Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
استمناء النساء
والرجال
تأليف
" أبو تيميه "
1
ـ إهداء :
ـ إل كل من خانته معلوماته الفقهية ..فضل سواء السبيل وهو يسب
أنه على شئ أو من يسنون صنعا !!...
ـ إل كل من يهمه أمر صلح دينه ودنياه !!..
ـ إل كل من يبحث عن الراحة النفسية والسعادة والستقرار !!..
ـ إل كل من يريد الصحة البدنية ..الظاهرية والباطنية !!..
ـ إل كل من يريد الستقامة وتذوق حلوة اليان !!..
إل هؤلء جيعا أهدي هذا البحث ..راجيا من ال أن يقق منه النفع
للجميع ..وأن يكون لن ضل طريق الق واتبع الشهوات ..سبب هداية
ورشاد ..إنه تعال سيع قريب .
2
على ال توكلت ،وهو حسب ونعم الوكيل
إن المد ل نمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بال من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ،من يهده ال فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي له .وأشهد أن
ل إله إل ال وحده ل شريك له ،وأشهد أن ممدا عبده ورسوله.
{ يا أيها الذين آمنوا اتقوا ال حق تقاته ول توتن إل وأنتم مسلمون } آل
عمران 10 :
{ يا أيها الناس اتقوا رب كم الذي خلق كم من نف سٍ واحدة وخلق منها
زوج ها و بث منه ما رجالً كثيا ون سا ًء واتقوا ال الذي ت ساءلون به والرحام
إن ال كان عليكم رقيبا } النساء 1:
{ يا أي ها الذ ين آمنوا اتقوا ال وقولوا قو ًل سديدا .ي صلح ل كم أعمال كم
ويغ فر ل كم ذنوب كم و من ي طع ال ور سوله ف قد فاز فوزا عظيما } الحزاب :
. 71 – 70
أما بعد:
،وشرّ المور فإن أصدقَ الديث كتابُ ال ،وخي الدي هدي ممد
مدثاتا ،وك ّل مُحدثة بدعة ،وكل بدعة ضللة ،وكل ضللة ف النار.
اللهم ربّ جبيل وميكائيل وإسرافيل ،فاطر السماوات والرض ،عال
الغيب والشهادة ،أنت تكم بي عبادك فيما كانوا فيه يتلفون ،اهدنا لا اخُتلِف
فيه من الق بإذنك ،إنك تدي من تشاء إل صراط مستقيم]1[ .
هذه نسخة جديدة ثانية لبحثنا " نزهة اللباب ف استمناء النساء والرجال " عزمت على إعادة النظر 1
فيها واستدراك ما يستلزمها لتخرج للقارئ بثوبا العلمي الرتب وال من وراء القصد .
3
إل كل من سبق لم الهداء آنفا ..إل كل هؤلء وغيهم ـ رجالً
ونساء ـ [ ]2أطرح عليهم السؤال التال :
ما هو الفعل الذي يقوم به المارس ،ف معزل عن الناس ـ غالبا ـ
مستخدما وسائلً شت مركه للشهوة ،بالكف تارة ..وبالتفخيذ تارة ..
وبالك تارة ..وباليال والكلم النسي تارة ونو ذلك ..؟!!
سنجتهد ـ إن شاء ال ـ ف بيان حكم هذه المارسة ...هذه العادة
الرفوضة دينيا وصحيا ونفسيا واجتماعيا ،لنكسر كل القيود ـ ومنها مارسة
هذه العادة ـ الت تكبل النفس البشرية ،وتنع النفوس السلمة الطاهرة النقية
من استئناف حياة إسلمية جديدة راشدة على منهج اللفة النبوية.
الطاب ف معظم فقرات هذا البحث موجه إل الذكور إ ّل أن العاناة قد تعم الذكور والناث ،وعليه 2
فل يعتد بصيغة الطاب وليأخذ كل من النسي ذكورا وإناثا من هذا البحث ما يتناسب مع خصائصه
ومقوماته ..
4
قلت :تأمل ف السلوب الرائع الذي وعظ به لقمان ابنه ،وهو يبي له ف
صورة بلغية رائعة ،سعة علم ال واحاطته بميع الشياء ـ ومنها مارسة هذه
العادة ــ صـغيها وكبيهـا ..دقيقهـا وجليلهـا !!..وقـد بيـ له أن ال تعال
مطلع على المور ،ل تفـى عليـه خافيـه ..ل يعجزه شـئ فـ الرض ول فـ
السماء !! ..
فلو أن حبة من خردل متناهية ف الصغر وكانت ف بطن صخرة صماء أو
كانت ف أرجاء السماوات أو ف أطراف الرض لعلم ال تعال مكانا ولتى با
سبحانه وتعال ...ال أكب !!
ل إله إل ال أحاط عل مه ب كل ش يء ...يرى دب يب النملة ال سوداء على
الصخرة السوداء ف الليلة الظلماء ..يرى مخ ساقها وجريان الدم ف عروقها
..يعلم خائ نة الع ي و ما ت في ال صدور ،فأ ين يت بئ م نه العا صي إذا أراد أن
{ فأين تذهبون } التكوير 26: يعصيه ؟!! قال ال
فكيف إذا تسمى هذه المارسة بالعادة السرية !!..وكيف يارسها السلم
وهو يعلم علم اليقي أن ال ينظر إليه ومطلع على حركاته وسكناته ؟!!
قال سيد قطب ـ رحه ال ـ ف تفسي الية السابقة [ " ]3وما يبلغ تعبي
مرد عن د قة علم ال وشوله ،وعـن قدرة ال سبحانه ،و عن د قة ال ساب
وعدالة اليزان ما يبلغ هذا الت عبي ال صور .وهذا ف ضل طري قة القرآن العجزة
الميلة الداء ،العميق اليقاع ..
حبة من خردل .صغية ضائعة ل وزن لا ول قيمة { فتكن ف صخرة } ..
صلبة مشورة فيها ل تظهر ول يتوصل إليها { .أو ف السماوات } ..ف ذلك
الكيان الائل الشاسع الذي يبدو فيه النجم الكبي ذو الرم العظيم نقطة سابة
أو ذرة تائهة { .أو ف الرض } ضائعة ف ثراها وحصاها ل تبي { .يأت با
ال } ..فعلمه يلحقها ،وقدرته ل تفلتها { .إن ال لطيف خبي } ..تعقيب
يناسب الشهد الفي اللطيف .
ويظل اليال يلحق تلك البة من الردل ف مكامنها تلك العميقة الوسيعة
ويتملى علم ال الذي يتابع ها .ح ت ي شع القلب وين يب ،إل اللط يف ال بي
5
بفايا الغيوب .وتستقر من وراء ذلك تلك القيقة الت يريد القرآن إقرارها ف
القلب .بذا السلوب العجيب " .ا.هـ []4
عجبا لال السلم ..فإل هذه الدرجة ـ يا أيها الناس ـ هان ال ف نظر
المارس ..حت أصبح أهون الناظرين إليه ..
فلو كان أمام المارس ــ سـنبي إن شاء ال حكـم السـتمناء بيده أو بيـد
زوجته ـ أحد من الناس ولو طفل صغي ينظر إليه ..أكان يرؤ على مواقعة
{ أتشونم .فال أحق أن تشوه العصية أمامهم !! أين نن من قول ال
إن كنتم مؤمني } التوبة . 13 :
فإن المارس ل يقوم بذا الفعـل إل أن تكون خشيتـه وخوفـه مـن ال ،
أصـبحت ضعيفـة هشـة ل وزن لاـ ..ل تلمـس حرارة قلبـه ..ماـ يؤدي بـه
الطاف إل أنه ل يتنع عن فعل هذه العادة ـ وغيها من العاصي ـ أمام الناس
إل أن تكون هي الشية والوف والتهيب منهم وليس من ال الطلع عليه ..
وال تعال ع قب على سؤاله ـ { أتشون م } ـ ب ا هو أ شد ا ستجاشة
للقلوب من هذا ال سؤال { ..فال أ حق أن تشوه إن كن تم مؤمن ي } .ف من
أحق أن يشى منه يا عبد ال ..أحق أن يستحى منه ..أهو ال أم العبيد !!
{ أل يأن للذيـن آمنوا أن متـ نسـتشعر عتاب ال لنـا ،عندمـا قال ال
تشع قلوبم لذكر ال وما نزل من الق ول يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من
قبل فطال عليهم المد فقست قلوبم وكثي منهم فاسقون } الديد . 27 :
هـل ننـ نتأثرنـا ونسـتشعر مدى خطورة عتاب ال لنـا ..لاذا نسـتبطئ
السـتجابة الكاملة والضوع التام لمـر ال ..؟!! لاذا نرتكـب أمثال هذه
الع صية مع الكر ي !! ..الذي أفاض علي نا من نع مه الظاهرة والباط نة ال ت ل
يستطيع أحد على وجه الرض أن يصيها !!..
لاذا ل نتأ ثر بذا العتاب الذي ف يه الود ..وفي ها ال ض ..وف يه ال ستجاشة
بلل ال وقدرته ..والشوع والراحة بذكره ..ونتلقى ما نزل من الوامر با
يليق بلل الق من الشية والستسلم والطاعة والضوع التام له ..
إن هذا القلب البشري سريع التقلب ..سريع الن سيان ..فإذا طال عل يه
المد بل تذكي وخوف وخشيه تبلد ،وانطمس ..وأظلم وأعتم !! فل بد من
6
التذكي والعمل با يبه ال ويرضاه ..لبد من اليقظة الدائمة ـ يا عبد ال ـ
ومراقبة ال ف السر والعلن كي ل يصاب القلب بالتبلد والقساوة ..
فإن قيل :إن القلب يا أبا تيميه قد أصيب بذا فما هو الل !!..
أقول :إن على ال سلم أن ل ييأس من قل به الا مد الا مد القا سي ..فإ نه
بقدر ال وقوتـه يكـن أن تدب فـ القلب الياة وأن يشرق فيـه النور ..وأن
ي شع لذ كر ال ..ع ند التو بة الن صوح الال صة ـ سنشي لشروط التو بة إن
شاء ال ـ الباعثة للعمل والجتهاد ..فإن ال يي الرض بعد موتا ،فتنبض
الياة وتزخر بالنبت والزهر ،وتنح الكل والثمار وكذلك القلوب حي يشاء
ال تعال ..فل تيأس يا عبد ال ،اصدق ف توبتك مع ال واستعن به ،فإن ال
يب التوابي ويب أن يُحب .
وإنن أعيذ نفسي وإخوان من أن نتصف بسمات النافقي ،والت منها ما
{ يستخفون من الناس ول يستخفون من ال وهو معهم إذ يبيتون قاله ال
ما ل يرضى من القول .وكان ال با يعملون ميطا } النساء . 108 :
قال نبة من العلماء ف تفسي هذه الية [ " : ]5يستترون من الناس خوفا
من إطلعهم على أعمالم السيئة ،ول يستترون من ال تعال ول يستحيون منه
وهو عز شأنه معهم بعلمه ،مطلع عليهم حي يدبرون ـ ليلً ـ ما ل يرضى
من القول ،وكان ال ـ تعال ـ ميطا بميع أقوالم وأفعالم ،ل يفى عليه
منها شئ " .ا.هـ
ف قد تبي م ا سبق ـ ول ال مد وال نة والف ضل ـ أن م صطلح " العادة
السرية " ليس بصحيح إن كان المارس يقصد به أنه ل يطلع عليه أحد ـ لو
ل يطلع عل يه أو تردد ف ذلك أو ا ستحله أو شك ال سلم أو اعت قد بأن ال
جحده أو تفاخر بذا ،فهو كافر مرتد عن الدين ،لنه مكذب لنصوص القرآن
والحاد يث القطع ية الدللة ف هذا الشأن ،وإن ا لو اعت قد أن ال مطلع عل يه
ولكن لضعف إيانه وكثرة تسلط الشياطي عليه وطغيان شهوته عليه من دون
ن في إطلع ال عل يه ،ث مارس هذه العادة ف هو عا صي مذ نب إن شاء غ فر له
ال وإن شاء عذبه ،ولكن ل يلد ف النار من مات ل يشرك بال شيئا من مات
7
،وإن ا لو كان ق صده بأن اللق ل على التوح يد [ ]6ـ ب ا في هم ال تعال
يطلعون عليه دون ال ،فهو مق ـ غالبا ـ ولكن هذا ل يعن تبير فعل هذه
أحق أن يستحى منه ويشى منه وليس العبيد !! . العادة ،لن ال
ولذه العادة مسـميات ،فتسـمى كذلك بــ" السـتمناء " أي " :
استدعاء خروج الن " ا.هـ [ . ]7وكذلك تسمى بـ " الضخضة " [.]8
وت سمى أيضا ب ـ " نكاح ال يد " أو ب ـ " نكاح اليم ي " ل ا ورد من
الحاديث ف ذلك ،ولكنها بأسانيد ضعيفة ل ترقى إل صحتها .وتسمى هذه
العادة كذلك بـ " جَلد عُمية " عند العرب .
قال الشاعر :
إذا حللت بوادٍ ل أنيس به ..
فاجلد عميةَ ل عا ٌر ول حرج ..
لطيفة :قد ذكر ف نوادر الغفلي ،أن مغفلً كانت أمه تلك جارية تسمى
ب ـ " عُمية " فضربت ها مرة ،ف صاحت الار ية ،ف سمع قوم صياحها ،فجاءوا
وقالوا مـا هذا ال صياح ؟!! فقال لمـ ذلك الغفـل :ل بأس ،تلك أ مي كا نت
تَلد عُمية !!.
أقول :إن هذه العادة تتلف مـن مارس لخـر ..مـن حيـث الوسـائل
والطرق ومعدل المارس ..فمنهم من يارساها بشكل مستمر ومنتظم يوميا أو
أسبوعيا أو شهريا ومنهم من يارسها بشكل غي منتظم ،بل ربا يصل المارس
بعمل هذه العادة إل عدة مرات يوميا ،ومنهم من يارسها عند الوقوع على أمر
مرك للشهوة بقصد أو بدون قصد ..
وتنت هي هذه العمل ية ع ند البالغ ي بإنزال ال ن ،وع ند ال صغار بال ستمتاع
فقط دون النزال لصغر السن .
ثانيا :ما مدى انتشارها ؟
قال النووي ف شرحه لصحيح مسلم " : 217 / 1فل يلد ف النار أحد مات على التوحيد ولو عمل 6
من العاصي ما عمل ،كما أنه ل يدخل النة أحد مات على الكفر ولو عمل من أعمال الب ما عمل ،
هذا متصر جامع لذهب أهل الق ف هذه السألة " .ا.هـ
انظر لسان العرب . 7
قاله صاحب أضواء البيان ف السألة الثالثة عند تفسيه لسورة الؤمنون من الية 9 -1 8
8
قال موقع " صحة " على الشبكة " :تنتشر العادة السرية بي الشباب
انتشارا كبيا حت يكن القول أن %95 - 90من الشباب وحوال %70
من الشابات يارسون هذه العادة ف حياتم بصور متلفة وعلى فترات قد تطول
أو تقصر حسب حالة الشخص النفسية والصحية ،ومارسة هذه العادة تعتب
نوعا من الروب من النس ومشاكله ،فهي عملية تعتب سهلة تارس ف أي
وقت وأي مكان عند اللوة بنفسه ،وذلك للحصول على الراحة النفسية
الوقتية لتشبع الرغبة النسية دون حرج أو تمل مسؤولية الزواج أو إصابته
برض تناسلي ،ولسهولتها فإنا تدفع الشباب إل مزاولتها باستمرار حت تصبح
عادة لا موعد مدد لتصبح إدمانا مستحبا لن يزاولا .
