Você está na página 1de 8

‫كتاب " المفصل فى تاريخ العرب قبل‬

‫‪http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40057‬‬
‫السلم" ‪ -‬أربعة أجزاء ‪ -‬د‪ .‬جواد علي ‪ -‬موقع ملتقى أهل الحديث‬
‫ي " ‪573 - 572‬حميري"‪ ،‬وضع عبد كلل نصاً‬ ‫في عام ‪ 458 -457‬من التأريخ الميلد َ‬
‫تاريخيا ً يذكر فيه أسم "الرحمن"‪ ،‬ولهذا النص أهمية عظيمة جدا من الناحية الدينة‪.‬‬
‫يذكر النص الول "إله السماوات والرضين"‪ ،‬ويذكر الثاني "الرحمن"‪ .‬وتظهر من‬
‫هذه الشارة فكرة التوحيد على لسان ملوك اليمن وزعمائها ‪ -‬المفصل ج‪ 1‬ف‪- 2‬‬
‫جواد علي‬
‫‪---------------------------------------------‬‬

‫زيد بن عمرو بن نفيل هو‬


‫‪http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?bid=251&cid=30#s1‬‬
‫اول من نادى بالتوحيد وتحريم ماذبح للوثان وعدم واد البنات ‪ -‬انظر الربع‬
‫الخيرمن الصفحة وايضا له قصيدة سرق منها محمد حرفيا ‪ :‬دحاها فلما‬
‫استوت شدها ‪ :::‬سواء وأرسى عليها الجبال ‪ -‬البداية والنهاية لبن‬
‫كثير ‪ -‬موقع اليمان ‪ -‬الزهر‬

‫زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه‬

‫هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرظ بن‬
‫رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي‪ ،‬وكان الخطاب والد عمر‬
‫بن الخطاب عمه‪ ،‬وأخاه لمه‪ ،‬وذلك لن عمرو بن نفيل كان قد خلف على‬
‫امرأة أبيه بعد أبيه‪ ،‬وكان لها من نفيل أخوه الخطاب‪ .‬قاله الزبير بن بكار‪،‬‬
‫ومحمد بن إسحاق‪.‬‬
‫وكان زيد بن عمرو قد ترك عبادة الوثان وفارق دينهم‪ ،‬وكان ل يأكل إل ما‬
‫ذبح على اسم الله وحده‪.‬‬
‫قال يونس بن بكير‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ :‬حدثني هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أسماء بنت أبي بكر قالت‪ :‬لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مسنداً‬
‫ظهره إلى الكعبة يقول‪ :‬يا معشر قريش والذي نفس زيد بيده ما أصبح أحد‬
‫منكم على دين إبراهيم غيري‪ ،‬ثم يقول‪ :‬اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه‬
‫إليك عبدتك به‪ ،‬ولكني ل أعلم‪ ،‬ثم يسجد على راحلته‪.‬‬
‫وكذا رواه أبو أسامة‪ ،‬عن هشام به‪ .‬وزاد‪ :‬وكان يصلي إلى الكعبة‪ ،‬ويقول‪:‬‬
‫إلهي إله إبراهيم‪ ،‬وديني دين إبراهيم‪ ،‬وكان يحيي الموؤدة‪ ،‬ويقول للرجل‬
‫إذا أراد أن يقتل ابنته‪ :‬ل تقتلها‪ ،‬ادفعها إلي أكفلها‪ ،‬فإذا ترعرعت فإن‬
‫شئت فخذها وإن شئت فادفعها‪ .‬أخرجه النسائي من طريق أبي أسامة‪.‬‬
‫وعلقه البخاري فقال‪ :‬وقال الليث‪ :‬كتب إلى هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه به‪.‬‬

