Você está na página 1de 30

‫أ‬

‫إعالم إلنام بشرح‬

‫كتاب إلصتام‬

‫شرح كتاب الصيام من الياقوت النفيس للعالمة الشاطري‬

‫أ‬
‫إبو م‬
‫عر‬

‫هدإنه عتدإلعرير رشدي‬


‫‪1‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫‪m‬‬ ‫أ‬
‫رب بشر هإعن‬
‫نن‬
‫وإلمن إلجسام‪ ،‬إلذي هدإنا لإلسالم‪ ،‬وأسبغ علينا‬ ‫إلحمد هلل ذي إلجالل وإؤلكرإم‪ ،‬وإلفضل وإلطول‬
‫ن‬
‫إآلدمين وفضلهم‬ ‫جزيل نعمه وألطافه إلعظام‪ ،‬وأفاض علينا من خزإئن ملكه أنوإعا من إؤلنعام‪ ،‬وكرم‬
‫وإجتب من لطف به منهم فجعلهم‬
‫ى‬ ‫عىل غيهم من إألنام‪ ،‬وجعل فيهم قادة يدعون بأمره ؤىل دإر إلسالم‪،‬‬
‫أوىل إلنىه وإألحالم‪،‬‬ ‫ن‬
‫من إألماثل وإألعالم‪ ،‬فطهرهم من أنوإع إلكدر ووض إآلثام‪ ،‬وصيهم بفضله من ي‬
‫ن‬
‫إلسنن وإأليام‪ ،‬وإختار من جميعهم حبيبه وخليله‬ ‫ووفقهم للدوإم عىل مرإقبته ولزوم طاعته عىل تكرر‬
‫وعبده ورسوله دمحمإ ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ ،-‬فمحا به عبادة إألصنام‪ ،‬وأدحض به آثار إلكفر ومعالم إألنصاب وإألزإلم‪،‬‬
‫وإختصه بالقرآن إلعزيز إلمعجز وجوإمع إلكالم‪.‬‬
‫ن‬
‫فبن ‪ -‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬للناس ما أرسل به من أصول إلديانات وإآلدإب‪ ،‬وفروع إألحكام‪ ،‬وغي ذلك مما يحتاجون‬
‫ؤليه عىل تعاقب إألحوإل وإألعوإم‪ - ،‬صىل هللا وسلم عليه وعىل جميع إألنبياء وإلمالئكة وآل كل‬
‫وأتباعهم إلكرإم‪ ،‬صلوإت متضاعفات دإئمات بال إنفصام‪.‬‬
‫أحمده أبلغ إلحمد وأكمله وأعظمه وأتمه وأشمله‪ ،‬وأشهد أن إل ؤله ؤإل هللا إعتقادإ لربوبيته‪ ،‬وإذعانا‬
‫إلمجتب من‬ ‫إلمصطف من خليقته‪ ،‬وإلمختار‬ ‫ن‬ ‫لجالله وعظمته وصمديته‪ ،‬وأشهد أن دمحمإ عبده ورسوله‬
‫ى‬
‫بريته‪ - ،‬ملسو هيلع هللا ىلص ‪ -‬وزإده رشفا وفضال لديه وكرم‪.‬‬
‫أ‬
‫إما بعد‪:‬‬

‫فهذإ رشح لكتاب إلصيام من كتاب "إلياقوت إلنفيس"‪.‬‬


‫فشعت فيه قاصدإ تسهيل‬‫وجاء ذلك طلبا من بعض إألخوة إلكرإم ممن يحسنون إلظن‪ ،‬ومذإكرة ىل‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫ن‬
‫وأليم ترتيب‬ ‫إلطريق ؤىل إإلنتفاع به ألوىل إلرغبات‪ ،‬وأضم ؤليه نف ر‬
‫أكي إلموإطن تفريعات وتتمات‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫إلكتاب ‪ -‬ؤإل نادرإ ‪ -‬لغرض من إلمقاصد إلصالحات‪ ،‬وسميته‪:‬‬

‫"إعالم األنام بشرح كتاب الصيام"‪.‬‬


‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪2‬‬

‫ن‬ ‫ن‬
‫إألرضن وإلسماوإت‪ .‬أسأله‬ ‫وإستمدإدي إلمعونة وإلهدإية وإلتوفيق وإلصيانة يف جميع أموري من رب‬
‫ن‬
‫إلتوفيق لحسن إلنيات‪ ،‬وإؤلعانة عىل جميع أنوإع إلطاعات‪ .‬وتيسيها وإلهدإية لها دإئما يف إزدياد حب‬
‫ويحبب فيه وجميع‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وإخوإئ وسائر من أحبه‬ ‫وأقربائ‬ ‫ن‬
‫ومشايخ‬ ‫إلممات‪ .‬وأن يفعل ذلك بوإلدي‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫إلمسلمن وإلمسلمات‪ ،‬وأن يجود علينا برضاه ومحبته ودوإم طاعته وغي ذلك من وجوه إلمشإت وأن‬ ‫ن‬
‫ن‬
‫أجمعن‪ ،‬وكل من يقرأ هذإ إلكتاب به‪،‬‬ ‫إل ن ن‬
‫ييع منا ما وهبه لنا ومن به علينا من إلموهوبات‪ ،‬وأن ينفعنا‬
‫وأن يجزل لنا إلعطيات‪ ،‬وأن يطهر قلوبنا وجوإرحنا من جميع إلمخالفات‪ ،‬وأن يرزقنا إلتفويض ؤليه‬
‫وإإلعتماد عليه وإؤلعرإض عما سوإه ن يف جميع إللحظات‪.‬‬
‫وحسب هللا ونعم إلوكيل‪ ،‬وله‬
‫ىي‬ ‫إعتصمت باهلل‪ ،‬توكلت عىل هللا‪ ،‬ما شاء هللا‪ ،‬إل حول وإل قوة ؤإل باهلل‪.‬‬
‫إلحمد وإلنعمة‪ ،‬وبه إلتوفيق وإلعصمة‪.‬‬

‫وكتته الفقير إلى عفو ربه‪:‬‬


‫أبو عمر هدأبه عتد الع يرر رشدي‬
‫‪3‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫كتاب إلصتام‬
‫والصوم والصيام مصدرإن لصام يقال صام يصوم صوما وصياما‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬هل إلصوم أفضل أم إلحج؟‬
‫ن‬
‫قال الباجوري‪ :‬إلصوم أفضل من إلحج‪ ،‬ولهذإ قدم عليه يف إلحديث‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬إلحج أفضل منه؛ ألنه وظيفة إلعمر‪ ،‬وألنه يكفر إلكبائر وإلصغائر‪.‬‬
‫أصل الصوم؟‬
‫إلشإئع إلقديمة‪ ،‬وأما بهذه إلكيفية‪ ...‬فمن خصوصيات هذه إألمة‪ ،‬وقيل ليس منن‬ ‫أصل إلصوم من ر‬
‫أمة ؤإل وفرض عليها رمضان ؤإل أنهم ضلوإ عنه‪.‬‬
‫مت فرض رمضان؟‬ ‫ى‬
‫ن‬
‫فننرض يف شننعبان إلسنننة إلاانيننة مننن إلهجننرة‪ ،‬وينننقض ويكمننل‪ ،‬صننام ملسو هيلع هللا ىلص تسننع رمضننانات وإحنندإ كننام‬
‫نن نفننوس مننن يصننومه ناقصننا مننن أمتننه‪ ،‬وإلت بيننه عننىل‬ ‫وثمانيننة نننوإقض‪ ،‬ولعللل المة للي لذ ل ل ‪ :‬تطمن ن‬
‫ك‬
‫مس نناوإة إلن نناقض للكام ننل م ننن حي ننث إلا ننوإب إلميت ننب ع ننىل أص ننل ص ننوم رمض ننان‪ ،‬إل م ننن حي ننث زإد ب ننه‬
‫إلكامل عىل إلناقض‪.‬‬
‫عىل إألجهوري‪:‬‬ ‫وقيل‪ :‬إلكامل له ملسو هيلع هللا ىلص رمضانان‪ ،‬وقيل‪ :‬أربعة ناقصة وخمسة كاملة‪ ،‬ولذإ قال ّ‬
‫ي‬ ‫َو ُف ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننرض إلص ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننيام ث ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫فصن ن ن ن ن ن ن ننامه تسن ن ن ن ن ن ن ننعا نن ن ن ن ن ن ن ن ى ينب إلرحمن ن ن ن ن ن ن ننة‬ ‫نائ إلهج ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننرة‬ ‫ي‬
‫زإد عن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ينىل ذإ بالكم ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننال إتس ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننما‬ ‫وعشي ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننن ومن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننا‬ ‫أربع ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننة تسعن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننا ر‬

‫م ن ن ننا ص ن ن ننام ك ن ن ننامال س ن ن ننو ش ن ن ننهر إعل ن ن ننم‬ ‫ك ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننذإ لبعض ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننهم وق ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننال إلهيتم ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن‬
‫ن‬
‫نائ‬
‫ونن ن ن ن ن ن ن ن نناقض سن ن ن ن ن ن ن ن ننوإه خن ن ن ن ن ن ن ن ننذ بين ن ن ن ن ن ن ن ن ي‬ ‫ولل نندمين ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننري أن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ننه شه ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن ن نرإن‬

‫إلص َي ُام َك َما ُكت َ‬


‫نب َعن َىل َّإلنذ َ‬
‫ين‬ ‫آم ُنوإ ُكت َب َع َل ْي ُك ُم ِّ‬
‫ين َ‬ ‫﴿ي َاأي َها َّإلذ َ‬ ‫واألصل فيه قبل اإلج اع‪ :‬قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون﴾‪ ،‬أي فرض‪ ،‬وقوله ملسو هيلع هللا ىلص‪ « :‬ن‬ ‫ْ َ ْ ُ ْ َ َ َّ ُ ْ َ َّ ُ َ‬
‫بب إؤلسنالم عنىل خمنس‪ :‬شنهادة أن إل ؤلنه ؤإل هللا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ِمن قب ِلكم لعلكم تتق‬
‫وأن دمحمإ رسول هللا‪ ،‬وإقام إلصالة‪ ،‬وإيتاء إلزكاة‪ ،‬وحج إلبيت‪ ،‬وصوم رمضان»‪.‬‬
‫االرلورة‪ ،‬فيكفنر جاحنده‪ ،‬ؤإل ؤن كنان قرينب عهند باؤلسنالم‪ ،‬أو يشنأ بعيندإ عنن‬ ‫وهو معلوم من اللدنن ل‬
‫وإلشنإب نهنارإ؛ ليحصنل‬ ‫إلعلماء‪ ،‬ومن تركه غي جاحد لوجوبنه منن غني عنذر حننس ومننع منن إلطعنام ر‬
‫ئذ حقيقته‪.‬‬ ‫له صورة إلصوم‪ ،‬وربما حمله ذلك عىل أن ينويه‪ ،‬فيحصل له حي ٍ‬
‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪4‬‬

‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫املفطرات على وجه مخصىص‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫عن‬ ‫إمساك‬ ‫ا‪:‬‬‫وشرع‬ ‫‪،‬‬‫إلامساك‬ ‫غة‪:‬‬ ‫ل‬ ‫الصىم‬
‫نن قول ننه تع نناىل حكاي ننة ع ننن م ننريم‬ ‫ُ‬ ‫قول لله لغ للي اإلم للا ) أي‪ :‬ع ننن إلمفط ننر‪ ،‬أو ع ننن إلك ننالم‪ ،‬أو غيهمن نا‪ ،‬وم ن‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫‪ُ َ َ ِّ :‬‬
‫﴿ؤ ن يئ نذ ْرت ِل َّلر ْح َم ِن َص ْوما﴾‪ ،‬أي‪ :‬ؤمساكا عن إلكالم؛ بدليل‪﴿ :‬فل ْن أ كل َم إل َي ْو َم ِؤي ِس انيا﴾ وقنول بعنض‬ ‫إلبتول ِ‬
‫إلمش‪ ،‬وقول إلنابغة‪:‬‬ ‫إلعرب‪ :‬فرس صائم؛ أي وإقف ممسك عن ر‬
‫ي‬
‫خيل صيام وخيل غي صائمة تحت إلعجاج وأخر تعلك إللجما‪.‬‬
‫أي‪ :‬خيل ممسكة عن إلكر وإلفر وإلسي‪ ،‬وقوله (غي صائمة) أي‪ :‬غي ممسكة عن إلكر وإلفر‪ ،‬بل تكر‬
‫وتفر (تعلك إللجما) أي‪ :‬تمضغها مهيئة للسي وإلكر وإلفر‪.‬‬
‫ر ً‬
‫نن جوفن ننه‪ ،‬وإلجمن نناع‪ ،‬ومعن ن ننب‬ ‫) بتشن ننديد إلطن نناء إلمكسن ننورة‪ :‬كوصن ننول إلعن ن ن‬ ‫وشع ل للا ‪.‬م ل للا‬ ‫قول ل لله‬
‫إؤلمساك عنه‪ :‬تركه وإلكف عنه‪.‬‬
‫إلش ننون وإألرك ننان وإنتف نناء إلموإن ننع‪ ،‬في نندخل في ننه إلني ننة‪،‬‬ ‫قول لله ع للص وج لله م ص للو ) أي‪ :‬م ننن إجتم نناع ر ن‬
‫وإلمرإد إؤلمساك عن ذلك جميع إلنهار‪.‬‬
‫ويجب صوم رمضان اأمور لم يذكرها ال ؤلف ولكن يجدر بنا كرها‬
‫‪ ‬نثبت دخوله عص ع وم الناس اأحد أمرين‬
‫ن‬
‫ثالثن يوما‪.‬‬ ‫‪ .1‬إستكمال شعبان‬
‫بن مستنده‪.‬‬ ‫إلاالثن من شعبان عند حاكم برؤية عدل‪ ،‬أو علمه أن ن‬ ‫ن‬ ‫‪ .2‬ثبوت رؤية إلهالل ليلة‬
‫‪ ‬وعص خصو الناس‬
‫‪ -1‬عىل من رآه ولو فاسقا‪.‬‬
‫‪ -2‬وعىل من توإتر عنده رؤيته‪ ،‬ولو من كفار‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ -3‬وثبوتننه يف محننل متفننق مطلعننه مننع مطلننع محلننه ؤن لننم يعتقنند خطننأه‪ ،‬أو غنني موثننو بننه؛ كفاسننق ؤن‬
‫إعتقد صدقه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫أخيإه‪.‬‬ ‫‪ -4‬وعىل من عرفه بحسابه أو تنجيمه ‪ ،‬وعىل من إعتقد صدقهما ممن ى‬
‫‪ -5‬وعننىل مننن رأ إلعالمننات إلدإلننة عننىل ثبوتننه‪ ،‬كسننماع إلمنندإفع وإلطبننول‪ ،‬وإلقناديننل إلمعلقننة بالمنننائر‪،‬‬
‫مما يحصل له به إعتقاد جازم عىل ثبوته‪ ،‬وبسماع ثبوته من إلتلفاز وإلمذياع إلخاص ببلد إلرؤية‪.‬‬
‫‪ -6‬وعىل من ظن دخوله باإلجتهاد‪ ،‬ن يف حق محبوس(‪ )2‬جهل وقته‪.‬‬
‫إئ إل‬ ‫فائللدة‪ :‬إل عن ىنية بقننول مننن قننال‪ :‬أخن ىني نئ إلنن ىنب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬نف إلنننوم بننأن إلليلننة أول رمضننان؛ لفقنند ضننب إلن ّ‬
‫نر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫للشك ن يف تحقق إلرؤية ؤن تحقق إلرؤية‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ف للرع‪ :‬ؤذإ ُرؤي إله ننالل بمح ن منل ل ن ِنز َم حكم ننه مح ن قريب ننا من ننه‪ ،‬ويحص ننل إلق ننرب باتح نناد إلمطل ننع‪ ،‬ب ننأن يك ننون‬
‫غروب إلشمس وإلكوإكب وطلوعهما ن يف إلبلدين ن يف وقت وإحد‪.‬‬
‫إلغرئ دون عكسه‪.‬‬ ‫ن‬ ‫واعلم أنه مب حصلت إلرؤية نف إلبلد ر‬
‫ىي‬ ‫إلش يف لزم رؤيته يف إلبلد‬ ‫ي‬

