Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40057
السلم" -أربعة أجزاء -د .جواد علي -موقع ملتقى أهل الحديث
ي " 573 - 572حميري" ،وضع عبد كلل نصاً في عام 458 -457من التأريخ الميلد َ
تاريخيا ً يذكر فيه أسم "الرحمن" ،ولهذا النص أهمية عظيمة جدا من الناحية الدينة.
يذكر النص الول "إله السماوات والرضين" ،ويذكر الثاني "الرحمن" .وتظهر من
هذه الشارة فكرة التوحيد على لسان ملوك اليمن وزعمائها -المفصل ج 1ف- 2
جواد علي
---------------------------------------------
هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرظ بن
رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي ،وكان الخطاب والد عمر
بن الخطاب عمه ،وأخاه لمه ،وذلك لن عمرو بن نفيل كان قد خلف على
امرأة أبيه بعد أبيه ،وكان لها من نفيل أخوه الخطاب .قاله الزبير بن بكار،
ومحمد بن إسحاق.
وكان زيد بن عمرو قد ترك عبادة الوثان وفارق دينهم ،وكان ل يأكل إل ما
ذبح على اسم الله وحده.
قال يونس بن بكير ،عن محمد بن إسحاق :حدثني هشام بن عروة ،عن أبيه،
عن أسماء بنت أبي بكر قالت :لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسنداً
ظهره إلى الكعبة يقول :يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد
منكم على دين إبراهيم غيري ،ثم يقول :اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه
إليك عبدتك به ،ولكني ل أعلم ،ثم يسجد على راحلته.
وكذا رواه أبو أسامة ،عن هشام به .وزاد :وكان يصلي إلى الكعبة ،ويقول:
إلهي إله إبراهيم ،وديني دين إبراهيم ،وكان يحيي الموؤدة ،ويقول للرجل
إذا أراد أن يقتل ابنته :ل تقتلها ،ادفعها إلي أكفلها ،فإذا ترعرعت فإن
شئت فخذها وإن شئت فادفعها .أخرجه النسائي من طريق أبي أسامة.
وعلقه البخاري فقال :وقال الليث :كتب إلى هشام بن عروة ،عن أبيه به.
وقال يونس بن بكير ،عن محمد بن إسحاق ،وقد كان نفر من قريش زيد بن
عمرو بن نفيل ،وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ،وعثمان بن
الحويرث بن أسد بن عبد العزى ،وعبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن
صبرة بن برة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسعد بن أسد بن خزيمة ،وأمه
أميمة بنت عبد المطلب وأخته زينب بنت جحش التي تزوجها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد موله زيد بن حارثة ،كما سيأتي بيانه.
حضروا قريشا ً عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم ،فلما
اجتمعوا خل بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا :تصادقوا وليكتم بعضكم
على بعض ،فقال قائلهم :تعلمن والله ما قومكم على شيء ،لقد أخطؤا
دين إبراهيم وخالفوه ،ما وثن يعبد؟ ل يضر ول ينفع ،فابتغوا لنفسكم،
فخرجوا يطلبون ويسيرون في الرض يلتمسون أهل كتاب من اليهود
والنصارى ،والملل كلها ،الحنيفية دين إبراهيم( .ج/ص)297 /2 :
فأما ورقة بن نوفل فتنصر واستحكم في النصرانية ،وابتغى الكتب من
أهلها ،حتى علم علما ً كثيرا ً من أهل الكتاب ،ولم يكن فيهم أعدل أمراً،
وأعدل ثباتا ً من زيد بن عمرو بن نفيل ،اعتزل الوثان ،وفارق الديان ،من
اليهود والنصارى والملل كلها ،إل دين الحنيفية دين إبراهيم ،يوحد الله
ويخلع من دونه ،ول يأكل ذبائح قومه ،فإذا هم بالفراق لما هم فيه قال:
وكان الخطاب قد آذاه أذى كثيرا ً حتى خرج منه إلى أعلى مكة ،ووكل به
الخطاب شبابا ً من قريش ،وسفهاء من سفهائهم.
فقال :ل تتركوه يدخل ،فكان ل يدخلها إل سرا ً منهم ،فإذا علموا به أخرجوه
وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم ،أو يتابعه أحد إلى ما هو عليه.
وقد كان شام اليهودية والنصرانية ،فلم يرض شيئا ً منها ،فخرج سريعا ً حين
قال له الراهب ما قال يريد مكة ،حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه
فقتلوه.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة :حدثنا أحمد بن طارق الوابشي ،ثنا
عمرو بن عطية ،عن أبيه ،عن ابن عمر ،عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان
يتأله في الجاهلية ،فانطلق حتى أتى رجل ً من اليهود فقال له :أحب أن
تدخلني معك في دينك.