‫وقال يونس بن بكير‪ ،‬عن محمد بن إسحاق‪ ،‬وقد كان نفر من قريش زيد بن‬
‫عمرو بن نفيل‪ ،‬وورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى‪ ،‬وعثمان بن‬
‫الحويرث بن أسد بن عبد العزى‪ ،‬وعبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن‬
‫صبرة بن برة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسعد بن أسد بن خزيمة‪ ،‬وأمه‬
‫أميمة بنت عبد المطلب وأخته زينب بنت جحش التي تزوجها رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم بعد موله زيد بن حارثة‪ ،‬كما سيأتي بيانه‪.‬‬
‫حضروا قريشا ً عند وثن لهم كانوا يذبحون عنده لعيد من أعيادهم‪ ،‬فلما‬
‫اجتمعوا خل بعض أولئك النفر إلى بعض وقالوا‪ :‬تصادقوا وليكتم بعضكم‬
‫على بعض‪ ،‬فقال قائلهم‪ :‬تعلمن والله ما قومكم على شيء‪ ،‬لقد أخطؤا‬
‫دين إبراهيم وخالفوه‪ ،‬ما وثن يعبد؟ ل يضر ول ينفع‪ ،‬فابتغوا لنفسكم‪،‬‬
‫فخرجوا يطلبون ويسيرون في الرض يلتمسون أهل كتاب من اليهود‬
‫والنصارى‪ ،‬والملل كلها‪ ،‬الحنيفية دين إبراهيم‪( .‬ج‪/‬ص‪)297 /2 :‬‬
‫فأما ورقة بن نوفل فتنصر واستحكم في النصرانية‪ ،‬وابتغى الكتب من‬
‫أهلها‪ ،‬حتى علم علما ً كثيرا ً من أهل الكتاب‪ ،‬ولم يكن فيهم أعدل أمراً‪،‬‬
‫وأعدل ثباتا ً من زيد بن عمرو بن نفيل‪ ،‬اعتزل الوثان‪ ،‬وفارق الديان‪ ،‬من‬
‫اليهود والنصارى والملل كلها‪ ،‬إل دين الحنيفية دين إبراهيم‪ ،‬يوحد الله‬
‫ويخلع من دونه‪ ،‬ول يأكل ذبائح قومه‪ ،‬فإذا هم بالفراق لما هم فيه قال‪:‬‬
‫وكان الخطاب قد آذاه أذى كثيرا ً حتى خرج منه إلى أعلى مكة‪ ،‬ووكل به‬
‫الخطاب شبابا ً من قريش‪ ،‬وسفهاء من سفهائهم‪.‬‬
‫فقال‪ :‬ل تتركوه يدخل‪ ،‬فكان ل يدخلها إل سرا ً منهم‪ ،‬فإذا علموا به أخرجوه‬
‫وآذوه كراهية أن يفسد عليهم دينهم‪ ،‬أو يتابعه أحد إلى ما هو عليه‪.‬‬

‫وقال موسى بن عقبة‪ :‬سمعت من أرضى يحدث عن زيد بن عمرو بن نفيل‪:‬‬


‫كان يعيب على قريش ذبائحهم‪ ،‬ويقول‪ :‬الشاة خلقها الله‪ ،‬وأنزل لها من‬
‫السماء ماء‪ ،‬وأنبت لها من الرض‪ ،‬لم تذبحوها على غير اسم الله؟ إنكاراً‬
‫لذلك وإعظاما ً له‪.‬‬
‫وقال يونس‪ ،‬عن ابن إسحاق‪ :‬وقد كان زيد بن عمرو بن نفيل قد عزم على‬
‫الخروج من مكة‪ ،‬فضرب في الرض يطلب الحنيفية دين إبراهيم‪ ،‬وكانت‬
‫امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض للخروج وأراده‪ ،‬آدنت‬
‫الخطاب بن نفيل‪ ،‬فخرج زيد إلى الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب‬
‫الول دين إبراهيم‪ ،‬ويسأل عنه‪ ،‬ولم يزل في ذلك فيما يزعمون‪ ،‬حتى أتى‬
‫الموصل والجزيرة كلها‪.‬‬
‫ً‬
‫ثم أقبل حتى أتى الشام‪ ،‬فجال فيها حتى أتى راهبا ببيعة من أرض البلقاء‪،‬‬
‫كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون‪ ،‬فسأله عن الحنيفية دين‬
‫إبراهيم‪ ،‬فقال له الراهب‪ :‬إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد من يحملك‬
‫عليه اليوم‪ ،‬لقد درس من علمه وذهب من كان يعرفه‪ ،‬ولكنه قد أظل خروج‬
‫نبي وهذا زمانه‪.‬‬

