Escolar Documentos
Profissional Documentos
Cultura Documentos
أن فصائالًأن الكل يعرف ّ حال الموصل وعموم محافظة نينوى اليوم هو ّ
من الحشد الشعبي هي من تتولى إحراق حقول الحنطة والشعير في
الموصل وكل مدن العراق التي تنتج هذه المحاصيل الستراتيجية المتعلقة
بها حياة العراقيين ،وهو عمل جار منذ شهر من الزمان لكنني تحدثت عن
ذلك منذ أكثر من شهرين ،من يوم أن تولت هذه المليشيات تبليغ
المزارعين بأنها ستقتص منهم خمس ما سيحصدونه .هؤالء المزارعين هم
سنّة وليس شيعة كي يتم تطبيق قاعدة الخمس عليهم ،وال حتى الشيعة من
المزارعين أنفسهم يتم إجبارهم في تلك المحافظات الجنوبية والوسطية على
دفع الخمس ألية مليشيا وال للحوزة نفسها فهي نسبة مختلف على وجوبها
بعد وفاة الرسول ألنّك لو تعقبت كم هناك بين العرب والعجم واألكراد
واألفغان والباكستانيين من " سادة" لتبادرت لذهنك من فوره صورة
ي شئ وهم أيروسية مفادها ّ
أن علي والحسن والحسين لم يكونوا يفعلون أ ّ
بالعراق سوى " النزو والرهز" على نساء القبائل المختلفة ووفق مصطلح (
)7/24كما لو كانوا ديكة التلقيح أو تلك الخيول في الحقول بحيث تولد
عن هذا الثالثي غير المرح كل هؤالء السادة فهذه متوالية ال تصح ،ليس
بوجود األمويين والعباسيين الذين عكفوا على إستئصال نسل الحسن
والحسين وتعقبهم فأحد أحفاد الحسن تلقى إنذارا ً بالقتل من خصم له " ...
حتى لو تعلق بأستار الكعبة" ! وفي العراق هذا ،لو رميت قندرتك على أي
جمع خارج بيتك لكانت فرصك بإصابة عمامة سيد مؤكدة فيما المفهوم
الخاص بمصطلح السيادة والقيادة واإلمامة يعني "اإلنتقائية" العالية ال ّ
أن
الغالبية هم سادة واألقلية هم من العامة.
الكل يعرف من المجرم والكل ال يجرؤ على النطق بذلك ألن من يتكلم يتم
إغتياله ،ها قد عدنا لزمان صدام حسين لكن هذه المرة ليس مع حكومة
وحزب أوحد يفرض عدم النقد وعدم اإلستهزاء وعدم تشخيص العلة بل مع
زمر إجرامية تتكلم نيابة عن الحكومة والدولة بمؤسساتها ،مليشيات تمنع
النقد وتهدد ببتر أصابع اإلتهام وقطع األلسنة التي " تتجرأ" على إعالم
السبع بما ال يود سماعه ( :حل َكك جايف يا جايف يا إبن الجايفه) ،أألجل هذا
إبتهج العراقيون الذين إحتفلوا وقت تم إسقاط تماثيل صدام حسين؟ هل هذا
هو أفضل ما يمكن للثيولوجيا الشيعية-الجعفرية أن تقدمه كنموذج مقابل ما
قدمه صدام حسين وكل من سبقوه من حكام وملوك وسالطين وخلفاء
رجوعا ً لزمن الخالفات الراشدة؟ هل هذه هي الفرقة الناجية من بين فرق
المسلمين؟ هل بهذه البربرية والدكتاتورية التي تجبن عن تنقية نفسها يريد
هللا تعالى للبشرية أن تقاد؟
حرق الحنطة والشعير هكذا هو عمل يرقى للقتل الجماعي في ظل كون هذه
المحاصيل هي األهم للعراقيين المعتاشين على الحصة التموينية وبظل
وجود حكومة فاشلة ال تتقن أي شئ سوى إستخراج النفط ونهبه ومن ثم
توزيع الواردات بشكل غير متناسب على وزارات متفقة فيما بينها على
النهب واإلرتشاء وتحويل المنهوبات ألرصدة األحزاب والوزراء
إن فكرة (إستيراد الحنطة والشعير) كبديل عن الحنطة والشعير وزبانيتهمّ .
