Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
2018
طلع اإلعالم العراقي علينا قبل شهور (من ضمن ما به طلع وفي خضم معمعة
اإلنتخابات والدعايات والبرامج اإلنتخابية) بمصطلح "الدولة العميقة" في إشارة
لنفوذ نوري المالكي ومن تحالف معه من مليشيات إيرانية العائدية ،وبالحقيقة
فشتان بين حالنا وحال أميركا التي لديها دولة عميقة قوامها العنصريون
الجمهوريون وهم أقلية بحساب عدد السكان لكنهم غالبية ضمن هكذا دولة سريّة،
تضم ذوي البشرة البيضاء وتمتلك مقاليد وكالة األمن الوطني المسماة بال (إن
إس أي ) ويشكلون الدولة العميقة التي ترسم معالم السياسة الخارجية القائمة
على فرض الهيمنة على العالم ونهب موارد بلدان العالم الضعيفة عسكريا وإشاعة
الحروب لترويج تجارة األسلحة واألعتدة في نفس الوقت الذي تراقب فيه وضع
البالد الداخلي بما يضمن هيمنة القلة الغنية ( وهي بيضاء بمجملها) على إقتصاد
البالد وتخدير الوعي العام عبر اإلعالم المضلل والمو ّجه بكل حرفية إضافة إلى
نمط الحياة اإلستهالكي المفرط .بالمقابل ،ف ّ
إن "الدولة العميقة" التي أشير إليها
هنا في العراق إنما هي الجانب السئ والشرير من الحكومة والشعب على السواء،
هذه ،ال أكثر وال أقل ،إنها ال( ورطة) العميقة (،الحفرة) العميقة التي وقع العراق
بها!
يسهل جدا إستعراض واقع الحال لتقدير ما آل إليه حال الدولة العراقية حكومة
وشعبا من دون كثير أرقام أو إحصائيات وذلك عبر مراقبة أداء الوزارات المختلفة
،فللعام الخمسين بأقل تقدير ( وهذا نموذج بسيط ألشكال خدمات البنية التحتية) ال
زالت شوارع مدن العراق قبيحة متهالكة حافلة بأشكال الحفر والمطبات بحيث
أن الصومال أفضل حاال منا ،كل إستحالت مدننا لما يشبه حال قندهار ،وأحسب ّ
يسود وجه األرض مع وفرة هائلة من هذا ونحن بلد اإلسفلت والقير وكل ما ّ
موارد طبيعية تتوسل إلى هللا ألجل تحصيلها دول وممالك ،ومثل ذلك هو حال
موارد التربة الخصبة التي نحتكم عليها وتتوسل دول مثل هولندا واإلمارات
المتالك البعض منها ،نفس حال موارد المياه التي تتوسل دول أفريقية إلى هللا
تعالى وإلى هبل والالت والعزى حتى إلمتالك بعضها فحسب لكن كل ما نفعله نحن
معها هو هدرها واإلساءة إليها برمي قذاراتنا اليومية فيها بحيث جعلنا أنهارنا
مجاري مياه قذرة ثقيلة ملوثة تنقل كل قبيح لغيرنا على طول مجاريها وصوال
أي صرف صحي وال إعادة تدوير للنفايات وال أي إجراء للبصرة ألنه ليس هناك ّ
حضاري آخر مما توصلت إليه دول العالم ،كل ما نتقنه هو تقبيح وجوهنا ووجه
بلدنا أمام العالم وإشعار كل متمعن بالشأن العراقي أننا شعب قذر وحكومة فاشلة،
ويبدو ولألسف جليا أننا ال نستحق حتى اإلستقالل عن الترك أو الفرس أو اإلنكَليز
واألمريكان ،هذه هي الحقيقة .دولة تجهد نفسها لعمل مطبات في الشوارع
المتهرئة باستخدام اإلسفلت والعمالة والمكائن الثقيلة وال ترى أنها ملزمة
