شتان بين يومي الثالث والعشرين من مارس الماضي والثاني عشر من إبريل الحالي في ذاكرة الروس :فبينما في الول بكوا على سقوط أسطورتهم الفضائية "مير" إلى مرقدها الخأير بعد تحليق دام أكثر من خأمسة عشر عامما ـ في الثاني احتفلوا بذكرى مرور 40عامما على صعود أول إنسان في البشرية إلى سطح القمر ،رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين الذي فتح أبواب الفضاء أمام البشرية عام 1961م، وربما كانت تلك المفارقة العجيبة اخأتزا م ل لمشاهد أكثر من أربعين عامما هي تاريخ الفضاء الروسي بدأت بالبهار وانتهت بالنهيار في سيناريو مثير ل يزال بل شك محط إعجاب العالم. رحلة الصراع الفضائي بدأت الرحلة في 4أكتوبر 1957حيث استيقظ الجميع على مفاجأة مذهلة تمثلت في إطلق التحاد السوفيتي لكرة صغيرة من اللومنيوم إلى الفضاء أطلق عليها اسم "سبوتينك" لتكون أول قمر صناعي يطلقه النسان حول الرض ،وكان إيذامنا بواقع جديد على مخأتلف المستويات خأاصة العلمية والعسكرية. وبينما كان المريكيون يلومون أجهزتهم المنية على عدم رصدها ما حدث ـ فاجأ السوفيت العالم من جديد في 3نوفمبر 1957بإطلق "سبوتينك – " 2حام م ل أول زائر حي للفضاء هو الكلبة "ليكا" وشهد عام 1959مهرجامنا قمرميا سوفيتميا قامت فيه سفنهم الفضائية "لونا – " 1و " لونا – " 2بقياسات ناجحة للتعرف على جو القمر كما صورت " لونا " 3-جانبه الذي ل نراه من الرض وهو ما كان ثمرة أبحاث وتجارب وجهود بذلها العلماء السوفيت على مدار سنوات لغزو هذا الفضاء المجهول. إل أن المفاجأة الكبرى كانت حين استيقظ العالم صباح يوم 12أبريل 1961م على البيان الرسمي الذي بثته أجهزة العلم السوفيتية والعالمية لتعلن فيه خأروج النسان لول مرة في تاريخ البشرية إلى الفضاء؛ حيث طل رائد الفضاء السوفيتي "يوري جاجارين" على الرض من سفينته الفضائية "فوستو" التي دار بها حول الكرة الرضية في رحلة استغرقت بالكامل 108دقائق فتحت بالفعل عالما مجهول في تاريخ البشرية ،واعتبر من أهم أحداثها ،وقد أشعل سبامقا فضائميا وعلمميا بين التحاد السوفيتي والوليات المتحدة المريكية التي قرر رئيسها جون كنيدي الرد على الصفعة العلمية الروسية بالعلن عن برنامج تعهد فيه بإرسال رجل أمريكي للقمر عام 1970م خأاصة مع استمرار السوفيت في نجاحاتهم الفضائية حيث أطلقوا قمرين صناعين عام 1964كما أطلقوا 3أقمار بصاروخ واحد عام 1965وكرروا ذلك ثلث مرات وتعددت تجاربهم في هذا المضمار إلى أن نجح المريكيون بالفعل في 20يوليو 1969عبر المركبة الفضائية "أبوللو" التي أقلت ثلث رواد هبطت بهم على سطح القمر ومضى قائدها "نيل أرمسترونج" وزميله "والدرين" يمشيان فوق سطح القمر لمدة ساعتين و 32دقيقة قاما خأللهما بتثبيت أجهزة علمية وجمع عينات من صخأور القمر وعادا إلى المركبة وغادرا مع زميلهما "مايك كولنيز" الذي تولى قيادة السفينة إلى الرض التي وصلوا إليهما يوم 24يوليو ليصبح " أرمسترونج " أول رجل يسير على القمر كما أصبح "جاجارين" أول إنسان يصعد إليه وأصبح الفضاء مجال سباق سوفيتي أمريكي. التفوق الفضائي الروسي وتفوق البرنامج الفضائي الروسي الذي أقيم على أساس استغلل الفضاء من أجل تحقيق أقصى فائدة ممكنة في جميع المجالت خأاصة العسكرية بما يضمن لهم التفوق على الساحة الدولية؛ فتعددت إطلقاتهم التي بلغت 75إطلقا فضائميا سنويا، بلغ منها ما يتعلق بالغراض العسكرية أكثر من ،%90ولعل ارتفاع معدل الطلق الفضائي بالنسبة للسوفييت يرجع أسامسا إلى قصر المدى الزمني لعمل أقمارهم؛ حيث تراوحت أعمار النسبة الكبرى منها عام 86ما بين 59-13يومما وكان أطولها عممرا أقمار الجيل الخأامس من فئة "كوزموس" التي بلغت 238يومما. وامتلك التحاد السوفيتي ثلثة مواقع لطلق الحمولت الفضائية ،وكانت تتولى قوات الصواريخ الستراتيجية الشراف والتنفيذ لجميع الطلقات الفضائية ،كما يتولى سلح الجو عملية تدريب رواد الفضاء؛ ولذلك غلب الطابع العسكري على البرنامج الفضائي السوفيتي. وقد اعتمد هذا البرنامج على عدة أركان لعل أهمها القمار الصناعية التي اعتمدوا عليها لداء العديد من المهام الحيوية في الفضاء الخأارجي ،سواء للغراض العسكرية أو المدنية ،مثل :تأمين عمليات التصوير الفوتوغرافي واللكتروني ،والنذار المبكر ،واكتشاف التفجيرات النووية… وتعد موسكو أول من امتلك هذه القمار في العالم منذ تمكنت من إطلق )سبوتنيك (1-في .4/10/1957 كما شكلت المحطات الفضائية المزودة بالطقم البشرية العنصر المميز في برنامج الفضاء الروسي الذي اكتنف نشاطه الغموض ،ربما لنه يعكس التفوق السوفيتي في مجالت تكنولوجيا الفضاء خأاصة أنها كانت تشكل خأطوة هامة للروس للستعداد للوصول للمريخ ،وقد بلغ إجمالي المحطات الفضائية التي أطلقها السوفيت ثماني محطات ،ثلثة منها عسكرية والخأمسة الخأرى ذات مهام مدنية ،وقد استخأدمت الكبسولت الفضائية من طراز "سويوز" في عمليات توصيل المداد وتغيير أطقم رواد الفضاء العاملين على هذه المحطات التي كانت تشكل قاعدة فضائية بمثابة معامل علمية أو مراصد لمراقبة الرض وغيرها ،وكانت تضم أجهزة ومعدات كونت قطامرا فضائميا روسيا ،وكان أهم هذه المحطات هي "ساليوت " 7التي أطلقت في 14يوليو 1983وكان يعتقد أنها ستكون دائمة الوجود في الفضاء الخأارجي غير أنها تحطمت في 8يناير 1991م إل أن السوفيت كانوا قد أطلقوا في 20فبراير 1986جيل جديمدا من المحطات الفضائية الدائمة المزودة بأطقم بشرية من طراز "مير" التي اشتق ل عن تعديلت تم إدخأالها عليها؛ حيثتصميمها أسامسا من المحطات "ساليوت" فض م تحول السوفيت من مرحلة البحث والتجارب إلى ممارسة النشطة النتاجية الواسعة في الفضاء الخأارجي؛ ولذلك ضمت المحطة مراصد ومعامل خأاصة بالنشطة العلمية المطلوب إجراؤها في حالت انعدام الوزن في الفضاء الخأارجي. كما أن الروس استطاعوا ضمن برنامجهم الفضائي التوصل إلى صنع المكوك الفضائي "بوران " أي العاصفة الثلجية ،والذي انطلق في 15/11/88ليطوف بالرض أكثر من مرتين دون أن يكون على متنه أي رواد ،وهو ما كسر احتكار الوليات المتحدة لهذه التكنولوجيا الفضائية؛ حيث أطلقت مكوك فضاء لها باسم "كولومبيا" في 12أبريل .1981 وبالضافة لمكونات برنامج الفضاء الروسي مضى السوفييت في تنفيذ العديد من المشروعات الفضائية المتعلقة بدراسة المجموعة الشمسية فمنذ نوفمبر 1965أطلقوا المركبة "فينوس – " 2نحو كوكب الزهرة وعلى متنها جهاز لقياس الضغط ودرجة الحرارة ،ثم أطلقوا "فينوس " 4-في يناير 1967التي قامت بإلقاء كبسولة على سطح الكوكب ،وبعد عامين أطلقوا "فينوس " 5-التي قامت بغرس علمهم وصورة زعيمهم لينين هناك ،وفي عام 1984أطلقوا السفينتين "فيجا "1-و "فيجا " 2-نحو الكوكب قبل تحويل مساريهما لتصوير المذنب "هالي" في 1985كما اهتموا بكوكب المريخ فأطلقوا إليه المركبة "مارس " 3-في ديسمبر 1971ثم أطلقوا "مارس " 5-في يوليو 1973 وفي السابع من يوليو 1988أطلقوا " فوبوس " 1-للمريخ وبعدها بخأمسة أيام أطلقوا " فوبوس " 2-كما قاموا بالعديد من الدراسات على سطح القمر وفي عام 1984بلغ إجمالي المهام التي قاموا بها إلى القمر حوالي 24مهمة ،هذا بالضافة إلى العديد من النشطة والتجارب المخأتلفة التي زادت عن أكثر من 1700تجربة علمية فردية تمت ل عن استقبال العديد من أطقم الرواد من جنسيات مخأتلفة على متن محطتهم "مير" فض م في محطاتهم عبر برنامج استمر لكثر من 40سنة أنفقت عليه بليين الدولرات وعمل فيه وفمقا لتقديرات غربية نحو 500ألف شخأص خألل فترة ذروة نشاطه في الثمانينيات التي شهدت عمليات تحديث مستمرة للنظم الفضائية؛ حيث طورت موسكو حوالي 30نومعا منها بمعدل أربعة أنظمة كل عام ،المر الذي يعني تفوقا سوفيتيا فضائميا عبر تاريخأهم منذ صعود "جاجارين" الذي لخأص هذا السبق بقوله :إن أول أمريكي سيطأ قدمه على القمر أعتقد أنه سيجد هناك عدمدا من السوفييت في استقباله، وهو ما يعد حقيقيا إلى حد كبير في دللته إلى أن صعد "سيرغي كريكا ليف "آخأر ملح سوفيتي للفضاء وهو يحمل جنسية التحاد السوفيتي وعاد وهو مواطن في دولة روسيا التحادية بما يحمل ذلك من دللت انهيار من البرنامج الفضائي الروسي أكده سقوط "مير" الخأير ليبقى للروس تركة ليست هينة في المعدات والخأبرات الفضائية ل عن مشاركتهم في محطة الفضاء الدولية "ألفا" بمساهمة دول أوروبية أخأرى هذا فض م بالضافة إلى الذكرى الجميلة بأنهم أول من صعدوا للقمر ،وللسف أيضا الذكرى الليمة أنهم أول من سقطوا منه!