المحليين تعني تخصيص مبالغ مهولة هي أجدر بالتوجيه صوب أمور
أخرى يحتاجها العراقيون وبكل حراجة .ويبدو المثل القائل " أسمع قعقعةً
وال أرى طحنا ً " أقرب شئ لواقع حال العراق فما يصل للمحافظات
كتخصيصات سنوية هو أشبه بالماء المنساب في الغربال ،ال يتبقى منه
شئ ،حتى ما يعلق بشبكة الغربال ال يخرج عن كونه مدارس هزيلة
وجسور تنهار بسرعة ومشاريع وهمية متكررة كل سنة ..العراق يهرول
صوب نهاية سوداء فمعدل البناء واإلعمار ال يقارن مع وتيرة الهدم
والنهب ،وكل ما يعتاش عليه العراقيون هو من بقايا منجزات ما قبل
2003وهذا كله بسبيله للتالشي بغياب اإلدامة والتحديث ،ويعرف من
إعتاد التنقل على الطرقات الخارجية وبتكرارية متباعدة بعض الشئ ع ّم
أحكي فالطرق تتعرض لتدمير التبليط بشكل يؤشر تحولها لحال قندهار
قريبا ً جدا ً.
أن العراق محكوم بثيولوجية شيعية تعير نفسها لمرجعية قم ومعلوم للجميع ّ
ولمرجعية النجف بنفس الوقت ،مهما تملصت أبواق الحكومة من ذلك
وحاولت إشراك سياسيي السنة وبقية المكونات معهم في مهرجان ( تصخيم
الوجوه وتحميل المسؤولية) الذي لم يعد ممكنا ً لهم التهرب من اإلقرار به.
التريند السائد من 2013هو ( لسنا الوحيدين المتميزين بالسفالة والغباء
والسقوط واللصوصية والخيانة ،إنما نحن جزء منها فحسب) و ( ما كان
أليادينا القذرة أن تصفق لوحدها لوال أياديكم القذرة هي األخرى) ،بمعنى:
غراب ي َكول لغراب وجهك أسود إمصخم! ولكن اللعبة السياسية قائمة أصالً
على وضع مقاليد األمور في أكف الشيعة العراقيين الحاكمين فبيضة ال َكبّان
هي بأيديهم في كل مشروع قرار بالبرلمان ،لذا نرى حرائق المحاصيل هذه
بقيت ممنوعةً من الصرف في قرارات رئاسة الوزراء وفي وسائل اإلعالم
،والمالحظ هنا هو أنّه ال أحد منهم إتهم داعش بها كما كان ليحلو إلعالم
الحكومة كون هكذا كذبة تحتاج لشعب منغولي بمجمله كي يتم تسويقها
عليه ..وبالمقابل ،فال أحد يتهم الجهة الوحيدة المقابلة لداعش أال وهي
الحشد اإليراني الهوى وجزئه الملتصق بإلية المرجعية في النجف وذلك ألن
تنظيم العصائب هدد بتصفية من يتهم الحشد بذلك ،عالنيةً ،ها قد عدنا لتلك
أن الحسين مات "منتوالً"/
الطرفة عن موسم عاشوراء (..هل أقول لهم ّ
مصعوقا ً بواير المبردة؟)!
بحسابات المنطق العراقي واألخالقي الصرف فهي " قطع األعناق وال قطع
األرزاق " كما رددها صدام حسين آنذاك ،ومن وجهة نظر الشريعة ،ففي
نظام حكم يزعم أنه إسالمي ،يندرج إحراق حقول المزارعين تحت تصنيف
( السعي في األرض فسادا ً وإهالك الحرث والنسل) ومن يعرف تاريخ
السيرة النبوية وأسباب النزول تقفز لباله فورا ً قصة األخنس بن شريق
الثقفي الذي زار الرسول في المدينة بزعم الدخول باإلسالم ومن ثم قام فور
مغادرتها بإحراق مزروعات لمسلمين وعقر خيول تعود لهم ،وكانت هذه
اآلية هي رأي السماء فيهَ " :و ِمنَ النَّ ِ
اس َمن يُ ْع ِجب َُك َق ْولُهُ فِي ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا َويُ ْش ِه ُد َّ َ
َّللا
ض ِليُ ْف ِس َد فِي َها َويُ ْه ِل َك ْال َح ْر َ
ث س َع ٰى فِي ْاأل َ ْر ِ علَ ٰى َما فِي قَ ْلبِ ِه َو ُه َو أَلَ ُّد ْال ِخ َ
ص ِام * َوإِ َذا ت َ َولَّ ٰى َ َ
َوالنَّ ْس َل ۗ َو ََّّللاُ َال ي ُِحبُّ ْالفَ َسا َد " البقرة – ، 205فعقوبتهم تُستمد من اآلية التي
تحكي عمن يحاربون هللا ورسوله ويسعون في األرض فسادا ً " إِنَّ َما َجزَ اء
ط َع أ َ ْيدِي ِه ْم
صلَّبُواْ أ َ ْو ت ُ َق َّ
سادًا أَن يُقَتَّلُواْ أ َ ْو يُ َ سولَهُ َو َي ْس َع ْونَ فِي األ َ ْر ِ
ض فَ َ َّللا َو َر ُ
اربُونَ ّ َ الَّذِينَ يُ َح ِ
ع َذاب َ
ع ِظيم اآلخ َرةِ َ ض َذ ِل َك لَ ُه ْم ِخ ْزي فِي ال ُّد ْنيَا َولَ ُه ْم فِي ِ َوأ َ ْر ُجلُ ُهم ِ ّم ْن ِخالف أ َ ْو يُنفَ ْواْ ِمنَ األ َ ْر ِ
" المائدة ، 33 -وأنا أرى أنه ما لم تأمر الحكومة والمرجعية في النجف بتعقب
الفاعلين وإخضاعهم للقصاص وفق الشريعة فهو من حق كل متضرر أن
يعمد لقنص من يمكنه قنصه من هذه المليشيات وكل من يتماس معها
وخصوصا ً عصائب أهل الباطل وكتائب حزب الالت التي ثبت تورطها
بالحرق وفق تسجيل مصور إنتشر مؤخرا ً على اإلنترنيت:
https://www.facebook.com/thaer.handi.3/videos/246
6765203551652/?t=2
هذا حكم هللا مأخوذا ً من كتابه الكريم الذي ال يأتيه الباطل ال من بين يديه
وال من أمامه أو خلفه وهذا هو القصاص الذي لنا فيه حياة نحن أولي
األلباب كما نصت آية من سورة اإلسراء ،وأنتم يا مراجع الشيعة الصامتين
دوما ً مطالبون بإبداء الرأي والعمل الجاد إلثبات أنكم لستم من أوحى لهؤالء
المارقين بتنفيذ هذا الفعل القبيح الذي يصب في باب كفران النعمة
وهدرها(ونستذكر هنا تلك األسراب الهائلة من األسماك النافقة التي حلت
محلها بالتجهيز أسماك إيرانية دخيلة) ،ألستم أنتم من تقولون ّ
أن العلمانية
ليس لها محل في نظام حكمكم الذي تسمونه " إسالمي" وما هو إال "
ش ْوفونه مصداقيتكم وأعلمونا :لمن الحاكميةَكو َكوشي إيراني"؟ يلله عادَ ،
اليوم وهكذا جريمة إبادة للنعمة ال تخرج من حيز قطع األعناق إال لتدخل
ضمن نطاق تقطيع األطراف من خالف والصلب والنفي من األرض؟!