Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
فارقتُ موض َع مرقدي يوما ً ففارقني السكون…….القب ُر أو ُل ليل ٍة باهلل قلي ما
يكون
مسلم في مخيلته
ٍ .ليلتان اثنتان يجعلها ك ُل
ِ
.ليلةٌ وهو في بيته مع أطفاله وأهله
عيش رغيد في صحة وعافية ،يضاحكُ أطفاله ٍ منعما سعيدا ،في
أي ويضاحكونه.والليلةُ التي تليها مباشرةً ليلةٌ أتاه الموت فوضع في القبر،
ليلتين ؟
العربي يقول:فارقتُ
ُ الشاعر
ُ ليلةٌ ثانيةٌ وضع في القبر ألو ِل مرة ،وذاك
:موض َع مرقدي يوما ً ففارقني السكون ،يقول
ت آخرمكان إلى مكان ،وذهبتُ من موضع نومي في بيتي إلى بي ٍ ٍ انتقلتُ من
.فما أتاني النوم
فباهلل كيف تكونُ الليلةُ األولى في القبر ؟
اإلنسان فريدا ً وحيدا ً مملقا ً إال من العمل ،ال زوج وال أطفال وال
َ يو َم يوض ُع
:أنيس
).ثم ردو إلى هللاِ موالهم الحق ،أال لهُ الحك ُم وهو أسرع الحاسبين(
أو ُل ليل ٍة في القبر بكاء منها العلماء ،وشكاء منها الحكماء ،ورثاء إليها
.الشعراء ،وصنفت فيها المصنفات
.أو ُل ليل ٍة في القبر
ت الموت لدغته حيه تي بأحد الصالحين وهو في سكرا ِ .أ ُ َ
وكان في سفر ،نسي أن يودع أمه وأباه وأطفالهُ وإخوانه ،فقال قصيدةً
هي أم المراثي العربي ِة في الشعر العربي .يقو ُل وهو ظها مع أنفاسه َ يلف ُ
زحف إلى القبر ُ :ي ُ
الرقمتين وداريا
ِ فلله دري يوم اُتركُ طائـعا ً ……… َ
بني بأعلى
يقولون ال تبعد وهم يدفنونني …….و أين مكا ُن البعد إال مكانيا
ق أطفالي في لحظة ؟ يقول كيف أفار ُ
لماذا ال أستأذنُ أبوي ؟
ختلس الحياة ،اهكذا أذهب ؟ ُ أهكذا ت ُ
أهكذا أفق ُد كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟
:ويقو ُل عن نفسه
َ
يتولون دفني ،ال تبعد أي ال أبعدك هللا َ
واللذين .يقو ُل لي أصحابي
وأين مكانُ البعد إال هذا المكان ؟
وأين الوحشةُ إال هذا المنقلب ؟
وأين المكان المظلم إال هذا المكان ؟
متصور هذا
ٌ تصور
َ .فهل
حتى إذا جاء أحدهم الموتُ قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا في ماتركت( ،
).كال إنها كلمة هو قائلها ،ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون
.كال ،آالن تراجع حساب ،آالن تتوب ،آالن تنتهي عن المعاصي
.يا مدبرا عن المساجد ماعرف الصالة
.يا معرضا عن القرآن ،يا متهتكا في حدود هللا
.يا ناشئا في معاصي هللا
.يا مقتحما ألسوار حرمها هللا
آالن تتوب ،أين أنت قبل ذلك ؟
.أو ليلية في القبر
:قال مؤرخوا اإلسالم
ابن أبي طالب رضي هللا عنه و الحسن من أوال ِد علي َ ِ مات الحسنُ ابن
.أرضاه
كان عنده زوجةٌ و أطفال وكان في الشباب،
والموتُ ال يستأذ ُن شابا ً وال غنيا ً وال فقيرا ً وال أميرا ً وال ملكا ً وال وزيرا ً وال
سلطانا،
الناس الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم َ ج
الموتُ يقص ُم الظهور ويخر ُ
.القبور بال استئذان
.الحسن ابنُ الحسن مات فجأة ،نقلوه إلى المقبر ِة
وحزنت حزنا ً ال يعلمه إال هللا .فوجدت علية امرأتُه ِ
.أخذت أطفالها وضربت خيمةَ ًً حول القبر
).وهذا ليس من عمل اإلسالم ولوال أن مؤرخو اإلسالم ذكروه ما ذكرته (