ومن اللحظ انتشار هذه العادة أكثر ف الجتمعات الت تضيق على
الشباب مارسة النس وخاصة عند التقدم للزواج ،ومدى السؤولية الت يب
عليه أن يتحملها ـ مثل عزوف الشباب عن الزواج بسبب غلء الهور ـ ،
كما أن الشباب تشى مارسة النس ف الماكن غي الشروعة وذلك خوفا من
إصابتهم بالمراض التناسلية أو لسباب دينية .
وقد دلت البحوث إل أنه يكن أن يكون لبعض الطفال نشاط جنسي قبل
البلوغ ،يتمثل ف اللعب والعبث بالعضاء التناسلية بغية الستمتاع ،حيث
وجد أن 53حالة من بي 1000حالة قد مارست العادة السرية ،وقد كانت
النسبة الكبى تص الولد الذكور ف الرحلة ما بي سبع إل تسع سنوات،
فانتشار هذه العادة عند الولد أكثر منه عند البنات ،كما وجد ف بعض
الدراسات أن %98من الولد قد زاولو هذه العادة ف وقت من الوقات .
يرى بعض الهتمي بالتربية أن مارسة هذه العادة يبدأ ف سن التاسعة عند
%10من الولد .ويرى البعض الخر أنا تبدأ ف الفترة من سنتي إل ست
سنوات .وبعضهم يرى أنا تبدأ من الشهر السادس تقريبا .وبعضهم يتطرف
فيجعل بدايتها مع اليلد ،إذ يؤول جيع نشاطات الطفل بأنا نشاطات جنسية ،
وهذا بل شك خطأ مض ل يلتفت إليه ،ول يلتفت أيضا إل قول يرى بداية
مارسة العادة السرية عند الطفل قبل أن يتمكن الطفل من التحكم تكما كاملً
ف استعمال يديه ،والصول على بعض العلومات ف الجال النسي .ولعل
9
أنسب القوال ،وأقربا إل الصواب أن بداية مارسة هذه العادة بطريقة
مقصودة غي عفوية يكون ف حوال سن التاسعة ؛ إذ أن الطفل ف هذا السن
أقرب إل البلوغ ونو الرغبة النسية الكنونة ف ذاته .
أما مرد عبث الولد الصغي بعضوه التناسلي دون الركة الرتيبة الفضية
لجتلب الشهوة أو الستمتاع ل يعد الستنماء ،أو عادة سرية ،وهذا الفهوم
مبن على تعريف العادة السرية بأنا العبث بالعضو التناسلي بطريقة منتظمة
ومستمرة لجتلب الشهوة والستمتاع .ل مرد التزام العضو من وقت لخر
دون هذه الركة الستمرة " ..ا.هـ
يتعرف الشخص على هذه العادة عن طرق عدة ،إما عن طريق كتاب
يتحدث بدقة وتفصيل عنها ،فيتعلم كيفيتها فيمارسها من باب الطلع
والتجربة فيستحسنها فيأخذها سلوك يتبع أو عن طريق الكتشاف فيكتشف
بنفسه لذة العبث بعضوه .
وأعظم الطرق وأخطرها هو تعلم هذه العادة عن طريق رفقاء السوء من
أولد القرباء أو اليان أو زملء الدرسة .ففي بعض الوقات ـ بعيدا عن
نظر الكبار ـ يتمع هؤلء الولد ،ويتناقلون معلومات حول النس،
ويتبادلون خباتم الشخصية ف مارسة العادة السرية ،فيتعلم بعضهم من بعض
هذه المارسة القبيحة .
وربا بلغ المر ببعضهم أن يكشف كل ولد منهم عن أعضائه التناسلية
للخرين ،وربا أدى هذا إل أن يتناول بعضهم أعضاء بعض .بل ربا أدت
خلوة اثني منهم إل أن يطأ أحدها الخر .فتغرس بذلك بذرة النراف،
والشذوذ النسي ف قلبيهما فتكون بداية لنرافات جنسية جديدة .كما أن
الادم النحرف يكن أن يدل الولد على هذه العادة القبيحة ويارسها معه
فيتعلمها ويتعلق با .
10
رابعا :حكم الستمناء :
فالستمناء أمر اختلف الفقهاء ف حكمه على ثلثة أقوال ،وهي كالتال :
11
ـ ف أضواء البيان [ ]14أن المهور وقد ذكر الشنقيطي ـ رحه ال
يقول بالتحري ،وبي ذلك ـ رحه ال ـ عند تفسيه لسورة الؤمنون [.]15
وهذا القول هو مذهب الشيخ ابن باز وابن عثيمي واللبان ـ رحهم ال
جيعا ـ وغيهم .
قال الشيخ اللبان ـ رحه ال ـ " :وأما نن فنرى أن الق مع الذين
حرموه مستدلي بقوله تعال { :والذين هم لفروجهم حافظون .إل على
أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإنم غي ملومي .فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك
هم العادون } ول نقول بوازه لن خاف الوقوع ف الزنا ،إل إذا استعمل
الطب النبوي وهو قوله صلى ال عليه وسلم للشباب ف الديث العروف المر
لم بالزواج " :فمن ل يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " ولذلك فإننا ننكر
أشد النكار على الذين يفتون الشباب بوازه خشية الزن ،دون أن يأمروهم
بذا الطب النبوي الكري " .ا.هـ []16
وقد استدل أصحاب هذا القول بملة من الدلة أهها ما يلي :
12
قال البيهقي ف سننه [ ]17ـ حكاية النع عن الشافعي ـ ":قال الشافعي :
ل يل العمل بالذكر إل ف زوجة أو ملك يي ،ول يل الستمناء " .ا.هـ
وقال ممد بن الكم :سعت حرملة بن عبد العزيز قال " :سألت مالكا
عن الرجل يلد عُمية ,فتل هذه الية { والذين هم لفروجهم حافظون ـ إل
قوله ـ العادون } " ا.هـ [. ]18
وقال صاحب تفسي الللي { " :فمن ابتغى وراء ذلك } من الزوجات
والسراري كالستمناء باليد ف إتيانن { فأولئك هم العادون } التجاوزون إل
ما ل يل لم " .ا.هـ
وقال ابن كثي ـ رحه ال ـ ف تفسيه " :وقد استدل المام الشافعي ـ
رحه ال ـ ومن وافقه على تري الستمناء باليد بذه الية الكرية { والذين
هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم } قال فهذا
الصنيع خارج عن هذين القسمي وقد قال ال تعال { فمن ابتغى وراء ذلك
فأولئك هم العادون } " ا.هـ
وقال صاحب أضواء البيان ـ رحه ال ـ ف السألة الثالثة عند تفسيه
لسورة الؤمنون من الية " : 9 -1اعلم أنه ل شك ف أن آية { قد أفلح
الؤمنون } هذه الت هي { فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } تدل
بعمومها على منع الستمناء باليد العروف ،بلد عمية ،ويقال له الضخضة،
لن من تلذذ بيده حت أنزل منيه بذلك ،قد ابتغى وراء ما أحله ال ،فهو من
العادين بنص هذه الية الكرية الذكورة هنا " .ا.هـ
قلت :فقد تبي ما سبق أن الية صرية ف عموم وجوب حفظ الفرج ،أي
ف حفظ كل ما معن بهِ استمتاع بالفرج ،وعلى أن ل يرسل ما فيه ـ من الن
لنه من جلة الستمتاع ـ إل على الزواج أو السراري ـ خرج الحتلم ـ
فمن طلب الستمتاع بفرجه ف غي الستثن منه ـ الزواج أو السراري ـ
كإتيان بيمة أو زنا أو لواط ،أو استمناء بيده أو بآلة ،ونو ذلك ـ ما يكون
من اختصاص النكاح والماع ـ فهو كامل ف ماوزة الد والعدوان .
فإن قيل :من أين لك هذا الستنباط يا أبا تيميه ؟!!.
13
قلت :فإن الية إما أن تكون عامة أو مملة فلو كانت الية عامة .فإن
العموم له صيغ ف اللغة خاصة به موضوعة له تدل على العموم حقيقة ،ول
تمل على غيه إل بقرينه .
ومن صيغ العموم ،أدوات الستفهام .ومنها " من " ،وهي ف قوله تعال
{ :فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } فقوله تعال " فمن " هي
صيغة من صيغ العموم ،فيدخل فيها كل معن فيه استعمال للفرج واستدعاء
للشهوة با يص موضوع الزواج والسراري ..
فكل من ابتغى أي شئ فيه نوع من الستمتاع والشهوة ـ وهو من معن
استعمال الفرج ـ ف غي الزواج والسراري فهو من العادين التجاوزين .
فإن قيل :لاذا ل نقيد الية بالفرج فقط دون عموم الستمتاع فتكون الية
{ فمن ابتغى نكاح فرج غي فرج الزوجات والملوكات فأولئك هم العادون }
وبذلك يكون التقيد هو ف حرمة الزنا واليلج ل فعل الستمناء ؟!!..
أقول :هذا كلم باطل ،لن الستمتاع أمر عام ،فهو يشمل اليلج ف
فرج الزوجة ..ويشمل الزنا ..ويشمل الستمناء ـ طبعا كل هذه المور
تسمى استمتاعا ،ولكن هناك استمتاع مرم كالزنا واستمتاع جائز كوطء
الزوجة ـ وبالتال ل يمل العموم على غيه إل بقرينه ،ول قرينه هنا ظاهرة
لمله على الفرج فقط دون الستمتاع ..بل إن الستمتاع أعم وأشل من
الفرج ،فقد يأت الرجل زوجته وهو غي مستمتع با ..وقد يفعل الرجل
الستمناء وهو مستمتع به ..وبذلك تبي أن الستمتاع أعم وأشل ويكون
الفرج واستعماله من أفراد العام ..
ث إن الستمناء كان موجودا فيما بي العرب ،والدليل على ذلك ما يلي :
أولً :جاء ف القاموس الحيط ـ فصل العي ـ العَمرُ " :وأبو عُ َم ْيرٍ :كُنَْيةُ
الذّ َكرِ .و َج ْلدُ عُ َم ْيرَةَ :كناَيةٌ عن الستمناء باليد " :ا.هـ
ثانيا :ما جاء ف بعض أشعار العرب ما يدل على أنم يعرفونه .
قال الشاعر :
إذا حللت بوا ٍد ل أنيس به ..
فاجلد عمية ل عا ٌر ول حرج ..
14
ثالثا :وما يدل على أن هذه العادة معروفه هو ما جاء ف بعض الحاديث ـ
ولكن فيها ضعف ـ والت تشي إل فعل الستمناء بصطلحات كناكح يده أو
كناكح يينه .
فإن عرفت أن هذه المارسة معلومة عند العرب ..فأقول :
إن العادة مَحكمةَ ..وهي تدخل ف الطاب عموما ،وإذا كان المر
كذلك ..فإن الستمتاع أمر عام ،ويدخل فيه العتاد ـ كالعادة السرية ـ
ويعد ما تت عموم الستمتاع من أفراد العام ـ ومنه الستمناء ـ .
ل ـ فورد
وف الحكام إذا كان من عادة الخاطبي تناول طعام خاص ـ مث ً
خطاب عام بتحري الطعام ـ كقولك :حرمت عليكم الطعام ـ فقد اتفق
المهور من العلماء على إجراء اللفظ على عمومه ف تري كل طعام على وجه
يدخل فيه العتاد ول يص طعام دون آخر إل بقرين ،وبذلك يكون تري
الستمتاع ـ وهو أمر عام ،أي استعمال الفرج وغي تصينه وحفظ ما فيه من
الن ـ يرى لفظه ف تري كل استمتاع هو من حقه أن يكون للزواج
والسراري ـ أي فيما يتعلق ف النكاح والماع ـ ويدخل فيه ما هو معتاد
كالعادة ،ول يصص ويرج هذا العموم إل بقرينه ..ول قرينة لذلك ،
وبالتال :فإنه يدخل فيما وراء ذلك ـ لغي الزوجة أو ملك اليمي ـ كل
وجوه الستمتاع الت تكون بي الزواج والسراري خاصة .
وإما أن تكون الية ممله ،فأقول :إن الجمل ل يتج به إل بعد بيانه ،
وقد جاء ف كتاب ال وسنة نبيه صلى ال عليه وسلم ما قد يصدق على حرمة
الستمناء استنباطا واضحا ،وسنشي إل ذلك عند الدليل السابع وما بعده إن
شاء ال تعال .
15
تاب ال عليه :الناكح يده والفاعل والفعول به ،ومدمن المر والضارب
والديه حت يستغيثا ،والؤذي جيانه حت يلعنوه والناكح حليلة جاره "
قلت :فإن ف سند هذا الديث ضعف [ ]19وإسناده فيه من ل يعرف
لهالته .فيه مسلمة بن جعفر ضعيف .وبالتال ل حجه لذا الفريق ف هذا
الديث .
قالوا :إن الستمناء يناف تصيل منفعة التناسل والت اعتن وحافظ عليها
الشرع ،فبالستمناء ل تصل منفعة التناسل .
أقول :هذا الكلم غي صحيح على إطلقه ،بل يقيد فيمن هو يستمن
ويستغن بذلك عن الزواج والناب مطلقا ،فهو يد أن ل حاجه له ف الزواج
ما دام أنه وجد وسيلة لفراغ ثورة غريزته ـ طبعا من مقاصد النكاح العفاف
والناب وليس فقط الستمتاع ،وهناك مقاصد أخرى فراجع مقالنا بعنوان "
نوة الجتمع " على الشبكة إن شئت ـ وإن كان المر على غي هذا
التقييد ،فإنه يلزمنا أن نقول ما سبق من استدلل ف العزل ،بأنه يناف تصيل
منفعة التناسل .
فإن العزل ـ إخراج الن خارج فرج الزوجة ـ جائز للحاجة وبرضى
الزوجة ،ومع ذلك فهو ل يقطع بذلك التناسل وإن كان يقطع لا جاز العزل
أصلً لنه مالف لقاصد الزواج ..
فتبي أن هذا الدليل ل يكون على إطلقه ..وإنا هو تعليل يمل على من
ديدنه الستمناء وحياته مشغولة به ،ما أدى به الال إل العراض عن الزواج
لشعوره بأنه وجد مصرفا لثورة غريزته ..أو من يعزل ـ وكذلك عند استمناء
الزوجة للزوج بيدها ل بيده ـ لغي حاجه ..فهذا يناف ـ بل شك ـ مقاصد
الشريعة والت منها منفعة التناسل والتكاثر ..
انظر ابن الوزي " التناهية " . 633 / 2وابن كثي " التفسي" . 319 / 3وابن حجر " التلخيص 19
" . 188 / 3والديث ضعفه اللبان ف سلسلة الحاديث الضعيفة 1 / 490ح . 319
16
وأما الذي يارس العادة مرة كل فتره أو كل مدة قصرت أم طالت ،فهو ل
يناف بذلك مصلحة التناسل ،كحال من يعزل بي فتره ـ للحاجة وبرضى
الزوجة ـ وفترة ،فهل هو بعزله يناف مصلحة ومنفعة التناسل ؟!!..
فإن قيل :ل ـ ولبد ـ فيقال كذلك إذا ف الستمناء عند من يستمن
ـ وهذا ل يعن أننا نيز الستمناء ،وإنا هو رد على التعليل وسيأت بيان
الراجح ف حكم الستمناء إن شاء ال تعال ـ بي كل فترة وفترة مع عدم
العراض عن الزواج والناب بالكلية .
ث إن هناك من كانوا على انتظام ف المارسة ،قد تزوجوا وأنبوا ،ول تناف
مارستهم لذلك مصلحة التناسل ،بل الذي يناف مصلحة التناسل هو من تقدم
ذكره وبيانه آنفا ..فانتبه !!.
