما هلم
علٌ واإلقتلدا بهلم فلً تصلرفاتهم وفلً أعملالهم كلم ملن آٌلة فلً كتلاب هللا نجلدها
يلو َعن ُنوَُّ ًمل وِلعن ُن ِّو ََُّلآ ََمَُن ِل َ لتَنإ ِخن ُذ َ محذرة من هذه المسال فاهلل تعلالى ٌقلو (َُنَللأَُن َهنَللَِ ِنذ َل
لوُِْلَل َُّ ًملأَ ًنلتُن ًثِمَُ ِل َِلَل ِنَل ًحقِّلُُ ًخ ِ ُر َنلَِ ُع َل َ
ِ
َلء َُّ ًملم ََّلَِ َ لوقَ ًنل ََّ َس ُوِل ِ َم َ
َللر َ
ِ ِ
َلءلتُن ًل ُق َنلًَِْن ِه ًمل َلَ ًَم َ دَ َ
ِ
أ ًَوَنَ َ
ِ ِ يلعِنلِيلوِِإِغََلءلم َ ِ ِ لره ً ِ
لوأَنََللأَ ًعلَ ُمل ِ َمنَللأَ ًخ َس ًننإُ ًمل
ضَلتيلتُس و َنلًَِْن ِه ًمل َلَ ًَم َ دَ َ َلدِلف َل َ ً َ َ ً لخ َ ًرإُ ًم ِ َ َرِِّ ُك ًملِْ ًنل َُّ ًَإُ ًم َ
ِءلَِس نِن ِل) ثللم ٌحللذر هللا سللبحان وتعللالى مللن لع ن َ َ
لض ن َ لوَمن ًنَّلَُن ًس َع ًلننَُ ِلم ن ًَ ُك ًملفَن َق ن ًن َ
َوَمننَللأَ ًعلًََننإُ ًم َ
العاقبة ما ٌإو األمر إن تمكن هإال من رقاب هذه األمة إذ قلا (ِْ ًنلَُنثًن َق ُسن َُّ ًملَُ ُك ننُ ِل
9
ِ ِ َ ُكنملأَ ًعن َنِءلوُنِسنطُ ِلَِْنن ُكملأَُ ِننُنهم ِ
لوأًََسنََإَن ُه ًمل َلَسن ء َ
لوَودوِلَن ً لتَ ًك ُسن ُو َلن) نعلم إن هللا سللبحان ً ً ً َُ ً َ ً َ ًَ ُ ً
وتعالى ٌحذر فً هذه األٌة الكرٌمة المإمنٌن أن ٌتخذوا عدوهم وعدوه أولٌا
وكٌؾ إتخاذهم أولٌا بحٌ ٌلقون إلٌهم بالمإدة ملع كفلرهم بملا جلا هم ملن الحل
فمللإادتهم مللع كفللرهم بللاهلل سللبحان وتعللالى وإعراضللهم عللن سللبٌل وإبتؽللااهم ؼٌللر
مرضات مما ٌتنافى مع اإلٌمان والرٌب أن السلؾ الصال أدركوا هذا تملام اإلدرا
فكانت المفاصلة التامة بٌن المإمنٌن وبلٌن أقلرب قلرابتهم وأخلص خاصلتهم سلوا
كانوا أبا هم أو أبنا هم أو إخوانهم أو عشٌرتهم أو عللى أي حلا كلان فلاهلل تعلالى
ٌقو ( َ لتَ ِج ُنلقَن مَللُن ًثِمَ َنل َِلَل َِلوًَِن ن ِم ً ِ
َلء ُه ًملأ ًَول
لوَن ً ل ََّنَلنُ ِلآََِن َ
لوَر ُعن ََُ َ
لحنَلدلَِلنََ َ لِْلَخن ِلُُن َ ِدو َن َ
لم ًنَّ َ َ ًَ ًً ُ ُ
لوأَُ ن َن ُه ًمل ِن ُو ٍ ِلم ًَن لنَُ) هلللإال
ُمننَل َن َ نبلفِننيلقُنلُ ن ِ ِه ُم ًِ
لَِّ َ لع ِِننن َتَن ُه ًملأُوَئِن َ
نكل ََّإَن َ نَلء ُه ًملأ ًَولِْ ًخ ن َ ِنَن ُه ًملأ ًَو َ
أًَِنََن َل
الذٌن أٌدوا باإلٌمان وبرو من هللا سبحان وتعالى هم الذٌن ٌلدركون تملام اإلدرا
أن المفاصلة ٌجب أن تكون مع أقرب القرابات بسبب البعد عن هللا سلبحان وتعلالى
مهما كان من األمر فلذل تكون التضٌحة ألج دٌن الح ونحلن نلرى كٌلؾ ؼ ٌلت