‫وقد كان شام اليهودية والنصرانية‪ ،‬فلم يرض شيئا ً منها‪ ،‬فخرج سريعا ً حين‬
‫قال له الراهب ما قال يريد مكة‪ ،‬حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه‬
‫فقتلوه‪.‬‬

‫فقال ورقة يرثيه‪:‬‬

‫رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ‪ :::‬تجنبت تنورا ً من النار حاميا‬


‫بدينك ربا ليس رب كمثله ‪ :::‬وتركك أوثان الطواغي كما هيا‬
‫وقد تدرك النسان رحمة ربه ‪ :::‬ولو كان تحت الرض ستينا واديا‬

‫وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة‪ :‬حدثنا أحمد بن طارق الوابشي‪ ،‬ثنا‬
‫عمرو بن عطية‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن عمر‪ ،‬عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه كان‬
‫يتأله في الجاهلية‪ ،‬فانطلق حتى أتى رجل ً من اليهود فقال له‪ :‬أحب أن‬
‫تدخلني معك في دينك‪.‬‬

‫فقال له اليهودي‪ :‬ل أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من غضب الله‪.‬‬
‫فقال‪ :‬من غضب الله أفر‪.‬‬
‫فانطلق حتى أتى نصرانيا ً فقال له‪ :‬أحب أن تدخلني معك في دينك‪.‬‬
‫فقال‪ :‬لست أدخلك في ديني حتى تبوء بنصيبك من الضللة‪.‬‬
‫فقال‪ :‬من الضللة أفر‪.‬‬
‫قال له النصراني‪ :‬فإني أدلك على دين إن تبعته اهتديت‪.‬‬
‫قال‪ :‬أي دين‪.‬‬
‫قال‪ :‬دين إبراهيم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم‪ ،‬عليه أحيى وعليه‬
‫أموت‪.‬‬
‫قال‪ :‬فذكر شأنه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال‪ :‬هو أمة وحده يوم‬
‫القيامة‪.‬‬

‫وقد روى موسى بن عقبة‪ ،‬عن سالم‪ ،‬عن ابن عمر نحو هذا‪.‬‬

‫وقال محمد بن سعد‪ ،‬حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن سيف القرشي‪،‬‬
‫عن إسماعيل‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب‬
‫قال‪( :‬ج‪/‬ص‪)298 /2 :‬‬

‫قال زيد بن عمرو بن نفيل شاممت اليهودية والنصرانية فكرهتهما‪ ،‬فكنت‬


‫بالشام وما والها‪ ،‬حتى أتيت راهبا ً في صومعة فذكرت له اغترابي عن‬
‫قومي‪ ،‬وكراهتي عبادة الوثان‪ ،‬واليهودية والنصرانية‪ ،‬فقال له‪ :‬أراك تريد‬
‫دين إبراهيم يا أخا أهل مكة‪ ،‬إنك لتطلب دينا ً ما يوجد اليوم أحد يدين به‪،‬‬
‫وهو دين أبيك إبراهيم‪ ،‬كان حنيفا ً لم يكن يهوديا ً ول نصرانياً‪ ،‬كان يصلي‬
‫ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلدك‪ ،‬فالحق ببلدك فإن الله يبعث من قومك‬
‫في بلدك من يأتي بدين إبراهيم الحنيفية‪ ،‬وهو أكرم الخلق على الله‪.‬‬

‫وقال يونس‪ ،‬عن ابن إسحاق‪ :‬حدثني بعض آل زيد بن عمرو بن نفيل‪ :‬إن‬
‫زيدا ً كان إذا دخل الكعبة قال‪ :‬لبيك حقا ً حقا ً تعبدا ً ورقا‪ ،‬عذت بما عاذ به‬
‫إبراهيم وهو قائم إذ قال‪ :‬إلهي أنفي لك عان راغم‪ ،‬مهما تجشمني فإني‬
‫جاشم‪ ،‬البر أبغي ل أنحال‪ ،‬ليس مهجر كمن قال‪.‬‬

‫وقال أبو داود الطيالسي‪ :‬حدثنا المسعودي‪ ،‬عن نفيل بن هشام بن سعيد‬
‫بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ :‬أن زيد بن عمرو‪،‬‬
‫وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتى انتهيا إلى راهب بالموصل فقال‬
‫لزيد بن عمرو‪ :‬من أين أقبلت يا صاحب البعير؟ فقال‪ :‬من بنية إبراهيم‪.‬‬
‫فقال‪ :‬وما تلتمس؟ قال‪ :‬ألتمس الدين‪.‬‬

‫قال‪ :‬ارجع‪ ،‬فإنه يوشك أن يظهر في أرضك‪.‬‬


‫قال‪ :‬فأما ورقة فتنصر‪ ،‬وأما أنا فعزمت على النصرانية فلم يوافقني‪،‬‬
‫فرجع وهو يقول‪:‬‬
‫لبيك حقا حقا ‪ :::‬تعبدا ورقا‬
‫البر أبغي ل أنحال ‪ :::‬فهل مهجر كمن قال‬
‫آمنت بما آمن به إبراهيم وهو يقول‪ :‬أنفي لك عان راغم‪ ،‬مهما تجشمني‬
‫فإني جاشم‪ ،‬ثم يخر فيسجد‪.‬‬
‫قال‪ :‬وجاء ابنه يعني سعيد بن زيد أحد العشرة رضي الله عنه فقال‪ :‬يا‬
‫رسول الله إن أبي كما رأيت وكما بلغك فاستغفر له‪.‬‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأتى زيد بن عمرو بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫ومعه زيد بن حارثة‪ ،‬وهما يأكلن من سفرة لهما‪ ،‬فدعواه لطعامهما فقال‬
‫زيد بن عمرو‪ :‬يا ابن أخي أنا ل آكل مما ذبح على النصب‪.‬‬
‫وقال محمد بن سعد‪ :‬حدثنا محمد بن عمرو‪ ،‬حدثني أبو بكر بن أبي سبرة‪،‬‬
‫عن موسى بن ميسرة‪ ،‬عن ابن أبي مليكة‪ ،‬عن حجر بن أبي أهاب قال‪:‬‬
‫رأيت زيد بن عمرو وأنا عند صنم بوانة‪ ،‬بعد ما رجع من الشام‪ ،‬وهو يراقب‬
‫الشمس‪ ،‬فإذا زالت استقبل الكعبة فصلى ركعة سجدتين‪.‬‬

‫ثم يقول‪ :‬هذه قبلة إبراهيم وإسماعيل‪ ،‬ل أعبد حجراً‪ ،‬ول أصلي له‪ ،‬ول آكل‬
‫ما ذبح له‪ ،‬ول أستقسم الزلم‪ ،‬وإنما أصلي لهذا البيت حتى أموت‪ ،‬وكان‬
‫يحج فيقف بعرفة‪ ،‬وكان يلبي فيقول‪ :‬لبيك ل شريك لك ول ند لك‪ .‬ثم يدفع‬
‫من عرفة ماشيا ً وهو يقول‪ :‬لبيك متعبدا مرقوقاً‬