17
لورود عدة احتمالت وترجيحات ف السألة ،وإذا تطرق التعليل لعدة
احتمالت ،سقط به الستدلل ..وعليه ،فل حجة لذا الفريق بذا الدليل .
سنشي ف ثنايا هذا البحث إن شاء ال الفرق بي الستمناء وبي الماع واليلج ف الفرج . 21
18
ليكسب الراحة والتجدد ،بل يرهق نفسه إل حد الفراط وهذا ما يؤدي إل
الضرر به وهذا المر بلف من يارسها بي كل فتره وفترة ،فهو بذلك لن
يؤثر على الهاز التناسلي والهاز العصب .وإنه بي كل فتره وفترة سيعيد
لعضائه نشاطها السابق بشرط أن تكتسب فترة من الراحة العتبة .
وهذا ل يعن أننا بذا نفند دليل الضرر ..بل إننا نبي أن الضرر يقع على
الفرط ل على غيه ..ومع هذا فإنن أقول :
إن حرمة الستمناء ل تتعلق بضرر البدن أو عدمه بالدرجة الول ،بل إن
دليل التحري ف السألة هو ما ثبت أولً بالدرجة الول كما ف الية السابقة ـ
ف الدليل الول ـ وليس ضرر البدن هو علة التحري ،بيث يثبت التحري
بوجوده وينتفي بعدمه ..بل إن قال الطباء بعدم الضرر فل ينتفي هذا مع
حكم التحري ـ ولو كان الستمناء بي فترة وفترة ـ ولكن لو قالوا بضرره
ـ سواء بمارسه مفرطة أو دون ذلك ـ فهذا آكد ف التحري لرمة الضرر
وهو دليل معتب شرعا مع حرمة الستمناء ف الصل ..فالضرر هو دليل من
أدلة التحري ل أصل ف دليل مسألة التحري ..فانتبه !!.
ث إن ما سبق بيانه ل يبيح للشخص أن يارس العادة بي كل فترة وفترة
بدون إفراط كذلك ـ كما قد يفهم من كلمنا ـ بل إن فعلها مرة واحدة هو
مفتاح لفعلها عدة مرات ..وأما الذي يزعم أنه يفعلها مرة بي الفترة والخرى
ول يركن إليها ،هو ف حقيقة أمره أنه واقع ومتلبس بتلبيس إبليس ..وسيأت
على هذا التلبس اليوم الذي يتذكر فيه هذا التلبيس وسيعلم أن سبب إدمانه
وتفريطه كان بمارسة العادة مرة بعد مرة ..إل أن زين له الشيطان سوء عمله
فراءه حسننا حت أصبح يتساهل ف المر إل أن أصبح مارس مترف وشرس ،
فضل عن كونه حاملً قلبا لهي غافل مريض !!..
ث إذا ثبت حكم شيء بدليل معتب ـ كما ف مسألتنا ـ فل يضرّ جهلنا
بِكمة ذلك الكم بالذات ؛ لنّ من أحكام ال تعال ما هو معللٌ بيث نفهم
حكمته بالذات ومنها ما ليس كذلك بل هو تعبدي ،وهذه قاعد ٌة عامةٌ مهمةٌ
ينبغي لكل مؤمن أن يق ّر با .
19
وإذا تبي لك ذلك ،فأعلم أن الضرر مرم ف الشريعة ،بيث أنك ل تضر
نفسك ول تضر غيك ،فإن وقع الضرر وقع الث ،والدلة على ذلك كثية
ومنها ما يلي :
20
فإن مارس العادة بشراسة وإفراط يؤدي به هذا الفعل إل حدوث جلة
أضرار نفسية تنصب عليه من أهها ما يلي :
21
كما أن للعادة أضرار نفسية وجسمانية ،فهي كذلك تؤثر على الجتمع ،
ومن جلة هذه الضرار ما يلي :
أقول :ليس الغرض ـ الساسي ـ ما سبق ،هو بيان أضرار هذه العادة
بالتفصيل والتأصيل ،فإن أضرارها معلومة للقاصي والدان وإنا الغرض من
بيان ما سبق هو التذكي والتنبيه على خطورة هذه العادة عموما ..ل سيما لو
كان خطرها يهدد صلح دين الشخص واستقامته ،ما يكون استعمالا سبب
من أسباب نزول البلء ومرض القلب وضعف اليان وغي ذلك ..
ومن أراد الستزادة ومعرفة الدلة على ما سبق ـ طبيا ـ بيانه من أضرار
نتيجة هذه العادة ،يرجى الرجوع إل البحوث التال :
22
•للرجال فقط :للدكتور ممد مغاوري .
واختم دليل ضرر العادة السرية با قاله الدكتور ممد مغاوري ف كتابه
بعنوان " للرجال فقط " ـ ويتحدث فيه عن الهاز التناسلي للرجل
والمراض الت تصيب الرجل ،وما يتعلق بذلك من أمور الستمتاع ـ يقول :
" وأقول لقارئ هذا الكتاب :احترس تام الحتراس من العادة السرية ،فهي
تسبب مشاكل كثية أذكر منها :ضعف البصر ،وعدم القدرة على التركيز،
وضياع الفظ ،واحتقان الجاري التناسلية ،وربا أدت العادة السرية إل
مشكلة كبية عند الزواج وهي عدم قدرة الرجل على مارسة العملية النسية
مع زوجته ،هذه بعض الخاطر..
ولن يريد الستزادة فليجع إل الطولت من كتب الطب ليجد هذا
الكلم بأدلته وشواهده من الياة العملية ما يضيق عنه القام " ا.هـ [.]24
ومن الدلة الت يشهد لا صدق منع الستمناء ،هو ما قاله عَ ْبدُ ال ّل ِه ـ
جدُ
صلّى ال ّلهُ َعلَ ْي ِه وَ َس ّلمَ شَبَابًا ،لَا نَ ِ
رضي ال عنه ـ قال " :كُنّا مَعَ النّبِيّ َ
شرَ الشّبَابِ مَنْ
صلّى ال ّلهُ َع َل ْيهِ وَ َس ّلمَ :يَا َمعْ َ
شَيْئًا َ .فقَالَ لَنَا رَسُولُ ال ّلهِ َ
ج َومَنْ َلمْ يَسْتَطِعْ
صرِ َ ،وأَ ْحصَنُ ِل ْلفَرْ ِ
ض ِللَْب َ
ع الْبَاءَ َة َفلْيََت َزوّجْ َ ،فإِّنهُ أَغَ ّ
اسْتَطَا َ
ص ْومِ َفإِّنهُ َلهُ وِجَاءٌ " .رواه البخاري
فَ َعلَ ْيهِ بِال ّ
قلت :فإن النب صلى ال عليه وسلم أرشد الشباب الذي ل يستطيع
الباءة ـ النفقة والماع ـ على الصيام ،فلو كان ف الستمناء خي لرشدهم
إليه .
فإن قيل :ل يلزم من أن كل ما ل يرشد إليه النب صلى ال عليه وسلم ،
يكون حراما .
أقول :للرد على هذه الشبهة من وجوه هي كالتال :
23
أولً :إن العادة كانت معروفه لدى العرب ـ كما بينا ذلك آنفا ـ ولو
كانت هذه العادة القبيحة مباحة لرشد النب صلى ال عليه وسلم إليها الشباب
لنا أيسر عليهم ـ لو كنت مباحة ـ واخف مشقة عليهم من الصوم ـ
ونعلم أن النب جاء رحة للعالي ـ بل وفيها استمتاع وراحة ولذة ـ طبعا لذة
ناقصة بدود اليال والذي يستمتع فقط هو العضو بلف لو كان النزال عن
طريق الماع فإن السد كله يتحد مع السد الخر فيتلذذ السد كله ـ
ولكن لا كانت إثا ومعصية وفساد متعدي اختار لم النب صلى ال عليه وسلم
الصوم ،كما قالت عائشة رضي ال عنها " ما خي النب صلى ال عليه وسلم
بي أمرين إل اختار أيسرها مال يكن إثا " فدل على أن العادة الت كانت
معروفة لديهم إث ،ولذا ترك النب صلى ال عليه وسلم إرشاد الشباب إليها
واختار لم ما يصلح حالم وهو فعل الصيام .
ثالثا :إن الصيام الذي أرشدنا إليه النب صلى ال عليه وسلم ـ ف حالة
عدم القدرة على الباءة ـ أرشدنا إليه القرآن الكري كذلك .
24
{ :ومن ل يستطع منكم طولً أن ينكح الحصنات الؤمنات قال ال
فمن ما ملكت أيانكم من فتياتكم الؤمنات } ـ إل قوله ـ { ذلك لن خشي
العنت منكم ،وأن تصبوا خي لكم } النساء . 25
إن النب صلى ال عليه وسلم أرشد الغي قادرين على الباءة للصيام ،وال
تعال قد بي أن من خاف العنت ـ أي خوف الزنا أو الث به ـ أن علجه
عند الضرورة القصوى هو الرتباط بلك اليمي وإل فإن الصب ـ ونعلم أن
أعلى درجات الصب يكمن ف الصيام ـ هو مفتاح الي وهو الفضل ،فإن
النصر مع الصب ،ولو كان الستمناء جائز لرشدنا إليه ال ،ولكن بي لنا ال
أن الصب ـ ومنه الصيام ـ ف مثل هذه المور هو الي والفضل ،ومن قبل
إل الصيام لنه هو النفع ف مثل هذه المور ،فتبي أن فقد أرشدنا النب
مسألة الستمناء أمر منهي عنه ول يلتفت إليه الشرع لنه لثة خي فيه ألبته .
رابعا :نعلم أن التعة كان مرخص با ف أول المر ث جاء النسخ بتحريها
إل يوم القيامة ،ول يقل النب صلى ال عليه وسلم بعد تريها :من خشي
العنت فليستمن .
ل يرشد المة إل الستمناء صراحة ،ذلك لن النب فمسألة أن النب
يعلم شر هذه العادة وفسادها ـ فلم يلتفت إليها ابتداءً لنا ليست من
سات التقي ـ فاكتفى بإرشاد ما هو السبب ف إطفاء الشهوة وثورانا ..ث
كان بي أمرين متار فيهما ،فإما أن يبي جواز إخراج ماء إن إرشاد النب
الن الحتقن وإما أن ل ينع خروجه ..
فجاء إرشاد النب صلى ال عليه وسلم إل الصيام والصب ..لنه أغض
للبصر ـ فل يعل العي تلتفت ينه ويسره فتؤدي إل الشهوة ـ وأحصن
للفرج ـ فل تتد اليد بالعبث بالعضو حت النزال ـ ولو كان المر غي ذلك
إل الستمناء وانتهت العاناة وثورة الغريزة . وأحسن من ذلك وخي لرشد
بالضافة إل ما يدث من عملية التفريغ الطبيعي للمن عند الحتلم ..
25
اللصة :
فقد ذهب ابن حزم إل إباحته مطلقا ،وقال بذلك المام أحد ـ رواية
عنه ـ ونص على ذلك ابن عباس ـ كما يفهم من كلمه ـ وطائفة من كبار
التابعي وغيهم
قال المام أحد ـ رحه ال ـ " :الن إخراج فضله من البدن فجاز
إخراجه " .ا.هـ
قلت :فقد جاء ف أضواء البيان عند تفسي سورة الؤمنون من الية 9 – 1
ما نصه " :وما روي عن المام أحد مع علمه ،وجللته وورعه من إباحة جلد
عمية مستدلً على ذلك بالقياس قائلً :هو إخراج فضلة من البدن تدعو
الضرورة إل إخراجها فجاز ،قياسا على الفصد والجامة ،كما قال ف ذلك
بعض الشعراء :ـ
إذا حللت بواد ل أنيس به ..
فاجلد عُمية ل عار ول حرج ..
فهو خلف الصواب ،وإن كان قائله ف النلة العروفة الت هو با ،لنه
قياس يالف ظاهر عموم القرآن ،والقياس إن كان كذلك رد بالقادح السمى
26
فساد العتبار ،كما أوضحناه ف هذا الكتاب البارك مرارا وذكرنا فيه قول
صاحب مراقي السعود :
واللف للنص أو إجاع دعا ..
فساد العتبار كل من وعى ..
قال { :والذين هم لفروجهم حافظون } ول يستثن من فقد قال ال
{ :إل على أزواجهم أو ما ذلك البتة إل النوعي الذكورين ،ف قوله
ملكت أيانم } وصرح برفع اللمة ف عدم حفظ الفرج عن الزوجة والملوكة
فقط ث جاء بصيغة عامة شاملة لغي النوعي الذكورين ،دالة على النع هي قوله
{ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } وهذا العموم ل شك أنه
يتناول بظاهره ،ناكح يده ،وظاهر عموم القرآن ،ل يوز العدول عنه ،إل
لدليل من كتاب أو سنة ،يب الرجوع إليه.
أما القياس الخالف له فهو فاسد العتبار ،كما أوضحنا ،والعلم عند ال
تعال " .ا.هـ
ولو صح ما روي عن المام أحد ،فيحمل قوله على أن إخراج الن إما أن
يكون اختيارا بالستمناء وهذا ل يوز وإما أن يكون أمر خارج عن إرادته
كحال من يتلم وهو جائز ..فكل المرين هو إخراج فضلة من البدن ،ولكن
ليس كلها مع ذلك ف منلة الكم التشريعي واحد ،فإخراج الول مرم
وأما الثان فهو معفو عنه وهو عبارة عن تفريغ طبيعي .
قال شيخ السلم بن تيميه ـ رحه ال ـ عن إخراج الن اختيارا ـ من
دون ضرورة تتعي لدفعها إل به ـ " ..وأما مِن فعل ذلك ـ يقصد
الستمناء ـ تلذذا أو تذكرا أو عادةً بأن يتذكر ف حال استمنائه صورةً كأنّه
يامعها فهذا كله مرم ل يقول به أحد ول غيه " .ا.هـ ]26[.
وقال أيضا ـ رحه ال ـ " :أما ما نزل مِن الاء بغي اختياره فل إث عليه
فيه لكن عليه الغسل إذا أنزل الاء الدافق ،وأما إنزاله باختياره بأن يستمن
بيده فهذا حرام عند أكثر العلماء وهو أحد الروايتي عن أحد بل أظهرها وف
رواية أنه مكروه " ا.هـ[.]27
27
وعليه فإن إخراج الن اختيارا باليد أو ما يقوم مقامها ـ من غي ضرورة
تتعي لدفعها إل به ،وسنبي فصل الكلم ف هذا إن شاء ال ـ مالف
للصواب وأما إنزاله بدون اختيار واردة منه فهو عبارة عن تفريغ طبيعي يدخل
ف حكم رفع الرج والث على من هو هذا حاله وهو العفو .
وأما ما نصه المام أحد فل يصح أن يمل على إطلقه .بل يقيد بالتفصيل
السابق .فإنه ل يلزم لخراج الن أن يكون اختيارا ،بل قد يقع من غي إرادة
وهذا أمر طبيعي ،فل يصح إذا أن نأخذ برواية المام من دون تفصيل لا .
فإن قيل :هو بنلة الفصد والجامة ول بد من التفريغ ..
أقول :إن التفريغ موجد وهو التفريغ الطبيعي ،مت ما تمع قدر كاف من
الاء ف الصيتي وامتلت منه ،أفرغت الزائد طبيعيا ،وبالتال فل داعي
للتفريغ الختياري مادام أن البديل قائم ومقق ..
فإن قيل :ما حال من ل يفرغ طبيعيا ..
أقول :هذا أمر مستبعد جدا ،وإن حدث فإن الياة اليومية وما فيها من
تعب وجهد يفرغ هذا ضرر هذا الن التجمع بطرق أخرى فل يتأثر البدن به.