هللذه األمللة فللً وقتنللا هللذا فللً أفكارهللا حتللى أصللبحت منحرفللة عللن هللذا السللبٌ كللم
سمعت من أناس ٌقو نحن ال نكره الكفرة وإنما نكره الكفر أما الكفلار فلال نكلرههم
ب نإدهم وإنما حسبنا أن نكره منهم الكفر هذا الكافر هو وعا الكفر كٌؾ ال ٌكلره
الكافر قلد اشلتم عللى الكفلر وهللا سلبحان وتعلالى ٌقطلع هاهنلا بؤنل ال ٌمكلن ألحلد
مإمنا باهلل والٌوم األخر ومع ذل ٌإاد الذٌن ٌحادون هللا ورسول
ولللو كللانوا مللن أقللرب قللرابتهم وأخللص خاصللتهم ولللو كللانوا أبللا هم أو أبنللا هم أو
إخللوانهم أو عشللٌرتهم فللإن المفاصلللة ٌجلللب أن تكللون بللٌن الطللرفٌن هللا سلللبحان
وتعالى ضرب مثال لهذه األمة إذ قا {قد كانت لكم أسوة حسنة فً إبلراهٌم والَّلذٌن
هللا ) نجللد هاهنللا لللم مع ل إذ قللالوا لقللومهم إ َّنللا بللرآ مللنكم وم َّمللا تعبللدون م لن دون َّ
ٌقولللوا إنللا بللرا ممللا تعبللدون مللن دون هللا فحسللب بل قللالوا (إ َّنللا بللرآ مللنكم وم َّمللا
هللا كفرنا بكم وبدا بٌننا وبٌنكم العداوة والبؽضا أبدا ح َّتى تإمنلوا تعبدون من دون َّ
اهلل وحده إ َّال قو إبلراهٌم ألبٌل ألسلتؽفرنَّ لل ) أي هلذا مملا اسلتثنً ملن التؤسلً ب َّ
بهللم فإنللا ٌجللب أن نتؤسللى فللً إبللراهٌم والللذٌن معلل إال فللً كلمللة إبللراهٌم ألبٌلل
ألستؽفرن ل فإن هذا اإلستؽفار إنما كان عن موعدة وعدها إٌاه (فل َّما تب ٌَّن لل أ َّنل
عدو َّهلل تب َّرأ منل ) فللٌس ألحلد أن ٌقتلدي بلإبراهٌم وٌتؤسلى بل فلً إسلتؽفاره ألبٌل
فٌسللتؽفر للللذٌن كفللروا إنمللا علٌ ل أن ٌقطللع تمامللا حب ل المللواالة بٌن ل وبٌللنهم وهللا
تعالى ٌإكد أن التؤسً بهم من مقتضٌات اإلٌمان {لقلد كلان لكلم فلٌهم أسلوة حسلنة
هللا هو الؽنً الحمٌد} وفً هذا ملا هللا والٌوم اآلخر ومن ٌتو َّ فإنَّ َّ لمن كان ٌرجو َّ
11
فٌل مللن التهدٌللد للللذٌن ٌتولللون عللن هللذا المللنهج وكللم نجللد مللن أٌللات فللً كتللاب هللا
سبحان وتعالى تنص على هذا وتإكده فإن هللا تعالى ٌقلو {ٌلا أٌهلا الَّلذٌن آمنلوا ال
ت َّتخذوا الٌهود وال َّنصارى أولٌا بعضهم أولٌا بعض ومن ٌتولَّهم ملنكم فإ َّنل ملنهم
هللا ال ٌهدي القوم ال َّظلالمٌن} ثلم ٌلبن هللا سلبحان وتعلالى أن هلذه الملواالة التلً إنَّ َّ
تكون مع هإال الناس
إنما تنشى عن مرض نفسلانً ودا متؽلؽل فلً أعملا القللب عنلدما ٌقلو {فتلرى
الَّذٌن فً قلوبهم مرض ٌسارعون فٌهم ٌقولون نخشى أن تصٌبنا داالرة فعسلى َّ
هللا
أن ٌؤتً بالفت أو أمر من عنده فٌصبحوا عللى ملا أسلروا فلً أنفسلهم نلادمٌن} ثلم