‫وقال الواقدي‪ :‬حدثني علي بن عيسى الحكمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عامر بن ربيعة‬
‫قال‪ :‬سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول‪ :‬أنا أنتظر نبيا ً من ولد إسماعيل‪،‬‬
‫ثم من بني عبد المطلب‪ ،‬ول أراني أدركه‪ ،‬وأنا أؤمن به وأصدقه وأشهد أنه‬
‫نبي‪ ،‬فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السلم‪ ،‬وسأخبرك ما نعته حتى‬
‫ل يخفى عليك‪( .‬ج‪/‬ص‪)299 /2 :‬‬

‫قلت‪ :‬هلم! قال‪ :‬هو رجل ليس بالطويل ول بالقصير‪ ،‬ول بكثير الشعر ول‬
‫بقليله‪ ،‬وليست تفارق عينه حمرة‪ ،‬وخاتم النبوة بين كتفيه‪ ،‬واسمه أحمد‪،‬‬
‫وهذا البلد مولده ومبعثه‪ ،‬ثم يخرجه قومه منها‪ ،‬ويكرهون ما جاء به حتى‬
‫يهاجر إلى يثرب‪ ،‬فيظهر أمره‪ ،‬فإياك أن تخدع عنه‪ ،‬فإني طفت البلد كلها‬
‫أطلب دين إبراهيم‪ ،‬فكان من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس‬
‫يقولون‪ :‬هذا الدين وراءك‪ ،‬وينعتونه مثل ما نعته لك‪ ،‬ويقولون‪ :‬لم يبق نبي‬
‫غيره‪.‬‬

‫قال عامر بن ربيعة‪ :‬فلما أسلمت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫قول زيد بن عمرو‪ ،‬وأقرائه منه السلم‪ ،‬فرد عليه السلم وترحم عليه‪،‬‬
‫وقال‪(( :‬قد رأيته في الجنة يسحب ذيولً))‪.‬‬

‫وقال البخاري في صحيحه ذكر زيد بن عمرو بن نفيل‪ :‬حدثنا محمد بن أبي‬
‫بكر‪ ،‬حدثنا فضيل بن سليمان‪ ،‬حدثنا موسى بن عقبة‪ ،‬حدثني سالم عن عبد‬
‫الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل‬
‫بأسفل بلدح‪ ،‬قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي‪،‬‬
‫فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يأكل منها‪.‬‬
‫ثم قال زيد‪ :‬إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم‪ ،‬ول آكل إل ما ذكر‬
‫اسم الله عليه‪ ،‬وأن زيد بن عمرو يعيب على قريش ذبائحهم‪ ،‬ويقول‪ :‬الشاة‬
‫خلقها الله وأنزل لها من السماء ماء وأنبت لها من الرض‪ ،‬ثم يذبحونها‬
‫على غير اسم الله إنكارا ً لذلك وإعظاما له‪.‬‬

‫قال موسى بن عقبة‪ :‬وحدثني سالم بن عبد الله ول أعلمه إل يحدث به‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه‪،‬‬
‫فلقي عالما ً من اليهود فسأله عن دينهم فقال‪ :‬إني لعلي أن أدين دينكم‬
‫فأخبرني‪ .‬فقال‪ :‬إنك ل تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله‪.‬‬

‫قال زيد‪ :‬وما أفر إل من غضب الله تعالى‪ ،‬ول أحمل من غضب الله شيئا ً ول‬
‫أستطيعه‪ ،‬فهل تدلني على غيره؟‬
‫قال‪ :‬ما أعلمه إل أن تكون حنيفاً‪ .‬قال زيد‪ :‬وما الحنيف؟‬
‫قال‪ :‬دين إبراهيم عليه السلم‪ ،‬لم يكن يهوديا ً ول نصرانيا ول يعبد إل الله‪.‬‬
‫ً‬

‫فخرج زيد فلقي عالما ً من النصارى فذكر مثله‪ .‬فقال‪ :‬لن تكون على ديننا‬
‫حتى تأخذ بنصيبك من على غيره‪ .‬قال‪ :‬ما أعلمه إل أن تكون حنيفاً‪ .‬قال‪:‬‬
‫وما الحنيف؟ قال‪ :‬دين إبراهيم لم يكن يهوديا ً ول نصرانياً‪ ،‬ول يعبد إل الله‪،‬‬
‫فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم خرج فلما برز رفع يديه فقال‪ :‬اللهم إني‬
‫أشهدك أني على دين إبراهيم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وقال الليث كتب إلى هشام بن عروة عن أبيه‪ ،‬عن أسماء بنت أبي بكر‬
‫قالت‪ :‬رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما ً مسندا ً ظهره إلى الكعبة يقول‪ :‬يا‬
‫معشر قريش والله ما منكم على دين إبراهيم غيري‪.‬‬

‫وكان يحيي الموؤدة‪ ،‬يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته‪ :‬ل تقتلها أنا‬
‫أكفيك مؤنتها‪ ،‬فيأخذها فإذا ترعرعت قال لبيها‪ :‬إن شئت دفعتها إليك‪ ،‬وإن‬
‫شئت كفيتك مؤنتها‪ .‬انتهى ما ذكره البخاري‪.‬‬

‫وهذا الحديث الخير قد أسنده الحافظ ابن عساكر من طريق أبي بكر بن‬
‫أبي داود‪ ،‬عن عيسى بن حماد‪ ،‬عن الليث‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أسماء‬
‫فذكر نحوه‪.‬‬

‫وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬عن هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أسماء‬
‫قالت‪ :‬سمعت زيد بن عمرو بن نفيل وهو مسند ظهره إلى الكعبة يقول‪ :‬يا‬
‫معشر قريش إياكم والزنا‪ ،‬فإنه يورث الفقر‪( .‬ج‪/‬ص‪)300 /2 :‬‬

‫وقد ساق ابن عساكر هاهنا أحاديث غريبة جداً‪ ،‬وفي بعضها نكارة شديدة‪.‬‬

‫ثم أورد من طرق متعددة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‪:‬‬
‫((يبعث يوم القيامة أمة واحدة))‪.‬‬

‫فمن ذلك ما رواه محمد بن عثمان بن أبي شيبة‪ ،‬حدثنا يوسف بن يعقوب‬
‫الصفار‪ ،‬حدثنا يحيى بن سعيد الموي‪ ،‬عن مجالد‪ ،‬عن الشعبي‪ ،‬عن جابر‬
‫سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه‬ ‫قال‪ُ :‬‬
‫كان يستقبل القبلة في الجاهلية‪ ،‬ويقول‪ :‬إلهي إله إبراهيم‪ ،‬وديني دين‬
‫إبراهيم‪ ،‬ويسجد‪.‬‬

‫فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬

‫((يحشر ذاك أمة وحده‪ ،‬بيني وبين عيسى بن مريم))‪ .‬إسناده جيد حسن‪.‬‬

‫وقال الواقدي‪ :‬حدثني موسى بن شيبة‪ ،‬عن خارجة بن عبد الله‬


‫بن كعب بن مالك قال‪ :‬سمعت سعيد بن المسيب يذكر زيد بن‬
‫عمرو بن نفيل فقال‪ :‬توفي وقريش تبني الكعبة‪ ،‬قبل أن ينزل‬
‫الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين‪.‬‬
‫ولقد نزل به وإنه ليقول‪ :‬أنا على دين إبراهيم‪ ،‬فأسلم ابنه سعيد بن زيد‬
‫واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وأتى عمر بن الخطاب وسعيد بن‬
‫زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم‪ ،‬فسأله عن زيد بن عمرو بن نفيل‬
‫فقال‪:‬‬

‫((غفر الله له ورحمه فإنه مات على دين إبراهيم))‪.‬‬

‫قال‪ :‬فكان المسلمون بعد ذلك اليوم ل يذكره ذاكر منهم إل ترحم عليه‬
‫واستغفر له‪ .‬ثم يقول سعيد بن المسيب رحمه الله وغفر له‪.‬‬

‫وقال محمد بن سعد عن الواقدي‪ :‬حدثني زكريا بن يحيى السعدي عن أبيه‬


‫قال‪ :‬مات زيد بن عمرو بن نفيل بمكة‪ ،‬ودفن بأصل حراء‪ .‬وقد تقدم أنه‬
‫مات بأرض البلقاء من الشام لما عدا عليه قوم من بني لخم‪ ،‬فقتلوه بمكان‬
‫يقال له ميفعة‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫وقال الباغندي عن أبي سعيد الشج‪ ،‬عن أبي معاوية‪ ،‬عن هشام‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن عائشة قالت‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‪:‬‬
‫((دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل دوحتين))‪ .‬وهذا إسناد جيد‪،‬‬
‫وليس هو في شيء من الكتب‪.‬‬

‫ومن شعر زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله‪ ،‬ما قدمناه في بدء الخلق من‬
‫تلك القصيدة‪:‬‬

‫إلى الله أهدي مدحتي وثنائيا ‪ :::‬وقول رضيا ل يني الدهر باقيا‬
‫إلى الملك العلى الذي ليس فوقه ‪ :::‬إله ول رب يكون مدانيا‬

‫وقد قيل‪ :‬إنها لمية بن أبي الصلت‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬

‫ومن شعره في التوحيد ما حكاه محمد بن إسحاق‪ ،‬والزبير بن بكار‬


‫وغيرهما‪:‬‬

‫وأسلمت وجهي لمن أسلمت ‪ :::‬له الرض تحمل صخرا ثقال‬


‫دحاها فلما استوت شدها ‪ :::‬سواء وأرسى عليها الجبال‬
‫وأسلمت وجهي لمن أسلمت ‪ :::‬له المزن تحمل عذبا زلل‬
‫إذا هي سيقت إلى بلدة ‪ :::‬أطاعت فصبت عليها سجال‬
‫وأسلمت وجهي لمن أسلمت ‪ :::‬له الريح تصرف حال فحال‬

‫وقال محمد بن إسحاق‪ :‬حدثني هشام بن عروة قال‪ :‬روى أبي أن زيد بن‬
‫عمرو قال‪( :‬ج‪/‬ص‪)301 /2 :‬‬

‫أرب واحد أم ألف رب ‪ :::‬أدين إذا تقسمت المور‬


‫عزلت اللت والعزى جميعا ً ‪ :::‬كذلك يفعل الجلد الصبور‬
‫فل العزى أدين ول ابنتيها ‪ :::‬ول صنمي بني عمرو أزور‬
‫ول غنما أدين وكان ربا ‪ :::‬لنا في الدهر إذ حلمي يسير‬
‫عجبت وفي الليالي معجبات ‪ :::‬وفي اليام يعرفها البصير‬
‫بأن الله قد أفنى رجال ً ‪ :::‬كثيرا كان شأنهم الفجور‬
‫وأبقى آخرين ببر قوم ‪ :::‬فيربل منهم الطفل الصغير‬
‫وبينا المرء يعثر ثاب يوما ً ‪ :::‬كما يتروح الغصن النضير‬
‫ولكن أعبد الرحمن ربي ‪ :::‬ليغفر ذنبي الرب الغفور‬
‫فتقوى الله ربكم احفظوها ‪ :::‬متى ما تحفظوها ل تبوروا‬
‫ترى البرار دارهم جنان ‪ :::‬وللكفار حامية سعير‬
‫وخزي في الحياة وإن يموتوا ‪ :::‬يلقوا ما تضيق به الصدور‬
‫هذا تمام ما ذكره محمد بن إسحاق من هذه القصيدة‪.‬‬