زوجها سنةً ضربت خيمةً حول القبر وأقسمت باهلل لتبكينا هي و أطفالها على ِ
.كاملة
وحزن بائس ٌ .هل ٌع عظيم
وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيم ِة وحملتها و أخذت أطفالها في
.الليل
:فسمعت هاتفا ً يقول لصاحبه في الليل
هل وجدوا ما فقدوا ؟ ،هل وجدوا ما فقدوا ؟
هاتف أخر قال ٌ :فر َد عليه
.ال ،بل يئِسوا فانقلبوا
:ما وجدوا ما فقدوا ،ما وجدوا ضعيتهم ،وال وديعتهم
الودائع من خير المؤدينا ِ كنز بحالون عند هللا نطلبُه…..خير ُ
قال ال ،بل يئِسوا فانقلبوا).ما كل َمهم من القبر ،ما خرج إليهم ولو في ليل ٍة (
.واحدة ،ما قبل أطفاله ،ما راى فتاته ،ال
.ولذلك هذه هي أو ُل ليل ٍة ولكن لها ليالي ٍ أخرى إذا احسن العمل
:قل هللا ،جل هللا
ِين آ َمنُوا َواتَّبَ َعتْ ُه ْم ذُ ِريَّت ُ ُه ْم ِب ِإي َم ٍ
ان( أ َ ْل َح ْقنَا ِب ِه ْم ذُ ِريَّت َ ُه ْم َو َما أَلَتْنَا ُه ْم ِم ْن َوالَّذ َ
ع َم ِل ِه ْمب َر ِهي ٌن َ
س َ ام ِر ٍئ ِب َما َك َ ).م ْن ش َْيءٍ ُك ُّل ْ ِ
تذكر أو َل
َ السالطين غرتُه قصوره ،وما ِ لسلطان من
ٍ أتى أبو العتاهية يقول
.ليل ٍة ينزل فيها القبر
ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر ،متجبر أما تذكرت أو ليلة ؟
هذا السلطان بناء قصورا ً في بغداد ،فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول
:له
عش ما بدا لك سالما ً في ظل شاهق ِة القصور
.عش ما بدا لك سالما ً عش ألف سنه ،عش مليون سنه سالما ً معافا ً مشافا
يجري عليكَ بما أردتَ مع الغد ِو مع البكور
:ما تري ُد من طعام ،ما تري ُد من شراب هو عندك ،ولكن أسمع ماذا يقول
بزفير حشرج ِة الصدور…… ..فهناك تعل ُم موقنا ً ما ِ النفوس تغرغرت
ُ فإذا
غرور كنت إال في ُ
غرور .فبكى السلطان حتى أغمي عليه :فهناك تعل ُم موقنا ً ما كنت إال في ُ
.أو ُل ليل ٍة في القبر
أطالب نفسي و إياكم آيامعاشر المسلمين أن نهياء لنا نورا ً في القبر أو ُل ُ وأنا
.ليلة
ينور لنا القبر إال العم ُل الصالحِ بعد اإليمان
ُ .و وهلل ال
سنا في القبر يوم ننقط ُع عن األهل المال الولد واألصحاب .لنقد َم لنا ما يؤن ُ
:خرج عليه الصالة والسالم إلى تبوك
هو الصحابة ،وكانوا في غزو ٍة في سبيل هللا .وفي ليل ٍة من الليالي نا َم َ
:قال ابنُ مسعود رضي هللا عنه و أرضاه
أخر الليل فنظرتُ إلى فراش الرسو ِل (ص) فلم أجده في فراشه .قمتُ َ
هو بارد.فوضعتُ كفي على فراش ِه فإذا َ
فراش أبي بكر فلم أجده على فراشه ِ .وذهبتُ إلى
فألتفت إلى فراش عمر فما وجدته،
بنور في أخر المخيم وفي طرف المعسكر ،فذهبتُ إلى ذلك النور قال وإذا ٍ
.ونظرتُ
قبر محفور ،والرسو ُل عليه الصالة والسالم قد نز َل في القبر .فإذا ٌ
.وإذا جنازةٌ معروضةٌ ،وإذا ميتُ قد سجي في األكفان
وعمر دليا ليَ بكر وعمر حول الجنازة ،والرسو ُل(ص) يقول ألبي بكر وأبو ٍ
.صا َحبكما
فلما أنزال ُه ،نزلهُ (ص) في القبر ،ثم دمعت عيناه عليه الصالة والسالم ثم
:التفتَ إلى القبل ِة ورفع يديه وقال
راض ( ٍ فأرض عنه) ( ،الهم إني أمسيتُ عنه َ راض
ٍ الهم إني أمسيتُ عنه
)،فأرض عنه َ
قال :قلت من هذا ؟
.قالوا هذا أخوك عبد هللا ذو البجادين مات في أو ِل الليل