ومن ذهب إل القول بالباحة مطلقا ـ ومنهم ابن جزم ـ فقد قال " :لن
مس الرجل ذكره بشماله مباح ،ومس الرآة فرجها كذلك مباح بإجاع المة
كلها ،فليس هناك زيادة على الباح إل التعمد لنـزول الن ،فليس ذلك
ل " ا.هـ
حراما أص ً
قلت :سواء مس ذكره[ ]28بيمينه أو بشماله ،فإن الكم واحد ل يتغي
ولكن مسه باليمن يزيد من الرمة [ .. ]29وأما أن يكون التعمد ف نزول الن
ل دليل عليه ..فما بيناه ف القول الول يمل هنا ـ ولبد ـ مع العتبار
على أن الذهب الظاهري مذهب شاذ ل يعول عليه ول يأخذ به ف الملة ،
ومن شذوذاته أنه ل يرى القياس حجه شرعية ..وبالتال فل مال من الخذ
ل ،لفساد أصل من أصول الفقه عندهم ..فبعد أن يلتزموا
والنقاش معهم أص ً
بجة القياس فسيكون لنا موقف ما هم عليه من الباحة .
" نى أن يس الرجل ذكره بيمينه " .صحيح عن عبد ال بن أب قتادة ،عن أبيه ،أن النب 29
الترمذي . 15
28
وقد أورد ابن حزم ـ رحه ال ـ أقوال لبعض الصحابة وطائفة من كبار
التابعي عن إباحة الستمناء ترجيحا لذهبه ..والق أن ما روي ـ لو كان
صحيح ـ هو بلف الصواب ،ويمل قولم فيمن هو ف ضرورة ل تندفع إل
بالستمناء ـ كما سنبي ذلك ف الكم الراجح إن شاء ال ـ وأما أن يطلق
القول بالباحة فهذا قول ل يقبل ألبته لعارضته لكثي من الدلة الشرعية
والعقلية ف السألة .
قال شيخ السلم ـ رحه ال ـ " ..ونقل عن طائفة من الصحابة
والتابعي أنم رخّصوا فيه للضرورة مثل أن يشى الزنا فل يعصم منه إل به
ومثل أ ْن ياف إن ل يفعله أن يرض وهذا قول أحد وغيه ،وأما بدون
الضرورة فما علمتُ أحدا رخّص فيه .وال أعلم " ا.هـ []30
وقد تعقب الشوكان ـ رحه ال ـ أدلة الحرمي الانعي للستمناء ،ف
كتابه " بلوغ الُن ف حكم الستمن " [ .]31وقد أصر على إباحته بل
على وجوبه ف بعض الحيان ،وأهم التعقيبات الت أوردها ف الرد على الانعي
هي كالتال :
29
فهذا حق ول نالف الشيخ به ،وأما ما جاء عن النب صلى ال عليه وسلم
ف " الدليل السابع " وما بعده فهو ف الحاديث الصحيحة ،وقد اشرنا
لضعف رواية من الروايات الت استند إليها الانعون ،بالضافة إل أنه ل يوجد
دليل صحيح صريح مبي ف مسألة حرمة الستمناء .
وقد رد الشيخ على بعض ما علل به الانعون ـ كما ف " الدليل الثالث "
و " الرابع " و " الامس " ف قول الفرق الول ـ وتبي ف الرد السابق
على أنا أدلة ل تمل على إطلقها بل ل بد من تفصلها وتقيدها ـ .
اللصة :
أصحاب هذا القول ،يقولون أن الستمناء ف حال عدم الضرورة أمر مرم
وأما أن يستمن الرجل لال ضرورة ل يكن إن تدفع إل به فهو أمر مباح ..
وهذا قول لبعض الحناف والنابلة وغيهم وهو قول وجيه وقوي وهو
الصحيح ـ إن شاء ال ـ .فهذا القول يبي أن الستمناء حرام ف الصل
ويبيح جواز فعله من باب " :الضرورات تبيح الحظورات " بشروطها
وضوابطها ..
فأصحاب هذا القول ل يبيحوا فعل هذه العادة مطلقا ول يرموها مطلقا ،
وإنا هم وسط بي هؤلء وهؤلء من غي إفراط ول تفريط ..فالق هو أنه إذا
اضطر إليها السلم ـ إما أن يستمن أو يزن ـ وخشي الوقوع ف الزنا فإنه
يرتكب أخف الضررين والفسدتي ..
30
قال الشيخ الزرقا رحه ال ـ ف بيان مذهب الحناف ـ قالوا " :إنا من
الحظورات ف الصل ،لكنها تباح بشروط ثلثة :
أن ل يكون الرجل متزوجا .وأن يشى الوقوع ف الزنا ـ حقيقة ـ إن ل
يفعلها .وأل يكون قصده تصيل اللذة بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه.
والاصل أن القواعد العامة ف الشريعة تقضي بظر هذه العادة لنا ليست
الوسيلة الطبيعة لقضاء الشهوة ،بل هي انراف ،وهذا يكفي للحظر والكراهة،
وإن ل يدخل ف حدود الرام القطعي كالزنا ،ولكن تكم هنا قاعدة الضطرار
أيضا من قواعد الشريعة ،فإذا خشي الوقوع ف مظور أعظم كالزن أو
الضطرابات النفسية الضرة ،فإنا تباح ف حدود دفع ذلك على أساس أن
الضرورات تقدر بقدرها " .ا.هـ
وف هذا يقول العلماء كما ف كشاف القناع [ " : ]32ومن استمن بيده
خوفا من الزن أو خوفا على دينه فل شيء عليه ،وهذا إذا ل يقدر على
النكاح ،فإن قدر على النكاح ولو لمة حرم وعزر ،لنه معصية " .ا.هـ
طرق الوقاية ل بُ ّد و
31
فإن توفرت أحد هذه المور الثلث للشخص ،فالعمل الذي كان مرم ،
يتنل إل منلة الباحة ـ بل قد يب ف بعض الحيان ،كمن خي بي
الستمناء أو الزنا ،فيجب عليه أن يتار الستمناء ويرم عليه فعل الزنا قطعا
ـ لن الضرورات تبيح الحظورات ،وقد يتعي الفعل باختلف الحوال
والشخاص ..
ومن الدلة على ما سبق بيانه من إباحة الستمناء ف حالت تقق الضرورة
ما يلي :
-2وعَنْ َع ْرفَجَةَ بْنِ َأ ْسعَ َد قَالَ " :أُصِيبَ َأْنفِي َي ْومَ الْ ُكلَابِ فِي
ق [َ ]33فأَنْتَنَ َعلَ ّي َفَأمَرَنِي
خ ْذتُ َأْنفًا مِنْ َورِ ٍ
الْجَا ِهلِّيةِ ،فَاتّ َ
خذَ أَْنفًا مِنْ َذ َهبٍ .
صلّى ال ّلهُ َعلَ ْيهِ وَ َس ّلمَ ،أَنْ أَتّ ِ
رَسُولُ ال ّلهِ َ
" []34
32
الشرط الول :أن يتعي الحظور طريقا لدفع الضرورة :
أي :أن ل يكون هناك بديل ،عدا الخذ بضرورة الستمناء وبالتال فإن
الستمناء ف هذه الالة يتعي لعدم وجود البديل .
وبالتال فإن الحظور ـ فعل الستمناء ـ يتعي فعله كي ندفع الضرورة
الواقعة ول يوجد مرج إل بفعل الستمناء ـ الحظور ـ لعدم وجود البديل
.
ومثال ذلك :من وقع بي خيارين فإما أن يقع ف الزنا وإما أن يستمن ،
فهنا ـ من باب فعل أقل الضررين والفسدتي ـ عليه أن يستمن وأن ل يقع
ف فاحشة الزنا ..مع التنبيه على أنه لبد أن يكون أمر وقوع الزنا ،فيه ظن
غالب ومقق ل يعتريه شئ من الظنون والشكوك ..
فأما لو كان البديل الباح موجود ،فيجب الخذ به ول يوز ارتكاب
الحظور ـ الستمناء ـ لدفع الضرورة ،ومن ذلك كوجود الرجل مع زوجته
فليس له أن يستمن بيده ،بل يوز ـ بالجاع [ ]35ـ أن تستمن له الزوجة
ل سيما لو كانت ف حال عذر اليض أو النفاس ..
أي :أن يكون فعل الحظور ،وهو الستمناء ـ بعد التأكد من عدم وجود
البديل الباح ـ مطلوب فعله ف الال وإل وقع ف الضرر العظم كوقوعه ف
الزنا أو اللواط .
ففعل الستمناء يكون قبيل وقوع الضرر ـ عند غلبة الظن والتحقق ـ
وعلى أن يكون الضرر قائم ف الال وموجود ـ وبذلك تعلم أنه بذا القيد
خرج من يستمن للتلذذ والتفكر ف النس ،لن الضرر ليس بواقع حقيقة ف
حقه ،بل هذا استمناء للب الشهوة وهو مرم بالتفاق ـ .
33
لـ
وكذلك ،لو كانت الضرورة ـ ول يوجد لا بديل إل الستمناء مث ً
غي قائمه بل منتظره ..كمن وقع ف شهوة وثورة غريزية بالتفكر ف حال
زوجته ونو ذلك ،فليس له أن يستمن لن الضرورة ليست واقعة ـ بل هذا
استدعاء للشهوة ول يوز ـ بل عليه أن ينتظر ويقضى حاجته مع زوجته ،
وبذلك يطفئ ثوران شهوته لتوفر البديل وعدم تقق الضرورة .
فلو كان الحظور متعي ـ أي فعل الستمناء ،وهذا يعن بعد النظر فيما
سبق من الشروط ـ فعلى الشخص أن يستمن بقدر ما يرجع حاله إل العتاد
ـ وتقدر غالبا برة واحدة ـ ويرج من ثوران الشهوة إل طور العتدال
والراحة .فإن زادت على القصود فإنه يرم عليه ذلك وتزداد الرمة كلما زاد
ف فعل الحظور .
وعليه ،فهذه هي ضوابط شروط الضرورة عند تققها ،وللشخص أن
يقيس عليها ما ينل ويستجد به من أمور ومستجدات ،بشرط الخذ بجموع
ما ذكر ف هذا البحث ..والمد ال الذي بنعمته تتم الصالات وبال التوفيق.
فالذي يارس العادة ل يعد زانيا وقد " اتفقت كلمة العلماء على أن من
نكح يده ،وتلذذ با ،أو إذا أتت الرأة الرأة .وهو السحاق ،فل يقام حد ف
هذه الصورة بإجاع العلماء ،لنا لذة ناقصة ،وإن كانت مرمة ،والواجب
التعزير على الفاعل حسب ما يراه المام زاجرا له عن النكر " .ا.هـ []36
وقال شيخ السلم ابن تيميه ـ رحه ال تعال ـ " أما الستمناء فالصل
فيه التحري عند جهور العلماء ،وعلى فاعله التعزير ،وليس مثل الزنا .وال
أعلم " .ا .هـ [. ]37
34
وقال عبد القادر عوده ـ رحه ال ـ " :واستمناء الرجل بيد امرأة أجنبية
ل يعتب زنا ،وكذلك إدخال الرجل الجنب أصبعه ف فرج امرأة .ولكن كلم
الفعلي معصية فيه التعزير على الرجل والرأة سواء حدث إنزال أو ل يدث " .
ا.هـ [. ]38
قلت :هذه هي عقوبة من فعل ذلك ـ وهو التعزير ـ إن كان معلنا با
ف الدنيا وأما ف الخرة فأمره إل ال ،ويستوي ف ذلك الحصن وغي الحصن
لتجنب هذه العادة والتخلص منها يدر بنا أن نبي بعض اللول الت على
الريد أن يأخذ با وهي من السباب العينة على ترك وتنب هذه العادة وهي
كالتال :
35
فكن يا عبد ال كحال وصف ابن القيم [ ]39ـ رحه ال ـ للهمة العالية
فقال " :علو المة أل تقف ـ أي النفس ـ دون ال ول تتعوض عنه بشيء
سواه ،ول ترضى بغيه بد ًل منه ،ول تبيع حظها من ال وقربه والنس به
والفرح والسرور والبتهاج به بشيء من حظوظ السيسة الفانية ،فالمة
العالية أعلى المم كالطائر العال على الطيور ل يرضى بساقطهم ول تصل إليه
الفات الت تصل إليهم ،فإن المة كلما علت بعدت عن وصول الفات
إليها ،وكلما نزلت قصدتا الفات من كل مكان " .ا.هـ
36
•الصب :
لبد للمسلم أن يصب على هوم الدنيا ..فإن الصب ضياء ومن يتصب
يصبه ال ،وما أعطي أحد عطاء خي وأوسع من الصب ..
{ يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصب والصلة .إن ال مع قال ال
الصابرين } البقرة . 153
على السلم أن ل ييأس من تنب هذه العادة ،فإن ال مع التقي والحسني
والصابرين فهل بعد هذا يكون يعجز ويضعف السلم الوحد !!..
قال الشيخ ابن عثيمي ـ رحه ال تعال ـ [ " : ]41يب على النسان أن
يصب عن الستمناء ؛ لنه حرام لقول ال تعال { والذين هم لفروجهم حافظون
.إل على أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإنم غي ملومي .فمن ابتغى وراء
ذلك فأولئك هم العادون }
ولن النب صلى ال عليه وسلم قال " :يا معشر الشباب ،من استطاع
منكم الباءة فليتزوج ،فإنه أغض للبصر ،وأحصن للفرج ،ومن ل يستطع
فعليه بالصوم " .
ولو كان الستمناء جائزا لرشد إليه النب صلى ال عليه وسلم ؛ لنه أيسر
على الكلف ،ولن النسان يد فيه متعة ،بلف الصوم ففيه مشقة ،فلما
عدل النب صلى ال عليه وسلم إل الصوم :دل هذا على أن الستمناء ليس
بائز " .ا.هـ
37
من رحم رب ـ قررها لنا رب العزة واللل بقوله { :إن النفس لمارة
بالسوء } يوسف . 53 :
وما دام المر كذلك فاعلم ـ يا طالب التخلص من العادة ـ أنك مت
تركت لنفسك الزمام وأرخيت لا العنان وأعطيتها ما تشتهي وكل ما تريد فإنا
تقودك إل كل شر وبلء وتؤدي بك إل التهلكة ومن هنا يتعي على الرء أن
ياهد نفسه على طاعة ال وإتباع الق ويكرها عليها ويلزمها بزمام اليان
والتقوى .وأعلم أنك لو جاهدت نفسك بق فإن ال سيهديك إل ما يبه ال
ويرضاه ..
قال عمر بن عبد العزيز ـ رحه ال ـ ":أحب العمال إل ال ما
أكرهت عليه النفوس " ا.هـ
وقال عبد ل بن البارك ـ رحه ال ـ ":إن الصالي قبلنا كانت تواتيهم
أنفسهم [ ]42على فعل الي ونن ل تواتينا أنفسنا إل أن نكرها " ا.هـ []43
فل تستسلم ـ يا أخي ـ لشياطي النس والن ..ول للنفس المارة
بالسوء ،كن أقوى منهم جيعا ..فل تستسلم لم فتخسر ،بل كن على يقي
أن ال معك ـ ما دام أنك تريد إتباع الق واللتزام به ونصره ـ وسينصرك
ال تعال ..فجاهد نفسك وجنبها الوقوع ف هذه العادة واصب ،فإن فعلت
جاءك نصر ال وتنل عليك تأييده وزالت عنك كل مشقة وضيق وهم ..
فعلى السلم أن ل يستسلم لا يصيبه من الفات مهما كان ..وعليه أن يعال
العيوب وأن يصب وياهد أموره كلها ..