باستخدام هكذا موارد لردم الحفر والتخسفات ،ماذا تسميها وكيف تصف برامجها
وأسبقياتها وبم تصف مسؤوليها؟ دولة تجهز على السمنت والحديد ألجل تصنيع
المزيد من كتل الكونكريت القبيحة بدل توجيهها للبناء والتجسير في عراق فقد
مئات الجسور البرية والنهرية في خضم أربع سنوات ال أكثر ،بم يمكنك أن تصف
هكذا دولة سوى أنها فاشلة؟ وتلك هي محافظات الشمال تشعر وقت تقود سيارتك
في شوارع أربيل الحديثة أنّك غادرت بغداد والموصل والبصرة صوب بلد آخر فما
أي
السبب في هذا التباين وهو إقليم محكوم بزمرة لصوص وأفاقين ال تتوقع منهم ّ
خير؟ حتما هي مزايدات مقصودة لغرض إظهار الفرق بين ( كردستان) و(
عربستان) فهل فطنت حكومة بغداد لحقيقة ّ
أن أربيل تبدو هي العاصمة ال بغداد؟
دولة عجزت منذ أيام صدام حسين عقب حرب الكويت المدمرة عن إستعادة أداء
وكفاءة منظومة توليد وتوزيع الكهرباء وبدون عذر سوى أللهم ما هو بصالح
صدام حسين ودولته من حيث كون الحصار كان مقصودا أصال إلحتواء النظام
وإنهاكه لذا فطبيعي أال تتعافى منظومة الكهرباء طيلة 13سنة عجفاء مع منع
اإلستيراد الوفقرة المواد المزدوجة اإلستخدام ،ترى ما هو عذر هؤالء الذين
أعقبوا صدام وقد مضت مدة 28سنة بالكمال والتمام منذ تم قصف تلك المحطات
في عموم العراق؟ كم مليارا أهدروا من دون إكتراث وال محاسبة وال حتى مجرد
إتعاظ ؟ لن أقول ما هو إجراء الحوزات والشعب فهذان مجرد ( خريتان) ال غير،
الحوزات شرعنت السقوط هذا والشعب المطي شارك باإلنتخابات بمختلف الدوافع
لكنه لم يفعل سوى ( نكح الذات بالذات) ،أنا سأتساءل هنا :إلى متى سيستمر هذا
الحال؟
نحن في العام 2018ومع هذا فال زال التبليط العراقي ال يقاوم إال بضعة شهور
فطريقة التبليط بدائية والمجاري تجهز على الناتج سريعا ألنه عمل مقتطع بال
رؤية شاملة ومؤكد أنه عقب كل عملية تبليط تشرع دوائر الدولة األخرى ( ومن
ورائها نموذج لمواطن متشبع بالنذالة يخرب بيديه ما تم تحصيله بصعوبة وبعد
طول إنتظار) بنسف ما تم إنجازه كما تعودوا منذ الثمانينات تلك فالشوارع يتم
حفرها وتقطيعها ألجل تمرير أنبوب ماء أو سلك مولدة أو حتى ( صوندة)
بالستيكية ال تعدل قيمة حصى الشارع من دون محاسبة لمن ينتهك عفاف الشارع
المسكين،الدورة المعتادة لحد اآلن هي تبليط يعقبه شق خنادق بالطول وبالعرض،
هذا ألنبوب ماء وذاك لكيبل إنترنيت ،وغالب ما يحصل هو من دوائر الدولة لكن
هناك نسبة هي من فعل مواطن سافل دون شك ،ومع هذا فأين دور الحكومة
ومؤسسات الدولة الرقابية والحسابية ؟ يقولون " إذا كانت الدولة قوية سحقتنا
وإذا كانت ضعيفة فتلك هي المصيبة" ،وهذه دولة تركت الحبال على غواربها
وتركت الناس يموج بعضهم ببعض في نظام فوضوض يتدبر فيه كل مواطن أموره
بيده وعلى حساب غيره ،الدولة موجودة فقط وقت تدخلك بالسجون بحجة اإلرهاب
وإال فهي ضمير عديم الضمير ومستتر !
إن من سمات سقوط الدولة العراقية البادية للعيان هو حال الشارع العراقي منّ
وجهة نظر مرورية وحضارية فالفوضى غلبت بقية النظام التي شهدتها سنوات
الحصار قبيل الحرب األخيرة ،ال تستغرب إن وصل بنا الحال وقريبا جدا أن ترى
صبيا بعمر أربع سنوات يقود ( تريلة) أو حوضية غاز مسال على الطريق وسط
عباد هللا فهكذا زعاطيط يقودون اليوم ومنذ سنين متعددة سيارات الميكروباص
مخاطرين بحياة من يقلونهم بالحافالت ومن يصادفونهم على الطريق كذلك ،ليس
أي حساب لذا يحصل هذا ،ال شرطي مرور يستفسر عن سنوية أو إجازة هناك ّ
أي شئ آخر كدوريات المطاردة مثال فهي دولة الفوضى العارمة ،لكن سياقة وال ّ
شرطة المرور موجودة فقط وقت تتقاضى منك الرسوم ووقت تحتاج لتحويل لوحة
تسجيل سيارتك ! الشارع العراقي يحفل بكل أشكال السرسرية كسواق ،معتوهين
ومراهقين ممن ال يحق لهم أن يلمسوا مقود السيارة بحيث ما أن تتورط بقيادة
سيارتك ألجل مشوار ما فإنك تلعن اليوم الذي ولدت فيه لتكون مواطنا يشارك
هؤالء الرعناء بالمواطنة وتلعن ألوان العلم العراقي ،وهناك أقران ألولئك يطوفون
حولك بالدراجات اآللية بكل رعونة ،كما لو كنت في تكساس ،شوارع العراق اليوم
هي أشبه ب ( لوكيشن) تصوير فلم ( ماد ماكس) ذاك ،أما الطرق الخارجية فهي
معطلة بجانب كامل منها لتتسابق السيارات بإتجاهين في الجهة األخرى ( طريق
موصل -دهوك وطريق موصل -بغداد قبالة معمل البتروكيمياويات نموذجان لما
أحكي هنا) والحوادث القاتلة (لبو موزه) ،أين هي شرطة المرور؟ قارنوا الحال مع
كردستان وسترون العجب ،أكثر من خمسة عشر منتسب بين ضابط برتبة عميد
دراج يشرفون على محاسبة من ال يرتدي حزام األمان في ومفوض وشرطي ّ
مدخل مدينة دهوك قبل أسبوعين تحديدا ،الموضوع غير متعلق بخطة عمل الدائرة
فحسب بل حتى بكم من الموظفين يتم تعيينهم في هذه الدوائر وكم منهم هم
فضائيون! السائق العراقي يمارس اإلنضباط في كردستان ألنه ما أن يخرق
التعليمات ( يسمطون ابو أبوه) ويرسلون سيارته للهزاز لكشف كل عيوب السيارة
وإجباره على تصليحها كلها ،لكنه ما أن يدخل الموصل حتى يتحول لمطي
حصاوي يستخدم سيارته بأخس أشكال السياقة ،لماذا؟ السبب مكشوف!
المجاري تزكم األنوف ،والمزابل أصبحت نقاطا دالة تنافس المدارس والمساجد
كعناوين سكن ،وهو تقصير الدولة دون شك فالنهب المنظم لم يبق شيئا لهكذا
مشاريع ،من يكترث؟ لكن المواطن المسئ ذاك ال زال طرفا بالموضوع فهو
عبارة عن معمل خراءة ال أكثر ،دعونا نقر بواقع حالنا الغائطي هذا ،مواطننا في
غالب أحواله مجرد مخلوق يعيش ليأكل ال أنّه يأكل ليعيش ويعمل ،يُدخل الطعام
في جوفه طيلة ساعات اليقظة ليحوله لغائط وهكذا ،إنه مواطن ( حلّوف) يدمن
رمي الطعام الفائض في براميل األزبال وفي األراضي الشاغرة المجاورة لبيته.
مواطننا مدمن على التدخين وكذلك فهو مدمن على رمي علب السجائر الفارغة
بالشارع ،مدمن على رمي قناني الماء الفارغة من شباك السيارة ،مواطننا
المسئ هذا الذي أحكي عنه عنيد عناد البغال ربما ألنه مولود من أم (أتان)
وأب(حصان) ،ال يرتضي التطور وال يهتم لدوره في اإلساءة لبيئته ولواقعه أكثر
فأكثر فهو رديف للحكومة وجزء من الدولة الفاشلة تلك..