‫وقد رواه أبو القاسم البغوي عن مصعب بن عبد الله‪ ،‬عن الضحاك بن‬
‫عثمان‪ ،‬عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال‪ :‬قال هشام بن عروة‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن أسماء بنت أبي بكر قالت‪ :‬قال زيد بن عمرو بن نفيل‪:‬‬

‫عزلت الجن والجنان عني ‪ :::‬كذلك يفعل الجلد الصبور‬


‫فل العزى أدين ول ابنتيها ‪ :::‬ول صنمي بني طسم أدير‬
‫ول غنما أدين وكان ربا ً ‪ :::‬لنا في الدهر إذ حلمي صغير‬
‫أربا ً واحدا ً أم ألف رب ‪ :::‬أدين إذا تقسمت المور‬
‫ألم تعلم بأن الله أفنى ‪ :::‬رجال كان شأنهم الفجور‬
‫وأبقى آخرين ببر قوم ‪ :::‬فيربو منهم الطفل الصغير‬
‫وبينا المرء يعثر ثاب يوما ‪ :::‬كما يتروح الغصن النضير‬

‫قالت‪ :‬فقال ورقة بن نوفل‪:‬‬


‫ً‬
‫رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ‪ :::‬تجنبت تنورا من النار حاميا‬
‫لدينك ربا ليس ربا كمثله ‪ :::‬وتركك جنان الجبال كما هيا‬
‫أقول إذا أهبطت أرضا مخوفة ‪ :::‬حنانيك ل تظهر علي العاديا‬
‫حنانيك أن الجن كانت رجاءهم ‪ :::‬وأنت إلهي ربنا ورجائيا‬
‫لتدركن المرء رحمة ربه ‪ :::‬وإن كان تحت الرض سبعين واديا‬
‫أدين لرب يستجيب ول أرى ‪ :::‬أدين لمن ل يسمع الدهر واعيا‬
‫أقول إذا صليت في كل بيعة ‪ :::‬تباركت قد أكثرت باسمك داعيا‬

‫(ج‪/‬ص‪)302 /2 :‬‬

‫تقدم أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام‪ ،‬هو وورقة بن نوفل‪،‬‬
‫وعثمان بن الحويرث‪ ،‬وعبيد الله بن جحش فتنصروا‪ ،‬إل زيداً‪ ،‬فإنه لم يدخل‬
‫في شيء من الديان‪ ،‬بل بقي على فطرته من عبادة الله وحده ل شريك‬
‫له‪ ،‬متبعا ً ما أمكنه من دين إبراهيم على ما ذكرناه‪.‬‬

‫وأما ورقة بن نوفل فسيأتي خبره في أول المبعث‪.‬‬

‫وأما عثمان بن الحويرث فأقام بالشام حتى مات فيها عند قيصر‪ ،‬وله خبر‬
‫عجيب ذكره الموي‪ ،‬ومختصره‪:‬‬

‫أنه لما قدم على قيصر فشكى إليه ما لقي من قومه‪ ،‬كتب له إلى ابن‬
‫جفنة ملك عرب الشام ليجهز معه جيشا ً لحرب قريش‪ ،‬فعزم على ذلك‬
‫فكتبت إليه العراب تنهاه عن ذلك‪ ،‬لما رأوا من عظمة مكة وكيف فعل الله‬
‫بأصحاب الفيل‪ .‬فكساه ابن جفنة قميصا ً مصبوغا ً مسموما ً فمات من سمه‪،‬‬
‫فرثاه زيد بن عمرو بن نفيل بشعر ذكره الموي تركناه اختصاراً‪ .‬وكانت‬
‫وفاته قبل المبعث بثلث سنين أو نحوها‪ .‬والله سبحانه وتعالى أعلم‪.‬‬

‫‪----------------------------------------‬‬

Você também pode gostar