لو نظر بن البارك ـ رحه ال ـ اليوم على حالنا وحال المة وهتها فماذا سيقول !! 43
38
فعل السهام بل قوس ول وتر
39
فإن قيل :ل ..
فأقول :فكيف إذا تفعل هذا مع بنات السلمي وأنت مطلوب منك أصلً
أن تصونم وتفظهم من كل سوء وخطر ..تأمل !!
أنّه قال إن غض البصر أمر مطلوب للسالك ..فعن عبادة بن الصامت
" :اضمنوا ل ستًا من أنفسكم أضمن لكم النّة : :قال رسول ال
اصدقوا إذا حدّثتم ،وأوفوا إذا وعدت ،وأدّوا إذا ائتمنتم ،واحفظوا فروجكم،
وغضّوا أبصاركم ،وكفّوا أيديكم " ]46[.
قال القرطب ـ رحه ال ـ [ " :]47البصر هو الباب الكب إل القلب،
وأعمر طرق الواس إليه ،وبسب ذلك كثر السقوط من جهة ،ووجب
التحذير منه ،وغضّه واجب عن جيع الحرمات ،وك ّل ما يشى الفتنة من أجله"
ا.هـ .
[ " : ]48حفظ البصر أشدّ من حفظ اللسان " ا.هـ وقال ابن مسعود
[ " :]49إذا مرّت بك امرأة فغمّض عينيك حت وقال أنس بن مالك
تاوزك " ا.هـ
فإن مالسة أهل الفساد فساد بذاته ،والصاحب ساحب ،فإن كان السلم
مع أهل الفساد سحبوه إل الفساد وإن كان مع أهل الصلح سحبوه إل
الصلح .
{ ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تيلوا ميل عظيما } قال ال
النساء. 28-27 :
فأهل الفساد وإتباعهم للشهوات عملة واحدة لوجهي ..والسلم ما أن
يالسهم إل وسحبوه وأوقعوه ـ ول بد ـ معهم ف الشهوات ـ ومنها
40
الستمناء وأخطر من الستمناء كفعل الفاحشة والث عليها ـ وأن ييل با
ميل عظيما ..
والنفس نزاعة دائما إل اللذات العنوية والسية ،وإذا ل تكن هذه النفس
مراقبة مكومة بكم ال عند صاحبها فإنا ل تترك شيئا ما تشتهيه سواء أكان
نافعا أم ضارا ـ لا أم لغيها ـ والشهوات مع كونا مطلوبة للنفس فإن
الشيطان يزينها لا ـ بالضافة إل حث أهل الفساد عليها ـ ويلح عليها ف أن
تطلبها وتتمكن منها ،بل إنه ليظهر الشهوات الحظورة الضارة ف صورة أجل
من الشهوات الباحة النافعة .
ل لكل شر وهي من أشد جنود
والشهوة تتحد مع الغفلة فتكونان أص ً
النفس المارة بالسوء قهرا لصاحبها وأسرا له ..والشهوة والوى تقودان
صاحبهما إل الهالك فيصوران له العروف منكرا والنكر معروفا فيتصورها
كذلك ..
فعلى السلم أن يصاحب أهل القرآن والتقوى عسى ال أن ينبه الوقوع ف
مثل هذه العادة ...ويسحبوه إل أبواب الي والتقوى ..
فإن الل الوحيد ف تفريغ هذه الشهوة بلل وطيب هو بالزواج ..
فبالزواج يصن السلم نفسه من الوقوع ف مثل هذه المور ـ غالبا ـ فإن ل
يستطع فعليه الكثار من الصيام لنه وقاية له ف الوقوع ف الرام ـ إن شاء
ال ـ .
فعن عبد ال بن مسعود رضي ال عنه أنّه قال :قال رسول ال عليه وسلم:
" يا معشر الشباب ،من استطاع منكم الباءة فليتزوج ،فإنّه أغض للبصر
وأحصن للفرج ،ومن ل يستطع فعليه بالصوم ،فإنّه له وجاء " رواه البخاري .
قال ابن حجر ـ رحه ال ـ " :فيه الثّ على غضّ البصر ،وتصي الفرج
بكل مكن" .فتح الباري 112/ 9
فإن قيل :إن الصوم ل يفيد أو أنه يزيد الشبق !!
41
الواب :فالقول بأن الصوم يزيد الشبق عند بعض الناس هو قول من ل
يقدر كلم رسول ال صلى ال عليه وسلم قدره ،وهو ناتج عن الفهم القاصر
لقيقة الصوم ـ وهو من الطب النبوي ـ إذ ليس الصوم مرد المتناع عن
الطعام والشراب والماع وإنا هو مع ذلك صوم القلب والعي والفم والذان،
كما قال جابر رضي ال عنه " :إذا صمت فليصم سعك وبصرك ولسانك عن
الكذب والحارم ،ودع أذى الار ،وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك،
ول تعل يوم صومك ويوم فطرك سواء " ا.هـ فهذا هو الصوم الذي يهذب
النفس ،ويكبح جاح الشهوة فيها
والصوم الندوب إليه ف هذا الديث غي مقيد بزمان أو عدد ،بل الراد أن
يداوم الشخص على الصيام حت يصل القصود من تفيف الشهوة .
42
اشتغل بغي ال ،قد انفرط أمره قد ران حب الدنيا على قلبه ،كما روي ف
أنه قال " :تعس عبد صحيح البخاري وغيه عن أب هريرة عن النب
الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الميصة تعس وانتكس
وإذا شيك فل انتقش ،إن أعطي رضي ،وإن منع سخط " " ا.هـ
وقال أيضا [ " : ]52فالغفلة والشهوة أصل الشر ،قال تعال{ :ول تطع من
أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } الكهف " . 28ا.هـ
هذه جلة من أهم الساليب الناجحة ـ إن عمل با بصدق وجدية ـ
لتجنب هذه العادة ..
والسلم الستسلم ل عليه أن يافظ على صحته وأن يشغلها ـ أيضا ـ
ببعض العمال الرياضية الباحة ..وأن ينظر إل مستقبله بعي جادة وأمل ..
وأن ل يدع مال للشهوة الحرمة أن تعيقه على مواصلة دربه وهدفه ف
التخلص منها وتنبها ..
والسالك كلما زادت عنده الشهوة عليه أن يطلع ف الكتب ويسمع
الشرطة الت تتحدث عن ذكر النار وأهوالا ..الت تتحدث عن القبور
وظلمتها ..عليه أن يسمع كل ما يردعه وييفه من عذاب ال تعال ..
ول بأس أن يعرض نفسه على طبيب مسلم ثقة متقيد بشرع ال ليستفيد
من علم الطب ف مثل هذه الالة .
والذر الذر يا أخي ..من اللود إل النوم ف كل وقت ..بل إذا كانت
نعسان فاذهب مع تنب النوم على البطن لن هذه النومة تسبب تيجا جنسيا
ل منهي عنها لن ال
ـ وهي نومة الغضوب عليهم والعذبي ف النار وهي أص ً
ل يبها بل يبغضها [ ]53ـ بسبب احتكاك العضاء التناسلية بالفراش ..
رجل مضطجعا على بطنه فقال ":إن هذه ضجعة ل يبها قال :رأى رسول ال عن أب هريرة 53
43
وأخيا ما ل شك فيه أن اللجوء إل ال والتضرع له بالدعاء ـ بيقي
وبإخلص وصدق ـ وطلب العون منه للخلص من هذه العادة ..فهذا من
أعظم العلج لنه سبحانه ييب دعوة الداعي إذا دعاه ..فكيف بالضطر !!
44
عاشرا :قواعد عامة
فإن الرام ل يعال بالرام ،بل يُدفع الرام بجاهدة النفس والوى
والشيطان ،وبصبك عن العاصي ،وامتثال أوامر ال تعال ،والوف من عقابه،
وإظهار الرجولة ف ترك سفاسف الفعال ،ورذائل التصرفات ،والدنيا دار عمل
وابتلء ،وابتلؤك ف هذه الفترة من الزمان بذا المر ،فأحسن العمل ،واثبت
{ الذي خلق الوت والياة ليبلوكم آيكم على الق يا عبد ال ،قال
أحسن عملً وهو العزيز الغفور } اللك . 2
كلما قوي إيان السلم كلما هان عليه أمر الشهوة وتغلب عليها ..وكلما
ضعف إيانه وغفلته كلما كان للشهوة قوة فتغلبه حت يعود إل رشده وقوة
إيانه .
فإن ال تعال ل ينل داء إل وأنزل له دواء ،علمه من علمه وجهله من
جهله ،وعلى العبد أن يقوي إيانه ـ دواء ـ ليتخلص من نار الشهوة ـ
الداء ـ الت ينبغي له مقاومتها ،ومن ل يستطيع مقاومة وترك الشهوات ،
فهذا دليل على الضعف والكسل .
فل بد من فطم النفس عن الوى وإل أوردتك ـ يا عبد ال ـ موارد
اللكة والنفس كالطفل إن تمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم ..
فلبد من اليان القوي لستئصال بذرة الشهوة الحرمه .
45
الذر الذر يا عبد ال من أن تنقلب خواطرك إل سلوك متبع ..من أن
تنقلب معصيتك إل سلوك فيصعب عليك التخلي عن هذا السلوك والنهج ..
بل عال نفسك فورا عند الوقوع ف العصية ـ تب إل ال وأقلع عن العصية
وأعزم على عدم العودة ـ ول تعل للمعصية سبيل ف أن تأثر على سلوكك
وشخصيتك ..فتنقلب العصية ـ ف نظرك وتزين الشيطان فيها لك ـ إل أمر
حسن ومعروف فتضر نفسك وتضر غيك ..بل حارب الشهوة قبل أن تصبح
سلوك يتبع .
قاعدة :خشية النفاق على النفس دليل وجود اليان ف القلب .
46
فالنشغال بالوصول إل المم العالية ،تبعد الشخص عن التفكر ف شبح
الستمناء لعدم وجود الوقت الكاف لثل هذه المور مع وجود الرغبة ف بذل
الهد فيما ينفع ل فيما يضر ..
فإن الستمناء أمر مرم ،والواجب على الرء أن يترز منه لئل يقع فيه ،فإن
أوقعه الشيطان فيه وجب عليه أن يتوب فورا ،ول يتم له ذلك إل بترك هذا
الفعل القبيح والندم على ما مضى منه ،والعزم على عدم العودة إليه ف
الستقبل ،وقد وعد ال تعال التائبي بأن يتوب عليهم .
ول شك ف أن ترك الذنوب يشرح الصدور ويزيل الغموم ،كما أن إدمانا
يكون سببا ف ضيق الصدر ،وثقل النفس ،قال ال تعال { ومن أعرض عن
ذكري فإن له معيشة ضنكا ونشره يوم القيامة أعمى } طه . 124 :
فالذنوب عبارة عن أثقال يملها السلم ..كلما ثقلت عليه ـ كثرت ذنوبه
ـ كلما ضعف حاله وركن إل الدنيا وملذاتا وتثاقل إل الرض ..وبقدر
توبته وتركه للذنب بقدر ما تف عنه هذه الثقال ..إل أن يصبح ذو قوة
وقابلية لسماع الق واتباعه وهكذا إل أن يترك الذنوب ويتوب منها بالكلية
فيحق عليه القول بأن قلبه أصبح أبيض يتأثر بكل أمر يدشه ـ فيسارع إل
علجه وتطبيبه ـ ..وانشرح صدره فأصبح اتباع الق عنده أمر ميسور سهل
النال ،ما يؤدي هذا إل تذوق حلوة اليان بنعمة وفضل من ال تعال ..
إن من ثار الصلة القبولة أنا تنهى صاحبها وتبعده عن ارتكاب العاصي
{ إن الصلة تنهى عن الفحشاء والنكر } العنكبوت . 45 كما قال ال
وكلما خشع قلب العبد وخشعت جوارحه ف الصلة ..وصلى كهيئة
..كلما كان للصلة الثر العظيم ف تغي العبد إل الصلح صلة النب
..ومن ل تنهه صلته عن والتقوى ..إل اللتزام والستقامة على دين ال
47
الفحشاء والنكر فإن ف صلته خلل عليه أن يتداركه قبل أن يتوسع فيصعب
عليه العلج بعد تفشي وموت القلب وانتشار الرض والشهوة .
النظرة الحرمة سهم مسموم من سهام إبليس ..فإن نظر السلم إل الرام
توجهت سهام إبليس إل قلبه حت تدمي القلب وتيته ..فيغفل القلب عن ذكر
..والنظر إل الحرم يثي وأمر رسوله ال وعن الستجابة لمر ال
الغرائز ويهيج الشهوة فينتقل الشخص من معصية النظر الحرم إل الفعل الحرم
.
فإن إنزال الن اختيارا ف يقظة بشهوة سواء كان سبب النزال بباشرة أو
تقبيل أو ضم أو كرر النظر إل النساء فأنزل منيا ونو ذلك ،فإن هذا النزال
يعد من مفسدات الصيام وعلى صاحبه القضاء ول كفارة عليه .
صلّى ال ّلهُ َعلَ ْيهِ
ل عن ُه ـ قَالَ :قَالَ رَسُو ُل ال ّلهِ َ
فعَنْ أَبِي ُهرَْي َر َة ـ رَضِ َي ا ُ
ض ْعفٍ
شرِ َأمْثَاِلهَا إِلَى سَبْ ِع مِاَئةِ ِ
وَ َس ّلمَ ُ " :كلّ عَمَلِ ابْنِ آ َدمَ ُيضَا َعفُ الْحَسََنةُ ِبعَ ْ
ص ْومَ َ ،فإِّنهُ لِي وََأنَا أَ ْجزِي ِبهِ َ ،يدَعُ َش ْهوََتهُ وَ َطعَامَهُ
مَا شَاءَ ال ّلهُ َيقُولُ ال ّلهُ :إِلّا ال ّ
خلُوفُ
مِنْ أَ ْجلِي ،لِلصّاِئ ِم َفرْحَتَانِ َ ،فرْحَةٌ عِ ْن َد فِ ْطرِ ِه َوفَرْ َحةٌ ِع ْندَ ِلقَا ِء رَّبهِ ،وَلَ ُ
سكِ .]54[ " .
َفمِ الصّاِئمِ أَطَْيبُ عِ ْندَ ال ّل ِه مِنْ رِيحِ اْلمِ ْ
48
قلت :فقد قرن ال بي الطعام ـ الذي هو من مفسدات الصيام ـ وبي
الشهوة ،فمن افرغ شهوته ـ والشهوة عامة ف كل إنزال واختيار سواء
كانت عن طريق الماع أو الستمناء ـ فهو ل يدع مفسدات الصيام وبالت
فهو أبطل صيامه بإنزال الن الدافق .
قال ابن قدامة ـ رحه ال ـ ف الغن [ " :]55ولو استمن بيده ،فقد فعل
مرما ،ول يفسد صومه به إل أن ينل ،فإن أنزل فسد صومه ،لنه ف معن
القبلة ف إثارة الشهوة .فأما إن أنزل لغي شهوة ،كالذي يرج منه الن أو
الذى لرض ،فل شئ عليه ،لنه خارج لغي شهوة ،أشبه بالبول ،ولنه يرج
من غي اختيار منه ،ول تسبب إليه ،فأشبه الحتلم .ولو احتلم ل يفسد
صومه ،لنه عن غي اختيار منه ،فأشبه ما لو دخل حلقه شئ وهو نائم ولو
جامع ف الليل ،فأنزل بعد ما أصبح ،ل يفطر ،لنه ل يتسبب إليه ف النهار ،
فأشبه ما لو أكل شيئا ف الليل ،فذرعهُ القيئ ف النهار " .ا.هـ.