فقال له اليهودي :ل أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من غضب الله.
فقال :من غضب الله أفر.
فانطلق حتى أتى نصرانيا ً فقال له :أحب أن تدخلني معك في دينك.
فقال :لست أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من الضللة.
فقال :من الضللة أفر.
قال له النصراني :فإني أدلك على دين إن تبعته اهتديت.
قال :أي دين.
قال :دين إبراهيم.
قال :فقال :اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم ،عليه أحيى وعليه
أموت.
قال :فذكر شأنه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال :هو أمة وحده يوم
القيامة.
وقد روى موسى بن عقبة ،عن سالم ،عن ابن عمر نحو هذا.
وقال محمد بن سعد ،حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن سيف القرشي،
عن إسماعيل ،عن مجالد ،عن الشعبي ،عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
قال( :ج/ص)298 /2 :
وقال يونس ،عن ابن إسحاق :حدثني بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل :إن
زيدا ً كان إذا دخل الكعبة قال :لبيك حقا ً حقا ً تعبدا ً ورقا ،عذت بما عاذ به
إبراهيم وهو قائم إذ قال :إلهي أنفي لك عان راغم ،مهما تجشمني فإني
جاشم ،البر أبغي ل أنحال ،ليس مهجر كمن قال.
وقال أبو داود الطيالسي :حدثنا المسعودي ،عن نفيل بن هشام بن سعيد
بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي ،عن أبيه ،عن جده :أن زيد بن عمرو،
وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال
لزيد بن عمرو :من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ فقال :من بنية إبراهيم.
فقال :وما تلتمس؟ قال :ألتمس الدين.
ثم يقول :هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل ،ل أعبد حجراً ،ول أصلي له ،ول آكل
ما ذبح له ،ول أستقسم الزلم ،وإنما أصلي لهذا البيت حتى أموت ،وكان
يحج فيقف بعرفة ،وكان يلبي فيقول :لبيك ل شريك لك ول ند لك .ثم يدفع
من عرفة ماشيا ً وهو يقول :لبيك متعبدا مرقوقاً
وقال الواقدي :حدثني علي بن عيسى الحكمي ،عن أبيه ،عن عامر بن ربيعة
قال :سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول :أنا أنتظر نبيا ً من ولد إسماعيل،
ثم من بني عبد المطلب ،ول أراني أدركه ،وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه
نبي ،فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلم ،وسأخبرك ما نعته حتى
ل يخفى عليك( .ج/ص)299 /2 :
قلت :هلم! قال :هو رجل ليس بالطويل ول بالقصير ،ول بكثير الشعر ول
بقليله ،وليست تفارق عينه حمرة ،وخاتم النبوة بين كتفيه ،واسمه أحمد،
وهذا البلد مولده ومبعثه ،ثم يخرجه قومه منها ،ويكرهون ما جاء به حتى
يهاجر إلى يثرب ،فيظهر أمره ،فإياك أن تخدع عنه ،فإني طفت البلد كلها
أطلب دين إبراهيم ،فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس
يقولون :هذا الدين وراءك ،وينعتونه مثل ما نعته لك ،ويقولون :لم يبق نبي
غيره.
قال عامر بن ربيعة :فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قول زيد بن عمرو ،وأقرائه منه السلم ،فرد عليه السلم وترحم عليه،
وقال(( :قد رأيته في الجنة يسحب ذيولً)).
وقال البخاري في صحيحه ذكر زيد بن عمرو بن نفيل :حدثنا محمد بن أبي
بكر ،حدثنا فضيل بن سليمان ،حدثنا موسى بن عقبة ،حدثني سالم عن عبد
الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل
بأسفل بلدح ،قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي،
فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها.
ثم قال زيد :إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم ،ول آكل إل ما ذكر
اسم الله عليه ،وأن زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم ،ويقول :الشاة
خلقها الله وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الرض ،ثم يذبحونها
على غير اسم الله إنكارا ً لذلك وإعظاما له.
قال موسى بن عقبة :وحدثني سالم بن عبد الله ول أعلمه إل يحدث به ،عن
ابن عمر أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه،
فلقي عالما ً من اليهود فسأله عن دينهم فقال :إني لعلي أن أدين دينكم
فأخبرني .فقال :إنك ل تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله.
قال زيد :وما أفر إل من غضب الله تعالى ،ول أحمل من غضب الله شيئا ً ول
أستطيعه ،فهل تدلني على غيره؟
قال :ما أعلمه إل أن تكون حنيفاً .قال زيد :وما الحنيف؟
قال :دين إبراهيم عليه السلم ،لم يكن يهوديا ً ول نصرانيا ول يعبد إل الله.
ً
فخرج زيد فلقي عالما ً من النصارى فذكر مثله .فقال :لن تكون على ديننا
حتى تأخذ بنصيبك من على غيره .قال :ما أعلمه إل أن تكون حنيفاً .قال:
وما الحنيف؟ قال :دين إبراهيم لم يكن يهوديا ً ول نصرانياً ،ول يعبد إل الله،
فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج فلما برز رفع يديه فقال :اللهم إني
أشهدك أني على دين إبراهيم.
قال :وقال الليث كتب إلى هشام بن عروة عن أبيه ،عن أسماء بنت أبي بكر
قالت :رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما ً مسندا ً ظهره إلى الكعبة يقول :يا
معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري.
وكان يحيي الموؤدة ،يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته :ل تقتلها أنا
أكفيك مؤنتها ،فيأخذها فإذا ترعرعت قال لبيها :إن شئت دفعتها إليك ،وإن
شئت كفيتك مؤنتها .انتهى ما ذكره البخاري.
وهذا الحديث الخير قد أسنده الحافظ ابن عساكر من طريق أبي بكر بن
أبي داود ،عن عيسى بن حماد ،عن الليث ،عن هشام ،عن أبيه ،عن أسماء
فذكر نحوه.
وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد ،عن هشام بن عروة ،عن أبيه ،عن أسماء
قالت :سمعت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة يقول :يا
معشر قريش إياكم والزنا ،فإنه يورث الفقر( .ج/ص)300 /2 :
وقد ساق ابن عساكر هاهنا أحاديث غريبة جداً ،وفي بعضها نكارة شديدة.
ثم أورد من طرق متعددة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((يبعث يوم القيامة أمة واحدة)).
فمن ذلك ما رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة ،حدثنا يوسف بن يعقوب
الصفار ،حدثنا يحيى بن سعيد الموي ،عن مجالد ،عن الشعبي ،عن جابر
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قالُ :
كان يستقبل القبلة في الجاهلية ،ويقول :إلهي إله إبراهيم ،وديني دين
إبراهيم ،ويسجد.
((يحشر ذاك أمة وحده ،بيني وبين عيسى بن مريم)) .إسناده جيد حسن.
قال :فكان المسلمون بعد ذلك اليوم ل يذكره ذاكر منهم إل ترحم عليه
واستغفر له .ثم يقول سعيد بن المسيب رحمه الله وغفر له.
وقال الباغندي عن أبي سعيد الشج ،عن أبي معاوية ،عن هشام ،عن أبيه،
عن عائشة قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين)) .وهذا إسناد جيد،
وليس هو في شيء من الكتب.
ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله ،ما قدمناه في بدء الخلق من
تلك القصيدة:
إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا :::وقول رضيا ل يني الدهر باقيا
إلى الملك العلى الذي ليس فوقه :::إله ول رب يكون مدانيا
وقال محمد بن إسحاق :حدثني هشام بن عروة قال :روى أبي أن زيد بن
عمرو قال( :ج/ص)301 /2 :
وقد رواه أبو القاسم البغوي عن مصعب بن عبد الله ،عن الضحاك بن
عثمان ،عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال :قال هشام بن عروة ،عن أبيه،
عن أسماء بنت أبي بكر قالت :قال زيد بن عمرو بن نفيل:
(ج/ص)302 /2 :
تقدم أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام ،هو وورقة بن نوفل،
وعثمان بن الحويرث ،وعبيد الله بن جحش فتنصروا ،إل زيداً ،فإنه لم يدخل
في شيء من الديان ،بل بقي على فطرته من عبادة الله وحده ل شريك
له ،متبعا ً ما أمكنه من دين إبراهيم على ما ذكرناه.
وأما عثمان بن الحويرث فأقام بالشام حتى مات فيها عند قيصر ،وله خبر
عجيب ذكره الموي ،ومختصره:
أنه لما قدم على قيصر فشكى إليه ما لقي من قومه ،كتب له إلى ابن
جفنة ملك عرب الشام ليجهز معه جيشا ً لحرب قريش ،فعزم على ذلك
فكتبت إليه العراب تنهاه عن ذلك ،لما رأوا من عظمة مكة وكيف فعل الله
بأصحاب الفيل .فكساه ابن جفنة قميصا ً مصبوغا ً مسموما ً فمات من سمه،
فرثاه زيد بن عمرو بن نفيل بشعر ذكره الموي تركناه اختصاراً .وكانت
وفاته قبل المبعث بثلث سنين أو نحوها .والله سبحانه وتعالى أعلم.
----------------------------------------