‫(‪ ) 1‬ىذا معتمد الرملي‪ ،‬وقال ابن حجر‪ :‬يلزمهما الصوم‪ ،‬وال جيزيهما عن فرضهما لو ثبت‪ .‬واحلاسب‪ :‬من يعتمد منازل القمر يف تقدير سريه‪،‬‬
‫واملنج‪ :‬من يرى أن أول الشهر طلوع النجم الفالين‪.‬‬
‫)‪ (2‬قال الباجوري‪ :‬فلو اشتبو عليو رمضان بغريه لنحو حبس اجتهد‪ ،‬فإن ظن دخولو ابالجتهاد صام‪ ،‬فإن وقع فأداءً‪ ،‬وإالّ فإن كان بعده فقضاءً‬
‫وإن كان قبلو وقع لو نفال وصامو يف وقتو إن أدركو‪ ،‬وإال قضاه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫الياقوت النفيس‬
‫محل بعيد من محل رؤيته وإفقه أهله ن يف إلصوم آخرإ‪:‬‬
‫م‬ ‫ولو سافر من صام ؤىل‬
‫ن‬
‫ثالثن‪ ،‬ألنه صار منهم‪.‬‬ ‫ن‬
‫صائمن أمسك معهم‪ ،‬وإن تم إلعدد‬ ‫فلو عيد قبل سفره ثم أدركهم بعده‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‪.‬‬

‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪6‬‬

‫شرهط هجوب إلصوم‬


‫شروط وجىب ّ‬
‫الصىم خمسة‪ :‬إلاسالم‪ ،‬والحكليف‪ ،‬وإلاطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬وإلاقامة‪.‬‬
‫رشوط الوجللول لصللوم رمضللان خمسننة ؤذإ تننوفرت كلهننا وجننب صننوم رمضننان عننىل إلمتصننف بهننا‪ ،‬وإن فقنند‬
‫وإحد لم يجب‪:‬‬
‫ُ َّ‬ ‫‪ - 1‬اإلسالم‪ :‬أي ولو فيما ن‬
‫مض‪ ،‬فيشمل إلمرتد‪ ،‬ألنه مخاطب باألدإء كالمسلم لسبق ؤسنالمه‪،‬‬
‫ن‬
‫فيجب عليه قضاء ما فاته يف حال ردته بعد عودته لإلسالم‪ ،‬بخنال إلكنافر إألص ينىل‪ ،‬فنال يصن‪ ،‬مننه‪،‬‬
‫ن‬
‫وإل يجننب عليننه وإل يصنن‪ ،‬منننه ؤن صننامه يف حننال كفننره ؤلمكننان إؤلتيننان بننه بننأن سننلم‪ ،‬نعننم يطالننب بننه‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ويعاق ننب ع ننىل ترك ننه يف إآلخ ننرة‪ ،‬وإل يج ننب علي ننه إلقض نناء بع نند إؤلس ننالم ترغيب ننا ل ننه يف إؤلس ننالم كسن ننائر‬
‫إلعبادإت إلوإجبة‪ ،‬إليوم إلذي أسلم فيه ستحب قضاؤه‪.‬‬
‫صب ومجنون ومغىم عليه وسكرإن‪ ،‬أمنا‬ ‫‪ - 2‬التةليف‪ :‬أي‪ :‬بلوغ وعقل‪ ،‬فال يجب إلصوم عىل ى ي‬
‫إلتميي أو بعده وإلمجنون فال يجنب علنيهم إل أدإء وإل قضناء؛ لرفنع‬ ‫ن‬ ‫إلب وماله إلصبية سوإء أكانا قبل‬ ‫ىي‬
‫نف إلحننديث "رفننع إلقلننم عننن ثالثننة عننن إلمجنننون إلمغلننوب عننىل عقلننه حننب ين ىنيأ وعننن‬ ‫ن‬
‫إلقلننم عنننهم فن ي‬
‫إلصب حب يحتلم" أي‪ :‬يبلغ‪.‬‬ ‫ىي‬
‫ويرلل‬ ‫ننن ؤذإ أطاقنه‪ :‬أي‪ :‬قندر عنىل إلصنيام‪ ،‬وم نني‪ ،‬ل‬ ‫ويؤمر الص يلت ومللله الصل يي بصنيام رمضنان لسنبع س ن‬
‫ك‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫نوىل كمننا يف إلصننالة‪ ،‬وإلمنرإد‬ ‫عننىل تركننه لعشن قياسننا عننىل إلصننالة وتعوينندإ عننىل إلعبننادة‪ ،‬وإألمننر وإجننب عننىل إلن ي‬
‫إلش عليهم‪.‬‬ ‫برفع إللوم عنهم رفع إلتكليف وعدم كتابة ر‬
‫ّ‬
‫أمللا الاضللا ‪ ،‬فيجننب عننىل إلسننكرإن سننكرإ مسننتغرقا‪ ،‬وإلمغننىم عليننه مطلقننا‪ ،‬أي‪ :‬سننوإء تعنند باؤلغمنناء أو إل‪،‬‬
‫إخ عننند عدمننه بخننال إلصننالة إل يجننب عليننه قضنناؤها ؤإل ؤذإ كننان‬ ‫لكننن عننىل إلفننور عننند إلتعنندي‪ ،‬وعننىل إلنني ن‬
‫ّ ّ‬ ‫ي‬
‫عدي‪.‬‬ ‫متعديا بإغمائه؛ ويجب عىل إلمجنون عند إلت‬
‫ُ‬
‫وشعننا‪ ،‬أي‪ :‬قنندرة للصننوم‪ ،‬فننال يجننب عننىل مننن إل يطيقننه حسننا؛ لكن ىني لقولننه‬ ‫‪ - 3‬واإلطاقللي‪ :‬حسننا ر‬

‫ين ُي ِطيقون ننه ِفد َي ننة﴾ أي‪ :‬إل يطيق ننون ص ننيامه له ننرم ونح ننوه‪ ،‬أو م ننرض يب نني‪ ،‬إلت ننيمم‬
‫ُ َ ُ ْ‬ ‫﴿و َع ن َنىل َّإل ننذ َ‬
‫تع نناىل‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ ْ ُ ْ ن ِّ‬
‫نرخ ُبننرؤه‪ ،‬وإل يجننب عننىل مننن إل يطيقننه‬ ‫ين ِمن ْنن َحن َنرج﴾ أو إل ين ى‬
‫لقولننه تعنناىل‪﴿:‬ومننا جعننل علننيكم ِ يف إلن ِ‬
‫ند‬
‫رشعا؛ لحيض أو نفاس‪.‬‬
‫َ َ ُْ‬ ‫َ‬
‫نب ع ن ُنىل إلم ننريض مرض ننا مبيح ننا للت ننيمم‪ ،‬لقول ننه تع نناىل‪﴿ :‬ف َم ن ْنن ك ننان ِم نننك ْم‬ ‫والص َل َلمي‪ َ :‬ف ن َّنال يجْ ن َ‬ ‫‪-4‬‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ََ‬
‫يرخ برء مرضه‪.‬‬ ‫َم ِريضا أو عىل سفر ف ِعدة ِمن أي ٍام أخر﴾ ‪ ،‬وإن كان مطيقا يف إلمستقبل بأن ى‬
‫َ‬
‫يون معننه إلصننوم نضرإ يبنني‪ ،‬إلتننيمم‪ ،‬وإن طنرأ عننىل‬ ‫قللال لذ رشا ال للن ‪ :‬ويبنناح تركننه بينننة إلننيخض لمننرض ن‬
‫ك‬
‫إلصوم‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫إلشنوع فلنه تركهنا‪ ،‬وإإل فن ن عناد‬ ‫ثم إلمنرض ؤن كنان مطبقنا فلنه تنرك إلنينة‪ ،‬أو متقطعنا‪ ،‬فن ن كنان يوجند وقنت ر‬
‫وإحتاج ؤىل إؤلفطار أفطر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الز ّي ّ‬
‫إألذري أخنذإ منن هننا أننه يلنزم إلحصنادين‪ ،‬أي‪ :‬ونحنوهم‪ ،‬تبيينت إلنينة كنل ليلنة‪ ،‬ثنم‬ ‫ي‬ ‫ادي‪ :‬وأفنب‬ ‫ثم قال‬
‫من لحقه منهم مشقة شديدة أفطر‪ ،‬وإإل فال‪.‬‬
‫‪ - 5‬واإلقامي‪ :‬فنال يجنب عنىل إلمسنافر سنفرإ طنويال مباحنا‪ ،‬ويبناح تنرك إلصنوم لسنفر قصني ب ينة‬
‫تور به فالفطر أفضل‪ ،‬وإإل فالصوم أفضل‪.‬‬ ‫إليخض‪ ،‬ف ن ن‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫قال الزيادي‪ :‬وذلك بأن يفار منا رش مجاوزتنه يف صنالة إلمسنافر قبنل إلفجنر يقيننا‪ ،‬فلنو ننو لنيال ثنم سنافر‬
‫ّ‬ ‫وشك‪ ،‬أسافر قبل إلفجر أو بعده‪ ،‬لم ُيفطر؛ ُ‬ ‫َّ‬
‫ستاب من ذلك مديم إلسفر‪ ،‬فال ُيباح له إلفطر ألننه ينّدي‬ ‫وي ن‬
‫يقضن فيهننا؛ قالننه إلسننب ي وإعتمننده‬‫إلك ّليننة؛ وإنمننا يظهننر جننوإز إلفطننر فنيمن يرجننو ؤقامننة ن‬
‫ُ‬
‫ؤىل ؤسنقان إلوجننوب‬
‫ي‬
‫إلرمىل‪ .‬إنتىه‪.‬‬
‫ي‬ ‫شيخنا‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬


‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪8‬‬

‫أ‬
‫لصّ‬
‫إركان إ وم‬
‫ّ‬
‫املفطرات‪ّ ،‬‬
‫والصائم‪.‬‬ ‫أركان الصىم ثالثة‪ :‬النيية‪ ،‬وثرك‬
‫إلب إل تتحقق ما هية إلصوم ؤإل بها‪ ،‬ثالثي أشيا ‪:‬‬ ‫وه إألمور ي‬ ‫أركان الصوم‪ ،‬فرضا كان أو نفال‪ ،‬ي‬
‫وبعضهم يعد قااليي الوقت للصوم ركنا‪ ،‬فعليه تكون أربعي‪.‬‬
‫‪ ،‬لقول ننه‬ ‫(‪)1‬‬
‫نن إلغننروب وطلننوع إلفجننر إلصنناد فق ن‬ ‫‪ -1‬النيللي‪ :‬إألول مننن إألركننان نيننة لكننل يننوم بن ن‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬ؤنما إألعمال بالنيات»‪ ،‬وبالقياس عىل إلصالة وإلزكاة وإلحج؛ وألن إؤلمساك يقنع عنادة وعبنادة‬
‫تمي بينهما‪ ،‬وإل بد من إلنية لكل يوم؛ وتكنون لني ؛ لقولنه ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬منن لنم يجمنع إلصنيام‬ ‫فال بد من نية ن‬
‫قبل إلفجر فنال صنياح لنه»‪ ،‬ومع ننب يجمنع‪ ،‬أي‪ :‬يعنزم‪ ،‬ولقولنه ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬منن لنم يبينت إلنينة منن إللينل فنال‬
‫نومن؛ كالصن ن‬
‫نالتن‬ ‫نن إلين ن‬ ‫صننيام لننه»‪ ،‬وألن صننوم كننل يننوم عبننادة مسننتقلة‪ ،‬لتخلننل مننا يننناقض إلصننوم بن ن‬
‫يتخللهما إلسالم(‪.(2‬‬
‫ن‬ ‫ُ ّ‬ ‫ر‬
‫ه إؤلمسن نناك عن ننن‬ ‫وتكل للون االالل للب فهن ننو محله ننا إلمعتن ن ىني شع ننا‪ ،‬وإل بن نند أن ستحون ن حقيق ننة إلصن ننوم إل ن ينب ي‬
‫إلمستحون‪ ،‬وإل شنين‬ ‫ن‬ ‫إلمفطر جميع إلنهار مع ما يجب فيه كونه عن رمضان ماال‪ ،‬ثم يقصد ؤيقاع هذإ‬
‫إلنتلف بهنا لكننه ينندب ليسنناعد إللسنان إلقلنب وإل يجنزت عنهنا إلتسننحر وإن قصند بنه إلتقنوي عنىل إلصننوم‪،‬‬
‫ن‬ ‫ِّ‬
‫وإل إإلمتناع من تناول مفطر خو إلفجر ما لم يجر عىل بالنه إلصنوم بالصنفات إل ينب يجنب إلتعنرض لهنا يف‬
‫كف‪.‬‬‫إلنية‪ ،‬ف ن جر عىل باله ذلك ن‬
‫عتبة "نويت صوم رمضان أو نويت إلصوم عن رمضان"‪ ،‬وأك ل ا أن يقول‪ " :‬نوينت صنوم‬ ‫وأقل النيي ال ي‬
‫غ نند ع ننن أدإء ف ننرض رمض ننان ه ننذه إلس نننة هلل تع نناىل" وي للن أن يزي نند‪" :‬ؤيمان ننا وإحتس ننابا لوج ننه هللا إلك ننريم"‬
‫وبننهذه إلنية يص‪ ،‬إلصوم إتفاقا‪.‬‬
‫إلشنب أو إلجمناع؛ خنو طلنوع‬ ‫ولو أ كلل أو رشل؛ خوفنا منن إلجنوع أو إلعطنا نهنارإ‪ ،‬أو إمتننع منن إأل كنل أو ر‬
‫ن‬ ‫إلفجر؛ ف ن خطر بباله إلصوم بالصفات إلب شين إلتعرض لها ن‬
‫كف ذلك يف إلنية؛ لتضمنه قصد إلصنوم‬ ‫ي‬
‫وهو حقيقة إلنية‪ ،‬وإإل ‪ ....‬فال‪ ،‬وهذا التفصيل هو ال عت د‪" .‬باجوري"‪.‬‬
‫ن‬
‫فائللدة‪ :‬لننو شننك هننل طلننع إلفجننر أم إل‪ ،‬ثننم نننو لننم يصنن‪ ،‬صننومه للننيدد يف إلنيننة ووجننب عليننه إؤلمسنناك ؤن‬
‫كان صوم رمضان‪ ،‬بخال ما لنو ننو ثنم شنك هنل طلنع إلفجنر أم إل‪ ،‬ف ننه يصن‪ ،‬ألن إألصنل عندم طلوعنه‪.‬‬
‫ن‬
‫ولننو تحقننق طلننوع إلفجننر ثننم شننك يف إلنيننة هننل وقعننت قبلننه أو بعننده أو هننل نننو لننيال أو لننم ينننو؟ لننم يصنن‪،‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نورتن‬ ‫نورتن ألن إألصننل عنندم إلتقنندم يف إألوىل وعنندم إلنيننة يف إلاانيننة‪ ،‬نعننم ؤن تننذكر يف إلصن‬ ‫إلصننوم يف إلصن‬
‫ن‬ ‫وف إلليل نف إلاانية ف نه إل ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫يو ؤن كان قبل إلغروب كما يف "إلتحفة" ولنو بعند‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وقوعه قبل إلفجر يف إألوىل‬
‫ن‬ ‫أيام عند إلرمىل ولو شك بعد إلغروب نف نية إليوم قبله لم ن‬
‫إلرمىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫يو كما يف رشح‬ ‫ي‬ ‫ي ل ن‬
‫ستحو ن عن نند إلني ننة كون ننه م ننن رمض ننان أو ع ننن إلن ننذر أو إلكف ننارة‪،‬‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ويش ل ىلبط التع ل ل يف ص ننوم إلف ننرض ب ننأن‬
‫"م للألي"‪ :‬هننل شننين إلتعننرض لنيننة إلفرضننية؟ قيننل‪ :‬يجننب‪ ،‬وقيننل إل يجننب وه للو ال عت للد‪ ،‬فيكفي ننه أن‬
‫ينوي إلصوم عن رمضان ماال وإن لم يتعرض للفرضية وإل يكفيه أن ينوي إلصوم غدإ‪.‬‬

‫(‪ )1‬لو نوى مع طلوع الفجر مل يصح للحديث املذكور‪ ،‬وقيل يصح كما يف سائر العبادات حيث إن زمنها أو العبادة وىو أيضا ىنا‪ ،‬نعم لو أن‬
‫ينوي يف أول اليوم الذي نسي تبييت النية ليال فيو ويصح صيامو عند اإلمام أيب حنيفة إن قلده‪.‬‬
‫(‪ )2‬وعند اإلمام مالك‪ :‬أنو يكفي نية صوم مجيع الشهر يف أول ليلة منو‪ ،‬وللشافعي تقليده يف لك لئال ينسى النية يف ليلة فيحتاج للقضاء‪.‬‬
‫"ابجوري"‬
‫‪9‬‬ ‫الياقوت النفيس‬
‫م‬
‫أما صوم النفل؛ كصوم ست منن شنوإل‪ ،‬وينوم عرفنة‪ ،‬وتاسنوعاء‪ ،‬وعاشنورإء‪ ...‬فتجنوز نيتنه لنيال ونهنارإ قبنل‬
‫يناف إلصوم؛ كاألكل وإلجماع‪.‬‬ ‫ن‬ ‫إلزوإل‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫بشن أإل سبقها نهارإ ما‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ا‬
‫وه‬‫نائ مننن أركننان إلصننوم ‪-‬ولننو نفننال‪ : -‬تننرك إلصننائم جميننع إلمفط نرإت؛ ي‬ ‫‪ -2‬تللر ال فط لرا ‪ :‬إلان ي‬
‫أربعة أشياء‪:‬‬
‫ل‬
‫ولو زإئدإ أو‬ ‫ُ‬ ‫آدم أو غيه‪ ،‬من قبل أو دبر‬ ‫ي‬ ‫األول وط كذ فرا بحيث يجب باؤليالح فيه إلغسل سوإء فرج‬
‫َُ‬ ‫مبانا‪ ،‬أنزل أو لم ن ن‬
‫ييل‪ ،‬ووجب ترك إلونء من إلصائم باؤلجماع ولو بغي ؤنزإل ولقوله تعاىل‪ " :‬أ ِح َّل لك ْم‬
‫ن‬
‫ييل خال يف ؤفساده‬ ‫إلر َف ُث ؤ َ ٰىل ِي َس ِائ ُك ْم" وإلرفث إلجماع‪ ،‬نعم ؤتيان إلبهيمة أو إلدبر ؤذإ لم ن ن‬ ‫َل ْي َل َة ِّ‬
‫إلص َيام َّ‬
‫نِ‬ ‫ِ‬
‫للصوم‪ ،‬ويشين يف فطر إلوإط ؤدخال كل إلحشفة أو قدرها عند فقدها فال يفطر بإدخال بعضها ؤإل أن‬
‫ن جوفه فيفطر‬ ‫ييل وإن كان ذلك إلفعل حرإما وأما إلموطوء فيفطر بإدخال إلبعض ألنه قد وصلت ع ن‬ ‫نن‬
‫بها‪.‬‬
‫إلمب بغي جماع ّ‬ ‫ن‬ ‫ل‬
‫محرما كأن أرجه بيده أو غي محرم ك خرإجه بيد حليلته أو‬ ‫اللان االست نا ‪ ،‬وهو ؤخرإج ي‬ ‫ك‬
‫إلمب فهو إستمناء‪ ،‬وسوإء أكان بحائل‬ ‫ن‬ ‫بمفاخذة أو معانقة ونحو ذلك‪ ،‬ف ن كان إلمقصود من ذلك ؤخرإج‬
‫ي‬
‫أو بال حائل‪ ،‬وسوإء أكان بشهوة أو إل؛ ألن إؤلنزإل هو إلمقصود إألعظم من إلجماع‪ ،‬ف ذإ حرم إلجماع من‬
‫إلمب باإلستمناء‪.‬‬ ‫غي ؤنزإل كان إؤلنزإل أوىل بالتحريم ؤإل أنه إل كفارة فيه نف صيام رمضان‪ ،‬هذإ نف خروج ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بمباشة كلمس ومفاخذة ومعانقة وضم ونحو ذلك لكن ؤن لم‬ ‫ر‬ ‫أما خروجه بغي إستمناء فتارة يكون‬
‫إلمب ف ن قصد به ؤنزإله فهو إستمناء‪ ،‬ف ن كان لما تشتهيه إلطباع إلسليمة –أي‪ :‬غي‬ ‫يقصد بذلك ؤنزإل ن‬
‫ي‬
‫ل ‪ :‬ؤما أن يكون محارم أو غي محارم‪ ،‬ف ن كان ذلك لغي إلمحارم أفطر بتلك‬ ‫إلشاذة‪ -‬وهو عص ق‬
‫باش بحائل لم‬ ‫إلمباشة ؤن كانت بغي حائل مطلقا سوإء كان بشهوة أو إل‪ ،‬لكن ؤذإ أنزل كما قد قدمنا‪ ،‬وإن ر‬ ‫ر‬
‫بمباشة لما‬‫ر‬ ‫وباش بشهوة بدون حائل أفطر وإإل فال‪ ،‬وإما أن يكون‬ ‫يقطر ولو بشهوة‪ ،‬وإن كان من إلمحارم ر‬
‫بف إسمه فال فطر مطلقا سوإء كان‬ ‫إل تشتهيه إلطباع إلسليمة كاألمرد وإلعضو إلمبان غي إلفرج إلذي ي‬
‫بشهوة أو بغي شهوة بحائل أو إل؛ ألن ذلك ليس محال للشهوة ما لم يقصد بذلك إؤلنزإل‪ ،‬وإال أفطر‪.‬‬
‫بف إسمه فيفطر باؤلنزإل بمسه‪.‬‬ ‫أما إلفرج إلذي ي‬
‫وتارة يكون نزوله بغي مباشة كخروجه باحتالم وكذإ بنظر أو فكر فال فطر ولو بش وة‪ ،‬لكن ؤن كانت‬ ‫ر‬
‫عادته إؤلنزإل بهما أو كررهما حب أنزل أفطر لذل عص ال عت د كما ن يف إلبجي يم عىل إلخطيب‪.‬‬
‫ن‬
‫إلمب وإإل كان‬ ‫وحاصل ما تادم‪ :‬أن إلمرإد بالشهوة أن يقصد مجرد إللذة من غي أن يقصد خروج ا ي‬
‫بشط ل‬ ‫مباشة ال مارم مفطر ر‬ ‫ر‬ ‫إستمناء وهو مفطر مطلاا‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬ف تل ص أن خروج ال ل كت عن‬
‫مفطر ر‬ ‫ِّ‬ ‫ر‬
‫بشط واحد وهو‬ ‫مباشة غب ال مارم كالزوجة وإألجنبية‬ ‫إلشهوة وعدم إلحائل‪ ،‬وخروجه عن‬
‫عدم إلحائل‪.‬‬
‫ولو ح كره لنمو جرل فأنزل لم يفطر عص األصح ما لم يعلم من عادته إلخروج بذلك وإال أفطر‪،‬‬
‫وهو ظاهر حيث لم يصل ؤىل حد لم يقدر معه عىل ترك إلحك‪.‬‬
‫قبل زوجته وفارقها ساعة ثم أنزل ف ن كان إلشهوة مستصحبة وإلذكر قائما حب أنزل أفطر وإإل فال‪.‬‬ ‫لو ّ‬
‫وتكره الابلي للصائم كرإهة تحريم ؤن حركت شهوته ألنه يعرض إلصوم للفساد ولقوله ملسو هيلع هللا ىلص «من حام‬
‫رض هللا عنها "أنه ملسو هيلع هللا ىلص رخض إلقبلة للشيخ وهو صائم‬ ‫ن‬
‫حول إلحىم يوشك أن يقع فيه»‪ ،‬وعن عائشة ي‬
‫ونىه عنها إلشاب وقال‪« :‬إلشيخ يملك ؤربه وإلشاب يفسد صومه»‪.‬‬
‫فرخ ال شةل فال فطر‬ ‫وخرج اميث يجب ااإليالج فيه الغ ل ما إل يجب إلغسل باؤليالج فيه كأحد ى ي‬
‫ااإليالج فيه وال اإليالج اه ‪.‬ال ‪ .‬ا أول وأول فيه أفطر‬
‫ييل لم يفطر‪ ،‬أما ؤذإ أنزل ف نه‬ ‫ن‬
‫تنبيه‪ :‬إعلم أن إلوإط ؤن علت عليه إلمرأة ولم يحصل منه حركة ولم ن‬
‫بالمباشة فيما دون إلفرج‪.‬‬ ‫ر‬ ‫يفسد صومه كاؤلنزإل‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪10‬‬

‫ويبطل به صوم كل من إلفاعل وإلمفعول به؛ وإن لم يحصل دخول جميع إلحشفة ألنه يصد عليه‬
‫عن ؤىل جوفه؛ وإل كفارة عىل إلرجل لعدم إلفعل‪.‬‬ ‫وصول ن‬
‫شء ؤىل إلدإخل حب‬ ‫ر‬
‫إلفء حب يتقيأ فيفطر بذلك وإن لم يرجع منه ي‬ ‫وه طلب ي‬ ‫واللالث اإلستاا ة‪ ،‬ي‬
‫إلفء وهو صائم فليس عليه قضاء ومن إستقاء‬ ‫مع تيقن ذلك بأن إستقاء منكسا‪ ،‬لقوله ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬من ذرعه ي‬
‫ومعب ذرعه أي‪ :‬غلبه‪.‬‬ ‫ن‬ ‫فليقض»‬
‫شء مما نزل ؤىل ظاهر إلفم وهو مخرج‬ ‫ر‬ ‫ى‬
‫الق فاا لم يفطر ؤإل ؤن تعمد بلع ي‬ ‫ومن هنا يعلم أنه لو غلبه ك‬
‫إفع ومخرج إلحاء إلمهملة عند إلنووي وهو إلمعتمد‪ ،‬أو بلع ريقه إلمتنجس‬ ‫إلخاء إلمعجمة عند إلر ي‬
‫إلفء فليسارع ؤىل غسل فمه من إلنجاسة تلك‪ ،‬ف نه لو بلع ريقه‬ ‫بالفء قبل غسله‪ ،‬ولذلك فمن ذرعه ي‬ ‫ي‬
‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬
‫إلفء إلتجشّ ف نه ؤن‬ ‫وسيأئ يف موضعه ومال ي‬ ‫ي‬ ‫إلمتنجس ذلك بطل صومه ؤإل ؤن شق عليه ذلك‬
‫شء ؤىل‬ ‫ر‬ ‫تعمده‪ ،‬وخرج من معدته ر‬
‫فجأه وخرج منه ي‬ ‫ن‬
‫شء ؤىل حد إلظاهر من إلفم أفطر‪ ،‬وإن غلبه أو‬ ‫ي‬
‫إلظاهر غسله كما تقدم لنجاسته‪ ،‬ولو دخلت ذبابة ؤىل حلقه من غي قصد فسع يف ؤخرإجها بعد مجاوزة‬
‫خش من ااائ ا لضرا جاز له ‪.‬خراج ا ووجب‬ ‫ك‬
‫مخرج إلحاء حرم عليه ل وأفطر؛ ألنه تقيّ‪ ،‬نعم ‪.‬ن ر‬
‫للفء للتدإوي بقول طبيب جاز له فعله ووجب عليه‬ ‫عليه الاضا ‪.‬ن كان صومه فرضا‪ ،‬ولو إحتاج ي‬
‫الاضا ‪.‬ن كان الصوم فرضا‬
‫إلب يلفظها إلشخض من فيه‪،‬‬ ‫وه إلفضلة إلغليظة ي‬ ‫أما ‪.‬خراج الن امي من إلباطن أو من إلدماغ ومجها – ي‬
‫ير عص األصح ألن إلحاجة ؤليه تتكرر فرخض فيه‪ ،‬ولو نزلت إلنخامة‬ ‫ويقال لها إلنخاعة أيضا‪ -‬فال ل‬
‫بنفسها أو بغلبة سعال ومجها فال اأس اه جزما‪ ،‬ولو نزلت ؤىل حد إلظاهر وتمكن من مجها ولم يمجها‬
‫بل إبتلعها اطل الصوم‪ ،‬وإن لم يتمكن من مجها بأن جر إلريق وإبتلعها فال لضر‪.‬‬
‫إلفء‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫شء من ي‬ ‫فىه مفطرة لعينها‪ ،‬إل لعود ي‬ ‫شء ؤىل ّ جوفه بها‪ ،‬ي‬ ‫وه مفطرة وإن علم أنه لم يرجع ي‬ ‫ي‬
‫الرابع دخول ع من أعيان الدنيا وإن قلت‪ ،‬كسمسمة وإن لم تكن تّكل كحجر ؤىل ما سىم جوفا من‬ ‫ل‬
‫منفذ مفتوح وإن لم تكن فيه قوة تحيل إلغذإء أو إلدوإء كباطن إألذن وباطن إؤلحليل وهو مخرج إلبول‬
‫إلنب ملسو هيلع هللا ىلص أنه قال‪« :‬ؤنما إلوضوء مما يخرج وليس مما‬ ‫من إلذكر ومخرج ى ن‬
‫إللن من إلادي لما روي عن ى ي‬
‫يدخل‪ ،‬وإنما إلفطر مما دخل وليس مما خرج»‪ ،‬وألن إلصوم هو إؤلمساك عن كل ما يصل ؤىل إلجو ‪،‬‬
‫وضبة مأمومة إلرأس أو جائفة ن يف إلبطن‪.‬‬ ‫ومن إلجو باطن إألذن وإلدبر وإلفرج ن‬
‫ل‬ ‫ل‬ ‫ا‬
‫وذ اإلحليل‪ :‬ما‬ ‫وضااط الدخول ال فطر في ا لكر‪ :‬أن يصل إلدإخل كذ األ ن ما ور لإء إلمنطبق منها‪ ،‬ك‬
‫وذ الدبر والفرج‪ :‬ما ورإء ما يجب‬ ‫وذ األنف‪ :‬ما ورإء إلقصبة جميعها‪ ،‬ك‬ ‫ورإء ما ن يظهر منه عند تحركه‪ ،‬ك‬
‫غسله يف إإلستنجاء‪.‬‬
‫ن ر‬ ‫ن‬
‫ش ٍء من رأس‬ ‫بع إإلحيإز حالة إإلستنجاء‪ ،‬ألنه مب أدخل طر أصبعه دبره أفطر‪ ،‬ولو أدئ ي‬ ‫فروع‪ :‬ي ي‬
‫إألنب أصبعها فرجها حالة ذلك أفطر ‪ ،‬ؤذ‬ ‫إألنملة‪ ،‬وكذإ لو فعل به غيه ذلك بإذنه‪ ،‬وماله ما لو أدخلت ر‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫إلسكن جوفه‪ ،‬أو أدخل يف‬ ‫إل يجب عليها ؤإل غسل ما ظهر؛ ولو طعن نفسه أو طعنه غيه بإذنه‪ ،‬فوصل‬
‫ؤحليله(‪ )1‬أو أذنه عودإ‪ ،‬فوصل ؤىل إلباطن أفطر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫هذإ ؤذإ لم يتوقف خروج نحو إلخارج عىل ؤدخال أصبعه يف دبره‪ ،‬وإال أدخله وال فطر‪.‬‬
‫فيفطر؛ حيث‬ ‫ومال إألصبع غائ خرج منه ولم ينفصل‪ ،‬قم ضم دبره‪ ،‬فدخل منه رشء ؤىل دإخله‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫شء منه بعد بروزه‪ ،‬ألنه خرج من معدنه مع عدم حاجته ؤىل إلضم؛ وبه يفار مقعدة‬ ‫ر‬
‫تحقق دخول ي‬
‫إلمنسور‪.‬‬

‫(‪ )1‬اإلحليل بكسر اهلمزة‪ :‬خمرج اللنب من الثدي‪ ،‬وخمرج البول أيضا‪" .‬كاشفة السجا"‬
‫‪11‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫ولو كان برأسه مأمومي‪ ،‬أي‪ :‬شجة‪ ،‬فوضع عليها دوإء فوصل خريطة إلدماغ‪ ،‬أفطر وإن لم يصل ااطن‬
‫ال ريطي‬
‫ومال ذلك األمعا ‪ ،‬أي ال صارين؛ فلو وضع عىل جائفة ببطنه دوإء‪ ،‬فوصل جوفه‪ ،‬أفطر وإن لم يصل‬
‫ااطن األمعا‬
‫ن (‪)1‬‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫إلعن إلدخان إلحادث إآلن‪ ،‬إلمسىم بالتن ‪ ،‬لعن هللا من أحدثه‪ ،‬ف نه من إلبدع‬ ‫تنبيه‪ :‬إعلم أن من‬
‫إلقبيحة؛ فيفطر به‪ .‬وقد أفب إلزيادي أوإل بأنه إل يفطر‪ ،‬ألنه ؤذ ذإك لم يكن يعر حقيقته‪ ،‬فلما رأ‬
‫وأفت اأنه يفطر‪.‬‬ ‫أثره بالبوصة إلب رشب بها رجع ى‬
‫ي‬
‫ولو خرجت مقعدة إلمنسور ثم عادت لم يفطر‪ ،‬وكذإ ؤن أعادهم عىل إألص‪ ،‬إلضطرإره ؤليه‪.‬‬
‫ن‬
‫وف فمه خي متصل بجوفه تعارض عليه إلصوم والصالة لبطالنه اابتالعه‪ ،‬ألنه أكل عمدإ؛‬ ‫ولو أصب‪ ،‬ي‬
‫ر‬ ‫ِّ‬ ‫لل‬
‫كش‪ :‬وجب عليه نزعه أو‬ ‫وببعه‪ ،‬ألنه إستقاءة‪ ،‬وبطالن ا بباائه‪ ،‬إلتصاله بنجاسة إلباطن‪ .‬قال الزر ك‬
‫إبتالعه محافظة عىل إلصالة‪ ،‬ألن حكمها أغل من حكم إلصوم‪ ،‬لقتل تاركها دونه‪ ،‬ولهذإ إل تيك بالعذر‪،‬‬
‫ّ‬
‫بخالفه به؛ هذإ ؤذإ لم يتأت له قطع إلخي من حد إلظاهر من إلفم‪ ،‬ف ن تأئ وجب عالقطع‪ ،‬وإبتلع ما‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫بع أن يبتلع إلخي وإل يخرجه لئال‬ ‫يف حد إلباطن وأخرج ما يف حد إلظاهر؛ وإذإ رإي مصلحة إلصالة في ي‬
‫يّدي ؤىل تنجيس فمه‪.‬‬
‫ولو أدخل دبره أو أذنه عودإ‪ ،‬وأصب‪ ،‬صائما‪ ،‬ثم أخرجه بعد إلفجر لم يفطر‪ ،‬ألنه لم شبه إإلستقاءة‬
‫بخال إلخي كما مر‪ ،‬ولو رشب إلخمر ليال وأصب‪ ،‬صائما لم تجب عليه إإلستقاءة عىل إلمعتمد‪ .‬وليس‬
‫يو عىل إألص‪ ،‬مطلقا‪ ،‬سوإء قلعها من دماغه‬ ‫من إإلستقاءة قطع إلنخامة عن إلباطن ؤىل إلظاهر‪ ،‬فال ن‬
‫ن‬
‫أم من باطنه‪ ،‬لتكرإر إلحاجة ؤليه‪ ،‬فيخض فيه؛ أما لو نزلت من دماغه بنفسها وإستقرت يف حد إلظاهر‪،‬‬
‫ن‬
‫بف يف محله؛ فكذلك؛ ف ن إبتلعها بعد خروجها‬ ‫أو كان بقلبه ن سعال‪ ،‬في يم ذلك‪ ،‬فال بأس به جزما‪ ،‬أو ي‬
‫وإستقرإرها يف ذلك إلحد أفطر جزما‪ ،‬فالمطلوب منه حي ئذ أن يقطعها من مجرإها ويمجها ؤن أمكن‬
‫شء ؤىل إلباطن‪.‬‬ ‫ر‬
‫حب إل يصل منها ي‬
‫أخي بها معصوم وأكلت فال فطر‬ ‫عن من أعيان إلجنة لو حصلت كرإمة أو ى‬ ‫وخرج اع ل من أعيان الدنيا‪ :‬ن‬
‫بها‪.‬‬
‫يو إلوصول لنحو مخ ساقه وبطن فخذه ؤذإ وضع فيها نحو دوإء ماال ألنه إل‬ ‫وخرج االجوف غبه؛ فال ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫سىم جوفا‪ ،‬ومن هنا أفب إلعلماء بجوإز أخذ الماني يف إلعضل وأنها إل تفطر‪ ،‬نعم ؤن كان يف إلبطن‬
‫فطرت‪ ،‬هذإ ن يف حاني العضل‪ ،‬وبعضهم أفب أنها تفطر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫قولن فيها‪ ،‬فمنهم من قال‪ :‬ؤنها تفطر‪ ،‬ومنهم من قال إل‪ .‬وأما حاني‬ ‫ن‬ ‫أما حاني الوريد فالعلماء عىل‬
‫ن‬
‫قولن أيضا‪.‬‬ ‫ال غذي فعىل‬
‫وه ثقب إلبدن من محل شعوره‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫وإل يو وصول إلدهن ؤىل إلجوب بتشب إلمسام ي‬
‫إلعن ليست منفذإ مفتوحا وإلكحل إلوإصل منها‬ ‫ن‬ ‫يو وصول إلكحل ؤىل إلحلق بسنب إإلكتحال ألن‬ ‫وإل ن‬
‫ؤىل إلحلق ؤنما هو من إلمسام فال يفطر به وإن وجد طعمه ن يف حلقه‪.‬‬
‫عن تدخل من إلقبل أو‬ ‫إلشجية‪ ،‬وكل ن‬ ‫اعض ال فطرا ال عاضة‪ :‬مال بخاخ إلربو‪ ،‬وإلتحاميل‪ ،‬وإلحقن ر‬
‫تفطر‪.‬‬‫ّ‬ ‫إلدبر‪ ،‬ومنظار إلمعدة‪ ،‬وكل ن‬
‫عي إألنف وإلفم‪ ،‬وإلقسطرة إلبولية؛ كل هذه إألشياء‬ ‫عن تدخل ى‬
‫وإلتيع بالدم‪ ،‬وأخذ إلدم للتحليل‪ ،‬وإلحجامة‪ ،‬وضع إلمرإهم‬ ‫ى‬ ‫تذو إلطعام‪ ،‬وشم إلروإئ‪ ،‬إلعطرية‪،‬‬
‫تو إلصوم وإل تفطر‪.‬‬ ‫وإألدوية إلجليدة‪ ،‬وضع إللصقات إلجلدية؛ كل هذه إألشياء إل ن‬

‫(‪ )1‬وىو املعروف حاليا ابلسجائر والشيشة‪.‬‬


‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪12‬‬

‫بش ن‬‫إلعن إلمعتد إل تفطر‪ ،‬إلتخدير يفطر ر‬ ‫ن‬ ‫ّ‬


‫طن ؤذإ كان كليا‬ ‫قطرة إألذن؛ تفطر عىل إلمعتمد‪ ،‬وقطرة‬
‫وإستغر جميع إلنهار‪ ،‬إلباحة تفطر ؤذإ وصل إلماء ؤىل إلجو ‪ ،‬معجون إألسنان إل يفطر ؤذإ إختل مع‬
‫بن إألسنان؛ يفطر ؤذإ إبتلعه عمدإ‪.‬‬‫بن ن‬
‫إلريق وإبتلعه‪ ،‬ما يتخلل ن‬
‫يجوز إستعمال دوإء منع إلحيض للصائم‪.‬‬
‫تعاط ذلك حرإم‪ ،‬أو جاهال به‬ ‫بشء من ذلك حال كونه ذإكرإ للصوم مختار عالما بأن‬ ‫ويفطر إلصائم ر‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫غي معذور‪ ،‬وإل يفطر بذلك مع يسيان أو ؤكرإه‪ ،‬أو كان جاهال بالتحريم معذورإ‪ ،‬بأن قرب عهده باؤلسالم‪،‬‬
‫أو يشأ بعيدإ عن إلعلماء‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -3‬الصائم إلركن إلاالث من أركان إلصوم‪ :‬إلصائم‪ ،‬وحسن عده إلصائم هنا ركنا لعدم وجود‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫صورة للصوم يف إلخارج‪ ،‬كما يف نحو إلبيع بخال بحو إلصالة‪ ،‬أي‪ :‬ألن لها صورة يف إلخارج يمكن‬
‫ِّ‬ ‫م‬ ‫ُّ‬
‫إلمصىل ركنا فيها‪.‬‬
‫ي‬ ‫عد‬ ‫حسن‬ ‫ي‬ ‫فلم‬ ‫‪،‬‬ ‫مصل‬ ‫تعقل‬ ‫بدون‬ ‫وتصورها‬ ‫قها‬‫تعل‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬


‫***************‬
‫‪13‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫شرهط صحه إلصوم‬


‫ّ‬ ‫الص ررىم أ ال ررة‪ :‬إلاس ررالم‪ ،‬واللض ررن‪ّ ،‬‬
‫والنف ررا ‪ ،‬واللل ررم ك ررىن الىق ر ق ررا ال‬ ‫والنض رراب م ررو ا ح رري‬ ‫ش ررروط ر ّرحة ّ ر‬
‫للصىم‪.‬‬
‫الصوم ولو نفال وجود أربعي أشيا لذ ّ‬
‫الصائم‬ ‫رشط صمي ّ‬
‫م‬ ‫ك‬
‫أصىل ومرتد‪.-‬‬ ‫‪ .1‬اإلسالم‪ :‬نف إلحال‪ ،‬فال يص‪ ،‬من إلكافر بأنوإعه – م‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫‪ .2‬العال أي تميي‪ ،‬فال يص‪ ،‬من إلمجنون ونحوه‪ ،‬وإلص ى يب‪ ،‬ؤذ إل تميي عنده‪ ،‬ولفقدإن‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫إلص ى ّ‬‫إلنية؛ وليس إلمرإد به إلعقل إلطبيع‪ ،‬ألنه يص‪ ،‬به حي ئذ من ّ‬
‫ي‬ ‫ّ ي‬
‫‪ .3‬الناا من الميض والنفاس فال يص‪ ،‬من حائض ونفساء ووإلدة‪ ،‬ولو لعلقة أو مضغة‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫ُ ِّ‬
‫فطر‪.‬‬ ‫تعاط م‬ ‫ي‬ ‫وإن لم تر دما‪ ،‬ويحرم عليهما إؤلمساك ب ّيته؛ للتلنس بالعبادة إلفاسدة‪ ،‬وإل يجب‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫تمييه بجنون‪ ،‬أو ُو ِجد نحو‬ ‫ن‬ ‫عتي وجودها يف جميع إلنهار‪ ،‬فلو إرتد‪ ،‬أو زإل‬ ‫إلشون إلاالثة ي ى‬ ‫تنبيه هذه ر‬
‫إلحيض ن يف جزء منه بطل صومه‪.‬‬
‫‪ .4‬إلعلم بكون إلوقت قابال للصوم‪ ،‬أي‪ :‬إلعلم يقينا إو ظنا‪ ،‬فال يص‪ ،‬صوم من لم يعلم ذلك‪ ،‬بأن‬
‫وه‪:‬‬ ‫ّ‬
‫إلب يحرم صومها‪ ،‬ي‬ ‫ظن عدم دخوله‪ ،‬أو إستو إألمرإن عنده؛ وليس من إأليام ي‬
‫للنىه عن صوم يوم إلعيد‪ ،‬وإؤلجماع منعقد‬ ‫ي‬ ‫نوما العيد‪ :‬وهما عيد إلفطر وعيد إألضخ‪َ ،‬ولو عن وإجب‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫هللا َعل ْي ِه َو َسل َم نىه َع ْن ِص َيام َي ْو َم ْ ن‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ول هللا َصىل ُ‬ ‫فف إلحديث‪« :‬أ َّن َر ُس َ‬ ‫ن‬
‫ن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تحريم َّ ْصومهما ي‬ ‫منعقد عىل‬
‫ْ‬
‫َي ْو ِم إل ِف ْط ِر‪ ،‬ويو ِم إلنح ِر» ولو نذر صومه لم ينعقد نذره‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫عش وإلاالث ر‬ ‫وإلاائ ر‬ ‫ن‬ ‫الت رشيق مطلقا للحاج وغيه عىل إلجديد‪ ،‬وه إلحادي ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عش من ذي‬ ‫ي‬ ‫عش‬ ‫ي‬ ‫ام‬ ‫وأي‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫إلنب ملسو هيلع هللا ىلص قال‪" :‬أيام إلت رشيق أيام‬ ‫يى‬ ‫أن‬ ‫مسلم‬ ‫وف‬ ‫ي‬ ‫دإود‪،‬‬ ‫أئ‬ ‫نىه عن صيامها كما ي ي‬
‫ى‬ ‫ف‬ ‫إلنب ملسو هيلع هللا ىلص‪:‬‬
‫إلحجة؛ ألن ى ي‬
‫وشب وذكر هلل" –وف إلقديم يجوز للحاج إلمتمع غي وإجد للهدي صيام أيام ر‬ ‫ن‬ ‫أكل ر‬
‫إلتشيق‪ ،‬إلاالثة َأيام‬ ‫ي‬
‫‪ ْ َّ َ ُ ْ :‬ن‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ض ِ يف أ َّي ِام‬ ‫رض هللا عنهم أنهما قاإل "لم يرخ‬ ‫ن‬
‫عن َإبن عمر وعائشة ي‬ ‫إلوإجبة َ يف إلحج لما رو إلبخاري‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ رْ‬
‫يق أن ُي َص ْم َن ِؤإل ِل َم ْن ل ْم َي ِجد إل َهدي"‪.-‬‬ ‫ِ‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫إلت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويوم الش بال سنب؛ وهو‪ :‬يوم إلا ن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الثن من شعبان ؤذإ تحدث إلناس برؤية إلهالل ليلته‪ ،‬ولم شهد بها‬
‫رض هللا عنه‪" :‬من صام‬ ‫ن‬
‫وعبيد‪ ،‬أو فسقة‪ ،‬لما ثنت عن عمار بن ياش ي‬ ‫ٍ‬ ‫أحد أو شهد بها من ُيرد؛ كصبيان‬
‫إليوم إلذي ُ شك فيه فقد عض أبا إلقاسم ملسو هيلع هللا ىلص"‬
‫ف‬‫والنصف األخب من شعبان ؤذإ لم َيصله بما قبله ولم يكن لسنب‪ ،‬لما ثنت أن إلنب ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬ؤ َذإ ْإن َت َص َ‬
‫ِ‬ ‫ىي‬ ‫ان َفال َت ُص ُ‬ ‫َ َْ ُ‬
‫وموإ»‪.‬‬ ‫شعب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫كفارة ف نه يص‪.،‬‬ ‫ٍ‬ ‫قضاء‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬ ‫كو ٍرد‪ ،‬أو نذر‪ ،‬أو‬ ‫نوم الش ‪ :‬عما ؤذإ كان له؛ ِ‬ ‫وذ‬‫واحبزنا اعدم ال بب فيه ك‬
‫ويستمر؛ ف نه يص‪،،‬‬ ‫ّ‬ ‫عش وتاليه‪،‬‬ ‫عما ؤذإ وصله به؛ ف نه يصوم إلخامس ر‬ ‫وباولنا ‪ .‬ا لم يصله ا ا قبله‪ّ :‬‬
‫إلصوم بعده‪.‬‬ ‫فلو أفطر بعده يوما ولو بعذر؛ إمتنع ّ‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬


‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪14‬‬

‫ّ‬
‫لص‬
‫سنن إ وم‬
‫والصر قة ر‬ ‫الصررىم رة‪،‬ررنه‪ ،‬م را‪ :‬جعجيررن الفطررر‪ ،‬وثررلخ‪،‬ن ال و رحىر‪ ،‬وإلاىطررار ر‪،‬ررإ ّ‬
‫الحمررر‪ ،‬و رةرار الضررر ن‪ّ ،‬‬ ‫سرنن ّ‬
‫ِ‬
‫رمضان‪.‬‬
‫وه كلبة ك ا أشار ال ؤلف رح ه هللا‪ ،‬من ا‬ ‫الصوم‬ ‫هذا الفصل لذ س ل ل‬
‫ك‬ ‫ك‬
‫‪ .1‬تعجي للل الفط للر س ننتحب لص ننائم رمض ننان وغ ننيه تن نناول مفط ننر‪ ،‬للخ ن ىني إلص ننحي‪« :،‬إل ين نزإل‬
‫إلناس بخي ما عجلوإ إلفطر‪ ،‬وأخروإ إلسحور»‪.‬‬
‫ل‬ ‫ن‬
‫بش ن إلكننريم‪ :‬م للألي) ه للل يمص للل الفط للر بنم للو ج للاع وإدخ للال نم للو ع للود كذ أ ن لله؟ ق ننال (ب ج)‪:‬‬ ‫يف ر ن‬
‫إألوىل نعم‪ ،‬وقال‪ ( :‬ل)‪ :‬قوله‪( :‬وتعجيل فطر)‪ ،‬أي‪ :‬بغي جماع‪.‬‬
‫باليقن أو إلظن بأمارة قوية‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وي ن إلتعجيل عن تحقق إلغروب سوإء كان ذلك إلتحقق‬
‫وي للن أن يفطننر بنناالث رطبننات‪ ،‬فنناالث تمنرإت‪ ،‬فن ن عجننز فبتمننرة وأوىل منهننا رطبننة فن ن لننم يجنند إلتمننر وإل‬
‫إلرطننب فعننىل إلمنناء لقولننه ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬ؤذإ كننان أحنندكم صننائما فليفطننر عننىل إلتمننر‪ ،‬فن ن لننم يجنند إلتمننر فعننىل إلمنناء‪،‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫رض هللا عننه‪« :‬أن إلن ى ينب ملسو هيلع هللا ىلص كنان يفطنر عننىل رطبنات فن ن لنم يجند فعننىل‬ ‫وف إلخ ىني عنن أيننس ي‬ ‫ف ننه طهنور»‪ ،‬ي‬
‫تمرإت ف ن لم يجد حسا حسوإت من ماء»‪ .‬وهذإ إليتيب لألكمل‪ .‬ولذإ قال بعضهم‪:‬‬
‫فم ن نناء فحل ن ننو ثن ن ننم حل ن ننو ل ن ننك إلفطن ن ننر‬ ‫ش ن ن ن ن ن ن ن ن ف ن ن ن ن ن ن ن ننالتمر زم ن ن ن ن ن ن ن ننزم‬
‫فم ن ن ن ن ن ن ن ننن رط ن ن ن ن ن ن ن ننب فالن ن‬
‫شء وجد من إلاالثة‪ ،‬وبعدها حلو كزبيب‪ ،‬فحلوإء‪.‬‬ ‫ر‬
‫وأصل ال ني يحصل بأي ي‬
‫وياللول عن للد الفطللر‪ ،‬وإألوىل بع ننده "إللهننم لننك صننمت وعننىل رزقننك أفطننرت‪ ،‬وبننك آمن ننت وعليننك توكلننت‬
‫ورحمتك رجوت وإليك أننت‪ ،‬ذهب إلظمأ وإبتلت إلعرو وثنت إألجر ؤن شاء هللا تعاىل"‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫إلسن‪ :‬إألكل يف إلسحر‪ ،‬وبفتحهنا‪ :‬منا‬ ‫‪ .2‬وتأخب ال مور‪ ،‬واإلفطار عص الت ر‪ :‬إلسحور بضم‬
‫يّكل فيه‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وف إلمننأكول مجنناز‪ ،‬ولمننا صنن‪ ،‬مننن إألمننر بننه‪ ،‬وأنننه بركننة‪،‬‬ ‫وال لراد هنللا االضللم؛ ألن إألجننر يف إلفعننل حقيقننة‪ ،‬ي‬
‫وتحصل أصنل سن ته ولنو بجرعنة مناء‪ ،‬ويندخل وقتنه بنصنف إللينل‪ ،‬فاأل كنل قبلنه لنيس بسنحور‪ ،‬فنال تحصنل‬
‫ب ننه إلس نننة‪ ،‬فالماص للل‪ :‬أن إلس ننحور س نننة‪ ،‬وت ننأخيه س نننة أخ ننر ‪ ،‬وحكمت ننه إلتق ننوي ومخالف ننة أه ننل إلكت نناب‪،‬‬
‫ن‬
‫فيس ننن ول ننو لش ننبعان(‪ ،)1‬وكون ننه برط ننب فتم ننر ك ننالفطر‪ ،‬وإلم نناء يف إلح ننديث‪« :‬تس ننحروإ ول ننو بجرع ننة م نناء»‪،‬‬
‫ن‬
‫وإلس ننحور مجم ننع ع ننىل إس ننتحبابه‪ ،‬لخ ن ىني‪« :‬تس ننحروإ فن ن ن يف إلس ننحور برك ننة»‪ ،‬ولخ ن ىني‪« :‬إسن ننتعينوإ بطع ننام‬
‫إلسحر عىل صيام إلنهار‪ ،‬وبقيلولة إلنهار عىل قيام إلليل»‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫في ن تأخبه‪ ،‬ويسن تقريبه من إلفجر بقدر خمسية آية‪ ،‬لمنا يف إلحنديث إلمنار يف تعجينل إلفطنر‪ ،‬وصن‪:،‬‬
‫خمسن آية‪.‬‬‫ن‬ ‫«تسحرنا مع رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ثم قمنا ؤىل إلصالة» وكان قدر ما بينهما‬
‫ل‬ ‫ل‬
‫لخي‪« :‬دع ما يريبنك»‪ ،‬وظناهر كالمهنم أننه‬ ‫وهذا ما لم ياع اه كذ ش كذ طلوع الفجر‪ ،‬وإإل فاألوىل تركه؛ ى‬
‫نن غلن ‪ ،‬بنأن بنان إلصنوإب‬ ‫مع ظنن بقناء إللينل إل سنن تركنه‪ ،‬ألن إألصنل بقناء إللينل‪ ،‬فيصن‪ ،‬صنومه ؤن لنم ي ى ن‬
‫إلبن خطّه‪.‬‬ ‫عية بالظن ن‬ ‫شء‪ ،‬ف ن بان غل لم يص‪،‬؛ ألنه إل ى‬ ‫ن ر‬
‫أو لم ىين ي‬
‫وتللأخب ال للمور مللن خصللائص هللذه األمللي؛ بنندليل أن إألمننم إلسننابقة كننانوإ يننأكلون قبننل أن يننناموإ‪ ،‬وكننان‬
‫وإلشب وقت إلعشاء‪ ،‬أ‪ ،‬بالنوم ولو قبل وقت إلعشاء‪ ،‬بل كان ذلك ن يف صدر إؤلسالم‪.‬‬ ‫يحرم عليهم إألكل ر‬

‫(‪ )1‬خالفا للرملي‬


‫‪15‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫‪ .3‬وإكلللار الاللر ن‪ :‬وإلمدإرس نة‪ ،‬وهننو أن يقنرأ عليننه غننيه مننا ق نرأه هننو أو غننيه مننا قنرأه هننو أو غننيه‪،‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫جيي ننل علي ننه إلس ننالم يل ننف إلن ن ى ينب ملسو هيلع هللا ىلص يف رمض ننان‪ ،‬وإل ننتالوة يف إلمص ننحف أفض ننل ؤإل ؤن حص ننلت‬‫وك ننان ى‬
‫فائدة بها عن ظهر قلب لم تحصل بها من إلمصحف كخشوع وتقوية حف ‪.‬‬
‫وي ن إستقبال إلقبلة للقارت وإلجهر به ؤن أمن نحو رياء ولم شوش عىل غيه‪.‬‬
‫ن‬
‫ويكي منها يف هذإ إلشهر‪.‬‬ ‫‪ .4‬والصدقي لذ رمضان‪ ،‬ألنه ملسو هيلع هللا ىلص كان أجود ما يكون نف رمضان‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫ل ك‬
‫‪ ‬ومللن ال ل ل أيضننا تننرك إلشننهوة إلن ينب إل تبطننل إلصننوم؛ كشننم إلرينناحن وإلنظننر ؤليهننا؛ ألن ذلننك‬
‫ن‬
‫ترفه وهو إل يناسب إلحكمة إلمرإدة من إلصوم‪.‬‬
‫وتر نمو حجم كفصد؛ ألن ذلك يضعفه‪ ،‬فربما أحوجنه ؤىل إؤلفطنار‪ ،‬هنذإ ن يف إلمحجنوم‪ ،‬وأمنا إلحناجم‪...‬‬
‫شء ؤىل جوفننه بوإسننطة مننض إلمحجمننة‪ ،‬وهننذإ إلم نرإد مننن حننديث‪« :‬أفطننر إلحنناجم‬ ‫ر‬
‫فربمننا أفطننر بوصننول ي‬
‫وإلمحجوم»‪ ،‬أي‪ :‬تعرضا لإلفطار‪ ،‬وليس إلمرإد أفطر بالفعل‪.‬‬
‫ؤال لحاجة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وتر وق طعام أو غيه خو وصوله ؤىل حلقه‬
‫ُ‬
‫وتر ال جر –إلفحا‪ -‬من إلكالم‪ ،‬فيصون لسانه عن إلكذب وإلغيبة وإلنميمة‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬وإلشنتم فن ن‬
‫مرتن أو ثالثة ؤما بلسانه؛ ؤن لم يخف إلرياء‪ ،‬أو بقلبه‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ؤئ صائم‬ ‫شتمه أحد فليقل‪ :‬ي‬
‫أكي ليال؛ ليكون عىل طهارة من أول صومه‪.‬‬ ‫وكاغتساله عن حدث ى‬
‫وي تمب ن يف رمضان إلتوسعة عىل إلعيال‪ ،‬وإؤلحسان ؤىل إألرحان وإلجيإن‪.‬‬
‫ل‬ ‫ر‬
‫فيكب فيه أع ال ال ب؛ ألن الع ل يضاعف فيه عن الع ل كذ غبه من اايي الش ور‬ ‫وبالج لي‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬


‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪16‬‬

‫مكرههاب إلصوم‬
‫ّ‬
‫مكروه ررات الص ررىم رة‪ ،‬ررنه‪ ،‬م ررا‪ :‬املمال ررة ر املضمض ررة و‪،‬سحال رراة‪ ،‬وموة الطل ررام‪ ،‬وا جام ررة‪ ،‬ومض ر ه ررى‬
‫الللك‪.‬‬
‫مكروها الصوم ولو مندوبا‬
‫ل‬
‫‪ - 1‬ال بالغي كذ ال ض ضي واالستنشاق ؤن بنالغ منن بناطن أو دمناغ ؤن بنالغ منع تنذكره للصنوم‬
‫ن‬
‫مشنوعيته‪ ،‬وإإل ‪ ..‬لننم يفطننر‪ .‬بننل بحننث بعضننهم إلحرمننة يف صننوم إلفننرض ؤن علننم‬ ‫وعلمننه بعنندم ر ن‬
‫ننىه عننن إلمبالغننة‪ ،‬وإن لننم يبننالغ ‪ ..‬لللم‬ ‫مننن عادتننه‪ :‬أنننه ؤن بننالغ نننزل إلمنناء ؤىل جوفننه منناال‪ ،‬ألنننه من ي‬
‫يفطللر؛ ألنننه متولنند مننن مننأمور بننه بغنني إختينناره‪ ،‬ويفطللر أيضننا بوصننول مننا ذكننر لجوفننه ولننو بغنني‬
‫ن‬
‫مبالغ ننة م ننن مضمض ننة أو إست شن نا ؛ لت ن ىنيد أو رإبع ننة أو م ننن إنغم نناس يف إلم نناء حي ننث تمك ننن م ننن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫إلغسننل بغننيه؛ ألن ذلننك جميعننه غنني مننأمور بننه‪ ،‬يف إلحننديث «وبننالغ يف إإلست شننا ؤإل أن تكننون‬
‫صائما»‪ ،‬وتقاس إلمضمضة عىل إإلست شا من باب أوىل‪.‬‬
‫والااعدة‪ :‬أن ما سبق لجوفه من غي مأمور به يفطر به‪ ،‬أومن مأمور به ولو مندوبا لم يفطر به‪.‬‬
‫ن‬
‫وأخننذ منننه أنننه لننو وصننل ؤىل جوفننه مننن أذنيننه يف إلغسننل إلوإجننب أو إلمننندوب منناء ‪ ..‬لننم يفطننر؛ لتولننده مننن‬
‫مأمور به‪ ،‬وإل نظر ؤلمكان ؤمالة رأسه بحيث إل يدخل إلماء جوفه؛ لعشه‪.‬‬
‫ل‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وف (بنناجوري)‪( :‬ولننو وضننع يف فمننه منناء بننال غننرض‪ ،‬فسننبقه ‪ ..‬أفطللر‪ ،‬أو إبتلعننه ناسننيا ‪ ..‬لللم يرل‪ ،‬أو وضننعه‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫فيننه كتن ىنيد وعطننا فوصننل جوفننه بغنني فعلننه‪ ،‬أو إبتلعننه ناسننيا ‪ ..‬لللم يفطللر‪ ،‬كمننا قالننه شننيخنا يف ر ن‬
‫"إلش نح")‪،‬‬
‫ن‬
‫وإلكننالم حيننث لننم يتنننجس فمنننه‪ ،‬وإال وجبللت ال بالغللي ؤىل أن يغسننل سننائر مننا يف حنند إلظنناهر‪ ،‬وال يفطللر‬
‫بالماء ؤن سبق ؤىل جوفه‪ ،‬ألن غسل إلفم من إلنجاسة كالمضمضة‪.‬‬
‫‪ - 2‬و وق الطعام‪ :‬أو غيه‪ ،‬خو وصوله حلقه‪ ،‬ألن وصوله ‪.‬ىل الجوف يفطر‪.‬‬
‫خي لطفل ليس له من يقوم به‪ ،‬أو لتحنيكه‪ ،‬أو لكونه طباخا‪ ..‬لم يكره‬ ‫نعم ؤن إحتاج لمضغ نحو ى ن‬
‫رض‬ ‫ن‬ ‫‪ - 3‬والمجامي‪ :‬وإلفصد ونحوهما‪ ،‬ألن ذلك يضعفه‪ ،‬فهو خال‬
‫إألوىل‪ ،‬عنن إبنن عبناس ي‬ ‫ُ‬
‫هللا عنهمننا‪« :‬أن إلنن ى ينب ملسو هيلع هللا ىلص إحننتجم وهننو صننائم محننرم»‪ ،‬ويكننره أن يحجننم غننيه أيضننا‪ .‬كننل ذلننك‬
‫ّ‬
‫فطر به‪.‬‬ ‫خروجا من خال من‬
‫‪ - 4‬ومضللن نمللو عل ل ‪ :‬إلمضننغ بفننت‪ ،‬إلمننيم مصنندر مضننغعه؛ كمنعننه ونون نه‪ :‬ؤذإ إلكننه بأسنننانه‪،‬‬
‫ّ‬
‫وأمنا بكشنها فهننو إلمعلنوك‪ ،‬للبنان وغننيه منن أنننوإع إلعلنوك كالمصنط ‪ ،‬وإللبننان‪ :‬بالضنم إلكننندر‪،‬‬
‫ن‬
‫وهو نضب منن إلعلنك ننافع لقطنع إلنبلغم‪ ،‬وإلعلنك إلمومينا‪ ،‬قنال يف "إلمصنباح"‪( :‬إلعلنك مانل –‬
‫حمل‪ :-‬كل صمغ يعلك من لبان وغيه فال سيل‪ ،‬وإلجمع‪ :‬علوك وأعنالك)‪ .‬ألننه يجمنع إلرينق‪،‬‬
‫عطش ننه‪ ،‬وم للن ث ل ّلم ك للره‪ .‬قننال الك للردي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫ف ن ن إبتل ننع هننذإ إلري ننق أفطننر يف وج ننه ضننعيف‪ ،‬وإن ألق نناه‬
‫ن‬
‫(وإلخننال يف إلكانني‪ ،‬أمننا إليسنني فللال يفطللر قطعللا‪ ،‬وعننند إلقصنند‪ ،‬فلننو إجتمننع بننال قصنند‪ ....‬لللم‬
‫يفطر قطعا)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫وهننذإ كلننه ؤذإ لننم يكننن معجونننا بالسننكر كمننا يف إللبننان إلمصنننع وإال فيفطللر الله‪ ،‬أو مننا لننم يتفتننت بالمضننغ وإال‬
‫أفطر‪ ،‬وحي ئذ يمرم مضغه‪.‬‬
‫ن‬
‫أيضلا تنرك إلس ن‬ ‫ً‬
‫نن إلسنابق ذكرهنا‪ ،‬ومنهنا‪ :‬إإلسنتياك بعند إلنزوإل ألننه يزينل إلخلنو إلنذي‬ ‫وملن ال كروهلا‬
‫هننو أثننر إلعبننادة وإلننذي قننال فيننه ملسو هيلع هللا ىلص «لخلننو فننم إلصننائم أطيننب عننند هللا مننن ري ن نن‪ ،‬إلمسننك» وإلخلننو إل‬
‫يكون ؤإل بعد إلزوإل هذإ ؤذإ كان إإلستياك منه أو من غيه بإذنه أما بغي ؤذنه فيحرم‪.‬‬
‫‪17‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫نبع للصن ننائم أن يصن ننوم بجمين ننع جوإرحن ننه بصن ننونها عن ننن إلمحرمن ننات‬ ‫ومن ل للا‪ :‬إلمخاصن ننمة وإلشن نناتمة بن ننل وي ن ن ن‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫وإلشننهوإت وإل يقط ننع إل ننزمن بنناللهو وإألش ننعار وإلحكاي ننات وإلقنننوإت وإلتمايلي ننات إل يف نه ننار رمض ننان وإل يف‬
‫وإلف غيه من إلشهور‪.‬‬ ‫ن‬
‫ليله‪ ،‬ي‬
‫ومن ل للا‪ :‬دخ ننول إلحم ننام‪ ،‬أي‪ :‬حمام ننات إإلغتس ننال إلبخاري ننة ونحوه ننا‪ -‬لغ نني ع ننذر ألنن نه ترف ننه إل يلي ننق بح ننال‬
‫إلصائم‪.‬‬
‫خشن حنرم كمنا منر‪ ،‬وهنذإ‬ ‫ومن ا‪ :‬إلقبلة وإلمعانقة وإللمس ونحو ذلك‪ ،‬ؤن لم يخنا إؤلننزإل أو إلجمناع فن ن ر‬
‫ي‬
‫ن يف إلفرض دون إلنفل؛ ألن إلمتنفل أمي نفسه ؤن شاء صام وإن شاء أفطر‪.‬‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬


‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪18‬‬

‫مبطالب إلصوم‬
‫ممطالت الصىم أح رلر‪ :‬دخىل ر‪،‬ن إلإ ما ّ‬
‫يسمى جىىرا‪ ،‬مرو منفرف مفحرىا‪ ،‬والضراب‪ ،‬وا جمراو‪ ،‬وخررو امل ر‬
‫مماشره بلهىه مع اللم و‪،‬خحيار والللم الح ريم الكن‪ ،‬وا جنىن ولى حظة‪ ،‬والسكر وإلاغماب إن جل ّ ي‬
‫ب ما ولى حظة‪ ،‬أو ّ‬
‫رما جميع ال ار‪ ،‬والرده وا حي ‪ ،‬والنفا ‪ ،‬والىالده‪.‬‬
‫داع للتكرار مرة أخرى خشيي اإلطالي وال لل‬ ‫هذه ال بطال سبق المديث عن معظ ا ساااا فال‬
‫ك ن‬
‫الج اع‪ :‬من مبطالت إلصوم إلجماع‪ ،‬ويلزمه ؤلفساد صومه يف رمضان بالجماع‪ ،‬إلذي يأثم به ألجل‬
‫ن‬
‫إلصوم وحده‪ ،‬وهو‪ :‬صوم رمضان وإل شبهة ولو كان إلجماع يف دبر رجل أو إمرأة ولو ميتا‪ ،‬مع إلقضاء‬
‫مستنب من‪ :‬أن ما فيه حد أو كفارة إل تعزير فيه‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫إلكفارة وكذإ إلتعزير يف غي من جاء مستفتيا تائبا وهذإ‬
‫والكفارة‪ :‬عتق رقبة كاملة إلر خالية من شائبة عوض إل تستحق إلعتق بغي جهة إلكفارة للمطلق هنا‬
‫إلموة إل يب تخل بالعمل وإلكسب فيجزي مقطوع‬ ‫وإلظهار عىل إلمقيد نف آية إلقتل‪ ،‬سليمة من إلعيوب ن‬
‫ي‬
‫إلمش‬ ‫ر‬ ‫رحلن ومقطوع خنو أو بنو من يد وإحدة أو أناملها إلعليا من غي ؤبهام وأعرج يتابع‬ ‫ن‬ ‫أصبع‬
‫ي‬
‫أذنن وأنف وأجذم وممسوح وفاقد إسنان وضعيف بطا‬ ‫ن‬ ‫وأعور لم تضعف سليمته ضعفا بينا ومقطوع‬
‫هاللن ؤن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫ونحوهم‪ ،‬ف ن لم يجدها أصال أو لم يجد ثمنها أو جدها تباع بأكي من ثمنها فصيام شهرين‬
‫متتابعن فلو أفطر يوما ولو بعذر كسفر‬ ‫ن‬ ‫ثالثن من إلاالث‬ ‫ن‬ ‫إنطبق صيامه عىل أولهما ف ن إنكش إألول تمم‬
‫ومرض إنقطع إلتتابع ووجب إإلستئنا فيعيد إلصوم من أوله ولو بإفطار إليوم إألخي‪ ،‬ف ن لم ستطع‬
‫إلصوم لعذر كمرض خاض زيادة مرضه أو معه شهوة إلونء أو غي ذلك مما يحصل به مشقة إل تحتمل‬
‫إلنب‬ ‫إلصحيحن عن أئ هريرة ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫عنه جاء رجل ؤىل ى ي‬ ‫ن‬
‫رض هللا‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ى‬ ‫لخي‬
‫ستن مسكينا أو فقيإ ى‬ ‫عادة‪ ،‬ف طعام‬
‫وف روإية‪ :‬أصنت ي‬
‫أهىل‬ ‫أئ وأنا صائم‪ ،‬ي‬ ‫نملسو هيلع هللا ىلص فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬هلكت‪ ،‬قال‪ :‬مالك؟ قال‪ :‬وقعت عىل إمر ي‬
‫يف رمضان‪ ،‬فقال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬هل تجد رقبة تعتقها؟ قال‪ :‬إل‪ ،‬قال‪ :‬فهل تستطيع أن تصوم شهرين‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫متتابعن؟ قال‪ :‬إل‪ ،‬قال‪ :‬فهل تجد ؤطعام ستن مسكينا؟ قال‪ :‬إل‪ ،‬قال‪ :‬فمكث ى ي‬
‫إلنب ملسو هيلع هللا ىلص فبينما نحن عىل‬
‫إلنب ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أين إلسائل؟ قال‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪ :‬خذ هذإ‬ ‫فقال‬ ‫إلمكتل‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وإلعر‬ ‫تمر‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫بع‬‫ذلك ُأئ إلنب ملسو هيلع هللا ىلص َ‬
‫ىي‬ ‫َّ ي ى ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫مب يا رسول هللا؟ فوهللا ما بن إلبتيها – يريد إلحرتن – أهل بيت‬ ‫ن‬ ‫‪:‬‬
‫فتصد به‪ ،‬فقال إلرجل عىل أفقر ي‬
‫إلعن وإلرإء‬ ‫ن‬ ‫إلنب ملسو هيلع هللا ىلص حب بدت أنيابه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أطعمه أهلك» وإلعر بفت‪،‬‬ ‫بيب‪ ،‬فضحك ى ي‬ ‫أفقر من أهل ي‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫مكتل ي سج من خوص إلنخل وكان فيه قدر خمسة عش صاعا‪ ،‬وقيل‪ :‬عشون‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ولو رشع يف إلصوم ثم وجد إلرقبة ندب عتقها‪ ،‬ويقع له ما صامه نفال وكذلك لو رشع يف إؤلطعام ثم قدر‬
‫عىل إلصوم ندب له‪.‬‬
‫ن‬
‫إئ بأن يكفر بما دفعه ؤليه مع‬ ‫ثبتت إلكفارة يف ذمته ألنه ملسو هيلع هللا ىلص أمر إألعر ى ي‬ ‫ف ن عجز عن جميع إلخصال؛‬
‫ن‬
‫ؤخباره بعجزه فدل عىل أنها ثابتة يف إلذمة ألن حقو هللا تعاىل إلمالية ؤذإ عجز عنها إلعبد وقت وجوبننها‬
‫ف ن كانت إل بسنب منه لم تستقر وإن كانت بسنب منه إستقرت ن يف ذمته سوإء عىل وجه إلبدل أم إل‪.‬‬
‫وإل يجب عىل إلموطوءة كفارة وإل عىل إلرجل إلموطوء‪ ،‬وإن فسد صومهما بالجماع بأن أولج منيه مع‬
‫نوم إلموطوء ثم إستدإمه بعد إإلستيقاظ وإإل فيفطر بدخول رأس إلذكر قبل تمام إلحشفة‪ ،‬وإلجماع ؤنما‬
‫ن‬
‫إلخي ؤإل إلرجل إلمجامع مع إلحاجة ؤىل إلبيان‪ ،‬وألنها‬ ‫يتحقق بدخول جميع إلحشفة؛ ألنه لم يّمر بها يف ى‬
‫ماىل يتعلق بالجماع فيختض بالرجل إلوإط كالمهر‪.‬‬ ‫غرم ي‬
‫‪19‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫ييل‬‫ولو علت عىل رجل فال كفارة عليها؛ ؤذ إل كفارة عىل إلمرأة وإل عىل إلرجل لعدم إلفعل منه‪ ،‬ف ن لم ن ن‬
‫ر‬
‫بمباشة‪.‬‬ ‫لم يفسد صومه وإإل فسد باؤلنزإل كاؤلنزإل‬
‫كل ذلك عالما بالتحريم ذإكرإ للصوم مختارإ فلو فعل شيئا وهو جاهل بأنه حرإم‪ ،‬أو ناس للصوم أو مكره‬
‫فال يبطل صومه‪.‬‬
‫ن‬
‫إلمب له أربننع حاإلت‪:‬‬
‫تنبيه‪ :‬حاصل خروج ي‬
‫األوىل‪ :‬باإلستمناء يفطر مطلقا؛ بحائل أو إل‪ ،‬بيده أو بيد زوجته‪ ،‬بشهوة أم إل‪.‬‬
‫اللانيي‪ :‬خروجه بلمس ما إل شتىه طبعا‪ ،‬كأمرد وعضو مبان من إمرأة أجنبية ماال إل يفطر‬
‫مطلقا لو بال حائل ألنهما ليس محال للشهوة‪.‬‬
‫اللاللي‪ :‬نزوله بلمس محرم فال يفطر بال حائل حيث فعل ذلك لشفقة أو كرإمة‪.‬‬
‫الرااعي‪ :‬نزوله بلمس أجنبية يفطر ؤن كان بال حائل سوإء كان بشهوة أم إل‪ ،‬أما لو ضم إمرأة أو‬
‫إلمباشة كاإلحتالم‪ ،‬ومحله لم يقصد بذلك‬‫ر‬ ‫قبلها بال مالمسة بدن بل بحائل بينهما لم يفطر إلنتفاء‬
‫ن‬
‫إلمب وإإل أبطل‪.‬‬
‫ؤخرإج ي‬
‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬
‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪20‬‬

‫صوم إلبطوع‬
‫إىل هللا تعاىل بعبادة ليست فرضا‪.-‬‬ ‫إلتقرب ي‬ ‫سكت ال صنف عن صوم التطوع –إلتنفل‪ :‬وهو‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ويمللرم عللص ال لرأة صللوم التطللوع وزوج للا حل ل‬
‫نحيحن‪« :‬إل يحننل إلمنرأة أن تصننوم‬ ‫لاض ؤال بإذنننه‪ ،‬لخن ىني إلصن‬
‫ّ‬
‫وزوجها شاهد ؤال بإذنه»‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويكللره ‪.‬ف لراد نللوم الج عللي بالصننوم‪ ،‬لقولننه ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬إل يصننم أحنندكم يننوم إلجمعننة‪ ،‬ؤال أن يصننوم يومننا قبلننه أو‬
‫يوما بعده»‪.‬‬
‫ّ‬
‫وكللذا ‪.‬ف لراد نللوم ال للبت أو األحللد؛ لخن ىني‪« :‬إل تصننوموإ يننوم إلسنننت ؤال فيمننا إفننيض علننيكم»‪ ،‬وألن إليهننود‬
‫تعظم يوم إلسنت وإلنصار يوم إألحد‪ ،‬ف ن لم يفرد ذلك بل وصله بما قبله أو بعده فال كرإهة‪.‬‬
‫إلتشنيق‪ -‬لمننن خننا بننه نضرإ أو فنوت حننق ولننو مننندوبا؛ وي للتمب‬ ‫ويكلره صللوم الللدهر‪-‬غنني إلعينندين وأينام ر ن‬
‫لغيه؛ ؤلطال إألدلة‪.‬‬
‫نن وإلخمننيس بننل يتأ كنند ذلننك؛ ألنننه ملسو هيلع هللا ىلص كننان‬ ‫وأمللا صللوم اايللي األيللام ف للتمب؛ فيسننتحب صننوم بننوم إإلثنن ن‬
‫عمىل وأنا صائم»‪.‬‬ ‫يتحر صومهما‪ ،‬وقال‪« :‬ؤنهما يومان تعرض فيهما إألعمال‪ ،‬فأحب أن يعرض‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫وي تمب صوم يوم إل يجد فيه إلشخض ما يأكله‪.‬‬
‫ن‬
‫وي للتمب صللوم نللوم عرفللي‪ ،‬وهننو تاسننع ذي إلحجننة‪ ،‬وصنومه يكفننر ذنننوب سنننة قبلننه وسنننة بعننده؛ كمننا يف‬
‫إلحنديث‪« :‬صننيام ينوم عرفننة يكفنر إلسنننة إل ينب قبلننه وإلن ينب بعنده»‪ ،‬واألحللوط‪ :‬صنوم إلاننامن معنه‪ ،‬بننل يننندب‬
‫إلعش‪ .‬ومحنل نندب صنوم ينوم عرفنة لغني إلحناج‪ ،‬أمنا هنو‪ :‬فن ن عنر أننه يصنل عرفنة لنيال‬ ‫صوم ما قبله من ر‬
‫سن له صومه‪ ،‬وإإل سن له فطره‪.‬‬
‫عاش إلمحنرم‪ ،‬وصنومه يكفنر إلسننة إل ينب قبلنه؛ لقولنه ملسو هيلع هللا ىلص «وصنوم عاشنورإء أحتسنب عنىل‬ ‫وعاشورا ‪ :‬وهو ر‬
‫إلب قبله»‪ ،‬وإألحون‪ :‬صوم يوم قبله ويوم بعده‪.‬‬ ‫هللا أن يكفر إلسنة ي‬
‫لن بقيت ؤل قابل ألصومن إلتاسع»‪ ،‬فمات قبله‪.‬‬ ‫وتاسوعا ‪ :‬وهو تاسع إلمحرم‪ ،‬قال ملسو هيلع هللا ىلص‪ « :‬ن‬
‫ن‬
‫ناىل يف إلحقيقننة؛ كمننا علننم مننن إلتقنندير‬ ‫عش ن وتالينناه‪ ،‬وإلبننيض‪ :‬صننفة للين ي‬‫وه إلاالننث ر ن‬ ‫لاىل البلليض؛ ي‬‫وأيللام الليل ك‬
‫إلسابق‪ ،‬وصفت بذلك‪ :‬ألنها تبيض إلقمر من أولها ؤىل آخرها‪.‬‬
‫ر‬
‫وإلعشنين‬ ‫وإلعشنون وتاليناه‪ ،‬وإألحنون‪ :‬صنوم إلسنابع‬ ‫ر‬ ‫وه إلانامن‬ ‫لاىل ال لود؛ ي‬ ‫وكذل ي ن صوم أيلام اللي ك‬
‫معها‪ ،‬ووصفت بذلك‪ :‬لسوإد جميع إلليل فيها؛ لعدم إلقمر‪.‬‬
‫وس للتي م للن ش للوال‪ :‬لخ ن ىني‪« :‬م ننن ص ننام رمض ننان ث ننم أتبع ننه س ننتا م ننن ش ننوإل ك ننان كص ننيام إل نندهر»‪ ،‬ف ن ن ص ننيام‬
‫بعشة أشهر وصيام إلستة منن شنوإل بشنهرين‪ ،‬فنذلك كصنيام إلسننة‪ ،‬وإلمنرإد‪ :‬أننه كصنيامها فرضنا‪،‬‬ ‫رمضان ر‬
‫بعشة أماالها‪.‬‬ ‫وإإل فال خصوصية لذلك؛ ألن إلحسنة ر‬
‫واألفضل‪ :‬صومها متصلة بينوم إلعيند متتابعنة‪ ،‬وإن حصنلت إلسننة بصنومها غني متصنلة بنه وغني متتابعنة‪،‬‬
‫بل متفرقة ن يف جميع إلشهر وإن لم يصم رمضان؛ كما نبه عليه بعض إلمتأخرين‪.‬‬
‫والظاهر –كما قاله بعضهم‪ :-‬حصول إلسنة بصومها عن قضاء أو نذر‪.‬‬
‫وه أربعننة ذو إلقعنندة وذو إلحجننة وإلمحننرم‬ ‫ه أفضننل إلشننهور للصننوم بعنند رمضننان‪ ،‬ي‬ ‫واألش ل ر المللرم بننل ي‬
‫ورجب‪.‬‬
‫وأفضللل الصللوم اعللد رمضللان ال مللرم لخن ىني مسننلم‪« :‬أفضننل إلصننوم بعنند رمضننان شننهر هللا إلمحننرم» وإنمننا‬
‫سننىم محرمننا لتحننريم إلجنننة فيننه ع ننىل ؤبلننيس‪ ،‬ث للم رجننب‪ ،‬ث للم ذو إلحجننة ثننم إلقعنندة‪ ،‬وإلحجننة مق نندم ع ننىل‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫رض هللا‬ ‫إلقعنندة لوقننوع إلحننج فيننه‪ ،‬وإلشننتماله عننىل يننوم عرفننة‪ ،‬ثللم شل ر شللعبان لخن ىني أم إلمننّمنن عائشننة ي‬
‫‪21‬‬ ‫الياقوت النفيس‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ؤإل رمضننان ومننا رأيتننه يف شننهر أ كن رني‬ ‫ن‬
‫نحيحن‪« :‬مننا رأيننت رسننول هللا ملسو هيلع هللا ىلص إسننتكمل صننيام شننهر قن‬ ‫عنهننا يف إلصن‬
‫ن‬
‫منه صياما يف شعبان»‪.‬‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬


‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪22‬‬

‫عتكاف‬
‫إل ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ ُ‬
‫‪،‬رحكاف ل ة ‪ :‬اللمث‪ ،‬وشررا ‪ :‬اللمث امل ج مو شخص مخصىص ّاية‪.‬‬
‫ا‬ ‫نتبع‬ ‫وما‬ ‫وطه‬ ‫وش‬ ‫أي لذ بيان حة ه ر‬
‫َ َ ُ َ ر ُ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ َ ُ َ ن ْ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ناج ِد﴾‪ ،‬وإألحادين ننث؛‬ ‫ناشوهن وأنن ننتم عن ن ِناكفون ِ يف إلمسن ن ِ‬ ‫واألص ل للل في ل لله قب ل للل اإلج ل للاع قولن ننه تعن نناىل‪﴿ :‬وَل تبن ن ِ‬
‫إلعش إألول من رمضان‪ ،‬ثم إألوس ‪ ،‬ثم إألوإخر‪ ،‬ثم إلزمه حب توفناه هللا تعناىل‪،‬‬ ‫كحديث‪« :‬إعتكف ملسو هيلع هللا ىلص ر‬
‫إلعشنن إألول منننه كمننا‬ ‫عشنإ مننن شننوإل‪ ،‬وهننو ر‬ ‫رض هللا عنننهم مننن بعننده»‪ ،‬وإعتكننف ملسو هيلع هللا ىلص ر ن‬ ‫ن‬
‫نثننم إعتكننف أزوإجننه ي‬
‫يف بعض إلروإيات‪.‬‬
‫ن‬
‫قننال يف "ؤتحننا أهننل إؤلس ننالم بخصوصننيات إلصننيام"‪( :‬وروحننه عك ننو إلقلننب عننىل هللا تعنناىل وجمعيت ننه‬
‫ن‬
‫عليننه‪ ،‬وإلفكننر يف تحصننيل مرضنناته ومننا يقننرب ؤليننه حننب إل يصنني أيسننه ؤإل بنناهلل تعنناىل؛ ليشنناهد آثننار ذلننك‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫إلمحشن‪ ،‬وعننند إلعقبننات إلن ينب‬ ‫ر ن‬ ‫إأليننس إلعظننيم يف مضننايق إلنندنيا وإآلخننرة‪ ،‬إل سننيما يف إلقن ىني وإلخننروج منننه ؤىل‬
‫تقاسيها إلناس ن يف ذلك إليوم)‪.‬‬
‫وأحةامه أربعي فإنه قد يكون‬
‫‪ - 1‬مندوبا‪ ،‬وهو إألصل فيه‪.‬‬
‫‪ - 2‬ووإجبا بالنذر‪.‬‬
‫‪ - 3‬وحرإما؛ كما ؤذإ إعتكفت إلمرأة بغي ؤذن زوجها‪.‬‬
‫‪ - 4‬ومكروها‪ :‬كما ؤذإ إعتكفت ذوإت إلهيئات بإذن أزوإجهن‪.‬‬
‫وإل يكون مباحا؛ ألن إلقاعدة‪ :‬أن ما أصله إلندب إل تعييه إؤلباحة‪.‬‬
‫رض هللا عنهننا‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫وإإلعتكننا ‪ :‬م نصنندر إعتكننف‪ ،‬ويسننىم إإلعتكننا ‪ :‬جننوإرإ‪ ،‬ومنننه‪ :‬مننا جنناء يف حننديث عائشننة ي‬
‫«وهو مجاور يف إلمسجد»‪ ،‬أي‪ :‬معتكف فيه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫يم وإسن ن َنماع َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إلشننإئع إلقديمن ننة؛ قن ننال تعن نناىل ﴿وعهن نندنا ؤىل ؤبن ن َنرإه َ‬
‫نب‬‫يل أن طهن ن َنرإ ب ْين ن ِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وهن ننو بمعنن نناه إللغن ننوي من ننن ر ن‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ن َو ْإل َعاكف نَ‬ ‫لطائف نَ‬ ‫َّ‬
‫ن﴾‪ ،‬وأما بالكيفية إآلتية فهو من خصوصيات هذه إألمة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِل ِ ِ‬
‫إلشننء خننيإ كننان أو رشإ‪ ،‬فمننن إلخنني قولننك‪ :‬إعتكفننت عننىل‬ ‫ي‬
‫االعتةللاف لغللي اللبللث وإلحنننس وإلمالزمننة عننىل ر‬
‫َ‬
‫ن َحن َّنب َي ْرجن َنع ؤل ْي َنننا ُمن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿قننالوإ لن ْنن نن ْ َني َح َعل ْيننه َعنناكف نَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫نوش﴾‪،،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫إلش ن‪ :‬مننا يف قولننه َتعنناىل‬ ‫عبننادة هللا تعنناىل‪ ،‬ومننن ر ن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫﴿ي ْعكفون َعىل أ ْص َن ٍام ل ُه ْم﴾‪.‬‬ ‫وكذلك ما نف قوله تعاىل‪َ :‬‬
‫ّ‬ ‫َّ ي ل‬ ‫ر ً‬
‫وشع لا اللبللث كذ ال للجد مللن ش ل ص م صللو بني لي؛ اشللت ل هللذا التعريللف عللص أركللان االعتةللاف‬
‫َ‬
‫إلمعتكف‪ ،‬وإلنية‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وه‪ :‬إللبث‪ ،‬وإلمسجد إلمعتكف فيه‪ ،‬وإلشخض‬ ‫األربعي؛ ي‬
‫وه ننو س نننة مّك نندة للرج ننل وإلم نرأة ؤن س ننن له ننا إلخ ننروج للجماع ننة‪ ،‬ويلح ننق به ننا إلخن ن رنب‪ ،‬أم ننا ؤذإ ل ننم س ننن له ننا‬
‫إلخن ننروج للجماعن ننة فن ننال سن ننن لهن ننا إإلعتكن ننا فضن ننال عن ننن إلتأكين نند‪ ،‬بن ننل ؤن كن ننره خروجهن ننا لهن ننا كن ننره إلخن ننروج‬
‫ن‬
‫لالعتكا ‪ ،‬وإن حرم حرم‪ ،‬وإل يجب ؤجماعا ؤإل بالنذر‪ ،‬وهنو مسنتحب يف كنل إألوقنات رمضنان وغنيه‪ ،‬حنب‬
‫ن‬
‫أوقننات كرإهننة إلصننالة‪ ،‬وهننو يف رمضننان آ كنند مننن غننيه لموإظبتننه ملسو هيلع هللا ىلص عننىل إإلعتكننا فيننه‪ ،‬وألنننه شننهر رشيننف‬
‫ن‬
‫إلعشنن إألول وإألوس ن ‪،‬‬ ‫إلعشنن إألوإخننر مننن رمضننان آ كنند مننن ر‬ ‫وف ر‬
‫ي‬ ‫وإلحسنننات فيننه تضنناعف أ كن رني مننن غننيه‪،‬‬
‫إلعشن إألوإخننر‬ ‫لطلنب ليلننة إلقندر فيحييهننا بالصننالة وإلقنرإءة وكن رنية إلنندعاء ف نهنا أفضننل لينناىل إلسننة‪ ،‬وه نف ر‬
‫ن ي ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫وإلعشنين‬‫ن‬ ‫ر‬ ‫وف إلحننادي‬ ‫وعشننون؛ ى‬ ‫وعشننون وثننالث وخمننس وسننبع وتسننع ر‬ ‫أرخ وه أحنند ر‬ ‫وف أوتنناره ى‬
‫أرخ ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫رض هللا عن ننه‪« :‬أن إلن ن ى ينب ملسو هيلع هللا ىلص إعتك ننف ر ن‬
‫إلعش ن‬ ‫ن‬ ‫ر ن‬
‫وإلعشنين ى‬ ‫ى‬
‫ندري ي‬ ‫ن‬
‫أئ س ننعيد إلخ ن‬ ‫ي‬ ‫أرخ لح ننديث ى‬ ‫أرخ‪ ،‬وإلاال ننث‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ؤئ إعتكفننت إلعشنن إألول ألننتمس هننذه إلليلننة‪ ،‬ثننم‬ ‫إألول مننن رمضننان ثننم إعتكننف إلعشنن إألوس ن ‪ ،‬ثننم قننال‪ :‬ي‬
‫‪23‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫إلعش إألوإخر فمنن أحنب مننكم أن يعتكنف فليعتكنف»‬ ‫إلعش إألوس ثم أتيت فقيل ىل‪ :‬ؤنها نف ر‬ ‫إعتكفت ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وإئ أسجد نف صنبيحتها نف إلط ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫نن وإلمناء فأصنب‪ ،‬منن ليلنة‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫وإئ أريتها ليلة إلوتر ي‬ ‫فاعتكف إلناس معه قال‪ « :‬ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫ثالث وعشين وإن عنىل جبهتنه وأنفنه أثنر إلطنن وإلمناء ن»‪ ،‬وإختنار إؤلمنام إلننووي ‪ -‬ي‬
‫رض هللا عننه‪:-‬‬
‫ن‬
‫ؤحد أو‬
‫نن إألحادينث‪،‬‬ ‫إلسنن ؤىل ليلة وف بعضها ؤىل غيها جمعنا ب ن‬ ‫ن‬ ‫إلعش إألوإخر ت تقل بعض‬ ‫أنها منتقلة ف لياىل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وقال هذإ هو إلظاهر إلمختار‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ويس ننتحب أن يك ن رني يف ليل ننة إلق نندر م ننن ق ننول‪« :‬إلله ننم ؤن ننك عف ننو تح ننب إلعف ننو ف ننأعف ع ن ن ينب»‪ ،‬وأن يجته نند يف‬
‫وه باقية ؤىل يوم إلقيامة‪.‬‬ ‫ن‬
‫يومها كما يجتهد يف ليلتها‪ ،‬وخصت بها هذه إألمة ي‬
‫وشوطه سبعي‬ ‫ر‬

‫‪ - 1‬اإلسالم فال يص‪ ،‬من كافر؛ لتوقفه عىل إلنية وهو ليس من أهلها‪.‬‬
‫‪ - 2‬العا للل‪ :‬ف ننال يص نن‪ ،‬م ننن مجن ننون ومغ ننىم علي ننه وس ننكرإن؛ ؤذ إل ني ننة له ننم‪ ،‬ويص نن‪ ،‬م ننن إلمم ن نني‬
‫وإلعبد‪.‬‬
‫‪ - 3‬الناا عن الميض والنفاس‪.‬‬
‫‪ - 4‬أال يكون جنبا فال يص‪ ،‬منن حنائض ونفسناء وجننب؛ لحرمنة مكناهم منن حينث كوننه مكانا‪،‬‬
‫ن‬
‫بخننال مننن حننرم مكاننه ألمننر خننارج؛ كننذي خ نرإج أو قننروح أو إستحاضننة ونحوهننا ف نننه يحننرم مكاننه يف‬
‫إلمسجد‪ ،‬ولكن يص‪ ،‬إعتكافه‪.‬‬
‫‪ - 5‬أن يلب ل للث ف ل للوق ط أن ن ل للي الص ل للالة سن نناكنا كن ننان أو من ننيددإ‪ ،‬وإن كن ننان مفط ن نرإ‪ ،‬ؤلشن ننعار لف ن ن‬
‫إلعشنن إألول مننن شننوإل" وهننو يتننناول إعتكننا يننوم‬ ‫إإلعتكننا بننذلك‪ ،‬ولمننا صنن‪ ،‬أن إلنن ىنب ملسو هيلع هللا ىلص إعتكننف ر‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫نف ‪0‬مكنث أقنل منا يجنزت يف طمأنيننة‬ ‫نوم‪ ،‬فيندل عنىل عندم إشنيإطه‪ ،‬فنال يك ي‬ ‫إلعيد مع أننه إل يقبنل إلص‬
‫م‬
‫إلصالة كمجرد إلعبنور؛ ألن كن منهنا إل سنىم إعتكافنا‪ .‬ولنو ننذر إعتكافنا مطلقنا كفناه لحظنة‪ ،‬لكنن سنن‬
‫له يوم؛ ألنه لم ينقل إعتكا أقل منه‪ ،‬ويسن كلما دخل إلمسجد أن ينويه لينال فضله‪.‬‬
‫ن‬ ‫ل‬
‫‪ - 6‬أن يكون كذ ال جد لالتباع‪ ،‬سوإء سطحه وصنحنه ورحبتنه إلمعندودة مننه؛ فنال يصن‪ ،‬يف‬
‫مصىل بيت إلمرأة‪ ،‬وإلمسجد إلجامع أوىل لالعتكا من مسنجد غني جنامع؛ للخنروج منن خنال منن‬
‫أوجبننه‪ ،‬ولكن رنية جماعتننه‪ ،‬ولالسننتغناء عننن إلخننروج للجمعننة‪ ،‬وقنند يجننب إإلعتكننا فيننه؛ بننأن ينننذر زمنننا‬
‫متتابعا فيه يوم جمعة وكان ممن تلزمه ولم شين إلخروج لها؛ ألن إلخروج لها يقطع إلتتابع‪.‬‬
‫‪ - 7‬أن ننوي االعتةاف عند ماارني إللبث‪ ،‬كما ن يف إلصالة وغيها‪.‬‬
‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬

‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪24‬‬

‫أ‬
‫إركان إلعتكاف‬
‫ََ ٌ‬
‫مث ‪َ ،‬‬ ‫َ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وهية‪.‬‬ ‫لحكف ‪ُ ،‬وملحكف ىيه ‪ ،‬ول‬ ‫ُ‬
‫أركان ‪،‬رحكاف أرالة‪ :‬م ِ‬
‫أركان االعتةاف أربعي‬
‫إلب تم إؤلشارة ؤليها‪.‬‬ ‫مميإ خاليا من إلموإنع‬ ‫وشطه أن يكون مسلما ن‬ ‫معتكف‪ :‬ر‬ ‫‪-1‬‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ِ َ‬
‫‪ - 2‬ومعتكللف فيلله‪ :‬وهننو إلمسننجد إلخننالض إلمسننجدية‪ ،‬فننال يصنن‪ ،‬إإلعتكننا يف غنني إلمسننجد‪،‬‬
‫كالمنندإرس وإلن ّنر ّب ومصننىل إلعينند‪ ،‬وإل يجننب إلجننامع خالفننا لمننن أوجبننه‪ ،‬نعننم؛ هننو أوىل؛ خروجننا مننن‬
‫ولكية إلجماعة فيه‪.‬‬ ‫إلخال ‪ ،‬ر‬
‫ّ‬ ‫نن نف نننذره مسننجدإ لننم يتعن ن‬ ‫لننو عن ن‬
‫نن‪ ،‬فيكفيننه عننيه‪ ،‬ؤال مسننجد مكننة أو إلمدينننة‪ ،‬أو إألقضنن؛ فننال يقننوم غيهننا‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫مقامه ننا؛ لمزي نند فض ننلها‪ ،‬ق ننال ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪« :-‬إلت تش نند إلرح ننال ؤال ؤىل ثالث ننة مس نناجد؛ مس ننجدي ه ننذإ‪ ،‬وإلمس ننجد‬
‫إلح نرإم‪ ،‬وإلمس ننجد إألقضن ن»‪ ،‬ويق ننوم مس ننجد مك ننة مق ننام إألخ ننيين؛ لمزي نند فض ننله عليهم ننا‪ ،‬ويق ننوم مس ننجد‬
‫إلمدينة مقام إلمسجد إألقض؛ لمزيد فضله عليه‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ - 3‬ولبث‪ :‬أي إلمكث حقيقة أو حكما‪ ،‬فيشمل إليدد يف جهات إلمسجد‪.‬‬
‫‪ - 4‬ونيلي‪ :‬أي بالقلنب‪ ،‬كغنيه منن إلعبنادإت‪ ،‬وتكفينه نيتنه وإن طنال مكانه‪ ،‬وتجنب نينة إلفرضننية‬
‫ن يف إإلعتكا إلمنذور‪.‬‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬

‫***************‬
‫‪25‬‬ ‫الياقوت النفيس‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عتك ِ‬
‫اف‬ ‫مب ِطالب ِإل ِ‬
‫ّ ُ ّ‬
‫فط ر ُرر َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُم ررمط َال ُت ِ‪،‬رح َك رراف َس ر َ‬
‫رمل ٌة‪ :‬ا ُج ُن ررى ُن‪ ،‬وإلاغم رراب‪ ،‬و‬
‫الص ررائم‪،‬‬ ‫والس رركر‪ ،‬وا ح رري ُ ‪ ،‬وال ر ّ ِررده‪ ،‬وا جنا ررة ال ر ر ث ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫فر‪.‬‬ ‫ر‬‫وا ُخ ُرو ُ مو امل ج ال ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫الت تاطع االعتةاف‬ ‫ى‬
‫وه األشيا ك‬ ‫ك‬
‫‪1‬و‪ 2‬الجنون‪ ،‬واإلغ ا ‪ :‬ؤن طرأإ بسنب تعديا به؛ ألنهما حي ئذ كالسنكر‪ ،‬فن ن طنرأإ بنال تعند لنم‬
‫ن‬
‫يقطعانه ؤن بقينا يف إلمسنجد‪ ،‬أو أخرجنا مننه؛ لعندم ؤمكنان حفظهمنا فينه‪ ،‬أو لمشنقته‪ ،‬لكنن إل يحسنب‬
‫زمن إلجنون‪ ،‬بخال إؤلغماء‪ ،‬ولعدم أهلية إلمجنون للعبادة‪ ،‬وكذإ إلمغىم عليه ن يف إلجملة‪.‬‬
‫‪ .3‬وال ّ للكر‪ :‬ؤن تع نند ؛ وإن لننم يخ ننرج إلمتصننف ب ننه م ننن إلمسننجد؛ لع نندم أهليت ننه للعبننادة‪ ،‬ف ن ن ل ننم‬
‫يتعد لم يبطل إإلعتكا ‪ ،‬ويحسب زمنه من إإلعتكا ؤن لم يخرج من إلمسجد‪.‬‬
‫‪ .4‬والم لليض‪ :‬أي وإلنف نناس؛ لمنافاتهم ننا لالعتك ننا ‪ ،‬وإذإ طن نرأ ع ننىل إلمعتكف ننة ل ننم يحس ننب زم ننن‬
‫ن‬
‫مكاهننا مننن إإلعتكننا ؤذإ إتفننق إلمكننث مننع ذلننك يف إلمسننجد بعننذر أو غننيه؛ ألنننه ح نرإم لذإتننه كمننا مننر‪،‬‬
‫للوورة‪.‬‬ ‫وإنما يباح لها؛ ن‬
‫‪ .5‬والللردة‪ :‬وإن لننم يخننرج إلمتصننف بننه مننن إلمسننجد؛ لعنندم إهليتننه للعبننادة‪ ،‬ويحسننب زمنننه مننن‬
‫إإلعتكا ؤن لم يخرج من إلمسجد‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ .6‬والجناالي الل ى كلت تفطللر الصلائم‪ :‬أي‪ :‬ويجننب خننروج منن بننه حندث أ كن ىني مننن مسنجد؛ ألنننه مكاننه‬
‫بننه معصننية ؤن تعننذر طهننره فيننه بننال مكننث‪ ،‬وإإل فننال يجننب‪ ،‬بننل يجننوز ويلزمننه أن يبننادر بننه؛ ي إل يبطننل‬
‫ناشة‪ ،‬وإإلسننتمناء‪،‬‬ ‫تتننابع إعتكافننه‪ ،‬وكالجمنناع عمنندإ مننع إلعلننم بننالتحريم وإإلختيننار‪ ،‬وكننذإ إؤلن نزإل بالمبن ر‬
‫وإن فعل ذلك خارج إلمسجد؛ لمنافاته له‪.‬‬
‫‪ .7‬وال للروج مللن ال للجد اللال عللذر‪ :‬بكننل إلبنندن عالمننا بننالتحريم مختننارإ‪ ،‬كزيننارة مننريض وقننادم‬
‫وإلخروج للوضوء يمكن فعله ن يف إلمسجد‪ ،‬ولصالة إلجنازة‪.‬‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬

‫***************‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪26‬‬

‫َّ‬
‫صالة إلترإهيح‬

‫َّ‬
‫صاله التناويح رلرون ررلة ‪ ،‬كن ليلة مو رمضان ‪ ،‬ويجب أن ثكىن مة ‪ ،‬ووقت ا مو أداب صاله الللاب إلإ‬

‫طلىو الفجر‪.‬‬

‫آثرت أن ألحق بهما صالة إليإوي نن‪ ،‬لمناسبتها لهم‪ ،‬وإلرتباطها‬ ‫لما كان إلحديث أحكام إلصيام وإإلعتكا‬
‫بشهر رمضان‪.‬‬
‫ن‬
‫إلحاضون لما بعدها‪.‬‬ ‫ى‬
‫الباويل للح سميت بذلك؛ ألنه يفصل فيها ن‬
‫بن كل أربننع ركعات باإلسيإحة لي ش‬
‫وه من النوافل ال ؤكدا ‪.‬‬
‫ك‬
‫ل‬ ‫ن‬
‫وف إلوتر بعدإ‪ ،‬وفعل ا االار ن كذ ج ع الش ر؛ اأن يارأ ف ا كل ليلي‬
‫ت ن جماعة فيها وكذلك فرإد ‪ ،‬ي‬
‫جز ا أفضل من تكرير (سورة إلرحمن)‪ ،‬أو (هل أئ عىل إؤليسان)‪ ،‬أو (سورة إؤلخالص) بعد كل سورة من‬
‫(إلتكاثر) ؤىل (إلمسد)‪.‬‬
‫ن‬
‫رض هللا عنها‪ :‬أنه ملسو هيلع هللا ىلص خرج من جو إلليل يف‬ ‫وقد ورد لذ فضل ا ثار ش بة؛ منها‪ :‬ما ورد عن عائشة ن‬
‫ي‬ ‫ك‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫رمضان وصىل نف إلمسجد‪ ،‬فصىل إلناس بصالته‪ ،‬فأصبحوإ يتحدثون بذلك‪ ،‬ر‬
‫وكي إلناس يف إلليلة إلاانية‪،‬‬ ‫ي‬
‫فصىل وصلوإ بصالته‪ ،‬فأصبحوإ يتحدثون بذلك‪ ،‬فلما كانت إلليلة إلاالاة ر‬ ‫ّ‬
‫كي إلناس حب ضا إلمسجد‬
‫ّ‬
‫عن أهله‪ ،‬فلم يخرج ؤليهم‪ ،‬حب خرج لصالة إلفجر‪ ،‬فلما صىل إلفجر أقبل عليهم وقال لهم‪" :‬ؤنه لم‬
‫ن‬ ‫يخف ّ‬
‫توف رسول هللا‬‫عىل شأنكم إلليلة‪ ،‬ولكن خشيت أن تفرض عليكم صالة إلليل فتعجزوإ عنها"‪ ،‬ثم ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫رض هللا عنهما‪ ،‬ثم جمع عمر إلرجال عىل‬ ‫أئ بكر وصدر من خالفة عمر ي‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص وإألمر عىل ذلك يف خالفة ى ي‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫أئ حامة‪ ،‬ولذلك قال عامان يف خالفته‪( :‬نور هللا ىقي عمر كما نور‬ ‫ىي‬ ‫بن‬ ‫سليمان‬ ‫عىل‬ ‫ساء‬ ‫وإل‬ ‫كعب‪،‬‬ ‫بن‬ ‫ئ‬ ‫ىي‬ ‫أ‬
‫مساجدنا)‪.‬‬
‫ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫فىه ست وثالثون‪ ،‬وسنب‬ ‫قوله "عشون ركعة"‪ :‬أي‪ :‬يف حق غي أهل إلمدينة إلشيفة‪ ،‬أما يف حقهم ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ذلك‪ :‬أن إلصحابة نف مكة كانوإ يفصلون ن‬
‫ترويحتن بطوإ ليسييحوإ وي شطوإ بذلك؛ ألن يف‬ ‫بن كل‬ ‫ي‬
‫إإلنتقال من عبادة ؤىل عبادة أخر رإحة ويشاطا؛ ولذلك سميت إليإوي نن‪ ،،‬وكان ذلك باجتهادهم إل بأمره‬
‫‪27‬‬ ‫الياقوت النفيس‬
‫ّ‬
‫أربننع ركعات‪،‬‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ولما تعذر إلطوإ عىل أهل إلمدينة أدإهم إجتهادهم ؤىل أن يجعلوإ مكان كل طوإ‬
‫وثالثن‪ ،‬لكن فعلهم لها ر‬
‫عشين أفضل؛ ألنه إلوإرد عنه ملسو هيلع هللا ىلص‪.‬‬ ‫ن‬ ‫فصارت عندهم ستا‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وإلمرإد بأهل إلمدينة‪ :‬من كان فيها أو يف مزإرعها وقت أدإئها‪ ،‬ولهم قضاؤها ولو يف غي إلمدينة ستا‬
‫وثالثن‪ ،‬بخال غيهم فال يقضيها كذلك ولو ن يف إلمدينة؛ ف ن إلقضاء يح ي إألدإء‪.‬‬ ‫ن‬

‫عش فضوعفت فيه؛ ألنه‬ ‫إلعشين‪ :‬أن إلروإتب إلمّكدة نف غي رمضان ر‬ ‫بعش تسليمات كما سيأئ‪ ،‬وش ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ّ‬
‫وقت جد وتشمي‪.‬‬
‫لو إقتو عىل بعض ر‬
‫إلعشين ص‪ ،‬وأثيب عليه ثوإب إليإوي نن‪.،‬‬
‫قوله " كل ليلي من رمضان" ؤنما كانت ليال ّ‬
‫لقوة إألبدإن فيه بالفطر‪ ،‬وألنه محل عدم إلرياء‪.‬‬
‫ب ية قيام رمضان أو سنة إليإوي نن‪ ،‬أو صالة إليإوي نن‪ ،‬أو قيام رمضان‪ ،‬بكل ر ن‬
‫كعتن‪ ،‬فال تص‪ ،‬ب ية مطلقة‪.‬‬
‫قوله "ويجب أن تكون ل‬
‫ملت" فلو صىل أربعا بتسليمة وإحدة لم تنعقد ؤن كان عامدإ عالما‪ ،‬وإإل‬
‫ن‬
‫إنعقدت نفال مطلقا‪ ،‬لشبهها بالفرض يف طلب إلجماعة‪ ،‬وأيضا لم يرد فيها وصل‪ ،‬بخال إلوتر‪ ،‬فال‬
‫ُت ّ‬
‫غي عما ورد بأنها ن‬
‫ماب‪.‬‬
‫ولو كانت صالة إلعشاء مجموعة جمع‬ ‫وقوله "ووقت ا من أدا صالة العشا ‪.‬ىل طلوع الفجر"‬
‫تقديم‪ ،‬ؤىل طلوع إلفجر إلصاد ‪ ،‬قياسا عىل إلوتر‪ ،‬وفعلها عقب إلعشاء أول إلوقت من بدع إلكساىل‪.‬‬
‫ن‬
‫وف إؤلمدإد‪ :‬ووقتها إلمختار يدخل بربننع إلليل‪.‬إنتىه‪ .‬ويوتر بعدها جماعة سوإء فعلت إليإوي نن‪،‬‬
‫"عمية"‪ ،‬ي‬
‫وإلرمىل؛ ؤإل لمن يتهجد فيّخره لما بعد تهجده‪ ،‬أما وتر غي رمضان فال‬
‫ي‬ ‫جماعة أم إل باتفا إبن حجر‬
‫سن به جماعة كغيه‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫ويانت ندبا يف إلركعة إألخية من إلوتر يف إلنصف إألخي من رمضان لما رو إلحسن إلبوي‪" :‬أن عمر‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫إلاائ ف ذإ كانت‬ ‫يصىل بهم عشين ركعة وإل يقنت بهم ؤإل يف إلنصف ي‬ ‫ي‬ ‫أئ بن كعب‪ ،‬فكان‬ ‫جمع إلناس عىل ى ي‬
‫رض هللا عنه قال‪" :‬إلسنة ؤذإ إنتصف إلشهر‬ ‫إلعش إألوإخر تخلف فصىل نف بيته"‪ ،‬وإستدل بأن عمر ن‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫من رمضان أن يلعن إلكفرة يف إلوتر بعد ما يقول سمع هللا لمن حمده"‪ ،‬بقنوت إلصب‪ ،‬وهو‪ " :‬إلله َّم‬
‫َ َ‬
‫عط ْيت‪ ،‬وق نب رَ َّ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫تول ْ‬ ‫َّ‬
‫وتول نب َ‬ ‫َ‬
‫عاف ْ‬ ‫هد ْيت‪ ،‬وعاف نب َ‬ ‫َ‬ ‫إهد نئ َ‬ ‫ْ‬
‫ش ما‬ ‫ِ ي‬ ‫أ‬ ‫فيما‬ ‫ىل‬
‫ي‬ ‫وبارك‬ ‫ت‪،‬‬‫ي‬ ‫ن‬‫فيم‬ ‫ي‬ ‫ت‪،‬‬ ‫ي‬ ‫فيمن‬ ‫ِ ي‬ ‫فيمن‬ ‫ِ ي‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َق َض ْيت؛ ف َّنك َت ْق ن‬
‫ض وإل ُيق نض عليك‪ ،‬وإنه إل َيذل َمن وإل ْيت‪ ،‬تباركت َّربنا وتعال ْيت"‪ ،‬ثم يزيد عليه‬ ‫ِ ي‬
‫وناب‬ ‫ن‬ ‫قنوت سيدنا عمر وهو‪" :‬إللهم ؤنا يستعينك ويستهديك ويستغفرك‪ ،‬ونّمن بك ونتوكل عليك‬
‫ي‬
‫نصىل ويسجد‪،‬‬
‫ي‬ ‫عليك إلخي كله‪ ،‬يشكرك وإل نكفرك‪ ،‬ونخلع ونيك من يفجرك‪ ،‬إللهم ؤياك نعبد ولك‬
‫إعالم األانم بشرح كتاب الصيام‬ ‫‪28‬‬

‫ر‬
‫ونخش عذإبك‪ ،‬ؤن عذإبك إلجد بالكفار ملحق‪ ،‬وصل هللا وسلم‬ ‫وإليك يسع ونحفد‪ ،‬نرجو رحمتك‬
‫وبارك عىل نبيك دمحم"‪ ،‬ومحل ندب إلزيادة ؤذإ كان منفردإ أو ؤمام قوم محصورين رضوإ بالتطويل وإإل‬
‫فيقتو عىل قنوت إلحسن‪.‬‬

‫واهلل تعاىل أعلى وأعلم‬

‫*******‬
‫‪29‬‬ ‫الياقوت النفيس‬

‫مب وإل قوة‪.‬‬ ‫وهذإ آخر ما أبرزته عناية هللا إل بحول ن‬


‫ن‬ ‫ي‬
‫أخ ؤذإ رأيت أن إل يكتب إؤليسان كتابا يف‬ ‫رغت‪ :‬وإعلم يا ن‬ ‫ل‬ ‫قال ال يد عبد هللا ال‬
‫ي‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫يومه ؤإل قال يف غده لو كان غي هذإ لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد هذإ لكان ستحسن‪ ،‬ولو‬
‫إلعي‪ ،‬ودليل‬‫قدم هذإ لكان أجمل‪ ،‬ولو ترك هذإ لكان أفضل‪ ،‬وهذإ من أعظم ى‬
‫إلنش‪ ،‬وإل يكون ؤإل ما قضاه وأرإده من أمره ن‬
‫بن كا‬ ‫إستيالء إلنقض عىل جملة ر‬
‫ونون إنتىه‪.‬‬
‫أخ للعيوب ساترإ‪ ،‬وهللا أسأل أن يكون للذنوب غافرإ‪ ،‬وإلمطلوب من‬ ‫ن‬
‫وكن يا ي‬
‫ذإئ‪،‬‬‫إؤلخوإن إلصف‪ ،‬عن إلزلل‪ ،‬وإلعفو عن إلعلل‪ ،‬وإلسي لد إلخلل‪ ،‬ف ن إلنقض ي‬
‫سمائ‪.‬‬
‫ي‬ ‫صفائ‪ ،‬وإلبخس‬
‫ي‬ ‫وإلتقصي‬
‫وإلمرجو ممن إطلع عليها ن يف هذإ إلكتاب أن ينظر ؤليها نظر إحتقار‪.‬‬
‫ويرخ عىل ما فيها أذيال إألستار‪ ،‬فالسي من طبيعة إلكرإم‪ ،‬وإظهار إلعيوب من‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫عادة إللئام‪.‬‬
‫عن إلمالم وإلمالم إل يالم‪ ،‬وهللا أسأل أن أحل‬ ‫فمن عىل باإلستغفار وهو إلتمام وأنا ن‬
‫ي‬
‫محل إلقبول‪ ،‬ؤنه خي مأمول وأكرم مسّول‪.‬‬
‫ن‬
‫إلمرسلن‬ ‫هذا وأختم سبحان ربك رب إلعزة عما يصفون وسالم عىل‬
‫والم د هلل رل العال ل‬

‫وكتبه الفقري هلداية مواله‬


‫أ‬
‫ب‬
‫إ و عمر‬

‫هدإنه عتدإلعرير‬
‫ؤندونيسيا ليلة ‪ 1‬رمضان ‪1440‬هج‬

Você também pode gostar