فإنزال الن اختيارا ف نار رمضان يبطل الصوم على مذهب جاهي الفقهاء
من الالكية والشافعية والنابلة وأكثر النفية .
فإن قيل :هل تلزمه الكفارة مع القضاء أم ل ؟
الواب :أن السألة مل خلف ،والذي نرجحه هو رأي جهور العلماء من
الشافعية والنفية وهو قول للحنابلة بأنه ليس عليه كفارة لن الكفارة ل تثبت
إل ف الماع ،ول يصح قياس الستمناء عليه لوجود الفارق بينهما ،فيبقى
المر على الصل وهو براءة الذمة ،وهذا يعن عدم وجوب الكفارة.
وأما من استمن جاهل ،فالصحيح أن هذا ل يفسد صومه كما ل يفسد
صوم الناسي .وقد اختار هذا القول شيخ السلم ابن تيميه وابن القيم .
قال شيخ السلم ابن تيميه ـ رحه ال ـ [ " :]56الصائم إذا فعل ما
يفطر جهل بتحري ذلك :فهل عليه العادة ؟ على قولي ف مذهب أحد ..
والظهر أنه ل يب قضاء شئ من ذلك ،ول يثبت الطاب إل بعد البلغ ،
لقوله تعال { :لُنذركم به من بلغ } .وقوله { :وما كنا مُعذبي حت نبعث
49
رسو ًل } .ولقوله { :لئل يكون للناس على ال حُجة بعد الرسل } ومثل هذا
ف القرآن متعدد بي سبحانه أنه ل يعاقب أحدا حت يبلغه ما جاء به الرسول .
ومن علم أن ممد رسول ال فآمن بذلك ،ول يعلم كثيا ما جاء به ل
يعذبه ال على ما ل يبلُغهُ ،فإنه إذا ل يعذبه على ترك اليان بعد البلوغ ،فإنه
ل يعذبه على بعض شرائطه إل بعد البلغ أول وأحرى ،وهذه سنة رسول ال
صلى ال عليه وسلم الستفيضة عنه ف أمثال ذلك .فإنه قد ثبت ف الصحاح
أن طائفة من أصحابه ظنوا أن قوله تعال { :اليط البيض من اليط السود }
هو البل البيض من البل السود .فكان أحدهم يربط ف رجله حبل .ث
يأكل حت يتبي هذا من هذا فبي النب صلى ال عليه وسلم أن الراد بياض
النهار ،وسواد الليل .ول يأمرهم بالعادة " ا.هـ .
وقال ابن القيم ـ رحه ال ـ [ " :]57وقد عفى ـ أي رسول ال صلى
ال عليه وسلم ـ عمن أكل أو شرب ف نار رمضان عمدا غي ناس لا تأول
اليط البيض من اليط السود بالبلي العروفي ،فجعل يأكل حت تبينا له
وقد طلع النهار ،وعفا له عن ذلك ،ول يأمره بالقضاء ،لتأويله " .ا.هـ.
وقال الشيخ ابن باز ـ رحه ال ـ [ " :]58الستمناء ف نار الصيام
يبطل الصوم إذا كان متعمدا ذلك وخرج منه الن ،وعليه أن يقضي إن كان
الصوم فريضة ،وعليه التوبة إل ال سبحانه وتعال ،لن الستمناء ل يوز ف
حال الصوم ول ف غيه ،وهي الت يسميها الناس العادة السرية " .ا .هـ
وقال الشيخ ابن عثيمي ـ رحه ال ـ [ " :]59إذا استمن الصائم فأنزل
أفطر ،ووجب عليه قضاء اليوم الذي استمن فيه ،وليس عليه كفارة ،لن
الكفارة ل تب إل بالماع ،وعليه التوبة ما فعل " .ا .هـ
قلت :هذا إذا استمن فأنزل الن ،أما إذا ل ينل الن فإنه ل يفطر .قال
الشيخ ابن عثيمي [ " :]60لو استمن بدون إنزال فإنه ل يفطر " ا .هـ
50
قلت :وكذلك لو استمن فأنزل مذيا ل منيا فصيامه صحيح وذلك لن
الذي يتلف عن الن ف علماته وحقيقته فل يلحق به .
فالفرق بي الن والذي :أن الن من الرجل ماء غليظ أبيض ،ومن الرأة
رقيق أصفر ،وأما الذي فهو ماء رقيق أبيض لزج يرج عند اللعبة ،أو تذكر
الماع ،أو إرادته ،أو نظر ،أو غي ذلك ،ويشترك الرجل والرأة فيه
بالضافة إل أن الن يرج بتدفق ويصاحبه رعشة أما الذي فليس فيه شئ من
ذلك .
قال الشيخ ابن عثيمي ـ بعد أن ذكر مذهب النابلة ف مسألة الذي
ـ " :ول دليل له صحيح ،لن الذي دون الن ل بالنسبة للشهوة ول
بالنسبة لنلل البدن ،فل يكن أن يلحق به .
والصواب :أنه إذا باشر فأمذى ،أو استمن فأمذى أنه ل يفسد صومه ،
وأن صومه صحيح ،وهذا اختيار شيخ السلم ابن تيمية رحه ال ،والجة فيه
عدم الجة [ ،]61لن هذا الصوم عبادة شرع فيها النسان على وجه شرعي
فل يكن أن نفسد هذه العبادة إل بدليل " ا.هـ [. ]62
فالعادة السرية مرّمة ،وهي معصية ،يب على فاعلها التوبة من هذا
الفعل بالقلع عنها ،والندم على فعله ،والعزم على عدم العودة إليها مرة
أخرى .ول يوجب حد ول كفارة لفقدان غشاء البكارة بذا الفعل وهو ليس
من الزنا .
قال شيخ السلم ابن تيميه [ " :]63أما الستمناء فالصل فيه التحري عند
جهور العلماء ،وعلى فاعله التعذير ،وليس مثل الزنا .وال أعلم " ا.هـ.
51
فقد اختلف الفقهاء ف الستمناء حالة الحرام ،هل يفسد النسك ـ سواء
كان حجا أو عمرة ـ أو ل ؟
والذي عليه الكثر أنه ل يفسد النسك ،وعلى فاعله شاة عند الكثر،
وذهب النابلة ف العتمد عندهم إل أن عليه بدنة ،والصحيح أن على فاعله
دم يذبح ف مكّة للفقراء .
قال الرداوي ف النصاف " :قوله :أو استمن ،فعليه دم :هل هو بدنة
أو شاة ؟ على روايتي ..إحداها :عليه بدنة ،وهو الذهب ،نص عليه ،
وعليه المهور ..والثانية :عليه شاة وتوزع لفقراء الرم ،وهذا ف حالة العلم
بأن الستمناء من مظورات الحرام ،أما ف حالة الهل فل يلزم به شيء لنه
من قبيل الترفه ل من قبيل التلف ،والول معفو عنه ف حالة الهل أو
النسيان " .ا.هـ
وقال الشيخ ابن باز ـ رحه ال ـ [ " ]64الج صحيح ف أصح قول
العلماء .وعليك التوبة إل ال من ذلك ،لن تعاطي العادية السرية ،مرم ف
{ :والذين هم لفروجهم حافظون إل على ج وغيه ،لقول ال
ال ّ
أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإنم غي ملومي فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك
هم العادون } الؤمنون . 7-5
ولا فيها من الضار الكثية الت أوضحها العلماء .نسأل ال لنا ولكم
الداية والتوفيق .وعليك دم يذبح ف مكّة للفقراء " .ا.هـ
نعم ،يوز لو كان إخراج الن يتعي لدفع ضرورة الفحوصات وأما إذا
وجد شئ آخر ـ غي مرم ـ يقوم مقامه ـ وهو ليس مرم ـ فوجب تقديه
وذلك لضرورة الرض فمثل هذه الالة ل بأس با إن شاء ال تعال .
52
ل يوز ،بل هذا أشد قبحا ،لن البديل موجود وهو بأن تقوم زوجته
بذلك وهي وسيلة مباحة لقضاء شهوته .
ودليل ذلك عموم قول ال تعال { :والذين هم لفروجهم حافظون .إل
على أزواجهم أو ما ملكت أيانم فإنم غي ملومي } .
ث إن للرجل أن يستمتع بامرأته بكل أنواع الستمتاع إل الماع ،لقول
لا سئل عن مباشرة الائض [ " :]65اصنعوا كل شئ إل النكاح " النب
يعن الماع .
إن الستمناء مرم سواء كان بباشرة اليد أو بدونه ،لن العبة هي
باستجلب الشهوة فل يشترط ف الستمناء أن يكون باليد فسواء كان باليد أم
رواه مسلم 65
53
بغيها أو لس عضوه أم ل يلمسه فهو حرام ،وقد صرح العلماء بذلك ،منهم
ابن عابدين ف حاشيته على الدر الختار .وبعضهم قد يفعله بآلة أو دمية
ونوها ما يسمونه باللعاب النسية ،وهذا أيضا ل يوز .
قال الشيخ ابن عثيمي ـ رحه ال ـ [ " :]66الستمناء باليد أو بغيها
مرم بدللة الكتاب والسنة والنظر الصحيح " ..ا.هـ
فالستمناء مرم بأي وسيلة كان ،فإن استدعاء الن وإراقته بغي التصال
الشروع بالزوجة أو المة الوطوءة للك اليمي مرم شرعا بأي وسيلة كان ،
وهو تع ٍد لا أحل ال تعال ،واعتداء .
فالواجب على السلم أنْ يبتعد عن كل وسيلة لثارة الشهوة ،فإن هذه
ع ف ِفعْلِ العادة السرّية ،وفعلها
الوسائل ـ بل شك ـ تؤدي إل ال ُوقُو ِ
حرّم ،والعبة ـ كما بينا أنفا ـ بفعل ما يؤدي إل خروج الن ،سواء باليد
مُ َ
مباشرة أو بأي آلة تعمل على الحتكاك الؤدي إل نزول الن.
فإن السلم عليه أن يسلك الطريق الشرعي لتفريغ ثوران شهوته ،وهذا
يكون إما بالزوجة أو بالمة الوطوءة للك اليمي ،وغي ذلك فإن الصل ف
الستمناء هو الرمة .
ث إن النقطاع عن الزواج بجة عدم الوفاء ف القوق الزوجية والستغناء
بذلك عن الستمناء هو كلم ليس بصحيح ألبته ..
فإن المارس الدمن يشعر أنه باستمنائه قد استغن عن الزواج ،ولكن ـ
نسي المارس ـ الزواج ليس مصورا فقط ف العملية النسية بل له معان
ومقاصد كثية ل توجد ـ ول واحدة ـ ف الستمناء .
وهذا العتقاد ـ ترك الزواج والبحث عن الجج للستغناء بالستمناء عنه
ـ هو من تلبيس إبليس على المارس الدمن ..وحكم الستمناء يلحقهما جيعا
سواء تزوج أو ل يتزوج .
54
ومن كان الزواج ف حقه واجب ـ قادر عليه خائف على نفسه من
الوقوع ف الزنا ـ وهو مستغن بذلك عن الستمناء فهو واقع ف الرام ،
وعليه البادرة ف الزواج وسلوك الطريق الشرعي ف تفريغ الثورة الغريزية .
وكذلك لو كان الزواج ف حقه مستحب ـ قادر عليه ول يشى الوقوع
ف الزنا ـ وهو مستغن بذلك عن الستمناء ،فهو واقع ف الرام كذلك .
فالستمناء الصل فيه الرمة ،وبأي وسيله كان النزال ـ عدا بيد الزوجة
أو ملك اليمن ـ سواء كان الرجل متزوج أو ل يتزوج ،وعلى السلم أن
يأجره يترك عما حرمه ال عليه ويصب على ذلك ابتغاء مرضات ال فإن ال
يوم القيامة ويزل له الثوبة والعطاء ،لن من ترك شيئا ل عوضه ال خيا منه
.
فإنّ ال تبارك وتعال ل يرّم على الناس إ ّل ما يستطيعون تركه ،ول يوجب
عليهم شيئا ل يستطيعون فعله ،لذا فإن الشيطان قد يوهم بأنه ل يكن للمسلم
أن يتوب ،ولكن على السلم أن ل يلتفت لا عند الشيطان وليعلم أن باب
التوبة مفتوح .
قال ال تعال { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ل تقنطوا من رحة
ال إن ال يغفر الذنوب جيعًا إنه هو الغفور الرحيم .وأنيبوا إل ربكم وأسلموا
له من قبل أن يأتيكم العذاب ث ل تنصرون } الزمر . 54 – 53 :وقال تعال
{ إن ال يب التوابي ويب التطهرين } البقرة . 222 :وقال سبحانه { أل
يعلموا أن ال هو يقبل التوبة عن عباده } التوبة . 104
قال سيد قطب ـ رحه ال ـ [" :]67باب التوبة دائما مفتوح يدخل منه
كل من استيقظ ضميه وأراد العودة والآب ،ل يصد عنه قاصد ول يغلق ف
وجه لجئ ،أيا كان وأيا ما ارتكب من الثام " ا.هـ
وللتوبة الصادقة شروط ،ل تصح ول تقبل إل با وهي كالتال :
55
أولً :السلم :
فالتوبة ل تصح من كافر وتصح من السلم فقط .لن كفر الكافر دليل
على كذبه ف ادعاء توبته ،وتوبة الكافر دخوله ف السلم أولً .
{ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حت إذا حضر قال تعال
أحدهم الوتُ .قال إن تُبتُ الن ول الذين يوتون وهم كفار أولئك اعتدنا
لم عذابا أليما } النساء . 18
56
لعائشة رضي ال عنها ف قصة الفك " :أما بعد والدليل من السنة قوله
،يا عائشة فإنه قد بلغن عنك كذا وكذا ،فإن كنت بريئة فسيبئك ال ،وإن
كنت ألمت بذنب فاستغفري ال وتوب إليه ،فإن العبد إذا اعترف بذنب ث
تاب تاب ال عليه " []68
وقال ابن القيم [ " :]69إن الداية التامة إل الصراط الستقيم ل تكون مع
الهل بالذنوب ،ول مع الصرار عليها ،فإن الول جهل يناف معرفة الدى،
والثان :غي يناف قصده وإرادته ،فلذلك ل تصح التوبة إل من بعد معرفة
الذنب والعتراف به وطلب التخلص من سوء عاقبته أولً وآخرا " ا.هـ
57
سابعا :وقوع التوبة قبل الغرغرة :
والغرغرة هي علمة من علمات الوت تصل فيها الروح إل اللقوم ،
فلبد أن تكون التوبة قبل الوت كم قال ال تعال { وليست التوبة للذين
يعملون السيئات حت إذا حضر أحدهم الوت قال إن توبتُ الن ول الذين
يوتون وهم كفار أولئك أعتدنا لم عذابا أليما } النساء . 18-17
" إن ال يقبل توبة العبد ما ل يغرغر " []73 وقال
قال الباركفوري ـ رحه ال ـ [ " :]74أي :ما ل تبلغ الروح إل اللقوم
يعن ما ل يتيقن الوت فإن التوبة بعد التيقن بالوت ل يعتد با " ا.هـ
58
إل أنواع العاصي عنهم وبطلنا من أبدانم ،فمن تاب ف مثل هذه الال ل
تقبل توبته كما ل تقبل توبة من حضره الوت" .ا.هـ []77
فإن تققت شروط التوبة بصدق ،قبلت التوبة فإذا ما أذنب العبد مرة
أخرى ث تاب واجتمعت ف التوبة شروطها صحت توبته ،وإن تلف شرط من
ذلك ل تصح توبته ،فإن عاد إل الذنب مرة أخرى ث تاب توبة صحيحة
بشروطها صحت توبته وهكذا .
حكِي عَ ْن رَّبهِ َعزّ
فعَنْ أَبِي ُهرَْيرَةَ ،عَنِ النّبِيّ صلى ال عليه وسلم فِيمَا يَ ْ
وَجَ ّل قَالََ " :أذَْنبَ َع ْبدٌ َذنْباَ .فقَالَ :ال ّل ُهمّ ا ْغ ِفرْ لِي ذَنْبِي .فَقَالَ تَبَارَ َك وََتعَالَىَ:
َأذَْنبَ عَ ْبدِي ذَنْبا ،فَ َع ِلمَ أَنّ َل ُه رَبّا َي ْغ ِفرُ الذّْنبََ ،وَيأْ ُخذَ بِالذّْنبُِ .ثمّ عَادَ َفَأذَْنبَ .
ب ذَنْباَ .ف َع ِلمَ أَنّ
ي َربّ ا ْغ ِفرْ لِي َذنْبِيَ .فقَالَ تَبَارَ َك وََتعَالَىََ :ع ْبدِي َأذَْن َ
فَقَالَ :أَ ْ
ي َربّ ا ْغ ِفرْ لِي ذَنْبِي
ب َفقَالَ :أَ ْ
َل ُه رَبّا َي ْغفِرُ الذّْنبَ ،وََيأْ ُخذُ بِالذّْنبُِ .ثمّ عَا َد َفأَذَْن َ
َ .فقَالَ َتبَارَكَ َوَتعَالَىَ َأذَْنبَ عَ ْبدِي ذَنْبَا .فَ َع ِلمَ أَنّ َل ُه رَبّا َي ْغ ِفرُ الذّْنبََ ،وَيأْ ُخذُ
ت فَ َقدْ َغفَ ْرتُ َلكَ " []78
بِال ّذْنبِ .اعْ َملْ مَا شِ ْئ َ
وعلى العبد أن يعلم أن السبيل إل قطع رجوعه إل العاصي الت تاب منها
أل يقع ف استدراج الشيطان قال ال { :يا أيها الذين آمنوا ل تتبعوا خطوات
الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والنكر } النور . 21
رواه مسلم .أي :ما دمت تتوب توبة نصوحا ،مستوفية الشروط ،سالة من موانع القبول 78
ن
رواه مسلم .أي أن الغُسل يب من إنزال ال ّ 79
59
فإن الذي يفف الشهوة بق هو الصيام ،ليس علجا فحسب بل هو تطهي
وهو ماهدة للنفس للنفس وسبب لكسب الجر والثواب ونيل رضى ال
ويكن أن يتعود الرء على الصيام بشيء من الصب والحتساب وذلك لن
الشارع لا أمر الشاب غي القادر على الزواج بالصيام فإنه عليم حكيم وأثر
الصيام واضح ف هذا وأنه يُعي على ضبط الشّهوة ويفف من اليجان .
وقد يتلف الصيام من شخص لخر ،فإن تناول السلم ـ سواء بد ًل من
الصيام أو مع صومه ـ دواء يفف الشهوة من بعض الركّبات أو الشتقات من
العشاب وغيها ما يدّ من الشهوة ـ إذا ل تكن ضارة ـ فهذا ل بأس به ،
وقد ل يُفيد ـ ويتلف هذا من شخص لخر ـ كثيا إذا ل تارس ف الوقت
ما يصرف طاقة السم الزائدة بالضافة إل اتباع سبل إطفاء هيجان الشهوة .
60
إتيان الرأة ف دبرها [ ]80ـ سواء ف حال طهرها أو عذرها ـ فعلٌ قبيح
فاعله ،فيجب البتعاد عن ذلك . لعن رسول ال
قال " :ملعون أن رسول ال روى أحد وأبو داود عن أب هريرة
من أتى امرأة ف دبرها " ]81[.
ل يلو المارس بعد الستمناء من ثلث حالت ،فإما أن ينل مذيا منه
فيلزمه الوضوء ،وغسل الحل ،وإما أن يترتب على الستمناء خروج الن
فيلزمه الغسل من النابة ،فإن ل ينل شئ فل يلزم المارس للصلة شئ من
الطهارة .
النهي عنه هو ف إيلج حشفة الذكر ف داخل الدبر وتغيبها ولو كان تغيبا بسيطا ،وأما لو كان 80
الذكر يك ويلمس الدبر ـ من دون تغيب رأس الذكر ف حلقة الدبر ـ لستدعاء الشهوة فهو أمر
جائز ف الصل ،والفضل تنب مثل هذه المور سدا لذريعة الوقوع ف الرام ،ويتأكد منعه ف حق من
يشى على نفسه الوقوع ف الحظور شرعا أو يغلب على ظنه عدم تالك نفسه فالواجب عندئذ النع .
صحيح أب داود 2163 81
قد تلجأ الزوجة بطلب من زوجها ف لعق ومص ذكره وكذا قد تطلب الزوجة من زوجها ف لعق 82
ومص فرجها وهذا المر جائز بشرط اتفاق الطرفي وعدم وجود الضرر الواقع من وراء ذلك .
61
فمن لزمه شئ من الطهارة ـ وضوء أو غسل ـ بعد الستمناء ول يقوم با
يلزمه من جراء المارسة وصلى ،فإن صلته تكون باطله ،وعليه إعادتا مت
علم الكم الشرعي ف ذلك وقبل خروج الوقت ول يلزمه قضاء ما جهله قبل
علمه بالكم الشرعي .
جدَ َ ،فدَخَلَ
صلّى ال ّلهُ َعلَ ْيهِ وَ َس ّل َم دَخَ َل الْمَسْ ِ
فعَنْ أَبِي ُهرَْي َرةَ أَ ّن رَسُولَ ال ّلهِ َ
صلّى ال ّلهُ َعلَ ْي ِه وَ َس ّلمَ َف َردّ َ .وقَالَ :ارْجِ ْع فَصَلّ
س ّلمَ َعلَى النّبِ ّي َ
صلّى فَ َ
رَجُ ٌل فَ َ
صلّى ال ّلهُ
س ّلمَ َعلَى النّبِ ّي َ
صلّى ُثمّ جَاءَ فَ َ
صلّي كَمَا َ
َفإِّنكَ َل ْم ُتصَلّ َ .فرَجَعَ ُي َ
َعلَ ْيهِ وَ َس ّل َم َ .فقَالَ :ارْجِ ْع َفصَلّ َفإِّنكَ َلمْ ُتصَلّ َثلَاثًا .فَقَالَ :وَاّلذِي َبعََثكَ
صلَا ِة فَكَّبرْ ُث ّم ا ْقرَْأ مَا
بِاْلحَقّ مَا أُحْسِنُ غَ ْي َر ُه فَ َعلّمْنِي َ .فقَالَ ِ :إذَا قُ ْمتَ إِلَى ال ّ
ك مِنْ اْل ُقرْآنِ ُثمّ ارْكَعْ حَتّى تَطْمَئِ ّن رَا ِكعًا ُ ،ثمّ ا ْرفَعْ حَتّى َتعْدِ َل قَائِمًا
س َر َمعَ َ
تَيَ ّ
جدْ َحتّى تَطْمَئِنّ سَا ِجدًا ُثمّ ا ْرفَعْ حَتّى تَطْمَئِنّ جَالِسًا وَا ْفعَ ْل ذَِلكَ فِي
ُثمّ ا ْس ُ
صلَاِتكَ ُك ّلهَا ]83[ " .
َ
سنُ غَ ْي َرهُ فَعَلّمْنِي "
ح ّق مَا أُ ْح ِ
ك بِالْ َ
" وَالّذِي َبعَثَ َ فقول الصحاب
كان يصلي من قبل كحال صلته يدل دللة صرية على أن الصحاب
بإعادتا عندما علمه اليئة الباطلة الذكورة ف الديث والت أمره النب
بقضاء الصلوات الصحيحة وبي له حكمها الذي جهله ،ولكن ل يلزمه
القدية الباطلة الت ل يسن غيها.
وإن كانت المارسة للعادة السرية ل يترتب عليها شئ من حيث الطهارة ،
فالصلة صحيحة وعلى المارس التوبة ،فإن مارسة العادة مرمه .
فليس هناك دليل ثابت ينع من ذلك ،إل إذا خشي من أن تر الرؤية إل
إثارة الشهوة فتفتح سبيل التفكي ف الفاحشة ،أو مارسة العادة السرية فهذا
الفعل ينع فعله لنه ذريعة إل الحرم .
62
وأما العبث بالعضو ـ بالذكر أو البظر ـ واللعبة به ،فهذا خلق وضيع
وهو من العادات القبيحة ،ول يوز فعل ذلك ،ول يلو حال العبث بالعضو
من حالتي :
الالة الثانية :العبث بالعضو ل إرادي ومن دون استجلب الن :
صاحب هذه الالة كحال من يعبث بعضوه بي فترة وفترة ،لعادة نشأ
عليها فتفعل ل إراديا ،فهذا خلق غي مليح وعلى صاحبه أن يبحث عن
العلج الطب والنفسي ف ذلك .فينبغي للمسلم أن يبتعد عن هذه الالة لنا
تفضي عادة إل اقتراف الحرم .
فإن التفكي ف أمور العاشرة وإن ل يكن إثا إل أنه ل فائدة فيه ،ول يزيد
الفكر إل إرهاقا وعنتا وخي له أن يصرف تفكيه وهه إل ما ينفعه ف دينه
ودنياها ..إل أن ييسر ال له أمر الزواج ،إل إذا خشي من أن تر هذه
الفكار إل إثارة الشهوة فيفتح سبيل التفكي ف الفاحشة ،أو مارسة العادة
السرية فهذا الفعل ينع منه لنه ذريعة إل الحرم .
63
ومع كون الستمناء مرما إل أنه ليس من الكبائر ،ول نرى من أهل العلم
من عده من الكبائر ،لكن ينبغي أن يعلم أن الصرار على الذنب ولو كان
صغيا يرفعه إل درجة الكبية ،فقد قيل أنه " ل كبية مع الستغفار ،ول
صغية مع الصرار " [ ]84وإن مقرات الذنوب يتمعن على الرجل حت
يهلكنه .
وتعريف الصغية من العاصي :هي كل ذنب ليس فيه حد ف الدنيا ول
وعيد ف الخرة بنار أو غضب أو لعن .
والعادة السرية تعتب من الصغائر ـ إن ل يكن مصرا عليها ملتزما بارتكابا
ـ فل تدخل ف الكبائر من الذنوب لكنها تعتب كبية ـ وإن كانت صغيه ـ
باعتبار اشتمالا على مالفة أمر ال تعال .
قال القراف ـ رحه ال ـ ف " الفروق " " :ل خلف بي العلماء أن كل
ذنب باعتبار اشتماله على مالفة ال كبية ،لن مالفة ال تعال على الطلق
أمر كبي " ا.هـ
والتهاون ف الصغائر يناف إجلل ال سبحانه وتعظيم حدوده ..مع العلم أن
من الذنوب الصغائر ما قد يلحقه من الفاسد ما يعلها كبية
قال العز بن عبد السلم ـ رحه ال ـ ف " قواعد الحكام " " :إذا
أردت معرفة الفرق بي الصغائر والكبائر فاعرض مفسدة الذنب على مفاسد
الكبائر النصوص عليها ،فإن نقصت عن أقل مفاسد الكبائر فهي من الصغائر،
وإن ساوت أدن مفاسد الكبائر أو أربت عليها فهي من الكبائر " .ا.هـ
ول يفى عليك الفاسد الترتبة على هذه العادة ،كما أن الصرار على
العصية يعد كبية .
قال العز بن عبد السلم ـ رحه ال ـ " :إذا تكررت منه الصغية
تكرارا يشعر بقلة مبالته بدينه إشعار ارتكاب الكبية بذلك ردت شهادته
وروايته بذلك " .ا.هـ
فالصل ف الستمناء أنه معصية وذنب ،وهو باعتبار اشتماله على مالفة
أمر ال يعد كبية ،إل أن الصرار على فعلها يعد كبية حقيقتا .
64
وقال بعض السلف " :ل تنظر إل صغر الذنب ،ولكن انظر إل عظمة من
عصيت " .ا.هـ
والذنوب إذا تكررت واجتمعت نتج عنها الران الذي يعلو القلب ،قال ال
تعال { بل ران على قلوبم ما كانوا يكسبون } الطففي . 14
فكلما أخطأ العبد خطيئة نكتت ف قلبه نكته سوداء ،فإذا هو نزع واستغفر
وتاب سقل قلبه ،وإن عاد زيد فيها حت تعلو قلبه ،وهذا الران !!..
ول يكون ـ فاعل هذه العادة ـ فاسقًا إل إن أصر على ذلك ،لن الفاسق
هو من ارتكب كبية ،أو أصر وداوم على فعل صغية ،وهذا التقسيم هو
الذي ذكره أهل العلم كالشربين ـ رحه ال ـ ف " مغن الحتاج " ،وابن
حجر اليتمي ـ رحه ال ـ ف " الزواجر " وغيها .
ل يعتب الذكر بالغا ـ وكذلك النثى ـ بجرد قيامه بفعل الستمناء ،بل
لبد من وجود علمة من علمات البلوغ ،وللبلوغ علمات طبيعية ظاهرة،
منها ما هو مشترك بي الذكر والنثى ،ومنها ما يتص بالنثى .
65
يكشف عن مؤتزرهم فمن أنبت فهو من القاتلة ،ومن ل ينبت فهو من الذرية.
[.]85
وكتب عمر إل عامله أن ل يقتل إل من جرت عليه الواسي ،والقول بأن
النبات علمة للبلوغ مطلقا هو مذهب النابلة والالكية .
الول :اليض
":ل تقبل صلة الائض [ ]87إل قالت قال رسول ال عن عائشة
بمار " [ ]88والراد بالائض :البالغ ،وسيت بذلك لنا بلغت سن الحيض .
الائض :يعن الرأة البالغ يعن إذا حاضت ،والعمل عليه عند أهل العلم أن الرأة إذا أدركت فصلت 87
66
ل يشترط ف منع الستمناء وحرمته خروج الن ،بل طلب ذلك والسعي
فيه مرم لنه استجلب للشهوة وإن ل يرج من .لن ال تعال حصر وسائل
إشباع الرغبة النسية ف أمرين اثني ـ الزوجة أو ملك اليمي ـ فقط وجعل
ما سواها من العتداء .
قال ال تعال { والذين هم لفروجهم حافظون إل على أزواجهم أو ما
ملكت أيانم فإنم غي ملومي .فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون }
الؤمنون . 7 – 5
قال " :واليد أن النب فقد روى البخاري ومسلم عن أب هريرة
تزن وزناها اللمس " .
سى ال اليد باسم الزنا ،لنا مقدمات له مؤذنة بوقوعه ،وهذا يشمل
الستمناء ومصافحة النساء غي الحارم ونو ذلك .
67
-21هل يرخص للزوجة الت يعان زوجها من الضعف النسي
فعل الستمناء :
ل يرخص لا ذلك ،بل علج هذه الزوجة إما أن تصب أو أنا تطلب
الطلق ـ بعد النظر ف الصال والفاسد ـ فلو صبت فعليها أن ترضي با
عليه زوجها مع نصيحته بأخذ العلج .
وأما لو طلبت منه الطلق ـ لبد من التأن ل سيما لو كان عندهم ذرية ـ
فإن ل يفعل ،فللزوجة أن ترفع أمرها للقضاء الشرعي ليفصل ف هذا المر
وأما مارسة العادة السرية فحرام على كل حال ،فإذا قررت البقاء معه وثارت
شهوتا ،فعليها إتباع الطرق الشرعية ـ ذكرنا شيء منها سابقا ـ فهي خي
طريق لطفاء نار الشهوة وثورانا .