مفردة "الصحة" أضحت أبعد عنوان يمكن إطالقه على وزارة تقودها إحدى
سالحف الدعوة والتي جعلت المرض والقذارة والتقصير واليأس عنوانا لوزارة
تعودت في زمن الحصار ذاك أن تصرف األدوية ألصحاب األمراض المزمنة
فأصبحت أساسيات العالج نادرة في كل مستشفى لكن أتذكر قبل سنين تقارب
العشر عرض التلفزيون مشاهد لمرافقي مرضى يغسلون الفوط النسيجية المشبعة
بغائط األطفال في ثالجة الماء العمومية ذات الثالث صنابير ،أي شعب هو هذا وكم
حربا تلزمه ليتعظ ويفهم أنه في آخر ركب الشعوب المتخلفة ولم يتحسن وضعه
بعد؟! هذا هو العراق بإختصار وما يجري فيه وعليه هو مزيج من إساءات يشترك
بها كل مكون من مكونات "الدولة" هذه ( حكومة ومواطنين) وإال ففي أي بلد من
بلدان العالم ينهب رئيس وزراء مجمل خزانة البلد وينجو بدون حساب ،ال بل يبقى
متربعا على عرش السيادة في دولة عميقة كما يسمونها وهي بال عمق في واقع
الحال بل في ضحالة مهينة ،ومع هذا ال زال هناك زمرة "مناويج" تنتخبه وتروج
له وترى فيه مختار العصر واألوان ؟ في أي بلد تتم محاربة من ينتفض ضد
الفساد فيتم إعتقاله وتعذيبه وتقطيعه وصلبه بحجة الديمقراطية في جانبها
المناهض ل" اإلرهاب" ،مرة بحجة داعش وخيم اإلعتصام ومرة بحجة التدخل
الخارجي ،وكله تحت عيون السفارة األمريكية ومراقب الصف سفيرها السخيف (
سيلي مان) ،أي بلد سوى العراق؟
ليس هناك من وزارة مفردة تعمل كما ينبغي ،حقيقة أنا مستغرب لماذا أهلل تعالى
صابر علينا لليوم هذا وال لماذا ال تهجم إسرائيل علينا وتحتل بلدنا ونحن "
مشهود لنا" بالهزيمة أمام بضعة مئات من المقاتلين ! التعليم متدهور من يومه
سواءا على مستوى المدارس أو الجامعات ،العراق هو بلد ال تتحرك فيه شاحنات
تنقل خامات ومقاطع الحديد ألجل صناعة من الصناعات المتطورة كما في تركيا
وإيران واإلمارات والسعودية بل ألجل بيع السكراب لكردستان وإليران ،ال ترى
في السوق العراقية من نشاط إال هرولة دؤوبة لشاحنات تنقل ماء الشرب
والعصائر وملهيات البطون من جبس وبوشار ( شامية) طيلة ساعات الليل
ي شئ،والنهار إلى أفواه جائعة وأجواف ظمأى طيلة الوقت ألناس ال ينتجون أ ّ
مطلقا ! ألجل ماذا يحيا العراقيون؟ وماذا يقدمون للعالم قياسا لغيرهم من شعوب
المعمورة؟ العراقيون اليوم ال يرتوون إال من مياه يصدرها تجار اإلقليم الشمالي
بعد أن يستخرجها أولئك دون أدنى عبء وبأدنى تكاليف فكل جبل هو منجم ثقيل
للماء النقي ،كيف وصلنا لهذا الحال؟ ونتيجة ذلك هو أطنان مطننة من علب
البالستك الفارغة التي ترمى بكل وقاحة في كل مكان! القذارة غير المسبوقة هذه
تقول لك ":هذا شعب ال يستحق سوى العطش والجوع فهو في أوقات الحصار
تلك كان أفضل أخالقا وإلتزاما ،وبيئته وشوارعه كانت أنظف منها اليوم هذا
أضعافا مضاعفة " !
الخور والخواء الذي ينطوي عليه واقع حال وزاراتنا الصنديدة الرعديدة
َ كل هذا
إستعر الوضع في البصرة والناصرية قبل أسابيع إذا ببضعة
ّ ومن ثم حالما
مهندسي نفط يتسابقون لتنبيه الشعب لمخاطر إغالق آبار النفط ،ك ّل يبكي على
لياله ...على مخصصاته ورواتبه ! الغني ليس بحال الفقير طبعا ،هذا هو مجمل
الحكاية ،ومهندسو النفط هؤالء يكرفون المال كرفا فطبيعي أن يروا اإلنتفاضة
أي مقترح ناجع لمنفوضى مدمرة تهدد إستقرار حياتهم لكن هل لديهم بالمقابل ّ
هو متجمر على النار في عز الصيف وللسنة الخامسة عشرة بعد الثالثة عشر
سنة تلك التي وسمها الحصار بكل أشكال العوز والمضايقة كل صيف؟ هل لديهم
أية معذرة ألنفسهم وهم يستخرجون النفط ليعينوا هؤالء اللصوص على نهبه؟ هذا
نموذج آخر من مواطنينا المطبوعين على النفاق والمشمولين بتوصيف (
الشياطين الخرس عن قول الحق) وهو نموذج أكاديمي متعلم ،ال أحكي هنا عن
القصاب وال عن عامل الصحيات!
المستغرب هنا هو أنّه رغم التخلف والعجز الشامل الذي حكينا عنه فقد شهدنا فور
بدء اإلنتفاضة فنيين ومهندسين يبرعون في وقف خدمات اإلنترنيت وتحجيم
سرعتها وحجب خدماتها على الفور ،بالضبط كما أبدع منتسبو جهاز األمن
الخاص في أول يوم تم فيه فرض الحصار نهاية ثمانينات القرن الماضي
فتسارعوا لرفع المصافي السلكية والبوابات التي تغلق المجال أمام جثث الجرذان
والفئران و( تواثي) االشجار كي تصب في مطاحن الحنطة والشعير مع هذه
الحبوب ومع الذرة المتعفنة وعرانيسها وأكوازها وأوراقها المتيبسة لتنتج لنا ذلك
الطحين األسود ولتسلمه لنا فورا ! هؤالء األشاوس لم يقصروا الحظر على مجرد
مواقع التواصل اإلجتماعي وخدمات اإلتصال باإلنترنيت فحسب كما هو حال إيران
وتظاهرات شعوبها بل وجدناهم هذه المرة يحيلون خدمة اإلنترنيت بمجملها إلى
بؤس وحقارة تشبه دواخلهم فهذا هو الشئ الوحيد الذي يبرعون به ،اإليذاء
والتقبيح .لم تتاف خدمات تجهيز اإلنترنيت لليوم هذا بل أصبحت جزئية خدمة
اإلنترنيت هذه مثل تذبذب سعر صرف الدوالر ،ما أن يصعد أو ينخفض بشكل غير
متوقع حتى تتولد حالة من التالعب باألسعار ال تعرف الهدوء أو العودة لما قبل
التغيير إال بعد مدة طويلة وبشروط خدمة مغايرة ،وهي كلها لصالح التاجر بدافع
الطمع المتسربل بغطاء الحماية والتخوف من ( عدم القطعية) الناشئ عن الحدث
األولي ،تذبذب محموم ال يعرف الهدوء حتى بعد إستقرار سعر الصرف .قطع
خدمة اإلنترنيت األخير كما نقلت األخبار كلف العراق 200مليون دوالر كانت
كافية إلنعاش حال محافظة من المحافظات المهجومة فهل أحس هؤالء بحجم
جرائمهم ؟!
مجمل القول :الدولة العميقة التي يحكون عنها ما هي إال عصابات وأحزاب دمرت
ونهبت العراق ال كما فعلت وتفعل دولة األمريكان العميقة التي تتوخى مصالح
ذاتها على حساب بلدان العالم األخرى،أما الدولة الفاشلة هنا فقد قتلت العراقيين
من خالل اإلرتباط الوثيق بإيران وتحكيم العمامة في أمور ال تفقه العمامة (
أي شئ ولو وقف بعضهم لبعض ظهيرا ومهما اجتهد إسودت أو إبيضت) منها ّ
ربع الدماغ المتقرفص أسفل تلك العمائم ،فأنت ال تجد إال الغباء والعجز
والزماللوغية تنضح كلها من أداء أجهزة الدولة التقليدية والمتخصصة بتقديم
الخدمات وأمور البنية التحتية ّ
ألن العمائم ال تأتي إال بزبالة العراقيين وحثاالت
المجتمع ،وبالمقابل ،ال تجد إال مهارة وتم ّكن معجونين بالخبث والنجاسة تسم
أداء األجهزة الرقابية واألمنية ..تلك هي الدولة العميقة المتزاوجة بالحرام مع
الدولة الفاشلة أو هي الدويلة التي أنجبتها الدولة الفاشلة وسمحت لها بالتكون
بحكم التبعية إليران من خالل حزب الدعوة الحاكم وبقية أحزاب السلطة ،فال عجب
أن العراق دوما يعود القهقرى ،حاله حال عصير البعير ذاك ! ّ