راضٍ قال اب ُن مسعود فوددت وهللاِ أني أنا الميت ( :الهم إني أمسيتُ عنه
).فأرض عنه
َ
.وإذا رضي هللاُ عن العب ِد أسعده
أوامر هللا وانتهكَ حدو َد هللا َ نسي هللاَ و
َ .وإنما هي مسألةٌ لمن
نقو ُل له هل تذكرتَ يا أخي أو ُل ليل ٍة في القبر ؟
الثوب من
َ كان عمر بن عبد العزيز أميرا َ من أمراء الدول ِة األموية ،يغي ُر
الذهب والفضةُ عنده ُ اكثر من مرة،
اليوم َِ .حرير في
طلب وك َل ما تمنى َ .الخدم القصور ،المطاعم المشارب ك َل ما اشتهى وكل ما
تذكر أو َل
َ ولما تولى الخالفةُ ،ملك األمة اإلسالمية انسل َخ من ذلك ك ِله ألنه
.ليل ِة في القبر
المنبر يوم الجمع ِة فبكى وقد بايعتهُ األمة ِ .وقف على
:وحولَه األمراء الوزراء والشعراء والعلماء وقوا َد الجيش ،فقال
.خذوا بيعتَكم
.قالوا ما نري ُد إال أنت
هزل ،وضعف وتغير لونه ما عنده ع أو أقل إال وقد ُ مر عليه أسبو ٌ فتوالها فما َ
ثوب واحد
.إال ٌ
عمر تغير ؟
َ قالوا لزوجت ِه ما ِل
فيتقلب كأنه ينا ُم على ُ قالت وهللاِ ما ينا ُم الليل ،وهللا إنه يأوي إلى فراشه
:الجمر ويقول
آه توليت أمر أم ِة محمد ،يسألني يوم القيام ِة الفقير والمسكين والطف ُل
.واألرملة
:يقو ُل له أحد العلماء يا أمير المؤمنين
رأيناك قبل أن تتولى الملك وأنت في مكة في نعم ٍة وفي صحة وفي عافيه،
فمالك تغيرت؟
:فبكى رضي هللا عنه حتى كادت أضالعَه تختلف ،ثم قال للعالم وهو أبن زياد
القبر بعد ثالث ِة أيام
ِ .كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في
ق األحباب وأترك األصحاب .يو َم اجرد عن الثياب ،و أوسد التراب ،وأفار ُ
.كيف لو لرأيتني بعد ثالث وهللا لرأيت منظرا ً يسوءك
.فنسأل هللاَ حسن العمل
وهللا ،وهللا لو عاش الفتى في عمر ِه … .أسمع
األعوام مالكَ أمره
ِ وهللا لو عاش الفتى في عمر ِه …….ألفا ً من
متنعما ً فيها بك ِل لذيذ ٍة ………….متلذذا ً فيها بسكنا َ قصره
ال يعتريه اله ُم طول حياته ……… .كال وال تر ٌد الهمو ُم بصدره
ما كان ذلك كلُه في أن يفي…… .فيها بأو ِل ليل ٍة في قبره
.وهللاِ لو عاش ألف سنه ،وما طرقَه ه ٌم وال غم وال حزن
.وهللاِ ال يفي بأو ِل ليل ٍة في القبر
.و وهللاِ لننزلنَها جميعاً ،أو ُل ليله
فيا عباد هللا ،أسأ ُل هللا لي ولكم الثبات ،ما ذا أعددنا لضياف ِة تلك الليلة ؟
) :يقول رسولُنا (ص
).القبر روضةٌ من رياض الجن ِة أو حفرةٌ من ُح ُ
فر النا ( ُ
كان عثمانُ بنُ عفانُ الخليفةَ رضي هللا عنه إذا شي َع جناز ٍة بكى حتى يغمى
الرسو َل عليه فيحملونَه إلى بيت ِه كالجنازة إلى بيته .قالوا مالك ؟ قال سمعتُ
():ص
خسر (
َ القبر أو ُل مناز ِل اآلخرة فإذا نجا العب ُد فيه أفلح وسعُد ،وإذاُ يقول
خسر أخرتَه كلها َ ).والعياذُ باهلل
النيران
ِ الجنان ………..أو حفرةٌ من ُحفر ِ والقبر روضةٌ من ُ
إن يكو خيرا ً فالذي من بعده… .أفض ُل عند ربنا لعبده
.وإن يكن شرا ً فما بع ُد أشد………… ..وي ٌل لعب ٍد عن سبي ِل هللاِ صد
.أقول ما تسمعون وأستغفر هللا العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين
.فأستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم