Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
-تأطيرالنص داخل المجال اإلشكالي الذي ينتمي إليه ونقصد بذلك المجزوءة ( أو المجزوءات ) والمفهوم ( أو المفاهيم )
-التمهيد للموضوع والذي هو التدرج بالقارئ إلى المشكل والقضية التي يطرحها هذا النص
-طــرح اإلشكـال :وهو سؤال أو تساؤل يعيد صياغة المشكلة المطروحة في النص في سؤال محدد ،أي يقدمها في صيغة سؤال ثم نقوم بتفريغ هذا
السؤال إلى أسئلة فرعية جزئية
مطلب التحليل:
-استخراج األطروحة المتضمنة في النص
-استخراج وشرح المفاهيم الرئيسية الموجودة في النص
-استخراج البـراهيــن أي الحجج واألدلة التي استعان بها صاحب النص لتأييد موقفه
-قيمة النص أو الــنقـــد :وهو تقييم موضوعي للموقف الذي يعرضه صاحب النص من حيث الوضوح أو اإلبهام أو التناقض ...وكذلك تقييم للبراهين
واألدلة ( ....يعني الوقوف عند حدود النص ومحاصرته بغية تجاوزه )
مطلب المناقشة:
-ذكر األطروحات والمواقف المؤيدة لفكرة النص (المناقشة بالتأكيد)
-ذكر األطروحات والمواقف المعارضة لفكرة النص (المناقشة باالعتراض)
مطلب التركيب :
-خالصة تركيبية للتحليل والمناقشة وهي حل للمشكلة المطروحة في النص أي الجواب األخير وفيه نقوم بمحاولة التقريب بين الرأيين المتعارضين.
أو إقامة شبه صلح بينهما واعتماد الرأي الوسط .أو باإلبقاء على ما اتفقا عليه وإسقاط ما اختلفا فيه أو نقوم بتجاوز الرأيين المتعارضين إلى موقف
ثالث أصح منهما أو يمكن أن يشتركا فيه
-إبداء الرأي الشخصي
-فتح تساؤالت إشكالية ممكنة
"إن السلطة ال تحتاج إلى أي تبرير ،انطالقا من كونها ال تقبل االنفصال عن وجود الجماعات السياسية ،لكن ما
تحتاج إليه السلطة إنما هو المشروعية ...تنبثق السلطة في كل مكان يجتمع فيه الناس ويتصرفون على أساس
االتفاق فيما بينهم ،لكنها سلطة تستنبط مشروعيتها انطالقا من اللقاء األول ،أكثر مما تستنبطها من أي عمل قد
يلي ذلك .إن المشروعية ،حين تواجه تحديا ،فإنها تبحث عن سند لها في الماضي ،أما التبرير فانه يرتبط
بغائية تتصل مباشرة بالمستقبل .العنف قد يبرر ،لكنه لن يحوز على المشروعية ...إن أحدا ال ينازع في
ضرورة استخدام العنف في حال الدفاع المشروع عن النفس حين ال يكون الخطر باديا فقط ،بل حتميا كذلك .
هنا تكون الغاية التي تبرر الوسيلة جليا".
يندرج النص الذي بين أيدينا ضمن مجزوءة السياسة من خالل مفهومين احدهما صريح هو الدولة واآلخر ضمني هو العنف .من المألوف
أن ننظر إلى الدولة التي تستند إلى القانون في ممارسة سلطتها على المواطنين على أنها "دولة الحق" وأن تعتبر في المقابل كل دولة تلجأ إلى القوة
وتمارس بمثابة دولة استبدادية تغيب القانون في عالقتها بالمواطنين...غير أن استقراء الواقع أو استنطاق التاريخ يكشف عن تداخل معقد بين الحق
والعنف في تشكيل ماهية الدولة بصورة تبعث على التفكير فيما إذا كان العنف لصيقا بالدولة ومدى ارتباطه أو انفصاله عن الحق .فإذا كانت السلطة
السياسية للدولة تتحدد في طبيعة العالقة الممكنة بين الحاكم ورعيته والتي من شأنها أن تتراوح بين المهارة والدهاء وبين الرفق واالعتدال والحكمة،
فإن الدولة تكون في كثير من ممارستها ضد التسلط والعنف ،وفي بعض األحيان تميل إلى التسلط والعنف ،فهل تمارس الدولة سلطتها بالقوة أم بالقانون،
بالحق أم بالعنف؟
من خالل قراءتنا للنص يتضح انه ينبني على أطروحة أساسية مفادها أن السلطة التي تنبني على المشروعية المنبثقة من اللقاء األول بين
الحاكم والشعب والتي تتم عبر مشروعية الحكم اعتمادا على التراث وحماية الماضي واستلهام األجداد و المشروعية المرتبطة بشخص ملهم ذو سلطة
دينية وأخالقية أو إيديولوجية ويحكم باسمها أو المشروعية المؤسسية المستمدة من التمثيلية االنتخابية ومرجعية القانون والمؤسسات .فالدولة
بوصفها تجمعا سياسيا منظما إداريا وقانونيا حسب النص دائما تقوم أيضا على العنف باعتباره وسيلتها المميزة التي ال يمكنها االستغناء عنه لذلك
تجلت وظيفة الدولة األساسية في ممارسة ا لعنف المادي المشروع والمنظم بقوانين وإجراءات ،فهي وحدها من لها الحق في ممارسة العنف لفائدته.
وقد استثمر في ذلك صاحب النص جملة من المفاهيم الفلسفية أهمها السلطة ،العنف ...ومن الجدير بالذكر أن مفهوم السلطة يدل على التعبير القانوني
المنظم عن المجتمع بوصفها مج موعة مؤسسات وأجهزة سياسية وإيديولوجية وتشريعات تسعى من ورائها المحافظة على وحدة المجتمع وتوازنه
وكل ما يخدم الصالح العام كما تهدف إلى إشاعة النظام وتحقيق األمن فضال عن تأمين الحقوق األساسية ألفراد المجتمع (تعليم – صحة )...ورعاية
تطلعاتهم نحو الحرية والعدا لة .كما أن العنف عنوانا للدولة احتكرته وشرعته بدعوى المحافظة على وحدة الكيان االجتماعي والصالح العام ،وخلقت
مؤسسات وأجهزة قمعية لتأمين إرادتها وإخضاع باقي اإلرادات لسلطتها.
يبدو من خالل التمعن في النص أن الحجة األساسية التي أقام عليها صاحب النص تصوره تتجلى في أسلوب التفسير والتوضيح بغية اإلقناع
بفكرته حول مشروعية حيازة الدولة للعنف المشروع وإبطال أطروحة الخصم الرافضة لمبدأ العنف باسم السلطة .
وفي نفس السياق يرى ماكس فيبر أن جوهر السلطة هي ممارسة العنف وأن الدولة وحدها لها الحق والمشروعية في استعمال العنف .
واحتكار الدولة للعنف راجع إلى كونه شرطا أساسيا لبقائها والمحافظة على النظام الذي تقوم عليه فالدولة بوصفها تجمعا سياسيا منظما إداريا وقانونيا
تحتاج إلى العنف لضبطه واحتكار استعماله لصالح المجموع ،وعندما يغيب العنف فإن الدولة تضمحل ويختفي ،فالتعاقد االجتماعي أطروحة غير صالحة
ألنها تعني ببساطة تنازل الدولة عن حق استعمال العنف في إطار نظام سياسي حديث يتم فيه تقسيم السلط ومراقبتها لبعضها البعض عبر التمثيلية
واالنتخاب.وإذن ماكس فيبر يدعو صراحة إلى احتكار الدولة للعنف المادي المشروع فسر وجود واستمرار الدولة هو إخضاعها للناس عبر السلط عن
طريق العنف فالدولة العصرية تقوم على العنف وفقا للشرعية العقالنية والقانونية التي تنظم عالقة السلطة بالمواطنين أي أنه عنف مشروع متفق عليه
غايته حفظ األمن وحماية الصالح العام.
وعلى خالف تصور صاحب النص ومؤيده نجد طرح إنجلز (1820-1895م) الذي يبين أن الدولة هي نتاج ومظهر لعدم إمكانية
التوفيق بين المصالح الطبقية المتضادة وتنشأ الدولة كنتاج لمجتمع ما عند درجة معينة من تطوره ،فالدولة بالنسبة له ذلك ":االعتراف بأن المجتمع
قد تورط في تناقض مع ذاته غير قابل للحل ،وأنه قد تصدع إلى تناقضات ال يمكن التوفيق بينها وال طاقة له بالخالص" ولكي تقوم هذه التناقضات،
وهذه الطبقات ذات المصالح االقتصادية المتصارعة ،باستهالك أنفسها والمجتمع في نضال عقيم ،أصبح من الضروري قيام سلطة تقف في الظاهر
فوق المجتمع ،سلطة تهدئ الصراع وتبقيه في حدود النظام وهذه السلطة ا لمنبثقة عن المجتمع والتي تضع نفسها فوقه وتنسلخ عنه أكثر فأكثر ،إن
الدولة هي جهاز للحكم الطبقي جهاز الستبداد طبقة بأخرى ،فخلق "النظام" هو الذي يوطد أركان هذا االستبداد ويجعله مشروعا وذلك عن طريق
تلطيف حدة الصراع بين الطبقات وأن الدولة ال يمكن أن تنشأ أو تبق ى إذا كان التوفيق بين الطبقات أمر ممكنا إنها باختصار (الدولة) نتاج المتناقضات
التي ال يمكن التوفيق بينها.
يتضح في األخير أن الفرد هو قيمة عليا ومعيار أسمى لصياغة القوانين والتشريعات التي تمنع أنواع االستعباد واالضطهاد التي قد يتعرض
لها وإذا كانت الدولة ترت بط بالعنف والحق ،فإن هذه العالقة تبدو رهينة بطبيعة األنظمة السياسية من حيث إنها تقوم على توازن يجعل العنف مشروعا
في إطار تقني وعقلنة للسلطة السياسية وأنها لم تشمل شروط المجتمع السياسي الذي تمثله دولة الحق .كما أن اسم الدولة يقترن بمجموع األجهزة
المكلفة بتد بير الشأن العام للمجتمع ،هكذا تمارس إذن الدولة سلطتها باالستناد إلى مجموعة من القوانين والتشريعات السياسية التي تروم تحقيق األمن
والحرية والتعايش السلمي.
" العالم الذي أنا موجود فيه هو عالم أتقاسمه مع اآلخرين الن الوجود في العالم
هو وجود في العالم مع اآلخرين فعالم الوجود هنا هو عالم مشترك .والوجود هنا
هو وجود – مع – الغير".