ل يرخص للزوجة ف ذلك ول حتا للزوج ،بل على الزوجة إما تصب أو
تطلب الطلق ،وعلى البتلى أن ينظر ف سبب حال امتناع الطرف الخر عن
العاشرة فقد يكون لسباب نفسية بيث أنه ل يهتم بإشباع رغبة الطرف الخر
فيما يتعلق بالعاشرة ما ألأه إل فعل العادة ..
وعلى العموم ،فلو ل يكن هناك سبيل ف تفريغ الشهوة ف حال الزواج ،
فإن حكم الستمناء باقي على حرمته وعلى الشخص أن يسلك الطرق الشرعية
ف إخاد هيجان الشهوة .
ل يرخص لا ذلك ،بل عليها أن تصب ،فإن ل تستطع الصب على غياب
الزوج ،فلها الق ف مطالبته بالبقاء عندها أو أل يغيب عنها أكثر من ستة
أشهر إل بوافقتها .
68
فقد روى مالك ف الوطأ عن عبد ال بن دينار قال :خرج عمر بن
الطاب من الليل فسمع امرأة تقول :
تطاول هذا الليل واسود جانبه ..
وأرقن أن ل خليل ألعبـه ..
فوال لول ال أن أراقبـــه ..
لرك من هذا السرير جوانبه ..
ابنته حفصة ـ رضي ال عنها ـ :كم أكثر ما تصب الرأة فسأل عمر
:ل أحبس عن زوجها ؟ فقالت :ستة أشهر ،أو أربعة أشهر ،فقال عمر
أحدا من اليوش أكثر من ذلك " .
وعليه ،فل يوز لك للرجل أن يغيب عن امرأته أكثر من الدة الحددة ف
حديث عمر إل بإذن الزوجة .
فإن رفض فلها إما أن تصب أو تطلب الطلق ـ لبد من التأن ل سيما لو
كان عندهم ذرية ـ وبذلك تستطيع الزواج لتفرغ شهوتا .
فإن أرادت الصب ،فعليها أن تسلك السبل الشرعية ف إخاد ثوران الشهوة
ول يرخص لا أن تقضي حاجتها بنفسها .
69
ث إن ما يراه النائم ل يوصف بالعمد فإن الحتلم هو أن يرى الشخص ف
نومه أنه يامع ،وهو بذا التعريف ل يتصور أن يكون متعمدا لن ما يراه النائم
ل يوصف بالعمد .
بالضافة إل أن خوف تمع الن ف البدن ـ هذه عبارة وجدت ف بعض
كتب الفقه ـ ل يبيح الستمناء ،فقد أثبت الطب الديث خطأ هذه العبارة إذ
من الثابت أن الن ل يتمع ف البدن وإنا يرج عن طريق الحتلم وغيه .
الصل أنه ل يوز ،لن النسان العاصي مطالب بالستر على نفسه وعدم
الجاهرة بالعصية ،إل أنه لو وجد الاجة والصلحة الشرعية الحققة من وراء
ذلك فل بأس إن شاء ال .
ومثال ذلك :أن يب الزوج زوجته بأنه يفعل بالعادة لنا ل تشبعه جنسيا
أو أن يب البن والديه ـ والبنت ف ذلك سواء ـ على أنه غارق ف العادة
ويريد التخلص منها بساعدتما بأن ييسروا له أمر الزواج ..ونو ذلك فهذا
أمر ل بأس به .
70
-27حكم من فعل العادة السرية عالا حرمتها ،ومن فعلها
جاهلً :
فإن من ينتهك الرام ويصر على فعله وهو يعلم أنه حرام فإن ذنبه أعظم
وعقوبته أشد وهو بذا الصرار قد أتى بكبية ،وفسق عن أمر ربه فل تقبل له
شهادته وعدالته ساقطة .
وأما من يفعلها وهو ل يعلم حكمها فنرجو أن يكون معذورا بالهل ،ولكن
عليه أن يتعلم أمور دينه ويسأل أهل العلم عما ل يعلم حت ل يقع ف الرام،
قال ال تعال { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ل تعلمون } النحل . 43
ول يل للمكلف أن يفعل فعلً حت يعلم حكم ال فيه ،ويسأل العلماء
ويقتدي بالتبعي .فإن عاد بعد قيام الجة عليه فهو من ينتهكون حرمة ال
على علم .
وأما من يفعلها بدون قصد أو غي متعمد فنرجو أل يكون عليه إث لن ال
تعال يقول { وليس عليكم جناح فيما أخطأت ولكن ما تعمدت قلوبكم }
الحزاب . 5
ومع هذا فإننا نستبعد أن يفعل الشخص هذا الفعل القبيح بدون قصد أو
يقدم عليه نسيانا ،وخاصة إذا كان يعلم حرمته .
الصل على السلم أن يستر نفسه وأن ل يب أحد بذنوبه ،فما دام أن ال
ستره فليستتر بستر ال وليتب إليه .
على المارس أن ل يب الرأة الت يريدها زواجا بعاصيه القدية ،وليحاول
بقدر الستطاع عدم اللتفات لثل هذه المور السابقة وليبدأ ف تكييف نفسه
مع الياة الزوجية الديدة .
71
فإن الستمناء باليد ونوها مرم سواء كان عند ساع صوت الزوجة أو
النظر إليها أو غي ذلك ،وأما نزول الن بجرد التلذذ بالسماع أو النظر إليها
أو بيدها ونو ذلك فل شيء فيه لنه يدخل تت عموم الستمتاع الباح .
ول يقال هذا ف حال استمناء الزوجة لزوجها ـ والرأة ف ذلك سواء ـ فإنه ل يتكلف ول يهد من 90
وراء استجلب الشهوة بيدها بلف ما لو استدعى الشهوة بيده فإنه يتكلف ويبذل وسعه ف تفريغها.
72
ويتلف شكل غشاء البكارة أيضا من فتاة لخرى ،فتكون فتحته إما
دائرية أو بيضاوية الشكل ،وف أغلب الفتيات فإنه يأخذ شكلً هلليا ،وهناك
غشاء مسنن الشكل ،وآخر به فتحتان .
وفتحات الغشاء تسمح بنول دم اليض ،وف بعض الحيان تولد الفتاة
وغشاؤها مسدود تاما ما ينع نزول دم اليض وهنا لبد من التدخل الراحي
بعرفة أخصائي لحداث ثقب صغي لتصريف دم اليض التراكم داخل الفتاة .
وتزيد صلبة غشاء البكارة وعدم مرونته بتقدم السن ،فإذا جاوزت الفتاة
الثلثي وهى عذراء ازدادت بكارتا صلبة ومتانة .
ث إن من أسباب زوال غشاء البكارة الزنا وقد يكون بسبب اغتصاب ،أو
وثبة غي طبيعية ،أو الركوب على حاد ،أو اندفاع اليض بشدة ونو ذلك ما
يذكره الفقهاء .
وممارسة العادة عند الفتاة أشد خطورة ،فمن المكن أن يصل تزق
لغشاء البكارة أثناء مارستها للعادة ـ ولو ل يتم إدخال شئ ،ف حال أن
الغشاء كان سطحيا ـ بسبب إفراط المارسة أو لمارستها الاطئة ،بإدخال
أجساد غريبة سواء أقلم أو شوع أو لبات كهربائية أو أجهزة هزازة تدار
بالبطارية وأدوات حلقة ومكياج أو إدخال إصبعها ونو ذلك ..
فالفتاة قد تلجأ لستعمال مثل هذه الدوات وغيها لك العضاء
التناسلية ف طلب النشوة ما قد يؤدي إل حدوث نزيف مهبلي أو دخول
التهابات وإصابتهن بالعقم والبودة النسية بعد الزواج .
والفتاة إذا فقدت عذريتها ل يكن إرجاعها مرة أخرى سواء بعمليات
جراحية ترقيعية سرية أو بتركيب كبسولت الدم التجمدة أو بياطة جدران
الهبل وذلك لن العريس الفطن قد يلحظ علمات غي طبيعية على عروسته
ـ ليلة الدخلة ـ وقد يشك ف عذريتها ويفحصها عند أخصائي النساء
والولدة فيكتشف بذلك الغشاء الصناعي أو أجزاء خياطة لدران الهبل إذا
كانت العملية حديثة ..والل هو أن تتجنب الرأة هذه العادة وتتب إل ال
لعله أن يعفوا عنها .
فإن قيل :قد فقدت المارسة غشاء بكارتا ،فهل يق لا يا أبا تيميه أن
تعمل عملية ترقيع لغشاء بكارتا .
73
الواب :
فإن كانت هذه الفتاة قد زالت بكارتا بسبب زنا قد ارتكبته طواعية،
فعليها أن تتوب إل ال تعال توبة نصوحا ،وتكثر من الستغفار والعمال
الصالة ،عسى ال أن يتوب عليها ،ويكفر عنها هذا الذنب العظيم الذي هو
{ :ول تقربوا الزن إنه كان فاحشة وساء من أكب الكبائر .فقد قال ال
سبيلً } السراء. 32 :
وأما إن كانت بكارتا قد زالت باغتصاب أو نو ذلك ما ل إرادة لا فيه
فإنا غي آثة بذلك .
وأما إجراؤها لعملية الترقيع ،فل يوز مطلقا لا يترتب عليه ماذير شرعية،
منها ما يلي :
لعرفة مدى تقق الضرورة من عدمها ،يرجى الرجوع إل تفصيل فقه الضرورة الذكور سابقا . 91
74
والثانية :أل يشترط ذلك ،وف هذه الالة ل يشترط البيان ،بل إن
الفضل هو الستر والكتمان واللتجاء إل التورية حال الشك .
وف كل الالتي العقد صحيح ،إل أنه ف الالة الول يثبت اليار للرجل
فإما أن يرضى با فيمسكها ،وإما أن يطالب بالفسخ عند القاضي .وأما إن
كانت البكارة قد زالت بغي الوطء فليس له اليار ،وذلك لسببي :
•أن ذلك ما يفى على الولياء عادة ،بل قد يفى على الرأة نفسها
.
•أن زوال البكارة بغي الوطء ل يؤثر ف الستمتاع با ،كما يؤثر
زوالا بالوطء .
وعموما على الزوج أل يظلم زوجته خصوصا إذا كان ظاهرها الصلح
والعفاف ،ولكن إذا كان ل يطيق الياة معها بعد ما علم منها ذلك ،فله أن
يطلقها ،ويب عليه أن يستر عليها ،ول يوز له أن يطلع أحدا كائنا من كان
على أنا غي بكر ..
توقيعي بإذنٍ خطيِ من ،ويستثن ما سبق :النشر والطبع للتوزيع الجان أو اقتباس بعض مواد البحث
بشرط عدم حذف أي كلمة من مواد البحث ،مع نسبت نشر أو طبع البحث للمؤلف وكذا عند
القتباس من مواده وبال التوفيق .
75
عفا ال عنه وعن والديه وأهل بيته بنه ورحته
abo_taimiya@hotmail.com
76
الصفحة الوضوع
مقدمة 3 ...............................................................
مسائل بي يدي البحث 4 ...............................................
أو ًل :تعريف الستمناء Masturbation ...................... 4 :
ثانيا :ما مدى انتشارها 9...............................................
ثالثا :كيف يُتعرف على العادة 10 .......................................
رابعا :حكم الستمناء 11 ...............................................
القول الول :التحري مطلقا 11 ....................................... :
القول الثان :الباحة مطلقا 26 ..........................................
القول الثالث :التفصيل 30 ............................................ :
خامسا :الراجح ف حكم الستمناء 31 ..................................
سادسا :عقوبة وكفارة الستمن 34 ......................................
سابعا :كيف يكن تنبها 35 .............................................
•الرادة الصادقه ف البعد والتخلص عن مارستها ...............
35
•مراقبة ال ................................................ 36
•الصب ........................................................
37
•ماهدة النفس .................................................
37
•غض البصر ...................................................
38
•تنب مالسة وصحبت أهل الفساد .............................
40
•الزواج مبكر والصوم ..........................................
41
77
والكثار من الطاعات والب .............. •الشتغال بذكر ال
42
ثامنا :خواطر ننصح با قبل التفكر ف الستمناء 44 ........................
تاسعا :أمور ننصح با يوميا ف الياة اليومية 44 ............................
عاشرا :قواعد عامة 45....................................................
قاعدة :الصب على البتلء خي من العادة السرية 45 .......................
قاعدة :جذوة اليان تمد نار وشهوة الشيطان 45 ........................
قاعدة :حارب خواطر الشهوة قبل أن تصبح سلوكا 45 ...................
قاعدة :خشية النفاق على النفس دليل وجود اليان ف القلب 46 ..........
قاعدة :التطلع لعال المور يبعد شبح الستمناء 46 ........................
قاعدة :ترك الذنوب يشرح الصدور ويزيل الغموم 47 ......................
قاعدة :من ثار الصلة أنا تنهي صاحبها عن الفحشاء 47 ..................
قاعدة :النظر الحرم يقود إل فعل الحرم .................................
48
حادي عشر :سؤال وجواب حول مسائل الستمناء 48 ...................
-1حكم الستمناء ف رمضان ....................................
48
-2هل تعد الرأة زانية لو فقدت غشاء بكارتا بكثرة الستمناء ......
51
-3حكم فعل العادة السرية وهو مرم ف الج .....................
51
-4هل يوز الستمناء لضرورة الفحوصات الطبية .................
52
-5حكم الستمناء ف وقت عزر الزوجة من حيض أو نفاس
52.........
-6حكم استمناء الطيبة لطيبها ..................................
53
-7حكم الستمناء بدون اليد .....................................
53
78
-8حكم الستمناء بدلً عن الزواج خشية تضيع حقوق الزوجة ....
54
-9حكم من يستمن ويتوب ث يعود للستمناء ....................
55
-10هل الستمناء يوجب الغسل 59 ...........................
-11حكم تناول أدوية لتخفيف الشهوة 60 .....................
-12حكم الستمناء بي الزوجي 60 ...........................
-13حكم مارسة الستمناء ث الصلة بعدها 61 .................
-14حكم رؤية النسان لفرجه 62 .............................
-15حكم التفكر ف أمور النس 63 ............................
-16حكم الصرار على الستمناء 63 ..........................
-17هل يعتب الشخص بعد الستمناء بالغا مكلفا 65 ............
-18هل يوز فعل العادة السرية بدون إخراج الن 67 ..........
-19هل يرخص لن ل يتزوج أن يارس العادة السرية 67 ........
-20ما معن حديث " زنا اليد " 67 ............................
-21هل يرخص للزوجة الت يعان زوجها من الضعف النسي فعل
الستمناء .....................................................
68
-22هل يرخص للزوجة ف فعل العادة عند امتناع الزوج عن الفراش
68........................................................
-23هل يرخص للزوجة الت سافر عنها زوجها بعمل العادة 68 ..
-24هل خوف الحتلم يبيح الستمناء 69 .....................
-25هل انتشار العري يبر فعل الستمناء 70 ...................
-26هل يوز للمبتلى بالستمناء أن يصرح با 70 ...............
-27حكم من فعل العادة السرية عالا حرمتها ومن فعلها جاهلً
...............................................................
71
79
-28هل يب المارس للعادة قديا من يريد الرتباط به أنه كان من
أصحاب العادة ................................................
71
-29حكم الستمناء على ساع صوت الزوجة 72 ...............
-30إذا كانت هذه المراض والضرار ف الستمناء ،فلماذا ل
تدث ف الماع ..............................................
72
-31ما مدى ارتباط العادة السرية بزوال غشاء البكارة 72 ......
-32الحتويات 77 ..............................................
80