بعد ما حذر هللا سبحان وتعالى هذا التحلذٌرأتبع ذلل ملا ٌلد عللى أن هلذه الملواالة
عندما تستمر تإدي والعٌاذ باهلل إلى الخروج من اإلسلالم واإلرتلداد عنل ففلً هلذا
السٌا ٌحذر هللا تعالى من الردة عندما ٌقلو {ٌلا أٌهلا الَّلذٌن آمنلوا ملن ٌرتل َّد ملنكم
هللا بقللوم ٌحللبهم وٌحبونل أذلَّللة علللى المللإمنٌن أعل َّ ة علللى عللن دٌنل فسللوؾ ٌللؤتً َّ
هللا ٌإتٌل مللنهللا وال ٌخللافون لومللة الاللم ذلل فضل َّ الكللافرٌن ٌجاهللدون فللً سللبٌ َّ
هللا واسع عللٌم} فهلذا مملا ٌلد عللى أن هلذه الملواالة عنلدما ٌسلتمر علٌهلا ٌشا و َّ
اإلنسان تإدي ب والعٌاذ باهلل إلى اإلرتداد عن اإلسالم ثم ٌبلٌن هللا سلبحان وتعلالى
فً هذا السٌا من ٌجلب عللى الملإمن أن ٌحصلر والإه لل فٌبلٌن سلبحان وتعلالى
هللا ورسلول والَّلذٌن آمنلوا الَّلذٌن أن الوالٌة هلل ولرسول وللذٌن آمنوا {إ َّنما وللٌكم َّ
صالة وٌإتلون ال َّ كلاة وهلم راكعلون} ثلم ٌبلٌن هللا سلبحان وتعلالى عاقبلة ٌقٌمون ال َّ
هذه الوالٌة التً تشد المإمن إلى الملإمن وتلربط بلٌن قللوب الملإمنٌن حتلى تجعل
أفادتهم كفإاد رج واحد بحٌ تكون قلوبهم منسجمة مشلاعرها متوافقلة أهواإهلا
هللا ورسلول والَّلذٌن آمنلوا فلإنَّ حل ب َّ
هللا هلم ٌقو هللا سبحان وتعالى {ومن ٌتلو َّ َّ
الؽالبون} هإال الذٌن ٌتولون هللا ورسلول واللذٌن آمنلوا هلم اللذٌن ٌصلبحون ملن
ح ب هللا وهلم الؽلالبون وقلد بلٌن هللا تعلالى قلوام هلذه الوالٌلة التلً تشلد الملإمنٌن
والمإمنات بعضهم إلى بعض
عنلللدما قلللا {والمإمنلللون والمإمنلللات بعضلللهم أولٌلللا بعلللض ٌلللؤمرون بلللالمعروؾ
صالة وٌإتلون ال َّ كلاة وٌطٌعلون َّ
هللا ورسلول أولال وٌنهون عن المنكر وٌقٌمون ال َّ
هللا } فإن قوام الوالٌة التً تشد المإمنٌن والمإمنات بعضهم إللى بعلض سٌرحمهم َّ
إنما هً هلذه الخصلا الملذكورة وهلً األملر بلالمعروؾ والنهلً علن المنكلر وإقلام
الصالة وإتا ال كاة وطاعة هللا ورسول البلد ملن أن ٌكلون اللذي ٌتلوأل جامعلا بلٌن
هذه الخصا جمٌعا بحٌ ٌكون أمؤرن بالمعروؾ نهلاان علن المنكلر مقٌملا للصلالة
مإتٌا لل كاة مطٌعا هلل ولرسول ونحن نجد فً كتاب هللا سبحان تعالى ما ٌد على
11
أن المفاصلللة تكللون مللع الللذي ال ٌنسللجم مللع منهللاج الحل فحسللبكم قصللة إبللن نللو
علٌ السلالم ،نلو علٌل السلالم اللذي لبل فلً قومل أللؾ سلنة إال خمسلٌن عاملا
ٌدعوهم إلى هللا سبحان وتعالى وٌبٌن لهلم معلالم الحل وٌحلذرهم ملن الوقلوع فلً
مهاوي الباط مع هذا كلل فلإن إبنل لملا عصلى أملره وانحلرؾ علن الجلادة وخلرج
عن منهج الح بحٌ لم ٌرضلى ان ٌكلون ملع أبٌل وملع اللذٌن آمنلوا وكلان واللده
ٌدعوه { ٌا بن ًَّ اركب معنا وال تكن مع الكافرٌن} وسلولة نفسل وقلا {سلآوي إللى
جب ل ٌعصللمنً مللن المللا } وعنللدما ؼللر قللا نللو كلمللة واحللدة ٌللدعو فٌهللا هللا
سبحان وتعالى { ر ِّب إنَّ ابنً من أهلً} فجا الجواب الحاسم من هللا { إ َّن للٌس
من أهل } وبماذا عل هذا األمر إنما عل بسبب عمل ؼٌر الصال
{إ َّن عم ؼٌر صال } وفً قرا ة الكسااً وهو أحد القرا السبعة (إن عمل ؼٌلر
صال ) وقد روٌت هذه القرا ة عن أربعلة ملن الصلحابة رضلوان هللا تعلالى عللٌهم
قروا هذه القرا ة المروٌة عن الكسااً (إن عم ؼٌر صال ) أي هذا العم الؽٌلر
الصال الذي عمل هو سبب لهذا األمر إذا المفاصلة تكون بٌن الذٌن آمنلوا واللذٌن
كفروا وبٌن المإمنٌن وبٌن الفسا فإن هللا تعالى ٌقو {فإن ترضوا عنهم فلإنَّ َّ
هللا
ال ٌرضى عن القوم الفاسقٌن} لم ٌق فإن هللا ال ٌرضى عنهم وإنما قا (فلإنَّ َّ
هللا ال
ٌرضى عن القوم الفاسلقٌن) وملن المعللوم أن األصلولٌٌن ٌقوللون بلؤن الحكلم عللى
المشت ٌإذن بؤن أص ذل اإلشتقا علة لذل الحكلم وهلذا ٌعنلً أن الفسلو هلو
علة لعدم الرضى عنهم فإذا ك فاس هذا حكم والفسو هلو الخلروج علن طاعلة
هللا تعللالى فهللذه العقٌللدة إذا ٌجللب أن ٌكللون علٌهللا الشللباب وأن ٌللدركوا أن ل ٌجللب
علٌهم أن ٌعت وا بصلتهم باهلل تعالى ورسول وباللذٌن آمنلوا بحٌل ٌحلافظون عللى
إقام الصالة وإتلا ال كلاة واألملر بلالمعروؾ والنهلً علن المنكلر وطاعلة هللا تعلالى
وطاعة رسول صلى هللا علٌ وسلم بهذا ٌعل هللا سلبحان وتعلالى عبلاده الملإمنٌن
وٌرفع درجاتهم وٌحق على أٌدٌهم المعج ات كما وقع ذل للذٌن آمنوا من قب
الذٌن فتحلوا هلذه الممالل جمٌعلا ،فلإن األملة المسللمة عنلدما واجهلت قلوى الكفلر
العاتٌة فً ال من األو إنما واجهتهلا بإٌمانهلا بلاهلل كلان علددهم للٌس كعلددهم وللم
تكن عدتهم كعدتهم وإنما كانوا ٌتمٌ ون عللٌهم باإلٌملان والعمل الصلال واألخلال
الفاضلة فلذل تمكنوا فً هذه األرض ودحروا هذه القوة واجهلوا أقلوى قلوتٌن فلً
ذل الوقت فً وقت واحلد واجهلوا قلوة اللروم وقلوة الفلرس وللم ٌسلندوا ظهلورهم
إلحدى القوتٌن لٌواجهوا األخرى وإنما كانوا ٌواجهون القوتٌن جمٌعلا ملن ؼٌلر أن
ٌسندوا ظهلورهم إال إللى قلوة هللا سلبحان وتعلالى فمكلن هللا تعلالى لهلم فلً األرض
وأورثهم أرضهم ودٌارهم ولكلن إنملا كلان همهلم إقلام الصلالة وإتلا ال كلاة واألملر
12
بالمعروؾ والنهً عن المنكر لم ٌكن همهم متاع هذه الحٌاة الدنٌا فقلد تسلاوى فلً
موا ٌنهم تبرها وترابها وتعاد عندهم عذبها وعذابها ولذل كانوا ٌإثرون األخلرة
على األولى فً جمٌع أحوالهم وٌحرصون على إبالغ هذه األمانة التً طوقوها فلً
أعنلاقهم إلللى النللاس لٌحللرروا هللذه اإلنسللانٌة ملن العبودٌللة لؽٌللر هللا تعللالى كمللا قللا
ربعً بن عامر رضً هللا تعالى عن عندما واج رستم القااد الفارسلً فقلا لل ملا
الذي جا بكم
قا لل إن هللا ابتعثنلا لنخلرج ملن شلا ملن عبلادة العبلاد إللى عبلادة هللا وملن جلور
األدٌان إلى عد اإلسالم ومن ضٌ الدنٌا إلى سعة اللدنٌا واألخلرة نعلم هلم خرجلوا
ألج هذا الؽلرض ملا خرجلوا ألجل أن ٌتمكنلوا فلً األرض وٌكلون لهلم العللو فٌهلا
فإن هللا تعالى ٌقو {تل الدَّار اآلخرة نجعلها للَّذٌن ال ٌرٌدون علوا فً األرض وال
فسادا والعاقبة للم َّتقٌن} فلو كلانوا ٌرٌلدون أن ٌتحلو األملر ملن سللطة إللى سللطة
ومن ظلم إلى ظلم وملن جبلروت إللى جبلروت لكلان معنلى ذلل أنهلم ٌرٌلدون علالج
فساد بفساد وتطهٌلر رجلس بلرجس وأنلى ٌكلون ذلل وإنملا كلانوا ٌرٌلدون أن ٌحل
الح مكان الباطل وٌحل المعلروؾ محل المنكلر وتحل اإلسلتقامة محل اإلعوجلاج
حتلى تكلون كلمللة هللا هلً العلٌلا وكلمللة اللذٌن كفللروا السلفلى هلذه مللن األملور التللً
ٌجب أن تكون فً خلد الشلباب وأن تنؽلرس فلً أذهلانهم وأن ٌحرصلوا دااملا عللى
أن ٌكٌفوا حٌاتهم وٌكٌفوا أفكارهم وف هذا المنهج الربانً الذي كلان سلببا لتحقل
األمانً العظٌملة لهلذه األملة بحٌل بو اهلا هللا مبلوا العل والتكلرٌم فلً اللدنٌا وفلً
الدار األخرة والرٌب أن التخلً عن قٌم اإلسلالم وعلن ملنهج اإلسلالم وللو كلان فلً
أدنى شً ٌ ع ع هذه النفوس وٌردها القهقرى إلى الخلؾ السللؾ الصلال كلانوا
حراص على إستقاللٌة هذه األمة
وعلللى رأس السلللؾ رسللو هللا صلللى هللا علٌ ل وسلللم الللذي ربللى هللذه األمللة علللى
اإلستقال فً ك شً كم نحن نجد فً أوامر النبً صلى هللا علٌل وسللم ونواهٌل
تعلٌ هذه األواملر والنلواهً بمخالفلة المشلركٌن أو بمخالفلة المجلوس أو بمخالفلة
الٌهود أو بمخالفة الٌهود والنصارى فإن النبً صلى هللا علٌ وسلم كثٌلر ملا ٌقلو
افعلوا كذا أو التفعلوا كذا خالفوا الٌهود خالفوا الٌهود والنصلارى خلالفوا المجلوس
خالفوا المشركٌن لتكون لألمة إستقاللٌتها فً ك شً فإن اإلسلتقال ال ٌكلون فلً
الفكر وحده حتلى ٌكلون فلً السللو أٌضلا وللذل كلان النبلً صللى هللا علٌل وسللم
ٌتلر حتلى األملور العادٌللة التلً قلد تظهللر أنهلا شلكلٌ ال أثلر لهللا فلً العقٌلدة وفللً
الفكر كان ٌتركها صلى هللا علٌ وسللم مخالفلة لللذٌن كفلروا كلان ملن سلنت أو ملن
عادت أن ٌقؾ فً حا دفن المٌت فمر ٌهلودي ووجلد النبلً صللى هللا علٌل وسللم
13
ومن مع وقوفا قا هكذا نصنع ٌا محمد فجللس النبلً صللى هللا علٌل وسللم وأملر
أصحاب بالقعود وقا خلالفوهم خلالفوهم حتلى ال تتلؤثر الشخصلٌة المسللمة وٌكلون
المسلم تبعا لؽٌره أن المسللم ٌجلب أن ٌقلود وال ٌنقلاد وٌلإثر وال ٌتلؤثر فللذل علٌل
أن ٌتبوا مكان اإلمامة والقٌادة ما بٌن الناس جمٌعا
ألن المبلػ لكلمة هللا والداعً إلى هللا والساار على منهج هللا فما كان ل أن ٌتخللى
عن منهج لٌتبع منهج ؼٌره ألن ك ما عدا الح هو ضلال { فملاذا بعلد الحل ِّ إ َّال
ضال } فإذا كان هذا هلو الحل فلإن عللى المسللم أن ٌتمسل بهلذا الحل وال ٌعلد ال َّ
عن وٌسٌر على هذا النهج وال ٌحٌد عن هلذا هلو اللذي كلان علٌل السللؾ الصلال
وبهذا كانوا أع ة وقلد أورثهلم هللا سلبحان تعلالى مجلد األملم جمٌعلا أروثهلم ممالل
األمم فدانت لهم األملم وانقلادت لهلم وقادوهلا بحكلم هللا سلبحان وتعلالى وبكلملة هللا
وطبقوا فٌها شرٌعة هللا سبحان فهذه الكره لن تكون لهذه األملة إال عنلدما ٌتؤسلس
بنا شبابها على هذا األساس المتٌن وتحرص على السٌر فً هذا النهج القوٌم ..
أسؤ هللا سبحان وتعالى أن ٌهدٌنا وإٌاكم لمرضلات وأن ٌوفقنلا لطاعتل وأن ٌع نلا
بدٌن اللهم أع اإلسالم والمسلمٌن وأذ الكفر والكلافرٌن وقطلع اللهلم دابلر أعلدا
الدٌن واستاص شافتهم أجمعٌن اللهم شتت شملهم وم جمعهم وف حدهم وأقل
عللدهم وردد كٌللدهم فللً نحللورهم وأعللذنا وجمٌللع المسلللمٌن مللن شللرورهم وامحللو
اثللارهم وأورثنللا أرضللهم ودٌللارهم اللهللم ربنللا اسللتخلفنا كللم اسللتخلفت مللن قبلنللا مللن
عباد المإمنٌن ومكن لنا دٌننا الذي ارتضلٌت لنلا وأبلدلنا بلذلنا عل ا وبفقرنلا ؼنلى
وبتشتتنا وحلدة وجمعنلا عللى كلمتل وأللؾ بلٌن قلوبنلا بطاعتل ٌلاحً ٌلاقٌوم ٌلا ذا
األجال واإلكرام اللهم إنا ضعفا فقونا وإنا أذال فؤع نا وإنا فقرا فؤؼننا اللهم أؼننا
بحالل عن الحرام وبطاعت عن األثام وب عما سلوا ٌلاحً ٌلاقٌوم ٌلا ذا األجلال
واإلكرام اللهم أع نا بطاعت واتباع أملر وال تلذلنا بمعصلٌت ٌلا هللا ٌلا ذا األجلال
واإلكرام وصللً اللهلم وسللم وبلار عللى عبلد ورسلول سلٌدنا محملد وعللى آلل
وصحب أجمعٌن سبحان رب رب الع ة عما ٌصفون وسالم على المرسلٌن والحمد
هلل رب العالمٌن
14